منتديات وهج الذكرى - ثروات النساء في الشرق الأوسط تقترب من تريليون دولار

أصبحت النساء في دول الشرق الأوسط أكثر ثراءً. وبمعدل النمو الحالي، تشير مجموعة بوسطن الاستشارية (bcg) إلى أن ثروة النساء في المنطقة يمكن أن تتجاوز 1 تريليون دولار بحلول عام 2023.

وتعكس أرقام bcg للشرق الأوسط النمو الإجمالي في حصة ثروة النساء في جميع أنحاء العالم، حيث تواصل الأسواق وأرباب العمل رحلتها نحو اقتصاد عالمي منصف.

وأشار التقرير إلى أن النساء يستحوذن على 32.5% من إجمالي الثروة العالمية البالغة 216 تريليون دولار، متوقعاً نموها بنحو 7.2% سنويًا لتصل إلى 93 تريليون دولار في عام 2023 أي 34%.

وتدير النساء في الشرق الأوسط ما يقرب من 800 مليار دولار من الأصول، وهو ما يمثل 13% من إجمالي ثروة المنطقة البالغ حوالي 6 تريليون دولار.

في حين أن حصة الذكور من هذه الأصول لا تزال أعلى بكثير من 5 تريليون دولار، فمن المتوقع أن تنمو ثروة النساء بمعدل نمو سنوي مركب (cagr) يصل إلى 9% تقريباً على مدى السنوات الثلاث المقبلة مع تجاوز الرقم 1 تريليون دولار.

وتقود المملكة العربية السعودية النمو في المنطقة، حيث تبلغ قيمة الأصول الخاضعة لإدارة النساء حوالي 225 مليار دولار، تليها الإمارات حيث تبلغ ثروة النساء ما يزيد قليلاً عن 100 مليار دولار، على الرغم من أنه من المتوقع أن تلحق بالمملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة المقبلة على خلفية معدل نمو سنوي مركب يزيد عن 8% مقارنة بنسبة 5% في السعودية.

ويفوق نمو ثروة النساء في الشرق الأوسط مثيلاته في أميركا الشمالية وغرب أوروبا، في حين أنه أقل من آسيا وأميركا اللاتينية وشرق أوروبا.

وعزا التقرير أسباب النمو الإيجابي لثروات النساء في منطقة الشرق الأوسط إلى عمليات الانفتاح الاقتصادي والثقافي وإتاحة التعليم والرعاية الصحية، وتوليهن مناصب قيادية في الشركات، ومشاركتهن في الأعمال الريادية، حيث تتفوق نسبة النساء على الرجال في جامعات 15 دولة عربية.

وتوقعتت مجموعة بوسطن الاستشارية نموًا هائلا لثروة المرأة بالشرق الأوسط في هذا العقد، مع استمرار معدل نمو ثرواتهن بالشكل الحالي، وأن يسهم النمو المتسارع بثروتهن في نمو الثروة الإقليمية خلال السنوات المقبلة رغم تفشي فيروس كورونا.

وألمح إلى أن النساء على مستوى العالم يضيفن 5 تريليونات دولار سنوياً إلى إجمالي الثروة العالمية، وأن المساواة في الأجور، وتوزيع أدوار القيادة ستقود بشكل أكبر تكوين ثروة المرأة على الصعيد العالمي.

وتنظر الدراسة إلى عدد النساء في ريادة الأعمال والقوى العاملة ‏والمناصب القيادية باعتبارهن المحركات الثلاثة لثروات النساء في ‏جميع أنحاء العالم. الشرق الأوسط وأفريقيا هما المنطقتان ‏الوحيدتان في العالم حيث تعد ريادة الأعمال النسائية العامل ‏الأساسي في نمو ثروة المرأة.‏

وريادة الأعمال هي شريحة اقتصادية نابضة بالحياة وتتوسع بسرعة ‏في المنطقة ككل، مما يمنح المشاركات في هذا المشهد ‏مكانة قوية، وتأتي مشاركة القوى العاملة والنساء في المناصب القيادية على ‏التوالي كمحركات لثروات المرأة في الشرق الأوسط.‏

ومع ظهور هذه الاتجاهات الواعدة على خلفية الاستقرار السياسي ‏المتزايد في المنطقة، يتوقع المدير الإداري لمجموعة بوسطن ‏الاستشارية للشرق الأوسط مصطفى بوسكا أن النمو سيظل قوياً في ‏المستقبل.‏

وقال بوسكا إن "الانفتاح في الشرق الأوسط هو دليل آخر على أن ‏توسيع نطاق الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية يمكن أن يكون ‏له آثار إيجابية على النساء".
‏
وتابع أن "المشاركة في القوى العاملة، والمناصب القيادية، ‏وأنشطة تنظيم المشاريع، والتمكين الاقتصادي تلعب جميعها ‏أدوارًا مهمة في التقدم الاقتصادي، الأمر الذي سيسهم بدوره في ‏زيادة نمو ثروة المرأة خلال العقد المقبل".

وقال بوسكا: "سوف يلبي نموذج جديد لإدارة الثروات مطالب ‏النساء ويمكّنهن من اتخاذ قراراتهن الخاصة. من خلال القيام ‏بذلك، سوف يستمرون في أن يصبحوا قوة اقتصادية أكثر بروزاً إلى ‏درجة أنه في منتصف العقد المقبل، لن يتم مناقشة المساواة بين ‏الجنسين".‏

وتقوم مجموعة بوسطن الاستشارية (‏bcg‏) التي تأسست في دبي عام 2007، برصد مشاركة المرأة ‏وقيادتها في المنطقة بشكل منتظم. وتستخدم الشركة أحدث الأرقام ‏للاستشارات الاستثمارية المتنوعة وخدمات ‏إدارة الثروات في المنطقة حيث لديها أكثر من 400 موظف حالياً حول العالم.