منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   الخيمة الرمضانية (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=155)
-   -   أما آن لهم أن يفطروا؟ (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=34228)

روح الأمل 04-19-2021 06:11 AM

أما آن لهم أن يفطروا؟
 
لبنى شرف

ما أكثر ما نسمع أن رمضان مدرسة إيمانية تربوية، أو دورة تدريبية، ولكني لا أرى الصائمين - إلا من رحم ربي - يستفيدون شيئاً منها؛ فكما دخلوا يخرجون.



أين مواساة الفقراء إن كانوا عرفوها؟ وأين لذة العطاء إن كانوا ذاقوها؟ أين هذا بعد رمضان؟ فهناك من يصوم لا كصوم الناس في رمضان؛ وإنما صوم من لا يجد الزاد، والله وحده يعلم كم من الأيام يطويها جائعاً؟ أما آن لأمثال هؤلاء أن يفطروا؟



وردت آيات وأحاديث في أجر إطعام الطعام وتفطير الصائمين، ولكن مَن الأَوْلى بهذا التفطير وهذا الإطعام: الغني المترف، أم الفقير المعدم؟ الذي يأكل حتى تنفقئ أمعاؤه، أم الذي هدَّ جسمَه الجوعُ وأنحلَه حتى زاغ منه البصر؟



كم تنفقون أيها الأغنياء على ملذاتكم وشهواتكم؟ وكم هو نصيب الفقراء في مال الله الذي هو في أيديكم؟



كم تسرفون في الولائم، في رمضان وغير رمضان؟ وكم تلقون من الطعام في القمامة، وغيركم يبحث عن لقمة أو شربة ماء؟ أترضون أن يموت أطفالكم جوعاً؟ ولكنكم ترضونه لغيركم.



ماذا لو دار عليكم الزمان، فعصفت بكم الريح، وتغير الحال؟ هل وضعتم أنفسكم يوماً مكان هؤلاء الفقراء؟ أو فكرتم ولو مرة ماذا لو كان أولادكم مكان أولئك الأطفال البائسين؟ ماذا تراكم كنتم فاعلين؟



أيها الأغنياء، يقول لكم الرافعي: "أيَجوعُ إخوانُكم أيُّها المسلمون وتشبعون؟ إنَّ هذا الشبَعَ ذنبٌ يعاقبُ اللهُ عليه. والغنى اليومَ في الأغنياءِ الممسِكينَ عن إخوانهم، هو وصفُ الأغنياءِ باللؤمِ لا بالغنى".



إن قوماً تجد فيهم أناساً يعيشون في الترف، وآخرين في الشظف؛ أناساً يموتون من التخمة، وآخرين يموتون من الجوع، هم كما وصف سيد قطب في قوله: " يكره الإسلام الفقر والحاجة للناس؛ لأنه يريد أن يعفيهم من ضرورات الحياة المادية؛ ليفرغوا لما هو أعظم ولما هو أليق بالإنسانية وبالكرامة التي خص الله بها بني آدم: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً ﴾ [الإسراء: 70]



ولقد كرمهم فعلًا بالعقل والعاطفة، وبالأشواق الروحية إلى ما هو أعلى من ضرورات الجسد؛ فإذا لم يتوافر لهم من ضرورات الحياة ما يتيح لهم فسحة من الوقت والجهد لهذه الأشواق الروحية، ولهذه المجالات الفكرية؛ فقد سُلبوا ذلك التكريم، وارتكسوا إلى مرتبة الحيوان، لا بل إن الحيوان ليجد طعامه وشرابه غالباً، وإن بعض الحيوان ليختال ويقفز ويمرح، وإن بعض الطير ليغرد ويسقسق؛ فرحاً بالحياة بعد أن ينال كفايته من الطعام والشراب.



فما هو بإنسان وما هو بكريم على الله ذلك الذي تشغله ضرورات الطعام والشراب عن التطلع إلى مثل ما يناله الطير والحيوان، فضلا عما يجب للإنسان الذي كرمه الله. فإذا قضى وقتَه وجهدَه ثم لم ينل كفايته، فتلك هي الطامة التي تهبط به دركات عما أراد به الله، والتي تصم الجماعة التي يعيش فيها بأنها جماعة هابطة لا تستحق تكريم الله؛ لأنها تخالف عن إرادة الله".



قالوا: إن طالب العلم يحتاج من يكفيه مؤونة عيشه؛ حتى يتفرغ لطلب العلم، فكيف لنا أن تطلب ممن عضه الفقر وأذلته الحاجة أن يترفع عن ضرورات الجسد، وهو لا يستطيع أصلاً أن يسند هذا الجسد؟ وأنّى له أن يجد فسحة من الوقت والجهد للأشواق الروحية والمجالات الفكرية؟ وأي مشروع حضاري يُنتظر منه أن يكون له دورٌ فيه؟



في المقابل، تجد من يمتلك ليس فقط ضرورات الحياة؛ وإنّما كل أسباب الرفاهية، إلا أنه مع ذلك لا يترفع عن ضرورات الجسد! وترى هناك من يصنع أطول (ساندوتش) أو أكبر طبق طعام، لا ليطعم أكبر عدد من الفقراء، ولكن ليدخل موسوعة (غينيس)! أي سخافة عقول هذه، وأي إسفاف!



تقبل الله منكم الصيام أيها الأغنياء، والفتات الذي تلقون به إلى الفقراء.

وردة الغرام 04-19-2021 07:01 AM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
بارك الله بجهودك الطييةوجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

بانتظار جديدك حبيبتي

همس المطر 04-19-2021 10:39 AM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
شكرا لك
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خير الجزاء
دمتِ برضى الله وحفظه ورعايته

اميرة الحب 04-19-2021 04:34 PM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك

سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي الطرح القيم
في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة ودائما في إبداع مستمر
ودي واكاليل وردي
كنت هنا اميرة الحب

ريماس 04-20-2021 02:00 AM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك

ولد الذيب 04-20-2021 03:29 AM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
طررررح رااائع ومميز كعااادتك








اشكررررك جزيل الشكررر

روح الأمل 04-20-2021 08:06 AM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
جزاكم الله خير الجزاء اسعدكم الله

النايفه 04-26-2021 01:10 PM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
https://www3.0zz0.com/2021/04/26/12/173085779.gif

احمد الحلو 05-10-2021 01:23 PM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
جُزيت خيرا

طرح راقي وثري وجهد مميز سلمت الايادي

سوسنتي الحلوة

احمد الحلو

اسير الذكريات 03-17-2022 07:34 PM

رد: أما آن لهم أن يفطروا؟
 
..



جزَآك،ً آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ, الرٍآَئع وَ آلقيَم
وً جعلهآ فيِ، مــــيِزآن‘ حــسًنآتكْ،
وٌ جعلَ, مُستقرَ نَبِضّكْ, الفًردوسَ، الأعلى ًمِن، الجـنـَة
حَـمآك،ً آلرحــمَن،
http://www.nalwrd.com/vb/upload/4156nalwrd.gif


الساعة الآن 12:33 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون