منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   نفحــات ايمانيـة (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=27742)

اندبها 04-29-2019 11:16 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
656009811المنبر خطبة تمهيدية للرسول صلى الله عليه وسلم )
656009811 طاعة ولي الأمر
656009811 ( حقيقة شهر رمضان )
656009811 ( أمانة تربية الأبناء )
656009811 ( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )
656009811 (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ )
656009811 ( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )
656009811 (فلنحذر من هذه الصفات ) (الحسد)
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات)(البيوع المحرمة)
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )
656009811 المنبر ( متجدد أسبوعياً ) ( فلنتخلق بهذه الأخلاق ) ( وكونوا عباد الله إخوانا )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( الى الذين يشتهون أكل لحم بعضهم بعض )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات) ( التباغض )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 1 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 2 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( الولاء والبراء )
656009811 ‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( إحسان الظن بالله 1 )
656009811 ‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) (مخاطر سوء الظن بالله 2 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( عند الجوائح لاينفع الاّ الدعاء لرفعه)
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 1 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم .... فلا تحتفل ببدعة مولده
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) هل تصح إطلاق صفة أولياء الله على كل من هب ودب ..؟
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 2 )
656009811المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......1
656009811 المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).....(. 2 والأخير )
656009811 لمنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )
656009811 المنبر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( الاعتداء على حق المرأة واليتيم في الميراث ) ( 1 )
656009811المبنر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( ( فريضة الميراث وحقوقها وأحكام توزيعها لمستحقيها .... ) ( 2 )
656009811المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إحذروا عدم رضى الله عنّا في هذا الزمن.....









http://www.m9c.net/uploads/15561414991.png
( خطبة تمهيدية للرسول صلى الله عليه وسلم )
http://www.m9c.net/uploads/15561400152.jpg
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
الاخوة الكرام
نلتقي مُجدداً وكلنا طمع في أن تكون أعمالنا
خالصة لوجهه الكريم وتُكتب لنا لا علينا
فقط حينما نجعل ما نكتب وما نملأ به صفحاتنا
يكون لله وبالله ولأصلاح حالنا وأحوالنا
عندها نكون بالفعل نطمع وندعوا الله أن تكون اعمالنا
خالصة لوجهه الكريم ، لاننا نريد من فعلها ان ننشر
الكلمة الطيبة والنصيحة الهادفة التى تساهم في رأب الصدع
في ما بيننا وما بين انفسنا ، فتستكين قلوبنا وتعطي
ما أراد الله بها من عطايا جليلة عظيمة تنطبق
على مُراد الله لنا
وهو العباده له وحده
وإتباع ما أرشدنا اليه من طريقة للعبادة
والتقرب والتوسل لله
عن طريق منهاج ورسالة
رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
ففي قوله تعالى في سورة الذاريات :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
وقوله تعالى :
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
أما أن نُغرّد في اسراب منفصلين
عن ديننا وعن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم
ومنهاجه الذي إرتضاه الله لنا ونخالفه ونشاقق
ولا نتبع سبيله صلى الله عليه وسلم
ولا سبيل المؤمنين من صحابته الابرار ...
نكون قد ساء مصيرنا ونكون لجهنم حطباً
ونطعن في اقواله واعماله ونتبرأ منها
ونتبع سُبل الكافرين واعوانهم من بني جلدتنا
الذين ارادوا هدم ديننا بفلسفاتهم
وانحرافاتهم وهمجيتهم
وتأويلهم والشطط في تفسيراتهم
حتى أتوا بمنهج مغاير تماما لما جاء به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ......
فحينما نتبع تغريدات الأسراب المختلفة الناعقة
ونقول بعدها اننا نعمل لله وبالله
فهذا غير صحيح ، والله سيكون
شاهد على مااقترفت ايدينا
وتنطبق علينا آياته الكريمة في قوله تعالى:
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
اخوتنا الكرام
أردت بتوفيق من الله أن أعمل عملاَ أحسبه طيبا ومهماً
وهو نصب منبر أسبوعي وتحديداً كل يوم جمعة
لنعيش فيه لحظات تُذكرنا بما فعلنا طيلة الاسبوع
ونسترشد ونتدارس ونعيش اجواء صلاة الجمعة
وسيكون التحدث فيها بموضوع
مختلف في كل اسبوع لمواكبة
مانحتاجه من نصح وارشاد وتعلم وفهم وبيان
واصلاح ذات البين والدعوة لله على بصيرة
ولكن ما أراده الله كان
حيث أني لم أستطيع أن
أنشر هذه الخطبة يوم الجمعة الماضية
وذلك لسوء الأتصالات والأنقطاع المستمر
لوسائل الأتصال
ولكن لابأس حتى في وسط الأسبوع
فسيؤدي نشره للرسالة المرجوه ...
وقبل كل شيء اخوتنا الكرام
اردت في هذه الجمعة ان نستفتح
اول خطبة في منبرنا هذا
ستكون مُفصّلة وفيها من الأضافات المهمة
لبيان اهمية خُطب الجمعة
وكيف جاءت ومعلومات تاريخية
عن المنبر وما دار الحديث حوله من تفسيرات لغوية
ورسالته وحتى تصميماته الحقيقة الشرعية
فنقول والله المستعان:
تعريف المنبر
المعجم: القاموس المحيط
1. مِنْبَرٌ
جمع : مَنَابِرُ . ن ب ر.
صَعِدَ الخَطِيبُ المِنْبَرَ : مَحَلٌّ مُرْتَفِعٌ ،

أَوْ كُرْسِيٌّ مُرْتَفِعٌ يَعْتَلِيهِ الخَطِيبُ وَيَتَحَدَّثُ مِنْهُ إِلىَ الجَمْعِ .
مِنْبَرُ العَدَالَةِ : مَكَانُ جُلُوسِ القَاضِي .
مِنْبَرُ الرَّأْيِ :-: مُنْتَدَى.لأبداء الأراء..
ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه
قوله صلى الله عليه وسلم:
مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ
المعجم: اللغة العربية المعاصر
2. ‏ منبر ‏
‏ المكان المرتفع في قبلة المسجد
المعد ليخطب عليه الإمام ‏
أما في معجمالمصطلحات الفقهية
3. مُنبر
محل مرتفع يعتليه الخطيب
فيكلم منه الجمع ،
جمع : منابر .
المعجم: الرائد
4. المِنْبَرُ
المِنْبَرُ : مِرَقاة يرتقها الخطيبُ
أو الواعظُ في المسجد . والجمع : مَنَابرُ .
مِنْبَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ايضاحات حول منبره صلى الله عليه وسلم:
وهذا وصف لأحد العلماء لمنبره
صلى الله عليه وسلم
فمنبره له درجاته ثلاثٌ،
يرتقيها حبيبنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم؛
مُعلِّمًا ومُربِّيًا لخير جِيل في تاريخ الإسلام،
كانت لكلماته صداها في قلوب أصحابه،
يتلقَّون هَدْيَه، ويأتمرون بأمره، ويقفون عند نهيه؛
امتثالًا لقوله تعالى
: ï´؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ï´¾
آل عمران 31
فينطلقون بعدها مناراتِ هدى في أنحاء المعمورة،
رُسَل سلام ورحمة لدِين الرَّحمة؛ ليُخرجوا
العِبادَ مِن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد،
في وقت تَيَهان البشرية في ظلام الجهل
والشِّركِ والعبوديَّة للبشر والحجَر.....انتهي
ذكر بداية صنع المنبر او وضعه له
ففي بداية خُطب النبي صلى الله عليه وسلم
اذا خطب في الناس
في بادئ الأمر كان عليه الصلاة والسلام
يَخطب في أصحابه وهو قائم على قدميه،
فإذا أطال الوقوفَ وأحسَّ بالجَهد والتَّعب،
استند على إحدى سواري المسجد،
التي كانت من جذوع النخل.
فلما كَثُر وفودُ الناس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
وازداد عددُ الداخلين في دين الإسلام،
كان مُقابِلهُ كثرة قيام النبي صلى الله عليه وسلم
لهم ليعظهم ويعلِّمهم أمور دينهم؛
فبرزت هناك فِكرة المنبر،
الذي تتحقَّق فيه فائدتان:
صعود النَّبي صلى الله عليه وسلم على
مكان يستطيع جميعُ الصَّحابة المتحلِّقين حوله
بأعدادهم الكبيرة مشاهدةَ النبيِّ
والاستماع إليه بقلوبهم وأسماعهم
ومتابعته صلى الله عليه وسلم
بالقلوب والأفئدة والابصار.
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطُبُ
إلى جذع، فلما اتَّخَذ المنبَرَ تَحَوَّل إليه،
فحَنَّ الجذع، فأتاه فمسح يدَه عليه؛
(مختصر صحيح البخاري )
ومن هنا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن يتخذ منبر ذو درجات
كان يخطب على جذع نخله
خشبة تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأما الجِذع الذي ضَرَب أروعَ الأمثلة في حبِّه؛
فلمَّا فارق النبيُّ صلى الله عليه وسلم الجذعَ،
وعمدَ إلى الذي صُنع له، جَزِع الجذعُ فحَنَّ كما
تحن الناقة حين فارقه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وقد كان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقولُ:
كان المسجدُ مسقوفًا على جُذوع من نخل،
فَكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا خَطَبَ
يقومُ إلى جذع منها، فَلمَّا صُنع له المنبَرُ
وكان عليه، فَسمعنا لذَلك الجذعِ صَوتًا
كصَوت العشار، حتى جاء النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
فَوضَع يدَه عليها فَسكنت"؛ ( البخاري )
قصة بناء المنبر
ففي قصته تعددت الروايات عن بداية فكرة صنع المنبر
والمهم هو ظهور الحاجة للمنبر وبالتحديد
عندما كثرة الوفود الأتية للنبي صلى الله عليه وسلم
لتتعلم امور دينها ، فكانت الحاجة للمنبر
وبطريقة تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من التحدث
اليهم ومتابعتهم له بقلوبهم وبأبصراهم وجهاً لوجه
بالأضافة أن الخطب والتحدث للناس
يتطلب وقت ووقوف للنبي صلى الله عليه وسلم
في الوقت الذي أصبح يشق عليه
صلى الله عليه وسلم
الوقوف المستمر
من هنا اصبح بناء المنبر امر مهم لأراحته
صلى الله عليه وسلم
فقد قال البخاري عن بناء المنبر:
حَدَّثَنَا خَلَّادٌ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُالوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ؛
فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قَالَ: ( إِنْ شِئْتِ )
فَعَمِلَتِ المِنْبَر؛ (رواه البخاري(
أما من أي شيء تم صنع
المنبر النبوي:
تفيد الروايات الصَّحيحة أنَّ المنبر النبويَّ
صُنع من خشب الطرفاء أو الأثل،
وعن أبي حازم بن دينارٍ،
أنَّ رِجالًا أتَوا سَهل بنَ سَعدٍ السَّاعِديَّ،
وقَد امتَرَوا في المنبَر ممَّ عودُه، فَسَألوه عَن ذَلك،
فَقال: والله إنِّي لأعرفُ ممَّا هو، ولقَد رَأيتُه أوَّل يَومٍ وُضعَ،
وأوَّل يَومٍ جَلَسَ عَليه رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
أرسل رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى
فُلانةَ - امرَأةٍ من الأنصار قَد سمَّاها سهلٌ -:
( مُري غُلامك النَّجَّارَ، أن يَعمل لي أعوادًا،
أجلسُ عليهنَّ إذا كلَّمتُ النَّاس )؛ فَأمرَته،
فَعملها من طَرفاء الغابَة، ثُمَّ جاء بها،
فَأرسلتْ إلى رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
فَأمرَ بها فَوُضعت ها هنا، ثُمَّ رَأيتُ
رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى عليها وكبَّرَ
وهو عليها، ثُمَّ رَكع وهو عليها،
ثُمَّ نزَل القَهقَرَى،
فَسجَدَ في أصل المنبَر ثُمَّ عاد، فَلمَّا فَرَغَ أقبَل
على النَّاس، فَقال:
( أيُّها النَّاسُ، إنَّما صَنعتُ هذا لتَأتَمُّوا ولتَعَلَّموا صَلاتي )؛
صحيح البخاري
ذكر عدد درجات المنبر:
عدد درجات المنبر ثلاث درجات ( درجتان ومقعد )
أرسل رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى امرَأةٍ
قال أبو حازمٍ: إنَّه ليُسمِّيها يومئذٍ -:
( انظُري غُلامك النَّجَّارَ، يعمل لي أعوادًا أُكلِّمُ النَّاس عليها ) ؛
فَعمل هذه الثَّلاثَ دَرَجات ....رواه مسلم
من فضائل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
( 1 ) روى الإمام أحمد بسند صحيح
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
( منبري على تُرعة من تُرع الجنَّة ).
وأما التّرعة قيل هي :
المكان المرتفع ومعناه على باب من أبواب الجنة
( 2 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ما بين بيتي ومنبري روضةٌ مِن رياض الجنَّة،
ومنبري على حوضي )؛ متفقٌ عليه.
ومعناه: أنَّ منبره يُنصب على حوضه.
وقيل: إنَّ حوضه في المحشر فوق مكان منبره في الأرض.
( 3 ) عن أُم سلمةَ رضي الله عنها،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إنَّ قوائم منبري هذا رواتب في الجنة )؛
رواه أحمد والنسائي واللفظ له.
ومعنى رواتب: دائمة ثابتة.
ومن الأحكام الفقهية عند المنبر:
تعظيم إثم الحلف كذبًا عنده باللعن والنار:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال
: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
( مَن حلفَ على يمين آثمة عند منبَري هذا،
فليتَبوَّأ مقعده من النار، ولو على سواك أخضَر).
رواه ابن ماجه واللَّفظ له،
وابن حبان في "صحيحه"، لم يذكر السواك،
صحيح الترغيب والترهيب
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( مَن حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحلُّ
بها مالَ امرئ مسلم، فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه عدلًا ولا صرفًا )؛ رواه النسائي.
هنا يتبين اخوتنا الكرام مدى حرمة منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشديده على من يقف
على المنبر لايقول الا الصدق ولايكذب على الله
او على رسوله صلى الله عليه وسلم
ذكر المنبر عبر التاريخ:
وهنا لمحة بسيطة لتاريخ منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما أُحدث له من تغيرات وتبديلات حتى اصبح
شكله وتصميمه مُبالغ فيه فخرج عن سُنة النبي
والصحابة في بناءه والحرص على رسالته وبيانه
( 1 ) كان المنبر على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الرَّاشدين يتكوَّن من درجتين ومقعد، كما سبق ذلك.
( 2 ) ولما انتقل الأمر إلى الدولة الأمويَّة،
زاد معاويةُ بن أبي سفيان في المنبر
فجعله ست درجات ومقعدًا.
( 3 ) ولما انتقل الأمر إلى الدولة العباسية ،
قام بعض الخلفاء بتجديد المنبر نظرًا لتقادم صناعته.
( 4 ) في عام 654هـ احترق المسجدُ النبويُّ الشريف
واحترق المنبر أيضًا، فأرسل الملك المظفر
صاحب اليمن منبرًا جديدًا له رمَّانتان، فنصب في
موضع المنبر النبويِّ الشريف،
وبقي عشر سنوات يُخطب عليه.
( 5 ) وفي سنة 664هـ أرسل الظَّاهر بيبرس
البندقداري منبرًا جديدًا، فقلع منبر صاحب اليمن،
ونصب منبر الظاهر محلَّه،
وخُطب عليه حتى سنة 797هـ؛
حيث بدأ فيه أكل الأرضة.
( 6 ) في عام 797هـ أرسل الظاهر برقوق
منبرًا جديدًا، حلَّ محل منبر الظاهر بيبرس.
( 7 ) في عام 820 هـ أرسل المؤيد شيخ
منبرًا جديدًا، حلَّ محل منبر الظاهر برقوق.
( 8 ) في عام 886 هـ احترق المسجد النبوي
فاحترق منبر المؤيد شيخ معه،
فبنى أهلُ المدينة منبرًا بالآجُرِّ طلي بالنورة،
ووضع في محله ظنًّا منهم صواب وضعه.
( 9 ) في عام 888 هـ أرسل الأشرف قايتباي
منبرًا من الرخام، فأزيل المنبر الذي بناه أهلُ المدينة،
ذكر منبر السلطان مراد،
وهو المنبر الحالي في المسجد النبوي:


في عام 998 هـ أرسل السلطان مراد العثماني
منبرًا مصنوعًا مِن الرخام جاء في غاية الإبداع،
ودقَّة صناعته، وروعة زخرفته ونقوشه،
وطُلي بماء الذَّهب، يتكوَّن من اثنتي عشرة درجة؛
ثلاث خارج الباب، وتسعٌ داخله،
تعلوه قُبةٌ هرميةٌ لطيفة،
محمولة على أربعة أعمدة مضلعة
رشيقة من المرمر، وبابه مِن الخشب القرو،
يتكوَّن من مصراعين مزخرفين بزخارف هندسيَّة
إسلامية، مدهون باللون اللوزي الجميل،
وفوق شرفات هنَّ آية في الروعة،
كتب في وسطها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
وحاليًّا يتم العناية به عناية فائقة، ووُضع عليه
ورق شفَّاف لحمايته من اللَّمس؛
حفاظًا عليه، وليبقى شاهدًا على دقَّة الفن الإسلامي،
وأحد أعاجيبه الباقية.
وأما منبر قايتباي، فقد نُقل إلى مسجد قباء،
وبقي فيه حتى عام 1408؛ حيث تمت التوسعة الكبرى
لمسجد قباء، فاحتفظ به في مكتبة الملك عبدالعزيز،
ووُضع منبر السلطان مراد مكانه،
وهو الموجود في المسجد النَّبوي الشريف الآن.
أقوال العلماء في مسألة تطويل المنابر وتغييرها
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في فتح الباري:
والصحيح : أن المنبر كانَ ثلاث مراق ،

ولم يزل على ذَلِكَ في عهد خلفائه الراشدين
، ثُمَّ زاد فيهِ معاوية .
وقد عد طائفةٌ من العلماء :

تطويل المنابر من البدع المحدثة ، منهم :
ابن بطة من أصحابنا وغيره .
وقد روي في حديث مرفوع :

أن ذَلِكَ من أشراط الساعة ، ولا يثبت إسناده .
وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جداً ،

إذا كانَ يضيق به المسجد .
قال الشيخ الالباني رحمه الله في
(صفة الصلاة النبى صلى الله عليه وسلم )
ط.المكتب الاسلامى الطبعة
الرابعة عشر ص.55
بعد ما ذكر رواية أن منبر النبى صلى الله عليه وسلم
كان من ثلاث درجات قال:
هذا هو السنة فى المنبر أن يكون ذا ثلاث درجات
لا أكثر والزيادة عليها بدعة أموية كثيرا
ما تعرض الصف للقطع و الفرار من ذلك بجعله
فى الزاوية الغربية أو المحراب بدعة أخرى
وكذلك جعله مرتفعا فى الجدار الجنوبى
كالشرفة يصعد اليها بدرج لصيق الجدار
و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم
أما رأي العلماء الأفاضل
في حكم الخطبة على منابر كثيرة الدرجات او منابر
مُستحدثة تأخذ شكل الشرفات
هنا قال العلماء الأفاضل مايأتي:
الأصل في مشروعية المنبر الأحاديث التي دلت
على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر
ومن ذلك حديث سَهْل بْن سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ :
أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ
امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ -:
مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ ،
أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ
، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الغَابَةِ ...
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية مسلم " فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ".
وقد نبه أهل العلم إلى أن هذا الحديث وأمثاله
يستفاد منه استحباب خطبة الإمام
على المنبر حتى يراه الناس ويسمعوه جيدا .
فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
"
وفيه استحباب اتخاذ المنبر لكونه
أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه " .
انتهى من " فتح الباري "
فالمنبر من المستحبات باتفاق أهل العلم ،
وليس من واجبات ولا أركان خطبة الجمعة ،
وكل ما قام مقام المنبر من مكان مرتفع ،
ويؤدي المقصود : فهو كاف .
وقال النووي رحمه الله تعالى :
"
أجمع العلماء على أنه يستحب كون الخطبة على منبر
، للأحاديث الصحيحة التي أشرنا إليها ،
ولأنه أبلغ في الإعلام ،
ولأن الناس إذا شاهدوا الخطيب كان أبلغ في وعظهم ...
فإن لم يكن منبر استحب أن يقف على
موضع عال وإلا فإلى خشبة ونحوها للحديث المشهور
في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم
( كان يخطب إلى جذع قبل اتخاذ المنبر) " .
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى :
"
ويستحب أن يصعد للخطبة على منبر ليسمع الناس ..
. وليس ذلك واجبا، فلو خطب على الأرض ،
أو على ربوة ، أو وسادة ، أو على راحلته ،
أو غير ذلك ، جاز؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
قد كان قبل أن يصنع المنبر يقوم على الأرض " .
انتهى من " المغني "
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
اخوتنا الكرام
وهناك الكثير من الأحكام الواردة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الخطبة
والخطيب وأصول من يرتقي درجات المنابر
ولكن اكتفي هنا بما تم قوله ...
وبعد أن فهمنا وحاولنا ان نستوعب ماجاء في بيان
المكان الذي أصبح منطلق للكلمة ومنبع للرسالة
ومحط انظار المتلهفين لشرع الله ورسالته وهدي نبيه
المكان الذي لايقف فيه ولا عليه الا من
كان تابع لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومُتخذ كتاب الله وسُنة نبيه منهاجاً وطريقاً
فهكذا اوصى رسولنا الكريم في أن يكون
الجالس على المنبر ناقل ومنفذ لوصاياه
وعاملاً بمقتضى رسالته وتشريعاته
ولكن الله المستعان في هذا الزمان
حيث أصبحت المنابر مكان للتفرقة والفتن
والانحرافات والتضليل وهتك استار الحرمات
واحداث البِدع والضلالات .....والصراخ والعويل
في المنابر لأظهار مدى براعة الخطيب وتمكنه من السامعين
وهنا وجب على الخطيب أن يرى أصل مافعله
ويتعلم ما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
يفعل في الخُطب سوى خطب الجمعة
او العيدين او حتى
الخُطب اليومية التى كان يفعلها
النبي صلى الله عليه وسلم
لحاجة المسلمية للتوجية والأرشاد
وبيان ما أُستجد من أمر الوحي
فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
بالرغم من أُميّته وعدم تعمله القرأءة والكتابة
الا ان الله سبحانه وتعالى أعطاه من جوامع الكلم
ما تفرّد به عن سائر بني آدم
فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قوله:
بعِثْت بِجَوَامِعِ الكَلِم، وَنصِرْت بِالرعْبِ
فكانت أحاديثه وخطبه تمتاز بسهولة الألفاظ،
وجودة الأسلوب، وكانت تتفرد بالعبارات القليلة،
التي تجمع المعاني العظيمة، بعيدة عن التكلف في الألفاظ،
أو الإطناب في العبارات،
وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يُحَدِّث حديثاً لو عدَّه العادُّ لأحصاه " رواه البخاري .
ومن هنا وجب على من يرتقي منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يتبع منهجه في خطبه وأن يعلم تمام العلم
مايجب فعله وقوله
فوق المنابر ويكون بالأستماع
لقوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه مسلم :
( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه،
فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة ) رواه مسلم .
وهنا يُفهم من قوله صلى الله عليه وسلم
أن قصر الخطبة ليس دلالة على نقص علم الخطيب
بل هي دلالة على سِعة فقهه وعلمه ومعرفته
لانه أستعاض بالتطويل والتمطيط بأستعمال الألفاظ الدّالة الواضحة
القليلة التى تختزل بين طياتها كل المعاني المطلوب توصيلها
: فقصر الخطبة علامة على فقه الرجل لكونه مطلعاً
على جوامع الألفاظ، فيعبر باللفظ الموجز البليغ
عن الألفاظ الكثيرة، فهدي النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك هو الاعتدال في خطبته
بين التطويل الممل والتقصير المخل،
وفي هذا يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه:
( كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصداً،
وخطبته قصداً، يقرأ آيات من القرآن ويذكر الناس )
رواه أبو داوود ، ومعنى (قصداً):
أي متوسطة بين الطول والقصر.
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
أخوتنا الكرام
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنته وطريقته ورسالته فوق المنبر تتلخص في الأتي:
وبتتبع منهجه صلوات الله وسلامه عليه في خطبه،
نجد أن خطبه كانت تتسم بالقصر دون الطول،
بل كان صلى الله عليه وسلم يقول
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في إلقاء الخطبة،
أنه إذا اعتلا المنبر استقبل الناس وسلم عليهم، ثم يجلس،
وبعد أذان بلال ، يقوم ويفتتح خطبته بالحمد والثناء
على الله سبحانه والتشهد، ثم يذكر الناس
بنعم الله عليهم، ويصف جابر رضي الله عنه
حال النبي أثناء الخطبة قائلاً:
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه،
وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش
يقول صبحكم ومساكم، ويقول أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد،
وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ) رواه مسلم .
وكان ينتقي في خطبه جوامع الكلم،
فيعلم أصحابه قواعد الإسلام وشرائعه العظام،
وكان يوصيهم بما يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى
وإلى ما أعده لهم من النعيم المقيم في جنته،
وينهاهم عما يقربهم من سخطه وناره.
وكانت خطبه عليه الصلاة والسلام
لا تخلو من الآيات القرآنية،
فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
كان يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك}
(سورة الزخرف:77)، رواه البخاري ،
وكان دائماً يضمن خطبه آيات التقوى،
وصح عنه أنه كان يخطب بالقرآن
حتى قرأ ذات مرة سورة ق كاملة على المنبر.
وكان صلى الله عليه وسلم يخطب في كل وقت
بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم،
فعن عمرو بن أخطب قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر،
فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى حضرت العصر
، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى غربت الشمس
، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن،
فأعلمنا أحفظنا " رواه مسلم .
وكان صلى الله عليه وسلم يراعي أحوال الناس
في خطبته، فتارة يقصر في الخطبة وهو الغالب،
وتارة أخرى يطيل الخطبة عند حاجة الناس، كما ورد
عنه ذلك في خطبة الوادع،
حيث أطال فيها لما كان فيه من المصلحة،
واجتماع الناس وتلقيهم.
وكان من كمال هديه صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة
، أنه ربما قطعها لحاجة، كإرشاد لأمر معين،
أو توجيه أو نصح لمخالف، فقطع خطبته
ذات مرة تنبيهاً على ضرورة صلاة ركعتين
فعن جابر رضي الله عنه قال:
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة،
إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
( أصليت يا فلان؟ ) قال: لا، قال:
( قم فاركع ركعتين) رواه البخاري و مسلم ،
وربما قطع خطبته رعاية لشعور
الأطفال كما حصل له صلى الله عليه وسلم حينما
نزل من المنبر ليحمل الحسن والحسين.
ثم إن من هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه
أنه كان يخطب بخطبتين يجلس بينهما،
ولا يتكلم في هذا الجلوس،
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب
قائماً، ثم يقعد قعدة لا يتكلم،
ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى ) رواه النسائي .
وكان إذا انتهى من الخطبة دعا للمؤمنين
والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، ثم ينهي خطبته بالاستغفار.
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام
في ذلك أنه يقرأ في صلاة الجمعة
بسورة الأعلى والغاشية،
وتارة يقرأ بسورة الجمعة والمنافقون.
ومما يلحق بهذا الشأن أنه عليه الصلاة والسلام
كان لا يقتصر على إلقاء الخطبة في يوم الجمعة،
بل كانت له خطب في يومي العيدين والاستسقاء،
وربما خطب الناس في غير تلك المواطن
فقد خطب.النبي صلى الله عليه وسلم
في أول جمعة اقامها في المدينة بعد وصوله
اليها في يوم الاثنين من شهر ربيع الاول
حتى جمع أصحابه يوم الجمعة حوله وقام فيهم خطيب
فكانت خطبته الاولى في المدينة والتى حفظها ووعاها صحابته
الابرار ( رضوان الله تعالى عليهم ) فوصلت الينا
وبلغونا طريقته ( صلى الله عليه وسلم ) في الهداية
وأسلوبه الطيب في الوعظ ومنهجه الرائع في التربية
فقد ذكر ابن هشام في سيرته:
والبيهقي في دلائل النبوة
خطبته الأولى (صلى الله عليه وسلم ) حين قدم المدينة.
وهي تخالف رواية القرطبي والطبري ويبدو
من سياق الخطبتين أن التي رواها الطبري والقرطبي
فيها التنصيص
على أنها خطبة الجمعة
بينما التي رواها ابن هشام والبيهقي
لم يرد فيها إلا أنه ( صلى الله عليه وسلم )
لما قدم المدينة،
قام فيهم، فحمدا لله وأثنى عليه،
ولعله (صلى الله عليه وسلم ) خطب فيهم من غير
جمعة والله أعلم.
وأوردها كما وردت بالحرف عن البيهقي
وابن هشام.
وكل منهما يروي عن أبي سمية بن
عبد الرحمن بن عوف
الأخوة الكرام
نستمع الأن لخطبة
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فليس هناك كلام ولا قول مع قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن ابن هشام رحمه الله
في سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
قال. كانت أول خطبة خطبها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة
أنه قام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله
ثم قال:« أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم،
تعلمن والله ليصعقن أحدكم، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع،
ثم ليقولن له ربه، وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا، وأفضلت عليك، فما قدمت لنفسك، فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار لو بشق تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها،
إلى سبعمائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيرة ابن هشام ج الثاني ص 500-501،
ودلائل النبوة ج الثاني ص 524.
وأما رواية القرطبي، والطبري، والتى قال فيها :
وهي التي اعتمدناها، حيث فيها التنصيص
على أنه ( صلى الله عليه وسلم )
خطب خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة،
يقول الطبري: « حدثني يونس بن عبد الأعلى قال:
أخبرنا ابن وهب قال، حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي
أنه بلغه عن خطبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في أول جمعة صلاها بالمدينة
في بن سالم بن عوف، ثم ذكر الخطبة وهي كالآتي:
«
الحمد لله أحمده، وأستعينه وأستغفره وأستهديه،
وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
أرسله بالهدى ودين الحق، والنور والموعظة والحكمة
على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس،
وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة،
وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد،
ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى وفرط
. وضل ضلالا بعيدا، أوصيكم بتقوى الله،
واحذروا ما حذركم الله من نفسه،
فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه،
وعون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة،
ومن يصلح بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية
لا ينوي إلا وجه الله، يكن له ذكرا في عاجل أمره،
وذخرا فيما بعد الموت، حين يفتقر إلى ما قدم،
وما كان سوى ذلك يود لو أنه بينه وبينه أمدا بعيدا .
ويحذركم الله نفسه، والله رءوف بالعباد"
،( سورة آل عمران- الآية: 30.)
هو الذي صدق قوله، وأنجز وعده،
لا خلف لذلك، فإنه يقول:
ما يبدل القول لدي، وما أنا بظلام للعبيد"
(سورة ق- الآية : 29)
فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله،
في السر والعلانية، فإنه
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا"
(سورة الطلاق- الآية: 5)
ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما،
وإن تقوى الله تبيض الوجوه، وترضي الرب،
وترفع الدرجة، فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله،
فقد علمكم كتابه، ونهج لكم سبيله،
ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين،
فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا من عاداه،
وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم"
(سورة الحج- الآية: 78.
وسماكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بينة،
ويحيى من حيي عن بينة"
(سورة الأنفال- الآية: 42)،
لا حول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله تعالى،
واعملوا لما لعد الموت، فإن الله يقضي على الناس
ولا يقضون عليه، ويملك من الناس
ولا يملكون منه، الله أكبر،
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
(تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن
وابن جرير الطبري في تاريخه )
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
اخوتنا الكرام
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
اللهم اهدنا واصلح بالنا
وأكرمنا ولا تُهينا واغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا على انفسنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنا لقاء ان شاء رب العباد في الجمعة القادمة
مُتحلقين حول المنبر
لنتعلم ونستزيد من هدي سيد المرسلين
وأمام المتقين صلى الله عليه وسلم
ونتدارس همومنا وأحتياجاتنا لأصلاح أنفسنا
إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تحتفل ببدعة مولده




أخوكم ....اندبها


رابط الموضوع الاصلي هنا
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28852
للرد من خلاله وهو يختلف عن رابط النسخة الموجودة
بالمقدمة بعناصر السلسلة

اندبها 05-03-2019 10:19 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( طاعة ولي الأمر )
 

[frame="1 10"]
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
فأقواله وتوجيهاته وتشريعاته صلى الله عليه وسلم
للمسلمين مأمورين بأتباعها والعمل بها والأسترشاد
بما جاء فيها مصداقاً لقوله عز وجل:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} ...
.الأحزاب: 36.
وفي تفسيرلأبن كثير لهذه الآية قال:
هذه الآية عامة في جميع الأمور ،
وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء ،
فليس لأحد مخالفته
ولا اختيار لأحد هاهنا ،
ولا رأي ولا قول
وقال:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } ...
.آل عمران: 31.
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ،
وليس للطريقة والسُنّة المحمدية
فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتّبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله
وقال عز من قائل:
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا
أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)...المائدة
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
الاخوة المؤمنون
كل هذه الآيات الكريمة تدل وترشد وتُحرِّض
وتنبه وتدعو ا الى إتباع ما أنزل الله من تشريعات
أنزلها الله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين
الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ،

وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بد عة ضلالة.

رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني

فنلاحظ أخوتنا المؤمنون أننا مأمورين بأتباع
منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا خيار لنا ، الا اتباع ما جاء به
وفي هذه الجمعة سنتكلم عن مسألة مهمة
تم تأويلها وتحريفها والركوب على انقاضها للوصول
لغايات واهداف دنيوية شخصية لاتفيد الا الطائفة
المارقة الخارجة عن هدي وسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذه المسألة هي لُب اتجاهات الفِرق الضالة
والجماعات والأحزاب التى تسمي نفسها اسلامية
وهي الخروج على الحكام وولات الأمور ....
فكانت نتائج خروجهم ما شاهدناه في زمننا الحاضر
من فتن وقتل وسفك دماء وضياع للحقوق
وهتك للأعراض والرجوع بالمسلمين لعصر ماقبل الأسلام
من جور وظلم وقتل ونهب وكل مايترتب عليه ....
لاننا لم نعي تشريعات ولا توجيهات ولا سُنن
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولا شروحات وتطبيقات الصحابة الأبرار
والتابعين لهم وتابع التابعين الذين فهموا
وأستوعبوا الأصول الشرعية والفقهية
الخاصة بأتباع وطاعة ومناصحة ولي الأمر
بل أتبعنا عُبّاد المنابر
نعم عُبّاد المنابر والمتقاتلين على عتباته
بصراخهم وعويلهم وسبهم وشتمهم لكل من يخالفهم
او لا تتطابق أفكار مُخالفيهم بأفكارهم
الضالة التى لاتجد فيها ماقله الله ولا قاله الرسول
صلى الله عليه وسلم
بل تجد فيها ما قال المعلم الفلاني والشيخ العلاني
والفقيه البارع في الصراخ وسب ولات الأمور
والخروج عليهم وقتلهم وبيع البلاد بثمن بخس
ومن بعدها يتصارعون على من يملك البلاد
ويقتاد رقاب العباد ....
ألم يعلموا هؤلاء الدُعاة أن منابرهم
وخُطبهم العصماء في تفريق صف الأمة
وصف جماعتها ، قد نُصبت على ابواب جهنم
حيث أخرج الإمامان البخارى ومسلم فى
صحيحهما من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ
وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا
اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :
"نَعَمْ" قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ :
"نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ" قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ
: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي –
وفى رواية ويستنون بغير سنتي –
تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ" قُلْتُ :
فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ : "نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ
أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، قَالَ
: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ :
فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ :
"تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" قُلْتُ :
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ :
"فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ
بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".
متفق عليه : البخاري ومسلم
، نعم اخوتنا المؤمنين
منابرهم نُصبت لهم على أبواب جهنم
هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه حذيفة أبن اليمان
مُبينناً وصفهم وحالاتهم
في الحديث الذي أخرجه مُسلم في صحيحه
حيث قال:
عن أبي سلام قال :
قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله
إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من
وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير
قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر
قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة
لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي
وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين
في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله
إن أدركت ذلك
قال تسمع وتطيع للأمير
وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "
أخرجه مسلم
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
كل ذلك اخوتنا المؤمنون لأنهم لم
يدركوا ويتعلموا ويعلموا ويسترشدوا
بمنهج من وضع المنابر للدعوة لله ولرسوله
ولتنظيم سير الحياة في هذه الدنيا
الم يعلموا ويدركوا هم وشيوخهم ما قاله
الله سبحانه وتعالى في حق طاعة ولي الأمر
والطعن في تسيسهم للبلاد والعباد
جهاراً نهاراً وعلى منابرهم
المليئة كذباً وزوراَ وظًلم في حق البلاد والعباد
فمن المعروف أن طاعة ولي الأمر
واجبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة
أما الكتاب فقال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
(59) سورة النساء
وأما السنة فقد جاءت النصوص
على وجوب طاعة ولي الأمر ما لم يصرح
بالكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان :
فعن عبادة بن الصامت قال :

" بايعنا رسول الله
على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا
وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا
وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفراً بواحاً
عندكم فيه من الله برهان " .
أخرجه. البخاري في صحيحه

ومسلم
وعن أبن عبّاس رضى الله عنه أنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فأنه ليس
أحد يفارق الجماعة شِبراً فيموت ، الأ
مات ميتة جاهلية .....
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
عباد الله
والمقصود بالحاكم هو من يجلس على قمة هرم البلاد
إن كان خليفه أو ملكاَ أو أميراً أو رئيساً أو والياً
حيثُ يُعرف بالعرف المتداول والمفاهيم المعروفه
أنه حاكم البلاد وأن كل أمور البلاد والعباد أجتمعت له
أي بمعنى تكون البلد تحت قبضته وهو الذي يقوم بتسييرها
لأنه من نِعم الله تعالى العظيمة علي مخلوقاته
والتى يُحمد عليها هي تنصيب وتثبيت الأمام
أو الحاكم الذي يهتم بشوؤن الرعية
فالناس جُبلوا وطبيعوا على حُب التملك والأستئثار
وحُب الذات والطمع
فلو لم يكن عليهم سُلطان
يسوس أمورهم ويرعى
مصالحهم
لكانوا كوحوش الغاب القوي فيها يأكل الضعيف ومن

هنا جاء صدق الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
في قوله المختزل لمعاني كبيرة تبين ما للسلطان
وولي الأمر من سطوة وقدرة على زجر وردع
كل مُخطيء ففي قوله:
إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
ومعنى ذلك هو أن بعض الناس لا يكفهم قوارع وزواجر
ونواهي واوامر الآيات القرآنية في البُعد
عن الشر والأذى ....
ولكن هؤلاء لاينفعهم الا قوة السلطان وبطشه
لتكف شرورهم واجرامهم وردعهم
والدليل اخوتنا الكرام
في إشارة المرور كيف تنظم السير ،
فإذا تعطلت رأيت فوضى عارمة وتناحراً شديداً ،
كلٌ يريد المرور ويرى أن له حق الأولية في المرور
ويحصل الاختناق الشديد
وقد يرتقي الأمر إلى السباب والشتام واللعن
والضرب حتى يأتي شرطي المرور
فيحتاج إلى بعض الوقت
حتى يفض التناحر والاشتباك .
فإذا كان هذا الحال في اشارة مرور ؛

فكيف ببلد يُنزَع فيها السلطان
ويِضعُف فلا سلطان فيها يُحكِمُ أمرها
وينصف أصحاب الحقوق ويمنع المظالم
لذلك اخوتنا
الكرام
من نِعم الله علينا وعلى المسلمين هو وجود
السلطان أو الأمير او الملك او الحاكم الذي يحكم ويسوس
البلاد والعباد ويحافظ على دماء الرعية
فإذا كان هذا الحاكم عادل فهي نعمة
حباها الله لرعيته بأن أكرمهم بمن ينظر لأحوالهم
ويتقى الله فيهم ويحميهم
فيكفي قول
عمرو بن العاص لابنه :
سلطان عادل خير من مطر وابل ،
وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم " رواه الطبري
وطاعة ولي الأمر وعدم الخروج على جماعة المسلمين
وعلى ولي امرهم حتى وإن كان غاشم وظالم
فا بالصبر والدعاء له ونصحه يكون المسلم
قد إستبرأ ذمته من النصح للحاكم
فقد قال شيخ الأسلام أبن تيمية في مجموع الفتاوي:
" فإن الملك الظالم لابد أن يدفع الله به
من الشر أكثر من ظلمه
وقد قيل ستون سنة بامام ظالم خير
من ليلة و احدة بلا إمام
وقال " ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه
على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء
ستون سنة من سلطان ظالم خير
من ليلة واحد بلا سلطان وقال
كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل
وغيرهما يقولون لو كان لنا دعوة مجابة
لدعونا بها للسلطان
وقال النبى إن الله يرضى لكم ثلاثا ان
تعبدوه ولا تشركوا به شيئا
وان تعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا وان تناصحوا من
ولا ه الله أمركم .......رواه مسلم
روى البيهقي عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال

لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر . قالوا :
هذا البر فكيف بالفاجر؟! قال :
إن الفاجر يؤمن الله به السبل ،
ويجاهد به العدو ، ويجيء به الفيء ،
ويقام به الحدود ، ويحج به البيت ،
ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله.
قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ :

لَوْلَا الْأَئِمَّةُ لَمْ يَأْمَنْ لَنَا سُبْلُ
وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْبًا لِأَقْوَانَا "
مجموع الفتاوى لابن تبيمية
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
أقوال علماء الأمة من سلفنا الصالح
في حقوق ولي الأمر كما فهموها
من هذه الأحاديث وغيرها وصارت
عقيدة للأمة يذكرونها في كتبهم:
قال الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة: 241هـ.

-رحمه الله- في رسالة شرح السنة:
والسمع وَالطَّاعَة للأئمة وأمير الْمُؤمنِينَ
الْبر والفاجر وَمن ولي الْخلَافَة
وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وَرَضوا بِهِ
وَمن عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ حَتَّى صَار
خَليفَة وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ...
وقال: وَمن خرج على إِمَام من أَئِمَّة الْمُسلمين

وَقد كَانُوا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ وأقروا بالخلافة
بِأَيّ وَجه كَانَ بِالرِّضَا أَو الْغَلَبَة فقد شقّ هَذَا
الْخَارِج عَصا الْمُسلمين وَخَالف الْآثَار عَن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن
مَاتَ الْخَارِج عَلَيْهِ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة،..
وقال: لَا يحل قتال السُّلْطَان وَلَا الْخُرُوج
عَلَيْهِ لأحد من النَّاس فَمن فعل ذَلِك
فَهُوَ مُبْتَدع على غير السّنة وَالطَّرِيق.
( أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل ص: 47 )
قال الإمام أبو إبراهيم المزني،

المتوفى سنة: 264هـ. -رحمه الله تعالى-:
وَالطَّاعَة لأولي الْأَمر فِيمَا كَانَ عِنْد الله عز وَجل
مرضيا وَاجْتنَاب مَا كَانَ عِنْد الله مسخطا،
وَترك الْخُرُوج عِنْد تعديهم وجورهم وَالتَّوْبَة
إِلَى الله عز وَجل كَيْمَا يعْطف بهم على رعيتهم،اهـ
[شرح السنة للمزني ص: 84].
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المصري

المتوفى سنة: 321هـ -رحمه الله تعالى-:
وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَا
وإن جاروا، ولا ندعوا عَلَيْهِمْ وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ ،
وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيضَةً،
مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ
والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ
والخلاف والفرقة،.. اهـ
[متن الطحاوية بتعليق الألباني ص: 69].
قال الإمام ابو الحسن الأشعري،

المتوفى سنة: 324هـ. -رحمه الله تعالى-:
وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين
وعلى أن كل من ولي شيئاً من أمورهم عن رضى
أو غلبة وامتدت طاعته من بر وفاجر
لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل،
وعلى أن يغزوا معهم العدو، ويحج معهم البيت،
وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها ويصلى خلفهم
الجمع والأعياد، اهـ.
[رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب ص: 169].
قال الحافظ النووي، المتوفى سنة:

676هـ. -رحمه الله تعالى- :
وَأَمَّا النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَمُعَاوَنَتُهُمْ
عَلَى الْحَقِّ وَطَاعَتُهُمْ فِيهِ وأمرهم به وتنبيهم
وَتَذْكِيرُهُمْ بِرِفْقٍ وَلُطْفٍ وَإِعْلَامُهُمْ بِمَا غَفَلُوا عَنْهُ
وَلَمْ يَبْلُغْهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ وَتَرْكُ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ
وَتَأَلُّفُ قُلُوبِ النَّاسِ لِطَاعَتِهِمْ قَالَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
وَمِنَ النَّصِيحَةِ لَهُمُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ وَالْجِهَادُ مَعَهُمْ
وَأَدَاءُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِمْ وَتَرْكُ الْخُرُوجِ بِالسَّيْفِ
عَلَيْهِمْ إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ حَيْفٌ أَوْ سُوءُ عِشْرَةٍ
وَأَنْ لَا يُغَرُّوا بِالثَّنَاءِ الْكَاذِبِ عَلَيْهِمْ
وَأَنْ يُدْعَى لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى
أَنَّ الْمُرَادَ بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْخُلَفَاءُ
وَغَيْرُهُمْ ممن يقوم بأمور المسملين
مِنْ أَصْحَابِ الْوِلَايَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ
وَحَكَاهُ أَيْضًا الْخَطَّابِيُّ
[شرح النووي على مسلم 2/ 39].
وقال أيضاً:

وَأَمَّا الْخُرُوجُ عَلَيْهِمْ وَقِتَالُهُمْ فَحَرَامٌ
بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالِمِينَ
وَقَدْ تَظَاهَرَتِ الْأَحَادِيثُ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْتُهُ
وَأَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّهُ لَا يَنْعَزِلُ السُّلْطَانُ بِالْفِسْقِ
وَأَمَّا الْوَجْهُ الْمَذْكُورُ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا
أَنَّهُ يَنْعَزِلُ وَحُكِيَ عَنِ الْمُعْتَزِلَةِ أَيْضًا فَغَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ
مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ قَالَ الْعُلَمَاءُ وَسَبَبُ عَدَمِ انْعِزَالِهِ
وَتَحْرِيمِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفِتَنِ
وَإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ وَفَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ فَتَكُونُ الْمَفْسَدَةُ فِي
عَزْلِهِ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي بَقَائِه. اهـ.
[شرح النووي على مسلم 12/ 229-
كتاب : الإمارة باب : وجوب طاعة الأمراء
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
أ
ما رأي وقول علماء الأمة

أهل السُنة والجماعة فيلخصه العالم الشيخ أبن باز
رحمه الله في الندوة التى عقدها في جامعة الملك فيصل
حيث أجاب على أسئلة عن موضوع
ولي الأمر ما له وما عليه
فقال :
أهمية الطاعة بالمعروف في استقامة أمور الأمة
شدد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
على وجوب طاعة ولاة الأمر في المعروف؛
لأن بهذه الطاعة تستقيم أمور الأمة ويحصل الأمن
والاستقرار ويأمن الناس من الفتنة.
وأوضح فضيلته أن المراد بولاة الأمر هم العلماء والأمراء
والحكام ذوو السلطان.
وأكد سماحته أن وجوب طاعتهم تكون في المعروف

وليس في معصية الله عز وجل، وأوضح سماحته
أن الحاكم الذي يأمر بالمعصية لا يطاع في هذه المعصية
دون أن يكون للرعية حق الخروج على الإمام بسبب ذلك.
وأوضح سماحته متى يجوز الخروج على الحاكم!

والتي ضبطها الشرع الكريم بوجود الرعية من
الحكام كفرا بواحا عندهم " الخارجين "
من الله فيه برهان مع القدرة والاستطاعة
على التغيير، فإن عدموا القدرة لعجزهم فليس لهم
الخروج ولو رأوا كفرا بواحا؛ لأن خروجهم فيه
فساد للأمة ويضر الناس ويوجب الفتنة
وهو ما يتعارض ودوافع الخروج الشرعي
وهو الإصلاح ومنفعة الناس والأمة.
وأوضح سماحته أنه في هذه الحالة تكتفي الرعية

ببذل النصح والكلام بالحق والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وبهذا تبرأ الذمة.
وأوضح سماحته في معرض إجابته عن الأسئلة

التي طرحت عليه في ندوة عقدت بجامع
الإمام فيصل بن تركي في الرياض
أهمية الطاعة وملازمة الجماعة
وعظم الوعيد من الله ورسوله
لمن أراد شق عصا الطاعة وفرق المسلمين
سؤال: ما المراد بطاعة ولاة الأمر في الآية،
هل هم العلماء أم الحكام ولو كانوا ظالمين
لأنفسهم ولشعوبهم؟
جواب: يقول الله عز وجل

: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا.....( النساء 59 )
وأولو الأمر هم:
العلماء والأمراء أمراء المسلمين

وعلماؤهم يطاعون في طاعة الله
إذا أمروا بطاعة الله وليس في معصية الله.
فالعلماء والأمراء يطاعون في المعروف،

لأن بهذا تستقيم الأحوال ويحصل الأمن وتنفذ
الأوامر وينصف المظلوم ويردع الظالم،
أما إذا لم يطاعوا فسدت الأمور وأكل القوي
الضعيف- فالواجب أن يطاعوا في طاعة الله في
المعروف سواء كانوا أمراء أو علماء-
العالم يبين
حكم الله والأمير ينفذ حكم الله هذا هو الصواب
في أولي الأمر، هم العلماء بالله وبشرعه وهم أمراء
المسلمين عليهم أن ينفذوا أمر الله، وعلى الرعية
أن تسمع لعلمائها في الحق وأن تسمع لأمرائها في
المعروف- أما إذا أمروا بمعصية سواء كان الآمر أميرا
أو عالما فإنهم لا يطاعون في ذلك، إذا قال لك أمير:
اشرب الخمر فلا تشربها، أو إذا قال لك:
كل الربا فلا تأكله، وهكذا مع العالم إذا
أمرك بمعصية الله فلا تطعه، والتقي لا يأمر
بذلك لكن قد يأمر بذلك العالم الفاسق.
والمقصود أنه إذا أمرك العالم أو الأمير بشيء

من معاصي الله فلا تطعه في معاصي الله،
إنما الطاعة في المعروف كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم :
لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق
لكن لا يجوز الخروج على الأئمة وإن عصوا،
بل يجب السمع والطاعة في المعروف
مع المناصحة ولا تنزعن
يدا من طاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
على المرء السمع والطاعة، في المنشط والمكره،
وفيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله،
فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة،
ويقول عليه الصلاة والسلام:
من رأى من أميره شيئاً من معصية الله فليكره
ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة
فإنه من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية،
وقال عليه الصلاة والسلام:
من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق
جماعتكم وأن يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان.
والمقصود أن الواجب السمع والطاعة في

المعروف لولاة الأمور من الأمراء والعلماء،
وبهذا تنتظم الأمور
وتصلح الأحوال ويأمن الناس وينصف
المظلوم ويردع الظالم وتأمن السبل،
ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور
وشق العصا إلا إذا وجد منهم كفر بواح عند
الخارجين عليه من الله برهان ويستطيعون
بخروجهم أن ينفعوا المسلمين
وأن يزيلوا الظلم وأن يقيموا دولة صالحة،
أما إذا كانوا لا يستطيعون فليس لهم الخروج
ولو رأوا كفرا بواحا. لأن خروجهم يضر الناس
ويفسد الأمة ويوجب الفتنة والقتل بغير الحق
، ولكن إذا كانت عندهم القدرة والقوة على أن
يزيلوا هذا الوالي الكافر فليزيلوه وليضعوا مكانه
واليا صالحا ينفذ أمر الله فعليهم ذلك إذا وجدوا
كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان وعندهم
قدرة على نصر الحق وإيجاد البديل الصالح وتنفيذ الحق.
سؤال: هل عجزهم يعتبر براءة للذمة أي ذمتهم؟
جواب: نعم، يتكلمون بالحق ويأمرون بالمعروف

وينهون عن المنكر ويكفي ذلك، والمعروف
هو ما ليس بمعصية، فيدخل فيه المستحب
والواجب والمباح، كله معروف مثل:
الأمر بعدم مخالفة الإشارة في الطريق فعند
إشارة الوقوف يجب الوقوف.
لأن هذا ينفع المسلمين وهو في الإصلاح وهكذا ما أشبهه..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
الحمد الله والصلاة والسلام على
رسول الله
الأخوة المؤمنون
بعد كل ماتم سرده وبيانه وتوضيحه لأحد ركائز
أعتقاد أهل السُنة والجماعة في عدم شق عصا
الطاعة والخروح على رأي الجماعة ونظامهم وولي أمرهم
في المحافظة على الصف والنسيج الأجتماعي
وعدم إهدار الدماء والطاقات والتشرذم وضياع
الحقوق والواجبات والتى نراها الأن في هذا الزمن
حينما أستمع من لايعرف ولا يتحقق من تشريعاتنا
ولا من هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
في المحافظة على الدماء والأعراض والحرمات
من أن تُهتك او يُعتدى عليها بحجة التغيير والأصلاح
والذي حصل اخوتنا الكرام
أن أمتنا الأسلامية العربية بالتحديد أُبتليت بدُعاة
وقفوا على منابر لهدم الصٍلة بين الحاكم والمحكوم
وصرخوا ليل نهار للخروج على ولاة الامر في معضم
الدول العربية بُغية الأصلاح
ولكن الذي حصل بعد ما فارقوا الجماعة ونظامهم
وبعد أن نزعوا يد الطاعة من حكامهم ظهرت المطامع
في الوصول للسلطة والقتل لأجلها وهتك الأعتراض بسببها
كل ذلك حصل ولازال يجري في الدول التى تعتقد أنها ستأتي
بالخير من خلال تغيير حُكامها
وأصبح النصراني الكافر يصول ويجول
في بلداننا العربية المسلمة ، بلا رادع
من سلطان او ولي امر

لان الكل مشغول بالتقاتل على المناصب والمزايا
وسرقة اموال الشعوب التى خرجت على حكامها
ولكن المفاسد التى حدثت أشد وأنكل من المصالح المرجوه
والمنتظرة ومن هنا ظهرت المطامع والقبلية والجهوية
والعشائرية والمناطقية بالأضافة أن اعداء الأمة
من الفئات والطوائف المارقة من الخوارج ودُعاة الفتنة
ظهروا وبرزوا بمفاهيمهم الخاطئة فمارسوا تكفيرهم لمخالفيهم
وادعائهم أن السبيل هو تكوين دولة خارجية
تكفر من تشاء وتقتل
من تشاء بأسم الدين ......
كل ذلك والعالم الكافر ينتظر النتيجة التى زرع نتاجها
وصنع رجالها في ديارهم من ثم أرسلوهم لتقويض النسيج
الأسلامي للمجتمع المسلم وأيهامهم بأن الخير يأتي
بالخروج على حكامهم ومقاتلتهم
ولازالت الدول النصرانية الكافرة ومعهم أصحاب المنابر
المنصوبة على نار جهنم لازالوا ينادون يومياً
للخروج وتقويض النُظم والقوانين في البلدان التى لازالت
تحترم حكامها وولات امورها
ببث الدسائس والفتن بين ابناءها
وكل ذلك اخوتنا الكرام
يأتي لاننا لم ننظر لهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في فكرة المحافظة وعدم الخروج على الأمراء والحكام
والدعاء لهم ومناصحتهم حتى
ينصلح حالهم وحالنا معهم ....
لان المفاسد تكون أكثر من المصالح المرجوة من الخروج
والأدلة واضحة جليه في الدول العربية التى أُبتليت بهذا الأمر
كما قال أحد العلماء :
ولا يعرف هذا إلا أهل العلم،
فنحن نتمسك بسنة الرسول بواسطة
أهل العلم الذين يعرفوننا بها،
ويدلوننا عليها، ما كل أحد يعرف سنه الرسول
، وسنه الخلفاء الراشدين، إلا أهل العلم والبصيرة
، فهم دليلنا وثقتنا إلى سُنة
الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهذا هو الطريق الصحيح عند الاختلاف وعند الفتن،
طاعة ولاة الأمور، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم
عن تغير الأحوال بعده صلى الله عليه وسلم،
وأنه يأتي بعده تغييرات ويأتي بعده اختلافات،
ويأتي بعده فتن، ودعاة ضلال،
قال له حذيفة رضي الله عنه
ما تأمرني إن أدركني ذلك،
قال أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم،
تلزم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين،
قال فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة،
قال اعتزل تلك الفرق كلها
ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت
وأنت على ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم
أمر بلزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين،
لأن هذا فيه النجاة من الفتن، والاجتماع رحمة،
الاجتماع على الحق رحمة، والاختلاف عذاب وشقاء.
ومما يؤلف بين الناس ويجمع القلوب ويجمع الكلمة،
طاعة أولي الأمر، من الأمراء والعلماء بالضوابط
التي جاءت بها الأدلة، هذا هو سبيل النجاة وسبيل الفلاح
فمن كان عالماً بذلك فالحمد لله يعمل بعلمه،
ومن لم يكن عالماً فإنه يرجع إلى العلماء،
الذين هم من أولي الأمر، ولا نستهن بالعلماء،
فأنهم النجوم تقتدي بها في ظلمات البر والبحر
، وإذا فقدوا والعياذ بالله ضاعت الأمة ولا ينفع
أن يكون فيهم متعالمون أو فيهم رؤوس جهال
يفتونهم بغير علم، فيضلون ويضلون.....انتهى
، وعندما يكثر الخوض ويكثر التعالم
والتعالم أو المُتعالم اخوتنا الكرام
هو الذي يدّعي العلم وهو جاهل
ويفتي الناس وهو لايعلم أصول التشريع ولا مقاصدها
فيتبع في علمه الزائف ، أمثاله من المتعالمين
الذين يأخذون بأقوال أأمتهم وكبرائهم بدون علم
ولا إتباع أهل الطريق الناجية من أقوال السلف الصالح
كما في هذا الزمان وتكثر الفتاوى
والأقوال المنتشرة في الفضائيات ووسائل الأتصال المختلفة
والمواقع المشبوهه وغيرها، يحصل الإرتباك،
فعندما يحصل ذلك فلا مناص من أن
نرجع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم
(عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين)
ومن كان عليها من أهل العلم والثبات
ونترك أقوال الناس نترك الفوضى
نرجع إلى الانضباط والإتلاف والتمسك بالكتاب والسنة،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي
ولكم فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله والتمسك بهدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والاستعداد لموسم الخيرات ومرتع الأعمال
الصالحات من قيام وقراءة قرآن
والذي فيه ليلة من أفضل الليالي طوال الشهور
ففيه الأفضلية في كل شيء
في نهاره من صيام
وفي ليله من قيام
وفي ايامه من عبادات مقامها
مُختلف عن سائر الأيام ...
وسنوفيه حقه في الحديث
على منبرنا هذا ...
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم ....اندبها

[/frame]


الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28854
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (طاعة ولي الأمر)

اندبها 05-10-2019 03:16 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( حقيقة شهر رمضان )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
اخوتنا المؤمنين
لاخير في الكلام إلّا كلام الله وهدي نبيه
صلى الله عليه وسلم
فقد قال عز وجل في مُحكم تنزيله
شارحاً ومُبيناً أن أيام الله يوم خلق الأرض والسماء
هي ستة أيام وأن عِدة الشهور إثنى عشر شهراً
منها أربعة حُرم حيث قال تعالى:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36
ففي تفسير لأبن كثير رحمه الله تعالى
لهذه الآية
فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ....التوبة 36
أنه قال:
وعن ابن عباس في قوله تعالى :
( فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
في كلهن ثم اختص
من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرامًا
وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم
والعمل الصالح والأجر أعظم ،
وقال قتادة في قوله:
فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم
إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة
ووزرًا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال :
إن الله اصطفى صفايا من خلقه :
اصطفى من الملائكة رسلاً،
ومن الناس رسلاً،
واصطفى من الكلام ذكره،
واصطفى من الأرض المساجد ،
واصطفى من الشهور
رمضان والأشهر الحرم،
واصطفى من الأيام يوم الجمعة ،
واصطفى من الليالي ليلة القدر،
فعظموا ما عظّم الله .
فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به
عند أهل الفهم وأهل العقل .
انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
تفسير سورة التوبة آية 36
وهنا أخوتنا الكرام
عندما نعلم بأن حُرمات الله سوى في الشهور أو الأيام
لابد من أن يتم تحريمها وتعظيم الحرمة فيها
كذلك حينما يفضِّل الله أيام وشهور قد إصطفاها
على سائر الأيام والشهور
أيضاَ لابد من أن نعظمّها ونعطيها حقها من
التقدير والتفضيل والتبجيل
وإن لانعتدي على ماحرمه الله
او على مافضّله الله
فطالما فضّل الله عز وجل يوم بعينه أو شهر بعينه
او شهور بعينها فهذا يعني أنه أعطي من الخير الوفير
لكل من يُعظِم تلك الايام او الشهور
أخوتنا الكرام
في هذه الأيام المباركة نعيش في ما فضّله الله من الشهور
وهو ليس من الأشهر الأربعة الحُرم
ففضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير
من الشهور و جعلة أفضل شهور العام
ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن
و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب
و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار
و فية تُصفد الشياطين
و هو شهر البركة و شهر الأرحام ,
و فية ليلة هى خير من ألف شهر ,
و فيه قال صلى الله عليه وسلم:
الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم
فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل:
إني امرؤ صائم .......
رواه البخاري ومسلم
وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم :
من قام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم
و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ،
وكان أجود ما يكون في رمضان ،
كان أجود بالخير من الريح المرسلة
متفق علي
، وقال صلى الله عليه وسلم :
أفضل الصدقة في رمضان
فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم
و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات
و الخيرات و يأمر الناس بصله الارحام
فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها
زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل
و الشعور بعزة العبادة و لذتها
, كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم
كان يعتكف العشر الأخير من رمضان
و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم
عمرة في رمضان تعدل حجة أخرجه البخاري
. فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه
, و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال
لما حضر رمضان :
قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة
تفتح فية ابوب الجنة و تُغلق فية أبواب الجحيم
و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر
من حُرم خيرها فقد حُرم
رواة أحمد و النسائى و البيهقى
, و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال:
الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة
و رمضان إلى رمضان مكفرات
لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواة مسلم
و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من صام رمضان و عرف حدودة
و تحفظ مما كان ينبغى ان يتحفظ منة ,
كفر ما قبلة ....
رواة أحمد في مُسنده
و عن ابى هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
من صام رمضان إيماناً و إحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبة .....
رواة أحمد و أصحاب السنن.
خصائص وفضائل
شهر رمضان ...
وقد تميز عن بقية الشهور بجملة من
الخصائص والفضائل ومن ذلك :
1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع
من أركان الإسلام , كما قال تعالى :
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) البقرة / 185
وهذا يعني إخوتنا الكرام
أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد
الذي جعله الله وقت ومكان تنفيذ إحدى
أركان الأسلام وهو الصوم
حيث ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: بني الإسلام على خمس
شهادة أن لا إله إلا الله ,
وأن محمدا عبد الله ورسوله ,
وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة ،
وصوم رمضان , وحج البيت..... .
2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن ,
كما قال تعالى في الآية :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
البقرة / 185 ،
وَقَال سُبْحَانَهُ وتَعَالَى
: إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
أن الله جعل فيه ليلة القدر ,
التي هي خير من ألف شهر ,
كما قال تعالى :
( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر 1الى5 .
وقال أيضا :
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ... الدخان 3 .
فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى رَمَضَانَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ,
وَفِي بَيَانِ مَنْزِلَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ
نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَدْرِ وَوَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا :
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ
وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ
لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " رواه النسائي وأحمد
صححه الألباني في صحيح الترغيب
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا

غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
رواه البخاري ومسلم
4 أن الله عز وجل جعل صيامه
وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب
كما ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
وقد أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سُنِّيَّةِ
قِيَامِ لَيَالِيِ رَمَضَانَ
وَقَدْ ذَكَرَ النَّوَوِيُّ
أَنَّ الْمُرَادَ بِقِيَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ
يَعْنِي أَنَّهُ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ مِنْ الْقِيَامِ بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ .
5 أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان
ويُغلق فيه أبواب النيران
ويُصفِّد فيه الشياطين
كما ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين.
6 أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار
روى الإمام أحمد
من حديث أبي أُمامة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لله عند كل فطر عتقاء
. قال المنذري :
إسناده لا بأس به .
وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
وروى البزار من حديث أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة
يعني في رمضان
وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة .
7 أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب
التي سبقته من رمضان الذي قبله
إذا اجتنبت الكبائر
, كما ثبت في صحيح مسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة
ورمضان إلى رمضان،مكفرات

ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.
8 أن صيامه يعدل صيام عشرة أشهر
كما يدل على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم
من حديث أبي أيوب الأنصاري قال :
من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
. وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر
وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام السنة....
9أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف
كتب له قيام ليلة ،
لما ثبت عند أبي داود
وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
وصححه الألباني في "صلاة التراويح"
10 أن العمرة فيه تعدل حجة ،
روى البخاري ومسلم
عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار :
ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت :
لم يكن لنا إلا ناضحان , فحج أبو ولدها وابنها على ناضح
وترك لنا ناضحا ننضح عليه ، قال :
فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة
, وفي رواية لمسلم : حجة معي
والناضح هو بعير يسقون عليه .
11 أنه يُسن الاعْتِكَافُ فِيهِ
لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ
كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى
ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ
رواه البخاري ومسلم
12يُسْتَحَبُّ فِي رَمَضَانَ اسْتِحْبَابًا
مُؤَكَّدًا مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ تِلاوَتِهِ
وَتَكُونُ مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ
وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ , وَدَلِيلُ الاسْتِحْبَابِ :
أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ
رواه البخاري ومسلم
وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَحَبَّةٌ مُطْلَقًا
وَلَكِنَّهَا فِي رَمَضَانَ آكَدُ .
13- يستحب في رمضان تَفْطِيرُ الصَّائِمِ :
لِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ
غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا
رواه الترمذي وابن ماجه
وصححه الألباني في صحيح الترمذي
اخوتنا المؤمنون الكرام
لعلكم معي من أن الأدلة والشواهد على تعظيم
الله لشهر رمضان كثيرة ومتعددة وقد اتت إلينا صحيحة
من أن مايُعظِمًه الله يجب أن نُعَظِمَهُ نحن
أي نحترمه ونُجله ونسعى بقدراتنا وبالإستعانة بالله
سبحانه وتعالى في ان يوفقنا في صيامه وقيامه
وإعطاءه حقه من التبجيل والأحترام كما فعل
الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضاَ كما فعلت صحابته الكرام
أما أن نقول نعم شهر رمضان مهم ومُقدس
من ناحية اخرى نتعدى فيه على الحرمات ونسفك
فيه الدماء ونعتدي فيه على بعض من أجل أسباب
دنيوية وقتيه لا تُسمن ولا تُغني من جوع
ولانهتم او نُبالي بعدم تحصيل الخيرات والبركات
من هذا الموسم المليء بالطاعات والخيرات الوفيرة
ولكن اخوتنا الكرام
فلنتحدث بصراحة وبدون مواربه
ولا ننافق بعضنا ونقول الحقيقة ولانخجل منها
ونعترف بأننا لسنا ممن يحرصون على هذا الشهر
فنعطيه حقه في كل شيء
( الاّ من رحمه الله )
ولكن السواد الأعظم يقول ولا يفعل
ففي حقيقة الأمر نحن بالفعل نستعد له كل عام
فلا نظلم أنفسنا وإياكم بأننا لم نستعد له
فا بالفعل قمنا بالأستعداد ولكن ليس لشد الِمئزر
للقيام وقرأءة القرآن وتحصيل الأجر والثواب
ومراجعة أنفسنا وأعمالنا وما تم انجازه لصالحنا
وما حُصِّل وسُجٍّل علينا في صحائفنا طوال العام ...
بل الأستعداد في البحث عن مايلهينا في هذا الشهر
فنرى ( الأستديوهات العربية المسلمة وغير المسلمة )
وللأسف حتى الدول الغير مُسلمة
ينشط فيها شياطين الأنس من فنانين
خلاعة وتعري فيسوقون نتاجاتهم الحصرية
في كل سنة وبالتحديد في شهر رمضان
للدول التى تعتبر نفسها أنها مُسلمة ....
تستعد لشهر الطاعات والخيرات والبركات
تستعد له بالمسلسلات المصرية والسورية
والخليجية والتركية والهندية ...
ولايكثر الأهتمام بهذه الموبقات الا في هذا الشهر
ولايُصبح الحديث والشوق لهذا الشهر إلّا عن أحدث
الأنتاجات العربية للوجوه الكالحة ممن يدّعون ( فنانين )
ويتنافسون في من هو الأقدر ليس
لعمل مسابقات ومناشط اسلامية تخدم القرآن
والتدارس لسُنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
والتذكير بأن العمر قصير والزاد قليل
والفتن مُقبلة علينا ليل نهار لاينقطع تواصلها
بل يتنافسون على من هو الذي يستطيع
أن يستميل قلوب المشاهدين للفنانة المشهورة
التى شدّت ونفخت جسمها طول العام
لتظهره في برامجها ومسلسلاتها في رمضان
التى صرّحت وبكل صفاقة أنها لاتصوم
لان الصيام يضر بجسمها وتقاسيمه....!!!
أو الفنانة ا لتى إنجرّت خلف شياطين الأنس
ونزعت حجابها وتتكلم بكل سوء أدب على الأوامر
المُلزمة بالتنفيذ لأوامر خالقها للحجاب ...
تتكلم وتحرف وتتجرأ على الله فتقول :
لم أعد فتنه يُفتتن بي
بل أصبحت من القواعد من النساء ...
اللاتي لاحرج في تبرجهن وخلع الحجاب من على
رؤوسهِنّ ...وأنني نادمة على سنوات تحجبي ...!!!
أو تلك الموبقة سيئة السمعة التى صرّحت
بصريح العبارة وامام وسائل الأعلام
والمواقع الأجتماعية انها تنصّرت ولها صور
في أحدى الكنائس تحضر ما يُسمى بالقدّاس
وتركت الأسلام لانه دين تخلف ورجعية وإجبار
أو الذي يستهزأ بأوامر الله وبالدين
وتشريعاته ويتندر على سُنن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويُضحِك ويهرج للناس ويقول جهاراً نهاراً
انا لا أصوم ولا أذكر أني صمت يوماً ...
أو كالتي تم تسويقها على أنها من بلد مسلم
مثل تركيا فتبرجت وتعرت وفعلت كل شيء
فأستقبلتها النساء والفتيات المسلمات
في بلداننا بالترحاب والحُب والتقدير
فأصبحت صورها منتشرة داخل الحجرات الخاصة
ومُلصقة في الملفات الشخصية على المنتديات...
فصدّروا لنا كل المفاسد
حتى تقليعات الملابس وطريقة تصفيف الشعر
فظهرت علينا تقليعة إطالة اللحى مع حلاقة الرأس
على شكل ( قزعة ) فأستقبلها الشباب
بترحاب وأفتخروا في من يطيل لحيته
تشبهاً بالفنان التركي المشهور...
أما أن يلتزموا بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم
بإعفاء اللحى وقص الشارب ورفع الإزار
فهذا مُنِكر عندهم ويحاربونه ويقولون عنه
انه تخلف وشد للوراء وإرهاب وعلامة من علامات
الدواعش والخوارج والمارقين ....
أما الفاسق التركي فيتبعونه في كل شيء ..
كل هؤلاء ممن جعلوا شهر رمضان وسيلة
لظهور فسادهم وإفسادهم ....
فتستخدمهم وسائل الأعلام العربية المسلمة
التى ننحني أمامها ونشُد المئزر والمُقبِّلات
ونتخذ أماكن وزوايا لنتابعهم في شوق
ولا نهتم بما يدور حولنا حتى في بيوتنا
لاننا في فترة وموسم المشاهدات والمُتابعات
لهذه الفئة الضالة التى أضلت الكثير ...
ووجدت مسرحها ومتنفسها ومكان وزمن ظهورها
هو شهر رمضان شهر الطاعات...
لجذب المشاهدين لفسادهم وإفسادهم والموبقات
التى ينشرونها بين الناس ومتى .....؟؟؟؟؟!!!!
يكون في شهر رمضان...!!!!!!
نعم اخوتنا الكرام
هذا هو حالنا وحال شهر رمضان معنا
لم يعد ذلك الشهر الذي أوصى به
رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
وخوفه علينا من أن يأتي شهر رمضان ولانستفيد منه..
فهل ينطبق تأمين الرسول صلى الله عليه وسلم
وتأمين جبريل عليه السلام ...علينا ....؟
اللهم سلّم اللهم سلّم ...
فقد صح في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم
صعد المنبر وقال :
آمين ، آمين ، آمين
وفي رواية :
صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة قال :
آمين
. ثم رقي أخرى فقال
آمين
. ثم رقي عتبة ثالثة فقال : آمين .
قيل : يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت :
آمين ، آمين ، آمين . فقال
: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال :
من أدرك شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فدخل النار
؛ فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ،
ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يبرهما ،
فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين
ومن ذكرت عنده ، فلم يصل عليك ، فمات ،
فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين...
قال العلامة ألألبانيرحمه الله :
(حسن صحيح / صحيح الترغيب )
وفي شرح هذا الحديث للشيخ إبن عثيمين رحمه الله :
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم
صعد المنبر فقال: آمين .آمين .آمين.
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عن تأمينه فقال:
أتاني جبريل فقال: رغم أنف أمري ذكرت
عنده فلم يصل عليك، قل: آمين. فقلت: آمين،
ثم قال رغم أنف أمري أدرك رمضان، فلم يغفر له،
فقل: آمين. فقلت: آمين، ثم قال:
رغم أنف أمري أدرك أبويه، أو أحدهما،
فلم يدخله الجنة، فقل: آمين. فقلت: آمين.
والمعنى ظاهر فالجملة الأولى في رجل ذكر عنده
النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصل عليه،
وهذا الحديث يدل على وجوب الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عند الإنسان
، فإن لم يفعل فإنه يستحق أن يدعى عليه بهذا الدعاء
رغم أنفه، ومعنى رغم أنفه؛
أي سقط في الرغامة والتراب،
وهذا كناية عن ذله وإهانته.
الثاني: أدرك رمضان فلم يغفر له؛
وذلك بأن يهمل صيام رمضان وقيام رمضان،
فإن من صام رمضان قياماً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه،
ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
، فإذا أهمل وأضاع فإنه لن يحصل على
هذا الثواب العظيم، ويكون قد رغم أنفه.
والثالث: رجل أدرك أبويه، أو أحدهما،
فلم يدخلاه الجنة، أو لم يقم ببرهما
الذي يكون سبباً لدخول الجنة،
فهذا أيضاً ممن دعا عليه جبريل،
وأمن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يرغم أنفه؛ أي فيصاب بالذُّل....
فهل أخوتنا الكرام الطيبين
نسمح لأنفسنا أن نكون في عِداد من أمّن عليهم
جبريل عليه السلام و رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونكون مُبعدين أذِلاء محرومين من نِعم الرضى والقبول..
حتى مواقع التواصل الأجتماعي العربية
المحسوبة أنها مُسلمة ذات صبغة عربية
إسلامية ...من منتديات والصفحات الخاصة
لاينتشر فيها كوبونات ومُلصقات دينية وإسلامية
إلّا للتهنئة بالشهر
الفضيل في أيامه ولياليه
فنرى من كانت تضع صور شخصية
فاتنة شبه عارية لوجوه فنانين
وفنانات وراقصين وراقصات
وحتى الذكور منهم نافسوا البنات في عشقهم
لهذه الصور فأتخذوها منبراً يتحدث بأسمهم
فلا يبالوا ولايهتموا بما يُنشر بالأقسام الأسلامية
ولا المواضيع ولا الشروط المختومة من قِبل
من خاف الله واتقاه ولم يخاف من هجرة الأعضاء
ونقص المترددين على مُنتداه
من فاتحي هذه المنتديات
من أن وضع الصور حرام حرام حرام
ومدعوم هذا التحريم
بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبأحاديث صحيحة غير مُلفقة او مدسوسة
فنرى القليل منهم من يغير ويستحي
من الشهر المبارك فيضع صور
شخصية أكثر إحتشاماً
فقط لشهر رمضان
واما باقي الشهور والايام
يرجعون الى ماهم عليه
وكأن رب رمضان هو ليس رب كل الشهور ....
إخوتنا الكرام
ولكن لاننسى أن بقدر ما هناك من المفاسد
وممن ينشرها ويسعى لأنتشارها
هناك من العائلات ممن تحترم هذا الشهر
وتُجِله وتسعى لأن تستفيد من أيامه ولياليه
وأيضاَ هناك من الأخوات في المنتديات
وأخص بالذكر هنا في منتدانا من تحترم نفسها
وبيئتها وتربيتها فنراها تصارع وتنصح
وأحياناً تُنكر في قلبها من ممارسات وسلوك
صاحبات معارض الصور المنتشرة في المنتدى
فالمنتدى لم يكن هكذا منذ زمن
والله المستعان
فالناظر للصفحة الرئيسية يرى البريق
واللمعان في الوجوه والتسريحات والقدود
والوجوه الكالحة المليئة بالاصباغ
وحتى الأطفال أدخلوهم لهذا المعترك
ونزعوا براءة طفولتهم وقاموا بتلطيخ وجوههم
وألبسوهم ملابس لاتتناسب وطفولتهم
ووضعوهم للأستعراض بهن
فإن كانوا حقيقيين هُن بنات احدى العضوات
فالطامة كبرى فأصول التربية واضحة عليهن
وما سيكون من شأنهُن في المستقبل أكبر ...
فلماذا بالله عليكم الزج بالأطفال ووضعهم
على هيئة لوحات زينة يتم الأستعراض بِهُنّ ....؟
فهل هذه هي أصول التربية
وهل أصبح هذا المنتدى خاص بالنساء
فإن كان ذلك كذلك فليتم الأعلان عن طرد
وتحييد العناصر الرجالية من على أبوابه
اقول أحترموا القٌراء الذين أحبوا المنتدى
وتابعوا فيه الأقلام الرزينة ....
ولكني أقول وبصدق
والذي نفس أندبها بيده
إني لأخاف على من أسس لنا هذا المنتدى
من أن يصيبه
إثم وسيئات من يتجاوز تحذيرات وأقوال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تحريمه للصور
ولفتاوي العلماء الكِبار لنشر الصور
في المنتديات .....
لأنه لايستحق أن يكون نصيبه
مما ننشر من الأثم والسيئات ....
الأخوة المؤمنين
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم
واجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الخطبة الثانية

الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
أما بعد أخوتنا المؤمنون
هذا هو شهر رمضان
وهذه هي سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيه وهذه تشريعاته ووصاياه وتحذيراته لنا
حيث صالم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسعة سنوات متتالية
حيث فُرض شهر رمضان في السنة الثانية
للهجرة فكان هديه صلى الله عليه وسلم
يتلخص في الأتي:
تعجيل الإفطار، وتأخير السحور،
وقد رُوي عنه في الحديث الصحيح الذي أخرجه
البخاري ومسلم ...أنه قال:
(لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ)
، وكان يُفطر على عدد فردي من الرطب،
فإن لم يجد فمن التمر،
فإن لم يجد كان يكتفي بشرب الماء،
أما السحور فكان يؤخره إلى
ما قبل صلاة الفجر بوقت يسير،
ويحث أمته على المواظبة عليه،
حيث رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام
أنه قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)
كتاب صحيح مسلم في فضل السحور
الصدقات وقراءة القرآن الكريم:
كان جود النبي -عليه الصلاة والسلام
وكرمه يتضاعف في رمضان،
حيث كان يكثر من الإنفاق في سبيل الله،
والصدقات، وتلاوة القرآن،
والإحسان، مصداقاً
لما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه
أنه قال:
كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ،
وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ
، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ
مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ
قيام الليل:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم
- يواظب على قيام الليل في رمضان،
وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة،
وكان يطيل القراءة فيها. الاعتكاف
وترقّب ليلية القدر: فقد رُوي
عن النبي -عليه الصلاة والسلام-
أنه كان يعتكف العشرة الأواخر من شهر رمضان،
وكان يفعل ذلك في كل عام إلى أن توفاه الله تعالى،
وكان من أسباب اعتكافه -عليه الصلاة والسلام-
طلب ليلة القدر، التي يُعد العمل فيها
خيراً من ألف شهر. صلاة التراويح:
ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
صلّى صلاة التراويح،
فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام-
خرج ذات يوم في جوف الليل،
فصلّى في المسجد، وصلّى عدد من الرِجال بصلاته
، فلما أصبح الناس تحدّثوا،
فاجتمع أكثر منهم، فصلّوا مع النبي،
وفي الصباح تحدث الناس،
وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة،
فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام-
وصلّوا بصلاته، وفي الليلة الرابعة
عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح،
فلما قضى الفجر أقبل على الناس وتشهّد
ثم قال:
(أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ،
لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها)
أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
صلى المسلمون صلاة التراويح في جماعة
واحدة، وحافظوا على ذلك إلى زماننا الحاضر
هذا هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
في هذا الشهر المبارك
أخوتنا الكرام
والحديث عن هذا الشهر العظيم له شجون
فمعانيه كبيرة وكثيرة وغنية
وسُنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لاتُعد ولا تُحصى ورُخصه وتحذيراته
من فساد الصوم كثيرة
وهنا نأخذ منها القليل وأحسبه مهم
للمحافظة على صيامنا وقيامنا في هذا الشهر
وهذا الرُخص او الفتاوي أتت من أحد علماء
السُنة والمشهود له بالعلم والفقه
وهو الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز
حكم إستعمال قطرة العين للصائم
الجواب: هذا فيه خلاف بين أهل العلم،
منهم من يرى أنها تؤثر، ومنهم من لا يرى أنها لا تؤثر،
والأقرب أنها لا تؤثر؛ لأن العين ليست منفذًا يعني:
قويًا، هو منفذ ضعيف، فليس مثل الأكل والشرب
ونحو ذلك، فالأحوط جعلها في الليل
جعل القطرة في الليل خروجًا من خلاف العلماء،
حكم تذوق الصائم للطعام
ماهو حكم تذوق الطعام اثناء الطهي
لمعرفة هل هو مالح او غيرذلك ..؟
الجواب: نعم صحيح؛ ذوق الطعام لا يضر
، كونه يذوق الطعام هو مالح وإلا طيب لا بأس به،
يذوق ويلفظه لا يبلعه لا بأس بذلك،
حكم من تعاطى مُبطلاً من مُبطلات الصوم
جاهلاً بالحكم ...
الجواب: نعم، عليه أن يعيد الصيام،
كمن أكل يظن أنه لا حرج في الأكل في
نهار الصيام المفترض أو جامع فإنه يقضي؛
لأنه مفرط بالتساهل وعدم التفقه في الدين،
بخلاف الناسي فلا شيء عليه، لو أكل ناسياً
أو شرب ناسياً فلا شيء عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام:
من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه،
فإنما أطعمه الله وسقاه، وفي اللفظ الآخر:
من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه
ولا كفارة، فإذا كان تعاطيه المفطر عن نسيان
فإن صومه صحيح، أما إذا أكل أو شرب
أو جامع يزعم أنه جاهل بالحكم فإنه يؤمر بالقضاء؛
لأنه في هذه الحالة يعتبر مفرطاً ومتساهلاً،
وكان الواجب عليه أن يسأل، ولأن هذه الأمور
مما اشتهر بين المسلمين وعرفه المسلمون،
فدعوى الجهل فيه بعيد، دعوى الجهل
في هذا بعيدة جداً. نعم.
حكم حقنة الوريد والعضل للصائم
السؤال: ما حكم من حقن حقنة في الوريد
والعضل أثناء النهار بشهر رمضان وهو صائم
وأكمل صومه، هل فسد صومه ووجب قضاؤه أم لا؟
الجواب: صومه صحيح؛ لأن الحقنة
في الوريد ليست من جنس الأكل والشرب،
وهكذا الحقنة في العضل من باب أولى،
لكن لو قضى من باب الاحتياط كان أحسن.
وتأخيرها إلى الليل إذا دعت الحاجة إليها يكون
أولى وأحوط؛ خروجًا من الخلاف في ذلك.
حُكم الأبر المغذية
السؤال: قرأت في بعض الكتب الفقهية
أن الإبر المغذية
وغيرها التي لا تدخل عن طريق الجوف
أو الفم ليست مفطرة،
وأعلم أن هناك رأيًا لبعض الفقهاء يقضي بغير ذلك.
فما الرأي المعروف لدى جمهور العلماء؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب: الصواب أن الإبر المغذية تفطر الصائم
إذا تعمد استعمالها، أما الإبر العادية
فلا تفطر الصائم،
حكم أستعمال الكحل وبعض ادوات التجميل للنساء
السؤال: ما حكم استعمال الكحل وبعض
أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان؟
وهل تفطر هذه أم لا؟
الجواب: الكحل لا يفطر النساء ولا الرجال
في أصح قولي العلماء مطلقًا،
ولكن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم.
وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون
والدهان وغير ذلك مما يتعلق بظاهر الجلد،
ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك،
كل ذلك لا حرج فيه في حق الصائم،
مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج
إذا كان يضر بالوجه.
حكم أستعمال معجون الأسنان وقطرة الأذن
السؤال: ما حكم استعمال معجون الأسنان،
وقطرة الأذن، وقطرة الأنف، وقطرة العين للصائم،
وإذا وجد الصائم طعمها في حلقه فماذا يصنع؟
الجواب: تنظيف الأسنان بالمعجون
لا يفطر به الصائم كالسواك،
وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه،
فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه.
وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما
الصائم في أصح قولي العلماء.
فإن وجد طعم القطور في حلقه، فالقضاء أحوط ولا يجب،
لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب.
أما القطرة في الأنف فلا تجوز لأن الأنف منفذ
والأصل في ذلك ما روى عاصم بن لقيط بن صبرة ،
عن أبيه ، قال
قلت : يارسول الله أخبرني عن الوضوء ،
قال أسبغ الوضوء
وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الأستنشاق
إلا أن تكون صائماً
رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال :
حديث حسن صحيح ولأنه من أعضاء الطهارة
، فاستحبت المبالغة فيه كسائر أعضائها
ماحكم إستعمال البخاخ في الفم للصائم
الذي يشكوا من ضيق التنفس .
الجواب: حكمه الإباحة إذا اضطر إلى ذلك؛ لقول الله :
: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ
إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ )الأنعام:119(
ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبهه
سحب الدم للتحليل والإبر غير المغذية
حكم القيء للصائم
الجواب: حكمه أنه لا قضاء عليه،
أما إن استدعى القيء فعليه القضاء؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من ذرعه القيء
فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء
. أخرجه الإمام أحمد
وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح
حكم شم الصائم لرائحة الطيب والعود
الجواب: لا يستنشق العود، أما أنواع الطيب
غير البخور فلا بأس بها، لكن العود نفسه لا يستنشقه؛
لأن بعض أهل العلم يرى أن العود يفطر
إذا استنشقه؛ لأنه يذهب إلى المخ والدماغ،
وله سريان قوي، أما شمه من غير قصد فلا يفطره
حكم الأكل والشرب إثناء اذان الفجر من رمضان
الجواب: إذا كان الصائم لم يعلم أن الأذان
على الصبح، بل كما يؤذن الناس على التحري
وعلى الساعة والتقويم، فلا بأس أن يشرب
وهو يؤذن أو يأكل لقمة في يده وهو يؤذن،
لا بأس بهذا؛ لأن الأذان يخبر عن الصبح،
مظنة الصبح، ليس براءي للصبح وإنما يخبر
عن ما عرفه بالساعة ...
حكم التقبيل للصائم
الجواب: لا حرج على الزوج أن يقبل زوجته
في نهار رمضان أو أن ينام معها،
لكن يتجنب وطأها الجماع،
لا يجوز له الجماع في نهار الصيام،
أما كونه يقبل زوجته أو ينام معها في الفراش
أو يضمها إليه كل هذا لا بأس به،
كان النبي صلى الله عليه وسلم يٌقبل وهو صائم
ويباشر وهو صائم وهو أفضل
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم له قدرات
خاصة في التحمل والمحافظة على حدود الله
ولكن تتحرز من أن تثير هذه الأعمال
شهوة الرجل فيقع منه ما لا يُحمد عقباه
فعليه الأبتعاد عن مثل هذه الأمور من تقبيل واحتكاكات
حكم من جاءتها الدورة قبل غروب الشمس في رمضان
الجواب: مادامت الدورة جاءتها قبل غروب الشمس
فليس عليها صلاة المغرب ولا غيرها
، والصوم لا يصح ذاك اليوم الذي جاء فيه الحيض
قبل أن تغيب الشمس
فإن الصوم يبطل وعليها قضاؤه،
هذا إذا كانت تعلم أنها جاءتها قبل غروب الشمس
ولو بخمس دقائق
التبرع بالدم في نهار رمضان
السؤال: ما هو ضابط الدم الخارج
من الجسد المفسد للصوم؟ وكيف يفسد الصوم؟
الجواب: الدم المفسد للصوم هو الدم الذي
يخرج بالحجامة،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
أفطر الحاجم والمحجوم
ويقاس على الحجامة ما كان بمعناها مما يفعله
الإنسان باختياره فيخرج منه دم كثير يؤثر
على البدن ضعفًا، فإنه يفسد الصوم كالحجامة؛
لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين الشيئين
المتماثلين، كما أنها لا تجمع بين الشيئين المفترقين.
أما ما خرج من الإنسان بغير قصد كالرعاف،
وكالجرح للبدن من السكين عند تقطيع اللحم،
أو وطئه على زجاجة، أو ما أشبه ذلك،
فإنه لا يفسد الصوم ولو خرج منه دم كثير
، كذلك لو خرج دم يسير لا يؤثر كتأثير الحجامة كالدم
الذي يؤخذ للتحليل لا يفسد الصوم أيضًا
حكم تأخير الجنب والحائض والنفساء
الغسل إلى بعد طلوع الفجر
السؤال:: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان،
هل يبطل صومه أم لا،
وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟
الجواب: الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم،
وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء
وهو المني، ولو احتلم بعد صلاة الفجر
وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس.
وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل
إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنيًا
من جماع ثم يغتسل ويصوم.
وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل
ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس
في ذلك وصومهما صحيح. ولكن لا يجوز لهما
ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس،
بل يجب على الجميع البدار بالغسل
قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها،
وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة
قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة.
وعلى الحائض والنفساء إذا رأتا الطهر
في أثناء الليل أن تبادرا بالغسل حتى تصليا المغرب
والعشاء من تلك الليلة، كما أفتى بذلك جماعة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
. وهكذا إذا طهرتا في وقت
العصر وجب عليهما البدار بالغسل حتى تصليا الظهر
والعصر قبل غروب الشمس. والله ولي التوفيق
هذه الأجابات للشيخ أبن باز
أُخذت من برنامج ( نور على الدرب )
ومجموع فتاوي ومقالات
الشيخ أبن باز من موقعه الخاص
إخوتنا المؤمنون
شهر رمضان عظيم ومُبارك
في ثوابه وفي أحكامه
ومقتضيات صحة صيامه
وما وضعي لبعض الأجابات
عن استفسارات مهمة تقع للصائم
في نهار رمضان
الا لبيان أن هناك مسائل مهمة
واستفسارات اخرى تُفسد الصوم او تُصلحه
ربما يحتاج لها الصائم لمعرفتها
وهذا باب ليس مجاله
ربما يكون منفصل عن هذه الخطبة
ولكن من فضل الله وكرمه
أن مُعضم المسلمين والمسلمات يعرفون
مالهم وماعليهم في نهار رمضان
لأن هذه الأسئلة تتكرر كل عام
ويجيب عليها العلماء الأفاضل ...
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ غڑ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأنتهزوا فرصة شهر رمضان المبارك
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28856
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (حقيقة شهر رمضان)

اندبها 05-17-2019 12:47 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )
 
[frame="1 10"]


( أمانة تربية الأبناء )


http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
http://www.m9c.net/uploads/15561400151.jpg
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،

وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،

ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
أحبتي في الله
لابد لنا من أن نعيد ونكرر ونؤكد أن إيماننا
لايصلح ولا يُنتفع به إلا إذا آمّنا بالله رباً وبالأسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
وبسُنتهِ طريق ومذهب ومنهج نسير به وعليه
فلا نسمح للمشارب والدروب والمسارب
أن تأخذنا الي حيث تريد
فنضيع في متاهات نحن في غنى عنها
فقط إن أتبعنا رسولنا الكريم في كل شيء
نعم أحبتي في الله ...في كل شيء
في كل مناحي حياتنا بدء بقول لا اله الا الله
محمد رسول الله وانتهاء بأماطة الأذى عن الطريق
مروراً بتعاملاتنا اليومية مع كل من نقابله
ونتعامل معه ونصافحه ونُسلم عليه

،حتى وإن رأيناه
لأول مرة ...فهناك معاملة خاصة به

وهي الرد على سلامه
ومروراً بتعاملاتنا في بيوتنا ...مع من له الحق علينا
في رعايته والمحافظة عليه وإرشاده وإيصاله لبر الأمان
وحتى في داخل حجرات نومنا ومُداعباتنا لزوجاتنا....
كل ذلك لم يهمله التشريع ولم تهمله سُنة
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وسُنة وهدي صحابته الكرام
حتى نلتجيء لسُنن وتشريعات من لا دين لهم
فتعالوا معي أحبتي في الله نتعلم ونتصفح
ونبحث عن الوسيلة المُثلى في تربيه ابناءنا
وكيف نصل بهم لمرحلة أن نفتخر بما أنجزوه
ليس الأفتخار بمقدار الدرجات

والتقييمات التي يتحصلون
عليها من جلوسهم في أروقه المدارس

والكليات والمعاهد
كما يفعل الكثير من الناس
وهذا من حقهم على أبناءهم أن يتم الفرح بهم
بل نفرح بما آلت له أخلاقهم وتربيتهم الحسنه
وعلاقتهم بالله عز وجل وبتشريعاته ، بالأضافة لذلك
نجاحهم في الدنيا وعلومها وتقييماتها ....
ولكن ما مصير الأخلاق والتربية والتنشئة المُصاحبة
لهذا النجاح الأكادييمي التعليمي .....؟
فهل أحبتي في الله نفرح بنتائجهم المدرسية
من ناحية ومن ناحية اخرى يتملكنا الهم والغم
والشرود والبحث عن وسيلة لأصلاح الجانب الاخر ....؟
فهل دقق الأب أخوتي في الله كيف حصل ولده أو أبنته
على درجات وتقييمات كبيرة وهو يعرف مُسبقاً أن
أبنه أو أبنته ليس لهم حظ كبير في إستيعاب وفهم المناهج....؟
هل فكرت الأم أو فكر الأب كيف
لأبنته التى تدرس في الجامعة....
أو أبنهم الذي يجلس الدقائق الطوال أمام
المرآة ليصفف شعره ويضع عليه جميع أنواع الكريمات
والتى مُعضمها لايعرف حتى من أين صُنعت
وكأنه أو كأنها ذاهبون لحفل زفاف وليس
للجلوس على مُدرجات يتلقون فيها العلم والمعرفة.....؟
فهل هذا حرص بالفعل على النظافة فقط
أو أن الأمر ليس كذلك بل هو الأستعداد للقاءات
وجلسات ثنائية وأحيانا ثلاثية تحت ظلال الأشجار
بعيداً عن أعين المارة الأخرين ...؟!!!!!
وماهي المفاهيم الجديدة والأفكار والمصطلحات
التى يقولونها في تعاملاتهم العامة ومع العائلة خاصةً...؟
وهل احبتي واخوتي في الله
ننظر لهذه التقييمات والممارسات والتصرفات
والسلوكيات الغريبة المشبوهه
ونجعلها هي الأساس في التربية
او نراها أنها وسيلة تحفيزية تشجيعية للمضي قُدماً
لممارسة الحياة والمعيشة بطريقة مريحة محترمة ...؟
وهل إشترط الأب أو الأم على أبناءهم
وبناتهم إن تحصلوا على درجات وتقييمات كبيرة
في أن يشكروا الله ويسجدوا له سجود شكر
على ما أنعمه الله عز وجل عليهم من نجاح
أم قاموا بتحفيزهم والأشتراط عليهم
بالهدايا والأحتفالات والشموع المضيئة فرحاً بنجاحهم...؟
وهل علموهم أن كل ماتم تعلمه
لايساوي شيء مع معرفة الله ومعرفة رسوله
وفهم المنهج الرباني والتوحيد الخالص لله....
وأن الأساس الحقيقي هو التربية وخلق الأنسان
من ذكر وانثى يكون قادر
على ممارسة الحياة بالوجه
الذي أراده الله له وبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم
ونفذه وطبقه صحابته الأبرار رضوا ن الله تعالى عليهم
في أبناءهم وأولادهم وبناتهم
حتى وصلت لنا معارفهم وعلومهم وأدبهم مع
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ومع خلق الله الأخرين....
وهل التربية الأسلامية الصحيحة المبنية على
كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
التى فهمها وطبقها وعاشتها القرون الاولى
من حياته صلى الله عليه وسلم
لاتصلح لان تكون
هي الفيصل والأساس والقاعدة الأولى
لبناء الأنسان وتربيته تربية صحية
تساعده على النجاح والتقدم والأنطلاق
نحو غايات وأهداف ونقاط وصول تساعده في حياته...؟
أم أن التربية الدينية تعتبر هي الهدف الثاني
والوسيلة الثانية او الهامشية بعد التربية العصرية
والحداثة والعلمنة وإتباع سُبل وطرق التربية
الحديثة والتى لاتعترف بحدود منطقية للتعامل بمدأ
الطاعة والتنفيذ للأوامر بدون نقاش والتى تصدر من الأبوين
أو من له الولاية والسلطة الأدبية في التربية
فتدعوا وتُرغِّب المؤمنين بها أن ينطلقوا ولا يلتفتوا
للوراء للأخذ من مناهل من سبق في أصول التربية....؟
فلا مانع من أخذ المباديء الأولى من الكفار
والنصارى في طريقة تربية أبناءهم وبناتهم
حتى وإن تعلموا منهم بعض المفاسد والسلوكيات
التى لا تنطبق وديننا وشريعتنا ومجتمعاتنا العربية المسلمة
فهذا ليس بمهم في نظر مؤمني هذا الطريقة
فعندهم إتباع الكفار من نصارى ويهود واللا دينيين
أفضل للنشأ الجديد لكي يصل لمراتب علمية كبيرة
فلا بأس إن كفر أو تمرد أو رفض النواهي والزواجر
التى أتى بها الله سبحانه وتعالى على لسان
رسوله صلى الله عليه وسلم
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح
وأخبر أنه سيأتي على أُمته قوم يتبعون حياة ومعيشة
الكفار والنصارى حتى وأن دخلوا لجحر ضب لحقوا بهم
ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:
فَمَنْ"( وهل هناك غيرهم ) ......
أخرجه البخاري في صحيحه
إخوتنا المؤمنون
هل تعلمون لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
وشبه الذين يتبعون اليهود والنصارى
كالذي يتبع خطوات الضب الى جحره
ولماذا الضب بالذات ....؟
لقد راود هذا السؤال الكثير من العلماء،
فما ينطق به النبي صلي الله عليه وسلم
هو وحي مبلغ له عن جبريل عن رب العزة،
فلماذا اختار الله جحر الضب ولم يكن جحراً لحيوان آخر
من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور، لماذا؟
والسؤال هنا إستفهامي لمعرفة مالذي يميز جحر الضب
عن غيره ......حتى يتم ذكره في هذا الحديث ....؟
فقد قام أحد البُحاث بالبحث في موضوع الضب
وجحره وما المميز فيه ، فوجد أن الضب من أقذر
الزواحف والحيوانات وذلك أنه يحفر جحر
ولايجعل فيه مخارج اخرى للتهوية او للخروج
إن حدث خطر عليه او الهجوم على جحره
فيقتصر على فتحة او مدخل واحد فقط للدخول وللخروج فقط
فقام هذا الباحث مع مجموعة ممن يصطادون الضب
فسألهم عن الكيفية في اصطياد الضب
فقالوا له أنه أسهل حيوان يتم اصطياده بسهوله
وذلك بأغراق جحره بالماء فيخرج
الضب من مخرج الجحر الوحيد
وبالتالي يتم اصطياده بسهوله والقبض عليه...
حيث أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر

بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات
للجحر بغرض التهويه والتمويه للهروب من الأعداء.
إذن جحر الضب هلاك، مميت لمن بداخله،

فلو قام أحد بغلق هذه الفتحة عليه
لم يستطيع الخروج ومات مدفوناً بداخلها،
أو يغمره بالماء فيضطر للخروج أمام أعدائه
ويمسكونه كما هو حال صيده من داخل الجحر
. كما أن جحره عفن فاقد للتهوية
فكما قال أهل المعرفة بالأجحار
أن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق الشديد،
الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالاً لرؤية
أي جماليات فيه، فلا نجاة فيه
ولا جمال فيه يجذب من يدخله.

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
ومن هنا أخوتنا الكرام نعلم ونستشف من حديثه
صلى الله عليه وسلم ، كأنه يريد أن يقول لنا
إنكم ستتبعون سُنن وأفعال الغرب من نصارى ويهود
وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ،
حتى وأن كان الذي تتبعونه فيه الهلاك لكم ستتبعونه
بالرغم من وضوح الهلاك والخُبث فيه تماماً كجحر الضب
وهذا أخوتنا في الله أكثر وضوح

في كثير من القضايا والتى أثبتت فشلها في الغرب
فتم تصديرها لنا بالرغم من فشلها عندهم
إلا انهم رغبونا فيها وفي اتباعها تماماً
مثل قوانين الأسرة والزواج المدني المنتشر في بلادنا
وأمراض الشذوذ التى أصبحت تلاقي القبول والرضى
في مجتمعاتنا....وكذلك الموضة القاتله وقوانين
العلاقات الأسرية وتحرر الفتيات
من الولاية بعد سن البلوغ
وحرية الزنا علناً وغيرها ....
كل هذا العفن وجدناه وأنغمسنا فيه عندما
أتبعنا الغرب لجحورهم والتى شبهها
بجحر الضب المليء بالقذارة والعفن
لذلك صدق من قال
أن نبؤة رسولنا صلى الله عليه وسلم علينا صدقت
فأتبعنا الغرب شبراً شبراَ وذراعاً ذراعاً لجحورهم
فظهرت علينا مفاهيم وجدت القبول في عالمنا الأسلامي
وهي عبادة غير الله مثل عبادة الشيطان
وأحتسبوها حرية شخصية وفكر شخصي خاص بالفرد
اخوتنا في الله

ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل عنه :
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ...) التوبة128
فمن رأفته ورحمته على المؤمنين

أنه صلى الله عليه وسلم أرشدهم ونصحهم
وأعلمهم بان يتبعوا منهجه وسُنته وطريقته
حتى أنه أقسم بالله أن لا أيمان لمن لايكون
هواه وطريقته وعبادته لله تبعاً لما جاء به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ....
كما ورد في الحديث :
والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى
يكون هواه تبعا لما جئت به
" ولهذا شدد الله عز وجل في خلاف ذلك ، فقال:

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
، كقوله تعالى
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم
....النور : 63
فكل هذه الآيات تدل بوضوح وجوب اتباع مايقوله ويفعله
ويأمر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في احاديثه الصحيحة ، والتى صححها العلماء
والصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين لهم ....
هو مايجب اتباعه والاخذ به وليس أقوال الذين يوأولون
ويبدلون مفاهيم القرآن الكريم في الامر بأتباع
منهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
من احداث التأويلات والبِدع والتحريفات للمنهج القويم
وإتباع طُرق ومناهج الكفرة النصارى في التربية
والحداثة والعلمنة والأنفتاح الفكري الضال
فإن إتبعتم التأويلات والتحريفات في الدين والتشريع
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه ) أخرجه البخاري.
، فعلينا أن نراجع أنفسنا في هذا الصدد، وهذا الأمر
ونزنه ونقارن تربيتنا في هل تتطابق وماجاء به الله ورسوله
أم إنحرفنا لأتجاهات أضرت بأنفسنا وأهالينا ومن ثم أبناءنا
فعندما يقول الحق سبحانه وتعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ( التحريم: 6
فكيف تكون الوقاية....؟!
وكيف يكون العلاج.....؟!
، ويقول الحق سبحانه وتعالى في هذه الآيات
المحافظة على وقاية أنفُسنا وأهالينا
من الوقوع في الزلات التى نتيجتها نار وقودها الناس والحجارة
والوقاية هنا هي الحماية والوقاية
من كلّ قبيح وتجنب كل تقصير،
والآية الكريمة تتعلّق بوقاية النفس والأهل،
الوقاية من النار وليست نار اليوم،
إنها نار يوم القيامة التي وقودها الناس والحجارة.
إن حسن التربيَة هي أمانة كبيرة وعظيمة
، هذه الأمانة العظمى ،
وهي أمانة تربية الأبناء فإن الكثير
منا تخلى عنها بالكلية، وأحلّ محلها
واستبدل مكانها الإضاعة والإهمال،
فنتج عن ذلك أن الأبناء أصبحوا في حِلٍّ،
فهي بكل بساطة بالقيام على التربية أحسن قيام،
وهذه التربية إنما تكون بحفظهم في دينهم
وفي دنياهم، فالوقاية كما قٌلت أنفاً
هي القيام عليهم بتربيتهم
وحفظهم في دينهم وفي أخلاقهم وفي دنياهم،
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،
ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي: ( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
فمعني هذا الحديث إخوتنا المؤمنين
أن سلوك أبناءنا وبناتنا هو النتيجة النهائية لنجاحنا
أو فشلنا في تربيتهم وهم ( أي أبناءنا ) الثمرة الأخيرة
لجهدنا في التربية والعناية والرعاية والوقاية
فإن وجدنا خيراً في ما أجتهدنا فيه من تربية لهم
فنحمد الله على ذلك ونعتبر أننا نجحنا مؤقتاً في أولى
خطوات التربية الصحيحة ومازال هناك خطوات أخرى
مُكملة في التربية
وإن وجدنا غير ذلك من نتائج تسوء وجوهنا
فنعلم حينها أنها نتيجة طبيعية لتربيتنا لهم
فلا مناص لنا الا أن نلوم أنفسنا ونتحمل تبعات تربيتنا لهم
في الدنيا وفي الأخرة سوف نُسأل في ضياع الأمانة
نعم أخوتنا الكرام نُسأل في لماذا ضيعنا
أمانة تربية اولادنا وبناتنا
خيانة عظمى في تربية الأبناء، خيانة
للأبناء في تربيتهم،
خيانة للمجتمع في أن تقدِّم له من النسل ما ينفعه،
خيانة للأمانة التي حمّلك الله إياها،
خيانة لنفسك في تربية أبنائك،
والمصطفى صلى الله عليه وسلم يخبرنا:
( إنه من ما عبد يسترعيه ربه رعية فيموت
وهو غاش لها إلا لم يجد رائحة الجنة )
رواه البخاري ومسلم من حديث معقل بن يسار
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
فالذي يؤلم اخوتنا الكرام
هو عندما نرى نتائج تربيتنا لأبناءنا غير صحيحة
نقول نعم لقد ساهمنا في اضاعة الوقت
ولم نهتم بتربية ابناءنا تربية صحيحة
ولكن اقول هنا هل الفُرصة انتهت ام هناك محاولة
أخرى ربما تنجح في إعادة فلذات اكبادنا للطريق الصحيح
هنا يكمن تحدي وجهد الأباء والأمهات ومدى أصرارهم
وتحديهم لكل ظرف من شأنه أن يبعدهم
عن تربية ابناءهُم تربية صحيحة .......
فكيف يكون ذلك ....؟
يكون اخوتنا الكرام بأتباع منهج من سبقنا
من صحابة وأتباع التابعين لهم الذين أخذوا أصول التربية
من المُعلم والمُربي الأول صلى الله عليه وسلم
وننظر في الطريقة والوسيلة الناجعة لتربية فلذات
أكبادنا لنربحهم في الدنيا والاخرة
ولا نخسرهم في الدينا والأخرة
فلننظر اخوتنا الكرام في أقوال وأفعال
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
والأصول المُفترض إتباعها في تربية الأبناء
وهي عِدة نقاط مهمة تكون الأساس في التربية
فالتربية يعتبرها الكثير من الدارسية لأصول التربية
أنها من الأعمال الشاقة والتى تحتاج لسِعة الصدر والحنكة
ومحبة من ستقوم عليه أصول التربية ،
وهي جهد يحتاجُ إلى وقت،
وكذلك هي مهمةٌ ليست جديدة،
وهي عملٌ عظيم ومهم وتبرز أهمية
بأتباع المنهج الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل المسلم ، لا يكون مُسلماً ألا إن عرف دينه كاملاً
بمختلف تشريعاته وحدوده
مُبتدأً بالتوحيد لله سبحانه وتعالى ومعرفة
ما للعبد تجاه ربه من عبادة وتبجيل
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
لذلك اخوتنا الكرام
طالما أننا نمتلك المنهج والقدوة لتطبيق المنهج
فلماذا لا ننطلق ونتبع ونقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة من بعدهم من السلف الصالح في تربية أبناءهم
ومعرفة الكيفية في هذه التربية
وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأبناءهم
يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.
فالتربيةُ بأختصار هي الوسيلةٌ للوصول بالأبناء
إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين.
وهذا أخوتنا الكرام لايتأتا وينجح
الا أن تمت تنشئة المسلم وإعداده إعداداً
كاملا من جميع جوانبه،
للحياتين الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام،
وليس في ضوء التربية الحديثة المستوردة
من مجتمعات لاترى في القيم الروحية الدينية
اهمية بحيث يتم وضعها كأساس للتنشئة والتربية
وكما قال أحدهم في وصف التربية الحقيقة بقوله:
هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع
على وفقِ شرع الله.
بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، أو البنت
فلا يتأثرانُ بما يقابلهُم من شهوات وشبهات؛
لأنَّها تقوى مراقبته لله
ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر
تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها،
ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله.
تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة،
لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام
الغرب الكافر ومن بني جلدتنا العرب المسلمين
الذين يقدسون أساليب التربية النصرانية ويفضلونها
وينشرون تعاليمها ويجعلوها مُضادة ومُنافسة
للتربية الأسلامية الحقيقية المُتبعة لمنهج النبوة
، فوجودُ هذه الحملة لابد أن يُقابل
بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم
التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ،
فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ
المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها
التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ
التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ
كالمدرسة والمسجد.
إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت
في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية
أو إهمالها، فالسفور والتبرجُ والمخدرات
والمعاكسات وغيرها انتشرت
بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها
فنجد الأباء والأمهات سوى بقصد
أو من غير قصد يُعلمون أولادهم وبناتهم
السفور للبنات والتقليعات الغريبة للأولاد
فينشأ هذا الجيل وهو مُحب لِما تعلمه وهو صغير
وهنا يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
نعم اخوتنا الأحبة ...أبواه يهودانه أو يُنصرانه
أو يُمجسانه والقصد هنا أن الطفل يولد
على الفِطرة بنقاوتها فأبواه هم من يزرعون
فيه حُب أضداد الأشياء فيغيرون من
فكره واتجاهاته كما يرونها هُم
وليس كما يراها هو او هي بعد أن يصلوا
لسن تسمح لهم بالأنفراد بالتفكير والتوجه

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

والأسلام اخوتنا الكرام
أعطى لموضوع التربية وبناء الأنسان
كل الأهتمام والرعاية
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأبناء
، ومحاولة وقايتهم من النارِ فقال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )،
وقال تعالى:
( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )
وقال عز وجل:
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ). .
ومدح الله سبحانه وتعالى عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون:
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ).
ومن السنة يقولُ - صلى الله عليه وسلم :
الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته،
والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها
البخاري ومسلم. وفي الترمذي:
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ...... الحديث.
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
وقد أهتم ديننا الحنيف بتشريعاته
وبسُنن نبيه صلى الله عليه وسلم ، بأساسيات التربية
أي من البداية حتى قبل أن يولد الطفل
فبيّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن نعمل بالأسباب ونبدأ
من الأصل في بناء الأسرة
ويكون بالأتي :
1 ـ أختيار الزوجة الصالحة وكذلك الزوج الصالح
هو الخطوةُ الأولى للتربية السليمة،
ففي الحديث المشهور يبين ذلك
إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه،
وحديث إختيار الزوجة الصالحة
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ،
ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك....
فأختيار الزوجة الصالحة لبناء الأسرة وتربية
الأبناء مهم جداً لانه بصلاحها وتقوتها تحافظ
على نسيج اسرتها وأصول تربية ابناءها
فلا تنحدر بهم لمشارب وطُرق تربية تم إستيرادها
من العالم النصراني العلماني الذي لاينظر للقيم الروحية
بمنظار هو الأساس في التنشئة والتربية
وكذلك تكون العين الساهرة على فلذات أكبادها
وليس كما نرى اليوم أن الزوجة او الأم هي من
تُسهم في إفساد ابنتها من خلال إدخالها
في مجالات لاتتناسب وعمرها
فنراها تُشركها في حفلات الزفاف وهي لازالت طفله
لم تبلغ الحلم بعد ، فتُلبسها ملابس فاضحة شبه عارية
وتُصبغ وجهها الطفولي بأصباغ
فاقعة وكأنها أحدى غواني الشوارع
بل وتزيد على ذلك بأن تفتخر بها أمام النساء
بأنها تستطيع أن ترقص وتتمايل وتبرز براعتها
في الرقص .......
هنا أخوتنا الكرام نجد الأم
تثني على أبنتها وتشكرها وتفرح لأفعالها
لا أن تمنعها وتحافظ على براءتها
بل تستعرض بها أمام النساء في الحفلات
هنا ماهو مصير هذه الطفلة التى تعودت أن تذهب
مع أمها لمثل هذه الحفلات الماجنة وتلبس ملابس
ليس لمثل سٍنها وعمرها وتضع الأصباغ على وجهها
مصيرها واضح وهو أنها سترفض أي أمر
من أمها في أن تمنعها في المستقبل
ولن تكون هناك الجرأة من الأم في أن تنصح
أبنتها بعدم الأبتذال في لبس الملابس أو وضع المساحيق
لانها هي من علمتها ذلك وأستعرضت بها أمام الناس
لذلك ستنهار مصداقية الأم أمام أبنتها
فتتمرد البنت وتفعل ماتشاء دون حسيب أو رقيب
وفي الأخير تندم الأم وتقول نعم لقد أخطأت في التربية
وهذا أمر أراده الله وليس لي فيه حيلة ولا دخل
هنا أقول لمثل هؤلاء النسوة
نعم هو امر الله ولكن قد أعطاك الله العقل والحكمة
من خلال التشريعات والسُنن والتنبيهات
من أن التربية تأتي من الأساس ....
وأن المنهج المرسوم للتربية موجود وتحت يدك
فلا تبحثي عنه في ثقافات النصارى والمنحلين
من بني جلدتنا الذين تهافتوا على ثقافات الغير
وأتهموا تشريعاتنا وثقافتنا الأسلامية
بأنها تشد للوراء وفيها من الرجعية الشيء الكثير
وهنا يأتي حٍسن أختيار الزوجة من الأصل
وعدم أختيارها لصلاحها وتقوتها
ستكون السبب في إفساد تربية نشأ والزج به
لحلقات ومدرجات الكُره والتمرد والعصيان وعدم الأيمان
يحكى أن رجلاً ذهب إلى أحد العلماء يسأله :
كيف تكون التربية ؟
فسأله العالم كم عمر ابنك الآن ؟
فقال أربعة أشهر،
فقال العالم لقد فاتتك التربية؛
لأن التربية يُبدأ بها منذ اختيار الزوجة،
ومن هنا نعلم أن التربية لا تبدأ مع ولادة الطفل،
أو بعد مضي سنوات من عمره الأول،
بل نلاحظ هنا أن التربية تسبق الإقدام على الزواج،
وذلك بالتروي في اختيار الزوجة الصالحة؛
لأنها هي المدرسة الأولى للطفل في حمله،
وبعد ولادته، والأم هي
الفاعل الأساسي في العملية التربوية،
وهي المربي الأسبق قبل الأب؛ وذلك لالتصاقها بالطفل،
ولأن الطفل قطعة منها، ولأن عاطفة الأم أقوى من
عاطفة الأب والأم المسلمة هي نواة البيت المسلم؛



http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

كذلك الأمر اخوتنا الكرام
عند إختيار الزوج
2 ـ أختيار الزوج الصالح كما
قال صلى الله عليه وسلم
: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة
في الأرض وفساد كبير.....رواه الترمذي
والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن
في عدم إختيار الزوج الصالح لكي يصبح قدوة
لأولاده فيقتدون به وبصلاحه وتقوته وينهلون منه
ما شاء الله أن ينهلوا فيستفيدون بوصولهم لبر الأمان
في الدنيا والأخرة
وهو سيستفيد بالأجر والثواب العميم لانه لم يخون
الأمانة التى أأتمنه الله عليها وهي الأبناء وتربيتهم
أما إن كان غير صالح فسيسهم في فساد وإفساد
أسرته وأبناءه بطريقة مباشرة أحيانا ً وغير مباشرة أحياناً اخرى
الطريقة المباشرة لأفساد أبناءه وبناته
هو في فتح لهم مجالات تُسهم في إفساد ثقافتهم
وإبعادهم عن مايقوله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فنرى الأب يبذل قصار جهده في أن يوفر لأبنته كل ماتحتاجه
من ملابس وعلى حسب رغبتها ويشجعها على فعل ذلك
ولا يرى غضاضة في أن يمنعها أو يقلل من قيمة
الألتزام الديني امامها ويكون بأتهام الملتزمات أمامها
ووصفهم بأوصاف الرجعية والتخلف وعدم التحضر
وأن الدين في القلب وليس في السلوك العام الجوارح
فتنشأ هذه البنت وهي تتبع خطوات والديها ومفاهيمهم الخاطئة
أما الأبن الذكر ، فنرى الأب يفتخر به أمام أترابه
ويعلمه كيفية لتعامل مع الناس بطريقة جافة حادة
يغلب عليها القسوة والغِلظة وأن الرحمة والرأفة
هي من صفات النساء وليس الرجال
وأن الفخر مهم في اللبس والأكل والتعامل مع الاخرين
فنجد الأب يحرض أبنه على عدم التعامل مع من هم أقل منه
مستوى إجتماعي ( فقراء وبسطاء )
فينشأ الأبن متعالى مُتعجرف يحتقر الأقل منه منزلة
وهنا الأبن سيتعلم ذلك
أما إن إلتزم الأب والأم بما
يساعدهم على حُسن التربية والتوفيق فيها
وهو عمل الأسباب مثل:
الدعاءُ بأن يرزقهُ اللهُ ذريةً صالحة،
وهذا قبلَ أن يُرزقَ بالأولاد
( رب هب لي من الصالحين ).
أ ـ التسميةُ عند الجماعِ للحديث
( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال:
بسم الله، اللهم جنبنا الشيطانَ وجنب الشيطان
ما رزقتنا، فإنَّهُ إن قُضي بينهما
ولدٌ لم يضره الشيطان أبداً ).
ما يفعلهُ إذا رُزق بمولودٍ من مثل:
ب ـ الأذانُ في أذنِه وتحنيكه وحلقُ رأسه،
واختيارُ الاسم الحسن له،
والعقيقةُ عنهُ وختانه.
الدعاءُ للأولاد بالصَّلاحِ بعد وجودهم،
وقد كان الأنبياءُ يهتمون بذلك، فإبراهيمُ يقول:
( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً ).
ويقول زكريا:
( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )
وعندما يصلوا لمرحلة التعلم وجب
على الأب والأم كذلك تعليم طفلهم أو طفلتهم
غرسُ العقيدةِ والإيمانِ في نفسه؛
وذلك بما يلي:
أ‌- تعليمهُ أركانَ الإيمان وأركان الإسلام،
ب‌- والإيمان بالأمورِ الغيبيةِ،
ت‌-كالقبرِ ونعيمه وعذابه،
ث‌- وأن هناك جنة ونار.
ج‌- تعليمهم الصلاة وتحبيبها لأنفسهم
ح ـ تنميةُ المراقبة لله عنده
خ ـ تنبيههُ للخطأِ برفقٍ ولين، وعدمُ معاقبته
إذا أخطأ أول مرة.
د - الاعتدالُ في محبةِ الولدِ،
بأن تُشعرهُ بمحبتهِ مع عدم التدليل الزائد.

كل ذلك أخوتنا الكرام وأكثر
هذا إذا أردنا من أبناءنا الوصول بهم لبر الأمان
وأن يكونوا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى
في أن نقيهم ناراً وقودها الناس والحجارة
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
الخطبة الثانية
الحمد الله وكفى
وصلى اللهم على نبيه الذي أختاره وأصطفى
وأشهد أن لا اله الا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله ...
اخوتنا في الله
نصل بخطبتنا هذه الي مشارفها
بعد أن نبين وبإيجاز كيف كان الصحابة
الكرام يتعاملون مع أبناءُهم وبعض من مواقفهم
ومن المعلوم أن أولاد الصحابه كانوا متفردين
بأستجابتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ
أوامره..... ففي صحيح البخاري ومسلم
عن أنس أبن مالك رضي الله عنه أنه قال:
أتى عليًّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا غلام، فسلم علينا، فبعثني في حاجته.
وخدم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو طفل صغير، عمره عشر سنين،
لمدة عشرة أعوام.
وجاء ابن الزبير وهو ابن سبع سنين أو ثمان؛
ليبايع الرسول صلى الله عليه وسلم ،

وأمره الزبير بذلك، فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلاً وبايعه.
الصحابي الجليل أبن عمر مع أبيه
رضوان الله تعالى عليهم
وهذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يُطبق أصول التربية على أبنه
الصحابي عبد الله أبن عمر رضي الله عنه
ويفتخر به ويشجعه على أن يتعلم ويتقن
ويفتح مداركه حتى في وجود الصحابة الكبار
فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح مُسلم أنه قال:
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: أَخْبِرُونِي عن شَجَرَةٍ،
مَثَلُهَا مَثَلُ المُؤْمِنِ فَجَعَلَ القَوْمُ يَذْكُرُونَ
شَجَرًا مِن شَجَرِ البَوَادِي. قالَ ابنُ عُمَرَ:
وَأُلْقِيَ في نَفْسِي، أَوْ رُوعِيَ، أنَّهَا النَّخْلَةُ،
فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ القَوْمِ،
فأهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا،
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ.
قال: فذكرت ذلك لعمر قال:
لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا.
أخرجه مُسلم في صحيحه
( أي ذكرها لأبيه عمر بن الخطاب أنه كان يعرف الأجابة
وهي النخله ولكنه لم يجيب على سؤال
الرسول صلى الله عليه وسلم
لانه صبي وأستحى من أن يتكلم

في وجود الصحابة الكبار
فقال له أبوه رضي الله عنه :
لأن قلت أنها النخلة أحب اليّ من كذا وكذا ....)
لا أن يفتخر الأب بما ينجزه أبنه حتى وأن كان معصية
ويضن أن دعم الأبناء في كل شيء
والصحيح هو أن دعمهم فقط في مايرضي الله
وأذكر اخوتنا الأحبة
أنه حدث موقف لي شخصياً مع أحد معارفي
قديماً ، فجلسنا نتكلم عن ذكاء الأطفال ومواهبهم
في الكتابة والشعر والتعبير وما الي ذلك
فقال لي إن أبنتي لها صوت يشابه صوت أم كلثوم
وهي تحفظ الأغاني بشكل مميز
وأتمني لم اتعرف على أحد الملحنين ليكتشف أبنتي
لتصبح مُطربة تُسعد الأخرين بصوتها الجميل
لأفتخر بها أمام الناس .....
فقلت له اتقي الله يااخي أترضى
أن تصبح أبنتك مطربه
فقال لي ولما لا ....
فلم يقبل النصيحة في الأبتعاد عن هذه الأمور
عندها عرفت أن ثقافة الأب الضارة تكون السبب
في ضرر الأبناء بصورة مُباشرة ...
أبناء الصحابة يحفظون أحاديث رسول الله
وكان أبناء الصحابة يحفظون
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
.ففي صحيح البخاري عن

سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً،
فكنت أحفظ منه
ما يمنعني من القول إلا ها هنا رجالا هم أسن مني.
الصحابة يكافؤن أبناءهم لحفظهم الأحاديث
وكان السلف يعطون مكافآت للأطفال
على حفظ الأحاديث النبوية،
والمكافآت حقيقة أمر تربوي في التشجيع على التعليم.
قال إبراهيم بن أدهم: قال لي أبي:
يا بني اطلب الحديث، كلما سمعت حديثا
وحفظته فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا.
وكان أطفال السلف يرحلون في طلب العلم.

فهذا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم الحافظ
الجواد الثقة قال الذهبي:
اعتنى به أبوه، وارتحل، ولقي الكبار، وطال عمره، وتفرد.
وهذا الإمام شيخ الإسلام سيد العلماء العاملين

طلب العلم وهو حدث باعتناء والده، قال سفيان:
ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم، فإنه مسؤول عنه.
وبنات السلف كن يحفظن حديث

النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الزبيدي:
كان للإمام مالك ابنة تحفظ علمه،
يعني الموطأ، وكانت تقف خلف الباب،
فإذا أخطأ التلميذ، نقرت الباب.
وكان عروة بن الزبير يسمع الحديث
على خالته عائشة وهو غلام،
وكان السلف يعلمون أبناءهم المغازي والسير.
فعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن

أبي وقاص رضي الله عنه قال:
كان أبي يعلمنا المغازي، والسرايا، ويقول:
يا بني إنها شرف آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها.
وكان أطفال الصحابة يحفظون

أوصافه الشريفة صلى الله عليه وسلم ،
فعن صالح بن مسعود التابعي، قال:
قلت لأبي صحيفة رضي الله عنه
وهو من صغار الصحابة
حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال:
كان رجلاً أبيض، قد شمط عارضاه.
أما تعليم القرآن فهو أصل راسخ من أصول التربية،
وترسيخ العقيدة، قال الحافظ السيوطي:
تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،
فينشؤون على الفطرة،
ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة،
قبل أن تتمكن الأهواء منها،
وقبل سوادها بفعل المعصية والضلال.
وقال ابن خلدون:

تعليم القرآن الولدان شعار من شعائر الملة،
أخذ به أهالي الملة،
ودرجوا عليه في جميع عصورهم؛
لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده،
بسبب آيات القرآن ومتون الأحاديث،
وصار القرآن أصل التعليم.
وانطلق السلف والصحابة يعلمون
أولادهم القرآن وينشئونهم على حبه وتلاوته،
حتى إنه من شدة حرصهم على ارتباط أبنائهم بالقرآن
وحصول البركة لأولادهم يطبقون
ما روى الطبراني عن أنس ابن مالك
أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم.
قال الشافعي حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين،
وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر.
وحفظ سهل بن عبد الله القرآن
وهو ابن ست سنين، وغيرهم كثير.
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:

كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبناء الصحابة فيلحق من أدرك منهم،
فعرضت عاما، فألحق غلاما وردني،
فقلت: يا رسول الله، لقد ألحقته ورددتني،
ولو صارعته لصرعته، قال:
فصارعته فصرعته، فألحقني.
وروى الحاكم في مستدركه عن
زيد بن حارثة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد،
منهم زيد بن حارثة، والبراء بن عازب،
وزيد بن أرقم، وسعد، وأبو سعيد الخدري،
وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله.
وروى سعد بن أبي وقاص قال
رأيت أخي عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه
قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر يتوارى، فقلت: مالك يا أخي؟ قال:
إني أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني فيردني،
وأنا أحب أن أخروج لعل الله يرزقني الشهادة.

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

وكان الصحابة يصطحبون أبناءهم في
المعارك حتى يشبوا على معاني الجهاد والشجاعة.
أخرج البخاري عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:

في الزبير ثلاث ضربات،
إحداهن في عاتقه، وإني كنت أدخل أصابعي وألعب بها
ومن معالم التربية الهامة، التربية على تعظيم أمر الله، وطاعته، والتأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن:
ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال :
أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة،
فجعلتها في فيَّ فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلعابه فجعلها في التمر، فقيل له: يا رسول الله
ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي قال:
إنَا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وقال عليه الصلاة والسلام لعمرو بن أبي سلمة
وكان يأكل معه:
يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.
ومن حرص السلف كانوا يرسلون أولادهم

إلى حيث ينهلون الأدب،
ولذا كان يقال للمعلم:
المؤدب (ولا خير في علم بلا أدب).
وهذا الذي نحتاحه أخوتنا المؤمنون
نعم نحتاج لتعلم الأدب قبل العلم
فقديما ً كانوا يقولون على المعلم ينادونه ب ( المؤدب )
فعن سعيد بن عقير حدثنا يعقوب
عن أبيه أن عبد العزيز بن مروان
بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها،
وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده،
وكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال له:
ما حبسك قال: كانت مرجلتي تسكن شعري فقال:
بلغ من تسكين شعرك إن تؤثره على الصلاة!
وكتب بذلك إلى والده فبعث عبد العزيز بن مروان
رسولا إليه فما كلمه حتى حلق شعره.
وكان صلى الله عليه وسلم يتحبب للأطفال،
ويهش لهم،
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
أحبتي في الله
إنه مما يُحزن القلب أننا مسلمين ولنا منهج
وقدوة نقتدي بها في كل شيء
ولكن لا نبالي بها ونسعى جاهدين لأستبدالها
بمخلفات الضب من جحره
فننغمس في القذارات التى وجدناها في جحر
من لحقنا بهم واتبعناهم شبر بشبر وذراع بذراع
وهم اليهود والنصاري
فتعلمنا منهم أساليب التربية والأنحلال
وتركنا المنهج الرباني لأسعاد أنفسنا وأبناءنا
وأنقاذهم من هول النار ولهيبها
اخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأنتبهوا لأبناءكم وأحسنوا تربيتهم ليكونوا لكم ذخراً
ومكمن للأجر والثواب والاعمال الصالحة بعد الممات
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به،
أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم،
نعم ولد صالح ....وصلاحه لا يأتي إلا إن قمنا
بتربيته وتنشأته بالطريقة والوسيلة التى يرضى
الله بها عنه وعن والديه .....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به على مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28857
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )

اندبها 05-24-2019 08:03 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )
 




[frame="1 10"]
( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أحبتي وأخوتي في الله
حينما نعلم بأن هناك أصل من أصول السُنة والجماعة
أعطاه الله ورسوله الأهتمام والتبجيل
حتي يكون من أسباب الخيرية والتميز لهذه الأمة
لتكون خير أُمة أُخرجت للناس
وهو صفة من صفات المؤمنين حقاً وصدقاً
وهو من أعظم مهام الرُسل والدُعاة لله ولُرُسله
حتى وصل هذا الركن بأن أصبح صفة من صفات
الصالحين...
وبسببه يتم تكفير السيئات ورفع الدرجات
وهو طريق الفلاح والنجاح والقبول والرضى
وعند تطبيقه يصبح سبب من أسباب الفلاح
والتمكين في الأرض
ولشرف ومكانة هذا الركن
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه
والناس على القيام به وأداء حقه ....
أما إن تم تركه وتضييعه وعدم العمل به وبشروطه
تترتب عليه مضار ومهالك وصفات يتصف بها من ضيع
هذا الركن بعموم العقاب ليس لتاركه
فقط بل حتى للمحيطين بتاركه
ومن مخاطره شيوع المنكرات يكون سبب
في إطفاء جذوة الإيمان
واللعن والإبعاد عن رحمة الله
ويكون تركه سبب الغرق في
أوحال الفحشاء والرذيلة وبالتالي يستحق العقوبة
في الدنيا والاخرة
أحبتي في الله
لعلكم تتساءلون عن هذا الركن ومعرفته
وماأهميته حتى يصبح له شأن عظيم عند الله ورسوله
ويكون السبب في الفلاح والنجاة
وإن تُرك وأُهمل يكون السبب في
الضياع والخسران في الدنيا والآخرة ...
نعم أخوتنا الكرام هذا هو ماسنتعرف عليه
ونفهمه ونتابع مقاصده وكل ما يحيط به لنتعلم
كيف نعمل به موقنين بأنه طريق النجاة
حتى نصل نحن وإياكم لنكون تحت وصف الله للذين
يعملون به ويحافظون على شعيرته
فهذا الركن اخوتنا الكرام هو
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لعلكم تقولون في هذه اللحظة أن هذا الأمر معروف
ونسمع به ولكن لانعرف شروطه ومُبطلاته وفوائده
وكيف وصل لمرحلة أن يقول عليه العلماء أنه ركن سادس
من أركان الإسلام الخمسة .....
ولعظم منزلة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر عدّه بعض العلماء من الفرائض العظيمة
ولكن لايُحسب على أنه ركن سادس من أركان الأسلام
ففي سؤال للشيخ ابن باز رحمه الله : هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام؟
ج: نعم قال بذلك بعض أهل العلم،
من أنه ركن من أركان الإسلام
لكن لم يرد نص واضح في ذلك،
وإنما هو من أعظم فرائض الإسلام.
وأركان الإسلام التي بينها
رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة،
قال عليه الصلاة والسلام:
بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيتمتفق عليه.
هكذا بيّن النبي صلى الله عليه وسلم
أركان الإسلام ودعائمه، فلا تجوز الزيادة عليها
إلا بدليل صحيح. لكن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر دعامة من الدعائم،
وفرض من الفروض، لكنه لا يقال:
إنه ركن سادس، لعدم الدليل على ذلك...أ . هـ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/ 74).
فما الجديد فيه والغريب والمتشابه فيه
وكذلك التأويلات التى حامت حوله
والتفسيرات التى تم استغلالها من قِبل الجماعات
الخارجة عن منهج أهل السُنة والجماعة ....؟
ولماذا الكل إن لم أقل السواد الأعظم من الناس
يهابونه ويخافونه ويقولون عنه أنه ليس من حقهم
وأن السلبية والإبتعاد عنه هو الأصوب
وأن الكل يعرف مصلحته وأتجاهاته وقناعاته
وليس في حاجة لمن يذكره بها وينهاه عن منكر فعله
أو يدعون الى معروف يزيد من رصيد حسناته ....؟
ولماذا يغفلون عن هذا الركن ويستبدلونه بمصطلح
( المسايرة ) و ( المجاملة ) و ( والنفاق )
و ( عدم التدخل في شؤون الأخرين ) ....؟
والكل مسئول على تصرفاته من باب الحرية الشخصية
والثقافة الخاصة وكذلك المصطلح الذي يقول
طالما أنه سيضر نفسه فلا دخل لي به....
والكل يعرف مصلحته وليس في حاجة
لتعريفه بالأصول والأتجاهات الصحيحة ....
وأن هذا الأمر لانستطيعه ، لانه يحتاج لامكانيات
كبيرة لاتتوفر الا في أشخاص معينين عندهم القدرة
على النصح والأرشاد والنهي عن منكر
والامر بمعروف....
حتى وإن أمرته بمعروف يعمله
أخاف ان يبادرني بقول
لاتُعرّفني بالمعروف وأهله فأنا ناضج كفاية
لأعرف الصحيح من الخاطيء
كل ذلك أحبتي وأخوتي في الله
يدور في خلد كثير من الناس ، لدرجة
أنهم وصلوا لمرحلة من السلبية
نعم السلبية في عدم اهتمامهم بالمنكر المنتشر
في مابينهم وعدم محاولتهم النصح والإرشاد
لمن يرتكب هذا المنكر وتعريفه بالمعروف
من تركه للمنكر .....
وهناك فئة أخرى من الناس تنظر للنهي عن المنكر
أو تغيير المُنكر يكون باليد فقط ، وإن إستحال ذلك
يُترك كله جُملةَ وتفصيلاً
لا باللسان او القلب ...!!!!!!!!
والامر بالمعروف لابد وأن يكون لذوي السلطان
حتى يتم تغيير المنكر ومنعه بالقوة وليس بالكلام فقط
وأن أفضل شيء للنهي عن المنكر هو اخر نقطة
وهي الغضبة لله في القلب فقط
خوفاً من تبعات من ينصح ويرشد ويصلح ويمنع المنكر
إن كان في أستطاعته ....
وفي هذه الخطبة الدسمة قليلاَ
بإذن الله سنتعرف على
هذه الدعامة العظيمة من دعائم الإسلام
والذي لايهتم لها كثير من الناس
حتى وصل بالفساد والمُنكر والقبائح
والإبتعاد عن الدين والتشريعات النافذه والمُلزمة له
أن إنتشرت وأستشرت بين المجتمعات المسلمة
وأصبح الكل يرى بأُم عينه المُنكر ولا ينهى
عنه ولا يحاول تغييره بشتى الطُرق
فيقفز للدرجة الثالة مُباشرة وهي
الانكار بالقلب ، خوفاً من أن يخرج من ربقة الإسلام
حتى في مجالات تكون له السلطة والقدرة
على التغيير والنهي باللسان واليد
مثال على ذلك في داخل أسرته وحين يكون
ولي أمر البلاد أو من أهل الحسبة ....
وهناك اخوتنا الكرام
من لايُنكر المُنكر حتى بقلبه....
بالرغم من ورود آيات قرآنية واضحة
وأحاديث صحيحة تدعوا لهذه الشعيرة العظيمة
وتُحرّض عليها
وتُحبِّب الناس والخلق والمؤمنون فيها ....
فأردتُ بإذن الله تعالى في هذه الخطبة
وفي هذه الأيام المُباركة العظيمة
والتى أستمدت بركتها من أيام وليالي شهر رمضان
المُبارك والذي انقضى أكثر من نصفه
ولم يبقى الا اليسير منه ، فلعلنا نوافقه العام القادم
أو نكون تحت التراب ، ونُحاسب على ماقدمنا
ففي هذا الشهر المُبارك يُسعد الإنسان
بالنصح والنهي وبذل الغالي والنفيس لتصفو النفس
وتنتفي منها وعليها كل أدرانها
ولنعلم ما لنا وما علينا
في هل كتاباتنا ونصحنا وعملنا يندرج تحت
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
أو يندرج ويُلصق تحت بند الأمر بالمُنكر
والنهي عن المعروف من خلال كتاباتنا وسلوكياتنا
وإنحرافنا على ديننا ومعتقداتنا وتشريعاتنا
التى أتى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
فأردت بتوفيقٍ من الله تعالى
في أن نتدارس ونتعلم ونتذاكر
ونشرح قليلاً المفاهيم الصحيحة
والخاطئة لشريعة وركن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
حتى نقوم بها على أتم وجه ، عندها نُعذر عند الله
ولا نُسأل عن تفريطنا وتركنا لهذه الشعيرة العظيمة
فنبدأ بالتعرف عليها والدخول لدهاليز
مفاهيمها ومقتضيات تنفيذها والعمل بها
أحبتنا في الله
وتعريف الأمر بالمعروف هو:
المعروف:
يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير،
وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه.
وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏
‎‎والمنكر هو :
ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً
وسمّي منكراً، لأن أهل الإيمان ينكرونه
ويستعظمون فعله.‏
‎‎والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله
من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل:
شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس
والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله
وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه،
وغيرها من أعمال القلوب،
وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات
وبر الوالدين وصلة الأرحام
والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏
أي يدخل المعروف والأمر به في كل شيء طيب
وحسن في الدين والمعاملة ....
‎‎والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل:
الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب:
كالزنا والقتل والسحر
وأكل أموال الناس بالباطل،
والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار،
وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين،
وسائر البدع الاعتقادية والعملية،
وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.
وقد قال العلماء الأفاضل
أن أعلى مرتبة للأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر هي :
الأمر بالمعروف الأكبر (الإيمان بالله تعالى والتوحيد)
أي أكبر وأعظم معروف يؤمر به هو الإيمان بالله سبحانه
وتعالى والتوحيد الخالص له وتنزيهه .....
وأن النهي عن المنكر الأكبر هو ( الشرك بالله )
وأن أكبر وأعظم نهي عن المنكر هو النهي
عن الشرك بالله سبحانه وتعالى وجعل له أنداد...
فكل هذه التعريفات أخوتنا وأحبتنا في الله
تصب في خانة مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أما ادلة وجوب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر في القرآن الكريم
فقد أعطى الله سبحاته وتعالى من البيان والإيضاح
والترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأنه أساس للإيمان والتسليم لله عزوجل ، وأنه من
صفات المؤمن الحق
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة،
وقد عدّه العلماء وشبهوه بأحد
أركان الإسلام لِما فيه من أهمية عظيمة
وقدّمه الله عز وجل على الإيمان
كما في قوله تعالى
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ
خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ...آل عمران .
ولمكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قدّمه الله عز وجل في سورة التوبة
على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
فقال تعالى:
: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)....التوبة
وفي هذا التقديم إيضاح لعِظم شأن هذا الواجب
وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب.
وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير
ويضمحل الشر ويقل المنكر.
وبإضاعته تكون العواقب الوخيمة
والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة،
وتتفرّق الأمة وتقسو القلوب أو تموت،
وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر.
ومن فضائل الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر إخوتنا الكرام ما يلي:
1 ــ أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام،
قال تعالى
( وَلَقَد بَعَثنَا فيِ كُلِ أُمةٍ رَسُولاً
أن اعبدُوا اللهَ وَاجتَنِبُوا الَّطاغُوتَ )
أنه من صفات المؤمنين
كما قال تعالى: ( التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ
الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف
وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ ) .
أما أهل الشر والفساد الذين
ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر
فقد وصفهم الله باوصاف النفاق والفسق...
فقال تعالى:
( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ
وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67 ) ...التوبة
2 ــ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من خصال الصالحين، قال تعالى:
( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ
آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) ... آل عمران
3 ــ وأنه من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر: فقد وصف الله هذه الأمة
بأنها خير أُمة أُخرجت للناس ....لماذا ...؟
لانها تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر وتؤمن بالله
فقال تعالى :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110).....آل عمران
4 ــ وأنه من أسباب التمكين في الأرض،
وأسباب النصر ،
حيث أتت هذه الفضائل في آية واحدة ...
أي من يعمل بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعمل بأركان الإسلام الخمسة مكّنه الله في الأرض
وجعلها ذلولاً وتحت سيطرته ..
قال تعالى
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)..الحج
5 ــ الأجر العظيم لمن فضل القيام الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر .....
كما قال تعالى:
( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)....النساء
وقد أعتبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من الأعمال الصالحة وأعتبرها دعوة
للهدى والصلاح ... أي الأمر بالمعروف
فقال عليه الصلاة والسلام: .
وقوله من دعا إلى هدى كان له مثل أجور
من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) ..رواه مسلم.
وأعتبرها صلى الله عليه وسلم من أسباب
تكفير الذنوب فقال في الحديث الذي رواه أحمد:
( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره،
يكفرها الصيام والصلاة والصدقة،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه أحمد.
بالأضافة أخوتنا الكرام
نعلم بأن القيام بالأمر والمعروف والنهي عن المنكر
قد أعتبره العلماء من حفظ للضرورات الخمسة
في الدين والنفس والعقل والنسل والمال
أي بمعني أن القيام بهذا الأمر نكون قد
حافظنا على ديننا وأنفسنا وعقولنا ونسلنا ومالنا
فبالتناصح والأمر بالمعروف نتجنب كل مايحيط
بحياتنا وحياة أهالينا ومجتمعاتنا من فساد ....
أما مايترتب على ترك هذا الأمر
وهو النهي عن المنكر والأمر بالمعروف
فيترتب عليه أمور عظيمة وخطرة
هي الفتنة والعقاب الشديد إن تُرك
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقد بينها الله عزوجل ورسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
(واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
واعلموا أن الله شديد العقاب 25 ) .... الأنفال
وأعتبر أن الأمة التي تُقصر في هذا الجانب
أمة مطرودة من رحمة الله تعالى،
قال الله تعالى:
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)....المائدة
وفي الحديث الذي رواه
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه
ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم......رواه ابو داود.
الله أكبر أخوتنا وأحبتنا في الله
والآن هل نستهين بقسم النبي صلى الله عليه وسلم
وتأكيده من أن ترك العمل بالامر بالمعروف
والنهي عن المنكر
جزاءه عقاب رباني شديد
مقروناً بعدم الإستجابة للدعاء ..!!!!!
فلننظر إخوتنا الكرام لحالنا في هذا الزمان
عندما غلبت السلبية وعدم حُب الأخرين
وإصلاحهم وتعليمهم وأمرهم وتشجيعهم
على عمل المعروف
والشد على أيديهم ونصحهم ونهيهم
عن الُمنكر وأنواعه وعدم مُحاباتهم والجلوس
معهم طالما أنهم لم يبتعدوا عن المُنكر
ولم يفعلوا معروفاً
فهل نرضيهم من باب المجاملة والسلبية
أم نغضب عليهم لله وليس لأنفسنا ....
فهل هذا مانريده ونبتغيه من أن نقول
ليس من شأننا الامر بالمعروف وأن من
يقوم به ويعمل به هو ( مُتطفل ) كما وصفته
بعض الفٍرق الضالة التى ترى
أن الأمر بالمعروف بين الناس هو تطفل وتدخل
في حياتهم ومصالحهم وخياراتهم ......؟
هل أن النصيحة والعمل بها لمن نُحب
هو تطفل وتدخل في شؤون الغير
وأن عدم إنكار المُنكر والنهي عنه
هو أيضاً له خصوصيات للذي يقوم ويفعل المنكر
ولا دخل لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد ....؟
وهو نوع من الفضول
وهذا ليس بجديد فقد قيل عن من ينهى
عن المنكر ويأمر بالمعروف هو ممن يعتريه الفضول
والتدخل في شؤون الأخرين
وقد أوضح هذا الامر الأمام أحمد رحمه الله :
موضحًا الفرق بين المؤمن والمنافق في
القيام بواجب الأمر والنهي- قال:
يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه مثل الجيفة،
ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع"،
فقلت -والقائل هو عمر بن صالح:
يا أبا عبد الله: وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟!
فقال: "يا أبا حفص: صيروا أمر الله فضولاً....أ .هـ
أي جعلوا أمر الله في العمل بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من الفضول ...!!!!
ألم يسمع هؤلاء الذين يتخذون السلبية
في عدم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، بأن هناك حديث
صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يبين ويشرح بالدقه أهمية هذا الأمر :
من أن النصيحة مهمه لضمان نشر الخير وصلاح الأنفس
والنهي عن المنكر ضمانة لسلامة الناس من العبث
بالحياة بالإفساد وإتباع المفسدين وهلاك الحرث والنسل
فجعل صلى الله عليه وسلم هذه المسألة
كمثال صوّره بدقه وبيان نبوي عظيم لسفينة المجتمع
إن غاب عنها فعل الخير والنصيحة والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر هلك كل من فيها
فتأملوا معي احبتي في الله هذه الصورة
كما صوّرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
مثل القائم في حدود الله والواقع فيها
كمثل قوم استهموا على سفينة،
فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها،
وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء
مروا على من فوقهم، فقالوا:
لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا،
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً،
وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ...رواه البخاري.
شرح هذا الحديث كما شرحه أحد العلماء
الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ مِن أجَلِّ العِباداتِ؛ فبه يقومُ أمرُ المسلمين ويَنصَلِحُ حالُ أُمَّتِهم، وبدونِه تَنهَدِم هذه الأُمَّةُ،
وقد ضرَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحَديثِ مثلًا
لأهَمِّيَّةِ القيامِ بالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكرِ،فقال:
فمَثَّل القائمين بِحُدود الله
(وهم المُستَقِيمون على أمرِ الله الآمِرُون
بالمعروفِ النَّاهُون عن المنكرِ)،
والتارِكين لذلك: بِرُكَّابٍ رَكِبوا في سَفِينَةٍ،
فاقْتَرَعُوا على مَن يَجلِس أعلَى السَّفِينَةِ ومَن يَجلِسُ أسفلَها،
وكان الَّذِينَ في الأسفَلِ إذا أرادوا جَلْبَ الماءِ
مَرُّوا على مَن فَوْقَهم، فقالوا:
لو أنَّا خَرَقْنا خَرْقًا في نَصِيبِنا فجَلَبْنا الماءَ
مباشرةً دونَ أنْ نَصعَدَ لأعلَى السَّفينةِ ونُؤذِيَ
مَن في الأعلَى لكان أفضلَ،
فلو ترَكَهم مَن بالأعْلى يَفعلون ذلك لَغَرِقَتِ السَّفينةُ بهم جميعًا،
ولو قاموا بِنَهْيِهم عن ذلك ومَنَعوهم مِن
ارتِكابِ هذا الخَطأِ لَنَجَوْا ونَجَوْا جميعًا،
فهذا حالُ الآمِرِين بالمعروف النَّاهِين عن المنكَرِ،
لو تَرَكوا ذلك لَهلَكَتِ الأُمَّةُ بأَجْمَعِها،
ولو فَعَلوه ونَهَوُا النَّاسَ عن المُنكَرِ لَصَلَح حالُ الجميعِ.
وفي الحديثِ:
أهميَّةُ الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر،
وأنَّ بهما يَنصَلِح حالُ المجتمَعِ.
ألم نعي أن لو تركنا المفسدين يفسدون في الأرض
ويعملون المنكرات ، ولا ننهاهم
فستفسد الأرض والمجتمع ،
كذلك لو تم ترك أحد رُكاب السفينة ليخرقها
بالطبيعي سيغرق ويهلك الكل
كل ذلك لو تم تُرك النهي عن المنكر
والنصيحة والعمل على الامر بالمعروف
أما من يقول عليكم بأنفسكم ولا دخل لكم بالأخرين
نقول له إستمع للصحابي الجليل ماذا يقول
فعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال:
( يا أيها الناس ! إنكم لتقرؤون هذه الآية: :
( يَا أيُها الَّذِينَ أمنُوا عَلَيكُم أَنَفُسَكُم
لاَ يَضُرُكُم مَّن ضَلّ إذَا اهتَدَيتُم )
وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه
أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ...
وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة
وابن حبان في صحيحه

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
أدلة وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الا يعلم هؤلاء ممن يقول ذلك أن الله سبحاته وتعالى
انزل أدلة على وجوب العمل بالأمر بالمعروف
والنهي عن المُنكر ،على كلِّ فردٍ من أفراد الأمَّة
المكلَّفين من ذَكَرٍ أو أُنثى، فنجدُ ذلك
في كتاب الله الكريم، وسُنَّة رسوله الأمين
صلَّى الله عليه وسلَّم
فالله عزَّ وجلَّ قد أمَر هذه الأمَّة بأنْ تأمُر
بالمعروف وتنهى عن المنكر،
وأن يكون في الأمَّة جماعةٌ تقومُ بذلك؛
فقال تعالى في كتابه العزيز:
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 104﴾ آل عمران
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:
والمقصود من هذه الآية
أنْ تكون فرقةٌ من الأمَّة مُتصدِّية لهذا الشأن،
وإن كان ذلك واجبًا على كلِّ فردٍ من الأمَّة كلٌّ بحسبه،
ثم ذكَر الأدلَّة من السُّنَّة فقال:
كما ثبت في "صحيح مسلم"
من حديث أبي سعيدٍ الخدري رضِي الله عنه،
الذي نجدُه في ابن كثير قال:
من حديث أبي هريرة، والرواية من حديث أبي سعيد
قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه،
فإنْ لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أضعَفُ الإيمان.
وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم
في صحيحه" في (كتاب الإيمان)
وهذا أخوتنا الأحبة بيان
على أن النهي عن المنكر من الإيمان فقد قال
الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
وأمَّا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم ((فليُغيِّره))
فهو أمرُ إيجابٍ بإجماع الأمَّة، وقد تطابَق على وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتابُ والسُّنَّة وإجماعُ الأمَّة،
وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدِّين
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن الصحابي تميم الداري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الدين النصيحة ثلاثاً ، قلنا:
لمن يارسول الله ..؟
قال : لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم ....رواه مسلم
وهذه بعض فوائد الحديث
كما وردت في الأربعين النووية
1 ــ الدين الإسلامي كله قائم على
التناصح والنصيحة.
2 ــ النصيحة من الإيمان.
3 ــ النصيحة كلمة جامعة لخيري
الدنيا والآخرة، بل هي رسالة الأنبياء
إلى أممهم، فما من نبي إلا نَصَحَ أمته.
4 ــ انحصار الدين في النصيحة؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة).
5 ــ تحريم الغش؛ لأنه إذا كانت النصيحة الدين
فالغش ضد النصيحة، فيكون على خلاف الدين،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ( من غشنا فليس منا( .
فالقصد من هذا البيان النبوي أن الدين كله
هو النصيحة والأمر بالمعروف والتناصح بين الناس
للنهي عن المنكر وعمل الطيبات
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أخوتنا المؤمنون
نأتي الأن وعلى لسان أحد علماء السُنة والجماعة
الشيخ ابن عثيمين في شرحه للحديث الذي ورد
في الأربعين النووية
فيبين لنا الشروط الواجب إتباعها
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حتي نعلم أننا إن أمرنا بمعروف علمنا
أن أمرنا صحيح وفي مكانه ومحله
وإن أنكرنا مُنكر ونهينا عنه وجب معرفة
شروط صحته الي صحة إنكارنا لهذا الذي فعل المنكر
بحيث لانظلم من أنكرنا عليه ولا يكون فهمنا خاطيء
وما سيترتب عليه إن أنكرنا ومنعنا المُنكر الذي فعله
وهذه الشروط يجب أن نعرفها ونعلمها
بالعلم والمعرفة حتى نكون على دراية كبيرة وواسعة
لهذا الامر وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فتنفيذ أوامر الله لاتأتي عن جهل وعدم معرفة
بالأصول الشرعية والفقهية والألتزام بها
بل تاتي بمعرفة كل مايترتب عليه تنفيذ ما امرنا
الله به والعمل عليه ....
قال - رحمه الله - في شرحه للأربعين النووية،
الحديث الخامس والعشرين.:
والأمر بالمعروف لابد فيه من شرطين:
الشرط الأول:
أن يكون الآمر عالماً بأن هذا معروف،
فإن كان جاهلاً فإنه لا يجوز أن يتكلم،
لأنه إذا أمر بما يجهل فقد قال على الله تعالى ما لا يعلم.
الشرط الثاني:
أن يعلم أن هذا المأمور قد ترك المعروف،
فإن لم يعلم تركه إياه فليستفصل ( أي يفهم )
ودليل ذلك أن رجلاً دخل يوم الجمعة
والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس،
فقال له: "أصليت؟ قال: لا، قال:
قم فصل ركعتين وتجوز فيهما"
فلم يأمره بصلاة ركعتين حتى سأله هل فعلهما أولا،
فلابد أن تعلم أنه تارك لهذا المعروف.
والنهي عن المنكر كذلك لابد فيه من شروط:
الشرط الأول:
أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي،
لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة،
وليس مجرد أن ترى أنه منكر يكون منكراً،
فقد ينكر الإنسان ما كان معروفاً .
الشرط الثاني:
أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في المنكر،
فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى،
لأنك لو فعلت لعد ذلك منك تسرعاً ولأكل الناس عرضك،
بل لابد أن تعلم أن ما وقع فيه منكر،
مثال ذلك:
رأيت رجلاً في البلد يأكل ويشرب في رمضان
ولنقل في المسجد الحرام،
فليس لك أن تنكر عليه حتى تسأله هل هو مسافر أم لا؟
لأنه قد يكون مسافراً والمسافر يجوز له
أن يأكل ويشرب في رمضان،
فلابد أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في هذا المنكر.
الشرط الثالث:
أن لا يؤدي ازالة المنكر إلى ما هو أعظم،
فإن زال المنكر إلى ما هو أعظم كان إنكاره حراماً،
لأن إنكاره يعني أننا حولناه مما هو أخف إلى ما هو أشد.
وتحت هذه المسألة أربعة أقسام:
القسم الأول:أن يزول المنكر بالكلية .
القسم الثاني:أن يخف.
القسم الثالث:أن يتحول إلى منكر مثله.
القسم الرابع:أن يتحول إلى منكر أعظم.
فإذا كان إنكار المنكر يزول فلا شك أن الإنكار واجب.
وإذا كان يخف فالإنكار واجب،
لأن تخفيف المنكر أمر واجب.
وإذا كان يتحول إلى ما هو مثله فمحل نظر،
هل يُرجَّح الإنكار أو لا، فقد يرجح الإنكار
لأن الإنسان إذا تغيرت به الأحوال وانتقل من شيء
إلى شيء ربما يكون أخف،
وقد يكون الأمر بالعكس بحيث يكون بقاؤه
على ما هو عليه أحسن من نقله
لأنه إذا تعود التنقل انتقل إلى منكرات أخرى.
وإذا كان يتحول إلى ما هو أعظم فالإنكار حرام.
فإذا قال قائل :علل أو دلل لهذه الأقسام؟
فنقول: أما إذا كان إنكاره يقتضي
زواله فوجوبه ظاهر لقول الله تعالى: (
( وتعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) المائدة: 2
وقوله: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران104
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
وَالَّذي نَفسي بيَده لتَأمُرنَّ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَّ
عَنِ المُنكَر وَلِتَأخُذنَّ عَلى يَدِ الظَالِمِ
وَلِتَأطُرَنَّهُ عَلى الحقَّ أَطراً
وذكر الحديث وعيداً شديداً.
أما إذا كان الإنكار يؤدي إلى تخفيفه فالتعليل
أن تخفيف الشر واجب، وقد يقال:
إن الأدلة السابقة دليل على هذا،
لأن هذا الزائد منكر يزول بالإنكار فيكون داخلاً فيما سبق.
أما إذا كان يتحول إلى ما هو أنكر فإن الإنكار حرام،
ودليل ذلك قول الله عزّ وجل :
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا
اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام الآية108
فنهى عن سب آلهة المشركين مع أنه أمر واجب،
لأن سب آلهتهم يؤدي إلى سب من هو منزه عن
كل نقص وهو الله عزّ وجل،
فنحن إذا سببنا آلهتهم سببنا بحق،
وهم إذا سبوا الله سبوه عدواً بغير حق.
ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر
يشربون الخمر ويفسقون،
ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا فقال له صاحبه:
لماذا لا تنهاهم؟ وكان رحمه الله
ممن عرف بإنكار المنكر، فقال
: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس
ونهبوها وانتهكوا أعراضهم،
وهذا أعظم مما هم عليه الآن ..أ.هــ
هل وعيتم أن معرفة وفهم الفقه من شأنه
أن يسهل تنفيذ أوامر الله ورسوله دون الخوف
في الوقوع في منزلقات تضر بالطرف المقابل
دون أن نشعر أو نحس بأننا إرتكبنا خطأ
في نصحه أو أمره بالمعروف أو نهييه عن منكر قام به
ولكن عندما نعلم الشروط والمفاهيم المصاحبة
لتنفيذ والعمل على هذا الواجب العظيم
نكون قد عملنا ماعلينا وعرفنا حدود ما نعمله
درجات تغيير المُنكر
إخوتنا المؤمنون
نأتي الأن لدرجات تغيير المُنكر
فدرجات تغيير المُنكر هي مهمة جداً
ووجب على الداعية أو من أراد النهي عن المُنكر
أن يفهم ويستوعب ويدرك أن تغيير المُنكر
والنهي عنه له درجات وخطوات
كان قد أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم
درجات تغيير المنكر ذكرها
الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان ......رواه مسلم.
فهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم
الذي يتحدث عن خطوات ودرجات
إنكار المُنكر
فقال:
وإنكار المنكر من الفرائض؛
للأدلة الكثيرة الدالة على ذلك، منها
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه،
فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.
قال النووي في شرح صحيح مسلم:
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:
(فليغيره)
فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة,
وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر الكتاب, والسنة, وإجماع الأمة,
وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدين,
... ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فرض كفاية, إذا قام به بعض الناس سقط الحرج
عن الباقين, وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن
منه بلا عذر ولا خوف, ثم إنه قد يتعين,
كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو
أو لا يتمكن من إزالته إلا هو, كمن يرى زوجته
أو ولده, أو غلامه على منكر
أو تقصير في المعروف. اهـ.
ومن وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر اللسان والكلمة الطيبة، قال الله تعالى:
(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)سورةالنحل آية (125).
كما أن هذا الحديث الشريف:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
وذلك أضعف الايمان)
يبين درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فاعلاها درجة التغيير باليد
ومن ثم التغيير باللسان
وأدناها التغيير بالقلب.
ولابد في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
أن يتحلى بصفات وشرائط تمكنه
من القيام بهذا الفرض، ومن هذه الشرائط:
الإسلام والتكليف والعدالة بأن لايكون فاسقاً:
(آتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) سورة البقرة آية 44،
وأن يكون عنده العلم الشرعي الكافي
فيما يأمر به وينهى عنه، وأن يكون حسن الخلق
والسيرة قدوة للناس، حكيماً في كيفية الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر مقدراً للمواقف
و أن يكون مخلصا لله في قيامه بهذا العمل يبتغي
وجه الله وحده لاشريك له و ليس لديه غرض دنيوي
أو شخصي فإن الله لا يقبل العمل من العبد
إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم.
وليس مقصود هذا الحديث الشريف
أن يكون التغيير ابتداء بقوة اليد،
فإن التغيير باليد بحسب الاستطاعة والاختصاص،
فالذي يستطيع تغيير المنكر بيده في
أهله مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مروا أولادكم بالصلاة أبناء سبع
واضربوهم عليها أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)
رواه أحمد وابو داود والحاكم،
لايستطيع تغيير المنكر في مجتمعه بيده
لأن ذلك هو من اختصاص السلطان
لما يترتب على تجاوز هذا الاختصاص من أضرار
ومفاسد والقاعدة الشرعية تقول:
(درء المفاسد أولى من جلب المنافع).
إخوتنا المؤمنون
مثال على ذلك
لو أفترضنا أن ابنتي أرتكتب خطأ ومُنكر
سوي في السلوك أو الكلام أو اللباس
فقام أخوها بتعنيفها ونهيها عن المُنكر
الذي إرتكبته ولم يكتفي بالقول أي باللسان فقط
بل قام بتغيير ما أرتكبته من مُنكر وخطأ
فقام بتغييره بيده ، أي قام بعقابها وبضربها واهانتها
بالرغم من وجودي على رأس الأسرة ..!!!!
وكذلك بالرغم من أني لم أُعطية الأذن في التصرف
بيده وعقابها وتعنيفها .....
فهل يحق له أن يمد يده ويزيل المُنكر باليد...؟
أو يلتزم بالنصح والأرشاد وبيان أن هذا المُنكر
غير صحيح وخاطيء....؟
أم يتركها هي وأفعالها ويسكت ويكتفي بأنكار
المُنكر بقلبه فقط
فالشريعة ومقاصدها وفقه الأمر بالمعروف
والنهي عن الُمنكر يقول
ليس لهذا الأبن أن يزيل الُمنكر باليد
بل وجب عليه النصح والإرشاد
ونهي أُخته عن المُنكر الذي إرتكبته
أي يقوم بكل شيء ، إلا تغيير الُمنكر بيده
لان سلطة البيت ليست له ، وهو عضو في البيت
وليس رب الأسرة الذي له كل الصلاحيات
وطُرق الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فالأب لازال موجود ومستمر في ممارسة صلاحياته
كولي أمر ورب أسرة وحامي لها ....
لان الأبن لو نازع الأب في صلاحياته
أصبح يتصرف وكأنه ولي أمر الأسرة
فربما يرتكب أخطاء ولا يُحكّم عقله وفهمه
للأمور وبذلك سينتصر لنفسه وليس للدين
وسيصل لمرحلة أن يفرض رأيه حتى وإن كان خاطيء
على الكل بحجة أنه الأخ الأكبر
ويكون مقام الاب هنا هو مقام لاقيمة له
فيصبح مُهمش وكأنه فاقد للأهليه وغير عاقل...
فيمتليء البيت بالفوضى والتسيب والعناد...
ولتأكيد هذا المثل الذي أوردته
هذه إجابة على سؤال عن هذا الحديث
الذي يتكلم على مراتب الأنكار
للشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
س: مراتب الإنكار الثلاث مشروعة في حق من ؟
ج : مراتب الإنكار الثلاث ،
مشروعة للمسؤول وغيره ، وإنما يختلفان في القدرة ، فالمسؤول من جهة الحكومة أقدر من غيره ،
والإنكار بالقلب هو أضعف الإيمان ،
في حق العاجز عن الإنكار باليد واللسان ،
سواء كان مسؤولاً أو متطوعا ، وهو صريح
لذلك نلاحظ أخوتنا في الله
أن الدعوة الي الخير والصلاح والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر هو في حقيقة الأمر
تكليف ليس سهل ولا هين ولا يسير
فطبيعته تكمن في إصطدامه بشهوات
الناس ونزواتهم والمصالح المترتبة على ذلك
والمنافع الحاصلة في مابينهم
والتى ترتبت عنها صفات من غرور
وكبرياء لبعضهم بعض
لذلك القائم بمهمة النصيحة والأمر بالمعروف
أو النهي عن المُنكر مهمته صعبه ومحفوفة
بالمخاطر والمكاره وفيها من الصِعاب
الشيء الكثير .....
لهذه الأسباب كلها رفع الإسلام من قيمة
الامر بالمعروف والنهي عن المُنكر
الي مرتبة المهام والقضايا الهامة في الحياة الإسلامية
فعن دُرة بنت أبي جهل قالت:
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو على المنبر فقال:
من خير الناس يارسول الله؟ قال:
(آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر
واتقاهم لله وأوصلهم) رواه أحمد والطبراني،
ومن هنا فقد جعل الله تعالى الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من خصائص المؤمنين
التي يتميزون بها،
قال الله تعالى:
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
سورة التوبة آية 71
لذلك يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قاعدة عظيمة من قواعد الدين تظهر فيها
مسؤولية الفرد المسلم تجاه جماعته
ومجتمعه وتظهر فيها أيضاً مسؤولية
الأمة الإسلامية تجاه الجماعة الانسانية بأسرها،
تلك المسؤولية التي تحتم على الأمة الإسلامية
أن تنتصب كالجبل الأشم أمام الشرور والمفاسد
التي تكتنف حياة الناس،
فالكل ينصح الكل
ويأمره بالمعروف إن كان مُقصر
وينهاه عن المنكر إن كان من أصحابه
وبهذه الطريقة ينهض المجتمع بأسره
خالي من النقائص والعيوب والمُنكرات
ولم تتفرد أُمة بهذا الأمر الفاضل
الا أُمة محمد صلى الله عليه وسلم ...
ولذا جعلها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس،
وقد هيأ الله تعالى لها وسائل كثيرة للنهوض
بالدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نأتي الأن ونحاول معرفة ماهو
الأسلوب والطريقة المُثلى في الدعوة
لله وللأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
بالطريقة التى أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا نعرف ذلك إلا بدروس عملية منه
صلى الله عليه وسلم ومن صحابته الكرام
والتابعين له ولهديه وسُنته وطريقته
في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ...
خطوات انكار المُنكر
القصد هو الطريقة والأسلوب الأمثل
في إنكار المُنكر والأمر بالمعروف
وفي هذا الامر أخوتنا الكرام هناك عِدة نقاط
الواجب التحرز لها والمحافظة عليها
للمساعدة في نجاح الإنكار والأمر منها :
أولاً: التعريف،
وهو تعريف مُرتكب المُنكر ، بحقيقة المُنكر
الذي إرتكبه ، ويكون ذلك ببيان مخاطره على نفسه
وعلى دينه وبيئته ومجتمعه ومصيره
عند الله سبحانه وتعالى
فإن الجاهل يقوم على الشيء لا يظنه منكراً
، فيجب إيضاحه له، ويؤمر بالمعروف ويبين
له عظم أجره وجزيل ثواب من قام به،
ويكون ذلك بحسن أدب ولين ورفق.
ثانياً: الوعظ؛
وذلك بالتخويف من عذاب الله عز وجل
وعقابه وذكر آثار الذنوب والمعاصي،
ويكون بذلك شفقة ورحمة له.
ويكون ذلك باللين والرحمة وبالأستدلال
بالقرآن الكريم وصحيح الأحاديث ....
ثالثاً: الرفع إلى أهل الحسبة
وأهل الحسبة هم فئة ممن يعلمون حقيقة
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر مُتسلحين
بالعلم الشرعي والفقه والأسلوب الحسن
في تفعيل هذا الركن
فنراهم أحيانا يقومون بذلك بدون مقابل
وأحيانا يٌصرف لهم معاش من بيت مال المسلمين
وعملهم هو النهي عن المنكر في المجتمع
ومنع المُنكر ومساعدة السلطات لإصلاح المجتمع
من المفاسد والمنُكرات ....
فاذا ظهر عناد وإصرار مُرتكب المُنكر
ولم يهتم باللين يتم رفع الأمر المُنكر
وأصحابه لأهل الحسبة لمنع المُنكر بشتى الوسائل
رابعاً: التكرار وعدم اليأس
فإن الأنبياء والمرسلين أمروا بالمعروف
وأعظمه التوحيد، وحذروا من المنكر
وأعظمه الشرك، سنوات طويلة دون كلل أو ملل.
خامساً: إستعمال وسائل مساعدة
في الامر بالمعروف والنهي عن الُمنكر
إهداء المطويات النافعة للنصح والإرشاد
أو لإنكار مُنكر وبيان مافيه من مُنكر وسوء
وإستعمال الوسائل المُتاحة في هذا الزمان من
وسائل الإتصال المختلفة من ( وسائل التواصل الاجتماعي )
والمواقع والمنتديات ، للنهي عن المُنكر
في المجتمعات ، وكذلك الامر بالمعروف
بجميع انواعه إبتدأ بالتوحيد وعدم الإشراك
بالله سبحانه وتعالى
وتحري الحلال وعدم إرتكاب المحرمات واذاعتها.
وليس كما يحدث الآن بين الناس
لايتهادون بالنصيحة الطيبة
ولا بالإنكار بأسلوب حسن على سلوك او تصرف مشين
يجلب الآثام والسيئات ولا الإيثار بالأمر بالمعروف
بل ينشطون في ويلتفون حول بعضهم
في إنكار المعروف والأمر بالمُنكر
فيتهادون ويحرصون على أن لاتفوت مناسبة
من عيد الحُب والأم والأب والجيران والمسيح عليه السلام
وكل الاعياد والمناسبات ، إلّا ونراهم
يتبادلون الهدايا والتهاني والتبريكات للمُنكرات
من صور وتماثيل لمشاهير إشتهروا بالعِهر والفسق
و ( البومات للأغاني والرقص والخلاعة )
سادساً: لمن كان له ولاية كزوجة وأبناء
، فله الهجر والزجر والضرب.
سابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يستوجب من الشخص الرفق والحلم،
وسعة الصدر والصبر، وعدم الانتصار للنفس،
ورحمة الناس، والإشفاق عليهم،
وكل ذلك مدعاة إلى الحرص وبذل النفس.
ومن الدروس العملية
للأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقد قام صلَّى الله عليه وسلَّم بتطبيق
ذلك المنهج خيرَ قيامٍ من حين بعَثَه الله عزَّ وجلَّ
رسولاً للناس كافَّة وأمَرَه بالتبليغ بقوله:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1- 2
إلى أنْ توفَّاه الله عزَّ وجلَّ وهو يقول في وصيَّته:
اللهَ اللهَ، الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم
، آخِذًا لكلِّ مَقامٍ ما يُناسِبه، فقد يكونُ المقام بالكلمة،
وقد يكون المقام بالجِهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ
لإعلاء كلمة الله عزَّ وجلَّ
وهذا الذي قام به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
وأصحابه من بعده،
وقد بدَأ بإنْذار أهله وعَشيرته ممتثلاً لأمر ربه:
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214،
فقد دعا قومَه وعشيرتَه فعَمَّ وخَصَّ،
وذلك بأسلوب الشَّفَقَةِ والرحمة قائلاً لهم جميعًا ب
مَن فيهم أقرب الناس إليه:
أنقِذُوا أنفُسَكم من النار، لا أُغنِي عنكم من الله شيئًا.
وإذا رجعنا لسِيرته العَطِرة وسِيرته
العمليَّة نجد فيها الأمثلة الواضحة التي
تُبيِّن ذلك الأسلوب الحسَن الذي فيه
الرِّفق واللين والرحمة حين يُنكِر المنكر
فيجعل مرتكبَ ذلك المنكر يأخُذ الأمر
الموجَّه إليه بكلِّ راحةٍ وفرح وسرور.
نذكُر أمثلة على إنكار المُنكر
بالرِفق والصبر وسِعة الصدر
فقد جاء في "صحيح البخاري"
أنَّ أعرابيًّا جاء ودخَل المسجد، فبالَ فيه،( تبول فيه )
وهذا أمرٌ منكر؛ ولهذا شدَّ الصحابة جميعًا النكيرَ
عليه لأنَّه ارتكب منكرًا،
( أي قاموا الصحابة بالصراخ عليه وتعنيفه
على فعلته فأنكروا هذا المُنكر بقسوة .)...
فماذا قال لهم صلَّى الله عليه وسلَّم.......؟
فهل وافقهم على طريقة إنكارهم لهذا الأمر
وشجعهم وجاء في صفهم فأضروا الرجل وربما ضربوه
أو أهانوه أو حتى تعرضوا له ....؟
لكن رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم
كان له رأيٌ أخر فقال لهم:
دَعُوه، لا تُزرِموه،
( أي لاتقطعوا عليه إكمال بوله )
دَعُوه
فبعد أنْ قضى بوله أُزِيلَ هذا المنكر
بأمرٍ يسير هيِّن سهل، حيث قال لهم:
(ائتوني بذَنُوبٍ من ماءٍ )
، فأخَذوا الذَّنوب وصبوه على النَّجاسة،
فطهرت، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
لذلك الرجل:
( يا أخي، هذه الأماكن لا تصلح لهذا )؛
يعني: هذا المكان الذي أنت فيه وهو
مسجدٌ للصلاة ولا يصلح للبول،
فالبول والقاذورات محلُّها هناك.
بهذا الأسلوب النبوي وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه وإنتقاده
وإنكاره للمنكر الذي أحدثه الأعرابي من تبوله في المسجد
فماذا كان رد الأعرابي عندما رأي
رأيين الاول من الصحابة عندما غضبوا لله
وأنكروا عليه بطريقة ربما تكون فجّة عنيفة
وبين من أنكار رسول الله صلى الله عليه وسلم له
بطريقة نبوية فيها من الحلم والصبر والأناءة الشي الكثير
هنا الأعرابي أحس أنه أمام رجل هو نبي ويعلم النفس
البشرية وماهي احتياجاتها حتى من النُصح
فاختار الوقت والحالة والطريقة والأسلوب
فقال له الأعرابي :
اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً
وهذا الأسلوب الحسن الذي دُعي به ذلك الرجل
جعله يشعر هذا الشعور ، ويتقبل هذا الأمر
ويدعو هذا الدعاء الذي تجاوَز فيه الحدَّ
لأنه لا يجوز الاعتداءُ في الدعاء،
فالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال له:
لقد حجَّرت واسعًا))؛ يعني:
رحمةُ الله تسَعُني وتسَعُك وتسَعُ
الناس جميعًا،
فالشاهد في هذا أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
ما قال للصحابة أنَّ الشيء الذي تُنكِرونه ليس بمنكرٍ،
ولكن بيَّن لهم أنَّ تغييرهم له بهذا الأسلوب غير مناسب.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قولًا وعملًا حينما قال:
إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ،
وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ،
وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ....رواه مسلم.

وهذا أخوتنا الكرام تعليق
للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
على هذا الحديث والفوائد التي إحتواها
فقال:
نعم هذا الحديث ثابت في الصحيحين
أن رجلًا أعرابيًا دخل المسجد فبال في طائفة المسجد
فزجره الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: لا تزرموه ورواه أيضًا البخاري من حديث أبي هريرة
tعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
لما هموا به قال
: لا تزرموه، ونهاهم أن يتعرضوه وقال:
إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين،
فلما فرغ الأعرابي من بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم
أن يصب على بوله سجل من ماء يعني:
دلو من ماء واكتفى بذلك».
فدل ذلك على فوائد منها:
الرفق بالجاهل وعدم العجلة عليه،
وأن المسلمين بعثوا ميسرين لا معسرين،
وأن الرفق بالجاهل من التيسير
وأن الشدة عليه من التعسير.
وفيه من الفوائد:
أن الماء يزيل النجاسة بمجرد إراقته على النجاسة
إذا كانت لا جرم لها ليس لها جسم،
فالماء إذا أريق عليها وهو أكثر منها كفى
، كالدلو على بول الأعرابي كفت وأنه لا حاجة
إلى أن يحجر على ذلك أو إلى أن ينقل التراب
بل يكفي صب الماء عليه ويطهر بذلك.
ومن فوائد ذلك:
أن المفسدة الكبرى تًدفع بارتكاب
اليسير من المفسدة،
وأن المصلحة العظمى تحصل
ولكن هذه الرخصة هي في حالات إستثنائية
مثل التى حدث مع هذا الرجل....
ولو فاتت الدنيا كما سأل عنها السائل، ووجه ذلك:
أنهم لو ألزموه بالكف عن ذلك لربما تطاير
من بوله قطع في أماكن كثيرة فربما نجس نفسه
ونجس بدنه وثيابه وبدنه،
وربما نفر من الإسلام وكره الدخول في الإسلام،
هذه مفاسد كبيرة،
وكونه يكمل بوله ثم يصب عليه ماء أسهل
كونه يكمل البول ثم يصب عليه الماء
ويعلم بالرفق هذا أنفع وأسهل،
أقل نجاسة وأقل ضرر وأقرب إلى تأليف قلبه
وإلى محبته لإخوانه المسلمين
وإلى دخوله في الإسلام ورغبته في الإسلام،
فصارت المفسدة العظمى هي ما يحصل بالشدة
عليه والعنف عليه، هذا شيء ينفره من
البقاء في الإسلام ومحبة المسلمين.
وهكذا يترتب على ذلك مفسدة من جهة تشتت
النجاسة في المحل وكثرتها وتبددها،
وكذلك ما قد يصيبه هو في نفسه
أو في ثيابه من النجاسة، فاتضح
أن المصلحة العظمى في عدم تنفيره
وتأليفه وفي تقليل النجاسة مقدمة على المصلحة الدنيا
وهي الاستعجال في كفه عن التبول
ومنعه من إتمام قضاء حاجته
وكذلك المفسدة العظمى التي تترتب على
الشدة عليه وتنفيره من الإسلام وتنفيره
من إخوانه المسلمين وتعدد النجاسة
هذه مفسدة عظمى تركت بارتكاب الدنيا
وهي تركه يكمل بوله، هذه مفسدة صغرى
تركت وارتكبت لأن ذلك أسهل من العنف عليه
والشدة عليه كما تقدم. نعم....أ . هـ
قصة أخرى حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم
تبين وتشرح طريقة وأسلوب النُصح
وأين المكان والزمان والمقصد الشرعي للنصيحة
أن تكون مٌفردة بين الناصح والمنصوح
أو بصفة عامة دون ذكر الأسماء
كذلك أسلوب من أساليب الامر بالمعروف
حيث جماعةٌ جاؤوا إلى إحدى زوجات
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسألوها عن عبادته،
فأخبرتهم، فكأنهم تقالُّوها،
( قللوا من قيمتها شعروا أنها قليلة وأنهم يسطيعون فعل أكثر )
وقالوا: هذه العبادة قليلة،
والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قد غُفِرَ له
ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر،
فكيف بنا نحن! فكلُّ واحد أراد أنْ يلزم نفسه بشيءٍ
من العبادة والتبتُّل، فعزَم أحدُهم على الصوم الدهرَ،
والآخَر على قِيام الليل،
والثالث على عدَم الزواج والانقِطاع للعبادة.
ولَمَّا بلَغ ذلك الخبرُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
قام في جمْع الناس، فقال:
(ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا )
ثم ذكَر القصَّة وقال:
( إنِّي أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوَّج النساء
، فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي )
فالذين قالوا هذا القول يسمعون ويعرفون أنفسهم
أنهم هم الذين قالوا ذلك ، بالأضافة ينفع
هذا الكلام ليكون أمر بمعروف للأخرين
الذين يسمعون ،
وقد بيّن العلماء أن هذا القول قاله فيما بينه وبينهم
ولهذا يرى الشافعي وغيره
أن التشهير بالشخص بالمنكر ليس بنصيحة
وأنما هي فضيحة فالأنسان اذا وجد شخصاً
ارتكب منكرًا ونصَحَه فيما بينه وبينه
تكون النصيحة مقبولةً،
ولكن إذا شُهِّر به على رُؤوس الأشهاد فإنَّه لا يقبل منه
مثْل هذا، فينبغي للمسلم ولا سيَّما الداعية
الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر،
أنْ يتبع ذلك المنهج السليم الذي بَيَّنَه
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .....



لأنه إخوتنا الكرام
لو تم التشهير به وفضحه وفضح ماقام به
هنا أنا نهيته عن مُنكر يفعله
وقد إرتكتب مُنكرا أكبر مما إرتكب صاحب المُنكر
فربما حينما اُشهر به ، يرتكب هو من الأخطاء
والحماقات دفاعاً عن نفسه ضد من شُهِّر به
أنا هنا نهيت عن مُنكر بمُنكر اشد مما نهيته عنه
وبالتالي النبي صلى الله عليه وسلم
علمنا أن لا نُشهر بمن نريد أن ننهاه عن المُنكر
وننصحه ونأمره بعمل المعروف
وما قولنا له ذلك الا لأمرين
الأول أننا نكون قد تحصلنا على أجر وثواب
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
والثاني أننا نهينا فاعل المُنكر ، فإن قبِل مِنّنا ذلك
فقد إنصلح حاله ونجحنا نحن في مسعانا
وإن لم يهتم بما نهيناه عنه ، نكون قد إقمنا عليه
الحُجة وهي أننا نهياه او نصحناه
وكذلك نكون قد برأنا ذمتنا في
عدم تعطيل هذا الركن العظيم
وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر....
لأننا طالما أحببناها فالطبيعي
سننهاه عن المُنكر وننصحه .....
ولهذا نجدُ أنَّ عُلَماء السلف اعتنوا بهذا الجانب
فألَّفُوا الكتب التي أشَرْنا إلى بعضها،
ومنها كتاب شيخ الإسلام ابن تيميَّة
"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"،
وقد بيَّن فيه المناهجَ والأساليب الجيِّدة التي
يستفيدُ منها الداعية؛ حيث قال:
الأمر بالمعروف بمعروفٍ والنهي عن المنكر
بغير منكرٍ، فإذا نصَحت الإنسان بينك وبينه
فهذا معروفٌ قدَّمت له ذلك المعروف بهذا الأسلوب،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي
أنْ يكون بغير مُنكرٍ،......
وإذا مدَدْت يدَك لتُغيِّر المنكر،
فقد يمدُّ مَن تمدُّ يدك عليه يدَه إليك أيضًا،
ويترتَّب على ذلك منكرٌ أكبر من الشيء
الذي تريدُ أنْ تُغيِّره، ......
فلا بُدَّ أن يكون الأمر بالمعروف
بمعروفٍ، وأنْ يكون النهي عن المنكر بغير منكر.
ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله
أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر يشربون الخمر
ويفسقون، ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا
فقال له صاحبه: لماذا لا تنهاهم؟ وكان رحمه الله
ممن عرف بإنكار المنكر، فقال
: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس ونهبوها
وانتهكوا أعراضهم، وهذا أعظم مما هم عليه الآن
فانظر للفقه في دين الله عزّ وجل......
أحبتنا في الله
هذا هو منهج أهل السُنة والجماعة
في فضيلة وركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وختاماً لنستمع لقول أحد علما ء السُنة والجماعة
في هذا الامر
يقول أحد العلماء في مسألة الاعذار
أي أن يبريء المسلم نفسه من أنه لم يقم
بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقال :
إن مفهوم (الإعذار) أو المقصد الشرعي
يعني أن الله تعالى
يريد من عباده أن يشيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
أن يكون ظاهراً بينهم حتى ولو لم يكن ثمّ نتيجة
أو ثمرة لذلك، فالمقصود أن تعذر وتبرئ ذمتك
وتظهر براءتك وإنكارك،
حينها فأي دعوى أو قول ينافي هذا
الأصل فهو معارض لمقصد الشريعة.
ومما يدل على شرف الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يبايع أصحابه على القيام به:
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل،
والنفقة في العسر واليسر،
وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم،
وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم
مما تمنعون منه أنفسكم
وأزواجكم وأبناءكم؛ ولكم الجنة".
صححه الألباني على شرط مسلم
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا في هذه الأيام والليالي الباقية
من الشهر الُمبارك ، من الأستغفار وطلب الرحمة
والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]


الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28858
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر)

اندبها 05-31-2019 05:02 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ
فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا
هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ
الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

إخوتنا في الله ..
في هذه الجمعة والتى ستكون الأخيرة
في شهر رمضان المُبارك من هذا العام
الذي بارك الله فيه كل الأعمال من صيام
وصدقة وأمر بالمعروف ونهي عن المُنكر
وقد حدد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن شهر رمضان المُبارك مُقسم لثلاث أجزاء
أو مواقيت وكلها مليئة بالخير العميم
ولفضل العظيم ..من غفران للذنوب
ورحمة وعِتق الرقاب من النار ...
فالكل ينهل من معين هذا الشهر
ولكن هل الكل يُتقبل منه مايعمل
من صيام وصدقة ومعروف وذكر وتلاوة قرآن
وكتابة ونُصح وتعامل بين الناس....؟
وهل أحبتي في الله فكرنا وقررنا
أن نُضمن كل أعمالنا بأمر غاية في الأهمية
كي يكون هو وسيلتنا للرضى والقبول عند الله عز وجل....؟
وهل يكون جزاء ماقدما من جنس ماعملنا
مُتطابق تماماً مع ماعزمنا فعله وقوله والأعتقاد به ....؟
أم كان عملنا من كل شيء
من كتابة وصيام وزكاة وحج وصلاة وتعاملات بين الناس
في ظاهرها لله وباطنها لغير الله ....؟
وهل فعلنا ذلنا عن قصد وكما يُقال عن إصرار وترصد
أما فعلنا ذلك بُحسن نية وبدون قصد ....؟
وهل عرفنا الأن ماهو المُصطلح والأسم والمعنى
للذي إن وجد على حقيقته ننجح ونُسعد
ويرضى عنّا رب السموات والأرض.....؟
وإن غاب عنّا أو أهملناه وأستبدلناه بغيره
حصلنا على جزاء أعمالنا من الذين وجهنا لهم مساعينا
وفي المقابل يتم حرماننا من الجزاء الأوفر
من خالق الأرض والسماء.....؟
وأخيراً إخوتنا الأحبة
هل ميزنا وفهمنا وعرفنا الفرق بين
أن يتم قبول العمل أو المجهود عن الله
فنتحصل على الخير العميم والأجر العظيم
من الله سبحانه وتعالى فنربح انفسنا
وأيضاً من عباده الذين عرفوا وفهموا
وأستفادوا بما نعمل ....؟
وهل وضعنا كل أعمالنا سوى هنا
من خلال كتاباتنا أو عباداتنا
سوى الخاصة والتى لايعلم بها الا الله عز وجل
أو العبادات والأعمال الصالحة التى يراها الكل مثل الصيام
والزكاة والحج والعُمرة والأمر بالمعروف والنهي عن الُمنكر
وحتى تعاملاتنا مع أهلنا وأخواننا في الدين
وجيراننا وأحبتنا الذين نكن لهم كل التقدير والأحترام
فهل وضعنا كل هذا وتم وزنه ومعايرته
بما نحمل من سلاح يمرر كل ذلك لله سبحانه وتعالى
فيتم قبول هذه الأعمال وجعلها لله ...لا لسواه...؟
أم أصبحنا في هذا الزمن
ننظر لِما نقدمه للناس فنسعى بجهودنا
لنقدم لهم الأطايب والتى في ظاهرها لله
وباطنها للناس ، فنتوقف كثيراً عند كلمات الشكر
والثناء والعرفان والأعجاب لنا.....؟
حتى نصل لمرحلة الزهوا والعُجب والترفع
لاننا حصلنا على مانريد
وطبقنا مقولة الجزاء من جنس العمل
فعملنا للناس ...فحصلنا على شكرهم وثناءُهم وتقديرهم
ولم نتحصل على الاجر والثواب من الله
لاننا ببساطة لم نعمل هذه الاعمال لله ....
فهل نشعر بالحنق والغضب إن لم يشكرنا أحد
على ما نقدم .... أم نضع في إعتبارنا أننا سنرفض
ولا نهتم ولا نجري ولا نستجدي شكر الناس
وعطفهم وغزلهم ونياشينهم وأوسمتهم ...
لاننا ببساطة لانريد منهم فعل ذلك
فالاجر والجزاء الأوفر ليس منهم
بل من خالق الأرض والسماء فقط لاغير ....؟
وهل عرفنا أحبتنا في الله
بعد ماقٌلت وأوضحت وسألتكم وسألت نفسي أيضاً
وأستفسرت عن حقيقة مانعمل
في هل هو لله أو للناس وماهو المُصطلح
أو الوصف الذي أبهر كل مُتمعن في حقيقة
أعمالنا سوي الخاصة بيننا وبين الله
أو التى بيننا وبين بقية البشر
فالمعتاد إخوتنا في الله
أننا نتحرى وندقق في كل الأشياء التى ستعود
ملكيتها لنا حين ندخل للمتاجر والحوانيت لنشتري شيء معين
فلا بُد لنا ان ندقق في السعر والشكل
والمضمون وحتى الصلاحية والطعم والرائحة ...؟
وهل سيتم قبولها من قِبل من ستُهدى له
أو تُعطى له ليستعملها أويأكلها
او يتعامل معها بشتى الطُرق.....؟
فكلنا نسعى في ان تكون كاملة في كل شيء
ونفكر في هل يتم قبولها أو هي ناقصه
او هنا ماهو أفضل منها
كل ذلك نفعله لاننا أخلصنا عملنا

لمن سنقدم له هذه الهدية
أو العطية أو الفائدة .......
ولكن حين نعطي ونقدم شيء لله لانحسب له
حسابات كثيرة فقط نعطيه ولانهتم بمدى قبولها
عند الله او رفضه
أو أن هناك شُبهه ترافقه ، وربما تُفسده....
بل الذي يهمنا هو مدى قبول الناس له وما مقدار
النتائج التى تترتب على ذلك من شكر وثناء ومصلحة
وإستفادة ظرورية نحتاجها لحياتنا ....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

فكل مانحتاجه إخوتنا الكرام
هو الأخلاص
والأخلاص كما عرّفه أهل اللغة هو
الإخلاص في اللغة:
مصدر أخلصَ، يُخلص، إخلاصاً، فهو مُخلِص،
يُقال: أخْلَصَ في العَمَل:
أي تَفانَى فِيه، وأخلصَه النَّصيحةَ،
أو أخلص له النَّصيحةَ:
أي أصفاها ونقَّاها من الغِشّ،
وأَخْلَصَ للهِ دِينَهُ:
ترك الرِّياءَ فيه، وأَخْلَصَ فلانًا:
أي اختارَهُ واخْتَصَّهُ
الإخلاص اصطلاحاً:
وفي الاصطلاح عدة تعريفاتٍ مختلفةٍ
في اللفظ مشتركةٍ في المعنى،
حيث إنها تدور في فلكٍ واحدٍ هو:
إفراد العبادة لله سبحانه وتعالى،
ونفي جميع النقائص عنه عزَّ وجل،
والقيام بجميع الأعمال التي ينبغي على المكلف
القيام بها لأجل الله لا طعماً بأمر آخر،
ولا خشية من أحدٍ غير الله،
قال العز بن عبد السلام في تعريف الإخلاص:
(الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده،
لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً،
ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي،
وقال سهل بن عبد الله:
الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة
، وقيل: (هو تفريغ القلب لله) ويكون ذلك
من خلال صرف الانشغال عمّا سواه
إلى الانشغال بعبادته، وقيل:
(الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين).
فكيف يكون الحال

إخوتنا الكرام ونحن لانعرف
كيف نُخلص عملنا لله
ولا حتى الطريقة المُثلى
لتُخلصنا من براثن حُب الذات
والشُهرة والرياء وطلب الشكر والثناء
على أعمالنا وعباداتنا لله رب العالمين...؟
فلننظر معاً لأولى الوسائل المهمة
والتى هي أساس الاخلاص
الذي هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين
وجعله خالصاً لله سبحانه وتعالى...
فاول هذا الوسائل هي النيّة
والنيّة تم تعريفها على أنها
القصد في اللغة،
أما في الاصطلاح:
فهي تعني أن يخلص الإنسان في
عمله لوجه الله عزّ وجلّ
ولا أحد غيره، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
أن الملائكة تأخذ الأعمال التي يفعلها الإنسان،
وتصعد بها إلى السماء، وتلقي بها بين يدي الله،
فيقول تعالى: (ألقوا بها، فإن عبدي لا يريد بها وجهي)
، والله قد يثيبُ العبد إذا نوى أن يعمل عملا
صالحا بدون فعل ذلك العمل،
والنيّة هي عادة من العبادات المعنوية
التي يكون محلها القلب.
فكيف تكون في القلب ..
ولا يعلمها من يحيط بصاحبها ...؟
لانه لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ
لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ
من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله عز وجل،
فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛
لأن النية مكانها القلب،
والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر
أمام الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر
متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ
أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي
يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي
نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى
إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-،
دون أن يشهدَ لنفسهِ بذلك.
والدليل على ذلك أخوتنا المؤمنون
أن كثير من الناس تظهر فيهم وعليهم علامات
الأيمان والتقوى ، ولكن بدون إخلاص لله
فكل همّه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم،
فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له،
وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب،
ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها،
لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس،
كالذي يصوم ويصلى ويكتب وينصح
طلباً للشكر والثناء والتقدير
لخلق صفة و ( برستيج ) أمام الناس
وبالفعل يتحصل على مايريد
ولكن مع الله ، فلا يتحصل على شيء
فالجزاء والأجر يأخذه من الفئة التى
أخلص لها العمل ولأجلها بذل الجهد...
وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ
من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس،
ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه
وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود
بالمصلحة عليه شخصياً،
أي بمعنى لايستفيد شخصياً ووقتياً
من أي مصلحة مادية أو معنوية من الناس
ولكن عند الله سبحانه وتعالى
يأخذ كل شيء من رحمة وغفران وثواب
لأنه اخلص نيّته وعمله لله
لذلك، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض،
مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ
الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ
مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
فلا بد إخوتنا الكرام
أن ننتبه لمقاصد النيّة اثناء عباداتنا
أو أعمالنا الصالحة النافعة سوى هنا في المنتدى
او في أي مكان ونتعلم الكيفية
لأخلاص النيّة لله ...

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

فكيف نُخلص النيّة لله
في جميع أعمالنا ...؟
1 ــ قبل عمل أي عمل سوى عبادة
أو عادة لقضاء المصالح بين الناس
أو التعاملات معهم
وجب أن نتذكر أن وجودنا في هذه الدنيا
هي للعبادة فقط ...وهي إفراد الله والأخلاص له بالعبادة
والتذلل وطلب المغفرة والرضى
بالعلم والمعرفة والبصيرة والمنهج الذي أتى به
الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا تصلح العبادة إلاّ بما جاء به وبلغه للناس
ومافهمه صحابته الكرام رضي الله عنهم والتابعين لهم
بأحسان الى يوم الدين.....وهو الأخلاص في كل شيء
وأن هناك جزاء وحساب وعقاب
منه مايكون في الدنيا ومنه مايتم تأجيله ليوم القيامة
وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على قصدنا
ونيتنا في فعل مافعلناه من عبادة وسواها....
2. ــ يجب أن نضع في إعتبارنا أننا مكشوفين عند الله
وأن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى
وأنه تعالى يعلم تمام العلم قصدنا ونيتنا
وسيحاسبنا على أفعالنا طِبقاً لتوجهاتنا ونيتنا في الفعل
3. ــ يجب أن نعلم عِلم اليقين أن هذه الدنيا فانية
لايبقى منها الاّ العمل المفيد الصالح
وأن الله سبحانه وتعالى لن يثيبنا على أعمالنا
إلا عندما يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم.
فإنّ أثر النيّة مرتبط ارتباطاً
وثيقاً في صلاح العمل،
فقد قال تعالى:
( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) ... طه
، أي إن المؤمن الذي يقوم بالعمل الصالح
لا يخاف من نقصان حسناته،
وبالتأكيد، إن النيّة الخالصة لله عزّ وجلّ
هي المقدمة في اعتبار العمل صالحاً أو فاسداً.
فإذا كانت النيّة فاسدة، وليست خالصة لله عزّ وجلّ
، فإن العمل سيكون فاسداً،
وسيترتب على ذلك عدم إثابة الله لمن يقوم
بهذا العمل، فقد قال تعالى:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39).. النور
، فالله لا يجزي عبده الذي عمل عملاً بنية فاسدة،
حتى لو كان هذا العمل من الأعمال الصالحة.
وبهذه الطريقة في التعامل مع النيّة
نكون قد خطونا الخطوة الاولى في طريق الاخلاص لله
في كل مناحي حياتنا وتعاملاتنا
فطالما اخوتنا الكرام أصبحنا نعلم
ان وجودنا في هذه الدنيا هي للعبادة فقط
كما قال تعالى في مُحكم تنزيله :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ...الذاريات
فيجب أن نُخلص النيّة لله في كل شيء
نعم في كل شيء نُخلص النيّة فيه لله سبحانه وتعالى
حتى نؤجر على فعله ، مهما كان بسيط
لانُلقي له بال ....فأنه عند الله مهم وعظيم
وفيه من الثواب والأجر الشيء الكثير
فقط إن أحسنّا النية والقصد
والأخلاص لله سبحانه وتعالى
فا بدون اخلاص العمل لله
لن يستفيد العبد الأجر والثواب
لاخلاص نيته لله سبحانه وتعالى
لان من يقوم بذلك أخلص النية لغير الله
وأشرك الله في ماعمله ...فجعله للناس
وهنا أضرب مثلاّ كثيراً مايصادفني
سوى من قِبل المعاندين أو المبهورين بالكفار
من نصارى ويهود ، والذين يقتدون بهم
ويعجبون باعمالهم ويدافعون عنهم بأستماته
كل ذلك لأنهم عملوا عمل إنساني أو اختراع
أو إكتشاف لتسيير الحياة في هذه الدنيا
فنراهم يثنون على مُخترع المصباح الكهربائي )
والكثير من المخترعات الكهربائية والصيناعية ...
ولسان حال المبهورين بهم من بني جلدتنا
يقول نعم يستحقون الجنة والنعيم
لانهم عملوا وعملوا واخترعوا أشياء
افادت الانسانية وحتى المسلمين أستفادوا
من هذه الاختراعات والأكتشافات
فكيف يتم حرمانهم من الجنة والرضى والقبول ...؟
فأنظر حتى للحرم المكي والنبوي
وأنظر للتقنية الضوئية والانارة كأنها نهار
في عتمة الليل ، كل ذلك من عمل هذا المخترع
حتى المسلمين استفادوا من علمه وعمله ونشاطه
فكيف نقول عنه ....كل ماعمله لايساوي شيء
وسيدخل النار مع الداخلين ....؟
نقول لهؤلاء تُبع الغرب الصليبي النصراني
نعم سيدخلون النار وبئس القرار
مهما عملوا من اعمال في ظاهرها حسنة
لان نيتهم في فعل هذه الاشياء
وقصدهم هو خدمة البشرية فقط
أي أن النية ليست لله بل للبشر
أي أنهم أشركوا غير الله مع الله
وأيضاً أنهم كُفار
فقد كفروا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وجزاء الكافر هو النار وبئس المصير
فلا خلاف في ذلك ....
والأمر الثاني أن يايقدمه هؤلاء الكفرة
من مخترعات وخدمات ، نحن من يستفيد بها
لان الله سبحانه وتعالى سخر لنا حتى الكفرة
الفجرة لخدمتنا ، وبأموالنا فلا يزايدون عنّا
أو يتصدقوا علينا .....فهم في حقيقة الامر
خدم لنا لتسيير حياتنا ....
ولكن أنا هنا أتكلم عن من يثني على الكفار
بعد ما بهروه باختراعاتهم واكتشافاتهم
حتى أصبحوا يتحدثون بأسمهم ويتمنون لهم الجنة
حتى وأن ماتوا وهم كُفار ....
هنا لن تغني عنهم اعمالهم ولا أختراعاتهم
ولا إكتشافاتهم ولن تكون لهم وسيلة لدخول الجنة
الاّ إن كانت خالصة لوجه الله ...
حتى وإن أُخلصت لله فهذا يعني
أنهم مؤمنين بالله وبرسوله
أما بدون الأخلاص في عبادة الله والعمل لوجهه
فلا مناص من العقاب والعذاب الأليم ....
وهذا الرجل وهو ( توماس أديسون )
وهذا مثال على من يقدم
للبشرية وللناس باخلاص
ولكن ليس لله
وبالتالي الجزاء والاجر الذي تحصل عليه هذا الرجل
كبير وكبير جداً ولكن ممن اعطي لهم وأخترع لهم
فحصد الجوائز والنياشين والهبات المالية
وزد على ذلك قدّرته البشرية التى عمل لها
فصنعت له تماثيل وجِفان تحمل صورته
إذا هذا الرجل تحصل على الجزاء من جنس ماعمل
فحينما عمل واخترع للناس
قامت الناس وشكرته وصنعت له تماثيل وهبات ماليه
لأحفاد أحفاده مع شركات ضخمة ومزايا خاصة به
ولكن هل عمل كل هذا بنية خالصاً لوجه الله
ولخدمة البشرية .....بالطبيع لا
اذا لايستحق من الله شيء على ماعمله
لانه كفر بالله ومات وهو كافر ولم يخلص عمله لله
فكان الجزاء من جنس ماعمله .....
فحين يقابله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة
ويحاسبه ....
هل يقول له أنا اخترعت وعملت وعملت وأستحق الجنة ..؟
بالطبيعي سيُقال له هل فعلت ذلك لمن ....لله أو لغيره
وهل أشركت أحد في ما عملت
ام أخلصت العمل لله فقط
أو الناس فقط.....؟
هنا لسان حاله سيقول انا عملت للناس وللبشرية
فيُرد عليه بالقول اذا الجزاء ستأخذه من الناس
وبالفعل اخذت كل شيء من الناس والبشرية كلها
فقد قاموا بتكريمك وصنعوا لك تماثيل
وجوائز بأسمك وجعلوا لأحفاد أحفادك مزايا وهبات
مالية وزد على ذلك يحتفلون بذكرى موتك كل عام
إذا أنت أخذت حقك من البشرية في الدنيا
فلا حاجة لك بنعم الله يوم القيامة لانك كفرت بأنعمه ....
فيرى هذا الكافر مهما كان مقامه
وعلمه وقدرته على الأختراع ومقدار خدماته للبشرية
الا انه يرى أعماله والتى يعتقد انها ستكون
بطاقة دخوله للجنة ....فيرى أعماله كلها مثل السراب
في الشكل منظور وفي اللمس معدوم
فالله سبحانه وتعالى يقول لمثل هؤلاء :
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)... النور

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

كل ذلك أخوتنا في الله
يتلخص في كلمة واحده فقط وهي
الأخلاص .....نعم الأخلاص في كل شيء
في العبادات من فرائض وسُنن ومُستحبات
ومن تعاملات بين الناس ، سوى جيران أو خِلان
أو أخوة في الله تماماً مثل هذا المنتدى الذي يسوده
الود والحُب والرضى .....فقط إن عملنا بأخلاص لله
وليس للعباد أو للنايشين أو للشكر والثناء
أو للرفع من مستوى الى مستوى أخر أو للتقلد للمناصب
الواهية التى لاتُسمن ولاتُغني من جوع
إن تم إستغلالها أستغلال سيء فقط محبة للجلوس
على دكة المسؤلية وحُب وشوق
ورغبة في أن يُشار عليه او عليها
بالبنان بأنه أو انها مديرة أو رئيسة أو ذات مقام كبير
وهي أو هو لايفعلون شيء سوى تزيين مواقعهم
بنايشين واوسمة لم يجتهدوا في الحصول عليها
سوى تقديم أعمال يُطلب فيها الشكر والثناء وليس
الأخلاص لله سبحانه وتعالى .....
والدليل على ذلك أن كل كاتب ينظر للمشاركات
وليس للمشاهدات ، فالمشاهدات هي الأساس
لانه هناك من قرأ وأستفاد وأن الرسالة وصلت له بكاملها
ولكن لايهتم بالشكر أو الثناء أو التغزل في براعة الكاتب
والمشاركات هي التى تبين مدى براعة الكاتب
ووجة نظر القارئ لكتاباته وكمية الشكر والتقدير والاوسمة
التى ترافق المشاركات أو الردود .....
فنراه مغموم مكدور يبحث عن من يجازيه على عمله
الذي قدمه لهم وليس لله ....
فنرى الكثير يشتكي من المشاهدات الكثيرة
والمشاركات والردود القليلة او المعدومة
وهذا يبين مدى طلب الجزاء من الناس وليس من الله
فالجزاء هو من جنس العمل
فإن عملت لله فساتحصل على الأجر والجزاء من الله
وإن عملته للناس ، أيضاً ساتحصل على مااريد منهم
كذلك أخوتنا الكرام
أما أن تم العمل وباخلاص في هذه الوظائف والمكانات
سوى هنا في عالم المنتدىات أو في الحياة الحقيقة
فسيكسبون الخير الكثير في الدنيا والاخرة
فليس منطقياً ولايدخل تحت نطاق العقل
السليم والفكر السديد أن نسمح لبشر مثلنا أن يفسدوا
علينا أعمالنا ومجهوداتنا ونضالنا بكل شيء
بالكلمة المكتوبة أو المنطوقه أو بالتعاملات الملموسة
المليئة بالأطايب من نُصح وإرشاد وبيان وتبيين وعطاء
فتخرج هذه الأعمال الخاصة والعامة من نطاق
النية النظيفة السليمة الحقيقية المُخلصة لله
الى نية وهدف ومطلب وقتي وآني مُخلص ولكن ليس لله
بل للناس ......فالعاقل إخوتنا الكرام
من لايستبدل حُب الله بحُب الناس والأخلاص لله بالأخلاص للناس
فيختلط عملنا بالرياء والعُجب والسُمعة والتصنع لغير الله...
فتعالوا معي احبتنا في الله لنتعرف على الأخلاص
ومُرادفاته وشروطه ونتائجه ولمن يكون
فأصل الأخلاص هو العبودية الكاملة الغير منقوصة
و أنَّ الإخلاص ينافيه عدة أمور.
من حبِّ الدنيا ، والشهرة ،
والشرف ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب .
والرياء :

هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس
فيحمدوا صاحبها..
فهو يقصد التعظيم والرغبة أوالرهبة فيمن يرائيه.
وأما السمعة :

فهي العمل لأجل إسماع الناس.
وأما العُجب :

فهو قرين الرياء ، والعُجب :
أن يُعجب الإنسان بعبادته ، ويرى نفسه بعين الإعجاب ..
وكل هذه من مهلكات الأعمال

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
والأخلاص اخوتنا المؤمنون

في حقيقته هو حقيقة الدين كله
ويعتبره العلماء مفتاح ودعوة المرسلين
فالمعلوم أن الجوارح هي محل العبادة الظاهرة
والقلب محل العبادة الباطنة
فإذا لم تصح العبادة الباطنة ، حبطت وفسدت العبادة الظاهرة
فالعبادة الظاهرة هي الخضوع لله وعبادته
فالعبادة هي غاية الخضوع والتذلل
والأخلاص هو غاية التوجه الى الله عزّ وجل
والباطنة هي الأخلاص له في كل شيء
ففي قوله تعالى عزوجل:
على أن الإخلاص هو سر العبادة:
) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )
البينة: من آية 5
فا الأمر هو العبادة
والعبادة شيء خارجي يتم بالجوارح
والنية والمقصد لابد وأن يكون الاخلاص لله
في هذه العبادة ....فأمر الله العبادة مع الاخلاص....
وقال تعالى أيضاً:

)إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (الزمر 2
وقوله: ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ )
يقول تعالى ذكره: فاخشع لله يا محمد بالطاعة,
وأخلص له الألوهة, وأفرده بالعبادة,

ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا,
كما فَعَلَتْ عَبَدة الأوثان.
وقال تعالى أيضاً:
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .....الزمر2
والله سبحانه وتعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام:
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14)
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ .....سورة الزمر14
وفي آية أخرى:
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ

وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) .....الأنعام
هذه الآيات كلها تؤكِّد أنه لا تقبل العبادة
إلا مخلصةً، و خالصةً لله عزَّ وجل.
لأن الإخلاص سر العبادة،

والإخلاص ينفع معه كثر العمل وقليله،
بينما عبادة من دون إخلاص لا قيمة لها،
لا إن كانت كثيرة، ولا إن كانت قليلة.
قال تعال
ى
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )....البينة
وما أمروا إلا ليعبدوا الله، أي يخضعون له مخلصين،
عبادة الظاهر الخضوع، وعبادة الباطن الإخلاص،
والآية ثانية يقول فيها رب العِزّة :

( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) .....الكهف
وهذه الآية لخصت دعوة التوحيد لله سبحانه وتعالى فقال:
)فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(....الكهف
فكل عمل إخوتنا في الله
لاقيمة له إن خالطه شِرك
أي الأبتغاء بعملك لغير الله
مثلاُ للظهور والرياء والسُمعة وإستعمال
ماتُقدم من خير وعمل صالح ، للوصول
لغايات وأهداف شخصية دنيوية
كشكر الناس والثناء عليه وتبجيله
كالذي يصلي في المسجد أربعين عاماً
وفي أحد الأيام غلبته نفسه فلم يستيقظ للذهاب للمسجد
فانتبه مذعوراً يرتجف وقال:
ماذا يقول الناس عني هذا اليوم الذي غِبتُ فيه....

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

هنا أخوتنا الكرام
نرى لاقيمة للأعمال إن لم تكن خالصه لوجه الله
والشيء الخطير هو
ان الله سبحانه وتعالى يعلم مافي السموات والأرض
ويعلم ماتُبدي الصدور وما تخفي
فابالتالي ليس بخافياً على الله حينما تنوي عمل
وتتظاهر أنه لله وفي حقيقته هو للناس
فالله يعلم ذلك حيث قال تعالى:
)قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ....آل عمران
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل إمريٍ مانوى
فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو الى إمراة ينكحها
فهجرته الى ماهاجر إليه .....صحيح البخاري
اخوتنا الكرام

نلاحظ أن رسولنا صلى الله عليه وسلم
قد قرر وبيّن أن النية في فعل المقاصد
هي تمام ماتم العزم عليه وفعله وتقريره والتوجه به.....
وأن العمل لايُقبل
العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله
وفي قوله تعالى في هذه الأية :
)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلاً( ..... الملك: 2
وهذا أحد العلماء واسمه الفضيل بن عياض
سُئل عن معنى قوله تعالى:
( أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فقال:
فقال: ” هو أخلصه وأصوبه “.
يعني شرطان إذا توافرا كان العمل صالحاً،
لا يسمى العمل صالحاً إلا إذا توافر فيه شرطان..
قالوا: يا أبا علي ـ الفضيل بن عياض

كُنيته أبو علي ـ قالوا:
يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟

أي ما معنى أنه مخلص وما معنى أنه صواب؟.
معنى العمل الخالص لله:
أن يكون لوجه الله عزَّ وجل ؛ لا تبتغي مدحاً،
ولا ثناءً، ولا سمعةً، ولا مكافأةً، ولا تقديراً،
ولا إطراءً، لا تبتغي إلا وجه الله،
ولا يعنيك أردَّ الناس على هذا العمل بالشكر
أم بالامتنان، نوهوا أم سكتوا، أحسنوا أم أساءوا..
قال تعالى:

( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً).....) الإنسان
معنى صواباُ:
أن يكون على السُّنة، أن يكون العمل وفق السنة،
هذا الصواب،
والدليل قوله تعالى:
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ...الكهف
أي يشترط في صحة العمل وقبوله
هو صلاحه وموافقته للسُنة ولا شِرك فيه
فطالما أنني أخلصت العمل لله
فلاينبغي لأحد أن يشترك في هذا الاخلاص
فإن فعل فسيكون شِرك مع الله وهذا ينافي حقيقة الأخلاص
ففي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث القدسي عن رب العِزة قال:
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشِرك
من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري
تركته وشركه ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلّم :

( من تعلَّم علماً مما يُبتغى به وجه الله عزَّ وجل
لا يتعلَّمه إلاَّ ليصيب به عَرَضاً من الدنيا
لم يجد عرف الجنة ـ يعني ريحها ـ يوم القيامة ) رواه أبو دواد .
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً .

والأخلاص أخوتنا المؤمنون
تعريفه وتوضيحه بسيط وهو أن يكون قصد الأنسان
في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة
خالصة لوجه الله تعالى ، لايريد ولا يبتغي بها شيئاً
مما في أيدي الناس من حطام الدنيا من ثناء وشكر
وتقدير وتبجيل .....
وهناك من فسر معنى الأخلاص على أنه
أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته
لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا .
لذلك أخوتنا الكرام
نلاحظ أن أداء الطاعة بدون إخلاص لله
لاقيمة لها ، وثوابها لمن اُخلصت له
وصاحبها مُعرّض للوعيد الشديد
حتى وأن كانت هذه العبادات والطاعات
من الاعمال الكبيرة الطيبة المرغوب في عملها
من صدقات وأنفاق في وجوه الخير والقتال
حتى طلب العلم الشرعي
كل ذلك يتم وزنه ومعايرته بمقدار الصدق
فيه والاخلاص لمن تم توجيهه
ويكفي الحديث الذي رواه أبو هريرة
رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَم يقول :
(إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه
رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها،
قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ:
جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى
وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ،
وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ،
وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ:
عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ،
ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ،
ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ،
فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها
إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ،
ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ:
هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به
فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ.... صحيح مُسلم

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

بعض صور الأخلاص لله
في الأعمال والعبادات ونتائجها
ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم
عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لقد رأيت رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها
من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) ،
وفي رواية :
( مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال :
والله لأنحينَّ هذا ..
والله لأنحينَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة ) ..
بعمل بسيط أخلصه لله ربِّ العالمين

كان سبباً في دخوله الجنة .
وفي رواية بغيٌ من بغايا بني إسرائيل ( زانية )
( فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:
بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ قدْ كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ،
إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ فَنَزَعَتْ
مُوقَها، فاسْتَقَتْ له به،
فَسَقَتْهُ إيَّاهُ، فَغُفِرَ لها بهِ(. .....صحيح مسلم
قال شيخ الإسلام رحمه الله
معلقاً على هذا الحديث ـ
حديث البغي التي سقت الكلب ـ
، وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق ..
قال رحمه الله :
فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر الله لها
، وإلا فليست كل بغي سقت كلباً يُغفر لها .
فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب

من الإيمان والإجلال ..
إنه سرُّ الإخلاص الذي

أودعه الله قلوب عباده الصادقين..
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح
من أشدِّ الناس خوفاً على أعمالهم من أن يخالطها
الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله
يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي
تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى .
ولذلك لما حدَّث يزيد بن هارون بحديث

عمر رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات )
والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد :
يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..
هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصاً
لوجه الله تبارك وتعالى.
وقال سفيان الثوري :

ما عالجت شياً أشدّ عليَّ من نيتي
لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .
وقال يوسف بن أسباط :

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

تخليص النية من فسادها أشد على
العاملين من طول الاجتهاد.
وقال بعض السلف :

من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته
فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته
حتى باللقمة يأكلها
قال سهل بن عبدالله التستري :

ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص
لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ابن عيينة :

كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله :
اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ،
فخالط قلبي منه ما قد علمت .
كيفية تحقيق الإخلاص
ينبغي على المسلم القيام بعدة أمور
حتى يصل إلى تحقيق الإخلاصِ
لله سبحانه وتعالى في أفعاله وأقواله،
وذلك من خلال القيام بما يلي:
1ــ إخفاء الأعمال وعدم إظهارها
فإذا أراد المسلم سلوك طريق المخلصين
فإنَّ أول ما ينبغي عليه القيام به هو إخفاء ما يقوم به
من الصالحات ما دام ذلك ممكناً؛
حيث إن المخلص الصادق لا يرغب أن يطَّلع
أحدٌ من الناس على شيءٍ من عمله الصالح سواء
كان ذلك العمل عظيماً أم صغيراً.
2 ــ الخوف من الشُّهرة
لا أن يسعى لها ويطلبها ويقاتل الكل للوصول إليها
كما يحدث في زمننا هذا
حيث الكل ( إلا مارحِم الله ) يفعلون كل شيء
ليس لله بل للعباد إمّا ليُقال عن الفاعل
بانه خيّر ومِعطاء وكريم
أو يعطي ويُظهر عباداته للناس
للوصول لمكانة تميزه عن غيره ....
من هنا يُشترط على المسلم إن أراد أن يسلك
طريق الإخلاص أن يفرَّ من مواطن الشهرة،
فقد روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(طُوبَى لعبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله،
أشعثَ رأسُه، مغبرةٍ قدماه،
إن كان في الحراسة كان في الحراسة،
وإن كان في السّاقة كان في الساقة، إنِ استأذن لم
يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفع له)...رواه البخاري.
3 ــ اتهام النفس
حيث إنَّ من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص
في نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير
في حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة،
حتى وإن أدى ما له وما عليه،
قال الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾،....المؤمنون 60
وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث
عن المؤمنين حقاً، ومن صفاتهم
أنهم يصومون ويصلُّون ويتصدقون،
ثم بعد ذلك يخافون ألا يُتقبَّل ما سبق لهم من العمل.
4 ـ الزهد في مدح الناس
واستخلاصه من القلب قال ابن قيم الجوزية:
(لا يجتمع الإخلاص في القلب
ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس؛
إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت)،
فينبغي على المسلم إخوتنا الكرام
إن أراد تحقيق الإخلاص أن يُخلص نفسه
في عمله وقوله من الطمع في قلبه
وينطلق للأفة والتى تُهلك النفس وهي المدح والثناء
فيمجهما ويزهدُ فيهما
5 ــ التعلم ومُتابعة أخبار سير
عِباد الله المُخلصين
قراءة سير الصالحين من عباد الله المخلصين
كالأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء،
والاطلاع على أخبارهم وما كان منهم يشير
إلى الإخلاص في العمل،
ومصاحبة أهل الإخلاص ممن يُعاصر،
يقول الحسن البصري:
(إنْ كان الرجلُ لقد جمَعَ القرآن وما يَشعر به جارُه،
وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس،
وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في
بيته وعنده الزَّوْرُ (أي: الزائرون)
وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على
ظهر الأرض من عملٍ يَقدرُون على أن يعملوه
في سرٍّ فيكون علانية أبدًا،
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء
وما يُسمع لهم صوتٌ،
إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم عز وجل)
] الدعاء حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يُعلِّم أصحابه الدعاء في سبيل الإخلاص
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا في هذه الأيام والليالي الباقية
من الشهر الُمبارك ، من الأستغفار وطلب الرحمة
والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
هذه الأيام الباقية من شهر رمضان
المُبارك ستكون هي الفيصل
في القبول من عدمه عند الله سبحانه وتعالى
فقد قارب الشهر على الأنتهاء
وستُرفع الصحف وتطوى السجلات
وسيظهر من عقد النيّة والعزم
وأخلص عباداته كلها من صيام
وقيام وذكر وتهجد لله
أم صام ظاهراً عن الاكل والشرب
وأفطر باطناً على الكذب والزور والبهتان
والغيبة والنميمة وفعل المُنكرات
فهل تحلق حول موائد الذكر وقراءة القرآن
أم إتخذ أماكن وزوايا حول شاشات التلفزة
ليتابع المُستجدات من الفتن
وإضاعة الوقت والتلهي
بمحفزات شهر رمضان في العالم
العربي والأسلامي من مسلسلات
وبرامج ولقاءات حوارية وجلسات
( النرد والدومينوا والسنوكر والبلياردو ولعب الورق )
ومج التبغ في المقاهي والحواري والدواووين
أو التلهي بألعاب الفيديوا المنتشرة
في كل مكان ، في المنتديات والبيوت وحتى
الهواتف الخاصة لم تسلم من شر هذه الألعاب
فلم يعد ( النقال ) وسيلة اتصال
بل أصبحت وسيلة إضاعة الوقت والمال
طوال اليوم والليل وفي الايام كلها
ويكثر التركيز عليها في شهر رمضان
فلم يعد شهر رمضان
حتى النوم للأسف أصبح وسيلة
لتمرير الوقت في شهر رمضان
ففيه من ينام طول اليوم لا صلاة ولا حركة
ولاعمل ولا تعاملات بين الناس
وإن سألته يقول لك ،
من الأفضل لي أن أنام فقيام الليل ينتظرني
مع أصحابي في المقاهي والدواووين وزوايا
المباني القديمة والأزقة الضيقة ....
فلم يعد ذلك الشهر الذي ينتظره المُسلم بفارغ الصبر
ليجد الأنس والراحة وإلتحام القلوب
مع خالقها في جلسات ذكر وتعلم
بل للأسف أصبح هذا الشهر عند
بعض الناس عبء ثقيل على صدورهم
ولولا مخافة الناس وليس الله لما صاموا
ولافطروا ....وهذا بالفعل مايحصل مثل هذا
في بعض الدول العربية المُسلمة للأسف
ومن مسلمين جسداً وروحاً
، أنهم لايعرفون من شهر رمضان
الا البرامج والمسلسلات فقط
أما الصيام فهذا كما قال أحدهم
وأمام وسائل الاعلام ...
أن الصيام عادة فرعونية ونصرانية
وبالتالي لافرضية في صيامها والتركيز عليها
وختمها أحد المبهورين بالحضارة الغربية الصليبية
في مولاتهم والتقرب اليهم
والذي يدّعي أنه مُسلم
وأيضاً هو مفتي للجالية الأسلامية
لاحد تلك الدول الكافرة في قوله
ان الصيام ليس مفروضاَ على الامة
بل على الأغنياء فقط .....وهي عادة نصرانية !!!!!!
هذا هو أخوتنا الكرام الطيبين
شهر رمضان والمعاني التى تدور حوله في هذا الزمان
ولكن لازالت الدنيا بخير وهناك من المسلمين
من يترقب ويفرح ويزهوا لظهور هلال شهر رمضان
فيستقبله بالدموع وحين ينتهي يودعه بالدموع
يحيي ليلة ونهارة بالذكر وتلاوة القرآن
ويتمني لو طال ولم ينتهي ....
فأكثروا اخوتنا المؤمنون في بقية هذه الأيام
من الذكر وتلاوة القرآن والدعاء ....
والتدارس في العلوم الشرعية والتزاور ونبذ الخلافات
وصِلة الأرحام والصفح والغفران
فطالما نحن نتمنى الغفران والصفح من الله
فيجب أن نصفح ونغفر لبعضنا بعض
هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا
ولاننسى أن نُعقب هذا الشهر
بصيام ستة أيام من شوال ....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أخوتنا وأحبتنا في الله
إتقوا الله في ما أمر

وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من المعتوقة رقابنا من النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28859
(المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ً

اندبها 06-04-2019 10:34 AM

المنبـــــر ( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )
 

[frame="1 10"]
خطبة العيد
( تقبل الله مِنّا ومنكم ) وكل العام وانتم بخير
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .

قال تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله ..
أما بعد،
فإن العيد موسم من مواسم
الفرح والسرور للناس عامة،
لكن أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا
تتميز عن أفراح غيرهم؛
إذ هي أفراح لهم حين فازوا بإكمال طاعته،
وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم
بوعده لهم عليها؛ بفضله ومغفرته،
كما قال تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس: 58
أحبتِنا في الله
يحق لنا الأن وفي هذه الأيام
أن نهنيء بعضنا ونفرح لبعضنا ونتشاطر الفرح
والسعادة والأنشراح مع بعض
يحق لنا ان نبتهج ونتبادل كل أصناف التهنئة
فهذا ما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
بأنه لنا أعياد نفرح فيها ونبتهج
ولا نماري الكفرة من اليهود والنصارى
ونتملقهم ونشتمهم من ناحية ونحتفل بأعيادهم
من ناحية اخرى ، وكأننا أُمة ليس لها منهج ولا تشريع
ولادين ولا أُسس نتخذها هدىً وطريق
فهذا الذي جرى ويجري في هذا الزمن
أننا نوالي المِلل الكافرة الأخرى
في كل شيء بدء من ثقافتهم وانتهاء بسلوكهم الشائن
بدء بعباداتهم لشهواتهم وإستحداث أعياد
ومناسبات ، خلقوها وأسبغوا عليها القدسية
ونشروها ، فتلقفناها بسرور وبغبطة وكأننا لُقطاء
لا أهل ولا دين ولا مِلة وتشريع ولا خُلق يمنعها
من أن نتبع أهواء الغرب الصليبي الكافر....
معنى العيد لغة واصطلاحا:
العيد في لغة العرب:
هو كل يوم فيه جمع،
واشتقاقه من عاد يعود،
كأنهم عادوا إليه، وقيل:
اشتقاقه من العادة؛ لأنهم اعتادوه،
والجمع أعياد، قال ابن الأعرابي:
سُمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد
ولا يبعد معنى العيد في الشريعة عن معناه في اللغة؛
إذ العيد شرعًا:
اسم لما يعود من الاجتماع العام على
وجه معتاد، عائد:
إمَّا بعود السنة، أو بعود الأسبوع،
أو الشهر، أو نحو ذلك. وهو بهذا المعنى يجمع أمورًا:
· منها: يوم عائد: كيوم الفطر، ويوم الجمعة.
· ومنها: اجتماع فيه.
· ومنها: أعمال تتبع ذلك: من العبادات، والعادات.
· وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقًا،
· وكل هذه الأمور قد تسمى عيدًا.
فإطلاق العيد على الزمان:
كيوم الجمعة،
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن هذا يوم عيد، جعله الله للمسلمين،
فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل،
وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك
صحح الألباني في كتابه صحيح الترغيب
وعن يوم عرفه وعيد الأ ضحى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه
. عقبة بن عامر رضي الله عنه حيث قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «يوم عرفة، ويوم النحر،
وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام،
وهي أيام أكل وشرب... ( صحيح )
صحح الترمذي في صحيحه
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وعلى الاجتماع والأعمال: كقول ابن عباس:
شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم،
وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلهم يصليها
قبل الخطبة، ثم يخطب.
وعلى المكان:
كما في رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تتخذوا قبري عيدًا.
وقد يكون لفظ “العيد”
اسمًا لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب:
كقول النبي صلى الله عليه وسلم
: دعهما يا أبا بكر،
فإن لكل قوم عيدًا،
وإن هذا عيدنا
. وفيه دلالة واضحة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
“وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتُّبع،
وإلا لم يُحدِث في الدين ما ليس منه
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
ولما كانت الأعياد من أخص ما تتميز
به الشرائع، بل وتعد مظهرًا مهمًّا من مظاهرها؛
لذا كانت أعياد المسلمين في جملتها تتميز
عن أعياد غيرهم؛ بأنها شعيرة من شعائر الله تعالى؛
بما أودع فيها وفي مظاهرها من
الحكم النبيلة والغايات السامية،
المستنبطة من النصوص الشرعية؛
جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلًا
عن أعياد الجاهلية وعوضًا عنها،
وخصيصة لهذه الأمة تتميز بها عن غيرها من الأمم،
وشعارًا لها، روى أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قدم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
ما هذان اليومان؟” قالوا:
كنا نلعب فيهما في الجاهلية،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “
إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر.
فأبدل الله تعالى هذه الأمة بيومي اللعب
واللهو يومي الذكر والشكر، والمغفرة والعفو.
فالمقاصد المرعية في الأعياد المشروعة:
للعيد في الإسلام مقاصد سامية،
وحِكم نبيلة، لا يمكن حصرها، ومن أهمها:
إقامة ذكر الله تعالى، وشهود دعوة المسلمين؛
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت:
كنا نؤمر بالخروج في العيدين،
والمخبأ)، والبكر، قالت:
الحُيَّض يخرجن فيكُنَّ خلف الناس،
يُكبِّرن مع الناس وفيه دليل على استحباب
التكبير لكل أحد في العيدين، وهو مجمع عليه،
ويستحب التكبير ليلتي العيدين
وحال الخروج إلى الصلاة.
صفة التكبير في العيد ووقته:
ويسن في العيدين التكبير المطلق،
وهو الذي لا يتقيد بوقت، يرفع به صوته،
إلا الأنثى؛ فلا تجهر به، فيكبر في ليلتي العيدين،
وفي كل عشر ذي الحجة؛ لقوله تعالى:
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)
ويجهر به في البيوت والأسواق والمساجد
وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى،
ويجهر به في الخروج إلى المصلى؛
لما أخرجه الدارقطني وغيره عن ابن عمر؛
أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى؛
يجهر بالتكبير، حتى يأتي المصلى،
ثم يكبر حتى يأتي الإمام وفي الصحيح:
كنا نؤمر بإخراج الحيض، فيكبرن بتكبيرهم ولمسلم:
يكبرن مع الناس فهو مستحب لما فيه
من إظهار شعائر الإسلام .
والتكبير في عيد الفطر آكد؛ لقوله تعالى:
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)
فهو في هذا العيد آكد؛ لأن الله أمر به.
وصفة التكبير أن يقول:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إظهار شعائر الإسلام
بالمبالغة في الاجتماع؛ لتعم الجميع البركة
ولا يخفى ما في هذا من تقوية روابط الأخوة
وأواصر المحبة،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى.
وفيه الخروج إلى المصلى في العيد وأن صلاتها
في المسجد لا تكون إلا عن ضرورة،
واستدل به على استحباب الخروج إلى الصحراء
لصلاة العيد وأن ذلك أفضل من صلاتها
في المسجد لمواظبة
النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك مع فضل مسجده.
إدخال السرور على قلوب المؤمنين
بعد أن وفقهم الله تعالى لطاعته؛
ولذا كانت أعياد المسلمين مرتبطة بالعبادة؛
فأما عيد الفطر فمرتبط بإكمال عدة رمضان،
فهو اليوم الأول من شوال،
شُرع شكرًا لله تعالى على طاعته بإتمام
صيام رمضان والتوفيق لقيامه؛
يقول تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ
عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 185
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
للصائم فرحتان:
فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه
. قال القرطبي: معناه:
فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر،
وهذا الفرح طبيعي، وهو السابق للفهم،
وقيل: إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه،
وخاتمة عبادته، وتخفيف من ربه،
ومعونة على مستقبل صومه.
قال الحافظ ابن حجر معلقًا على هذا الكلام:
ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر؛
ففرح كل أحد بحسبه؛ لاختلاف مقامات الناس في ذلك:
فمنهم من يكون فرحه مباحًا، وهو الطبيعي،
ومنهم من يكون مستحبًا،
وهو من يكون سببه شيء مما ذكره.
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

زكاة الفِطر
ووقتها
زكاة الفِطر أخوتنا الاكارم
تختلف عن زكاة الأموال والذهب والفضة
والأنعام والمحاصيل الزراعية وكل شيء عيني يملكه المُسلم
والتى تُخرج بشرط وهو حلول الحول على
المادة المُراد إخراج الزكاة عليها
أما زكاة الفِطر فهي زكاة تطهير للصائم
ووقتها قبل صلاة العيد بعد نهاية شهر رمضان
وجوبها
وهي واجبة على كل فرد من المسلمين،
صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد.
روى البخاري ومسلم عن

ابن عمر رضي الله عنهما قال:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر،
أو صاعا من شعير، على العبد، والحر،
والذكر، والانثى، والصغير،
والكبير من المسلمين.
حكمتها:
شرعت زكاة الفطر في رمضان،

من السنة الثانية من الهجرة لتكون طهرة للصائم،
مما عسى أن يكون وقع فيه، من اللغو،
والرفث، ولتكون عونا للفقراء، والمعوزين.
روى أبو داود، وابن ماجه،

والدارقطني، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
( زكاة الفطر طهرة ( تطهيرا) للصائم، من اللغو)
هوما لا فائدة فيه من القول أو الفعل
والرفث ( فاحش الكلام) وطعمة
طعام) للمساكين )
، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة،
ومن أداها بعد الصلاة،
فهي صدقة من الصدقات
على من تجب

أي لمن تُعطى هذه الزكاة
ومن الذي يستحقها ....؟
تجب على الحر المسلم،

المالك لمقدار صاع،
يزيد عن قوته وقوت عياله، يوما
هذا مذهب مالك والشافعي وأحمد،
قال الشوكاني: وهذا هو الحق
.وعند الاحناف لابد من ملك النصاب
وتجب عليه، عن نفسه، وعمن تلزمه نفقته،
كزوجته، وأبنائه، وخدمه الذين يتولى أمورهم،
ويقوم بالانفاق عليهم.
قدرها

وقيمتها على كل نفس:
الواجب في صدقة الفطر صاع

الصاع أربعة أمداد.
والمد حفنة بكفي الرجل المعتدل الكفين
ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحين
) من القمح، أو الشعير، التمر، أو الزبيب، أو الاقط
لبن مجفف لم تنزع زبدته
، أو الارز، أو الذرة أو نحو ذلك مما يعتبر قوتا.
وقال: إذا أخرج المزكي من القمح،
فإنه يجزئ نصف صاع.
قال أبو سعيد الخدري:

كنا، إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
نخرج زكاة الفطر عن كل صغير، وكبير، حر،
ومملوك، صاعا من من طعام، أو صاعا من أقط،
أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر،
أو صاعا من زبيب،
قال الترمذي:
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم
يرون من كل شئ صاعا، وهو قول الشافعي، وإسحاق.
وقال بعض أهل العلم: من كل شئ صاع

إلا البر فإنه يجزئ نصف صاع وهو قول سفيان
، وابن المبارك، وأهل الكوفة.
متى تجب؟
وقت وجوبها وإخراجها
اتفق الفقهاء على أنها تجب في آخر رمضان،

واختلفوا في تحديد الوقت، الذي تجب فيه.
فقال الثوري، وأحمد، وإسحاق، والشافعي

في الجديد، وإحدى الروايتين عن مالك:
إن وقت وجوبها، غروب الشمس، ليلة الفطر،
لانه وقت الفطر من رمضان.
وقال أبو حنيفة، والليث، والشافعي، في القديم

، والرواية الثانية عن مالك:
إن وقت وجوبها طلوع الفجر من يوم العيد.
وفائدة هذا الاختلاف، في المولود يولد قبل الفجر،

من يوم العيد، وبعد مغيب الشمس،
هل تجب عليه أم لا تجب؟
فعلى القول الاول لا تجب، لانه ولد بعد وقت الوجوب،
وعلى الثاني: تجب، لانه ولد قبل وقت الوجوب.
تعجيلها عن وقت الوجوب:

جمهور الفقهاء على أنه يجوز تعجيل
صدقة الفطر قبل العيد بيوم، أو بيومين.
قال ابن عمر رضي الله عنهما:

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بزكاة الفطر، أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.
قال نافع:

وكان ابن عمر يؤديها،
قبل ذلك، باليوم، أو اليومين.
واختلفوا فيما زاد على ذلك.
فعند أبي حنيفة:

يجوز تقديمها على شهر رمضان.
وقال الشافعي:

يجوز التقديم من أول الشهر.
وقال مالك ومشهور مذهب أحمد:

يجوز تقديمها يوما أو يومين.
واتفقت الائمة على أن زكاة الفطر

لا تسقط بالتأخير بعد الوجوب، بل تصير دينا في ذمة
من لزمته، حتى تؤدى، ولو في آخر العمر.
مصرفها

أو الجهة التى تذهب لها ( مُستحقيها )
مصرف الزكاة، أي أنها توزع على

الاصناف الثمانية المذكورة في آية
في قوله تعالى :
( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ
فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم ( 60 ) ....التوبة
والفقراء هم أولى الاصناف بها،
لما تقدم في الحديث:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر، طهرة للصائم، من اللغو والرفث
، وطعمة للمساكين.
ولما رواه البيهقي، والدارقطني

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر وقال:
" أغنوهم في هذا اليوم "
وفي رواية للبيهقي:
أغنوهم عن طواف هذا اليوم ".
وتقدم الكلام على المكان الذي تؤدى فيه،

عند الكلام على نقل الزكاة.
إعفاف الفقراء وإغناؤهم عن ذل
المسألة والطلب؛ لذلك شرعت زكاة الفطر
والتى يكون وقتها
قبل صلاة العيد؛ لئلا تنشغل قلوب الفقراء
بسؤال الناس، وليخرجوا إلى الصلاة مستغنين بما
رزقهم الله تعالى عن الطلب منهم؛
ويظهر هذا المعنى فيما رواه
ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.
فإتباع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم
في زكاة الفِطر تكون بأخراجها من طعام أهل البلد
وهو ، صاعا من من طعام، أو صاعا من أقط،
أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر،
أو صاعا من زبيب،
وليس نقود ....
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

إظهار الفرح والأنسجام
في هذا اليوم
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت
: دخل عليَّ أبو بكر وعندي جاريتان من
جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت به الأنصار،
يوم بُعاث، قالت:
وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر:
أبمزمور الشيطان في بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وذلك في يوم عيد،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا
وفيه دليل أن العيد موضوع للراحات،
· تآلف القلوب؛
لذا أُثر عن الصحابة رضي الله عنهم
التهنئة بالعيد، يقول جبير بن نفير:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:
تقبل الله منا ومنك.
هذه أهم المقاصد والحكم التي شُرعت في أعيادنا


الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
ففي هذه الأيام أخوتنا الكرام
نفرح ونُسعد ونُسرّ بعيد شرّعه الله ورسوله لنا
حيث أن الله عز وجل حبانا بهذه الأعياد
بديلة عن أعياد المشركين،
ويأتي الأستبدال لأمر كان موجود ، فتم تغييره وإستبداله
بأفضل منه ، وترك الأول وهجره
فهذا الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فقَدِمَ النَبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
المَدِينَة ولَهُم يَوْمَان يَلْعَبُونَ فِيهَمَا فَقَالَ
مَا هَذَانِ اليَوْمَان؟) قَالُوا:
كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّة.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَى لله عَلَيْهِ وَسَلَّم
إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا
يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْر....رواه البخاري ).
وهو عيد الفِطر والذي أتى بعد انتهاء موسم
من مواسم الخيرات والاعمال الصالحات والقُرب
من رب الأرض والسموات ....
هذا هو عيدنا فحق لنا أن نفرح به ونعطيه حقه
ولكن بالطريقة الشرعية الحقيقية
فهذه الأعياد الطيبة المشروعة
لاتأتي هكذا عبطاً أو من نافلة الأشياء
الغير صالحة للعباد ولافائدة فيها
وليست موجهه لفئات دون أخرى
ولايرافقها شكر نعمة ولا لحظة إستغفار
ولا مراجعة ماقدم وما اخر من أعمال
بل أعيادنا فلله الشكر والمِنّة تأتي وهي مترافقة
بعبادات ومناسك أنتهت فشرّع لنا ديننا الحنيف
أن نفرح ونحتفل مع الشكر والثناء لرب الأرض والسماء
على النِعم التى انعمها علينا إثناء عباداتنا ومناسك الله
التى قُمنا بها للتقرب الى الله عز وجل
سوى في الحج أو صيام شهر رمضان
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

فأعيادنا أخوتنا الكرام
أتت بعد عبادة فرضها الله لنا وعلينا
وعند إنتهاءها شرّع لنا أن نفرح ونحتفل
بأنتهاءها ، فنكثر من الشكر والثناء والعرفان
على النِعم التى أنعم الله بها علينا إثناء قيامنا بهذه الفرائض
فهي تأتي بعد مواسم الطاعة والعبادة
فهذا عيد الفطر فتأمل أن هذا العيد أتى بعد
شهر رمضان موسم العبادات والطاعات
وبعد الأجتهاد في الطاعات طوال الشهر
والتركيز على العشرة الأواخر طمعاً في فضل ليلة القدر
وتأمل اخي الحبيب كذلك كيف أن عيد الأضحى
يتلو أيام الحج أي يأتي العيد فيكون قبله عشرة أيام
من ذي الحجة ...والتى الكل يعرف مايحدث فيها
من ذِكر وتهليل وتكبير ووقوف ورمي جمرات
ومناسك شرّعها الله عزوجل للحجاج
وعند إنتهاءها يأتي عيد الأضحى وبالتالي تكون
خاتمة مشهودة عظيمة أعقبت أيام عبادة وقُرب من الله
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

الخطبة الثانية
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
فكانت شريعتها ومنهجها وسط
لا إفراط ولا تفريط
حتى في فرحها وإبتهاجها في أعيادها
لا إفراط ومُبالغة تسيء بالمنهج
ولا تفريط في ما أمره الله ورسوله في مثل
هذه الأيام من إظهار البهجة والسرور
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
هذه هي أعيادنا وأفراحنا الشرعية
التى أتت بعد مواسم من العبادات والأجتهاد
في تحصيل الفضائل للقرب من رضى رب العِزة
وأعيادنا إخوتنا المؤمنون
مُخالفة تماماً لأعياد الجاهلية السابقة المليئة
بالشِرك والكفر والعصيان
تماماً مثل مايحدث من أعياد واهية للمشركين
والكفرة في هذا الزمن الذي إختلط فيه الحابل بالنابل
وذلك لم تتضمنه أعيادهم من تعظيم آلهتهم الباطلة
فكانت أعيادهم مليئة بالموبقات وشرب الخمر
ولعب الميسر والفجور والأنحلال
فلم يكن لها مرجع وأساس ديني تشريعي
أما أعيادنا نحن أُمة محمد صلى الله عليه وسلم
فلها تشريع وضوابط تضبطها وفوائد
تتضمن الإحسان إلى الفقراء
وهو من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي،
ويكون بزكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر
هذا في عيد الفِطر الذي يعقب شهر رمضان
أما عيد الأضحى والذي يأتي اثناء وبعد مناسك الحج
يكون فيه ذبح الأضاحي والتصدق والأهداء
من لحومها ...... وهذا إخوتنا
مايُمثله التكافل والأجتماعي في
هذه المواسم والأعياد
فلا أحد يُحرم من الفضل والنعمة
سوى في الدنيا أو الأخرة
فتكثر الصدقات والأهداءات وإدخال
البهجة والسرور على كل فرد من المسلمين
بالأضافة إخوتنا في الله
كما قال أحد العلماء في وصف أعيادنا :
أن هذه الأعياد تُوَحِّدُ قلوب المسلمين،
لأنهم يجتمعون على صلاة واحدة
وشعيرة واحدة وتكبير متوافق،
وتتحصل عندهم الفرحة بجوائز الرحمن
فتنصهر كل مُراداتهم في في مقاصدَ مشتركة،
وتتوارى مطامعهم الشخصية أمام الغايات الكبرى
لشعيرة العيد، ولذا نرى كثرة الإحسان في الأعياد
وكثرة الزيارات بين الأهل والأقارب والأصحاب
، ويكثر التغافر بين الناس والمسامحة في
الحقوق السالفة، وهذا واضح في تحقيق الوحدة.
أما الحضارات التى قامت على التشدد
.في أمور الدين والالتزام بالتكاليف القوية
التي تتطلب جلدا وصبرا،
فلم تدم لها وتيرة التحضر،
بل انكفأت على نفسها تلعق آثار الفشل
، لأنها حضارات ناقضت فطرة الإنسان،
وكم من حضارات قامت على التيسير والتخفيف دوما،
فكان عاقبة أمرها خسرا،
لأن التخفيف المستمر يورث اللامبالاة
والاستخفاف وعدم المسئولية وهي من
أهم أسباب سقوط الحضارات
. وهدى الله المسلمين الأمة الوسط لما اختلف الناس
فيه من الحق بإذنه، فكانت شريعتهم
من أكمل الشرائع وأعدلها وأقومها،
فالحمد لله على نعمائه...أ. هــ
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أخوتنا وأحبتنا في الله
إتقوا الله في ما أمر

وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
وأكثروا في هذه الأيام التى
سنّها ديننا الحنيف وأوصى بها
رسولنا صلى الله عليه وسلم
من إظهار الفرح والأبتهاج والسرور
الشرعي وليس السرور بالطريقة
النصرانية والمليئة بالمعازف والأغاني
والرقص الخليع والأختلاط
وإزعاج الجيران والمارة
بل الفرح وتبادل الهدايا والتبريكات
بقلوب مؤمنة مُحبة جاهدت نفسها
طيلة شهر كامل لتكون راضية عن ماقدمته
من نُسك وعبادات وقيام ليل ودعاء وتهجد
وأوصيكم ونفسي إخوتنا الكرام
بالتزاور وصلة الأرحام
وفتح صفحات جديدة مليئة بالتسامح
والحُب والود بين بعضكم بعض
فالصغير يعتذر ويطلب السماح من الكبير
والكبير يتلطف بالصغير ويحضنه
ويعلمه أن ديننا دين تسامح وعطف وحُب
وأن منهجنا هو انقى منهج يخدم الأنسان
في جميع حالاته ولاينسى أي فئة مهما كانت
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

اخوتنا الكرام
ليس عيبا ولانقيصة أن يعتذر المسلم
لأخيه المُسلم إن بدر منه سوء فهم او خطأ
فلا أحد في هذه الدنيا كامل الكمال البشري
الا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما الباقي فله وعليه ولذلك الصفح والمسامحة
هي من شيم الكرام
وهي التى تجعل الشيطان ينزوي وينكمش
ويتقهقر الى الوراء
لانه لايريد الا التفريق والتشرذم والانقسام
فلا نعطيه فُرصة في أن ينجح في مساعيه
كل العام وانت بخير
وتقبل الله مِنا ومنكم صالح الأعمال
ولا ننس إخوتنا في الله
أن صيام ستة من شوال
مكرمة وسُنة قد أسنها رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم في قوله :
ففي صحيح مسلم
: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال
كان كصيام الدهر
. وفي سنن ابن ماجه عن ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
. صححه الألباني. ورواه ابن خزيمة في صحيحه
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من المعتوقة رقابنا من النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
وكل العام وأنتم بخير
تقبل الله مِنّا ومنكم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28861
المنبـــــر ( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )

اندبها 06-14-2019 11:41 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( الحسد )
 


[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif



عباد الله ..
أما بعد،
إخوتنا في الله
لكل شيء أصل
ولكل تشريع أصول
ولكل فرع أوفروع أصل وأصول
فليس هناك فرع بدون أصل ولا جذر
وليس هناك نظام حياة ومنهج للسير فيه وعليه
دون أصل في نشأته أو تكوينه أو رسالته أوهدفه
أو مقصده الشرعي إن كان الامر دينياً
وإن كان دنياوياً من تأليف البشر
وتاويلهم لأسلوب حياتهم ومعيشتهم
لابُدّ أيضاً من أن يكون له أصل وهدف ونتيجة
يصبوا اليها من ألّفها
وفي الغالب والدائم أن البشر لايسيتطيعون
وضع نظام لحياتهم وأسلوب معيشتهم
إلاّ إن كان مصدره وأساسه وأصله ديني
حتى الكفرة من اليهود والنصارى
مهما رأينا عِلم الأجتماع عندهم والذي يهتم
بأسلوب الحياة لديهم يحاول أن يصنع توجه عام
وفكر عام لأسلوب المعيشة لديهم
فنراهم بالفعل ربما يستطيعون وضع لوائح ونُظم
تسير حياتهم المادية من ضوابط وقوانين
لاتهم الا بتسيير العملية الانتاجية المادية
حتى وأن جعلوا الربا والنصب والأحتيال وسيلة
لجلب الأموال ورفع وتيرة الأقتصاد لديهم
إلاّ انهم يتعثرون حتى فشلوا في إحداث نظام
حياة تختص بالانسان وسلوكه وتعاملاته مع أترابه
حتى وإن أخذوا من النصرانية واليهودية القديمة
القليل جداً من أصول الأدب بين الناس
إلا أنهم غلب عليهم الطابع المادي الملموس والذي
أُعطيت له الصلاحية في أن يدمر من يشاء
وينهى حياة من يشاء لاجل الربح وزيادة وتيرة الأنتاج والغنى
حتى وصل الأمر في بعض الدول النصرانية الكافرة
أن إرتفعت نسبة الفقر الى أعلى
الدرجات فكل ما يظهر غني جديد
يطفوا على السطع فقراء جُدد
أما بالنسبة للأخلاق
فكل يوم تظهر المفاسد في القول والفعل
وكل يوم تظهر تشريعات تم صنعها في دهاليز
مجالسهم النيابية ومحاكمهم العليا والقضاء الأعلى
لديهم لانهم لم يستطيعوا مواجهة التطور
المادي على حساب الاخلاق سوى بسن قوانين
وضعية جديدة ربما تلائم وتكبح لجام انحدار الاخلاق لديهم
حتى أصبحت العلاقة بينهم وبين خالقهم
منعدمة فالكل يفتخر بإلحاده ورفضه لكل
الشرائع الدينية حتى المسيحية او اليهودية المُحرفة
عندهم يكفرون بها ....
فالكل يأكل في بعض والقوي هو الأبقى لديهم
فلا قوانين ولا تشريعات ولا اهتمام ببناء أخلاق
الأنسان وتعليمهم طُرق المحافظة على أساس
التقدم والبناء والمصداقية والوئام ...

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

كل ذلك إخوتنا الأحبة
ساهم وساعد في انتشار مراذلهم وسقوطهم
وإنحدار أخلاقهم فألتقم بنو جلدتنا من مسلمين
يقولون أنهم يوحدون الله
ولايشركون به شيئاً
في الوقت أنهم أشركوا به وبجميع أنواع الشِرك
الأصغر والأكبر والكامل
فأصبحوا يعبدون الدرهم والدينار ويسيرون
على منهج وطريقة اليهود والنصارى في الوصول
للحياة الزائفة التى يبتغونها
ولايعلمون أن أساسها وأصلها جُثث دُمرت
وأصول أخلاقية أٌنتهكت وجزء من تشريعاتهم الباقية
من نصرانية ويهودية حتى وهي مُحرفة
تم شطبها وتغييرها لتواكب مبدأ إفعل ماتشاء
المهم أن تصل وتعيش ولاتبالي بما يُسمى الاخلاق....!!!!
ويزعمون أنهم يتبعون وصايا وتشريعات
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الوقت نراهم يتندرون على وصاياه
ويقولون عنها أنها لا تواكب التطور والحداثة
والانطلاق للعلمانية الجديدة للوصول
لمراتب التقدم العالمي الزائف
حتى أصبحوا في جلساتهم الخاصة
ودواوينهم وإستراحاتهم
لايملّون من حسد بعضهم بعض
ولا الطعن في شرف بعضهم بعض
ولا التناجش على بعضهم بعض
فأصبح التناجش هو وسيلة التجار في زيادة الربح
وتدمير التاجر الأخر وإيصاله لحافة الأنهيار
وأصبح الكذب والزور والبهتان
وتحقير عباد الله هو المنفذ الوحيد للوصول
لماديتهم وولههم وعشقهم للحياة المدنية
والعلمانية وعبادة المال والجاه والسلطان
إن كان ذلك يؤدي لزيادة فُرص التطور الكاذب
والغنى الفاحش الذي يُبنى على الحرام من كذب
وغش وفساد وحسد وتملق وكُره ورياء
للطرف المقابل والذي سيتحطم ليظهر على رفاته
أُ ناس لاهم لهم الا تحطيم منافسيهم بشتى الوسائل
لأسعاد جلسائهم وتدمير أخلاق بعضهم ومن ثم
تدمير المجتمع وجعله فريسة سهلة مُحطمة لمثل هؤلاء
الذين تركوا شريعتهم الاصلية التى أتى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتبعوا مِلة من لايخاف الله ولايحسب له حساب
سوى ممن إدعى أنه مُسلم ( بالهوية فقط )
أو من ثقافات مستوردة من اليهود والنصارى
التى تبيح كل شيء في سبيل الوصول للغايات التى يريدونها
بأي وسيلة وطريقة .....فأوهموهم أخيراً
وهذا مانشهده في الساحة الأسلامية العربية
من خروج على ولات الأمور والقتل والدمار
بأن الوصول للمقام الرفيع والمكانة
الأجتماعية والسُلطة لاتأتي الا بسفك الدماء ،
فلم يعد قول النبي صلى الله عليه وسلم
كل المسلم على المسلم حرام
دمه وماله وعرضه رواه مسلم
بل أصبح كل المسلم على المُسلم حلال

دمه وعِرضه وماله حلال ، طالما أنه يكون
السبب في الوصول لغايات رفيعة وسُلطة
وأصبحوا أخوتنا الكرام
يسمون الصفات المبتذلة بنعوت
وصفات أخرى غير التى نعرفها
مثلا يقولون عن الحسد
بأن فلان نعم لايستحق النعمة
لأنه يرهق نفسه ليل نهار
وأحيانا لا يعمل شيء فهو لايستحقها
والكذب أصبح لديهم وسيلة لتمرير
افكارهم ومشاريعهم وقبولهم بين الناس
والغيبة والنميمة أصبحت عندهم
وسيلة للتندر والتفكه والمزاح
والتناجش في التجارة اعتبروه وسيلة
للربح والتنافس وليس هدم وإفساد البيوع
كل هذه الصفات أصبحت لديهم عادية
ولا شيء فيها ...!!!!!!!ّ!
فالنبي صلى الله عليه وسلم
عرّفنا أن مصدر هذه الوصايا النبيلة
لايتم تنفيذها والعمل عليها إلاّ إن كان
هناك تقوى وإيمان يملء القلب
فإن وجدت التقوى والصلاح في القلب
يصبح التعامل بين الناس على أساس
تقوى الله عز وجل والخوف منه والطمع فيه
فيكون هناك إيمان قوي لايتزعزع

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

فأيمان بماذا إخوتنا الكرام .....؟
أيمان بأصول التوحيد لله
وكما قال أهل العلم أن أصول التوحيد
في مجملها تقول الأيمان بالله سبحانه وتعالى
بربوبيته وإلوهيته وبأسماءه وصفاته
التى سمى ووصف بها نفسه
من غير تمثيل أو تشبيه أوتأويل
كذلك حينما نتكلم عن الدين الأسلامي
ونُعرِّفه على أنه دين سماوي إرتضاه الله لعباده
فختم به الرسالات وجعله جامع لكل
مناحي الحياة من مناهج وتشريعات
نجد أن الله سبحانه وتعالى في دينه الذي أرتضاه
لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
وبينها بدء بتوحيده وعدم الأشراك به
والأيمان بمنهجه الذى كلّف به المبعوث
رحمة للعالمين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وجاء تشريفه لهذا النبي صلى الله عليه وسلم
بالامر لعباده بإطاعته والسير على منهجه وطريقته
وطريقة أصحابه رضوان الله تعالى عليهم
وإنتهاء بإماطة الأذى عن الطريق ....
ووسطه وفي داخله مناهج وتشريعات
ووسائل للتعامل بين الناس ليسود الحُب
وتختفي صفات الحسد والبُغض والتناجش والأرتداد
والتوالي والتدابر ....
فيسود الوئام بين الناس ليس بالطرق
أو التشريعات أو النًظم الأرضية العلمانية
التى تبيح كل شيء كما أسلفت في سبيل الوصول
لغايات وأهداف لاتخدم الاّ من سعى لها مؤقتاً
نعم مؤقتاً ....لان مابُني على باطل فهو باطل
ومصيره للزوال والانهيار والدمار



http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أخوتنا الاحبة في الله
في منبرنا هذا والذي هو منبر الرسول صلى الله عليه وسلم
وحينما أقول انه منبر الرسول لاني أعني
أن لامنابر وجدت الاّ التى وضعها النبي صلى الله عليه وسلم
وعلّم الناس أمور دينهم ودنياهم وهو واقف على المنبر
وليس في الدواووين الخاصة او الأزقة الضيقة
أو الصالات الفارهة المليئة بالفساد والأفساد
بل على منبره وفي مسجده وبين أصحابه
الذين تلقفوا الوصايا والتشريعات والتنبيهات
والفرائض والسُنن من فمه
الشريف صلى الله عليه وسلم
ومن فوق منبره ....
من هنا أسنّ وشرّع المنابر والوقوف عليها
أسبوعياً كل جمعة وكل عيد
ليُقال عليها وفيها الدعوة لله من خلال تشريعاته
وأوامره ونواهيه التى أنزلها على قلب حبيبه
المصطفى صلى الله عليه وسلم ....
في قوله بأطاعة رسوله والحرص على إتباعه
والأخذ منه كل تشريعات مسار حياتهم
في قوله تعالى :
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فالواجب على من يقف على منبر
رسولنا صلى الله عليه وسلم في أي مكان
لايقول ولا يتكلم ولا يفتي ولا ينطق الاّ
بما جاء به الله عزوجل وبما بينّه وشرحه ودعاء إليه
الرسول صلى الله عليه وسلم....
هنا أخوتنا الكرام
نفهم أنه طالما قال لنا الله سبحانه وتعالى
خذوا وأتبعوا وتعلموا من رسوله صلى الله عليه وسلم
كل شيء .....اذاَ لماذا لانتبع ماقاله
صلى الله عليه وسلم عن المنابر
ولماذا وضعت وماهي رسالتها ....؟
ففي حادثة وقصة صنع المنبر له
فَسجَدَ في أصل المنبَر ثُمَّ عاد، فَلمَّا فَرَغَ أقبَل
على النَّاس، فَقال:
( أيُّها النَّاسُ، إنَّما صَنعتُ هذا لتَأتَمُّوا ولتَعَلَّموا صَلاتي )؛
صحيح البخاري
وكأنه صلى الله عليه وسلم قال لنا
إنتبهوا فقد وضعت هذا المنبر والذي سيكون
له شأن عظيم في حياتكم والذي ستتخذونه
في بيوت الله لتقفوا عليه
وستكون رسالته لتأتمّوا بي أي تتبعوا سُنتي
وتعلموا الناس كل التشريعات من صلاة وغيرها
وتنهون من فوقه على المُنكر وتأمرون بالمعروف ....
وليس كالذي يجري في هذا الزمن من أن
المنابر أُتخذت وسيلة لنشر البِدع والضلالات والأنحرافات
والتهكم على الدين وتشريعاته وكذلك لأحداث الفتن
بين الناس وقيادتهم لأتباع جحر الضب اليهودي والنصراني
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

ففي هذه الجمعة بأذن الله
سنقف قليلاَ ونغوص حيث نستطيع
في أحدي أصول ديننا الحنيف المُتمثل في حديث
شريف صحيح....
يختزل كل أصول التعامل بين المسلمين ببعضهم بعض
والحقوق والواجبات والتعاملات بين المسلمين
في كل شيء تقريباً...
فلنبدأ أولاً بالتعرف على هذا الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
وفي هذا الحديث الطيب الجامع
لكل النواهي التى من شأنها أن تٌفسد حياة المُسلم
وتُسيء العلاقة بين المسلمين وتُهلك النظام
الذي أراده الله ورسوله لهذه الأمة أن تعيشه
وتتمتع بضلاله
وقبل أن نغوص في رسالته وجب أن نقف
على معنى كل صفة من الصفات الواردة فيه
حتى نفهم لماذا حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونبهنا من أن نجعل هذه الصفات المذمومة تنتشر بيننا
وتكون هي حلقة الوصل او بالأحرى حلقة الأنفصال والتشرذم
في مابين قلوب المسلمين .....
وسأحاول اخوتي الكرام
أن نغوص وندخل وبتعمق إن أستطعت
في فهم كل صفة من هذه الصفات والمراذل المذمومة
ولماذا هي بهذا الشأن حتى يحذرنا منها الله سبحانه وتعالى
في القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم
في أحاديثه ونصائحه وتوجيهاته وسُننه ....
وسيكون ذلك احبتي في الله موضوع
كل خطبة أسبوعية في فهم أحدي هذه الصفات المذمومة
وما يدور حولها وكيف تكون هي السبب في أنهيار
الأسس في مجتمعاتنا بصفة عامة وبيوتنا في صفة خاصة...
لأن هذا الحديث ليس سهلاً أن نمر عليه مرة واحده
دون فهم مقتضيات بيانه وشرحه والرسائل
التى يحتويها لسعادتنا في الدنيا والأخرة ....
فلبندأ بأول صفة مذمومة حذرنا منها صاحب الخُلق العظيم
صلى الله عليه وسلم في قوله:
( لاتحاسدوا )
فقد ذكر أخوتنا الكرام صفة
( الحسد ...في قوله ولا تحاسدوا )
وقد فسّره العلماء على أنه :
تمني زوال النعمة عن الغير،
وأيضا من الحسد أن يعتقد أن هذا الذي أنعم الله عليه
ليس بأهل لهذه النعمة،
ولا يستحق فضل الله -جل وعلا-
وأيضاً معناه هو أن تتمنى ماعند غيرك من نِعم
مع زوالها منه ....وكأن صاحب النِعمة
لايستحقها وليس مؤهل لها
ولهذا يكون الحسد هو إعتراض على قضاء الله
عز وجل على قدره ونعمته التى
أنعم الله بها على عبده المحسود
ولسوء هذه الصفة الذميمة أنكرتها كل الأجيال
وكل العصور وأنكرها كل السلف الصالح
والتابعين لهم الى يومنا هذا وقد قالوا فيها الكثير
وهنا نوجز أقوالهم حول الحسد وعِلله ولماذا
هو مذموم ومكروه ومُبغض حتى يصل لمرحلة
أن ينبهنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه
وكذلك في البيان الكبير الذي أتى به الله سبحانه وتعالى
في القرآن الكريم من آيات تبين ماهو الحسد
وكيف نهى عنه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم
ففي قوله تعالى :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ

وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ...سورة الفلق
وقد قال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
حول هذه الأيات
(والآية تدلُّ على تحريم الحسد؛ لأنَّ مشابهة
الكفار بأخلاقهم محرمة ...
والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه؛
وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛
فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير
مضاد لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن ينعم الله على
هذا المحسود، ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما
أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلًا فيها؛
لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر
مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة..أ.هـ
وفي قوله تعالى في سورة البقرة
حيث قال تعالى:
) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 10 ) ...البقرة
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الأيات العظيمة قوله:
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك
طرائق الكفار من أهل الكتاب ،
ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظاهر
وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين
، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم .
ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو والاحتمال ،
حتى يأتي أمر الله من النصر والفتح .
ويأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .
ويحثهم على ذلك ويرغبهم فيه ،
كما قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ،
عن سعيد بن جبير ، أو عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب
من أشد يهود للعرب حسدا ،
إذ خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسلم ،
وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا ،
فأنزل الله فيهما
) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا(
وقال عبد الرزاق ، عن معمر عن الزهري ،

في قوله تعالى : وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
قال : هو كعب بن الأشرف .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان ،

حدثنا شعيب ، عن الزهري ،
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ،
عن أبيه : أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا
، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه أنزل الله
: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم
إلى قوله): (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ )
وقال الضحاك ، عن ابن عباس :

أن رسولا أميا يخبرهم بما في أيديهم من
الكتب والرسل والآيات ،
ثم يصدق بذلك كله مثل تصديقهم ،
ولكنهم جحدوا ذلك كفرا وحسدا وبغيا
ولذلك قال الله تعالى
: كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم
مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ.....يقول :
من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئا ،
ولكن الحسد حملهم على الجحود...أ.هـ

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

وهنا أخوتنا الكرام نتبين ونفهم
أن صفة الحسد هي من صفات اليهود
إخوان القِردة والخنازير ، فحسدوا المؤمنين
على الخير العميم الذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم
في أنه رسول هذه الأمة ونبيها ، وهذا الامر
لم ولن يروق لليهود تقبله والتعايش معه والأيمان به
لانهم لا يودُّون أن ينزل على المؤمنين خيرٌ،
ويودُّون أن يردوهم كفارًا من بعد ما تبيَّن لهم الحق،
وهو نبوءة محمَّد صلَّى الله عليه وسلم
وقد قال : الثعالبي في تفسيره ايضاً :
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ليبين أنَّ حسدهم

لم يكن عن شبهة دينية،
أو غيرة على حقٍّ يعتقدونه،
وإنما هو خبث النفوس،
وفساد الأخلاق، والجمود على الباطل،
وإن ظهر لصاحبه الحق....
وهذه أخوتنا الكرام الطيبين هو لُب
مفاهيم الحاسد الذي يتمنى زوال النعمة من المحسود
ليتمتع بها هو حقداً وحسداً وبُغضاً وكُرهاً
لمقادير الله سبحانه وتعالى وفي عطاياه التى خصّ بها
عباد دون أخرين ....
وفي قوله تعالي أيضاً في سورة النساء :
( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ
مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ( 54 ) ...النساء
وهنا في هذه الأية الكريمة بيّن الله سبحانه وتعالى
وحدد أن الحسد هذا هو المذموم الذي يحسد الناس
على ما آتاهم الله من فضل وعلم وأشياء لم تُعطى لغيرهم
وهذا من فعل اليهود ، فطالما هو صفة من صفاتهم
فلماذا يحاول المسلم أن يتصف بهذه الصفة
ويتبناها كما تبنتها اليهود على مر العصور
فقد حسد اليهود الناس ، أي المسلمين على
النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من النِعم
دون بني أسرائيل
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الأية قال:
( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )
يعني بذلك : حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم
على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ،
ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له
لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل .
قال الطبراني :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ،
حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا قيس بن الربيع ،
عن السدي ، عن عطاء ، عن ابن عباس قوله
) أم يحسدون الناس ) ( على ما آتاهم الله من فضله) ،
قال ابن عباس : نحن الناس دون الناس ،
قال الله تعالى
) فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة
وآتيناهم ملكا عظيما)
فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل
الذين هم من ذرية إبراهيم - النبوة ،
وأنزلنا عليهم الكتب ، وحكموا فيهم بالسنن
وهي الحكمة - وجعلنا فيهم الملوك
فَالحَسَدُ: هوَ تَمَنِّي زَوَالِ النعمةِ عَن الغيرِ،
وَهوَ خُلُقٌ ذَمِيمٌ اتَّصَفَ بهِ الشيطانُ
وَابنُ آدَمَ وَاليهودُ وَالمنافقونَ،
وَسَبَبُهُ الغضبُ وَالحقدُ، وَضَرَرُهُ على صَاحِبِهِ
أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِهِ على الغيرِ، وَعَوَاقِبُهُ وَخِيمَةٌ؛
فهوَ إِسَاءَةُ أَدَبٍ معَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَرَضٌ للقلبِ،
وَاعتراضٌ على قضاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ،
وَعَدَمُ الرِّضَا بِمَا قَضَاهُ اللَّهُ وَقَدَّرَهُ،
أقوال العلماء والسلف الصالح
ومفاهيمهم عن صفة الحسد والحاسدين
أقوال السلف والعلماء في الحسد
1. قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:
كلُّ الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة،
فإنه لا يرضيه إلا زوالها.
2. وقال ابن سيرين:

(ما حسدت أحدًا على شيء من أمر الدنيا؛
لأنَّه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على الدنيا،
وهي حقيرة في الجنة؟! وإن كان من أهل النار
، فكيف أحسده على أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار....؟
3. وقال الحسن البصري:

ما رأيت ظالـمًا أشبه بمظلوم من حاسد،
نفس دائم، وحزن لازم، وغمٌّ لا ينفد.
4. وقال أبو حاتم:

(الواجب على العاقل مجانبة الحسد على
الأحوال كلِّها، فإنَّ أهون خصال الحسد
هو ترك الرضا بالقضاء،
وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده،
ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم
عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه،
ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة
عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء
ما للحساد في الأحشاء.......
وقال كذلك:
الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام،
ولكلِّ حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفأ......
1. وقال أبو الليث السمرقندي:
يصل إلى الحاسد خمس عقوبات
قبل أن يصل حسده إلى المحسود:
أولاها: غمٌّ لا ينقطع. الثانية:
مصيبة لا يُؤجر عليها. الثالثة:
مذمَّة لا يُحمد عليها. الرابعة:
سخط الرب. الخامسة:
يغلق عنه باب التوفيق.....
6.وقال الجاحظ:

ومتى رأيت حاسدًا يصوب إليك رأيًا
إن كنت مصيبًا، أو يرشدك إلى صواب
إن كنت مخطئًا، أو أفصح لك بالخير في غيبته عنك،
أو قصر من غيبته لك؟ فهو الكلب الكَلِب،
والنمر النَّمِر، والسمُّ القَشِب، والفحل القَطِم ، والسيل العَرِم
إن ملك قتل وسبى، وإن مُلِك عصى وبغى
حياتك موته، وموتك عرسه وسروره
يصدِّق عليك كلَّ شاهد زور، ويكذِّب فيك كلَّ عدل مرضي.
لا يحب من الناس إلا من يبغضك،
ولا يبغض إلا من يحبك عدوك بطانة
وصديقك علانية...أحسن ما تكون عنده حالًا
أقل ما تكون مالًا، وأكثر ما تكون عيالًا،
وأعظم ما تكون ضلالًا. وأفرح ما يكون بك
أقرب ما تكون بالمصيبة عهدًا،
وأبعد ما تكون من الناس حمدًا،
فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الموتى،
ومخالطة الزَّمنى ، والاجتنان بالجدران،
ومصر المصران، وأكل القردان،
أهون من معاشرته والاتصال بحبله
7. وقال ابن حزم:

إنَّ ذوي التراكيب الخبيثة يبغضون
لشدة الحسد كلَّ من أحسن إليهم،
إذا رأوه في أعلى من أحوالهم......
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif


أخوتنا الكرام
وهناك أحاسيس ومشاعر ربما يحس بها
الأنسان تجاه انسان اخر فلا يعرف كيف يترجم معناها
فمرة يضن نفسه أن هذه الأحاسيس هي مُحرمة
مثل الحسد في أن يحسد صاحب نعمة أو جاه أو مكانة
إجتماعية وهذا الحسد مُختلط بحقد ورفض لقضاء الله
وإن قلت له أن ماتحس به وتفعله وتعتقده
هو حرام ومُحرم فلا يحق لك أن تحسد أحد
على نعمة أنعمها الله عليه ....
لأنك لو فعلت ذلك لأشتركت مع الشيطان
في صفة وتميز وعمل يتميز به هو
والدليل حسده لبني آدم على ما كان عليه من نِعم
ورفضه السجود لأدم عليه السلام حسداً
إذا الحسد صفة لاينبغي لمسلم أن يتحلى بها
لانها من صفات أبليس ....
بل الواجب أن تغبط أخيك أو تنافسه منافسة شريفة
لتتحصل على ماتحصل عليه بطُرق شريفة
هنا الدين والشرع والتشريع يبيح لك ذلك
أي يبيح لك ان تنافسه وتجتهد مثله حتى
تتحصل على نِعم من الله مثلما تحصل هو
أو تنافسه في من يستطيع أن يبذل جهد ويجتهد
أكثر في سبيل الحصول على نعمة أو مزايا أو مكانة
يخدم بها نفسه وأهله ومن يلوذ به
وهناك فرق كبير بين الحسد والغِبطة
فالحسد كما تمت تعريفه آنفاً
فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود،
وأن يزول عنه ما هو فيه ...
أي بمعنى أن اتمنى واشتهي مايملكه اخي من نِعم
مع تمنياتي بزوالها منه ....
أما الغِبطة فهى
أن تتمني وتشتهي ما لأخيك من نِعم ومزايا مثله
مع عدم زوالها منه ....
أي كأنك تقول اللهم أعطني مثل ما أعطيت لأخي من نِعم
وبارك له وزده من نِعمك....
هنا اخوتنا الكرام
انا غبطت أخي وتمنيت مايملك مع عدم زوالها منه
وهذا الامر شرعي ولاشيء فيه ...
وعليه نصل بكم للفرق بين الحسد والغِبطة
على لسان العلماء ....
قال ابن منظور:
(الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة،
فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة،
من غير أن يتمنى زوالها عنه،
وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له،
وقال الرازي:

(إذا أنعم الله على أخيك بنعمة؛
فإن أردت زوالها فهذا هو الحسد،
وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة
وقد تسمى الغبطة حسدًا كما جاء

في حديث عبد الله بن مسعود،
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق،
ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
. وقد فسر النووي الحسد في الحديث فقال:
(هو أن يتمنى مثل النعمة التي على
غيره من غير زوالها عن صاحبها....
أما بالنسبة للمنافسة أو التسابق
في من يملك ويصل لمبتغاه
والفرق بينها وبين الحسد....
قال ابن القيم:

للحسد حدٌّ، وهو المنافسة في طلب الكمال،
والأنفة أن يتقدَّم عليه نظيره،
فمتى تعدَّى ذلك صار بغيًا وظلمًا يتمنى
معه زوال النعمة عن المحسود، ويحرص على إيذائه
وقال الغزالي:

والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة،
والذي يدلُّ على إباحة المنافسة قوله تعالى
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ( 26 )...المطففين
وقال تعالى
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ( 21 ) ....الحديد
وإنما المسابقة عند خوف الفوت؛
وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما،
إذ يجزع كلُّ واحد أن يسبقه صاحبه فيحظى
عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها
وبيَّن الغزالي سبب المنافسة فأرجعها إلى:

إرادة مساواته، واللحوق به في النعمة،
وليس فيها كراهة النعمة،
وكان تحت هذه النعمة أمران: أحدهما:
راحة المنعم عليه، والآخر:
ظهور نقصانه عن غيره وتخلفه عنه،
وهو يكره أحد الوجهين، وهو تخلُّف نفسه،
ويحب مساواته له. ولا حرج على من يكره تخلف نفسه
ونقصانها في المباحات
وقد تنافس الصحابة في الخير،
وبذلوا أسباب الكمال؛
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا
أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت:
اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يومًا،
فجئت بنصف مالي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله،
قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عنده،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت:
لا أسابقك إلى شيء أبدًا....


http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

نعم أخوتنا وأحبتنا في الله
هذه هي المنافسة الحقيقية للوصول للكمال
في الأعمال الصالحة وهذا مُباح العمل به
فالصحابي الجليل عمر رضي الله عنه
نافس وسابق اخيه أبو بكر رضي الله عنه
في من يستطيع أن يتصدق أكثر ويتقرب الي الله أكثر
ولكن حينما عًلِم بالنتيجة وهي أن أبو بكر رضي الله عنه
فاز وبأستحقاق وبجدارة حين تصدق بماله كله وليس نصفه
هنا إقتنع الصحابي الجليل عمر رضي الله عنه
أن لا مجال للتنافس والتسابق مع
أخيه ابو بكر رضي الله عنه
وذلك لأختلاف المقامات والمكانات
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مابينه وبين أبو بكر رضي الله عنه
هنا أقول هل عمر رضي الله عنه حسد أبو بكر رضي الله عنه
أو تمنى أن ينزاح من على طريقه ليبقى هو فقط في الصورة ...؟
بالطبيعي لم يحسده بل غبطه على النِعم التى أسبغت عليه
وعلي قدرته على خلق منافذ وطُرق للتقرب بها الى الله ....
حتى أنه قال عنه يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وتم التشاور في من يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
كخليفة للمسلمين يدبر أمورهم الدنياوية
قام عمر رضي الله عنه وأرضاه وقال في حق
اخيه أبو بكر رضي الله عنه :
هو أفضل مني ومنكم ومن كل البشر
ماعداء الأنبياء والرُسل
وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو من صلى بالمسلمين في مرضه
صلى الله عليه وسلم
فهوا اذا يستحق الخلافة بجدارة واستحقاق...
نعم اخوتنا الكرام
هذا هو الحُب الحقيقي في الله
فلم تكن هذه الصفات والمراذل مثل الحسد والحقد
منتشرة بين الصحابة ....بل الحب والوفاق هو السائد...
هذا بالنسبة للمنافسة في الأمور التى ترضي الله
وتزيد رصيد الحسنات والثواب والأعمال الصالحة...
ولكن المنافسة في أمور الدنيا تجر غالبًا إلى

الوقوع في الحسد والأخلاق الذميمة،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟
فقال عبد الرحمن بن عوف:
نقول كما أمرنا الله،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أو غير ذلك؛ تتنافسون، ثم تتحاسدون،
ثم تتدابرون، ثم تتباغضون
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
والله لا الفقر أخشى عليكم،
ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا
كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم
أما بالنسبة للصفة الملازمة للحسد
والمتشابهه معها في
بعض الصفات فهي
العين ....
فالعين تم تعريف معناها أن عبارة عن نظرة
بأستحسان لصاحب النعمة قد يشبوها شيء من الحسد
ومن صفات صاحب العين أنه خبيث الطبع
والعائن لا يعين الا مايراه
والموجود أمامه بالفعل ومصدره
ووسيلته إقداح نظرة العين
وأحيانا قد يعين مايكره أن يُصاب بأذى منه
كولده وماله ....
وهذا بالفعل يحدث كثيراً أننا نرى صاحب العين
يضر بها أهله إن رأى منهم مايسر من جمال أو حُسن
او غير ذلك .....
فقد قال أبن القيم في وصفه للعاين:
والفرق بين الحسد والعين ...
قال ابن القيم:
العاين والحاسد يشتركان في شيء،
ويفترقان في شيء؛
فيشتركان في أن كل واحد منهما
تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه؛
فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته،
والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود
وحضوره أيضًا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب
من لا يحسده من جماد، أو حيوان،
أو زرع، أو مال...........
وقال أيضًا:

العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد...
وأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد،
وليس كل حاسد عائنًا.....
فالصفتان الحسد والعين
تشتركان في الأثر وتختلفان في الوسيلة والمنطلق
فالحاسد قد يحسد مالم يره
ويحسد في الأمر المتوقع حدوثه قبل وقوعه
ومصدره هو تحرق القلب وإستكثار النعمة على المحسود..
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

الخطبة الثانية
الحمد الله رب الناس الذي أسبغ نِعمه على عباده
الطائعين وغير الطائعين
فشكره المؤمنون به وكفر من لم يشكر أفضاله
وأشهد ان لا اله الا الله الذي خلق الخلائق
لعبادته والتقرب له ، فارسل الرُسل وأنزل الكُتب
لبيان أن الله واحد لامعبود ولا شريك له
وهو من يستحق العبادة والتذلل وطلب المغفرة
وأشهد أن محمد أبن عبد الله صلى الله عليه وسلم
رسوله ونبيه ومُصطفاه الذي أصطفاه على سائر الخلق
ليجعله نبي هذه الأمة ومُبشراً بالنِعم والفضائل
وحذر من الفساد والنقائص
وفتح لنا مداركنا بأن نتعلم منه ونتبع سُنته وهديه
والتخلق بأخلاقه وصفاته
فأوصانا بعدم القُرب من صفات يشترك الشيطان
والأنسان فيها منها الحسد وأهله ....
أما بعد
أخوتنا في الله
علمنا الان وربما كُنا نعلم من قبل أن الحاسد
لم يحسد أخيه على ماأتاه الله من فضله
بل اخطر من ذلك وهو إعتراضه على إفضال الله على عباده،
فهو يتمنى زوال النعمة عن هذا المنعَم عليه،
سواء تمنى أن تتحول إليه، أو لم يتمنَّ ذلك،
فيحسد هذا لأنه ربح في تجارته،
وهذا لحصوله على وظيفة مرموقة، وهذا لتفوقه ونجاحه.
وقد يكون الحسد في الأمور المعنوية، كأن يحسده على ذكائه وفهمه وفطنته، وعلى نجابته، أو على عافيته،
وبناء بدنه، أو يكون الحسد على جمال صورته،
أو حسن منطقه، أو غير ذلك من الأمور التي يتفاضل الناس فيها.
وقد يحسد العبد على عمله الصالح في طاعة الله
، على حفظه للقرآن، أو على العلم.
وغالباً يكون الحسد بين أهل المهن والصنائع
والتخصصات المتماثلة، أو المتشابهة،
ولذلك قد لا تجد عالمًا يحسد نجاراً أو حداداً،
وإنما تجد الحسد بين العلماء، وبين أصحاب
الحرفة والمهنة الواحدة من المزارعين
وأرباب المعادن، وأصحاب العقار مثلاً.
فالحسد داء عضال لا يكاد يسلم منه أحد،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه،
ومعنى ذلك أن الحسد كامن في النفوس،
كما أن النار كامنة في الزناد، ولكن الله تبارك وتعالى
لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فهو شيء يقع في النفس
من غير طلب من الإنسان،
ومن غير إرادة، فإن كبته الإنسان
واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم،
ودعا لصاحب النعمة بالبركة،
وصرف نظره عن هذا فإن الله لا يؤاخذه
على ما يقع في قلبه، لكن إن صوب نظره إليه،
وفكر قائماً وقاعداً متى يقع مكروه للمنعَم عليه،
ومتى تزول عنه النعمة،
ولربما تعدى ذلك إلى الاستطالة والكلام باللسان،
إما بالوقيعة بعرضه، أو انتقاصه،
أو تنفير الناس عنه بالغيبة والنميمة وبث
الشائعات لأفساد سُمعته وهيبته بين الناس.
والحسد يكون أيضاً بين النساء الضرائر،
فتجد المرأة تفعل كل مستطاع من أجل
أن تَكْفَأ قصعة صاحبتها،
ومن أجل أن يبغضها زوجها،
وأن يفارقها.
وأيضاً يقع الحسد حتى بين من لهم درجات
عالية في العلم والأدب والعلوم الأخرى
نعم يقع الحسد وينشأ عنه صراع للذي يحطم الاخر
إما بالوقيعة أو الدسائس أو نشر الشائعات عنه
فكما قيل من قبل فأن الحسد يأتي لذوي المهنة والأتجاه الواحد
عافانا الله وإياكم اخوتنا الكرام من هذه الصفة المقبوحة
والمُنفرة لكل عقل وإتزان وأحترام الذات
والأيمان بأن الله هو المُعطي للنِعم فلا إعتراض
على عطاياه أينما حلّت ...
إخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا للحسد مكان في قلوبكم
فأحبوا إخوانكم وأدعوا لهم بظهر الغيب
بالنجاح والتقدم وزيادة البركة في مايكرمهم الله به
ولا تتمنوا ماعندهم مع زواله منهم
فإن ذلك هو الحسد بعينه
بل تمنوا ماعندهم والدعاء لهم بطرح البركة في ماعندهم
والزيادة لهم من فضائل الله
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
الأخرى في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28863
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات ) (الحسد)

اندبها 06-21-2019 06:53 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( البيوع المُحرمة )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

أما بعد
عباد الله
لازلنا نعيش طالما ورقة عمرنا لم تيبس وتنفصل
مع الحديث الجامع الذي يحمل كل مايحتاجه
المسلم في تعاملاته اليومية الحياتية سوى بين
الناس أو بينه وبين نفسه
فديننا الأسلامي الحنيف أتى لصلاح البشر
كافة ولم ياتي لفئة معينة ووقت معين
كما يدّعي البعض من أن الدين في هذا الزمان
لايصلح لهذا الزمان ، والأرضية ليست ملائمة
له ولا نفع من إتباعه والعمل به وعليه
بل الواجب إتباع التطور الأجتماعي والحياتي
والأتجاهات والأيدلوجيات المصنوعة من الغرب
الصليبي والتى سوّق لها بعض ممن يدّعي
أنه عالم مُسلم موحد بالله ومؤمن برسوله....
نعم أخوتنا المؤمنون ديننا صالح لكل زمان
ومكان ومن يقول عكس ذلك فقد كفر بما أنزل الله
لانه لو أعتقد أعتقاد جازم بأن الدين لايصلح
لهذا الزمن ...فقد تعارض مع قول الله ورسوله
من أن الله ارتضى لنا الدين للناس كافة
وفي جميع الأزمان والعصور
لان الذي وضع الدين والرسالة والمنهج
هو الله سبحانه وتعالى وبالتالي هو يعرف
مخلوقاته وما يحتاجونه في أي زمن
وما يسير حياتهم وما يتنافي مع طبيعتهم
وعندما يقول أن الدين والمنهج الرباني
صالح لكل البشر الى يوم القيامة
فهذا يعني أن نقول نعم هو كذلك
ولا نقول أن الدين يؤخر مسار الحياة
في هذا الزمن ولايصلح لهذا الوقت
فالتطور يسحق كل شيء امامه
حتى الدين ......
ومن هنا ظهرت دعوات لترك الدين وتشريعاته
وأدبياته ووضعها على رفوف المكاتب لانها لاتصلح
للتنفيذ ولا العمل بها وعليها
أما نظريات ماركوس ولينين والنظريات الرأسمالية
وقوانين حامورابي وفلسفات وهرطقات من لادين له
هي التى وجب إتباعها وفهم فلسفتها
وترك الدين ورجاله وأساسه ومقتضيات تقدمه
حتى وصل بهم الأمر أن شوهوا الدين وزعموا بكذبهم
أنه لايصلح للتعاملات الخاصة سوى تجارية او حياتية اخرى
فأستبدلوا ذلك بنظريات وطرق
رأسمالية آتية من الغرب
وعملوا عليها وطبقوها
فكثر الرباء والأستغلال والنهب والكذب وأكل مال الحرام
كل ذلك ليزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقراً
ولكن اخوتنا الكرام
يكفينا أننا نعلم أن ديننا لم يهمل شيء
إلاّ وذكره وحرّض على تنفيذه
فقد أتت أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ليوجهنا في كل شيء في كل تعاملاتنا الخاصة والعامة
وفي هذه الجمعة سنتكلم بأذن الله ونستكمل
باقي الوصايا والتحذيرات التى أتت في الحديث
الصحيح الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
و كما قلت في الجمعة الماضية من أن
هذا الحديث الطيب الجامع
لكل النواهي التى من شأنها أن تٌفسد حياة المُسلم
وتُسيء العلاقة بين المسلمين وتُهلك النظام
الذي أراده الله ورسوله لهذه الأمة أن تعيشه
وتتمتع بضلاله
وقبل أن نغوص في رسالته وجب أن نقف
على معنى كل صفة من الصفات الواردة فيه
حتى نفهم لماذا حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونبهنا من أن نجعل هذه الصفات المذمومة تنتشر بيننا
وتكون هي حلقة الوصل او بالأحرى حلقة الأنفصال والتشرذم
في مابين قلوب المسلمين .....

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

حيث شرحنا وبيّنا على حسب أستطاعتي
النقطة الأولى وهي التحذير من الحسد
واليوم نتكلم على تحذيرين هما
ولاتناجشوا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وعلى إعتبار ان هذان التحذيرات يفصل بينهم
تحذير عن التباغض
ألا أني رأيت ان نتكلم في هذا الجمعة
على النهي عن التناجش
وهو أمر يختص بالبيع والشراء
وعلى النهي عن البيع على بيع بعض
وطالما هما يتحدثان عن نفس الموضوع
فستكون الخطبة لهذه الجمعة عنهما.....
لهذا سمى العلماء الأفاضل عمليات البيع
والشراء ومايحوم حولها من مسائل
فقهية ومنهيات تدخل منها أبواب
الحرام والرباء وأكل أموال الناس بالباطل
بأن علم البيوع
أو فقه البيوع والذي فيه تفاصيل
لايدرك منتهاها ولايسبر غورها الا
الراسخون في العلم والتخصص
ولكن حسبى أني سأحاول أن أبين ببساطة
المفاهيم العامة للنهي عن سلوكيات
وممارسات تضر بالمسلمين
مليئة بالكذب الخداع والأحتيال
وهذه صفات لم يرضاها
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنا
فأوصانا وحذرنا منها كي لانقع فيها وفي حبائلها
فسنبدأ بالتحذير عن
التناجش
ونفهم ماهو هذا المصطلح ....؟
وماهي الخطورة فيه حتى ينهانا ويحذرنا منه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعليه....؟
وينهانا عن نعمل به في حياتنا وتعاملاتنا بين الناس
في امور التجارة والبيع والشراء
وهذا إخوتنا الكرام شرح
للشيخ العلامة أبن باز رحمه الله
لهذا الحديث الطيب موضحاً تفسير التناجش
وأثره على المسلمين في مابينهم
وعِلة تحريمه جاءت لان التناجش هو نوع
من الخديعة والمكر خدمة لصاحب التجارة
إو إفساد عمليه البيع والشراء بين الناس
وهذا شرح لهذه النقطة حيث قال:
فالمؤمن هو أخو المؤمن فيما ينفعه وفي دفع ما يضره على العموم، أخوه في دفع ما يضره، وفي إعانته على ما ينفعه.
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم :

لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا،
ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
وكونوا عباد الله إخوانًا، فالتَّحاسُد يكون بأن
يحسد كلُّ واحدٍ الآخر، يعني:
يتمنى زوال النعمة عن أخيه،
هذا هو الحسد، فالحسد أن يتمنى
زوال النعمة عن أخيه أو يسعى في ذلك.
ولا تناجشوا: التناجش معناه:

أنَّ كلَّ واحدٍ يزيد على الآخر في السلعة
وهو لا يريد شراءها، لكن يرفع ثمنها عليه
إمَّا بُغْضًا له، وإما محبَّةً لصاحب السلعة
حتى يزداد الثمنُ له، هذا هو التناجش،
أن يزيد في السلعة وهو لا يريد الشراء،
إنما قصد إيذاء الذين يسومونها ويرغبون فيها،
أو نفع صاحبها.
وكما تم تحريم الحسد،
وأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،
وكذلك التناجش محرم،
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم-
عن النجش في غير ما حديث،
وكذلك التباغض والتدابر وأشباه هذا مما يزيل المحبة،
أو يزيل الألفة بين المسلمين، فإنه ممنوع منع تحريم.
وعندما يقول صلى الله عليه وسلم :
ولا تناجشوا وهذا –أيضا

يدل على تحريم النجش،
وقد تقرر في الأصول أن النهي إذا تسلط
على المضارع، فإنه يعم أنواع المصدر؛
لأن المضارع عبارة عن حدث وزمن،
فتسلط النفي على الحدث تسلط النفي
أو النهي على الحدث، والحدث نكرة فعم أنواعا.
إذن نقول هنا: في قوله

: لا تحاسدوا يعم جميع أنواع الحسد،
وقوله:
نَجَشْتُ الصيدَ أَنْجُشُهُ نَجْشاً،
أي اسْتثرتُهُ. والناجِشُ:
الذي يحوشُ الصيد. والنَجْشُ:
أن تُزايدَ في المبيع ليقع غيرك وليس من حاجتك.
وفي الحديث: "لا تَناجَشوا"
. ونَجَشْتُ الإبل، إذا جمعتها بعد تفرُّق.
ومرَّ فلان يَنْجُشُ نَجْشاً، أي يسرع.
لا تناجشوا يعم جميع أنواع النجش بالسكون،
أو النجش بالتحريك، والنجش،
أو النجش فسر بعدة تفسيرات،
وأعمها التفسير اللغوي، وهو أن النجش:
أن يسعى في إبطال الشيء بمكر واحتيال وخديعة،
أو هو السعي بالمكر والخداع والحيلة،
وهذا عام يشمل جميع أنواع التعامل مع المسلمين،
فإذن قوله: ولا تناجشوا أي:
لا يسعى بعضكم مع بعض بالخداع والحيلة
والمواربة وأشباه ذلك من الصفات المذمومة،
ويدخل في هذا النجش الخاص،
وهو المستعمل في البيع بأن يزيد في السلعة
من لا يرغب في شرائها؛
لأن هذا سعي في ازدياد السعر بمكر وحيلة
وخداع، فهو سمى ذلك بالنجش،
أو النجش؛ لأنه فيه المكر والخداع والحيلة، فيمنع.
ويحرم أن يسعى المسلم مع إخوانه

المسلمين بالحيلة والخداع والمكر
بأي نوع، بل المسلم مع إخوانه يسير
على نية طيبة، وعلى أن يحب لهم ما يحب لنفسه،
وألا يخدعهم، ولا يغرر بهم، بل يكون معهم كما ينبغي،
أو كما يحب أن يكونوا معه، وزيادة المرء في السعر،
وهو لا يريد الشراء حين السوم على
السلعة هذا من أنواع الحيلة والخداع؛
ولهذا فهو منهي عنه ومحرم يأثم
به صاحبه إثم المحرمات.....أ.هـ

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

لهذا السبب اخوتنا المؤمنين
علمنا أن تحريم التناجش في البيع والشراء
لأنه باب مليء بالمكروالخداع والتلاعب
بالبائع والشاري والمال المُكتسب من هذه العملية
حرام ولا يصح التعامل به ، لانه أتى بطريقة
الخداع والتلاعب والمكر والخديعة...
وعندما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لاتناجشوا أي:
لا يزد أحدكم في ثمن سلعة ليس
في نفسه اشتراؤها ليضر بذلك غيره
الذي هو الزيادة في السلعة لغير قصد الشراء،
وإنما لنفع البائع بزيادة الثمن،
أو ضرر المشتري بإغلاء السلعة عليه
ونهى عنه، لما يترتب عليه من
الكذب والتغرير بالمشترين،
ورفع ثمن السلع عن طريق المكر والخداع
ولتوضيحها أكثر اقول لو إفترضنا
أنني وجدت أخي ( شمس ) يبيع سلعة معينة
ولنفترض أنه يبيع بضاعة معينة فعرضها للناس
فوصل سعرها مثلاً ب ( 100 ) ريال ...
هنا لو تم بيع السلعة بهذا الثمن لأنتهى الأمر
فهوا حلال لا حرام فيه ....
لأن قيمة البضاعة وصلت
لهذا السعر وهو ( 100 ) ريال
ولكن إن أتيت أنا وزدت في سعر البضاعة
حتى أوصلتها لـ ( 200 ) ريال
بنيّة أني لن أشتريها ولكن زدت في سعرها
حتى إوهم الناس الذين يريدون شراء البضاعة
بأن سعرها قد تغير
ومن يريد أن يشتري عليه بدفع
أكثر من ( 200 ) ريال .....
هنا تسمى هذه العملية بالتناجش لاني
زدت في سعر البضاعة المعروضة بدون أن
أشتريها بل خدمة لاخي شمس كي يربع أكثر
في هذه الحالة الناس
لايعلمون أني صاحب شمس
وفعلت الذي فعلته كي ازيد من ربحه
بطريقة المخادعة والأحتيال....
أحياناً أزيد في ثمن البضاعة المعروضة
ليس لمساعدة اخي ( شمس ) في الربح أكثر
بل لأفسد عليه عمله وأحرمه من البيع
وأُشهره على أنه يبيع بأثمان مرتفعة
لأني لن أشتري منه شيء
فكل الذي عملته أني زدت في السعر
لاحرمه من المشترين ...
وهذا يحدث أحيانا بأتفاق بين من يقوم
ببيع البضاعة أي صاحبها وبين من يزيد
في ثمنها امام الناس ليوهمهم بأنه يريد الشراء
وهو في الحقيقة لايريد شراء البضاعة
بل يريد أن يمكر بهؤلاء الناس ليزيد من ربح
التاجر ( صاحبة )
وأحيانا التاجر لادخل له بهذا التناجش
وهو لايعرف من يقوم بهذه العملية
ولكن أقول لو انه لايعرف صاحب التناجش هذا
لقام ببيع البضاعة بالثمن الذي زاده هذا الرجل
ولن ينتظر من يزيد على زيادته....
ولكن طالما أن التاجر الأصلي انتظر لعل هناك
من يزيد على زيادة من قام بالتناجش
هنا الأتفاق واضح بين الطرفين التاجر وصاحبه
الذي لايريد الشراء فعلياً ولكن يريد بمكر وخداع
زيادة ثمن البضاعة بدون وجه حق .....
فهذه العملية لو تمت لأصبحت حرام ومنهي عنها
وتعتبر من الصفات الشائنة المبتذلة
والتى لايحق لمسلم أن يتصف بها او يتعامل بها
ولهذا السبب أتى تحريمها والتحذير منها
وممن يتعاملون بها ....
وفي الحقيقة اخوتنا الكرام
هذه العملية منتشرة
بكثرة في أسواقنا العربية
في جميع الدول العربية المفترض انها مُسلمة
فنجد التاجر له أزلام ورفاق
وحاشية لاشغل لهم
إلا زيادة سعر بضاعته امام الناس
وبالتحديد إثناء تجمع التجّار في المزادات
الكبرى للبضائع التى تعرضها الدولة
أو التى يتم عرضها من قِبل أحد التجّار الكبار
ليوهموهم أنهم يريدون الشراء
وفي الحقيقة هم يخادعون الناس لزيادة السعر
البضاعة التى لاتستحق ....
وكل ذلك يتم باتفاق بين التاجر
صاحب البضاعة وأزلامه.... حتى يحرك من
عملية المزاد على البضاعة فيزداد التنافس
والطلب عليها بالزور والبهتان والخديعة
من قِبل التاجر ومن يقوم بعملية التناجش هذه....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

كذلك من الأمور المحرمة في الشريعة
قوله صلى الله عليه وسلم :
المؤمن أخو المؤمن،
فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه،
ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر
، يعني حتى يترك،
وقال صلى الله عليه وسلم :
: لا يبيع الرجل على بيع أخيه،
ولا يسوم على سوم أخيه ......
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
أما بالنسبة لهذا التنبيه والتحذير
فهو يعتبر من الصفات والخصائص السيئة
المُبتذلة المُنفرة المليئة بالكذب والبهتان وزرع
الأحقاد والفِتن بين المسلمين في مجال البيوع
فموضوع البيوع في الدين الأسلامي الحنيف
من المواضيع الحساسة المهمة
وتأتي أهميتها في انها تمس كل مسلم
والسبب أن الشريعة لا تريد من المسلمين
أن يتناحروا، ولا أن يكون بينهم معاداة،
ولا عداوة، ومن أجل ذلك منعت هذه الأشياء.

ومعنى أن لايبيع بعضكم على بيع بعض
أي أن لايتدخل البائع أو التاجر في بيع
تاجر أخر حتى ينتهي من بيعه
ومثال على ذلك
أن لو جاء إنسان يشتري من بائع معين
بضاعة معينة فأتفقا على البيع والشراء
فيأتي إنسان اخر اي تاجر أخر ويتدخل بأيصال
إشارة أو علامة أو رمز للشاري مفادها أنني مستعد
أن أعطيك نفس البضاعة وبثمن اقل مما أشتريت به
هنا يكون هذا الأنسان قد أوقف عملية البيع والشراء
وحرم البائع الأول من بيع بضاعته
فهذا حرام لا يجوز لما يقضي من العداوة بين البائعين،
أو أن يكون كذلك المشتري يريد الشراء،
فيأتي مشتر آخر، يقول للبائع:
أنا أخذ نفس السلعة منك بأكثر،
حرام لا يجوز مادام البائع، والمشتري الأول
قد اتفقا فلا يجوز التدخل.
وكذلك لا يجوز التدخل في حال المساومة،
فلو كان واحد يساوم البائع على سلعة معينة
لا يجوز أن يدخل آخر بينهما ليساوم
"نهى عن سوم الرجل على سوم أخيه حتى يترك" .
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«لا تَلَقَّوُا الرُّكبان، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
ولا تَنَاجَشُوان ولا يبع حَاضِرٌ لِبَادٍ،
ولا تُصَرُّوا الإبلَ والغنم،
ومن ابتاعها فهو بخير النَّظَرَين بعد أن يحلبها:
إن رَضِيَهَا أمسكها،
وإن سَخِطَها رَدَّهَا وَصَاعا ًمن تمر....متفق عليه.
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

وفي هذا الحديث إخوتنا الكرام
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خمسة
أنواع من البيع المُحرم
وذلك لاحتوائه أضرار تلحق البائع والمشتري ...
ومن هذه البيوع المُحرمة:
المنهي عنها :
1. تلقي القادمين لبيع سلعهم
من طعام وحيوان، فيقصدهم قبل
أن يصلوا إلى السوق، فيشترى منهم،
فلجهلهم بالسعر، ربما غبنهم في بيعهم،
وحرمهم من باقي رزقهم الذي تعبوا فيه
2. أن يبيع أحد على بيع أحد،
ومثله في الشراء على شرائه
. وذلك بأن يقول في خيار المجلس أو الشرط:
أعطيك أحسن من هذه السلعة أو بأرخص من هذا الثمن،
إن كان مشتريا، أو أشتريها منك بأكثر من ثمنها،
إن كان بائعا، ليفسخ البيع،
ويعقد معه. وكذا بعد الخيارين،
نهى عن ذلك، لما يسببه هذا التحريش
من التشاحن والعداوة والبغضاء ؛
ولما فيه من قطع رزق صاحبه.
3. ثم نهى عن النجش،
الذي هو الزيادة في السلعة لغير قصد الشراء
، وإنما لنفع البائع بزيادة الثمن،
أو ضرر المشتري بإغلاء السلعة عليه
ونهى عنه، لما يترتب عليه من الكذب
والتغرير بالمشترين، ورفع ثمن السلع
عن طريق المكر والخداع.
4. وكذلك نهى أن يبيع الحاضر للبادي سلعته
لأنه يكون محيطاً بسعرها ؛
فلا يبقى منه شيئاً ينتفع به المشترون.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"دعوا الناس، يرزق الله بعضهم من بعض"
لذلك أخوتنا وأحبتنا في الله
أعطى الأسلام أهمية كبيرة وعظيمة
لأمور البيع والشراء ، لحساسيتها التى
يندرج تحتها ويُبنى عليها الكثير من الأمور الأخرى
حيث يقول العلماء إن تم مُخالفة شروط البيع الصحيح
ودخلت هذه النواهي في هذا البيع ،
من الممكن أن تحوله هذه الامور السيئة
من بيع حلال حلله الأسلام الى ربا حرمه الله
وهناك من ناحية اخرى أمور قد تتواجد في البيع
تجعله مُباح شرعاً وأمور تجعلها ربويّة
وهذا أخوتنا الكرام
مايحدث في مجتمعاتنا المُسلمة من شرور
وأخطاء ومزالق خطيرة في البيع والشراء
فكثر فيه الربا والغش والخديعة والبيع الباطل
والأحتيال بشتى انواعه
والمجاهرة بهذه الأمور علناً وأمام الناس
حتى ان التاجر الذي لايفعل هذه الأفاعيل
لايُعتبر تاجراً حاذق .....
فمن شروط الربح وزيادة الأموال سوى بالربا
أو الأحتيال أو بالمكر والخديعة
إتباع هذا المنهج المُتبع الأن في هذا العصر...
وبالطبيعي لو بحثنا عن أسبابه ومنشأه لوجدنا
أن مايُسمى بالأقتصاد العالمي والعولمة والفكر
الأيدلوجي المُتبع في مجال الأقتصاد
لعرفنا أن النصراني واليهودي الكافر
هو من يمسك بعجلة التجارة والبيع
ويفرض شروطه وأسلوب بيعه للمسلمين
هنا تعلموا بني جلدتنا هذه المفاهيم وأصبحت متداولة
في مابين التجار وما بين المواطن العادي البسيط
الذي أصبح يقبل بكل انواع الخديعة والمكر والربا
في سبيل الحصول على احتياجاته .....
والمُصطلح المُتبع لدى التجار في مابينهم هذا الزمان
هو ( كُن حوت كبير حتى لاتبتلعك الحيتان )
وبالمصطلع العامي ( التجارة شطارة وفهلوة ...)
أما من يتبع سُبل التجارة الأسلامية وحدودها
وضوابطها فهم قليل والله المُستعان ....
لهذه الأسباب كثر التداول المُحرم في البيع والشراء
وأختلط الحابل بالنابل وأصبح المُسلم البسيط
لايهمه كل هذا ، بقدر مايهمه الحصول على حاجته
بشتى الطرق والوسائل مهما كانت .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif


الخطبة الثانية
الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره ويكون بشيراً
ونذيراً وهاديا ً الى الله وسراجاً مُنيراً
وأشهد أن لا اله الا الله
المستحق للعبادة والتذلل وطلب الرحمة
والذي خلق الكون
وجعل فيه نظام بديع لكل شيء
فلا يحيد شيء الا بأذنه
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أرسله الله على فترة من الرُسل فأدى الامانة
ونصح الأمة وكشف الله به الغُمّة....
أما بعد
عباد اله المؤمنين
هلا توقفتم قليلاً ونظرتم بنظرة فيها القليل
من التركيز والفهم والأجابة على الأسئلة الأتية
ليزداد فهمنا لديننا الحنيف ولتشريعنا القويم
ولسُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وبيان هديه وطريقته في التعاملات....
والأسئلة هي استفهامية وليس اختبارية
لندخل بها الأمتحانات لننال شهائد وأوسمة
ونياشين لاتغني ولا تُسمن من جوع
بل هي أسئلة استفهامية لنتعلم ونعرف
ونتعرف أين نحن في خضم
غياب ديننا الحنيف وتشريعنا السوي السليم
وأنتشار المفاهيم الخاطئة المستوردة
والتى شككت في أصول ديننا
وحتى رسالة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وأصبحنا نشكك في كل شيء
فتملكتنا الحيرة والغُربة وعدم الفهم
فأنطلقنا لننهل ثقافة اخرى مستوردة
بعضها تم صنعها محلياً على يد من يدّعون
انهم مسلمون ومتحرري الفكر والعقل
والبعض الأخر أتى جاهز ولاينقصه الا التطبيق
من دول اثبتت إفلاسها من القيم الروحية والأخلاقية
ومن خلال فهمنا واجاباتنا لهذه الأسئلة
سنعرف حقيقة وضعنا ودعماً وسلاحاً لكل من
يشكك في تشريعنا وينعتنا بالتخلف والرجعية
وعدم مواكبة العصر في كل شيء ....
والأسئلة هي:
لماذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي أرسله الله برسالة ربانية تهم البشر عامة
فيها الهدى والصلاح والرضى والقبول
فيها تشريعات لكل شيء
فيها منهج حقيقي لبناء الأنسان والمحافظة عليه
فيها بناء الدولة المسلمة
ومع ذلك كله لاينسى أن يعلمنا كيفية
التعامل في مابيننا حتى في الأسواق.....؟
هل هناك دين أخر على وجه الأرض يهتم
بأدق التفاصيل الحياتية سوى بين البشر في مابينهم
في تجاراتهم وتعاملاتهم وعباداتهم
وسلوكياتهم الخاصة بين أهاليهم والعامة....؟
وهل هناك دين أو تشريع وضعي
كالذي تتمناه نُخبنا المدعية ثقافياً أنها تحتاجه
لتسير عليه ونبذ تشريعنا الأسلامي ووضعه
في رفوف المتاحف والقِلاع للفٌرجة فقط ..!!!
يتكلم ويهتم بأوضاع مؤمنيه ومُتبعيه
النفسية والأخلاقية والحياتية المعيشية اليومية
من أن تُمس او يُقترب منها
أوتٌعكر صفوها......؟
وهل إقتنع المسلمون اليوم بأعتراف الغرب
النصراني الكافر نفسه أن وسيلتهم
في التعاملات التجارية
من ربا واحتيال ونصب أدى الى أنهيار إقتصاد
بعض الدول الغربية... وأنها وسيلة خاطئة
في التعاملات التجارية ....؟
أم لازال المسلمون اليوم ينظرون للغرب
وللفكر الأقتصادي الغربي على أنه كامل وصحيح
وهو البديل للأقتصاد الأسلامي النظيف.....؟
وفي الختام هل لازال مسلمي اليوم
المُدعين أنهم من مُتبعي نهج الدين الأسلامي وتشريعاته
يطبقون تعاليم ونواهي وزواجر
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أمور حياتهم
الخاصة في البيوت والعامة في الأسواق.....؟
أم أنهم من إفكهم مستمرين في البحث عن
البدائل الأقتصادية ومُتابعة النُظم العالمية في التجارة
والأحتكار والربح والنصب والأحتيال
وفرض التعاملات
الربوية بين الناس ، بحجة أن الأقتصاد
العالمي يريد هكذا
بعد أن إتبعوهم في الشأن الأجتماعي
من خلال التفسخ
الخُلقي والأخلاقي من لباس
وتبرج وتعري وعهر....؟
إخوتنا الكرام
حتى الأنظمة الأقتصادية العالمية
أثبتت فشلها وإنهيار مؤسسيها ونُظمهُم
فعلم الأقتصاد تم تعريفه على انه
العلم الذي ينتاول تفسير الحياة الأقتصادية
أحداثها وظواهرها وهو النشاط الأنساني
في المجتمع من وجهة الحصول على الأموال والخدمات
وعليه فتوجد في عصرنا هذا ثلاثة أنظمة
أو مذاهب إقتصادية سائدة في العالم
وهي الرأسمالية والأشتراكية والأسلامية
وقد تم إثبات على أرض الواقع على أن
النظام الرأسمالي والشيوعي صورتان مفزعتان
لأكل أموال الناس بالباطل ...
فمثلا فقد دخلت إنجلترا الى الهند متسللة بالحركات
التنصيرية في الواجهة والشركات التجارية
في الباطن...وحين أزفت الساعة أحتلتها عسكرياً
فنهبت الهند من كنوزها وخيرات شعبها
وعند خروج إنجلترا من الهند
تركت الشعب الهندي
ممزّقاً ، والبلاد متأخرة متخلفة .
وقس على ذلك سائر الدول الرأسمالية
التي دخلت أقطار العالم الإسلامي الغنيّة
في ثرواتها وخيراتها ،
فما تركتها إلا وهي فقيرة ممزّقة متخلفة .
لقد أكلت الدول الرأسمالية أموال
العالم الإسلامي بالباطل أكلاً حراماً ،
وأنشأت النظام الرأسمالي فيه على نفس
الأُسس من الظلم والعدوان ونهب الثروات
وأكل المال الحرام ، حتى أصبح
العالم الإسلامي يسمىّ العالم الثالث المتخلف .
ولم يأكل العالم الرأسمالي أموال العالم الإسلامي

وحده بالباطل ، بل أكل أموال شعوبه بالباطـل أيضاً ،
حتى تكوّنت طبقات على أُسس غير عادلة ولا أمينة ،
وحتى كثرت البطالة وتوالت الأزمات الاقتصادية ،
وتنافست الدول الرأسمالية في صراع
محموم من أجل أكل الأموال بالباطل .
وأقامت هذه الدول الرأسمالية مؤسساتها
على نفس الأسس من أكل المال بالباطل ،
مهما اختلفت أسماءها وأشكالها وأنظمتها .
ولكن أخوتنا الكرام

المسلمين اليوم لم ينتبهوا أن هذه النُظم
فاشلة ولا تأتي الا بالفساد والأفساد
فقد ذكر القرآن الكريم ذلك
وبيّنه أن العالم النصراني وحضارته
هم من ياكلون أموال الناس بالباطل
ومع ذلك نرى الكثير من المسلمين
يتجهون ناحية هذه النُظم الأقتصادية الفاشلة
ويستبدلونها بالنظام الأسلامي النظيف
وقد وصف القرآن الكريم لنا هذا النشاط

المالي الحرام يقوم به كثير من
الأحبار والرهبان وصفاً جلياً :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ

وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ )...التوبة 34
وهكذا بيّن الله سبحانه وتعالى أساس
التعامل الحرام بالمال .
إنه أكل أموال الناس بالباطل ،
والربا باب من أبوابه ، أو أنه يجمع الأبواب كلها
. وبيّن الإسلام أبواب الكسب الحلال
وحثّ عليها ، وبيّن أبواب الكسب
الحرام وما يحرم من البيوع فنهى عن ذلك ...
ومعى ذلك لم يتعلم المسلمون ويفهمون
أن الصفات التى حذرنا منها رسولنا
ونبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم منذ قرون
هي في أصلها صفات الفساد والإفساد
ولازلنا نتبع جحر الضب مع علمنا بأن نهايته الموت

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif


واخيراً اسأل واقول
ما الذي سيخسره التاجر أو التجار
إن تعاملوا بالطرق الشرعية في البيع والشراء
والمحافظة على الضوابط الشرعية التى أوصى
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ....؟
أقول والذي نفس أندبها بيده لن يخسروا شيئاً
أبداُ بل سيزداد ربحهم بشكل ملحوظ
فقط لو أعطوا حق الله في زكاة اموالهم
ولم يحتكروا ولم يغشوا أو يتحايلوا أو يتناجشوا
أو يبيعوا على بيع بعضهم بعض
أو يتعاملون بالربا .....
فأن فعلوا ذلك سينموا الحب في مابين المسلمين
وتكثر الرأفة والمصداقية والود في مابينهم
كل ذلك اخوتنا الكرام سيحدث
إن رجعنا لمنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وسُنته وطريقته في كل شيء بدء من تعاملاته
الخاصة بين أهله الى تعاملاته بين الناس
الي وصاياه في التعامل التجاري والسياسة الأقتصادية
النبوية الحقيقة ...وليست المستوردة من نُظم
شيوعية أو رأسمالية أو مختلطة وهجينة ....
ومن جهة أخرى
الا يدل النظام الأسلامي الكامل والخاص
بأخلاقيات التجارة والتُجار والبائع
والمستهلك في مختلف التعاملات دليلا
على أن تشريعنا ورسالتنا تصلح لكل زمان ومكان
وأنها العلاج الشافي والناجع لكل أمراض العصر
الأقتصادية والمالية والتجارية بين الأفراد والجماعات....؟
وأيضاً الا يدل أهتمام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

وتشديده ونهيه وزجره وتحذيره لنا
من الأقتراب بهذه الصفات المذمومة في ما بيننا
كي يسود الحب ويبتعد التباغض
ويكثر الود ويندثر الجفاء
وتنتهي روابط الأنفصال
وتتأكد أواصر القربى والألتحام
الا يدل ذلك على أننا قد أكرما الله سبحانه وتعالى
برسالة عظيمة وبرسول اختاره من بين الخلائق
فأحسن تعلميه وتنشأته فكان على خُلق عظيم
وبالمؤمنين رؤوف رحيم.....؟
الا يدعونا ذلك اخوتنا الكرام
لمزيد من الفخر والأنتشاء والأعتزاز
بديننا وبرسولنا وبرسالتنا وبمنهجنا ....؟
الا يستحق مِنّا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
أن نتبعه ونتخذه قدوة ومنارة ونحبه
ونُجله وننتصر له وندافع على شخصه
وعلى هديه وسُنته وشريعته وطريقته المُثلى....؟

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

إخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم
وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28864
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات)(البيوع المحرمة)

اندبها 07-05-2019 03:05 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )
 
[frame="1 10"]
http://www.m9c.net/uploads/15614934371.gif

http://www.m9c.net/uploads/15579210054.jpg

http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

أما بعد،
إخوتنا في الله
نستمر معكم ونحن نتحلق في كل جمعة
حول مائدة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
المائدة المليئة بالأطايب من منهج وطريق
وسبيل وهدي للنجاة والوصول
لرضى الله سبحانه وتعالى ...
نتحلق حول مائدة ليس كموائدنا
المليئة بالقيل والقال والتحقير والغيبة والنميمة
وحُب الذات ووسيلته من اسوء الصفات
مثل الكِبر والعُجب والترفع على مخلوقات الله
نعم ....ليس كموائدنا وجلساتنا
الخاصة التى لايُذكر فيها الله الا قليلاً
وأحيانا َ يكون معدوماً .....
فقد تم إستبدال التدارس في أمور
تفيد وتُصلح الحال في مابيننا ....
تم إستبدالها بالغيبة والنميمة والطعن والهمز واللمز
وتحقير والأستهزاء بأنبل الصفات وإرقاها
مثل التواضع والأيثار وحُب الناس للناس
والتناصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنكرات
هذا هو حالنا إخوتنا الكرام في هذا الزمان
لم نتفرق لنجتمع من جديد
بل تفرقنا لنبتعد بعيد عن بعضنا
ولا نبالي بهجران اخوتنا وذوي أرحامنا
فقد أعطيناهم أدبارنا ولم ننظر لهم حتى
من باب المجاملة المحسوبة سلفاً بالزمن ...
فأشعرناهم بكم هائل من التحقير
وأشعرناهم كم هم أقل مِنّا منزلة ومستوى ومكانة
وأعلمناهم كم هم فئة لاتستحق أن يجالسها أحد
وأعلمناهم أن هذه الدنيا لاينفع فيها
التواصل أو الأخاء أو المحبة أو الأيثار
فكل هذه الصفات لاتغني ولا تُسمن من جوع
فمن أراد الوصول للمراتب العالية الكاذبة فعليه
أن يتبى النفاق والتملق والرياء وتحقير الكل في سبيل
مرضاة القِلة القليلة....
وليس هناك مانع من ان تكون المسالك
والدروب والطُرق مُعبدة بجثث هامدة تم سحقها
بالخديعة والظُلم والكُره والتحايل والبُغض...
ولكن كما إستمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في التوجيه والنُصح والأرشاد وبيان الحق من
الباطل وتحديد أن رضى الله لايصل إليه
الاّ إن كان المُسلم يحب أخاه المُسلم
لايظلمه ولايسلمه ولايحقره ولا يُدبره
ولا يهجره ويتجاهل وجوده وكأنه لم يكن هناك
ففي الحديث الصحيح الذي عِشنا في مراتعه
العظيمة المليئة بالمناهي والُحفزة
لأجتناب كل المساوي والمظالم والاحقاد
والتعاملات السيئة مع المسلمين ببعض
والذي حاولت أن أسبر أغوار مفرداته
ونواهيه فتكلمنا عن الحسد والبُغض
والصفات المُبتذلة في البيع والشراء
ونصل بكم أخوتنا الكرام لصفة جامعة
لكل هذه الصفات والتى أصبحت نتيجة حتمية
لكل من إتصف بتلك الصفات المنهي عنها والمحرمة
فهذه الصفة هي خلاصة سوء الأخلاق
والأدب وحُسن التعامل مع من شهد أن لا اله الا الله
وأن محمد رسول الله ....
وهي صفة التدابر
وهي إعطاء الظهر للمقابل لك
أي بتفسير أخر الهجران ....

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

لذلك نستمر اخوتنا الكرام
في الغوص في أحدى احاديثه
صلى الله عليه وسلم الصحيحة الجامعة
لكل مانهى عنه وزجر من إتباع الصفات
التى من شانها تُفسد العلاقات بين الناس
وفي هذه الجمعة بأذن الله سنتكلم
عن هذه الصفة الجامعة التى إن تملكت
في قلب المسلم ، تملك معها صفات الحقد
والكراهية وحُب الذات وتحقير الأخرين والشعور
بالعُجب والخيلاء والترفع عن عباد الله
كل ذلك نجده في صفة التدابر
والهجران وإنفصام روابط المحبة ...
التى أتت في الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
ولننظر اخوتنا الكرام
بعين الفاحص المتأمل في كلام سيد
البشر عليه الصلاة والسلام ....
وللتعرف على هذه الصفة الذميمة
التى تحتوي بيين طياتها كل الصفات القبيحة
التى قبّحها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فنجد من يتصف بها ويتعامل بمقتضاها
ويجعلها هدي ونبراس لمسار حياته
نجده مليء بالكُره والحِقد والضغينة
لكل من أستدبره ( أي أعطاه دُبره وتجاهله وهجره )
بدون وجه حق .....ولنفهم أكثر حواشي هذه الصفة
نتعرف عليها من خلال شرح مفرداتها
فكلمة ( ولا تدابروا ) التى أتت قول الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث
المُشار اليه سابقاً ...

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

أن معناها كما جاء في المُعجم:
معنى كلمة ولا تدابروا
( ولا تدابروا )
أي تتقاطعوا من الدبر فإن كلا منهما يولي صاحبه دبره .
قال في العارضة :
التدابر أن يولي كل منهم صاحبه دبره
محسوسا بالأبدان
أي يوليه دُبره أو ظهره إثناء محادثته له
وهذا تقبيح له وهجران ولا مُبالات له ...
وإيصال هذا المفهوم للمتلقي يكون
محسوساً بحركات الجسد ...
أو معقولا بالعقائد والآراء والأقوال.
أو الهجران مرتبط بالعقائد والأراء
فمثلاً هجران من حاد عن الطريق القويم
السليم ...لفترة معينة بُغية تأديبه ولومه ...
وأيضاً هناك معنى لهذه الصفة وهي:
ولا تدابروا :
لا يعط أحد منكم أخاه دبره حين يلقاه مقاطعة له .
( ولا تَدَابَرُوا ) :
التَّدَابُرُ: هوَ التَّهَاجُرُ وَالتَّقَاطُعُ،
وَمعناهُ:
أيْ لا يُوَلِّي أَحَدُكُم الآخرَ دُبُرَهُ مِنْ
إِعْرَاضِهِ عنهُ وَكراهِيَتِهِ لهُ مِنْ أجلِ دُنْيَا
وَعَرَضٍ زَائِلٍ، وَيُقَاطِعُهُ وَيَهْجُرُهُ،
وَالتَّدَابُرُ مُحَرَّمٌ،
وَسَبَبٌ في رَفْعِ الخيرِ،
وَحِرْمَانٌ مِنْ عَرْضِ العملِ على اللَّهِ تَعَالَى.
وَالهَجْرُ صِفَةُ أهلِ النارِ؛
لأنَّهُم في جَهَنَّمَ يَتَخَاصَمُونَ،
كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا،
وَإِنَّمَا يَأْلَفُهُ وَيُوَاجِهُهُ وَيُقَابِلُهُ،
وَهذهِ صفةُ أهلِ الجنَّةِ، على سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ.
فالمواجهه والتقابل إخوتنا المؤمنون
هي صفة أهل الجنة ، فهم متقابلين قلوبهم
مليئة بالمحبة لبعضهم بعض
فلا احقاد ولا حسد ولا ضغائن ولا مكروهات
وهذا هو المرادف لصفة إعطاء الُدبر أو الظهر
ويعني الجفاء والمُخاصمة والهجران ...
فكل سُكان أهل الجنة متقابلين على سرُرر
وأهل النار متنافرين يسب بعضهم بعض
متخاصمين متفرقين لايجمعهم الاّ
العذاب المهين .....
والتدابر إخوتنا في الله يعني
هجران الأخ لأخيه المسلم
فإن رآه أعطاه دُبره أو ظهره...
وكأنه يقول له لاتحادثني ولا تتعامل معي
فإني أهجرك وتاركك والعلامة الدّالة على هذه التصرف
هو إعطاء دُبره أو ظهره ولايهتم له ولا لتواجده ...
وقد ذكر الله تعالى في سورة الأنفال
لفظة دُبره في الآية التى تتحدث عن قتال الكفار
وهنا استشهد بمعنى هذه اللفظة
حيث تم تفسيرها عند علماء التفسير
وهي إعطاء الطرف المقابل لك بظهرك
وفي الآية قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ﴾،...الأنفال 16
أي يولهم ظَهْرَهُ،ويتركهم ....
أي أن تولية الدُبر أو الظهر هو تجاهل
وتحقير وهجران وترك الطرف المقابل لك...
وهذا مفهوم عندنا نحن في هذا الزمان
وهو اننا نرى أحيانا أُناس لايهتمون للآخرين
ويحتقرونهم ويولون لهم ادبارهم وظهورهم
نكاية على عدم الأهتمام بهم ولهم وهجرانهم ...
مما يؤدي أحياناً بظهور علامات الغضب
ولوم من يقوم بمثل هذا التصرف وهو التجاهل
والألتفات الى ناحية اخرى اثناء الحديث مع بعض
وكأنه لايهتم لقوله أو تحقير لمفاهيمه ...
وهذا من سوء الأدب في التحادث بين الناس

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

وفي هذه الصفة التى نهى عنها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ( التدابر )
والتى يعني بها هجران الأخوة في الله لبعضهم بعض
فعندما قال صلى الله عليه وسلم :
ولا تدابروا فهذا يعني
: لا تسعوا في قول، أو عمل تكونوا
معه متقاطعين؛ أي مختلفين مُتدابرين
لأن التدابر أن يفترق الناس
كل يولي الآخر دبره، وهذا يعني:
القطيعة والهجران، وهجر المسلم
وقطعه حرام إذا كان لأمر دنيوي،
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في رواية أنه نهى عن التباغض والتحاسد
والتدابر أو الأعِراض......
ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا،
وكونوا عباد الله إخواناً،
ولا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام
وقد شدد على أن يكونوا المسلمين إخوة
وأكد ذلك بقوله ولايحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام
فالتدابر والأعراض يعني الهجران
وهذا مما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يختم قوله في الحديث بالنهي عن الهجران...
وفي حديث اخر صحيح
قال صلى الله عليه وسلم:
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال،
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا،
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.....متفق عليه
ولكن لبيان أن التدابر أو الهجران
يختلف بأختلاف الحالات التى يقع فيها
فالهجر ينقسم الى قسمين:
هجر لأمر الدين، وهذا له أحكامه المختصة،
وضابطها: أنه يجوز هجر المسلم لأجل الدين
إذا كان فيه مصلحة لذلك الهجر،
وهذا كما هجر النبي -صلى الله عليه وسلم
المخلفين الثلاثة في غزوة تبوك وأمثال ذلك
الهجر لغرض دنيوي أن يهجر المسلم أخاه
وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم :
قال العلماء في هذا الحديث
تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال
وإباحتها في الثلاث الأول بنص الحديث
والثاني بمفهومه قالوا :
وإنما عفي عنها في الثلاث
لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء
الخلق ونحو ذلك فعفى عن الهجرة في
الثلاثة ليذهب ذلك العارض ) . انتهى كلامهرحمه الله )

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

لذلك إخوتنا الكرام
لايحل ولا يحق لمسلم أن يهجر أخاه لأمر دنيوي
فوق ثلاث أيام ، وأفضلهما من يبادر بالسلام والتحية
وإنهاء التقاطع والهجران والتدابر
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا يحلُّ لمؤمن أن يهجرمؤمناً فوق ثلاث
فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه
فإن ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر
وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم
وخرج المسلِّمُ من الهجرة ...... رواه أبو داود بإسناد حسن
وقد قال أهل العلم :
إنَّه لا يحلَّ لمؤمن أن يَهجر مؤمنًا فوق ثلاثة أيام،
فإن مرَّت هذه الأيام الثلاثة فليلقه
وليُسلِّم عليه، فإن ردَّ عليه السلام
فقد اشتركا في الأجر، وإن كان البادئ أفضل،
وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم،
وخرج البادئ بالسلام من التَّبِعة .
لذلك إخوتنا المؤمنون
وجب أن نعلم ونتذكر ونعي جيداً أن الذي يصرّ على
مُخاصمة اخيه وهجره وإعطاءه دُبره فوق ثلاث
لأسباب خصومة دنيوية او لمصلحة مادية
وجب أن يعلم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال:
تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس
فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ً
إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول :
اتركوا هذين حتى يصطلحا......رواه مسلم .
هذا في حالة الهجران والأعراض عن أمر
خصومة دنيوية ....
أما إن كان الهجر لأجل مصلحة شرعية
رسالتها الزجر والتأديب للمهجور طمعاً في رده
عن مايسبب له الهجران من المسلمين
لفسقه أو بدعته هنا لا شك في جواز هجره
ولكن بضوابط شرعية معروفه عن أهل العلم
فهجران أهل المعاصي مشروع وثابت عن
الرسول صلَّى الله عليه وسلم والصحابة ، والتابعين
أقوال أهل العلم من التابعين أهل السُنة
في أمر الهجران الشرعي لمن يستحق هجره ...
فقد قال شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في مجموع الفتاوي :
فالهجرة الشرعية هي من الأعمال
التي أمر الله بها ورسوله ,
فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله
وأن تكون موافقة لأمره ,
فتكون خالصة لله صواباً ,
فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجراً غير
مأمورٍ به كان خارجاً عن هذا
وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهوى
ظانةً أنها تفعله طاعةً لله ,
فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله
وبين الهجر لحق نفسه فالأول مأمور به
والثاني منهي عنه لأن المؤمنين إخوة... .
قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي :
وأمَّا إن كانت الهجرة لأمر أنكرعليه
من الدين كمعصية فعلها أو بدعة اعتقدها
فيهجره حتى ينزع عن فعله وعقده
فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في
هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة
حتى صحت توبتهم عند الله فأعلمه فعاد إليهم.
وعن الإمام مالك في الذخيرة :
ويهجر أهل الأهواء والبدع والفسوق
لأن الحب والبغض فيه واجب ولما في ذلك
من الحث على الخير والتنفير من الشر والفسوق...
وقال الإمام أحمد:
إذا علم أنه مقيم على معصية وهو يعلم بذلك
لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع
وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه
إذا لم ير منكراً ولا جفوة من صديق.

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وهنا أخوتنا الكرام نصل
الى نقطة متى يجوز الهجر
فالهجر هو نوع من العلاج إن أراد الطرف
الهاجر من المهجور أن ينصلح حاله ومآله
والمعروف بعد أن علمنا وعرفنا أن الهجر
يتحقق إن عَلِم الهاجر أن هجر المهجور أنفع
من وصله والتعامل معه ...وهذا نوع من الزجر..
أما أن كان العكس في أن الهجران لانفع منه
لايؤمر المًسلم بهجر أخيه ولم يُشرع له ذلك...
وقد قال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله :
رخص الشارع في الهجر ثلاثة أيام ؛
لأن الإنسان قد يكون بينه وبين أخيه شيء
من المخاصمة والنزاع والاختلاف
في الرأي فيغضب عليه، فجعل له الشرع ثلاثة أيام
ليزول ما في نفسه، وإلا فالأصل أن الهجر حرام
وقد قال أهل العلم أن هجر اهل المعاصي يكون واجباً
إن كان هجرهم يفيد توبتهم من المعاصي ...
وإن كان هجرانهم ونبذهم وإدبارالظهور له
لايفيد ولا يؤدي لنتيجة منتظره وربما يتمادي
العاصي في معصيته ...
فلا يحل أو يُشرِع هجرانهم ....
فالهجر لغرض دنيوي أو لشيء وقع في قلبه
فقد حدد الشرع مدة الهجر الى ثلاثة أيام فقط
وما بعدها يكون حرام على من قام بالهجر أولاً
وقد قال العلماء الأفاضل:
أن الهجران الى ثلاث مأذون به في أمر الدنيا
أي إذا كان الأمر بينك وبين من هجرته أمر دنيوي أو خصومة
فلك أن تهجره ثلاثة أيام فقط ...وما بعدها يكون حراماً
أن تهجر أخاك فوقها .....والخيرة والصلاح والأفضلية
هو لمن يبتديء بالسلام والأعتذار أولاً....
اما الهجران لامور الدين
فهذه بحسب المصلحة
قد يكون هجرانا إلى أسبوع،
أو إلى شهر، أو يوم بحسب ما تقضي به مصلحة
في إصلاح المهجور أو توبته أو رجوعه للصواب...
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg



الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
إخوتنا الكرام
هذه هي وصاياه صلى الله عليه وسلم
وهديه وشريعته ومنهجه
في التعاملات بين المسلمين
فنهاهم عن ماينزع الاخوة والترابط واللُحمة
في مابينهم وأرشدهم أن أوصر الحُب والود
هو بمحبة بعضنا بعض والتناصح في مابيننا
واللين في كل شيء ...
وعدم التخلق بأخلاق وصفات مُنشأها الشيطان
ومُعلمها للمتبعين له من بني الأنسان....
وأعلموا أن الله سبحانه وتعالى قال:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ......الحجرات: 10.
فالأصلاح والتأخي والود بين المسلمين
هو العلاج الشافي الصحيح
والمؤمن الحق هو الذي لا يرضى لأخيه
الشقاء والخسران ولا المذلة ولا الأنفصال
عن حياض المسلمين وديارهم
فلا أحد يحب أن يتم هجره وتجاهله
أو نسيانه أو تحقيره أو إذلاله....
من هنا أتى الأسلام بمفاهيم ومناهي وزواجر
لنتعلم كيف نتعامل مع بعض
في كل شيء .....
فهذا هو ديننا وهذه هي تعاليم شريعتنا
وأيضاً وصايا رسولنا صلى الله عليه وسلم
فهل تعلمنا كيف نصون أنفسنا وأخوتنا
وأن يكون التناصح في مابيننا بدلاً من الهجران
والقطيعة والتحقير والقذف في غياب من نُحب

http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28889
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )

اندبها 07-12-2019 08:12 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنتخلق بهذه الأخلاق ) ( وكونوا عباد الله إخوانا )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ

وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

أما بعد،
إخوتنا في الله
ألتقي بكم ونحن لا زلنا نتحلق حول
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجامع الذي نهانا فيه عن إتباع الصفات التى تسيء
للمسلم الموحد الذي يؤمن أن لا اله الا الله
وأن محمد رسول الله
الصفات التى من المفترض والواجب
أن لا تكون في قلب
ولا سلوك ولاتفكير المسلم ....
وهذه الصفات التى ذًكرت هي
الحسد والضغينة والتناجش والبُغض واكل المال
بالحرام من خلال البيع على بيع بعض
وهجران المسلم لأخيه المُسلم بدون وجه حق
وحينما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وحدد لنا هذه الصفات أنها مُبتذلة وقبيحة
ولايليق لمسلم ان يتعامل بها ....
نبهنا على تركها ونهانا عن التعامل بها
لانها صفات تكون السبب في وأد الأخوة في الله
وعندما تنقطع أواصر الأخوة بين المسلمين
لايبقى هناك شيء يفيد أو يستفيد منه الطرف المقابل
فالكل مُبتعد مُنشغل ومنفصل عن اخيه المٌسلم
فلا يعلم عنه شيء في هل يستحق المساعدة
او النصيحة او التوجيه أو مد يد العوان له ...
كل ذلك سيندثر ولا يعد يفكر فيه المسلم
لانه إنقطع عن اخوة الأسلام ولم يراعيها
ويعطيها حقها من الأهتمام والرعاية ....
فالتخلق بهذه الصفات التى نهانا عنها
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تبين
وبوضوح أنها صفات لغير المسلمين
والذين تخلقوا بها وجعلوها أساس
لتعاملاتهم الشخصية الخاصة
في مابينهم وهؤلاء هم اليهود والنصارى
الذين لايتبعون
دين ولا عُرف ولا تشريع ينهاهم عن التخلق بها
وفي هذه الجمعة بأذن الله سنتكلم
عن صفة جامعة أمرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
مُباشرة بعد أن نهانا عن الصفات السيئة
فبنبهنا وبين لنا إن أردنا النجاة والفلاح
فعلينا بأن نترجم إسلامنا وأيماننا بشريعتنا الغراء
عملياً ويكون ذلك بحُب بعضنا بعض والتعامل في مابيننا
كاخوة في الله تربطنا كلمة الله ومنهجه وطريقه
فالقاسم المشترك بيننا كبير وكبير جداً وهو أيماننا
بأننا مسلمون موحدون مؤمنون بالله وبرسوله ....
فمن البديهي جداً أننا طالما آمنا بالله وبرسوله
صلى الله عليه وسلم وأتبعنا منهجه وطريقته المُثلى
فعلينا ان نكون إخوة في الله لاتربطنا روابط
منثل الدم أو الفكر أو العشيرة أو النسب أو المصاهرة
بل إخوة يربطنا دين الله وتشريعه وهدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسُنته .....
كل ذلك أتى من خلال حديث رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم الذي شُرفنا بتدارسه والخوض
في معانية ودُرره خلال الجمعات الماضية ....

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

ففي الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
حيث قال عليه الصلاة والسلام
بعد النهى عن تلك الصفات
والتى درسناها في الجمعات الماضية
لاتحاسدوا ( الحسد )
ولاتناجشوا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
( التلاعب في أصول البيع والشراء )
ولاتباغضوا ( الكراهية والأحقاد )
ولاتدابروا ( التحقير للغير والهجران )
وجهنا لأن نكون عباد الله نتسم بالعبودية

الخالصة لله والتى من خلالها نعرف ونتأكد
ونتيقن اننا عباد الله خلقنا الله لنعبده ولنتبع
منهجه وتشريعه وهدي من أرسله لنا هادياً
ومُبشراً ونذيراً وداعيا َ الى الله وسراجاً مُنيراً
فقال لنا :
وكونوا عباد الله إخواناً ،
فمتى أصبحنا إخواناً في الله
فسيترتب على ذلك أن هناك واجبات
وحقوق لابد أن يتصف بها المسلم
وهذه الحقوق والشروط لصحة الأخوة في الله
أن لايكون هناك ظُلم لبعضنا بعض
ولا خذلان
ولا تفشي الكذب في مابيننا
حتى نُكذِّب بعضنا بعض
فنصل الى أن نُحقر بعضنا بعض
وهذا تماما ماقاله المصطفى عليه الصلاة والسلام
المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره

فالمسلم أخو المسلم
هنا إخوتنا المؤمنون نعلم بأن المسلم أخو المسلم
وتتأكد إخوتنا لبعض بتأكيد الروابط التى
تربطنا ...وهذه الروابط ليست كمثلها
من الروابط الدنيوية ...بل هي روابط
مختلفة جداً ...
فلنسبر أغوار هذه اللفظة وهي الأخوة
ونتعلم ونعرف مفهومها وحقوقها وواجباتها
مفهوم الأخوة في الإسلام

فالأخوة في اللغة تعني :
الرابطة المتينة الموثقة،والتى تربط بين شخصين
أو أكثر تكون مظلتهم ويُعرفون بأنهم إخوة
ويكون ذلك بظهور قواسم مُشتركة بينهم
حتى أصبحوا يُعرفون بأنهم إخوة
وهذه القواسم المشتركة بينهم تتمثل
في الرضاع أو الوطن او النسب وكذلك
الأعمال المشتركة في مابينهم وكذلك القبيلة
وأيضاَ الدين ......
كل هذه القواسم المشتركة تنشأ عنها
علاقة خاصة تُسمى أخوة
لذلك نلاحظ أن الروابط المشتركة التي
تربط هولاء الناس حتى أصبحوا إخوة
هي كما ذكرت روابط وقواسم اجتماعية
تم تهيئتها حتى أصبحت شرط للأخوة ....
أما الأخوة الأخرى المقدسة والتى جاءت
لتكون مظلة شرعية حقيقية امر بها الله عز وجل
لانها ببساطة قائمة على روابط شرعية ربانية
قوية ووثيقة ودائمة ....
وتحت هذه المظلة الشرعية الحقيقية تجتمع القلوب
المُسلمة كلها فلا تحدها حدود ولا عوائق
تمنعها من التمتع بالأخوة الحقيقية
التى تربط المسلمين جميعاً في كل مكان ....
لانها جاءت لتأكيد العبودية لله والحب في الله
والاخوة في الله .....فأصبج الكل تحت مظلة الدين
الرابط القوي الشرعي الدائم.....
وإن الأخوة فى الله هي قوة إيمانية نفسية
تورث الشعور العميق بالعاطفةوالمحبة :
والاحترام : والثقة المتبادلة :
مع كل من تربطه وإياه
أواصر العقيدة الإسلامية ووشائج الإيمان
والتقوى فهذا الشعور الأخوي الصادق
يولد في نفس المؤمن أصدق العواطف
النبيلة وأخلص الأحاسيس الصادقة .
في اتخاذ مواقف إيجابية من التعاون والإيثار
والرحمة والعفو والتنفيس وقت الشدة
: والتكافل عند العجز :
وفي اتخاذ مواقف سلبية :
من الابتعاد عن كل ما يضر بالناس
في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم الإنسانية
الاخوة في الله من الاعمال العظيمة
التي يتقرب بها المسلم الى ربه
فهي الاخوة الصحيحة التي ينبغي ان تبنى
عليها العلاقات بين المسلمين
فليس فيها اخوة المصلحة او المراتب
انها المنزلة التي يحبها الله
حيث يقول سبحانه وتعالى:
(انما المؤمنون اخوة)
نعم هذه هي التربية التي يريد ربنا ان
يربينا عليها ورسوله فيجب على المسلمين
ان يكونوا متآخين في الله متحابين لكي
ينالوا الدرجات العلى في الجنة
وللمحبة في الله شروط
إن توفرت وأكتملت نجحت هذه الأخوة
وظهرت نتائجها التى أسعدت المتأخين في الله
وإن لم تكتمل هذه الشروط
فشل رباط الاخوة وأصبح الرباط
مهتريء لانفع فيه .....

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
ولكن إخوتنا الكرام

لابد من شروط وحقوق وواجبات تتطلب
نجاح الأخوة في الله تحت مظلة الأسلام
فأن توفرت يبين ذلك أن من تحابوا وتأخوا في الله
هم في حقيقة الأمر مؤمنين موحدين يعرفون
حقوق الاخوة في الله .....
وهذه الشروط تتلخص في :
1ـ ان تكون الاخوة خالصة لله.
2
ـ ان تكون الاخوة مقرونة بالايمان والتقوى.
3
ـ ان تكون الاخوة ملتزمة بمنهج الاسلام.
4
ـ ان تكون الاخوة قائمة على التسامح في الله.
5
ـ ان تكون الاخوة قائمة على التعاون

والتكافل في السراء والضراء....
1. التناصح بين الاخوة في الأسلام
فيشترط فيها ( أي النصيحة ) أن تكون خالية من الخداع
وأن تكون متضمنة لعيوب المنصوح ،
فمن المعروف أن المسلم هو في حقيقة الأمر يعتبر
مرآة لأخيه المُسلم ، بحيث يرى كلُ عيوب الأخر
ومن خلالها يرى المحاسن والعيوب .....
هنا تقوم الاخوة على مبدأ التناصح والتوجيه بحب
للمسلم لاخيه المُسلم وبيان ان هناك نقائص وعيوب
يجب تداركها والأبتعاد عنها ....
تماماً كما نهانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في أن نكون إخوة فنحب لأخوتنا ما نُحبه لأنفسنا
من خيري الدنيا والأخرة ، وفي نفس الوقت نكره
لأخوتنا ما نكرهه لأنفسنا ....
من هنا تنشأ النصيحة الحقيقة التى ليس فيها
خداع ولا غش ولا حسد على نعمة
ولا كُره ولا حقد ......
كل ذلك يأتي بالتناصح والتوجيه الحقيقي .....
2. الإعانة:
والإعانة إخوتنا المؤمنون
تعني مُناصرة المُسلم لأخيه المُسلم
باللسان والجوارح، فيدفع عنه الضرب،
والشتم، والنميمة والغيبة، والأذى،
ويعينه على شدائده ومصائبه،
ويجهد نفسه ليدفعها عنها إن كان مظلومًا،
أما إذا كان ظالمًا فتكون نصرته برد ظلمه،
ويعين المسلم أخاه المسلم أيضًا بقضاء حوائجه،
وتفريج كربته، بتخفيفها أو إزالتها،
وبستر عيبهوحفظ عرضه وماله،
ومن حقوق المسلم على أخيه المُسلم
ما أورده الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في الحديث الشريف:
(حَقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ :
ردُّ السلامِ، وعيادةُ المريضِ،
واتباعُ الجنائزِ، وإجابةُ الدعوةِ،
وتَشميتُ العاطسِ)..
.أخرجه البخاري في صحيحه
وأيضاً إخوتنا في الله
هناك آداب الاخوة في الأسلام منها:
السلام، وطلاقة الوجه،
للحديث الذي رواه الصحابي
الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا تحقرَنَّ من المعروفِ شيئًا ،
ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ).. صحيح مُسلم.
الهدية، حيث تزيد بها المحبة،
وتزول بها الشوائب التي في النفوس.
إخبار أخيه المسلم بمحبته له، فإذا قال له:
أحبك في الله، يرد عليه أخيه:
أحبك الذي أحببتني فيه.
التزاور، ومن آدابها أن تكون بين
فترة وأخرى، ليست بالقليلة جدًا
ولا بالكثيرة جدًا، فقلتها تنتج الجفاء،
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

إخوتنا في الله
وهذا كله أتى في وصية رسول الأمة عليه السلام
حيث قال:
لا تحاسَدوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تجسَّسوا
، ولا تحسَّسوا ، ولا تَناجشوا ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا،
وعندما قال وكونوا عباد الله إخواناً
كان صلاة الله وسلامه عليه يعلم بعلم الله
أن الاخوة الحقيقية في الله تنتج
سلوك خاص وشعور عظيم إسمه الحُب في الله
فليس هناك فاصل أو تقاطع أو اختلاف بين
الأخوة في الله والمحبة فيه
فطالما أننا إخوة في الله تجمعنا تشريعات
ربانية دينية اسلامية ووصايا
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .....
فهذا يعني أساس أخوتنا هو أساس
ديني أسلامي حقيقي ورباني سليم......
الآيات الكريمة التى وردت في حق
التآلف والأخوة في الله والحُب فيه قوله تعالى:
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)
ال عمران:102)
يقول السعدي رحمه الله في تفسيرها :
( يقتل بعضكم بعضا، ويأخذ بعضكم مال بعض
حتى إن القبيلة يعادي بعضهم بعضا،
وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي
والاقتتال، وكانوا في شر عظيم،
وهذه حالة العرب قبل بعثة
النبي صلى الله عليه وسلم
فلما بعثه الله وآمنوا به واجتمعوا على الإسلام
وتآلفت قلوبهم على الإيمان
كانوا كالشخص الواحد، من تآلف قلوبهم
وموالاة بعضهم لبعض )
( تفسير السعدي سورة ال عمران )
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيرها
(أمر تعالى بتذكر نعمه وأعظمها الإسلام
واتباع نبيه محمد عليه السلام؛
فإن به زالت العداوة والفرقة
وكانت المحبة والألفة. والمراد الأوس والخزرج؛
والآية تعم. ومعنى ( فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخوانا (
أي صرتم بنعمة الإسلام إخوانا في الدين )
( تفسير القرطبي سورة ال عمران (
وعن تآلف قلوب الأخوة في الله

يقول الله تبارك وتعالى :
( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ
جمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال:63
يقول السعدي رحمه الله في تفسيرها:
فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوتهم بسبب
اجتماعهم، ولم يكن هذا بسعي أحد،
ولا بقوة غير قوة اللّه، فلو أنفقت
ما في الأرض جميعا من ذهب وفضة
وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النفرة
والفرقة الشديدة ( مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ )
لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى )
( تفسير السعدي سورة الأنفال)
الأحاديث الواردة
في فضل الأخوة في الله والمحبة فيه
فالأخوة في الأسلام مبنية على أساس متين
وهو الحُب في الله
فمن المعروف لدى من إطلع على التأريخ العربي القديم
قبل الأسلام انه ليس هناك شيء أسمه الحُب في الله
حيث كانت العلاقات مبنية على ترابك منشأها الأرض
أو النسب ( المصاهرة ) أو المصالح المشتركة في مابينهم
ولما جاء الأسلام بنوره وهديه وتشريعاته
إرتفعت هذه العلاقة وظهرت علاقة سامية
شرعية تجعل الدين أرفعها وأجلها وأقواها
فكان الدين هو المُحرك الأساسي لهذه العلاقة
والتى هي ( الحُب في الله )
، ورتب على هذه العلاقة الأجر والثواب
، والحب والبغض ، فنشأ مع الإسلام مصطلح :
الأخوة في الله ، والحب في الله .
فالحب في الله تعني :
محبة المسلم لما فيه من خصال الخير
والطاعة لله تعالى، فليست لأجل المال،
ولا النسب، ولا الوطن، ولا غير ذلك.

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقواله في هذه العلاقة السامية ....
فقول ربنا سبحانه وتعالى عن المتأخين
في الله والمُحبين فيه
يؤكد أن الاخوة في الله والمحبه فيه
من اكثر وأعظم القربات التى يتقرب
بها المسلم لله سبحانه وتعالى
والأفضال والمزايا تتلخص في
ماقاله الله سبحانه وتعالى من خلال
أقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
1ـ محبة الله تعالى:
عن معاذ رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول قال الله تبارك وتعالى:
وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين
في والمتزاورين في، والمتباذلين في (رواه مالك وغيره)..
محبة الله للمتاحبين في الله
وفى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة أن النـبى قال:
إن رجلاً زار أخاً له فى قرية أخرى،
فأرصد الله له على مدرجته،
ملكاً فلمَّا أتى عليه قال: أين تريد؟ فقال:
أريدأخاً لي فى هذه القرية. قال:
هل لك عليه من نعمة تَرُبّها؟ قال:
لا. غير أنى أحببته فى الله عز وجل، قال:
فإنى رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
قال النووي رحمه في شرحه:
في هذا الحديث: فضل المحبة في الله تعالى،
وأنها سبب لحب الله تعالى العبد. وفيه:
فضيلة زيارة الصالحين، والأصحاب
( شرح النووي لصحيح مسلم
كتاب البر والصلة والآداب )
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري

رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
وشبك بين أصابعه.....صحيح مُسلم
. قال السعدي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
في كتاب ( بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون
الأخيار في شرح جوامع الأخبار )
هذا حديث عظيم، فيه الخبر من
النبي صلى الله عليه وسلم
عن المؤمنين أنهم على هذا الوصف،
ويتضمن الحث منه على مراعاة هذا الأصل،
وأن يكونوا إخوانا متراحمين متحابين متعاطفين،
يحب كل منهم للآخر ما يحب لنفسه،
ويسعى في ذلك، وأن عليهم مراعاة المصالح الكلية
الجامعة لمصالحهم كلهم،
وأن يكونوا على هذا الوصف ...... اهـ

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

2ـ احبهما الى الله اشدهما حبا لصاحبه:
أي أكثرهم حُباً لأخيه في الله
أكثرهم قٌرباً وحُباً الى الله عز وجل ....
عن ابي الدرداء رضي الله عنه يرفعه قال:
(ما من رجلين تحابا في الله الا كان احبهما
الى الله اشدهما حبا لصاحبه).. (رواه الطبراني)..
3ـ الكرامة من الله:

عن ابي امامة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما من عبد احب عبدا لله الا اكرمه عز وجل)..
(اخرجه احمد بسند جيد
اي بالايمان،
والعلم النافع، والعلم الصالح، وغيرها من النعم.
4ـ الاستظلال في ظل عرش الرحمن:

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ان الله تعالى يقول يوم القيامة:
اين المتحابون بجلالي؟ اليوم اظلهم في ظلي
يوم لا ظل الا ظلي (رواه مسلم)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
في مجموع الفتاوى فقوله:
اين المتحابون بجلال الله؟
تنبيه على مافي قلوبهم
من اجلال الله وتعظيمه مع التحاب فيه،
وبذلك يكونون حافظين لحدوده دون الذين
لايحفظون حدوده لضعف الايمان قلوبهم..
وعن ابي هريرة ايضا رضي الله عنه قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم:
سبعة لايظلهم الله تعالى بظله يوم لاظل الا ظله:
امام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله
ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله
اجتمعا عليه وتفرقا عليه.. (متفق عليه).
5ـ وجد طعم الايمان:
قال عليه الصلاة والسلام:
(من احب ان يجد طعم الايمان
فليحب المرء لا يحبه الا لله)..
(رواه الحاكم وقال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه واقر الذهبي.
6ـ وجد حلاوة الايمان

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
قال الله صلى الله عليه وسلم: من سره ان
يجد حلاوة الايمان فليحب المرء
لا يحبه الا لله (رواه احمد والحاكم وصححه الذهبي).
وعن انس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان:
(ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما
وان يحب المرء لايحبه الا لله وان يكره
أن يعود إلى الكفر بعد اذ انقذه الله منه
كما يكره ان يلقى في النار) (متفق عليه)..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

في مجموع الفتاوى عن هذا الحديث قوله :
اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الثلاث
من كن فيه وجد حلاوة الايمان
لان وجود الحلاوة في الشيء يتبع المحبة له
فمن احب شيئا او اشتهاه اذا حصل له مراده
فانه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك
واللذة امر يحصل عقب ادراك الملائم
الذي هو المحبوب او المشتهى..
فحلاوة الايمان تتبع كمال محبة العبد لله
وذلك بثلاثة امور تكميل هذه المحبة وتفريعها
ودفع ضدها فتكميلها ان يكون الله ورسوله
احب اليه مما سواهما فان محبة الله ورسوله
لايكتفى فيها بأصل الحب بل لابد ان يكون
الله ورسوله احب اليه مما سواهما و(تفريعها)
ان يحب المرء لايحبه الا لله ودفع ضدها
ان يكره ضد الايمان اعظم من كراهته الالقاء في النار. ..أ. هـ
7. استكمال الايمان:

عن ابي امامة رضي الله عنه قال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من احب لله، وابغض لله، واعطى لله،
ومنع لله، فقد استكمل الايمان)..
(رواه ابو داوود بسند حسن).
8. دخول الجنة:

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم
افشوا السلام بينكم).. (رواه مسلم).
9ـ قربهم من الله تعالى ومجلسهم منه يوم القيامة:

عن ابي مالك الاشعري قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم
فنزلت عليه هذه الاية
(يا أيها الذين آمنوا لاتسألوا عن
اشياء ان تبد لكم تسؤكم) (المائدة)
قال فنحن نسأله اذ قال:
ان لله عبادا ليسوا بانبياء ولا شهداء يغبطهم
النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم
من الله يوم القيامة قال وفي ناحية القوم اعرابي
فجثا على ركبتيه ورمى بيديه ثم قال
حدثنا يارسول الله عنهم من هم؟
قال فرأيت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
البشر فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى
من شعوب القبائل لم تكن بينهم ارحام يتواصلون
بها ولا دنيا يتباذلون بها يتحابون بروح الله
يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر
من لؤلؤ قدام الناس ولا يفزعون
ويخاف الناس ولا يخافون)..

(رواه احمد الحاكم وصححه الذهبي)..


http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif



10. الوصول لمراتب عالية بمحبتهم لأخوانهم في الله
فسبحان الله أخوتنا الكرام
وهذه من النِعم التى منّ الله بها على المتحابين فيه
بأخوتهم في الله لصلاحهم وتقوتهم وأستقامتهم
يلتحقون بهم مباشرة الى مراتبهم ومكاناتهم العالية
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يارسول الله كيف تقول في رجل احب قوما
ولم يلحق بهم قال:
(المرء مع من احب).. (الصحيحان)
. وفي الصحيحين ايضا عن انس رضي الله عنه
ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟
قال ما اعددت لها؟
قال ما اعددت لها من كثير صلاة ولا صوم
ولاصدقة ولكني احب الله ورسوله قال :
انت مع من احببت.....
قال انس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول
النبي صلى الله عليه وسلم
انت مع من احببت
فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم
وابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم
بحبي اياهم وان لم اعمل بمثل اعمالهم
صفات من تختار أخوته ومن تجتنب
إخوتنا في الله
نصل الأن لمعرفة من هم الذين
يحق لنا أن نحبهم ونتآخى معهم
فلابد أن يكون هناك شروط تكون الفيصل
بين من يستحق أن يكون اخ في الله وبالتالي نحبه
أو لايدخل في هذا المضمار ...
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل)
. (رواه أبوداود ...)
وهذه الصفات تتمحور في الآتي:
1. أن يكون ذا دين وتقوى ،
بخلاف من ليس كذلك ،
ولكل منهما علامات يعرف بها ،
فعلامة ذي التقوى :
حرص على فرائض الله ، كالصلاة ونحوها ،
ونظافة لسانه من السب واللعن والغيبة وغيرها ،
ونصحه لصاحبه ، ومحبته للصالحين ،
وبعده عن الرذائل والفواحش ،
وإعانته على الطاعة وتثبيطه عن المعصية ،
ونحو ذلك من الصفات ،
2. قال صلى الله عليه وسلم :

(لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي)
. (رواه أبوداود )
3. أن يكون عاقلاً ،

فلا خير في صحبة الأحمق ،
لأنه قد يريد نفعك فيضرك.
4. أن يكون حسن الأخلاق ،

فسيء الخلق ضرره إليك واصل ،
ولو لم يكن من ذلك إلا أنه قد يعديك بسوء طباعه ،
أو يؤذيك بكثرة خصامه .
5. أن يكون صاحب سنة ،

وإياك وصاحب البدعة ، فإنه يجرك إلى بدعته ،
ولا أقل من أن يشوش فكرك ، ويؤذي خاطرك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
إخوتنا الكرام
كل الذي تم ذكره وشرحه هو فقط
لبيان مقدار الاخوة في الله ومقامها الرفيع عند
الله سبحانه وتعالى والتى تُعتبر المحرك
الرئيسي والناتج الحقيقي لأي مُسلم
فالأسلام أساس بنيانه هو الأخوة في الله
فعندما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
وكونوا عباد الله إخواناً
كان صلاة الله وسلامه عليه يعلم
ما للأخوة من مقام عند المسلم
من خلال نتائجها وفوائدها والامور التى
تترتب عليها عند الله سبحانه وتعالى
وكل ذلك في مصلحة المُسلم المُحب لأخيه المُسلم
وبالطبيعي إخوتنا الكرام
عندما يكون المُسلم أخ للمسلم
فهذا يعني أن لا

لايظلمه
تظالم يتظالم ، تظالما ، فهو متظالم•
تظالم القوم : ظلم بعضهم بعضا

يتظالم الناس في دولة لا ترعى القانون
ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي
وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ( حديث قدسي )
ولايخذله

"كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى نُصْرَتِهِ فَخَذَلَهُ أَوْ خَذَلَ عَنْهُ"
: تَخَلَّى عَنْهُ، تَرَكَ نُصْرَتَهُ.
ولايكذبه
كذب [ مفرد ] : مصدر كذب / كذب على
قول يخالف الحقيقة مع العلم بها
عمود الكذب البهتان
إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور
( وإن يك كاذبا فعليه كذبه }
ولايحقره
* حقر يحقر:
حقرا وحقارة وحقارة
وحقرة ومحقرة وحقرية.
: استصغره، استهان به
. -الشيء: هان قدره ونقص.
فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون المُسلم
أخُ للمسلم وفي نفس الوقت يظلمه ويخذله
ويكذبه ويحقره ....
فكل هذا الصفات الشنيعة المنهي عنها
لاتتوافق مع الأخوة في الدين والمحبة في الله
لذلك أوضح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن نكون إخوة في الله بشرط
الا نتظالم ولا نُحقر بعضنا بعض ولا نُكذِب
بعضنا بعض يخذل بعضنا بعض
عندها ستسموا علاقتنا ببعض
لمرحلة أننا أصبحنا منصهرين في بوتقة
الحُب في الله والرضى بما قسمه الله لنا
وبالتالي مصيرنا سيكون للرضى والقبول
والجنة والدرجات العالية الرفيعة
مع من تحابوا في الله وتآخوا فيه.....

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وكونوا إخوة في الله
وتحابوا وأعلموا أن الأخوة في الله
والمحبة فيه ثمنها ومقامها رفيع يوم القيامة
فيكفي أن تصاحب من أحببت في الدنيا
على هدي وتشريع ديننا الحنيف
ستجده أينما كان وستصاحبه حيث ما كان
فأجعلوا محبتكم لبعضكم بعض
مصدرها وشروطها وبيانها حُب الله
فلا مصلحة دنيوية ولا مطامع آنية
بل كله لله إخوة في الله وحُب في الله ...
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع ماتبقى من الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28890
المنبر ( متجدد أسبوعياً ) ( فلنتخلق بهذه الأخلاق ) ( وكونوا عباد الله إخوانا )

اندبها 08-24-2019 10:29 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ

وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أما بعد،
في ألأيام الماضية كُنّا قد أحتفلنا
بموسم من مواسم
الفرح والسرور للناس عامة،
وبمشاطرة لحجاج بيت الله في إنهاء مناسك حجهم
لكن أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا
تتميز عن أفراح غيرهم؛
إذ هي أفراح لهم حين فازوا بإكمال طاعته،
وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم
بوعده لهم عليها؛ بفضله ومغفرته،
كما قال تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس: 58
أحبتِنا في الله
يحق لنا ان نفتخر بما أسبغه الله علينا
من نِعم لا تُعد ولا تُحصى ، فمن بينها
الاعياد الخاصة بنا نحن الموحدين...
فهذا ما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
بأنه لنا أعياد نفرح فيها ونبتهج
ولا نماري الكفرة من اليهود والنصارى
ونتملقهم ونشتمهم من ناحية ونحتفل بأعيادهم
من ناحية اخرى ، وكأننا أُمة ليس لها منهج ولا تشريع
ولادين ولا أُسس نتخذها هدىً وطريق
فهذا الذي جرى ويجري في هذا الزمن
أننا نوالي المِلل الكافرة الأخرى
في كل شيء بدء من ثقافتهم وانتهاء بسلوكهم الشائن
بدء بعباداتهم لشهواتهم وإستحداث أعياد
ومناسبات ، خلقوها وأسبغوا عليها القدسية
ونشروها ، فتلقفناها بسرور وبغبطة وكأننا لُقطاء
لا أهل ولا دين ولا مِلة وتشريع ولا خُلق يمنعها
من أن نتبع أهواء الغرب الصليبي الكافر....
ففي الأيام الماضية تشاطرنا الفرح والسرور مع حُجاج بيت
الله الحرام بأنتهاء مناسك حجهم وإكتمال أحد الأركان الأساسية
في الحج والذي بدونه لايكتمل الحاج حجه
وهو الوقوف بعرفة....
فأحتفلنا نحن بعيد الأضحى وقدمنّا الأضاحي لله
في إحياء منسك النبي أبراهيم عليه السلام
فأحيينا هذه الشعيرة فذكرنا الله على نعمه وفضله
كما قال تعالى:
(35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ
فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا
وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا
وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا
لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ
وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) ... الحج
فابالأمس القريب وقفوا على جبل عرفة
طلباً للرضى والقبول وغفران الذنوب
مهللين ومُكبرين وتلهج ألسنتهم بالذكر والدعاء
لرب الأرض والسماء ....
فكان لهم ما أرادوا
فتقبل اللهم حجهم وجعله الله تعالى
حجاً مبروراً مقبولاً
ولا حرمنا الله وإياكم من أداء هذا الركن
إخوتنا في الله
في البداية أعتذر لكم جميعاً على تأخري
في الأيام الماضية للأستمرار في سلسلة
المِنبر وإستكمال فهم لطائف الحديث
الشريف الذي رواه الصحابي الجليل
أبي هريرة .....
ولذلك لوعكة صحية ألمّت بي منعتني حتى من التحرك
فما بالكم بالكتابة ...ولكن الأن الحمد الله ذو الفضل والمِنّة
أصبحت بخير وها انا أعود لهذه السلسلة
ومُستكمل فيها بقية الحديث
ففي الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
حيث قال عليه الصلاة والسلام
بعد النهى عن تلك الصفات
والتى درسناها في الجُمع الماضية
وهي لاتحاسدوا ( الحسد )
ولاتناجشوا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
( التلاعب في أصول البيع والشراء )
ولاتباغضوا ( الكراهية والأحقاد )
ولاتدابروا ( التحقير للغير والهجران )
وختمنا هذه المناهي التى نهانا عنها
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بأمر وتوجيه ونُصح لأن نكون إخوة في الله
نتآخى كمسلمين موحدين لله سبحانه وتعالى
ومُتبعين لسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
فنحُب بعضنا بعض
ولكي ننجح في إخوتنا لبعض أمرنا
أن لا نتظالم ونتبع الظُلم وأهواءه
ولا الخذلان وطُرقه
ولا نتبع الكذب وأساليبه
ولا نُحقِر بعضنا بعض ونقلل من شأن إخوتنا
حتى نصل لمرحلة الأخوة الكاملة
التى أوصانا بها ....
ويكون رافدها التقوة والصلاح والهدي
فبيّن لنا وبكل قوة وصلابة وصراحة
إن فعلنا ما أمرنا به نكون من المُتقين
المُحبين لله وللرسول ...
فلا تحقير ولاصفات مُبتذلة تشين المُسلم
فقال بعد أن وجه يده لصدره
وكأنه يشير إلينا أن هناك مكان
مهم يجب أن نعرفه ونفهم محتوياته
حتى نكون كما أراد الله لنا أن نكون
فقال التقوى ها هنا
التقوى ها هنا
التقوى ها هنا
وهو يشير لصدره الشريف
ثلاث مرات ....
ثُم قال:
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
نقف عند هذه الكلمات العظيمة
وهذا الفِعل وهذه الأشارات التى أوصلها
لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
بحركة من يده الشريفة وهو يوجهها لصدره
فلماذا قال التقوى ها هنا وكررها ثلاث مرات
وحسبي أنه أراد ان يبين لنا
أن التقوى في القلوب التى تسكن في الصدور
لذلك يُعتبر اهمية الصدر والقلب في الدين
الأسلامي ذو أهمية خاصة حيث أشار الله اليهما
في أكثر من موضع ليبين لعباده أن
الصدر والقلب هو مستودع الخير والشر
والظلال والهدى والأيمان

والكُفر والتقوى والحياد
أي القلب .....
ففي القلب الصلاح والخسران
والأستقامة والأعوجاج
والذي يؤكد هذا التفسير إشارة
النبي صلى الله عليه وسلم
الى صدره ثلاث مرات ليبين
إن صلح القلب استقامت الجوارح،
ومتى فسد القلبُ وخبث فسدت الجوارحُ،
كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري
في صحيحه ( كتاب الأيمان )
الذي ظهرت فيه إعجازات طبية نبوية
في هذا الحديثحينما تحدث عن صلاح الجسد
والروح من صلاح القلب ....
حيث رواه البخاري في صحيحه حين قال :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ عَنْ عَامِرٍ قَالَ
: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ:
" الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ
لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ .
فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ،
وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ
الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى،
أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ.
أَلا وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ
صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ
الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِى الْقَلْبُ.....صحيح البخاري
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

ونقف الآن إخوتنا وأحبتنا في الله
وقفة مع أحد العلماء الأفاضل في بيانه أن هذا الحديث
فيه من الأعجاز الرباني النبوي الشيء الكثير
فهناك ملاحظة مهمة إخوتنا الكرام
وأريد إيضاحها وهي قضية ونقطة الأعجاز
العلمي في القرآن والسُنة ورأي الدين فيه
فقد قال العلماء الأفاضل :
أن ظهور شروحات للأعجاز العلمي للقرآن الكريم
أو للسُنة المطهرة يأتي من باب
تأكيد مانؤمن به من أن القرآن الكريم صحيح
ولا مجال لأثبات صحته من عدمها بأتخاذ الأساليب العليمة
ومقارنتها بالظواهر العلمية لأثبات الصحة من عدمها
كذلك بالنسبة للسُنة الشريفة وهي أقوال وأفعال
الرسول صلى الله عليه وسلم ، أيضاَ نقول أن ماقاله
وثبتت صحته فنؤمن بأنه صحيح ولا مجال للبحث
عن تفسيرات علمية او اعجازية لأثبات صحة الحديث
أما أن كان الأعجاز العلمي سوى الطبي
أو الصناعي أو العلمي العام من كيمياء أو فيزياء
يخدم القرآن والسُنة ويؤكد صحتهما فلا بأس
بالأخذ بما يتم كشفه والتأكد من صحة الأكتشاف
أو البحث أو النتائج المترتبة على ذلك...
بشرط أن يكون الأعجاز تم التأكد من صحته
ولا شك في نتائجه ......فيتم الأخذ به
أما إن كان مجرد نظريات تم إكتشافها ولم يتم
التاكد من صحتها علمياً ....
فلا يصح الأخذ بها وتداولها
على أنها إعجاز قرآني أو غير ذلك....
وما إستشهادي بقول أحد العلماء المسلمين
بمسألة طبية تختص بالقلب وعمله
وأهميته لجسم الأنسان على أنه عضلة مهمة
تؤكد قول الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله وبيانه عن القلب وصلاحيته للجسم ....
لذلك إخوتنا الكرام
وجب أن ننتبه جيداً للمواضيع المنتشرة
والتى تتحدث عن الأعجازات الطبية
والعلمية في القرآن الكريم والسُنة
والغير مُتأكد من صحتها ، والتى تُشبه
النظريات الغير مُجربة أو مشكوك في صحتها
هنا لايجب الأخذ بها أو تداولها لانها غير صحيحة
والتى يقول أصحابها أنها أتت لبيان صحة
القرآن الكريم أو السُنة
وهذا أمر غير صحيح وغير مقبول
فلا يجب أن نعتمد على دراسات وبحوث ونظريات
لازالت تحت الدراسة والتجريب ويتم حشرها
على أنها إعجازات قرآنية .....
ولللتوضيح أكثر عن موضوع الأعجازات العلمية
وما فيها من شُبهات وأقوال العلماء فيها
فلا داعي للخوض فيها أكثر
فيمكن الرجوع لموضوع متكامل
كنت قد نشرته هنا
في هذا المنتدى تحت عنوان
( يقول لا أتبع أوامر ونواهي الله
الا بدراسة أو بحث ...
http://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=18297)
فمن أراد الفهم أكثر فيمكن الرجوع إليه لأستيعاب الفكرة
لذلك نعود لشرح عمل القلب وأهميته
حيث قال الدكتور زغلول النجار :
في هذا الحديث الشريف لمحة من لمحات
الإعجاز العلمي؛
إذ إن أي مرض يصيب القلب
فيفسده يؤثر على سائر الجسد فيفسد؛
وذلك لأن القلب يقوم بضخ الدم
غير النقي ـ غير المؤكسد ـ
من البطين الأيمن إلى الرئتين حيث يُنَقَّى بأكسدته,
ويعود الدم المؤكسد النقي من الرئتين
إلى البطين الأيسر الذي يضخه إلى كل أجزاء الجسم,
فيمد تريليونات الخلايا المكونة لجسم الإنسان
بغاز الأوكسجين والغذاء,
وإذا اضطربت هذه الوظيفة أو اختلت
وفسدت وصل هذا الفساد إلى سائر خلايا الجسد.
ويسترسل الدكتور في الشرح والبيان فيقول:
ويعجب القارئ لحديث رسول الله الذي
يصف هذه الحقيقة بدقة فائقة فيقول
صلى الله عليه وسلم ـ:
" ألا إن في الجسد مضغة, إذا صلحت
صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله
ألا وهي القلب ".
وهي حقيقة طبية لم يدركها علم الإنسان
المكتسب حتى قام ابن النفيس ( وهو أحد العلماء المسلمين )
باكتشاف الدورة الدموية الصغرى في
القرن الهجري السابع (الثالث عشر الميلادي),
وظلت فكرته مطمورة منسية لأكثر من ثلاثة قرون
حين حاول بعض الغربيين نسبتها لأنفسهم فأحيوها,
وطوروها, وأضافوا إليها
, وأصبح من الثابت علمياً أن القلب
إذا صلح استقامت الدورة الدموية وصلح الجسد كله,
وإذا فسد القلب فسد الجسد كله,
يفيد بكل هذا الحديث الشريف.
ومعروف لنا اليوم أنه طالما كان القلب صالحاً
استقامت الدورة الدموية
ونالت كل خلية حية في الجسم حظها
من الدم الذي يحمل لها الغذاء والأوكسجين
وبه يتم احتراق المواد الغذائية وانطلاق الطاقة
وإذا فسد القلب اختلت الدورة الدموية
واختل وصول الغذاء والأوكسجين
إلى خلايا الجسم فيفسد.
ولكن للقلب في كتاب الله وفي سنة
رسوله ـ صلى الله عليه وسلم
وفي مفاهيم كثير من الناس مدلول غير تلك الكتلة
من اللحم الرابضة في القفص الصدري
تضخ الدم إلى كافة خلايا الجسم
وهو مدلول يتعلق بالعواطف والمفاهيم
والأفكار والعقائد والفهم
وركائز الأخلاق وضوابط السلوك
في هذا الحديث النبوي الشريف
إذا أخذ على جانبه المادي العضوي
الملموس وإذا أخذ على جانبه المعنوي
الروحاني الغيبي فإننا نجده صحيحًا دقيقًا شاملاً؛
فالقلب بمدلوله المادي هو قوام حياة الجسد،
إذا صلح صلح الجسد كله, وإذا فسد فسد الجسد كله
والقلب بمدلوله المعنوي قوام العواطف والعقائد
والمفاهيم والأفكار, وركائز الأخلاق
وضوابط السلوك، فإذا صلح صلحت كل هذه الزوايا
وبصلاحها ينصلح الجسد كله.....أ.هـ
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif


وندخل إخوتنا الأفاضل
في فوائد هذا الحديث والمفاهيم التي
يحملها والرسائل المتضمنه له...
لتأكيد إشارة النبي صلى الله عليه وسلم
الى صدره حين قال :
التقوى هاهنا ثلاث مرات ....
بعد أن نهى عن تحقير المُسلم لأخيه المُسلم
الفائدة الأولى:
صلاح العمل مرتبط بصلاح القلب،
وفساده مرتبط بفساده،
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
القوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبقَ فيها
إرادة لغير الله عز وجل صلحت جوارحهم
فلم تتحرك إلا لله عز وجل،
وبما فيه رضاه
. ويقول أيضًا:
ويلزم من صلاح حركات القلب صلاح
حركات الجوارح
. والواجب علينا أن نعلم:
أن الإيمان قول وعمل ونية،
وأن صلاح الباطن يؤثِّر في صلاح الظاهر،
وكلما ازداد صلاح الباطن
كان ذلك زيادة في صلاح الظاهر
. ومما يدل على هذا الترابط أيضًا
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ،
وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ....رواه مسلم
الفائدة الثانية
: يجب على المسلم أن يهتم بصلاح قلبه،
فيتفقده دائمًا، ويتجنب ما قد يعرض له
من المفسدات، سواء أكانت من الشبهات
أم من الشهوات؛ وذلك لأنه إذا صلح القلب
تبعته جميع أعضاء البدن،
. الفائدة الثالثة
: مما يعين على صلاح القلب:
التضرع إلى الله تعالى، واللجوء إليه،
وكثرة الدعاء؛ يقول الله تعالى :
مخبرًا عن دعاء عباده الراسخين في العلم:
( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
هَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ...آل عمران:8.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ
صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ....؛ رواه مسلم
وكان صلى الله عليه وسلم يعلِّم
أصحابه رضي الله عنهم أن يدعوا بهذا الدعاء:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ... قَلْبًا سَلِيمًا،
وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا.... رواه أحمد
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

ذِكر القلب في القرآن الكريم
في قوله تعالى :
{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إ
ِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ... (89) سورة الشعراء
كما أن الله سبحانه وتعالى إخوتنا الكرام
بيّن لنا أن القلوب تتأثر وتمرض بفعل
المعاصي والذنوب وإهمال وترك الطاعات
فينشأ عن ذلك مرض النفاق ....
حيث قال تعالى واصفاً المنافقين :
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً (10) ...سورة البقرة.
وفي وجود المعاصي والذنوب يتغلف القلب
بغلاف كثيف فلا يصل إليه نور الأيمان والتسليم
فنجد صاحبه لايتأثر بموعظة ولا نصيحه...
فتحدث عنه الله سبحانه وتعالى في قوله:
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)المطففين 14.
يقول الله تعالى في حق من حققوا
الولاء والبراء
) أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) المجادلة22
والنصوص في ذلك كثيرة. منها:
ويقول تعالى أيضاَ :
وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ
وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) الحجرات 7
ويقول تعالى في حق الأعراب :
) وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات 14
4- ويقول عن إبتلاء القلوب :
( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ
وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ) آل عمران 154
وغير ذلك كالآيات الدالة على الطبع والختم
على قلوب الكافرين أو كونها
في أكنه أو مغلقة – ونحوها
كما أن أكل الحرام، وعدم التورع عن الآثام
يُقسي القلب فلا يستجاب له دعاء،
وقد روى الترمذي في سننه
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ
الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ
وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي....
رواه الترمذي في صحيحه.
فلنتعمق أكثر إخوتنا الكرام
في فهم القلب ومُختلجاته ودوره في حياة المُسلم
وحتى أنواعه وتصنيفاته سنجدها في حديث
الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي
رواه ألامام احمد رحمة الله عليه ...
في قوله عن أبي سعيد قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ
قَلْبٌ أجْرَدُ فِيهِ مِثْلُ السِّرَاجِ يُزْهِرُ
وَقَلَبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غِلاَفِهِ
وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ
وَقَلَبٌ مُصْفَحٌ
فَأَمَّا الْقَلْبُ الأَجْرَدُ
فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ سِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ
وَأَمَّا الْقَلْبُ الأَغْلَفُ
فَقَلْبُ الْكَافِرِ
وَأَمَّا الْقَلْبُ المَنْكُوسُ
فَقَلْبُ الْمُنَافِقِ
عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ
وَأَمَّا الْقَلْبُ المُصْفَحُ
فَقَلْبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَنِفَاقٌ
فَمَثَلُ الإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ
الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا الْمَاءُ الطَّيِّبُ
وَمَثَلُ النِّفَاقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ
يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ فَأَيُّ الْمَدَّتَيْنِ
غَلَبَتْ عَلَى الأُخْرَى غَلَبَتْ عَلَيْهِ.....

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

لذلك أخوتنا الكرام
عندما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ويشير الى صدره :
التقوى هاهنا التقوى هاهنا ثلاث مرات
كأنه يريد أن يبين لنا أن الأيمان والتقوى
والخوف والوجل وسلوك المؤمن الحق
لاينبع الا إن كان القلب مملؤء بالأيمان
فالأيمان هو تصديق بالقلب ونطق باللسان
وعمل بالجوارح ....
والعمل بالجوارح هو ما أمرنا به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
فقال التقوى ها هنا
التقوى ها هنا
التقوى ها هنا
وهو يشير لصدره الشريف
ثلاث مرات ....
ثُم قال:
بحسب إمريء من الشر أن
يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
إخوتنا الكرام
نستكمل بقية محاولة فهم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإستيعاب نواهيه
وأوامره في الحديث الذي عشنا في ظلاله لأكثر
من أربعة جُمع نتدارس فيها
ونتعلم ونسترشد بقوله صلى الله عليه وسلم
في كيفية التعامل في مابيننا ....
وها نحن وصلنا لخاتمة هذا الحديث الطيب
والذي إختزل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
كل نواهيه وزواجره فأوضح وبيّن أن هناك
شيء أسمه حلال ونقيضه شيء أسمه حرام
فحببنا في السلوك الحلال ونهانا عن إتباع الحرام
والحرام هنا هو ماقاله صلى الله عليه وسلم
أن كل المسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه.....
فقال:
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......
وهذه الكلمات تعني أنه يكفيه من الشر
أن يُحقر المُسلم أخاه المُسلم ويستصغره
لأن فعله هذا هو مجلبة للشر إذا حقّر أخاه
او حسده أو ظلمه أو إغتابه وغير ذلك من المظالم
فكل هذه الأمور والسلوكيات المُضرة بالمسلم
هي شرور ومعاصي وتدخل في التحريم
وبعدها إستكمل الحبيب صلى الله عليه وسلم
قوله وبيانه بوضوح في نهيه وتحريمه
كل المُسلم على المُسلم حرام
أي حرام على المُسلم سفك دم المُسلم
والأعتداء على ماله أو عِرضه بالغيبة والنميمة
والطعن والهمز واللمز
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
هذه هي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
الصحيحة ، والتى فيها تشريع لنا
من نهي ونُصح وبيان لأصلاح المفاسد
في مابيننا وتحسين العلاقات بين المسلم
وأخيه المُسلم ، فأرشد وأوضح من أن
المسلم على المسلم حقوق وواجبات
إن أحسن واجباته تجاه إخوته المسلمين
تحقق له حقوق ليس بالضرورة أن يُطالب بها
بل ستأتيه مُباشرة من أخوته المسلمين
عندما يحسون أن لهم واجبات تجاه الطرف الأخر
هكذا هو ديننا أن نُحب لبعضنا كما نُحب لانفسنا
فلا حسد ولا ضغينة ولا كُره ولا مفاسد
في البيع والشراء ولا سفك دماء ولاتحقير
وتقليل من شان بعضنا بعض
فإن فعلنا ذلك نكون قد حققنا ما أراده
الله ورسوله مِنّا في تعاملاتنا
حتى نصل لرضى الله ....
ولا ياتي إخوتنا الكرام رضى الله
الاّ بأتباع منهج رسوله صلى الله عليه وسلم
وطريقته المُثلى في تطبيق المنهج الرباني
الذي أنزله الله تعالى عليه....
فلا نضيع الوقت اخوتنا الكرام
في البحث عن المقولات البشرية الأخرى
والحِكم ونلوكها ونفتخر بحفظها
بل نبحث عن احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الصحيحة وأقوال العلماء الأفاضل لنعلم
أن ديننا لاينقصه شيء ففيه كل الخير....
ولم يترك صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها
فمن أراد العلاج الشافي للنفس فعليه
بكلام الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم
وإتباع ما سار عليه الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وما نقله علماء السُنة وما واجتهدوا فيه ...
ونبذ كل الأختلافات والهرطقات والفلسفات
والأنحرافات التى أتت من ثقافات مجّها الغرب
الصليبي فأستقبلناها وإفتخرنا بمحاكاتها ...
فأصبحنا نُسخة مُبتذلة من الغرب الكافر الصليبي
فنسينا ديننا وتشريعاتنا
وأصبحنا نلتقط الفُتات من سقط المتاع
ثقافاتهم البالية المنحرفة ....
بحجة العلمة والتطور والرقي ....
فأستبدلنا تشريعاتنا بتشريعاتهم
وأعيادنا بأعيادهم وثقافتنا بثقافتهم
فأصبحنا نبحث عن نقائص في ديننا
لنُثبت أن دين النصارى والكُفار هو الصحيح
لذلك نبهنا الله سبحانه وتعالى في قوله
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ..آل عمران
هكذا إخوتنا الكرام
نكون قد أعطينا حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه
واخرجه مُسلم في صحيحه
حقه كاملاً في الشرح والبيان على قدر الأستطاعة
ومحاولة فهم النواهي والزواجر
التى أتت فيه ، وإن شاء الله تعالى
ستكون الخُطب القادمة في مواضيع اخرى نحن
بحاجة لها للنُصح وتذكير أنفسنا
بما نسيناها وأهملناه وأستبدلنا مفاهيمها بمفاهيم
مستوردة ومُبتدعة ومُصنعّة وفاسدة....
من الخارج عن طريق الغرب الصليبي النصراني
ومن الداخل عن طريق الطُرق والطوائف
والفِرق الضالّة المُضِلة التى تدّعي
أنها مُسلمة ــــ
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28769
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا )

اندبها 08-30-2019 09:33 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( الى الذين يشتهون أكل لحم بعضهم بعض )
 
[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
أما بعد،
إخوتنا في الله
الحمد الله الذي أمر بالبُعد عن الغيبة والنميمة
ماقلّ منها وما كًثُر ،
احمده سبحانه وتعالى الذي نهى عن
إيذاء المسلمين بالقول والعمل
وأشهد أن محمدعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
الذي أوجب على المُسلم الدفاع عن عِرض
أخيه المُسلم وأن يحميه من أي سوء
قد يصل إليه سوى قولاً أو فعلاً
وعلى آله وصحبه وكل من حفِظ لسانه
وراقب الله في سره وعلانيته
أما بعد عباد الله المخلصين
من فضل الله على عبده المُسلم أن أحاطه بكل
رعاية واهتمام وعناية وأولاه بالحفظ والرعاية
فإن تمت رعايته وحفظه والأهتمام به نكون قد كسبنا
لبنة قوية لتأسيس مُجتمع إسلامي نظيف من التعديات
والثغرات التى من شأنها أن تُفسد البناء
والنسيج الأجتماعي للمسلمين
فإن كان آمن على نفسه ومحاطاً بالرعاية
ماله مصون وعِرضه مصون عاش المجتمع
في أمن وسلام ورعاية ووئام
لهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يعمق
هذا المفهوم عند كل مُسلم ليرعى أخاه المُسلم
ويبتعد عن آذاه وأذيته
فيقول في الحديث الشريف الذي رواه
أبو هريرة رضى الله عنه وأرضاه
( كل المُسلم على المُسلم حرام دمه وماله وعِرضه )
وأن أسرع الأدواء الأجتماعية فتكاً بأواصر الأخاء
والمحبه وأكثرها إقتلاعاً للتراحم والمودة
هي الغيبة والنميمة
والغيبة والنميمة من أعمال اللسان
أي النطق ، وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم
من الوقوع في براثن أعمال اللسان التى تؤدي
لمفاسد عظيمة تُفسد بين الناس
فيكفي قوله صلى الله عليه وسلم
لنعلم خطر أعمال اللسان وماينطق به
فقد حذّر من آفات اللسان بصفة عامة في قوله
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
عن سهل بن سعد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة .
قال ابن حجر: في شرحه لهذا الحديث قوله :

الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية . . .
فالمعنى: من أدى الحق الذي على لسانه
من النطق بما يجب عليه أو الصمت عما لا يعنيه.
وقال الداودي: المراد بما بين اللحيين:

الفم ، قال :
فيتناول الأقوال والأكل والشرب وسائر
ما يتأتى بالفم من الفعل.
قال ابن بطال:

دل الحديث على أن أعظم البلاء على المرء
في الدنيا لسانه وفرجه ، فمن وقي شرهما وقي أعظم الشر .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل
بها في النار أبعد مما بين المشرق) .
وفي رواية له: يهوي بها في نار جهنم......
قال ابن حجر: ((بالكلمة): أي الكلام. . . .

( ما يتبين فيها ) أي لا يتطلب معناها،
أي لا يثبتها بفكره ولا يتأملها حتى يتثبت فيها . .
وفي الكلمة التي يزل بها العبد قال ابن عبد البر :
هي التي يقولها عند السلطان الجائر ،
وزاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم
فتكون سبباً لهلاكه
ونقل عن ابن وهب أنها التلفظ بالسوء والفحش.
وقال القاضي عياض:

يحتمل أن تكون تلك الكلمة من الخنى والرفث ،
وأن تكون في التعريض بالمسلم بكبيرة
أو مجون أو استخفاف بحق النبوة.
قال النووي:

في هذا الحديث حث على حفظ اللسان ،
فينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبر ما يقول قبل أن ينطق ، فإن ظهرت مصلحة تكلم، وإلا أمسك .
وفي حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

(ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت:
بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه ، قال :
كف عليك هذا ، فقلت:
يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
قال: ثكلتك أمك يا معاذ
وهل يكب الناس في النار على وجوههم
أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.)... .
وفي حديث الترمذي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم

سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: ((الفم والفرج)
قال المباركفوري: (ملاك ذلك كله) :

الملاك ما به إحكام الشيء وتقويته
. . أي ما تقوم به تلك العبادات جميعها.
(
كف عليك هذا ) :

لا تكلم بما لا يعنيك ، فإن من كثر كلامه
كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه.
( ثكلتك ) هو دعاء عليه بالموت على ظاهره ،

ولا يراد وقوعه ، بل هو تأديب وتنبيه
من الغفلة وتعجيب وتعظيم للأمر.
( يكب الناس ) أي يلقيهم ويسقطهم ويصرعهم.
( على وجوههم أو على مناخرهم) شك من الراوي.
( إلا حصائد ألسنتهم ) لا يكب الناس في النار

إلا حصائد ألسنتهم من الكفر والقذف
والشتم والغيبة والنميمة والبهتان .
قال ابن رجب:

هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه
هو أصل الخير كله ، وأن من ملك لسانه فقد ملك
أمره وأحكمه وضبطه.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه

الصحابي الجليل أبوسعيد الخذري رضي الله عنه أنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ
فتقول : اتَّقِ اللهَ فينا ، فإنما نحن بك
، فإن استقَمتَ استقَمْنا ، و إن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا
حسّنه الألباني في:صحيح الجامع
قال ابن القيم: قولها:
( إنما نحن بك ) أي نجاتنا بك ، وهلاكنا بك ،
ولهذا قالت ( فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا) .
قال الغزالي مبينا معنى الحديث:

إن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان ، فاللسان أشد الأعضاء جماحاً وطغياناً ،
وأكثرها فساداً وعدواناً .
قال ابن حبان: اللسان

إذا صلح تبين ذلك على الأعضاء ، وإذا فسد كذلك
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
أخوتنا الكرام

بعد أن فهمنا أن حصائد اللسان لابد وأن تكون
من جنس عمله أي النطق والكلام
فلنبحث عن أعمال اللسان التى تؤدي الي الخسران
وأحيانا ً للكُفر والعياذ بالله
فنجد أولى مهام اللسان هو النطق والكلام
فإن كان الكلام حسن وطيب يؤجر عليه صاحبه
وإن كان غير ذلك يُحاسب عليه
فمن ضمن ذنوب اللسان هي الغيبة والنميمة
وتوابعها من الصفات الشائنة
وسنتكلم بأذن الله تعالى عن الغيبة
والنميمة وابهتان ....
فالغيبة كما تم تفسيرها إصطلاحاً لغوياً هي:
الغيبة تفسيرها في ا لغة:
من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" ,
وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور
حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور:

"الغيبة من الاغتياب...
أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح:

قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
( أتدرون ما الغيبة؟ ) قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال:
( ذكرك أخاك بما يكره ) .
قال النووي:

"الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة
إنما تقع فيما يكرهه الإنسان
ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك:

ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في
بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه
أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده
أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته
أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق
به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي:

ومنه قولهم عند ذكره :
الله يعافينا ، الله يتوب علينا ،
نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء

على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر
قال ابن تيمية:
ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول :
تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت...
ومنهم من يخرج ( النية في قالب ) الاغتمام فيقول:
مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:
بّين النبي صلى الله عليه وسلم

الفرق بين الغيبة والبهتان,
ففي الحديث "قيل:
أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال:
(إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته,
وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )
, وفي حديث عبد الله بن عمرو
أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل
حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(اغتبتموه) فقالوا: يا رسول الله:
إنما حدثنا بما فيه قال:
( حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه ) .
والبهتان

إنما يكون في الباطل كما قال الله :
{والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
بغير ما اكتسبوا فقد

احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} ...الأحزاب:58
والبهت قد يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ،

قال النووي :
وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجه" .
قال الحسن:

الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله :
الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه

، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ،
وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.
حكم الغيبة،
وأدلة تحريمها في القرآن والسنة،
وأقوال السلف في ذلك:
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي .
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر

، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها
من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد
في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله
بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير

أهل العلم صاحب كتاب العدة والخلاف
في ذلك منقول عن الغزالي .
وقد فصل ابن حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال:

فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس كمن
اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
وقد قالوا: ضابطها ذكر الشخص بما يكره ،

وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه ،
وقد يشتد تأذيه بذلك .
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
ومن هنا اخوتنا الكرام

بعد أن عرفنا وفهمنا عن طريق أقوال العلماء
شارحين أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في التحذير من الغيبة والنميمة
نأتي لأدلة تحريمها في القرآن الكريم
أدلة تحريم الغيبة من القرآن الكريم:
أ‌- قال تعالى:

{ ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ..الحجرات:12.
قال ابن عباس:

حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت:

وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ،
لأن أكل لحم المسلم محظور ،
ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ،
فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
وقوله ( فكرهتموه ) قال الفراء:

أي فقد بغِّض إليكم . وقال الزجاج:
والمعنى كما تكرهون أكل لحم ميتاً ،
فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
قال تعالى:

{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا
بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} ..الحجرات:11.
قال ابن عباس في تفسير اللمز:

لا يطعن بعضكم على بعض ،
ونقل مثله عن مجاهد وسعيد وقتادة ومقاتل بن حيان .
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم}:

أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من
الرجال مذموم ملعون كما قال الله :
{ويل لكل همزة لمزة} ..الهمزة:1...
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول .
واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .

ففي قوله تعالى:
{ويل لكل همزة لمزة} ..الهمزة:1.
وقد تقدم معنى الهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة.
وقال قتادة في تفسيرها :

يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وأما قوله {ويل}

فقد ذكر له المفسرون معنيان:
1- أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى:

الخزي والعذاب والهلكة.
2- أنها واد في جهنم.
والآية نزلت في المشركين لكنها كما قال

المفسرون عامة، إذ العبرة بعموم اللفظ
لا بخصوص السبب .
قال السعدي:

وهذه الآيات إن كانت نزلت في بعض المشركين
فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف
لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم،
ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم .
وأيضاَ قوله تعالى:
{ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم}

....القلم:10-11.
قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس .
قال شيخ الإسلام في تفسيرها:

{فلا تطع المكذبين} القلم 8 ،
فتضمن أصلين:
أحدهما:

أنه نهاه عن طاعة هذين الضربين
فكان فيه فوائد.
منها: أن النهي عن طاعة المرء

نهي عن التشبه به بالأولى ،
فلا يطاع المكذب والحلاف ،
ولا يعمل بمثل عملهما . .
. فإن النهي عن قبول قول من يأمر
بالخلق بالناقص أبلغ في الزجر من النهي عن التخلق به
. . . إلى آخر كلامه رحمه الله .
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
أما أدلة تحريم الغيبة من السنة:
أ‌- قال صلى الله عليه وسلم :

( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم
حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) .
قال ابن المنذر:

قد حرم النبي الغيبة مودعاً بذلك أمته،
وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال
ثم زاد تحريم ذلك تأكيداً بإعلامه بأن تحريم
ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام .
قال النووي في شرحه على مسلم:

المراد بذلك كله بيان توكيد غلظ تحريم
الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك .
ب‌- وعن سعيد بن زيد أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)) .
وفي رواية لأبي داود :

( إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في
عرض رجل مسلم بغير حق)) .
قال أبو الطيب العظيم أبادي في شرحه لأبي داود:

( الاستطالة ) أي إطالة اللسان.
( في عرض المسلم ) أي احتقاره

والترفع عليه والوقيعة فيه.
((بغير حق)) فيه تنبيه على أن العرض

ربما تجوز استباحته في بعض الأحوال .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه انه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار
من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت
: يا جبريل من هؤلاء ؟ قال :
هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس
ويقعون في أعراضهم ....صحيح
ج- وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم :
حسبك من صفية أنها قصيرة ، فقال :
(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) .
((لو مزج)) أي لو خلط بها أي على فرض

تجسيدها وكونها مائعاً.
((لمزجته)) أي غلبته وغيرته وأفسدته .
قال المباركفوري:

المعنى أن الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر
لغيرته عن حاله مع كثرته وغزارته
فكيف بأعمال نزرة خلطت بها .
د- ولما رجم الصحابة ماعزاً رضي الله عنه

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين
يقول أحدهما لصاحبه:
ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه
حتى رُجم رَجم الكلب.
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار

فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ،
فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال:

ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه) .
قال أبو الطيب في شرحه لأبي داود :

( فلما نلتما من عرض أخيكما)
قال في القاموس: نال من عرضه سبه.
(أشد من أكل منه) أي من الحمار .

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
من أقوال السلف في ذم الغيبة:
كان عمرو بن العاص يسير مع أصحابه

فمر على بغل ميت قد انتفخ ، فقال:
والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ
بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم .
وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام .
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل .
ويقول الحسن البصري:

والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم .
قال سفيان بن عيينة :

الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى)) .
وقال سفيان الثوري :

إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك .
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال:

إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس .
وقال أبو عاصم النبيل:

لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له.
معنى النَّمِيمَة لغةً:
النَّمُّ: رَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ

. وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. من نمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ،
فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ، ونَمٌّ، من قَوْمٍ نَمِّينَ
وأنِمَّاءَ ونُمٍّ، وهي نَمَّةٌ، ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ،
ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والاسمُ النَّمِيمَة،
وأصل هذه المادة يدلُّ على إظهار شيء وإبرازه.
معنى النَّمِيمَة اصطلاحًا:
النَّمِيمَة:

(نَـقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم
على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ.
وعرفها الغزالي بقوله:

(إفشاء السرِّ، وهتك الستر عما يكره كشفه) .
وقيل هي:

(التحريش بين النَّاس
والسعي بينهم بالإفساد
نعم إخوتنا الكرام الغيبة والنميمة
ففيها ومنها وبها يزول الترابط في
المجتمع ومنها ترتوي شجرة البغضاء
وفيها فساد الأفراد والأسرمن أجل ذلك جاء
النهي عنها بأمر صريح من الله لعباده
المؤءمنين
الفرق بين الغيبة والنَّمِيمَة:
قال ابن حجر:

(اختُلِفَ في الغيبة والنَّمِيمَة،
هل هما متغايرتان أو متَّحدتان،
والراجح التغاير، وأن بينهما عمومًا
وخصوصًا وجيهًا؛ وذلك لأنَّ النَّمِيمَة
نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد
بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه.
والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه،

فامتازت النَّمِيمَة بقصد الإفساد،
ولا يشترط ذلك في الغيبة.
وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه

، واشتركا في ما عدا ذلك.
ومن العلماء من يشترط في الغيبة

أن يكون المقول فيه غائبًا، والله أعلم.
وقال ابن حجر الهيتمي:

(كل نميمة غيبة، وليس كل غيبة نميمة،
فإن الإنسان قد يذكر عن غيره ما يكرهه،
ولا إفساد فيه بينه وبين أحد، وهذا غيبة،
وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفساد،
وهذا غيبة، ونميمة معًا .
الفرق بين القتَّات والنَّمَّام:
القتَّات والنَّمام بمعنى واحد.
وقيل: النمام الذي يكون مع جماعة يتحدثون

حديثا فينم عليهم.
والقتَّات: الذي يتسمع عليهم

وهم لا يعلمون ثم ينم
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
اخوتنا الكرام
قبل أن ندخل في معرفة هذا الداء
ومسبباته وشخوصه ونتائج عمله نقف وقفة بسيطة
لمعرفة مكونات هذا الداء بالأخرف العربية
أي المعنى اللغوي لمصطلح الغيبة والنميمة
حتى نتعلم ونسترشد ونفهم عن ماذا نتكلم ومما نُحذر
وعلى من نتكلم بالأسم والصفات....
أقوال السلف والعلماء في النَّمِيمَة
- قال رجل لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:
(يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثَّلاثة،
قال: ويلك، من قاتل الثَّلاثة؟ قال: ا
لرَّجل يأتي الإمام بالحديث الكذب،
فيقتل الإمام ذلك الرَّجل بحديث هذا
الكذَّاب، ليكون قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه .
- وقيل لمحمد بن كعب القرظي:

أي خصال المؤمن أوضع له؟ فقال:
كثرة الكلام، وإفشاء السرِّ، وقبول قول كلِّ أحد.
-
وروي أنَّ سليمان بن عبد الملك كان

جالسًا وعنده الزهري، فجاءه رجل فقال له سليمان:
بلغني أنَّك وقعت فيَّ، وقلت كذا وكذا. فقال الرجل:
ما فعلت ولا قلت. فقال سليمان:
إن الذي أخبرني صادق، فقال له الزهري:
لا يكون النَّمام صادقًا. فقال سليمان:
صدقت، ثُمَّ قال للرجل: اذهب بسلام
- وقال الحسن: من نمَّ إليك نمَّ عليك
-
وعن عطاء بن السَّائب، قال:

قدمت من مكَّة، فلقيني الشَّعبيُّ، فقال:
يا أبا زيدٍ! أطرفنا ممَّا سمعت بمكَّة، فقلت:
سمعت عبد الرَّحمن بن سابطٍ يقول:
لا يسكن مكَّة سافك دمٍ، ولا آكل ربًا،
ولا مشَّاءٍ بنميمةٍ، فعجبت منه حين عدل
النَّمِيمَة بسفك الدَّم وأكل الرِّبا،
فقال الشَّعبيُّ: وما يعجبك من هذا؟!
وهل يسفك الدَّم وتركب العظائم إلَّا بالنَّمِيمَة؟
- وقال أبو موسى الأشعري:

لا يسعى على الناس إلا ولد بغي.
-
وسعى رجل إلى بلال بن أبي بردة برجل،

وكان أمير البصرة، فقال له:
انصرف حتى أكشف عنك. فكشف
عنه، فإذا هو لغير رشده، يعني ولد زنا.
-
وقال قتادة:

ذكر لنا أنَّ عذاب القبر ثلاثة أثلاثٍ:
ثلثٌ من الغيبة، وثلثٌ من البول،
وثلثٌ من النَّمِيمَة.
- وقال ابن حزم:

وما في جميع الناس شرٌّ من الوشاة،
وهم النَّمَّامون، وإنَّ النَّمِيمَة لطبع يدلُّ
على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع،
وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛
والنَّمِيمَة فرع من فروع الكذب،
ونوع من أنواعه، وكلُّ نمام كذاب.
اخوتنا المؤمنون
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
بواعث الغيبة، وكيفية التخلص منها
هذه أتت من تصفيفات العلماء الأفاضل منها:
1- ضعف الورع والإيمان يجعل المرء

يستطيل في أعراض الناس من غير روية
ولا تفر جاء في حديث عائشة في قصة الإفك
قولها عن زينب بنت جحش أنها قالت :
يا رسول الله أحمي سمعي وبصري،
ما علمت إلا خيراً ، تقول عائشةً:
(وهي التي كانت تساميني من أزواج
رسول الله فعصمها الله بالورع) .
قال الفضل بن عياض: أشد الورع في اللسان

. وروى مثله عن ابن المبارك .
قال الفقيه السمرقندي: الورع الخالص

أن يكف بصره عن الحرام ويكف لسانه
عن الكذب والغيبة ، ويكف جميع أعضائه
وجوارحه عن الحرام .
2- موافقة الأقران والجلساء ومجاملتهم

قال الله على لسان أهل النار
{وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:45].
قال قتادة في تفسير الآية:

كلما غوى غاو غوينا معه .
وفي الحديث :

( ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) .
وقال تعالى:

{ ففويل يومئذ للمكذبين الذين
هم في خوض يلعبون} الطور 11 ، 12

قال ابن كثير :
أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل .
3- الحنق على المسلمين

وحسدهم والغيظ منهم:
قال ابن تيمية: ومنهم من يحمله الحسد

على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين:
الغيبة والحسد ، وإذا أثني على شخص
أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه
في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد
وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
قال ابن عبد البر: والله لقد تجاوز الناس

الحد في الغيبة والذم . . .
وهذا كله بحمل الجهل والحسد .
4- حب الدنيا والحرص على السؤود فيها:
قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب

الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب
الناس وكره أن يذكر أحد بخير .
5- الهزل والمراح:
قال ابن عبد البر: "وقد كره جماعة من العلماء

الخوض في المزاح لما فيه من ذميم العاقبة
ومن التوصل إلى الأعراض . . ."
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
كيفية التخلص من الغيبة:
1- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه:
ويحصل هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد

والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية
وشر، ومن ذلك قوله تعالى:
{أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم
ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} الزخرف:80
وقد قال صلى الله عليه وسلم:

(استحيوا من الله عز وجل حق الحياء
، قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ،
قال: ليس ذاك ، ولكن من استحى من الله حق
الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ،
وليحفظ البطن وما وعى . .) .
2- تذكر مقدار الخسارة التي يخسرها المسلم

من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه
وسواهم.قال صلى الله عليه وسلم :
( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس
فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال :
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة
بصلاة وزكاة وصيام ، وقد شتم هذا وضرب
هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ،
وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناتهم
أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) .
روي أن الحسن قيل له:

إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن
رطباً على طبق وقال : بلغني أنك
أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك
عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
3- أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب نفسه

، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه.
قال أنس بن مالك: "أدركت بهذه البلدة

المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب ،
فعابوا الناس ، فصارت لهم عيوب ،
وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم
عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم" .
قال الحسن البصري : كنا نتحدث

أن من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله عز وجل به .
قال أبو هريرة: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه

ولا يبصر الجذع في عين نفسه.
4- مجالسة الصالحين ومفارقة مجالس البطالين:
قال صلى الله عليه وسلم :

(مثل الجليس الصالح والجليس السوء
كمثل صاحب المسك وكير الحداد ،
لا يعدمك من صاحب المسك ،
إما أن تشتريه أو تجد ريحه ،
وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك
أو تجد منه ريحاً خبيثة)) .
قال النووي في فوائد الحديث :

فيه فضيلة مجالسة الصالحين ،
وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع
والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر
وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره
وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .
5- قراءة سير الصالحين والنظر في سلوكهم

وكيفية مجاهدتهم لأنفسهم:
قال أبو عاصم النبيل: ما اغتبت مسلماً منذ علمت

أن الله حرم الغيبة .
قال الفضيل بن عياض: كان بعض أصحابنا

نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة. أي لقِلّته .
وقال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين

سنة حتى استقامت .
5- أن يعاقب نفسه ويشارطها حتى تقلع عن الغيبة.
قال حرملة : سمعت رسول ابن وهب يقول:

نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم
يوماً فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم.
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم

، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء ،

وهذا هو ثمرة العلم النافع .
ونأتي اخوتنا الكرام

لبيان جزاء الغيبة في الدنيا والأخرة
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

جزاء الغيبة:
1- الفضيحة في الدنيا:
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر

فنادى بصوت رفيع فقال:
(يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان
إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم
ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة
أخيه المسلم تتبع الله عورته ،
ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) .
وفي رواية للحديث في مسند أحمد

(لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)) .
قال المباركفوري في قوله:

(ومن تتبع الله عورته)) قال :
يكشف مساويه . . .
لو كان في وسط منزله مخفياً من الناس .
قال أبو الطيب: أي يكشف عيوبه،

وهذا في الآخرة، وقيل : معناه يجازيه بسوء صنيعه . . .
أي يكشف مساويه . . .
ولو كان في بيته مخفياً من الناس .
1- العذاب في القبر:
عن أبي بكرة رضي الله عهما قال :

مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:
إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ،
أما أحدهما فيعذب البول ،
وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث:

ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي:

معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر
عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه .
4- العذاب في النار:
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار
من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت:
من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين
يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم) .
قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر

من صفات النساء النائحات جعلهما
جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين
، إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال،
بل هما من صفات النساء في أقبح حلة وأشوه صورة .
وعن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم :

( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب
إليه يوم القيامة فيقال له:
كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح ) .
أما كيف نُصلح أنفسنا ونتوب من الغيبة
والنميمة وكل سائر الصفات المُبتذلة
يكون الأصلاح مثلها مثل سائر الذنوب والخطايا
يكون بالتوبة النصوحة وعدم الرجوع لمثل هذه
الأفعال وقد عدد العلماء بعض سُبل وطُرق التوبه منها
منها كفارة الغيبة كيف تكون
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
كفارة الغيبة:
الغيبة كغيرها من الكبائر فرض الله التوبة منها:
قال تعالى:

{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيها
المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
والتوبة النصوح هي التي

تحقق شروط التوبة وهي:
أ‌- الندم: قال صلى الله عليه وسلم :

(الندم توبة)) . قال أبو الجوزاء :
والذي نفس محمد بيده إن كفارة الذنب للندامة.
ب‌- أن يقلع عن الذنب قال ابن القيم :

"لأن التوبة مستحيلة مع مباشرة الذنب" .
ج- العزم على أن لا يعود إليها:

فعن النعمان بن بشير قال :
سمعت عمر يقول :
{ توبوا إلى الله توبة نصوحاً} التحريم: 8.
قال : هو الرجل يعمل الذنب
ثم يتوب ولا يريد أن يعمل به ولا يعود .
وهذه الشروط مطلوبة في سائر المعاصي ومنها التوبة.
شرط الاستحلال من الغيبة
وأضاف جمهور الفقهاء شرطاً وهو أن يستحل من اغتابه.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض
أو مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار
ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته
، وإن لم يكن له أخذ من سيئاته فجعلت عليه) .
قال البغوي: قوله (( فليتحلله)

أي ليسأله أن يجعله في حل من قبله، يقال:
تحلله واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل، ومعناه:
أن يقطع دعواه ويترك مظلمته ،
فإن ما حرمه الله من الغيبة لا يمكن تحليله .
قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد عند

الله عز وجل من الزنا وشرب الخمر ،
لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك
وبين الله عز وجل ، فإن تبت عنه تاب الله عليك ،
والغيبة لا يغفر لك حتى يغفر لك صاحبك .
ورأى بعض الفقهاء ومنهم

ابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح
وابن مفلح إسقاط شرط الاستحلال
إذا أدى إلى أذية صاحب الحق وزيادة الجفوة بينهما.
قال ابن مفلح:

وهذا أحسن من إعلامه (أي الدعاء له)
فإن في إعلامه زيادة إيذاء له ،
فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ
بما لا يعلم، ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم . . .
وفيه مفسدة ثالثة . . .
وهي زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة
. . . ، وهذا الرأي مروي عن السلف.
قال حذيفة : كفارة من اغتبته أن تستغفر له ..
قال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك

أن تثني عليه وتدعوا له .
قال ابن المبارك: التوبة في الغيبة

أن تستغفر لمن اغتبته .
وقال أيضاً: إذا اغتاب رجل رجلاً فلا يخبره ،

ولكن يستغفر الله .
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
أما كيف نذٌب الغيبة

ونمنعها وننصح المُغتاب أن يتوقف عن الغيبة
يكون بعدة نقاط أوجزها العلماء في قولهم:
أوجب العلماء على المسلم عدم سماع الغيبة ،
إذ سماعها كفعل قائله في الوزر ،
قال تعالى :
{ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم
آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها
فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا
في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} النساء:140
. قال الطبري: في هذه الآية الدلالة
الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع .
قال القرطبي: فكل من جلس في مجلس

معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر
. . فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي
أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
ودفع الغيبة حين حضورها من أعظم الأعمال،

قال صلى الله عليه وسلم :
( من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان
حقاً على الله أن يعتقه من النار)
. وفي رواية : (( من رد عن عرض
أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) .
قال ابن مسعود:

من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله
بها خيراً في الدنيا والآخرة ،
وما التقم أحد لقمة شراً من اغتياب مؤمن .
قال المناوي:

ذلك لأن عرض المؤمن كدمه ،
فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ،
ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه
، فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة
إن كان ممن استحق دخولها ، وإلا كان زيادة
رفعة في درجاته في الجنة .
وقد ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض

من اغتيب عنده، ففي حديث طويل
من رواية عتبان بن مالك رضي الله عنه،
وفيه قال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخشن؟
فقال بعضهم: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله
، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تقل له ذاك ، ألا تراه قد قال :
لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟
قالوا: الله ورسوله أعلم)) .
قال عمر: ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق

أعراض الناس لا تغيّروا عليه؟ قالوا:
نتقي لسانه ، قال : ذاك أدنى أن تكونوا شهداء .
أما أخوتنا الكرام الأستثناءات في الغيبة فهي:

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
حالات تجوز فيها الغيبة:
ذكر العلماء بعض الحالات التي تجوز

فيها الغيبة لما في ذلك من مصلحة راجحة.
ومن هذه الحالات:
1- التظلم إلى القاضي أو السلطان

أو من يقدر على رد الظلم.
قال تعالى: { لا يحب الله الجهر

بالسوء من القول إلا من ظلم} النساء:148
قال الشوكاني:

استثناء أفاد جواز ذكر المظلوم بما يبين
للناس وقوع الظلم عليه من ذلك الظالم .
وقال صلى الله عليه وسلم :

(ليّ الواجد يحل عرضه وعقوبته) .
واللي هو الظلم ، والواجد هو الغني القادر على السداد.
قال سفيان: يحل عرضه:

أن يقول: ظلمني حقي .
قال وكيع: عرضه: شكايته ، وعقوبته : حسبه .
2- الاستفتاء:
فيجوز للمستفتي فيما لا طريق للخلاص منه

أن يذكر أخاه بما هو له غيبة ،
ومثل له النووي بأن يقول للمفتي:
ظلمني أبي أو أخي أو فلان فهل له ذلك أم لا .
جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان
رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي
إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال
لها النبي صلى الله عليه وسلم :
( خذي ما يفكيك وولدك بالمعروف ) .
قال البغوي: هذا حديث يشتمل على

فوائد وأنواع من الفقه، منها جواز ذكر
الرجل ببعض ما فيه من العيوب
إذا دعت الحاجة إليه ، لأن النبي لم ينكر قولها:
إن أبا سفيان رجل شحيح .
3
- الاستعانة على تغيير المنكر:
فقد يرى المسلم المنكر فلا يقدر على تغييره

إلا بمعونة غيره ، فيجوز حينذاك أن يطلع
الآخر ليتوصلا على إنكار المنكر.
4- التحذير من الشر ونصيحة المسلمين:
جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم

تستشيره في أمر خطبتها وقد خطبها معاوية
وأبو الجهم وأسامة بن زيد
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :
(أما معاوية فرجل ترب لا مال له ،
وأما أبو الجهم فضراب للنساء ،
ولكن أسامة بن زيد ) .
قال ابن تيمية:

الشخص المعين يذكر ما فيه من الشر في مواضع.
. أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم . . . .
5- المجاهر بنفسه المستعلن ببدعته:
استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

( ائذنوا له، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة ) .
قال القرطبي :

في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق
أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة .
ومما يدل على اتصاف هذا الرجل بما

أحل غيبته ما جاء في آخر الحديث،
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(أي عائشة، إن شر الناس من تركه
الناس أو ودعه اتقاء فحشه)).
قال الحسن البصري :

ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة .
وقال زيد بن أسلم :

إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي .
والذي يباح من غيبة الفاسق المجاهر

ما جاهر به دون سواه من المعاصي التي يستتر بها.
قال النووي: كالمجاهر بشرب الخمر

ومصادرة الناس وأخذ المكس . . .
فيجوز ذكره بما يجاهر به ،
ويحرم ذكره بغيره من العيوب .
وينبغي أن يُصنع ذلك حسبة لله

وتعريفاً للمؤمنين
لا تشهيراً وإشاعة للفاحشة أو تلذذاً
بذكر الآخرين.
قال ابن تيمية:

وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح
وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص
مع الإنسان مثل الإنسان مثل
أن يكون بينهما عداوة دنيوية
أو تحاسد أو تباغض. . .
فهذا من عمل الشيطان
و إنما الأعمال بالنيات .

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

الأخوة في الله
وهنا نصل لأمر في غاية الأهمية
وهو كيفية التملص والبُعد عن مواطن الغيبة
والنميمة والجلسات والأجتماعات
المؤدية لهذه المعاصي والموبقات
وأهما هوالبعد عن مواطن الريبة
وينبغي على المسلم أن يبعد نفسه عن

مواطن الريبة والتهمة التي تجعله
موضعاً لغيبة الآخرين ، وأن يكشف
ما قد يلتبس على الناس، وقد سبق
إلى ذلك أكمل الخلق وأعدلهم.
فقد أتته زوج صفية في معتكفه في المسجد ،

ولما انتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم
معها يقلبها إلى بيتها فلقيه اثنان من أصحابه ،
فلما رأياه يمشي معها أسرعا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي
، فقالا: سبحان الله يا رسول الله ،
وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن الشيطان يبلغ في الإنسان مبلغ الدم ،
وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً ) .
قال ابن حجر :

فيه التحرز من التعرض لسوء الظن
والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء

ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن
يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم،
وإن كان لهم فيه مخلص . . . .
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات

من حسد وبُغض وكراهية وغيبة ونميمة
لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28850
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( الى الذين يشتهون أكل لحم بعضهم بعض )

اندبها 09-02-2019 12:11 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات) ( التباغض )
 
[frame="1 10"]
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
( فلنحذر من هذه الصفات ) ( البُغض )

http://www.m9c.net/uploads/15614934373.gif

http://www.m9c.net/uploads/15579210054.jpg

http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
عباد الله ..
أما بعد،
إخوتنا في الله
هذا هو ديننا ومنهجنا ورسالة رسولنا
صلى الله عليه وسلم ، الداعية لأتباع الاخلاق
الحسنة لتزداد الروابط قوة ومتانة بين قلوب
المسلمين ، فينشأ عن ذلك تحابب وتقارب وتآلف
فديننا إخوتنا المؤمنين الكرام
صُلب رسالته وعمود بيانه هو عبادة الله
سبحانه وتعالى وتوحيده بألوهيته
وربوبيته وبأسمائه وصفاته ....
والأيمان والتصديق بما جاء به رسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم تصديقاً كاملاً
مع الاتباع لمنهجه وطريقته وسُنته وهديه
بأعتقاد جازم غير مشكوك فيه ، أن ما جاء به
هو الحق من خلال منهجه وسيرته ووصاياه وتنبيهاته
واوامره ونواهيه ....
فالله سبحانه وتعالى جعل لنا قدوة ومثل نتبعه ونسير
على خطاه ونهجه ، وهذه القدوة هي مثلنا في الخليقة
ولكن يختلف عنّا في الخُلق والأدب والقُرب والأصطفاء
فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا
يأكل كما نأكل ويتزوج النساء كما نفعل نحن
فمن المعروف إخوتنا الكرام
أن المقتدي لايقتدي الا بما هو أعلى منه وأفضل
وأكمل في بشريته ، ولكي يكون مثله وجب إتباع
منهجه وسُنته القولية والفعلية ...
ولا يوجد احد على وجه الأرض ماهو أكمل
في بشريته وخُلقه وسمته وحُسن بيانه
الا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
فيكفي أن الله سبحانه وتعالى أعلمنا وأخبرنا
في القرآن الكريم أن رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم يملك من المزايا والصفات
ما يجعله أهل للأقتداء والأتباع والأخذ منه
وتنفيذ وصاياه سوى نهي أو زجر أو توجيه
إن أردنا ان تكون لنا الخيرة في حياتنا التى هي
باب موصل للحياة الأخرة وجناتها ونعيمها....
فمفتاح الوصول لهذا الرضى والقبول
هو إتباع المنهج والطريق السوى وإصلاح
ذات بيننا وتحسين اخلاقنا وتعاملاتنا في مابيننا
فا بالمجاهدة والصبر والعزيمة نتعلم ونتخلق
بأخلاق سيد البشر ....
فليس صعباً أو مُحالاً أن لا نستطيع فعل ذلك
فيكفي أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عنهم
تخلقوا وأحسنوا تربية أنفسهم وتنظيفها
من مزالق السوء من صفات مُبتذلة تورث
الأحقاد والكُره والضغينة فينشأ عن ذلك تفتت لأواصر
المحبة بين المسلمين.....
فعاشوا منارة للصدق والحُب والتآخي والود في مابينهم
فأصبحوا مثالاً يُحتذى به ويؤخذ منه ....
فتعلموا ذلك من حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذوا عنه كل مايفيد حياتهم آجلها وعاجلها....
أما نحن فلم يبقى لنا من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
الا سُنته ورسالته وتشريعاته ووصاياه
وأحاديثه سوى نهي أو زجر او تأكيد أوتشجيع او تعليم
ولكن للأسف نمُر على كلامه صلى الله عليه وسلم
وكأننا لم نسمع به واحيانا نستغرب وجود أحاديث
صحيحة ، ونقول في أنفسنا لم نسمع بهذا الحديث من قبل
وكأنه اتى ألينا جديداً وحديثاً ....
كل ذلك لأننا مقصرون في فهم سُنته صلى الله عليه وسلم
ولم يسترعنا ويجذبنا الأطلاع والقراءة والفهم والمدارسة
لأحاديثه صلى الله عليه وسلم .....والتعلم منها
لاننا ببساطة اخذتنا الثقافات الدخيلة علينا
وأصبحت هي شغلنا الشاغل ....فتغذت بها
نفوسنا وأرتوت بها اوصالنا وعروقنا
بأخبار وقصص وأتجاهات ومسارب أبعدتنا
عن ديننا وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم
فلم يعد أهتمامنا بما يقوله ويفعله ....
حتى وصل بنا الأمر اخوتنا الكرام
أننا اُصبنا بامراض وعاهات
من تبلد في الفهم والفكر واضطراب
في نفوسنا فأبتعدنا عن المنبع الحقيقي
لعبادة الله سبحانه وتعالى عن طريق
المنهج الذي رسمه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لنا في كيفية التقرب الى الله على بصيرة وعلم
أو إصلاح أخلاقنا والتقرب بحُسن الخُلق
لله سبحانه وتعالى في فهم أحاديثه صلى الله عليه وسلم
ومُدارستها ونشرها والدعوى لها
وفي ذلك لنا الثواب والأجر العميم
فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال:
في الحديث الصحيح
بلغوا عني ولو آية .....
فحينما نتدارس أخوتنا الكرام في احاديثه
صلى الله عليه وسلم ونتعلم منها مايُصلح لنا
حالنا وأحوالنا وتتقوى بها اواصر علاقاتنا مع بعض
فينشا الحُب والود والتقدير والاحترام
وفي نفس الوقت يندر وتندثر كل معاني الشقاق
والنفاق وسوء الأخلاق والصفات المُبتذلة
المنهي عنها في العمل بها وإتباعها
لذلك نستمر اخوتنا الكرام
في الغوص في أحدى احاديثه
صلى الله عليه وسلم الصحيحة الجامعة
لكل مانهى عنه وزجر من إتباع الصفات
التى من شانها تُفسد العلاقات بين الناس ...
وفي هذه الجمعة سنتكلم بأذن الله ونستكمل
باقي الوصايا والتحذيرات التى أتت في الحديث
الصحيح الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
ولننظر اخوتنا الكرام
أصل ومناهي وتحذيرات رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم لنا من هذه الصفة وهي
( التباغض )
بعد أن عرفنا وفهمنا ما للحسد
من تأثيرات فعليه عملية تُفسد القلوب
وتفتح باب الكراهية والحقد والغيبة والنميمة
كل ذلك في نهاية الأمر يورث صفة
جامعة لكل هذه الصفات الذميمة وهي البُغض
والكراهية .....
حتى في نقاط البيع والشراء من تعاملات
بين التجار والعوام وظهور صفات
مثل التناجش والبيع المنهي عنه وإفساد السوق
في البيع والشراء والتعاملات المالية بين الناس
كل ذلك أيضاً نتيجته النهائية تصب في صفة
جامعة تُفسد العلاقات بين الناس فيندثر الحُب
والمودة والأحسان بين الناس ، ويظهر مكانها
صفة مليئة بالحقد والكُره والبُغض...
وهذا مرتع من مراتع الشيطان
فعمله هو إفساد العلاقات بين الناس
بالأيحاء بالفتن والكراهية والبُغض لأمور
دنيوية حياتية .....
لذلك أحبتنا في الله
في هذه الجمعة سنعطي صفة الكراهية
والبُغض والحقد بعض التفصيلات والشروحات
لبيان فسادها وأسباب النهي عن التخلق بها....
ومتى تكون هذه الصفة ذميمة ومُحرمة ...؟
ومتى تكون مطلوبة وشرعية ومقبولة ...؟
والفروقات بينها وبين الكراهية والحُب
وأيضاً مفهوم البُغض في الله
والحُب في الله .....
كل ذلك سيتم التطرق اليه إبتغاء فهمه
وبيانه وشرحه لنتعلم متى نُبغض
ومتى لا نُبغض ....
نعم أخوتنا الكرام نتعلم
متى يكون البُغض له أجر وثواب
ومتى يكون حراماً ومليء بالذنوب
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

ولكن الأول وجب أن ندخل لمسارب
ودهاليز لُغتنا العربية ، لُغة القرآن الكريم
ولُغة أهل الجنة ....
لنستشعر المعاني اللغوية لهذه الصفة
التى حذرنا منها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم...
وهذا شرح وتفسير المعنى اللغوي
لصفة البُغض والتى قيل عنها أنها:
معنى البُغْض:
البغض ضِدُّ الحُب،
من بغَض الشيء بُغضًا:
مقته وكرهه، فهو باغض وبغوض،
والشيء مبغوض وبغيض،
وبَغُضَ الشَّيء بَغاضة،
فهو بَغِيض،
وأبْغَضته إبغاضًا، فهو مُبْغَض،
والاسم البُغْض،
وبَغَّضَه الله تعالى للنَّاس فأَبْغَضُوه،
والبِغَضَة والبَغْضاء:
شِدَّة البُغْض، وتَباغض القوم:
أبْغَض بعضهم بعضًا
والبغض هو نفور النَّفس عن
الشَّيء الذي يرغب عنه
وقال الكفوي:
البُغْضُ: عبارةٌ عن نفرة الطَّبع عن
المؤْلِم المتْعِب، فإذا قوي يُسمَّى مَقْتًا.
معنى الكَراهِية:
الكراهية خِلاف الرِّضا والمحبَّة، يقال:
كَرِهْتُ الشَّيء أَكْرَهُه كَرَاهَةً وكَرَاهِيةً،
فهو شيءٌ كَرِيهٌ ومَكْرُوهٌ.
والكُرْهُ الاسم. ويقال:
بل الكُرْهُ: المشَقَّة، والكَرْهُ:
أن تُكَلَّف الشَّيء فتعمله كارهًا. ويقال:
مِن الكُرْه الكَرَاهِيَة والكَرَاهِيَّة وأكْرَهتُه على كذا:
حملته عليه كَرْهًا
وقال ابن عاشور: الكُرْه: الكَرَاهِية
ونفرة الطَّبع مِن الشَّيء، ومثله الكَرْه على الأصحّ
ذِكر ذم البُغض والكراهية والنهي
عنهما في القرآن الكريم
وفي سُنة رسولنا صلى الله عليه وسلم
أولًا: ذم البُغْض والكَرَاهِية والنهي عنهما
ففي القرآن الكريم
قال تعالى:
( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ
عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) ...المائدة 91
قال الطبري: يقول تعالى ذكره:
إنما يريد لكم الشيطان شرب الخمر
والمياسرة بالقداح، ويحسن ذلك لكم؛
إرادة منه أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء
في شربكم الخمر ومياسرتكم بالقداح،
ليعادي بعضكم بعضًا، ويبغض بعضكم إلى بعض،
فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان،
وجمعه بينكم بأخوة الإسلام، ويصدكم عن ذكر الله...أ.هـ
هنا في هذه الآية الكريمة نجد ان الشيطان
يسعى لنشر العداوة والبغضاء بين الناس ويمطتيء
وسائل وسُبل وطُرق تؤدي الى البغضاء والعداوة بين الناس
ومن هذه الوسائل والطُرق الموصلة لهذه الصفة التى
يحب الشيطان أن تنتشر بين الناس ....
فالخمر والميسر والأنصاب والأزلام كلها رجس من عمل
الشيطان ، وهي تعتبر من الأسباب التى تُخلف
العداوة والبغضاء بين الناس ....
وفي تفسير أخر يبين أن للبغضاء تعريفات
منها :
بَغْضاءُ ( مفرد ) :
كَراهية ومَقْت شديدان
أثار البغضاء ( بينهم) كثرة العتاب تورث البغضاء:
الدعوة إلى عدم الإكثار من العتاب....
وهذا ماصرح به القرآن الكريم في
هذه الأيات الكريمة من أن العتاب
يورث العداوة والبغضاء ...فقال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن
دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ
الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) ...آل عمران 118
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الأيات قال:
وقوله : ( لا تتخذوا بطانة من دونكم (
أي : من غيركم من أهل الأديان ،
وبطانة الرجل :
هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره .
وقد روى البخاري ، والنسائي ،
وغيرهما ، من حديث جماعة ، منهم :
يونس ، ويحيى بن سعيد ، وموسى بن عقبة ،
وابن أبي عتيق - عن الزهري ،
عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إلَّا له بطانَتانِ:
بطانَةٌ تَأْمُرُهُ بالخَيْرِ وتَحُضُّهُ عليه،
وبِطانَةٌ تَأْمُرُهُ بالشَّرِّ وتَحُضُّهُ عليه،
والمَعْصُومُ مَن عَصَمَ اللَّهُ...... ( صحيح البخاري )
وقال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا أبو أيوب محمد بن الوزان ،
حدثنا عيسى بن يونس ،
عن أبي حيان التيمي عن أبي الزنباع ،
عن ابن أبي الدهقانة قال :
قيل لعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه :
إن هاهنا غلاما من أهل الحيرة ،
حافظ كاتب ، فلو اتخذته كاتبا ؟ فقال :
قد اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين .
ففي هذا الأثر مع هذه الآية دلالة على
أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة ،
التي فيها استطالة على المسلمين
واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى
أن يفشوها إلى الأعداء من أهل الحرب ،
ولهذا قال تعالى
: لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم .
وقد قال الحافظ أبو يعلى :
حدثنا إسحاق بن إسرائيل ، حدثنا هشيم ،
حدثنا العوام ، عن الأزهر بن راشد قال :
كانوا يأتون أنسا ، فإذا حدثهم بحديث لا يدرون ما هو ،
أتوا الحسن - يعني البصري - فيفسره لهم .
قال : فحدث ذات يوم عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
: لا تستضيئوا بنار المشركين ، ولا تنقشوا
في خواتيمكم عربيا فلم يدروا ما هو ،
فأتوا الحسن فقالوا له :
إن أنسا حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا تستضيئوا بنار الشرك ولا تنقشوا
في خواتيمكم عربيا
فقال الحسن : أما قوله :
ولا تنقشوا في خواتيمكم عربيا
محمد صلى الله عليه وسلم . وأما قوله :
لا تستضيئوا بنار الشرك يقول :
لا تستشيروا المشركين في أموركم .
ثم قال الحسن : تصديق ذلك في كتاب الله
: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم.
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
ذم البُغْض والكَرَاهِية والنهي
عنهما في السُّنَّة النَّبويَّة
عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال
: إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذب الحديث،
ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا،
ولا تباغضوا، ولا تدابروا،
وكونوا عباد الله إخوانًا...صحيح البخاري
وعن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم،
قال: سيصيب أمَّتي داء الأمم، قالوا:
يا نبيَّ الله، وما داء الأمم؟ قال:
الأشَرُ والبَطَرُ، والتَّكاثر والتشاحن في الدُّنيا،
والتَّباغض، والتَّحاسد حتى يكون البغي ثمَّ الهرج...
صححه الألباني في السلسة الصحيحة.
قال المناوي شارحًا هذا الحديث
الأَشَر. أي: كُفر النِّعمة
والبَطَر: الطُّغيان عند النِّعمة، وشدَّة المرَح
والفرح، وطول الغنى. ((
والتَّكاثرمع جمع المال.
والتَّشاحن أي: ( التَّعادي والتَّحاقد )
في الدُّنيا والتَّباغض والتَّحاسد
. أي( تمنِّي زوال نعمة الغير. (
حتى يكون البغي أي:
مجاوزة الحدِّ، وهو تحذيرٌ شديدٌ مِن التَّنافس
في الدُّنيا؛ لأنَّها أساس الآفات،
ورأس الخطيئات، وأصل الفتن، وعنه تنشأ الشُّرور
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:
إذا فُتِحَت عليكم فارس والرُّوم، أيُّ قوم أنتم؟
قال عبد الرَّحمن بن عوف
: نقول كما أمرنا الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أو غير ذلك، تتنافسون،
ثمَّ تتحاسدون، ثمَّ تتدابرون،
ثمَّ تتباغضون، أو نحو ذلك،
ثمَّ تنطلقون في مساكين المهاجرين،
فتجعلون بعضهم على رقاب بعض.....
أخرجه مسلم في صحيحه
قوله صلى الله عليه وسلم :
إذا فتحت عليكم فارس والروم
أي قوم أنتم ؟
ومقصد سؤال النبي صلى الله عليه وسلم
أي القوم أنتم ...؟
أي ماذا سيكون حالكم إن أكرمكم الله
بنِعم وفيرة بعد أن يمن عليكم بفتح فارس والروم
فكان جواب الصحابي ....
بأننا سنقول كما امرنا الله حين يكرمنا بنِعم وفضل
نحمده ونشكره ونسأله المزيد من فضله
فقال صلى الله عليه وسلم
بل سيكون هناك أمر أخر
وصفات ستطفوا فوق السطح وتظهر
وستكون وبال عليكم إن أعتقدتم فيها ...
فستتنافسون أي تتسابقون
ثم يصل بكم الأمر أن تتحاسدون ثم
يتطور الأمر فتتدابرون
ثم تتباغضون ...عندها ستنطلقون
في مساكين المهاجرين
فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ...
قال العلماء :
التنافس إلى الشيء المسابقة إليه ،
وكراهة أخذ غيرك إياه ، وهو أول درجات الحسد .
وأما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها
. والتدابر التقاطع وقد بقي مع التدابر شيء من المودة ،
أو لا يكون مودة وبغض
. وأما(التباغض ) فهو بعد هذا ،
ولهذا رتبت في الحديث ،
ثم ينطلقون في مساكين المهاجرين أي ضعفائهم ،
فيجعلون بعضهم أمراء على بعض .
وعن أبي هريرة، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم،
قال: سيصيب أمَّتي داء الأمم، قالوا:
يا نبيَّ الله، وما داء الأمم؟ قال:
الأشَرُ والبَطَرُ، والتَّكاثر والتشاحن في الدُّنيا،
والتَّباغض، والتَّحاسد حتى يكون البغي
ثمَّ الهرج.......صححه الألباني في صحيح الجامع
نعم أخوتنا الكرام
هكذا تنبأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
أنه سيصيب الأمة الكثير من الشرور
وها نحن في هذا الزمان أصبنا بقليل منها
فكفرنا بالنعمة ولم نحمد الله عليها
حتى على قِلتها وندرتها ....
وعند كُثر النعمة أُصبنا بالطغيان
فأصبحت النِعم بالنسبة لنا وسيلة وطريقة
للبطر وهو شدة الفرح والمرح إبتهاجاً بما سيزول
أن لم نحمد الله ونشكره على نِعمه علينا...
فلم يقتصر الأمر فقط على هذا
بل تعداه للتحاقد والتباغض والحسد
والضغينة وكل الصفات المنهي عنها
أصبحت بالنسبة لنا هي الوسيلة والغاية
والهدف لزوال نِعم الغير مع بقاءها معنا
وفي شرح للمناوي لهذه المصطلحات
في هذا الحديث انه قال:
قال المناوي شارحًا هذا الحديث
في كتاب ( فيض القدير )
الأَشَر)). أي: كُفر النِّعمة
والبَطَر): الطُّغيان عند النِّعمة،)
وشدَّة المرَح والفرح، وطول الغنى
. والتَّكاثر ). مع جمع المال )
والتَّشاحن ). أي: التَّعادي والتَّحاقد )
في الدُّنيا والتَّباغض والتَّحاسد
. أي: تمنِّي زوال نعمة الغير
حتى يكون البغي). أي: مجاوزة الحدِّ، )
وهو تحذيرٌ شديدٌ مِن التَّنافس في الدُّنيا؛
لأنَّها أساس الآفات، ورأس الخطيئات،
وأصل الفتن، وعنه تنشأ الشُّرور...أ. هـ
ومن تنبُآت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
عن ماذا سيكون عليه حال أُمته من بعده
وماذا سيكون عليه الحال إن تخلق المسلم
بصفات مثل الحسد والبغضاء ...
ففي الحديث الذي رواه
الزبير بن العوام رضي الله عنه
أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم:
الحسد والبَغْضَاء، هي الحالقة،
لا أقول تحلق الشِّعر، ولكن تحلق الدِّين،
والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا،
ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا،
أفلا أُنبِّئكم بما يثبِّت ذلك لكم؟
أفشوا السَّلام بينكم....حسّنه الألباني في سُنن الترمذي
قال ملا علي القاري...في كتابه مرقاة المفاتيح
في شرح هذا الحديث ومفرداته .....
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: دبَّ...أي: نقل وسَرَى ومَشَى بخِفْيَة.
إليكم داء الأمم قبلكم؛ الحسد.
أي: في الباطن. والبَغْضَاء. أي:
العداوة في الظَّاهر... وسُمِّيا داءً؛ لأنَّهما داء القلب.
هي. أي: البَغْضاء، وهو أقرب مبنًى ومعنًى،
أو كلُّ واحدة منهما. الحالقة. أي:
القاطعة للمحبَّة والألفة والصِّلة والجمعيَّة
. والخصلة الأولى هي المؤدِّية إلى الثَّانية،
ولذا قُدِّمت. لا أقول: تحلق الشَّعر. أي:
تقطع ظاهر البدن، فإنَّه أمرٌ سهل.
ولكن تحلق الدِّين. وضرره عظيم في الدُّنيا والآخرة.
قال الطِّيـبيُّ: أي: البَغْضاء تُذْهِب بالدِّين
كالموسى تُذْهِب بالشَّعر، وضمير المؤنَّث
راجعٌ إلى البَغْضَاء....أ هــ .
أخوتنا المؤمنون
نأتي الأن لمعرفة الفرق بين البُغض والكراهة
فهاتان الصفتان يحملان الرسالة نفسها
ولكن بمعرفة الفرق بينهما نفهم
أن البُغض أعم وأشمل من الكراهة أو الكراهية
- الفرق بين البُغْض والكَرَاهَة:
قال أبو هلال العسكري
وهو الحسن بن عبد الله العسكري
وهو أحد الأدباء المهتمين بالشأن اللغوي
للغتنا العربية ...فيقول في كتابه الفروق:
الفرق بين البُغْض والكَراهة
أنَّه قد اتَّسع بالبُغْض ما لم يتَّسع بالكَراهَة،
فقيل: أُبْغِض زيدًا أي:
أُبْغِض إكرامه
ونفعه، ولا يقال: أكرهه بهذا المعنى،
كما اتَّسع بلفظ المحبَّة، فقيل:
أُحِبُّ زيدًا، بمعنى:
أحبُّ إكرامه ونفعه، ولا يقال:
أريده، في هذا المعنى،
ومع هذا فإنَّ الكَرَاهَة تُسْتَعمل فيما لا يُسْتَعمل
فيه البُغْض، فيقال: أَكْرَه هذا الطَّعام. ولا يقال:
أَبْغُضه، كما تقول:
أُحِبُّه. والمراد أنِّي أكره أكله، كما أنَّ المراد بقولك:
أريد هذا الطَّعام، أنَّك تريد أكله أو شراءه .
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وعندما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ولا تباغضوا ....فينهي عن البُغض الغير شرعي
فالتباغض هنا -أيضا- عام
في كل ما يكون سببا لحدوث البغضاء من
الأقوال والأعمال، فكل قول يؤدي إلى البغض،
فأنت منهي عنه،
وكل فعل يؤدي إلى التباغض،
فأنت منهي عنه، فالمؤمن مأمور بأن يسعى بما فيه
المحبة بين إخوانه المؤمنين،
وأما ما فيه من التباغض،
فهو حرام أن يسعى فيه بقوله، أو قلمه،
أو كلامه، أو عمله، أو تصرفاته، أو إشاراته،
أو لحظه حتى إن الرجل لا ينبغي له أن يبغض،
بل لا يسوغ له أن يبغض أي مسلم كان؛
لأنه قد أحبه لما معه من الإسلام والتوحيد،
وهذا يجبر غيره، وإن أبغضه بغضا دينيا
فهذا لا حرج، لكن البغض الدنيوي هو الذي نهى عنه هنا.
معنى الحب في الله، والبغض في الله
ونأتي أخوتنا الكرام
للذي تم ذكره من أن هناك بُغض له أجره وثوابه
وهناك بُغض حرام فيه الأثم والسيئات
وهذا يتم ترجمته في أن هناك
حُب في الله والبُغض في الله....
فالحب في الله والبغض في الله، عملان قلبيان،
لكن لهذا الحب لوازم مثل:
النصح للمسلمين، والإشفاق عليهم،
والدعاء لهم، والسلام، وزيارة مريضهم،
وتشييع جنائزهم، وتفقد أحوالهم. أما لوازم البغض فمنها:
ألا نبتدئهم بالسلام، والهجرة من دار الكفرِ
إلى دار الإسلام، وعدم التشبه بهم،
وعدم مشاركتهم في الأعياد كما هو مبسوط في موضعه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
في كتابه (قاعدة في المحبة):
(أصلُ الموالاة هي المحبة كما أنَّ أصلَ المعادة البغض،
فإنَّ التحاب يوجبُ التقاربَ والاتفاق،
والتباغضَ يوجبُ التباعدَ والاختلاف).
1. وقال الشيخ عبد اللطيف
بن عبد الرحمن بن حسن رحمة الله عليهم:
أصلُ الموالاة: الحب، وأصلُ المعاداةِ:
البغض، وينشأ عنهما من أعمالِ القلوبِ
والجوارح ما يدخلُ في حقيقةِ الموالاةِ
والمعاداة، كالنصرةِ والأنس والمعاونة،
وكالجهادِ والهجرةِ ونحو ذلك من الأعمال....

1. وسئلَ الإمامُ أحمد- رحمة الله-
عن الحب في الله، فقال:
"ألاَّ تُحبه لطمعٍ في ديناه
فمن خلالِ أقوال هؤلاءِ الأئمة ونحوهم،
يتبيّن لنا أنَّ الحب والبغض أمرٌ قلبي،
فالحب محله القلب، والبغض محلهُ القلب،
لكن لا بد لهذا العمل القلبي أن يظهرَ على الجوارح،
فلا يأتي شخصٌ يقول:
أنا أبغض فلاناً في الله،
ثم تجدُ الأنس والانبساط والزيارة والنصرة
والتأييد لمن أبغضه في الله!،
فأين البغض في الله؟،
فلا بد أن يظهرَ على الجوارح،
فلو أبغضنا مثلاً أعداءَ الله من النصارى
ومن اليهود، فهذا البغض محلهُ القلب،
لكن يظهرُ على الجوارح من عدم بدئهم بالسلام
مثلاً كما قال صلى الله عليه وسلم:
( لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام ) (رواه مسلم)
، أو من خلال عدم المشاركة في أعيادهم،
لأنَّ هذه المشاركة من التعاون على الإثم والعدوان،
والله يقول:
( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ ) ..المائدة من الآية2
وكذلك الحب في الله،
فإذا أحببنا عباد الله الصالحين،
وأحببنا الأنبياء والصحابة وغيرهم من أولياء الله تعالى
، فهذا الحبُ في القلب لكن له لوازم
وله مقتضيات تظهرُ على اللسان
وعلى الجوارح،
فإذا أحببنا أهلَ الإسلام أفشينا السلام،
كما قال عليه الصلاة والسلام:
ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،
أفشوا السلام بينكم... (رواه مسلم )
كذلك النصيحة، فعندما أرى أخاً لي من
أهل الإسلام يُقصرُ في الصلاة،
كأن يخل بأركانها أو واجباتها، فأنصحهُ،
فهذا من مقتضى الحبِ في الله،
فإذا عُدم ذلك فهذا يدل على ضعف الإيمان،
فلو وجدنا رجلاً يقول: أنا أحب المؤمنين
لكنه لا يسلّم عليهم، ولا يزورُ مريضهم،
ولا يتبعُ جنائزهم، ولا ينصحُ لهم،
ولا يشفقُ عليهم، فهذا الحب لا شك
أنَّ فيه دخنٌ ونقص لا بد أن يتداركه العبد.
3. يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في فتاويه:
(إنَّ الله عقد الأخوة والموالاة والمحبة بين
المؤمنين كلهم، ونهى عن موالاة الكافرين كلهم،
من يهود، ونصارى، ومجوس، ومشركين،
وملحدين، ومارقين وغيرهم ممن ثبت
في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم،
وهذا الأصل متفق عليه بين المسلمين،
وكل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعية
، فإنَّهُ تجب محبته وموالاته ونصرته،
وكل من كان بخلاف ذلك فإنَّه
يجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته،
وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة،
فالولاءُ والبراء تابعٌ للحب والبغض،
والحب والبغض هو الأصل،
وأصلُ الإيمان أن تحبّ في الله أنبياءه وأتباعهم،
وأن تبغض في الله أعداءه وأعداء رسله)..أ.هـ
وقد بيّن أهلُ العلم أن المؤمن تجبُ محبته
وإن أساء إليك، والكافر يجبُ بغضه وعداوته
وإن أحسن إليك
. فالمسلم وإن قصّر في حقك وظلمك،
فيبغض على قدر المظلمة،
لكن يبقى حق الإسلام وحق النصرة
وحق الولاية. والسؤال:
ماذا يجب علينا تجاه المسلمين ممن خلطوا
عملاً صالحاً وأخر سيئاً، فهم ليسوا
من أولياء الله الصالحين، وليسوا من أعداء الله الكافرين؟
الواجبُ في حق هؤلاء أن نحبهم ونواليهم
بقدر طاعتهم وصلاحهم، وفي نفس الوقت نبغضهم
على قدر معصيتهم وذنبهم. فمثلاً:
جارك الذي يشهد الصلوات الخمس،
عليك أن تحبه لهذا الأمر، لكن لو كان هذا الجار يسمعُ
ما حرم الله من الأغاني مثلاً، أو يتعاطى الربا،
فعليك أن تبغضه على قدر معصيته،
وكلما ازداد الرجل طاعةً ازددنا له حبّاً،
وكلما زاد معصية ازددنا له بغضاً. وقد يقول قائل:
وكيف يجتمع الحب، والبغض في شخص واحد؟
كيف أحب الشخص من جانب، وأبغضه من جانب؟
أقول: هذا ميسر، فهذا الأب رُبما ضرب ابنه
وآلمه تأديباً وزجراً،
ومع ذلك يبقى الأصل أنَّ الأبُ يحبُ ابنه
محبةً جبلية، فيجتمع الأمران
. وكذلك المعلم مع تلاميذه،
أو الرجل مع زوجته إذا زجرها أو هجرها
إذا كان الأمر يقتضي ذلك،
لكن يبقى الأصل في ذلك محبتها
والميل إليها، فإذا كان الشخصُ يجتمع فيه إيمانٍ
مع ارتكابِ محرمات أو ترك واجبات ممَّا لا ينافي
الإيمان بالكلية، فإنَّ إيمانه يقتضي حبّه ونصرته،
وعصيانهِ يقتضي عداوته وبغضه على حسب عصيانه.
ومما يبيّن هذا الأمر، ما جاء في
هدى النبي صلى الله عليه وسلم
فقد حقق عليه السلام الأمرين،
والدليل ذاك الرجل الذي يشربُ الخمر
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
واسمه عبد الله، وكان كثيراً ما يُؤتى به
فيجلد، فأتي به في أحدِ المرات،
فقال أحد الحاضرين:
لعنهُ الله ما أكثر ما يُؤتى به،
فقال عليه السلام:
«لا تلعنهُ، أما علمت أنَّه يحبُ الله ورسوله»
(ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوي)،
أو كما ورد في الحديث، فمقتضى العداوة والبغضاء
أن أقام عليه الحد فجلده،
وفي نفس الوقت أيضاً، مقتضى الحب والولاء له،
أن دافع عنهُ عليه الصلاة والسلام فقال:
«لا تلعنه
أخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg



الحمد الله رب الناس الذي أسبغ نِعمه على عباده
الطائعين وغير الطائعين
فشكره المؤمنون به وكفر من لم يشكر أفضاله
وأشهد ان لا اله الا الله الذي خلق الخلائق
لعبادته والتقرب له ، فارسل الرُسل وأنزل الكُتب
لبيان أن الله واحد لامعبود ولا شريك له
وهو من يستحق العبادة والتذلل وطلب المغفرة
وأشهد أن محمد أبن عبد الله صلى الله عليه وسلم
رسوله ونبيه ومُصطفاه الذي أصطفاه على سائر الخلق
ليجعله نبي هذه الأمة ومُبشراً بالنِعم والفضائل
وحذر من الفساد والنقائص
وفتح لنا مداركنا بأن نتعلم منه ونتبع سُنته وهديه
والتخلق بأخلاقه وصفاته
فأوصانا بعدم القُرب من صفات يشترك الشيطان
والأنسان فيها منها الحسد وأهله ....
إخوتنا المؤمنون
ندخل ونستكمل فقرة
ولوازم الحُب في الله والبُغض في الله
. لوازم الحب في الله، والبغض في الله
: أشرنا إلى أنَّ الحب في الله والبغض في الله،
عملان قلبيان، لكن لهذا الحب لوازم مثل:
النصح للمسلمين، والإشفاق عليهم،
والدعاء لهم، والسلام، وزيارة مريضهم،
وتشييع جنائزهم، وتفقد أحوالهم
. أما لوازم البغض فمنها:
ألا نبتدئهم بالسلام، والهجرة من دار
الكفرِ إلى دار الإسلام، وعدم التشبه بهم،
وعدم مشاركتهم في الأعياد كما هو مبسوط في موضعه.
فسبب البغض إذا كان دينيا مشروعا، فهذا مطلوب،
ولا بأس به، لكن بالنسبة للمسلم فإنه لا يبغض بالجملة،
بل يجتمع في حق المؤمن،
أو في حق المسلم ما يكون معه الحب له،
وهو ما معه من الإيمان والتوحيد والطاعة،
وما يكون معه البغض له،
وهو ما قد يكون يقترفه من الإثم والعصيان.
وهذا العالم الجليل أبن باز رحمه الله
يوضح هذه النقطة وهي البغض في الله
أ ي البُغض الشرعي المطلوب فيقول:
الجواب: الحب في الله أن تحب من أجل الله جل وعلا؛
لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله،
وتبغضه في الله؛ لأنك رأيته كافرًا
عاصيًا لله فتبغضه في الله، أو عاصيًا
وإن كان مسلمًا فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي،
هكذا المؤمن، يتسع قلبه لهذا وهذا،
يحب في الله أهل الإيمان والتقوى،
ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي،
ويكون قلبه متسعًا لهذا وهذا،
وإذا كان الرجل فيه خير وشر كالمسلم العاصي
أحبه من أجل إسلامه وأبغضه
من أجل ما عنده من المعاصي،
فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض،
فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حبًا كاملًا،
وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملًا،
وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه
على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام
ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات. نعم.
فإذن في المؤمن والمسلم يجتمع الموجبان
في الدين الحب والبغض،...أ.هـ
والنبي -صلى الله عليه وسلم- هنا قال:
لا تباغضوا قال العلماء:
هذا في السعي فيما فيه التباغض في أمر الدنيا،
أما إذا كان لأمر شرعي وديني، فإن هذا مطلوب،
ولا يدخل في هذا النهي،
والسعي في البغضاء بأنواع كثيرة،
وحتى الرجل مع أهله ينبغي له أن يسعى فيما فيه
المودة والمحبة وألا يبغض، وإذا حصلت البغضاء،
فإنه ينظر كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم
: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن سخط منها خلقا رضي
منها خلقا آخر يعني:
لا يبغض مؤمن مؤمنة.
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وهذه قاعدة عامة أن المؤمن لا يسوغ له
أن يبغض مؤمنا، يعني:
بعامة، بل ينظر إليه إن حصل في قلبه بغضاء،
فينظر إلى أخيه المؤمن،
وينظر ما معه من الخير والإيمان والطاعة،
فيعظم جانب طاعته لله على نصيب نفسه،
وحظ نفسه، فتنقلب البغضاء عنده هونا ما
، ولا يكون بغيضا له بغضا تاما،
أو ما يوجب المقاطعة، أو المدابرة
أقوال السَّلف والعلماء في البُغض والكُره
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أَحْبِب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما
، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما.
2
. وقال بعض الصَّحابة:
(مَن أراد فضل العابدين، فليصلح بين النَّاس،
ولا يوقع بينهم العداوة والبَغْضاء.
3. وقال أبو حاتم:
حاجة المرء إلى النَّاس مع محبَّتهم
إيَّاه خيرٌ مِن غناه عنهم مع بغضهم إيَّاه،
والسَّبب الدَّاعي إلى صدِّ محبَّتهم له
هو التَّضايق في الأخلاق وسوء الخُلُق؛
لأنَّ مَن ضاق خُلُقه سَئِمَه أهله وجيرانه،
واستثقله إخوانه، فحينئذٍ تمنَّوا الخلاص منه
ودعوا بالهلاك عليه.
وقال:
الواجب على النَّاس كافةً:
مجانبة الإفكار في السَّبب الذي يؤدِّي
إلى البَغْضَاء والمشاحنة بين النَّاس
، والسَّعي فيما يفرِّق جمعهم، ويُشتِّت شملهم .
4. وقال ابن القيِّم:
البُغْض والكَرَاهَة أصل كلِّ ترك ومبدؤه.
5. وقال الغزَّالي:
اعلم أنَّ الأُلفة ثمرة حسن الخُلُق،
والتَّفرُّق ثمرة سوء الخُلُق،
فحُسْن الخُلُق يُوجِب التَّحابَّ والتَّآلف والتَّوافق.
وسوء الخُلُق يثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّدابر
، ومهما كان المثْمِر محمودًا كانت الثَّمرة محمودة.
إخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا للبُغض والكراهية مكان في قلوبكم
فأحبوا إخوانكم وأدعوا لهم بظهر الغيب
فالبُغض هي آفة تمحق الحُب والود من القلوب
ولا تورث إلا الأحقاد والضغائن
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبينا
ورسولنا صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
إن أطال الله عمرنا وإن كان غير ذلك
فلا أطلب الا الدعاء والتثبيت...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28884
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات) ( التباغض )

اندبها 09-06-2019 07:12 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
[frame="1 10"]
http://www.m9c.net/uploads/15614934371.gif

http://www.m9c.net/uploads/15579210054.jpg

http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

أما بعد،
إخوتنا في الله
الحمد الله الذي لاتدركه الأبصار
وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير
سبحانه وتعالى تفرد بالعلم والازلية
احمدك اللهم حمداُ يفوق حمد الحامدين
واشكرك شكرا يفوق شكر الشاكرين
حمداً يليق بعضمة جلالك وشكراً يليق
بعضمة كمالك وكثرة إفضالك
على كل نعمة صدرت لنا من خزائن هباتك وعطاياك
وأشهد أن لا اله الا الله صدقاً وحقا ويقينا
وأشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم
أرسله الله بالحق بشيراً ونذيرا وشافعا
في الخلائق وسراجاً منيراً
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبته
ومن تبعه وآمن به الى يوم القيامة
قال تعالى
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ
الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ
قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) النساء 136

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

اخوتنا المؤمنون
أن اول ركن في الأسلام هو أن تُشهد
أنه لا اله الا الله وأ ن
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذلك مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
بُني الأسلام على خمس

أولها الشهادة
وسوف نأخذ بأذن الله تعالى الجزء الأول من الركن الأول
وهو شهادة أن لا إله الا الله بقليل من البحث والبيان
لنتعلم ونعرف ونقف عند هذا الركن العظيم
والذي تأتي عظمته في أن ينفي على
الله سبحانه تعالى كل مظاهر الشرك والنديّة
لندخل الى أصل من أصول التوحيد لله
بل هو التوحيد بذاته....
وما اختياري لهذا الموضوع وهو التوحيد
بالشرح والبيان والتحلق حول معانية
ومستلزماته وشروطه
وبيان فروعه وأصوله
الا محاولة لنبين لكثير من الناس
في أن يتعلموا ويتبينوا أن هناك
أصل من أصول التوحيد مهم جداً
وبدون فهمه وأستيعاب شروطه وبيان
أقسامه ...نقع في شبهات ربما تصلنا
والعياذ بالله للكفر والخروج من الِملّة
فكلنا نقول نشهد أن لا اله الا الله
محمد رسول الله
ولكن هل كلنا نعمل بمقتضاها وشروطها
أم نقولها هنا وننطلق لنعبد ونُشرك بالله
دون أن نشعر وأحيانا نحاذي الفِرق الضَالة الأخرى
ونفعل مثلها في التمسح بالقبور والأولياء
ونعبدهم ونطلب منهم قضاء حواجئنا
كل ذلك نوع من الشِرك بالله وجعله نِد للأخرين
كل ذلك نقع فيه إن لم نعرف ماهو التوحيد
وماهي المقتضيات لتوحيد الله
في أسمائه وصفاته
فليس التوحيد من السهولة في إستيعابه
وسهولة في فهم مقتضياته وشروطه
وأبوابه واقسامه
فالنبي صلى الله عليه وسلم قضى ثلاثة عشر سنة
في مكة يعلم أهلها فقط التوحيد
وعدم الأشراك بالله وتعليمهم أن الله واحد
لاشريك ولانِد ولاشبيه له
ولم يكن الله سبحانه وتعالى أصم لا يسمع
ولافقير ليقتر على الناس حواجئهم
حتى يستعينوا بأصنام صنعوها بأيديهم
وعبدوها لتقربهم من الله زُلفة
فلم يقضى تلك السنوات الأولى من الدعوة
في التشريع الحياتي في أفعل أو لاتفعل
أو هذا حلال وهذا حرام
فلم تُفرض اي فريضة في تلك المرحلة
الا الصلاة فقد فُرضت قبل الهجرة بتلاث سنوات
لذلك أخوتنا الكرام
عندما يُصنف العلماء الأفاضل من أهل
السُنة والجماعة المصنفات والكُتب في
علم من علوم التوحيد وبيان مدى اهميته
وخطورته والنتائج المُترتبه عليه إن لم نتحقق
من صحة توحيدنا لله سبحانه وتعالى في ربوبيته
وألوهيته وفي أسمائه وصفاته ....
لانهم يعلمون أن شهادة التوحيد يترتب على
قائلها والمؤمن بها ، يترتب عليه واجبات كبيرة

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

فعندما يأتي لنا اليوم من
يجادل ويقول لماذا تضخمون المسائل
فكلنا نعرف شهادة أن لا اله الا الله
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلنا نؤمن بان الله لاشريك له
وعندما نسأله في لماذا اذاً تتجه للاولياء
سوى أحياء أو أموات بالتمسح بقبورهم
وطلب المساعدة والعون وقضاء الحوائج
ولماذا تُشرك بالله حينما تسُب الدهر
إن وقع لك شيء تكرهه مُعتقداً
أن الدهر هو المُشترك في فعل المكاره مع الله
وهذا شِرك بعينه
فإن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد أن الدهر
فاعل مع الله فهو مشرك،
وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك
وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى،
وإن سب الدهر لكونه ظرفاً للمكروه
فقد سب مخلوقا لا يستحق السب وهو أولى بالسب منه.
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه

أبو هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ يقولُ:
يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فلا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ:
يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فإنِّي أنا الدَّهْر، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ ونَهارَهُ،
فإذا شِئْتُ قَبَضْتُهُما.
:صحيح مسلم
قال الشافعي في تأويل هذا الحديث:
والله أعلم إن العرب كان من شأنهم
أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل
بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك...
ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر

فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء
فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم،
إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون
الله تبارك وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء.
والحديث صريح في النهي عن سب الدهر

مطلقاً، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك.
وذكر ابن القيم عليه رحمة الله
أن سب الدهر فيه ثلاث مفاسد:
أحدها: سبه ممن ليس أهلاً للسب،

فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله
منقاد لأمره متذلل لتسخيره
فسابه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك،

فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع.
الثالثة: أن السب منهم وقع

على من فعل هذه الأفعال

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

ونقول له لماذا تجعل لله شريك
وتحلف به وتجعله مُقدس
كالأقوال المُنتشرة بين الناس
والحلف بغير الله
في هذا الزمان مثل :
( والنبى .. والمصحف .. والكعبه .
. والنعمه .. أو الحلف بحياة إنسان....مثل :
وحياتك ...وحياة أمك وأبوك
أو يحلف بالأم أو الأب .....
أو ذكر المقبورين من الصوفيين
الضالين المُضلين ..فيحلفون بهم على شاكلة
وحياة سيدنا المرسي أبو العباس
أو ومقام السيدة زينب أو البدوي
او ومقام سيدنا الشيخ عبد السلام الأسمر
أو سيدنا الشاذلي )
ألم تسمع أو تقرأ حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصحيح الذي رواه الأمام أحمد في مُسنده
عن سعد بن عبيه قال سمع ابن عمر

رجلا يقول والكعبة فقال لا تحلف بغير الله
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
من حلف بغير الله فقد كفر وأشرك
مسند الامام أحمد

وبعد أن تُعدد له الأعمال والأعتقادات
الشركية التى من شأنها أن تُخرج من المِلّة
ولايكفي أن تقول لا اله الا الله
بدون أن تعمل بمقتضاها وشروطها
يقول لك ليتهرب من سيل الحُجج المنهالة عليه
يقول لك :
إن الله لن يحاسبني لأني وجدت أبائي وأهلي
وعشيرتي يفعلون ذلك فأتبعتهم وأنا أجهل
هذا العلم ولا أعرفه ولم أسمع به
هنا نقول له ولمثل هذا المُخطيء
إن الله سبحانه وتعالى لايُعذرك بجهلك
لأنك تسمع وترى ويمكنك التعلم والسؤال
ومعرفة التوحيد وأصوله وشروطه
فلا أعتقد أن ترفض وتُعاند لمن يقول لك إن إردت
شيئاً فأطلبه من الله سبحانه وتعالى مُباشرة
دون الألتجاء للأولياء أو قبورهم أو التمسح
بهم أو الحلف بالأباء أو الأمهات أو الأبناء
وحتى بالأنبياء .....
لأنك إن فعلت ذلك دخلت في الشِرك والعياذ بالله
ولكن أقول لك تعلم الأن وأقرأ
وأصلح من شأن إعتقادك بالله سبحانه وتعالى
ولا تستهين بهذا الموضوع ...
وستجد أنك ستقرأ نقاط وشروحات لم تسمع
بها ولم تخطر ببالك لانك بعيد عن العلم الشرعي
ومعرفة ما لك وماعليك تجاه الله سبحانه وتعالى
فلا عيب في من لا يقرأ ولا يكتب
فالوسائل متوفرة من سماع العلماء
ومعرفة أصول كل شيء
حتى تتعلم وحينها تعبد الله على بصيرة
بالعلم والمعرفة
وليس بعبادته بالجهل وعدم معرفته

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

معني الشهادة
أن لا اله الا الله
معنى لا إله إلا الله وشروطها
لا إله إلا الله لا تنفع قائلها
إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها،
أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه
فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل،
نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من
أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها
. معنى لا إله إلا الله وشروطها
لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص،
وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده،
وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد.
وقد ورد في فضلها أحاديث منها
: ما رواه البخاري ومسلم من
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله،
وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة،
وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان )
وأيضاً مارواه الترمذي
وحسّنه الألباني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير »
ومنها ما رواه البخاري في ( الأدب المفرد )
وصححه الشيخ الألباني عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( إن نبي الله نوحاً صلى الله عليه وسلم
لما حضرته الوفاة قال لابنه:
آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع
والأرضين السبع لو وضعن في كفة
ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن
. ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع
كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله


http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة
معناها وشروطها
. أما معناها فقال العلماء إنه:
لا معبود يستحق العبادة إلا الله،
فهي تتكون من ركنين أساسيين، الأول:
نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه،
والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه
دون من سواه
. غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل
مجرد التلفظ بالكلمة فحسب،
بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون
نافعة عند الله سبحانه وتعالى.
شروط كلمة التوحيد
( لا اله الا الله )
والقصد إخوتنا المؤمنون من شروط كلمة التوحيد
هو الأسس التى يجب أن تتوفر لنجاح
العمل بمقتضى ( لا اله الا الله )
أي لاتنفع الكلمة بدون شروط فهما
وإستيعابها ومعرفة مقتضياتها وشروطها للقبول
وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله
ما يلي: 1
العلم بمعناها
: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه
الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهي
عن غير الله وإثباتها له سبحانه،
قال تعالى :
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ} محمد:19
. 2- اليقين
: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك
فيها أو فيما تضمنته،
لقوله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحجرات:15
وقال صلى الله عليه وسلم:
«أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما
إلا دخل الجنة» (رواه مسلم)
. 3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة
بقلبه ولسانه
: والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد
والاستكبار، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام
رفضوا قول لا إله إلا الله،
فكان ذلك سبب عذابهم،
قال تعالى:
إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.إِنَّهُمْ
كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ}
الصافات:34-35
4.الانقياد لما دلت عليه:
بمعنى أن يكون العبد عاملاً بما أمره الله به،
منتهياً عما نهاه الله عنه،
قال تعالى
: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأَمُورِ} لقمان:22
، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
" العروة الوثقى هي لا إله إلا الله
". 5- الصدق
: ومعناه أن يقولها صادقاً من قلبه،
يوافق قلبه لسانه
قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ
وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ
أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} البقرة:8-9
6.لإخلاص
: وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة،
قال تعالى:
{وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ
لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ
الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ [البينة:5
7- المحبة لهذه الكلمة
ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها،
وبُغض ما ناقضها،
قال تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ
أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ} البقرة:165

http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

. فهذا هو معنى هذه الكلمة
، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب
النجاة عند الله سبحانه.
وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون:
من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال:
من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها
وفرضها دخل الجنة. فلا إله إلا الله
لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها،
آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع
تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه
حتى يقرن بالقول العمل،
لذلك أخوتنا الكرام
نستنتج بعد أقوال العلماء
أن شروط صحة العبادة وأنواعها
لاتتحقق وتصح الا اذا توفر ت شروطها
مع الأخلاص في أن تكون العبادة خالصة
لله ولاشريك معه فيها
والمُتابعة أن تقع وفق ما سنه لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لأنه هو المبين عن الله مراده في آياته,
وليس لنا حق الاعتراض أو الزيادة أو النقص,
ومن استحل ذلك خرج من الملة،
نسأل الله العلي العظيم
أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها.
ولزيادة الأيضاح إخوتنا في الله
نسمع ونقرأ أقوال العلماء اهل السُنة والجماعة
الأفاضل في شروحاتهم وبياناتهم حول كلمة التوحيد
وفي أيضاح لهذه الشهادة ومعناها
قال العلاّمة أبن باز رحمه الله عنها:
أن يشهد بلسانه وبقلبه أنه لا معبود بحق
إلا الله، يشهد بلسانه ويؤمن بقلبه أنه لا إله إلا الله،
يعني: لا معبود حق إلا الله،
وأن ما عبده الناس من دون الله من أصنام،
أو أموات، أو أشجار، أو أحجار،
أو ملائكة أو غيرهم كله باطل كما قال تعالى
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ) ...الحج:62،
هذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله،
أن تشهد عن علم، ويقين، وصدق أنه
لا معبود بحق إلا الله،
وأن ما عبده الناس من دون الله فكله باطل.
ومعنى شهادة (أن محمدًا رسول الله)
أن تشهد عن علم ويقين، وصدق
أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
هو رسول الله حقًا إلى جميع الثقلين
جنهم وإنسهم، وأنه خاتم الأنبياء
ليس بعده نبي عليه الصلاة والسلام. نعم..أ.هـ
ولهذا تكون الشهادة أن لا اله الا الله
هي نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى ،
وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له ،.
فـ ( لا إله ) تنفي جميع ما يعبد من دون الله
و )إلا الله ) تثبت جميع أنواع العبادة لله وحده
. فمعناها : لا معبود حقٌّ إلا الله .
فكما أن الله تعالى ليس له شريك في ملكه ؛
فكذلك لا شريك له في عبادته سبحانه



http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

فمن المعروف أن شهادة
أن لاله الا الله تأتي في الركن الأول
لذلك نجدها تهتم بالأقرار بالتوحيد ،
فتعتبر القاعدة الاولى في الأسلام
التي يجب أن يؤمن بها الأنسان إيماناً كاملاً مطلقاً
والمتدبر إخوتنا الموحدون
لألفاظ الشهادة يجد أنها تشير الى حقاشق كثيرة
وتهدف الى غايات عديدة وتوجه البصر
والفكر الى آفاق بعيدة ومشاهد قريبة
فكلمة ( إله ) تدل على أي معبود أي كان
وكلمة ( الله ) هو الأسم الذي
يُطلق على الخاق سبحانه وتعالى
فيكون بذلك ( لااله الا الله ) أي نفي لأي عبادة
بأي صورة لغير الله
وإقرار بأن العبادة لله سبحاته وتعالى
وحده وإذا كانت ( إله ) قد أٌطلقت
على من يستطيع مالا يستطيعه الأنسان
من جلب الخير أو دفع الشر أو إنزال المطر أو إخراج الزرع
حيث أستمر الأنسان فترة من الزمن يستعمل
في الفاظ معتقداته فمثلاً:
إله الخير وإله الزرع وإله المطر
وغير ذلك من التسميات
فأن هذه الشهادة ( لا اله الا الله )
تؤكد أن الله سبحانه وتعالى هو من بيده كل أمر
وهو الفعال لمايريد ( أي لا معبود بحق الا الله )
وهو بديع السموات والأرض
فلا شريك له ولا نِد ولا ولد
فوصف نفسه تعالى فقال :
( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
(102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)...الأنعام
توحيد الله سبحانه وتعالى
هو الدعوى الأولى للبشر كافة
وهي رسالة الأنبياء والرُسل للبشر
إخوتنا الكرام قبل أن نسترسل وجب أن
نفهم بعض المصطلحات ونعرف معناها
ومراميها والرسائل المُبطنة فيها
فلنتعرف على معني التوحيد
ولكن في الجمعة القادمة إن بقى لنا
في هذه الدنيا عمر ....
اخوتنا المؤمنون
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg



الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
في الجمعة القادمة بأذن الله تعالى
سنواصل الجلوس والتحلق حول مائدة التوحيد
للمعرفة والأستزادة من أسرار
لا اله الا الله محمد رسول الله
فهي مفتاح الدخول لرضى الله والجنة
والموضوع أحسبه دسم ومهم جداً
فلا بد أن أعطيه حقه في الشرح والبيان
لانه الأساس ومفتاح الدخول والقبول
في ديننا الحنيف ....
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
وأعلموا أن الله سبحانه وتعالى أرسل رُسله
لدعوة الخلق لتوحيده ونفي الشِرك عنه
فأستعينوا به وأستغيثوا به وأطلبوا حوائجهم منهم
وحده سبحانه وتعالى فهو القادر الرازق المُنشيء
المُبديء المُعيد الفعّال لما يريد ....
فلا تُشركوا أحد من خلقه فتستغيثون بهم
فهم لاينفعون حتى أنفسهم فما بالك بنفع الأخرين
وأعلموا أيضاً أن من يتمسح بالقبور ويدعوهم
ويحلف بهم يكون قد أشرك بالله
فلا تُقبل منه أعمال ولا أفعال حتى يتوب ويستغفر الله
فتعلموا واعلموا واعملوا أن توحيد الله
هو المُنجي من كل شيء لان فيه معرفة الله
وسلطانه وقدرته وعطاياه ....
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
بتوحيدهم وحُبهم لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
بفطرتهم السليمة النظيفة التى
لم تتلوث أو تتبدل أو تتغير بتغير
الطوائف والمِلل والفِرق الضالة المُضِلة
التى سااهمت مساهمة كبيرة في
إفساد عقول وقلوب المسلمين بزرع
بذور الشِرك والتبرك بالأنصاب والأزلام
والتحريض على ترك توحيد الله ومعرفته ....
حتى يتسنى لهم زرع الشِرك بالله سبحانه وتعالى
ولكن طالما أن هناك نفس فإن الدين لله
يحميه من شرورهم عن طريق عبادة الصالحين
أهل السُنة والجماعة وأتباع السلف الصالح
من الصحابة والتابعين لهم الى يوم الدين
فلا خوف على ديننا وسيبقى نظيف
من الشركيات ، فالمهم هو قول كلمة الحق
والنُصح والأرشاد والبيان أن توحيد الله
هو الأساس في البناء الديني لديننا الأسلامي الحنيف
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع :
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28910
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 1 )

اندبها 09-13-2019 04:41 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 2 )
 


[frame="1 10"]
http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )



إخوتنا المؤمنون
نواصل في هذه الجمعة إستكمال
بيان وشرح مُبسط لكلمة التوحيد
وهي لا اله الا الله
والتى أتت لجميع الأقوام عن طريق
الرُسل صلى الله عليهم أجمعين
وإذا كانت كافة الديانات السماوية
وكافة دعوات الرُسل والأنبياء
انما كان إساسها دائماً هو التوحيد
أي الأقرار بوحدانية الله سبحانه وتعالى والدعوة الى عبادته
حتى أن الله سبحانه وتعالى من محبته لعباده
لم يتركهم هكذا يموجون في أوحال ظلام العبودية
لأصنام وتماثيل وأدوات صنعوها بأيديهم
جعلتهم ينكرون وحدانية الله
فعبدوا كل ماوقع تحت أيديهم سوى من مصنوعات
قاموا بصنعها أو بمخلوقات جعلوا منها
ألهة لهم ، فحادوا عن الفِطرة السليمة التى خلقهم
الله عليها والتى تقول بوحدانية الله
لذلك أرسل لهم الأنبياء والرٌسل لهداية البشر
كافة وهداية من حاد عن الطريق وجعل لله شريك
ولبيان ونشر حقيقة التوحيد لله سبحانه وتعالى
ونفي الشِرك عنه في أنه هو المتصرف في الكون
فلا شريك ولا نِد له فقال تعالى
موضحاً أنه جلا جلاله المُستحق للعبادة
فقال تعالى:
( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ
مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)
فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي
ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا
الْآَيَات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97)
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ
وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98)
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا
بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا
نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ
طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا
إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي
ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)...الأنعام
فأرسل الله سبحانه وتعالى الرُسل والأنبياء
بهذه الدعوة والبيان من أنه خالق كل شيء
وهو المُستحق للعبادة ونبذ الشِرك عنه ...
فكانت دعواتهم هي دعوة توحيد لله سبحانه وتعالى
قبل أن يتم تنزيل التشريعات المُنظمة لحياتهم
فكانت دعوات الرٌسل هي للتوحيد ...
وقال سبحانه وتعالى مُخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم
من أن هناك رُسل من قبلك تم إرسالهم
برسالات لدعوة أقوامهم للتوحيد
وعدم الأشراك بالله سبحانه وتعالى
فقال تعالى:
( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)..الأنبياء

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

دعوات الرُسل لأقوامهم
لعبادة الله وحده ونفي الشِرك عنه
فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام حين رأى قومه
رُكع سُجد لأصنام صنعوها من الحجارة
أرسله الله سبحانه وتعالى لقومه فحاجهم
وبيّن لهم تفاهة مايعبدون ووجههم لعبادة خالق
الأرض والسماء ، فلم يتكلم معهم عليه السلام
عن التشريعات في أفعل ولا تفعل
بل تكلم معهم في التوحيد وتوجيههم لعبادة
الله وترك الأنداد والأصنام .....
فقال تعالى:
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ
وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي
مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ
فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)... الأعراف
وكذلك نوح عليه السلام فدعى قومه
لتوحيد الله سبحانه وتعالى ونبذ الأصنام
والأنداد التى يعبدونها ....
فلم يقابلوه عليه السلام الا بالرفض
والأستهزاء وحاولوا حرقه ، فأنجاه الله من كيدهم
كل ذلك فعلوه لانه دعاهم لتوحيد الله وعدم الأشراك به
فقال تعالى في حق دعوة نوح عليه السلام:
( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)..الأعراف
فكانت دعوة نوح عليه السلام لقومه
هي دعوة لتوحيد الله ونبذ الشِرك عنه سبحانه
وأيضاً قوم عادٍ وثمود ونبيهم هود عليه السلام
الذين قال الله تعالى في حقهم :
( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) ..الأعراف
وهذا نبي الله صالح عليه السلام
حين أرسله الله سبحانه وتعالى
لنشر التوحيد بين قومه ثمود
( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غيره ) ..الأعراف 73
وكذلك موسى عليه السلام
أرسله الله لفرعون وقومه ليدعوهم لعبادة
الله وترك عبادة الأنصاب والأزلام وعبادة البشر
كما كانوا يعبدون فرعون بذاته الذي أدعى الألوهية
فحاول إخراجهم من الكفر والشِرك بالله ...
فرفض فرعون دعوة التوحيد ، فأخذه الله
أخذاً وبيلاً وأغرقه ومن معه ....
كما قال تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ
كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)
فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ) ..المزمل 16
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

وهذا عيسى بن مريم عليه السلام
أرسله الله سبحانه وتعالى لقوم عبدوا العلم والطب
وجعلوا لله انداد وأصنام
فأرسله الله سبحانه وتعالى لهداية قومه
بأن هناك أله واحد هو الجدير بالعبادة وهو الله
فلا شريك ولا ند له سبحانه .....
فآمن معه من آمن وكفر الأخرين
وبعد أن رفعه الله سبحانه وتعالى جعلوا منه
نِد وشريك لله سبحانه وتعالى فأسبغوا عليه
لباس الألوهية هو وأمه مريم ....
فلما رُفع الى ربه
زاغ إيمان الناس من بعده فعبدوه
هو وأمه مُتخذينهم إلهين من دون الله
هنا يخبرنا الله سبحانه وتعالى
بما حدث عندما قال لعيسى عليه السلام
أأنت أمرت الناس أن يتخذوك انت وأمك من دون الله
فقال تعالى :
( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ
لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي
وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
(116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ
أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) ..المائدة
فتاهوا وانحرفوا عن الفِطرة السليمة والدين
الصحيح الذي جاء به عيسى عليه السلام ...
وأشركوا بالله بقولهم أن الله ثالث ثلاثة
فجعلوا لله أبن وزوجه ( تعالى الله عما يصفون )
فكفروا بالله وجعلوا له شركاء
فقال تعالى مُبين حقيقة أيمانهم
وحقيقة عيسى ابن مريم عليه السلام :
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ
وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّه
ِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ
مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ
الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ
ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)....المائدة
ولما تفشى في العالم الضلال والشرك والكفر
والجحود والنكران قال البعض منهم
أن الرٌسل هم أبناء الله وقال غيرهم
بل أنهم هم الألهة
فقال تعالى :
( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ
وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) ..الأنعام
أما بالنسبة للعرب
فلم يعرفوا عبادة الأصنام الا في ألازمان
الغابرة عندما تولت قبيلة خُزاعة
أمر البيت الحرام قام أول من ولي
أمر البيت الحرام ( عمرو بن لحيّ )
فغير لعنه الله من دين إبراهيم
وبدله بعبادة الأصنام , وظلت خزاعة تلى أمر البيت
وعبد غيرهم من البشر الكثير من الأصنام
بعدها أرسل الله سبحانه وتعالي خاتم الانبياء
والرٌسل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالدعوة الأساسية لكل الأجيال
بالتوحيد الخالص وعبادة الله وحده
وهذه هي أحد أهداف الشهادة
وهذه الشهادة أي شهادة ان لااله الا الله
وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهمية فهم وإستيعاب
معنى التوحيد وعلومه وأقسامه
من الطبيعي إخوتنا الكرام أن أشرف العلوم على الأطلاق
هو علم ( التوحيد ) وفي شرح للعلماء عن ذلك
قولهم : لان الله تعالى أستشهد به لنفسه
وأشهد عليه خواص خلقه
فإذا كان الأنسان لا يكون شاهداً على أمر
بالحق ، إلا إذا كانت شهادته عن علم ويقين
لذلك وجب على كل مُسلم أن يتعرف على معنى
( كلمة التوحيد ( لا اله الا الله )
بالتحديد فالناس مُطالبون بالتعرف والتعلم
خاصة وأنّ الناس في مثل هذه العصور
المتأخرة تجدهم – إلا من رحم الله –
قد دان بمذهب المرجئة في التوحيد والإيمان
, سواء بقصد أو بغير قصد , وكذلك :
فإن الفهم الخاطئ لكلمة التوحيد ترتب عليه
من المفاسد ما الله له عليم
فأصبح كثير من الناس يدين بالمذاهب
الكفرية العصرية وهم يحسبون أنهم مسلمون
طالماً أنهم يقولون ( لا إله إلا الله )
, وآخرون : أصبحوا يشرعون من
الدين ما لم يأذن به الله ,
وهم يحسبون أنهم في عداد المسلمين
لكونهم يقولون " لا إله إلا الله "
, وآخرون : أصبحوا يحكمون ويتحاكمون
إلى أفكار البشر من القوانين الوضعية ,
تاركين أحكامنا وشريعتنا الأسلامية بحجة
العلمنة والتطور ومُسايرة ركب التقدم
ومع ذلك يظنون أنفسهم مسلمين
طالما أنهم يقولون " لا إله إلا الله " .
كل ذلك لأن الناس ابتعدوا عن حقيقة
هذه الكلمة العظيمة " لا إله إلا الله " .
ولا عز ولا نصر ولا تمكين ولا أمن ولا أمان
لمن ينتسبون إلى الإسلام إلا بعد أن يعودوا
إلى التوحيد الحق ويتجمعوا حوله ,
فكلمة التوحيد دائماً وأبداً قبل توحيد الكلمة
, فالناس لو تجمعوا على هذا التوحيد لنصرهم
الله تعالى وأعزهم .
) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( [ الحج : 40 ]
, ) وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ( . [ المنافقون : 8 ] .

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

أولًا: معنى التوحيد
وفي مُعجم اللغة العربية يقول ويُفصح
بأن لفظ ( واحد )
تدور حول انفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله،
وعدم وجود نظير له فيما هو واحد فيه.
والتوحيد مصدر وحده يوحده توحيدًا،
ومعناه حينئذ كما يقول ابن فارس في مقاييسه "
إما جعله واحدًا، أو اعتقده واحدًا"
.فالتوحيد في اللغة له معنيان:- ا
لأول:
جعل المتعدد واحدًا، فمن جمع بين أقطار
متفرقة يقال له وحدها.
الثاني:
أعتقاد الشيء واحدًا، وهذا بمعنى النسبة
إلى الوحدانية، وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات،
نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له .
وأما تعريفه في الاصطلاح فهو :
إفراد الله تعالى بما يختص به من
الألوهية والربوبية والأسماء والصفات .
ويمكن أن يعرف بأنه :
اعتقاد أن الله واحد لا شريك له في
ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
واستخدام هذا المصطلح ( التوحيد )
أو أحد مشتقاته للدلالة على هذا المعنى
ثابت مستعمل في الكتاب والسنة . فمن ذلك :
قوله تعالى :
( قل هو الله أحد ... الى أخر السورة) .
وقوله تعالى :
( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )
البقرة/163
وقوله تعالى:
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا
عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)المائدة73 ،
والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا
وفي صحيح البخاري ومسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ :
( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ
أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى
فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ
وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي
أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى
فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ
مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ).
.أخرجه البخاري ومسلم
وفي صحيح مسلم
عن ابن عمر رضي الله عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ :
عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ)
إخوتنا الطيبين
إذا أردنا أن نعرف معنى كلمة
التوحيد معرفة صحيحة , فلا بد من التعرف
على أركان هذه الكلمة .
`كلمة التوحيد لها ركنان :
النفي والإثبات
. فالنفي وحده لا يكفي ,
وكذلك الإثبات المحض لا يكفي ,
بل لا بد من النفي والإثبات .
المراد بالنفي :
نفي الإلهية عما سوى الله تعالى من
سائر المخلوقات , والمراد بالإثبات :
إثبات الإلهية لله سبحانه , فهو الإله الحق ,
وما سواه من الآلهة التي اتخذها
المشركون باطلة . قال تعالى :
) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ( [ الحج : 62 ] .
.وقال شيخ الإسلام رحمه الله
: "هو عبادة الله وحده لا شريك له،
مع ما يتضمنه من أنه لا رب لشيء
من الممكنات سواه
: "التوحيد فعل للموحد،
وهو وصف الله تعالى بالوحدانية،
وذلك نوعان: توحيد في ربوبيته،
وهو الحاصل بعد توحيد الذات
والصفات، وتوحيد في ألوهيته.

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

فالمقصود بالتوحيد في هذه النصوص
كلها هو تحقيق معنى شهادة
( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
، الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله
به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
بدليل وقوع هذه الكلمات و المصطلحات
مترادفة ومتناوبة في الكتاب والسنة
ففي بعض ألفاظ حديث معاذ السابق :
( إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ
فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ) أخرجه البخاري
فدل هذا على أن التوحيد هو حقيقة شهادة
( أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
وأن هذا هو الإسلام الذي بعث الله
به نبيه إلى جميع الثقلين من الإنس والجن
والذي لن يرضى الله من أحد دينا سواه .
قال تعالى :
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام)آل عمران19
وقال جل شأنه :
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران85

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

أقسام التوحيد
إذا علم هذا فليعلم أن التوحيد قد قسمه العلماء
إلى ثلاثة أقسام وهي :
توحيد الربوبية ،
وتوحيد الألوهية ،
وتوحيد الأسماء والصفات .
فتوحيد الربوبية :
هو إفراد الله تعالى بأفعاله كالخلق
والملك والتدبير والإحياء و الإماتة ، ونحو ذلك .
وأدلة هذا التوحيد كثيرة جدا في
الكتاب والسنة ،.
فمن اعتقد أن هناك خالقا غير الله ،
أو مالكا لهذا الكون متصرفا فيه غير
الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد ، وكفر بالله .
وقد كان الكفار الأوائل يقرون بهذا التوحيد
إقرارا إجماليا ، وإن كانوا يخالفون في بعض تفاصيله
، والدليل على أنهم كانوا يقرون به
آيات كثيرة في القرآن منها :
قوله تعالى :
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) العنكبوت/61
وقوله تعالى :
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)العنكبوت/63
وقوله جل شانه :
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون َ) الزخرف/87 ،
ففي هذه الآيات يبين الله أن الكفار
يقرون بأنه سبحانه هو الخالق المالك المدبر ،
ومع هذا لم يوحدوه بالعبادة مما يدل
على عظيم ظلمهم ، وشدة إفكهم ،
وضعف عقلهم . فإن الموصوف
بهذه الصفات المنفرد بهذه الأفعال ينبغي
ألا يعبد سواه ، ولا يوحد إلا إياه ،
سبحانه وبحمده تعالى عما يشركون .
ولذا فمن أقر بهذا التوحيد إقرارا صحيحا
لزمه ضرورة أن يقر بتوحيد الألوهية

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif




وتوحيد الألوهية هو :
إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة
الظاهرة والباطنة قولا وعملا ،
ونفي العبادة عن كل ما سوى الله
كائنا من كان كما قال تعالى :
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) الإسراء/23
وقال تعالى :
( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) النساء/36
، ويمكن أن يعرف بأنه :
توحيد الله بأفعال العباد .
وسمي بتوحيد الألوهية :
لأنه مبني على التأله لله وهو التعبد
المصاحب للمحبة والتعظيم .
ويسمى توحيد العبادة لأن العبد يتعبد
لله بأداء ما أمره به واجتناب ما نهاه عنه .
ويسمى توحيد الطلب والقصد والإرادة ؛
لأن العبد لا يطلب ولا يقصد ولا يريد
إلا وجه الله سبحانه فيعبد الله مخلصا له الدين .
وهذا النوع هو الذي وقع فيه الخلل ،
ومن أجله بعثت الرسل ، وأنزلت الكتب ،
ومن أجله خلق الخلق ، وشرعت الشرائع ،
وفيه وقعت الخصومة بين الأنبياء وأقوامهم
، فأهلك المعاندين ونجى المؤمنين .
فمن أخل به بأن صرف شيئا من العبادة لغير
الله فقد خرج من الملة ، ووقع في الفتنة
، وضل عن سواء السبيل . نسأل الله السلامة .
وأما توحيد الأسماء والصفات فهو :
إفراد الله عز وجل بما له من
الأسماء والصفات ،
فيعتقد العبد أن الله لا مماثل له في
أسمائه وصفاته ،
ومن المهم إخوتنا المؤمنون
معرفة الله تعالى بأسمائه وتوحيده بذلك،
وصفاته هو أحد أقسام التوحيد الثلاثة:
أحدها: توحيد الربوبية.
والثاني: توحيد الألوهية.
والثالث: توحيد الأسماء والصفات.
فهو عنصر هام في باب التوحيد يجب
علينا أن نعرفه، كما أنه أيضاً أعني معرفة
الأسماء والصفات هو أحد أركان الأيمانبالله
فإن الإيمان بالله لايتم إلا بأربعة أمور:
أحدها: الإيمان بوجوده تعالى.
والثاني: الإيمان بربوبيته، وعموم ملكه
وقوة سلطانه.
والثالث: الإيمان بألوهيته، وأنه
وحده المستحق للعبادة،
وأن ما سواه فعبادته باطلة.
أما الأمر الرابع من أركان الإيمان بالله
التي لا يمكن أن يتم الإيمان بالله إلا بها
وهو الإيمان بأسماء الله وصفاته.
وهذا التوحيد يقوم على أساسين :
الأول الإثبات :
أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه
أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم
من الأسماء الحسنى والصفات العلى
على وجه يليق بجلال الله وعظمته
من غير تحريف لها أو تأويل لمعناها
أو تعطيل لحقائقها .أو تكييف لها .
الثاني : التنزيه :
وهو تنزيه الله عن كل عيب ،
ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ،
والدليل على ذلك قوله تعالى :
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
فنزه نفسه عن مماثلته لخلقه ،
وأثبت لنفسه صفات الكمال على الوجه اللائق به سبحانه .
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg




الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
وبعد أن فهمنا على قدر الأستطاعة في الشرح
مفهوم ومعنى لا اله الا الله وهي كلمة التوحيد
وعرفنا أقسام التوحيد الثلاثة
توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
نكون قد فهمنا ولو بشكل مختصر مفهوم
كلمة التوحيد ( لااله الا الله محمد رسول الله )
ولزيادة الأيضاح هاهو الشيخ العلامة أبن باز
رحمه الله تعالى يشرح معنى الشهادة....
وفي سؤال لفضيلة الشيخ العلامة أبن باز
في معنى شهادة أن لا اله الا الله
فقال رحمه الله تعالى :
أما بعد:
فإن الله بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
إلى الناس عامة عربهم وعجمهم,
وجنهم, وإنسهم, ذكورهم, وإناثهم يدعوهم
إلى توحيد الله والإخلاص له, وإلى الإيمان به
عليه الصلاة والسلام-, وبما جاء به
وإلى الإيمان بجميع المرسلين, وبجميع
الملائكة والكتب المنزلة من السماء
, وباليوم الآخر, والبعث والنشور,
والجزاء, والحساب, والجنة, والنار,
وبالقدر خيره وشره, وأن الله قدر الأشياء
وعلمها وأحصاها وكتبها , فكل شيء يقع
هو بقضاء الله وقدره, وأمر الناس
أن يقولوا لا إله إلا الله هذا هو أول شيء دعا إليه,
وهو الركن الأول من أركان الإسلام,
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فلما قال للناس قولوا لا إله إلا الله
, وأمرهم أن يؤمنوا بأنه رسول الله-
عليه الصلاة والسلام- امتنع الأكثرون وأنكروا
هذه الدعوة, وقالت له قريش ما ذكر الله عنهم:
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ,
وقال- سبحانه عنهم
: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ
, فاستنكروا هذه الدعوة؛ لأنهم عاشوا على
عبادة الأصنام والأوثان, واتخاذ الآلهة مع الله
, فلهذا أنكروا دعوة الرسول
عليه الصلاة والسلام- في توحيد الله والإخلاص له.
وهذا الذي دعا إليه صلى الله عليه وسلم
هو الذي دعت إليه الرسل جميعاً
كما قال- سبحانه-
: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ
اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ,
وقال- سبحانه-
: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ.

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif


فدين الإسلام مبني على هذه الأركان الخمسة
الظاهرة أولها شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله, ثانيها إقام الصلاة الخمس
ثالثها أداء الزكاة, رابعها صوم رمضان,
خامسها حج بيت الله الحرام،
وعلى أركان باطنة إيمانية في القلب,
وهي الإيمان بالله وملائكته, وكتبه
ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره.
فلا بد من هذا الأصول لا بد أن يؤمن
المؤمن المكلف بهذه الأصول الستة
الباطنية التي تتعلق بالقلب, فيؤمن أن الله ربه وإلهه ......
ويؤمن بملائكة الله وبكتب الله التي أنزلها
على الأنبياء من التوراة, والإنجيل, والزبور,
والقرآن وغير ذلك, ويؤمن أيضاً بالرسل
الذين أرسلهم الله إلى عباده أولهم نوح
وآخرهم محمد -عليه الصلاة والسلام
وهم كثيرون بين الله بعضهم في القرآن الكريم,
ويؤمن أيضاً باليوم الآخر, والبعث بعد الموت
والجزاء من عند الله أهل الإيمان لهم السعادة.
وأهل الكفر لهم الخيبة والندامة والنار
, ولا بد أن من الإيمان بالقدر خيره وشره,
وأن الله قدر الأشياء, وعلمها, وكتبها
وأحصاها فما شاء الله كان وما شاء لم يكن
, وكل ما يقع في الوجود من خير وشر
وطاعة ومعصية, وقد سبق بهذا علم الله وكتابته وقدره.
ولا بد مع هذا الأصل الإيمان
بالرسول-عليه الصلاة والسلام
في عهد نوح الإيمان بنوح,
وفي عهد هود الإيمان بهود مع توحيد الله
وفي عهد صالح الإيمان بصالح مع توحيد الله
وهكذا في عهد كل رسول لا بد من توحيد الله
والإيمان بأنه لا إله لا الله, ولا بد من الإيمان
بالرسول الذي بلغ الرسالة في عهده إلى آخرهم
عيسى- عليه الصلاة والسلام
آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى بن مريم
عليه الصلاة والسلام-.
ثم بعث الله خاتمهم وأفضلهم
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
, فعيسى هو آخر أنبياء بني إسرائيل,
ومحمد هو آخر الأنبياء وخاتم الأنبياء جميعاً
ليس بعده نبي ولا رسول-عليه الصلاة والسلام
, وهو أفضل الرسل وهو إمامهم وهو خاتمهم
فلا بد في حق الأمة أمة
محمد صلى الله عليه وسلم جنها وإنسها
عربها وعجمها, ذكورها وإناثها,
أغنائها وفقرائها, حكامها ومحكوميها
لا بد أن يؤمنوا بهذا النبي فمن لا يؤمن به
فلا إسلام له ولا دين له, فلا بد من
الإيمان بأن الله هو الإله الحق وأنه لا إله حق إلا الله.
ولا بد من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم
وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الناس
فمن لم يؤمن بهاتين الشهادتين فليس بمسلم,
لا بد من الإيمان بهما واعتقاد معناهما
وهكذا من كذب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
أو شك في رسالته, أو قال إنه من العرب
دون العجم, أو قال إنه ليس خاتم النبيين
بل بعده نبي, كل هذا كفر وضلال
ونقض للإسلام نسأل الله العافية.

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif




فلا بد من الإيمان بأنه رسول الله حقاً إلى
جميع الثقلين الجن والإنس، ولا بد من الإيمان
بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ليس بعده نبي,
وأن من ادعى بعده كمسيلمة الكذاب كافر
بالله كذاب, كمسيلمة, والأسود العنسي في اليمن,
وسجاح التميمية, وطليحة الأسدي
وجماعة ادعوا النبوة بعده,
فأجمع الصحابة رضي الله عنهموأرضاهم
على كفرهم وقاتلوهم؛ لأنهم كذبوا
معنى قوله-سبحانه-
: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ
وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
, وقد تواترت الأحاديث عن
رسول الله ﷺ أنه قال
: أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي
عليه الصلاة والسلام-.
هذه الشهادة التي هي شهادة أن لا إله إلا الله
محمد رسول الله هي الأصل الأصيل
وهي الركن الأول من أركان الإسلام
فلا إسلام إلا بهاتين الشهادتين،
لو صلى, وصام, وحج, وصام النهار,
وقام الليل, وذكر الله كثيراً,
ولكنه لا يؤمن بأن الله هو المستحق للعبادة
لا يؤمن بمعنى لا إله إلا الله بل يرى
أنه لا مانع من عبادة الأوثان والأصنام
لا يرى مانعاً من عبادة البدوي, أو الحسين
أو الشيخ عبد القادر, أو علي بن أبي طالب أو غيرهم
فإذا اعتقد أنه يجوز هذا يدعون من دون الله
يستغاث بهم وينذر لهم صار شركاً بالله
, وصار كلام هذا وعقيدته هذه ناقضة
لقول لا إله إلا الله, وهكذا لو قال إن
محمداً ﷺ ليس بخاتم الأنبياء,
أو ليس مرسل للثقلين بل هو للعرب خاصة
كان كافراً بالله, فلا بد أن يؤمن بأنه
رسول الله إلى جميع الثقلين,
ولا بد أن يؤمن بأنه خاتم الأنبياء
ليس بعده نبي ولا رسول هذا هو الأصل الأصيل.
ثم بعد هذا يطالب المسلم بالصلاة,
يطالب بالزكاة بالصيام, بالحج ببقية الأوامر
وترك النواهي بعدما يثبت هذا في الأصل,
بعد إيمانه بشهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله,
نسأل الله للجميع الهداية....أ.هــ

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif




اخوتنا الكرام
أوصيكم ونفسي بتقوى الله والتخلق
بأخلاق من سبقكم من الصحابة والسلف الصالح
بتوحيدهم وحُبهم لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
بفطرتهم السليمة النظيفة التى
لم تتلوث أو تتبدل أو تتغير بتغير
الطوائف والمِلل والفِرق الضالة المُضِلة
التى سااهمت مساهمة كبيرة في
إفساد عقول وقلوب المسلمين بزرع
بذور الشِرك والتبرك بالأنصاب والأزلام
والتحريض على ترك توحيد الله ومعرفته ....
حتى يتسنى لهم زرع الشِرك بالله سبحانه وتعالى
ولكن طالما أن هناك نفس فإن الدين لله
يحميه من شرورهم عن طريق عبادة الصالحين
أهل السُنة والجماعة وأتباع السلف الصالح
من الصحابة والتابعين لهم الى يوم الدين
فلا خوف على ديننا وسيبقى نظيف
من الشركيات ، فالمهم هو قول كلمة الحق
والنُصح والأرشاد والبيان أن توحيد الله
هو الأساس في البناء الديني لديننا الأسلامي الحنيف
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 2 )
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28940

اندبها 09-21-2019 11:08 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
[frame="1 10"]






http://www.m9c.net/uploads/15614934371.gif



http://www.m9c.net/uploads/15579210054.jpg

http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ
بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
إخوتنا الكرام
بعد أن شرحنا ولو بشيء من الأختصار معني التوحيد
والشروط الواجب توافرها لنعلم ونتعلم ونعبد الله
على بصيرة وعلى علم
نستكمل أحد نقاط التابعة للتوحيد ولكلمة التوحيد
وهي لا اله الا الله محمد رسول الله
وهذه النقطة هي تعبتر من أساسيات العقيدة
الصحيحة الغير مشوهه وهي ركن من أركان
العقيدة وشرط من شروط الأيمان
وهذا الركن هو الولاء والبراء
الذي تغافل عنه الكثير من الناس وبدّلوا
إتجاهاته ومقتضياته فأسبغوا على الولاء
والبراء الشرعي سبغات أخرى مُحرّفة
فكثر المفرطون فيها
فلم يعد يعجبهم البراءة من الكفار
وموالاة المؤمنين ،
بل أصبح يعجبهم موالاة الكفار
وشكرهم والثناء عليهم وإتخاذهم قدوة
ومثل لحسن المعاملة والعلم والتقدم والنظام
والبراءة ممن يختلفون معهم في الأتجاهات
أو ممن أرتكتب معاصي وهو مُسلم
كما قال أحد العلماء :
فقد كانوا سابقًا يقولون:
يجب أن يبغض الإنسان كل من كفر بالله
بغضًا دينيًا لا يلزم منه الإضرار به
بل يُحسن إليه وفق أمر الله ،
ثم صاروا الآن يستفظعون ذلك،
لكن لو قلت لهم: إنني أحب من يعادي
وطني لشنعوا عليك، ولو قلت لهم:
إنني أوالي أو أصافح من يعادي
وطني لاعتبروا ذلك تطرفًا وتخلفًا.
فالقضية ليست تخلٍ عن الولاء والبراء،
وإنما إعادة تحديد لمن يستحق الولاء والبراء،
فقد كانوا سابقًا يقولون أن "الله"
هو المستحق لأن يكون الولاء والبراء
على أساس القرب والبعد عنه،
وصاروا الآن يقولون "الوطن"
هو الذي يستحق الولاء والبراء
على أساس القرب والبعد عنه...أ.هـ
وقبل أن نخوض في تفاصيل هذا الرُكن
نتعرف عليه أولاً وعلى مقتضياته اللغوية
ومعانيه الشرعية

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
فتعريفه الولاء في اللغة هو
تعريف الولاء :
الولاء في اللغة :
اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء،
قال في لسان العرب ما خلاصته :
ووالى فلان فلانا إذا أحبه،
والولي فعيل بمعنى فاعل،
ومنه وَلِيَه إذا قام به،
ومنه قول القرآن :
(الله ولي الذين آمنوا) الآية 257 البقرة،
ويكون الولي بمعنى مفعول في حق
المطيع، فيقال : المؤمن ولي الله ووالاه
موالاة وولاء، من باب قاتل أي تابعه.
وهذه الكلمة المكونة من الواو واللام
والياء يصاغ منها عدة أفعال مختلفة
الصيغ والمعاني، يأتي منها وليَ
وولّى وتولّى ووالى واستولى .
أما معنى الولاؤ في الشرع فهو:
فهو تولي العبد ربه ونبيه باتباع الأوامر
واجتناب النواهي وحب أولياء الله من
المؤمنين الموحدين ونصرتهم .
هذا كله من الولاء.
قال الله تعالى :
(الله ولي الذين آمنوا) الآية 257 البقرة،
أما من والى الكافرين واتخذهم أصدقاء
وإخوانا فهو مثلهم،
قال الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود
والنصارى أولياء بعضهم أولياء
بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم
إن الله لا يهدي القوم الظالمين}51 المائدة،
والقرآن العزيز مشتمل على كثير من
الآيات التي تحذر من اتخاذ الكافرين
أولياء،
كقول الله تعالى
: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة
من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي
صدورهم أكبر قد بينا
لكم الآيات إن كنتم تعقلون} الآية 118 آل عمران.
وقال الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي
وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} الآية 1 الممتحنة
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

ومن الموالاة بين المؤمنين:
1
صلة الرحم
قال الله تعالى :
{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض
وتقطعوا أرحامكم ( 22 ) أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصارهم ( 23)أفلا يتدبرون القرآن
أم على قلوب أقفالها ( 24 ) .... محمد
2 المؤمن تجب موالاته
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله:
وان ظلمك واعتدى عليك ،
والكـافـر تجب معاداته وان أعطاك واحسن إليك،
فان الله سبحانه وتعالى بعث الرسل
وانزل الكتب ليـكون الـدين كله لله
،فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه ،
وإذا أجتمع في الرجل الواحد :
خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة ،
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير ، واستـحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فبه من الشر ،
فيجتمع في اشخص الواحد موجبات
الإكرام والإهانة .أهـ
3 مفتاح الحب في الله يكون بالسلام والمصافحة
، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة
حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟
أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم
*
ومن الحب في الله النصرة للمسلم من
أي جنس أو لون كان ،
ومنها الهجرة لأنها مرتبطة بالولاء والبراء
ومنها ذلك الجهاد في سبيل الله ،
لأنه الفاصل بين الحق والباطل .
*
ومن الحب في الله مجالسة الصالحين وصحبتهم
، قال الله تعالى
( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الكهف .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم
( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
والمقصود أن تظهر فائدة الصحبة الطيبة ،
وبركة المخالطة ، وحسن المجاورة .
والمؤمن يتقرب إلى ربه بمجالسة الصالحين وصحبتهم
*
ومن الحب في الله التزاور
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم (
من عاد مريضا أوزار أخا له في الله ناداه مناد
بأن طبت وطاب ممشاك ،
وتبوأت من الجنة منزلا ) رواه الترمذي

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
تعريف البراء :
البراء تعريفه لغة :
مصدر برى بمعنى قطع، ومنه برى القلم
بمعنى قطعه،
والمراد هنا قطع الصلة مع الكفار
، فلا يحبهم ولا يناصرهم ولا يقيم
في ديارهم. قال ابن الأعرابي :
بري إذا تخلص، وبريء إذا تنزه وتباعد،
وبريء إذا أعذر وأنذر،
ومنه قول القرآن
(براءة من الله ورسوله)الآية 1 التوبة
، أي إعذار وإنذار، والبريء والبرى
بمعنى واحد، إلا أن البراء أبلغ من البريء.
والبراء في الشرع :
هو البعد والخلاص والعداوة بعد
الإنذار والإعذار، يقال برى وتبرأ من الكفار
إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهم
ولا يحبهم ولا يركن إليهم
ولا يطلب النصرة منهم.
الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين
وأصل من أصول الإيمان والعقيدة،
فلا يصح إيمان شخص بدونهما،
فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله
ويحب في الله ويعادي في الله،
فيوالي أولياء الله ويحبهم، ويعادي
أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم،
قال صلى الله عليه وسلم :
{
أوثق عرى الإيمان الموالاة
في الله والمعاداة في الله والحب
في الله والبغض في الله.
فمما تقدم يتبين أن الولاء يقوم على المحبة
والنصرة والاتباع، فمن أحب في الله
وأبغض في الله ووالى في الله وعادى
في الله فهو ولي الله،
قال ابن عباس
: من أحب في الله وأبغض في الله
ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال
ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان
وإن كَثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك،
وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا،
وذلك لا يجدي على أهله شيئا.
وهو البغض والبعد ممن خالف الله ورسوله
والصحابة والمؤمنين الموحدين من
الكافرين والمشركين والمنافقين
والمبتدعين والفساق ، بعد الإنذار والإعذار،
يقال برى وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه
وبينهم فلا يواليهم ولا يحبهم ولا يركن
إليهم ولا يطلب النصرة منهم.
أو البراء من الأسس التي تقوم عليه
العقيدة الإسلامية وهو البعد من الكفار
ومعاداتهم وقطع الصلة بهم، فلا يصح إيمان
المرء حتى يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه
ويتبرأ منهم ولو كان أقرب قريب،
قال سبحانه وتعالى:
{
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم
أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم
أولئك كتب في قلوبهم الإيمان
وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها
رضي الله عنهم ورضوا عنه
أولئك حزب الله
ألا إن حزب الله هم المفلحون} الآية 22 المجادلة،
فقد تضمنت هذه الآية الكريمة
أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد عن الكفار
المحادين لله ورسوله وبرئ منهم وعاداهم
ولو كانوا أقرب قريب،
وقد أثنى سبحانه وتعالى على خليله
إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقومه
ومعبوداتهم
حيث قال :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ
مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ
(27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)} (سورة الزخرف،
وقد أمرنا سبحانه وتعالى بأن نتأس
بالخليل عليه الصلاة والسلام
حيث قال :
{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ
وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ
تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)} ... الممتحنة

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

البراءة من الكفار
1 عدم تولي اليهود والنصارى
قال تعالى:
( يا أيها الذين أمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى
أولياء بعضهم أولياء بعض
ومن يتولهم منكم فإنه منهم
إن الله لا يهدي القوم الظالمين) .
2-
التحذير من مسايرتهم فيما يفعلون
واتباع أهوائهم ،
عن أبوسعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الهأ صلى الهم عليه وسلم :
لتتبعن سنن من كان قبلكم ،
شبرا بشبر وذراعا بذراع ،
حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم
. قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟
قال : فمن ؟.... صحيح البخاري
4-
التحذير من طاعة الكفار
وما يشيرون ويأمرون به على سبيل
النصح والـتوجيه ،
قـال تعـالى:
( يا أيها الذين آمنوا إن تطيـــعوا
الـــذين كفروا يــردوكم علــى
أعــقابــــكم فتنقلبوا خاسرين )...
5-
التحذير من الركون إليهم
وهو الميل والرضى بما يطلبونه من المسلم
قال تعالى:
(
ولا تركنوا إلى الذيــن ظلموا فتــمسكم
النــار ومالـــكم من دون الـله
مــن أوليـاء ثــــم لا تنصرون)
قال ابن كثير :
أي لا ترضوا بأعمالهم ، ولا تميلوا إليهم
، ولا تستعينوا بهم ، فتكونوا كأنك
قد رضيتم بأعمالهم )
6-
الـتحذير من مداهـنتهم أي : مجاملتهم ،
قال تعالى:
(ودوا لو تدهن فيدهنون)
7--التحذير من الاستغفار لهم
والترحم عليهم
.قال تعالى:
( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن
تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم
ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله
والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 80 ) } سورة التوبة
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها
إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ
الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم
في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه
من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم
ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
وفي سؤال للشيخ العلاّمة أبن باز رحمه الله
عن معنى الولاء والبراء قال:
الرجاء من فضيلتكم توضيح الولاء
والبراء لمن يكون؟ وهل يجوز موالاة الكفار؟
فقال رحمه الله تعالى:
الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم،
وبغض الكافرين ومعاداتهم،
والبراءة منهم ومن دينهم،
هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه
في سورة الممتحنة
( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة 4
وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم
أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين،
وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك
، ولا يكونوا أصحابا لك، لكن لا تؤذيهم
ولا تضرهم ولا تظلمهم، فإذا سلموا
ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير،
كما قال الله عز وجل:
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ
إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ( .العنكبوت 46
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى
وهكذا غيرهم من الكفار الذين لهم أمان
أو عهد أو ذمة، لكن من ظلم منهم يجازى
على ظلمه، وإلا فالمشروع للمؤمن الجدال
بالتي هي أحسن مع المسلمين والكفار مع بغضهم
في الله للآية الكريمة السابقة،
ولقوله سبحانه
: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل 125
فلا يتعدى عليهم ولا يظلمهم مع بغضهم
ومعاداتهم في الله، ويشرع له أن يدعوهم إلى الله،
ويعلمهم ويرشدهم إلى الحق لعل الله
يهديهم بأسبابه إلى طريق الصواب،
ولا مانع من الصدقة عليهم
والإحسان إليهم
لقول الله عز وجل
( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة 4
، ولما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه أمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
أن تصل أمها وهي كافرة في حال الهدنة التي
وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم
وبين أهل مكة على الحديبية

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

منزلة عقيدة الولاء والبراء من
الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول :
( لا إله ) من ( لا إله إلا الله )
فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ،
كما قال تعالى :
(79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ...المائدة
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان
، لما روى أحمد في مسنده عن
البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن
محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله :
( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر
إلا بالحب في الله والبغض في الله ،
والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ،
ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ،
ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ،
لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ،
ولا بين المؤمنين والكفار ،
ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان
ولذة اليقين ،
لما جاء عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان :
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن
أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) ... متفق عليه .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على
أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله
، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( من أحب في الله وأبغض في الله ،
ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة
قد يدخل في الكفر ،
قال تعالى :

((50) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)) ...المائدة
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة
يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله :
( فأما معاداة الكفار والمشركين
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ،
وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ،
حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه
من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم
بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله
يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ،
ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ،
وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أخوتنا الكرام
عقيدة أهل السنة والجماعة في الولاء والبراء
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي في الله،
فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه
وإن ظلمه. فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية.
قال تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا [الحجرات:9].
فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي،
وأمر بالإصلاح بينهم، فليتدبر المؤمن:
أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك
واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته
وإن أعطاك وأحسن إليك. فإن الله سبحانه
بعث الرسل، وأنزل الكتب ليكون الدين
كله لله فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه،
والإكرام والثواب لأوليائه والإهانة والعقاب لأعدائه.
وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خير وشر،
وفجور وطاعة، ومعصية وسنة وبدعة
استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه
من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب
بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص
الواحد موجبات الإكرام والإهانة كاللص
تقطع يده لسرقته، ويعطى من بيت المال
ما يكفيه لحاجته. هذا هو الأصل
الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة،
وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم
ولمّا كان الولاء والبراء مبنيين
على قاعدة الحب والبغض

... فإن الناس في نظر أهل السنة والجماعة
بحسب الحب والبغض والولاء والبراء
ثلاثة أصناف:
الأول: من يحب جملة.
وهو من آمن بالله ورسوله،
وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام
علماً وعملاً واعتقاداً. وأخلص أعماله
وأفعاله وأقواله لله، وانقاد لأوامره
وانتهى عما نهى الله عنه، وأحب في الله،
ووالى في الله وأبغض في الله، وعادى في الله،
وقدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قول كل أحد كائناً من كان
الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه،
فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً
وآخر سيئاً، فيحب ويوالى على قدر
ما معه من الخير، ويبغض ويعادى على قدر
ما معه من الشر ومن لم يتسع قلبه
لهذا كان ما يفسد أكثر مما يصلح..
وإذا أردت الدليل على ذلك
فهذا عبد الله بن حمار (
وهو رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يشرب الخمر، فأتي به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه
رجل وقال: ما أكثر ما يؤتى به،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله
مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر
وشاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها
وحاملها والمحمولة إليه.
الثالث: من يبغض جملة وهو من كفر
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
ولم يؤمن بالقدر خيره وشره،
وأنه كله بقضاء الله وقدره وأنكر
البعث بعد الموت، وترك أحد أركان
الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله في
عبادته أحداً من الأنبياء والأولياء والصالحين،
وصرف لهم نوعاً من أنواع العبادة
كالحب والدعاء، والخوف والرجاء
والتعظيم والتوكل، والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة
، والذبح والنذر والإبانة والذل والخضوع والخشية
والرغبة والرهبة والتعلق،
أو ألحد في أسمائه وصفاته واتبع غير
سبيل المؤمنين، وانتحل ما كان عليه
أهل البدع والأهواء المضلة، وكذلك كل
من قامت به نواقض الإسلام العشرة أو أحدها
فأهل السنة والجماعة إذن
يوالون المؤمن المستقيم على دينه
ولاء كاملاً ويحبونه وينصرونه نصرة كاملة،
ويتبرؤون من الكفرة والملحدين والمشركين
والمرتدين ويعادونهم عداوة وبغضاً كاملين.
أما من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً
فيوالونه بحسب ما عنده من الإيمان،
ويعادونه بحسب ما هو عليه من الشر.
وأهل السنة والجماعة يتبرؤون ممن حاد
الله ورسوله ولو كان أقرب قريب،
قال تعالى:
( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا
آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ
أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ المجادلة:22.
ويمتثلون لنهيه تعالى
في قوله
:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ
وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ
عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:23-24
http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif

ويلخص الإمام ابن تيمية مذهب
أهل السنة والجماعة فيقول:
(
الحمد والذم والحب والبغض والموالاة
والمعادة إنما تكون بالأشياء التي أنزل
الله بها سلطانه، وسلطانه كتابه،
فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من
أي صنف كان، ومن كان كافراً وجبت
معاداته من أي صنف كان.
قال تعالى:
ِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [ المائدة: 55-56
وقال
: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء
بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ المائدة: 51
وقال:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [ التوبة:71.
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور
أعطي من الموالاة بحسب إيمانه،
ومن البغض بحسب فجوره،
ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد
الذنوب والمعاصي كما يقول الخوارج والمعتزلة.
ولا يجعل الأنبياء والصديقون والشهداء
والصالحون بمنزلة الفساق في الإيمان
والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة
قال تعالى:
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ
فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات: 9-10
فجعلهم إخوة مع وجود الاقتتال والبغي.
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي
بعضهم بعضاً موالاة الدين لا يعادون كمعاداة الكفار،
فيقبل بعضهم بشهادة بعض، ويأخذ
بعضهم العلم من بعض، ويتوارثون ويتناكحون،
ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض
مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك
الولاء والبراء القلبي:
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة
في هذا الموضوع أن الولاء القلبي
وكذلك العداوة يجب أن تكون كاملة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
فأما حب القلب وبغضه، وإرادته وكراهته،
فينبغي أن تكون كاملة جازمة، لا توجب نقص
ذلك إلا بنقص الإيمان، وأما فعل البدن
فهو بحسب قدرته، ومتى كانت إرادة القلب
وكراهته كاملة تامة وفعل العبد معها بحسب
قدرته فإنه يعطى ثواب الفاعل الكامل.
ذلك أن من الناس من يكون حبه وبغضه
وإرادته وكراهته بحسب محبة نفسه وبغضها،
لا بحسب محبة الله ورسوله،
وبغض الله ورسوله وهذا نوع من الهوى،
فقال تعالى:
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ
أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ القصص: 50

http://www.m9c.net/uploads/15614857562.gif
موقف أهل السنة والجماعة من
أصحاب البدع والأهواء:
يدخل في معتقد أهل السنة والجماعة
البراءة من أرباب البدع والأهواء.
والبدعة: مأخوذة من الابتداع وهو الاختراع،
وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق
قال البغوي:
(
وقد اتفق علماء السنة على معاداة
أهل البدعة ومهاجرتهم
ونعود لرتب البدع كما ذكرها الشاطبي فقال:
ومن البدع ما هو من المعاصي التي
ليست بكفر أو يختلف فيها هل هي كفر
أم لا؟ كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة
ومن أشبههم من الفرق الضالة.
فأرباب هذه البدع يتبرأ منهم أهل السنة والجماعة.
ثانياً: لخطورة البدع على الدين أورد هنا نماذج
من أقوال سلف الأمة في التحذير
من البدع وأصحابها. ومن ذلك ما قاله
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث يقول:
(
من كان مستناً فليستن بمن قد مات،
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً،
وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قوم
اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم،
فهم كانوا على الهدي المستقيم
. وقال سفيان الثوري رحمه الله:
البدعة أحب إلى إبليس من المعصية،
المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.
وقال الإمام مالك رحمه الله:
من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها
فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خان الدين،
لأن الله تعالى يقول:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [ المائدة: 3.

اخوتنا الكرام
أوصيكم ونفسي بتقوى الله والتخلق
بأخلاق من سبقكم من الصحابة والسلف الصالح
بتوحيدهم وحُبهم لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
بفطرتهم السليمة النظيفة التى
لم تتلوث أو تتبدل أو تتغير بتغير
الطوائف والمِلل والفِرق الضالة المُضِلة
التى سااهمت مساهمة كبيرة في
إفساد عقول وقلوب المسلمين بزرع
بذور الشِرك والتبرك بالأنصاب والأزلام
والتحريض على ترك توحيد الله ومعرفته ....
حتى يتسنى لهم زرع الشِرك بالله سبحانه وتعالى
ولكن طالما أن هناك نفس فإن الدين لله
يحميه من شرورهم عن طريق عبادة الصالحين
أهل السُنة والجماعة وأتباع السلف الصالح
من الصحابة والتابعين لهم الى يوم الدين
والعمل على هذا الركن العظيم وهو الولاء والبراء
فنوالي من أحبه الله ونُبغض ونتبرأ ممن
تبرأ منه الله ورسوله والمؤمنون
فلا خوف على ديننا وسيبقى نظيف
من الشركيات ، فالمهم هو قول كلمة الحق
والنُصح والأرشاد والبيان أن توحيد الله
هو الأساس في البناء الديني لديننا الأسلامي الحنيف
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( الولاء والبراء )
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=29030

اندبها 10-11-2019 10:18 AM

‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( إحسان الظن بالله 1 )
 

[frame="1 10"]
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ
أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الأحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
إن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ
ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
إخوتنا في الله
" قال ابن عباس رضي الله عنه:
الجبن والبخل والحرص غرائز سوء
يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل. "
فمن هذا المُنطلق إخوتنا الكرام نقف وقفة
تعليمية لنتعلم ونستفيد ونراجع أنفسنا وكذلك
لنؤكد أن إيماننا بالله وفهمنا لتوحيده يتطلب أن
نُحسن الظن به سبحانه وتعالى
فــ بُحسن الظن به نكون قد تعلمنا وعرفنا توحيد
الربوبية والألوهية بتفاصيلها
فالموت مثلاً هو من أقدار الله سبحانه وتعالى
وأن الفناء لكل الخلائق هو عقيدة المُسلم
مما يعلمه المُسلم يقيناً ثابتاً
وأنه حق على كل الناس ، فقد أصبح أساس عقيدة
المُسلم وإيمانه ، لعلمه يقيناً أنه ميت
أي بلا شك في ذلك لان الشواهد المرئية امام المُسلم
تُنبأ وتقول كل شيء هالك الا وجهه سبحانه وتعالى
والموت حق لامناص في التشكيك فيه
أي هو أمر محتوم يقيناً ولا شك فيه
وأن هذا المُسلم بعد أن تأكد يقيناً أنه سيموت يوماً
إذاً سينتقل من الدنيا الى الآخرة
لذلك إخوتنا المؤمنون يُدرك المُسلم أنه سيلاقي
ربه سبحانه وتعالى عاجلاً أو آجلاً
وأنه سيقع تحت طائلة الحساب على ماكان منه
من أعمال وأقوال في الدنيا
وأنه يعلم ( أي المؤمن ) أن الله سيحاسبه على ما
كان منه من أعمال وأقوال في الدنيا
وانه كذلك لن ينجو من عذاب الله سبحانه وتعالى
وعقابه إلا بالعمل الصالح والإيمان الكامل
المُطلق بوحدانية الله سبحانه وتعالى
وأيضاً بعدم الإشراك به
وكذلك يعلم هذا المؤمن يقيناً أن مما يجازي الله عليه
عباده المؤمنين عليه ويُكافاؤهم عليه هو
إحسان الظن بالله والتوكل عليه في كل أحوالهم
فعندما طلب الله سبحانه وتعالى من عباده
طاعته وعبادته وتوحيده ، فسح لهم المجال
لإستدراك وتعويض مانقص من أعمالهم وما وقعوا
فيه من معاصي وآثام....
فجعل لهم الإستغفار من تلك الذنوب
فإن فعلوا ذلك واستغفروا الله
وأدّوا ما فُرِضَ عليهم من الطاعات
فإن الله سيغفر لهم لا محالة، وسيُثيبهم على الطاعة،
وإن أحسن العبد الظن بالله فإن الله سيُصدِق ظنّه
ويُنجّيه من العذاب،
ففي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي يرويه عن ربه :
: (قال اللهُ جلَّ وعلا: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي؛
إنْ ظنَّ خيرًا، وإنْ ظنَّ شرًّا)
وسنتكلم إخوتنا المؤمنون عن حًسن الظن بالله
ومتطلباته وأهدافه ومعانيه
وفي الجمعة القادمة إن تيسر الوقت لذلك
سنتكلم عن سوء الظن بالله وكذلك سوء الظن
بصفة عامة حتى نحذر من المطبات التى يقع
فيها المًسلم في مابينه وبين بقية المسلمين ....
فــ كالمعتاد لاندخل لنتعرف على صفة الا بمعرفتها
من كل الجوانب اللغوية الشارحة لها
والتشريعية التى أتت بها ....
من هنا سنبتديء بتعريف حًسن الظن ...
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif

معنى حُسن الظن بالله
في اللغة
الحسن: الحاء والسين والنون أصل واحدٌ،
فالحسن ضد القبح، يقال:
رجلٌ حسنٌ، وامرأة حسناء،
وحُسانةٌ، والحسن: الجمال.
أما الظن في اللغة
فإنه مصدر قولهم ظن يظن ظنا،
وهو مأخوذ من مادة (ظ ن ن)
التي تدل على معنيين:
أحدهما اليقين والآخر الشك.
قال الراغب: الظن:
اسم لما يحصل عن أمارة،
ومتى قويت أدت إلى العلم،
ومتى ضعفت جدا لم تتجاوز حد التوهم.
وقال ابن منظور:
الظن شك ويقين، إلا أنه ليس بيقين عيان
إنما هو يقين تدبر، فأما يقين العيان فلا يقال
فيه إلا علم، وفي التنزيل العزيز:
﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ الحاقة: 20
أي علمت.
ويُقصد بحُسن الظن بالله
في الاصطلاح
هي أن يعلم المُبتَلى أنّ الذي ابتلاه
هو الله -سبحانه وتعالى
الحكيم الرحيم،
وأنّ الله -عزَّ وجلَّ
لم يُرسِل إليه البلاء ليُهلكه به،
أو ليُعذّبه به، أو ليُؤذيه،
أو ليضرّه، وإنّما أَرسِل البلاء إليه
كما أَرسله إلى غيره من الخلق؛
ليمتحنهم ويمتحنه، ويعلم مدى إيمانه
وصبره ورضاه على ما أصابه من الابتلاء،
وكي يسمع دعاءه في جوف الليل ...
إن كان من أهل الدعاء، وتضرّعه
ورجاءه لله بأن يكشف عنه ما أصابه
من البلاء، وليرى هذا المُسلم بعد أن
يختبر نفسه وإيمانه .....هل سيصبر على ما أصابه؟
أم أنّه سيكفر بالله ولا يتجاوز ذلك الاختبار
إلا فاشلاً؟ وليرى الله عبده المُبتَلى مُتذلِّلاً
له يرجوه ....ولا يرجو سواه،
ويدعوه..... ولا يدعو سواه.
حًسن الظن في القرآن الكريم
والسُنة النبوية المُطهرة
حسن الظن بالله
وممّا جاء في حسن وسوء الظن بالله
في القرآن الكريم والسنّة النبويّة ما يأتي:
جاءت العديد من آيات القرآن الكريم
لتحث المؤمنين على إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى،
وعدم إساءة الظن به،
ولتؤكد أيضاً على أنّ إساءة الظن بالله
ربما تؤدي بالعبد إلى الهلاك،
ومن هذه الآيات:
قول الله عزَّ وجلّ:
( الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ
دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6))،..الفتح
فمن يسيء الظن بالله وبرحمته يكون قد
استحق العقوبة من الله،
وربما يودي به ذلك الأمر إلى النار والعياذ بالله.
قول الله عزَّ وجلّ:
(يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)...آل عمران 154
ينهى الله عباده في هذه الآية من
أن يظنون به غير الحق،
وقد وصف -سبحانه وتعالى-
ذلك الأمر بكونه فعلاً جاهلياً من أعمال
الجاهلية المرفوضة والممقوتة.
على سبيل التمثيل لا الحصر،
ما يأتي:
قال تعالى في سورة الحاقة:
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ
هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي
مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
(21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ
(23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ
فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24 )؛...الحاقة
ومعنى قوله تعالى
(إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ)
أنّ العبد المؤمن إذا حمل كتابه بيمينه يقول:
لقد اعتقدت يقيناً أن الله سيُحاسبني
فأعددت لهذا اليوم بحسن الظن والعمل،
فأنجاه الله من عذاب جهنم وأدخله الجنة.
قول الله عزَّ وجلّ:
(الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)..الفتح
وفي هذه الآية إشارة إلى عقوبة من يسيء
الظن بالله -سبحانه وتعالى
ولا يثق بقدرته عزّ وجلّ،
وأن هؤلاء سيُعاقبهم الله يوم القيامة لا محالة،
وأن من يُسيء الظنّ بالله
إنما هو في الحقيقة يَتّهم الله في حكمه
وحكمته وقدرته على الخلق ومُحاسبته لهم
. قول الله عزَّ وجلّ:
(يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)..آل عمران
فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية يَنهى
عباده أن يظنون به غير الحق،
وأن من يكون ذلك حاله فإنه مُتّصف بإحدى
صفات الجاهليّة.
قال تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ
إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو
رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)؛...البقرة
فقد وصف الله سبحانه وتعالى
الذين يُحسنون الظن به أنهم خاشعين
في صلاتهم، وأنهم الأقدر على الصبر
على ما يُصيبهم من المصائب،
وهم الأقدر على القيام بالصلاة
وما يُرافقها من خشوع وصبرٍ عليها وتحملٍ لها.
في السنّة النبويّة جاء في السنة النبوية
العديد من الأحاديث التي تُشير إلى
فضل حُسن الظن بالله والتوكّل عليه،
والإستعانة به في وقت البلاء والمصائب،
ومن تلك الأحاديث ما يأتي:
الأحاديث الواردة في حُسن الظن بالله تعالى
حسن الظن بالله رغم تشعبه كمفهوم
إلا أنه قد يتلخص برضى العبد بما أعطاه
الله سبحانه وتعالى، والتوكّل عليه،
حسن الظن بالله تعالى ركيزة مهمة من ركائز الإيمان،
وأصل عظيم من أصول العقيدة الإسلامية
ومن حققه واعتصم به نال السعادة في الدنيا
وكان من أهل النجاة في الآخرة،
ومن أخلَّ به أو فقده كان من أهل الشقاوة
في الدنيا ومن أهل الخسارة في الآخرة،
وإن حسن الظن بالله مبدأ كل خير يكسبه العبد
كما أن سوء الظن بالله مبدأ كل شر يكتسبه،
وهو أمر أوجبه الله تعالى علينا ورسوله
فقال -صلى الله عليه وسلم-:
" لا يموتن أحدكم إلا
وهو يحسن الظن بالله". رواه مسلم .
الأحاديث التي حثت على حسن ظن
العبد ربه قال رسول الله:
"إياكم والظن فإنه أكذب الحديث ". البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
يقول الله أنا عند ظن عبدي بي،
وأنا معه حيث يذكرني".
أما الظن وتسميته حُسن العبادة
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه قوله:
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" أن حسن الظن بالله من حسن العبادة "
أخرجه الأمام أحمد وأبو داود.
وفي الحديث الذي رواه صلى الله عليه وسلم
عن رب العِزة في بيان سبق الرحمة للغضب قوله:
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" قال الله عزوجل: سبقت رحمتي غضبي ".
وعن رحمة الله بعباده قوله صلى الله عليه وسلم
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن لله عزوجل مائة رحمة، فمنها رحمة
بها يتراحم الخلق، وتسعة وتسعون
ليوم القيامة ."
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله
عزوجل للمؤمنين يوم القيامة،
وما أول ما يقولون له إن الله عزوجل
يقول للمؤمنين:
هل احببتم لقائي ؟ فيقولون: نعم يارب، فيقول:
لم ؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك،
فيقول عزوجل: قد وجبت لكم مغفرتي"
. عن أبي هريرة،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة
ما طمع في جنته احد، ولو يعلم الكافر
ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته احد " رواه مسلم
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم
بسبي وإذا إمرأة من السبي قد تحلب ثديها ،
تسقي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته
ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم:
" أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ ؟،
قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى أنْ لا تَطْرَحَهُ،،
فَقَالَ: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا." صحيح البخاري
. عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل على شاب وهو في الموت، فقيل :
" كيف تجدك ؟ قال:
ارجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يجتمعان في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ
إلَّا أعطاه اللهُ ما يرجوه وأمَّنه ممَّا يخافُ" سبل السلام إسناده جيد
. عن أبي ذر، رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يروي عن ربه عزوجل، قال:
" ابن آدم أنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك
بقرابها مغفرة". رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وهذه الرحمة إخوتنا المؤمنون
تتطلب من المؤمن الحق أن يعلم أن الله غفور رحيم
فما على المؤمن إلا العمل بمقتضى ذلك
من عبادات وأعمال صالحة ويتوكل على الله في ذلك
ويختم كل شيء بحُسن الظن بالله ...
وعدم القنوط واليأس فرحمة الله وسعت كل شيء
من أقوال الصحابة عن حسن ظن العبد بربه:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" لا يحل لامرىء مسلم يسمع من
أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها
في شيء من الخير مخرجاً. " وقال أيضاً:
" لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه ". الآداب الشرعية لابن مفلح
" قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
" لله درُّ ابن عباس إنه لينظر إلى
الغيب عن ستر رقيق. "
وقال ايضا : " من علم من أخيه مروءة جميلة فلا يسمعنَّ فيه مقالات الرِّجال، ومن حَسُنت علانيته فنحن لسريرته أرجى " ذكره ابن بطال في شرح صحيح البخاري
قال ابن عباس رضي الله عنه:
"الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها
كلها سوء الظن بالله عز وجل. "
وكيف نُحسن الظن بالله تعالى
وهنا في هذا الموضع نقف إخوتنا الكرام
على الكيفية في إحسان الظن بالله
عملياً لنٌصلح من حال أنفسنا وتثبيت أعمالنا الصالحة
بحًسن الظن بالله سبحانه وتعالى
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
يقول الله أنا عند ظن عبدي بي،
وأنا معه حيث يذكرني".
فكيف نصل الى أن نكون
عند ظن الله سبحانه وتعالى
فتشملنا رحمته وغفرانه لنا
ويكون ذلك
بالتحلي بالمعنويات العالية
بالتفاؤل بأن رحمة الله وسعت كل شيء
فلا يستعصى عليه أمر يختص برحمته لعباده
، فالمؤمن يعرف جيداً بأن كل عُسرٍ
بعده يُسره كما وعد الله سبحانه وتعالى
في كتابه الكريم في قوله
(فإن مع العُسرِ يُسراً إن مع العُسرِ يُسراً)
، فالمؤمن يعلم علمَ اليقين بأن هذا الضيق سينفرج،
وبأن الهم سيزول، وأن رحمة ربه
واسعة لا يقفُ شيئاً في طريقها؛
وأنا أبوابه جلَّ وعلا لا تُغلقُ في وجه عِباده،
فلا يترك أمله بالله ولا يدخل اليأس إلى قلبه،
فاليأس يزيد الأمر سوءاً،
فيكبر الهم ويضيق الصدر،
ويكفي بأن الله سبحانه أخبرنا
أن اليأس من صِفات الكافرين
في قوله تعالى :
(وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ
مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) ..يوسف
فالمؤمن لا ييأس من رحمة الله ولا يأتي في
باله أن الله تخلى عنه، بل إنه يعتقد تماماً
بأنه في اختبار؛ وأن نتيجة هذا الإختبار
إلى إحدى نتيجتين يكون هو الفائز في كلتا الحالتين،
إما إلى الفرج؛ أو أجراً كبيراً يكون له
يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
التوكل على الله التوكل على الله من
أمور حسن الظن بالله،
فالإنسان يفعل ما يستطيع أو يقدر عليه،
ولكن هناك أموراً تكون خارج قدرته
وتخرج عن سيطرته
فيتركها لله الواحد القهَّار،
بعد أن يتوكل على الله عز وجل
على قدر إستطاعته في معالجة هذا الامر
فالمهم هنا هو التوكل على الله والتأكد يقيناً
أن مايصيبه هو من عند الله سبحانه وتعالى
وأن الفرج أو اليسر لايأتي إلا من عند الله
فالتوكُّل يكون مع السعي وليس التَّخلي.
أداء الفروض إن من حسن الظن بالله
أداء فروضه وإطاعة أوامر
واجتناب نواهيه،
فليس من حسن الظن بالله أن يُقدم الإنسان
على السرقة ويدعو الله ألا يتم التعرُّف عليه؛
ويكون محسِناً الظن بالله بأنه سيُفلتُ بما سرق،
فهذا من إساءة الأدب مع الله سبحانه.
يجب على المؤمن الذي يؤمن بالله
أن يؤدي فروضه في مواعيدها،
ويؤدي حقوق الناس ولا يأكلها بالباطل،
يكون حسن الخُلق طيب المعشر وذو أخلاقٍ عالية،
يكون مِثالاً يُحتذى به.
أما ما عدا ذلك فمن الرياء
وليست في إحسان الظن بالله في شيء،
فالله جميلٌ يُحب الجمال، والله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً،
كن جميلاً وطيباً ليكون إحسان ظنك بالله في محله.
مواطن حسن الظن بالله
ينبغي للمؤمن أن يحسن ظنه بالله في كل موطن وحال
فحُسن الظن به سبحانه وتعالى نحتاجه
في حياتنا كلها وحتى قُرب مماتنا
ومن هذه المواطن عند الموت
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الذي رواه جابر رضي الله عنه قوله:
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل
موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتَنَّ أحدكم
إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم.
ودخل واثِلَةُ بن الأسْقَع على أبي الأسود الجُرَشي
في مرضه الذي مات فيه،
فسلم عليه وجلس. فأخذ أبو الأسود يمين واثلة،
فمسح بها على عينيه ووجهه لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم،
فقال له واثلة: واحدةٌ أسألك عنها.
قال: وما هي؟
قال: كيف ظنك بربك؟
فأومأ أبو الأسود برأسه، أي حسن.
فقال واثلة: أبشر؛ إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«قال الله عز وجل: أنا عند ظن
عبدي بي، فليظن بي ما شاء» رواه أحمد.
وعن أنس رضي الله عنه
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم
دخل على شاب وهو في الموت، فقال:
«كيف تَجِدُكَ»؟ قال:
والله يا رسول الله إني أرجو الله،
وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يجتمعان في قلب عبد في مثل
هذا الموطن إلا أعطاه الله
ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
وفي كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا،
قال حاتم بن سليمان:
دخلنا على عبد العزيز بن سليمان
وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال:
أجدني أموت. فقال له بعض إخوانه:
على أية حال رحمك الله؟ فبكى، ثم قال:
ما نعول إلا على حسن الظن بالله. قال:
فما خرجنا من عنده حتى مات.
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
والموطن الثاني الذي وجب أن نُحسن الظن
فيه بالله سبحانه وتعالى
عند الشدائد والكرب
فمن أكثر المواقف العظيمة التى تُثبت
ان إحسان الظن بالله مهم جداً وبه تتم النِعم
وغفران الذنوب وجلاء الهموم والخطوب
ففي قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة تبوك خير مثال للمؤمن الذي يُحسن الظن بالله
فلم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق
إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم
قال تعالى:
( لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ
مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)
وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ
الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ
وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ
عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
التوبة 117،118
فتأملوا إخوتنا الكرام في قوله تعالى :
( وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ )
أي أحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى
في أن يغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عن ما أرتكبوه
من تخلف وقعود عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
، فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.
والموطن الثالث وهو حًسن الظن بالله
عند ضيق العيش....
وهذا الذي نعيشه في هذا العصر من ضيق العيش أحياناً
فنجد أنفسنا نبتعد عن الله سبحانه وتعالى
ولانُحسن الظن به في أن يغير الأمر
من العُسر الى اليسر ، بل للأسف نُحسن الظن
بالعباد سواء مسؤلين أو حُكام أو سلاطين
ونُسيء الظن بالله أو بالاحرى نبتعد عن حُسن الظن به
فنلاقي كل الصعاب وكل الضيق وكل المعيشة الضنك
أما إن أحسنا الظن بالله ورجوناه وعملنا
مانستطيع فسيغير الله حالنا الى حال يرضاه ونرضاه معه
ولو رجعنا إخوتنا في الله
الى هدي وسُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لوجدنا الدواء الشافي والبلسم الذي يعافي
من العِلل والأمراض
فهل قرأنا يوماً ونحن قد ضاق بنا الحال
ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن مسعود رضى الله عنه
في قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم :
: من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس
لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله
فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل».
وإنزالها بالله تُعني :
أن توقن وتظن أن الله تعالى
يفرِّجُ عنك ويزيلها.
عند غلبة الدَّين
ومن عجيب
ما ثبت في صحيح البخاري من
قول الزبير بن العوام
لابنه عبد الله رضي الله عنهما:
يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني
فاستعن عليه مولاي. قال عبد الله:
فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت:
يا أبت من مولاك؟. قال: الله. قال:
فو الله ما وقعت في كربة
من دينه إلا قلت:
يا مولى الزبير اقض عنه دينه،
فيقضيه.
عند الدعاء
فحًسن الظن عند الدعاء هو كفيل
بقبول الله سبحانه وتعالى والتيقن بأن الله
سيستجيب لك إن دعوته مُخلصاً وموقن بالإجابه
ففي هذا الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه
عندما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي.
فيقول العلماء اذا دعوت الله
فيجب أن تُعظّم الرغبة فيما عند الله
وأحسن الظن به
أما الموضع المهم الاخر والذي لايتحقق
هدفه إلا إن أحسن المؤمن الظن بالله سبحانه وتعالى فيه
وهذا الموضع هو عند التوبة من المعاصي والذنوب
والسيئات والاعمال التى لايرضاها الله لعباده
ففي الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه
، عن النبي صلى الله عليه وسلم
فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال:
«أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي
فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا
فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا
يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال:
أي رب اغفر لي ذنبي.
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً
فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب.
اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.
أي: ما دمتَ أنَّك تذنب وتتوب فإني أتوب
عليك ولو تكرر الذنب منك.
وفي قول الشاعر في هذا الموضع
وإني لآتي الذنب أعرف قدره --- وأعلم أن الله يعفو ويغــفرُ
لئن عظَّم الناس الذنوب فإنها --- وإن عظمت في رحمة الله تصغُرُ


أخوتنا الكرام
نتوقف عند الفرق بين حُسن الظن بالله
وبين الغرور في مفهوم حُسن الظن
الفرق بين حسن الظن والغرور
حسن الظن الذي يثيب الله عليه هو
الذي يحمل على أمرين:
فعل الصالحات، وترك المنكرات.
وأما أن يدعي أحد أنه يحسن الظن بربه
وهو سائر في غيِّه، منهمك في المعصية،
تارك للفضائل والخيرات،
فهذا عبد تسلَّط الشيطان عليه.
قال ابن القيم رحمه الله:
"وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور،
وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه
وساعده وساق إليه فهو صحيح،
وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور،
وحسن الظن هو الرجاء،
فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة
زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح،
ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً
وتفريطاً فهو المغرور.....أ . هــ
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنُّب المعاصي،
وإلا كان أمنًا من مكر الله، فحسن الظن بالله
مع فعل الأسباب الجالبة للخير
وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود.
وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات
وفعل المحرمات فهو الرجاء المذموم،
وهو الأمن من مكر الله"...أ.هــ
فالمؤمن يجمع بين حسن الظن وحسن العمل
والخوف من الله تعالى، ولا تعارض بين هذا كلِّه.
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه :
"إني لأعرف اليوم ذنوبا هي أدق في
أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر" رواه أحمد.
ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
"المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف
أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب
مرَّ على أنفه فقال به هكذا" رواه البخاري.
ويقول الحسن البصري رحمه الله:
إن المؤمن أذا أحسنَ الظن بربه فأحسن العملَ،
وإن الفاجر أساءَ الظن بربه فأساءَ العمل"
رواه أحمد في الزهد.
اللهم املأ قلوبنا حسنَ ظن بك.
ماقاله الشيخ ابن باز رحمه الله
عن معنى حسن الظن بالله
السؤال:
فيما معنى الحديث سماحة الشيخ:
لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالىي
قول:
ما معنى حسن الظن بالله، وجهونا في ضوء ذلك؟
الجواب:
هذا حديث صحيح، رواه مسلم في الصحيح:
لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن ظنه بالله، والله يقول
: أنا عند ظن عبدي بي، والمعنى: أنه يحسن ظنه بالله:
أن ربه جواد، وأنه كريم، وأنه غفور رحيم سبحانه،
وأنه يتوب على عباده إذا تابوا إليه، وأن فضله عظيم،
يحسن ظنه بربه، مع الجد في العمل الصالح مع التوبة.
لا يحسن الظن بالرب، ويقيم على المعاصي لا،
يحسن ظنه بربه مع العمل الصالح .. مع التوبة ..
مع الجد في الخير، أما إحسان الظن بالله
مع الإقدام على المعاصي، والإصرار عليها؛
فهذا غرور لا يجوز، لكن يحسن ظنه بربه
أنه يقبل توبته، وأنه يعفو عنه، ويجتهد
في أسباب العفو من الصدقة، والرحمة للفقراء،
وكثرة الاستغفار .. التوبة، والندم، والإقلاع .
. كثرة الأعمال الصالحات مع حسن الظن بالله،
يحسن ظنه أن الله يقبلها، وأنه لا يردها..أ.هـ
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
أما بعد أخوتنا المؤمنون
اتقوا الله في ما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر
واتصفوا بالتسامح في مابينكم ولينوا جانبكم
تفوزون برضوان ربكم
وأعلموا أن من علامات الإيمان بالله سبحانه وتعالى
حًسن الظن به
فأحسنوا الظن بربكم تفوزون برضاه وغفرانه
وسنستكمل موضوع حًسن الظن
بالناس وكذلك سوء الظن بالله سبحانه وتعالى
في الجُمعة القادمة بإذن الله تعالى
عباد الله
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 )
سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى
فحُسن الظن بالله هو العبادة الخالصة لله
واعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والإكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا واحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame] [/CENTER]

رابط الموضوع الاصلي
‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( إحسان الظن بالله 1 )

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=29161


wahjj.1

اندبها 10-18-2019 05:12 AM

‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) (مخاطر سوء الظن بالله 2 )
 


[frame="1 10"]
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ

، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
إن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
إخوتنا في الله
بعد أن أكرمنا الله سبحانه وتعالى بفهم
مقتضيات التوحيد وهي حُسن الظن بالله
والتسليم له سبحانه وتعالى وفهم أن عطاءه
من رزق وصحة وتيسير الأمور ونظام الكون
كل ذلك في يده ......
وكذلك غفرانه للذنوب وقبوله للتوبة وتجاوزه
عن خطايا عباده هي من رحمته سبحانه وتعالى
فقط إن أحسنّا الظن به وعلمنا أنه يبتلي خلقه
بالصعاب والشدائد ليفحص أيمانهم
وكذلك بالنِعم ليختبر إيمانهم
فهل يشكرون أم يكفروه
وهل يحسنون الظن به أم يقنطون من رحمته...
نتكلم في هذه الخطبة من خلال منبرنا هذا
عن سوء الظن بالله وهي الصفة المرادفة والمقابلة
لحُسن الظن بالله سبحانه وتعالى
فبعد أن فهمنا وتعلمنا كيف نُحسن الظن بالله
نتكلم في هذه الخطبة إن شاء الله تعالى
عن سوء الظن بالله والتبعات التى تنشأ عن هذا التصرف
وهو سوء الظن به سبحانه وتعالى ، وما مدى تأثيره
على ايماننا به سبحانه وتعالى .....
وأيضاً اخوتنا الكرام
سنستزيد ونتعلم كيف نُحسن الظن بمن حولنا
أي إحسان الظن بالمؤمنين ومدى تأثيره على حياتنا
وتعاملاتنا الخاصة والعامة وكذلك سوء الظن بالناس
فعندما نعلم ونتعرف على مصطلح سوء الظن
تلقائياً سنعرف ونفهم الصفة المرادفة
لسوء الظن وهي حُسن الظن بالله وبالناس
فسوء الظن معناه
في اللغة أصلها يدل على
القبح، فيقال مثلاً :
ساء الشيء:
إذا قَـبُح.
والسُّوء: الاسم الجامع للآفات والداء،
والسُّوءُ أيضًا بمعنى الفُجور والمنكر،
ويقال: ساءه يسوءه سوءًا
وسواء: فعل به ما يكره، نقيض سرَّه.
والاسم: السوء بالضم. وسؤت الرجل سواية ومساية،
يخففان، أي ساءه ما رآه مني.
وسؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن.
ويقال: أسأت به وإليه وعليه وله......
أمّا الظنِّ في اللغة فيعني
ظنَّ الشَّيء ظنًّا:
علمه بغير يقين،
وقد تأتي بمعنى اليقين.
و: فلانًا. و: به: اتهمه. والظِّنة:
التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة،
ومصدره الظنة، والجمع الظنن.
ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء
سوء الظن اصطلاحًا:
في تعريف سوء الظن قوله:
(هو التهمة والتخون للأهل والأقارب
والناس في غير محله).
وقال ابن القيِّم:
(سوء الظن: هو امتلاء القلب بالظنون
السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح)
(سوء الظن: هو عدم الثقة بمن هو لها أهل)
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
إخوتنا المؤمنون
اذا كان سوء الظن هو امتلاء القلب بالظنون
السيئة بالناس ......يعتبر من المحرمات بين المسلمين
أن يسيء الظن ببعضهم بعض فينشأ بينهم
عدم الثقة .....
فصفة سوء الظن بين الناس تعتبر
من القبائح ، ويؤثم قائلها والمتعامل بها
فما بالكم اخوتنا الكرام
بسوء الظن بالله
سبحانه وتعالى ....بالطبيعي ان هذا أخطر
وأعظم على النفس من أن يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى
عندها لامناص من ان هذا المسيء قد دخل في الكُفر
والعياذ بالله لانه ساء الظن بالله وجحد مقدرته وقدرته ....
فسوء الظن الذي يتعلق بالله سبحانه وتعالى
وبربوبيته وبالمقدسات الالهية....
تلخصها وتشرحها وتبينها هذا الأية الكريمة
في قوله تعالى :
( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) ...الفتح
فتُبيّن أنّ سوء الظنّ الواقع من
هؤلاء النّاس هو أنّهم يتّهمون
الله في خلقه وحكمه، ويظنون السّوء
بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام وصحابته.
وممّا لا شكّ فيه إخوتنا في الله
أنّ سوء الظنّ بالله تعالى
يختلف اختلافاً كُليّاً عن سوء الظنّ بالآخرين؛
لأنّ سوء الظنّ بالآخرين سينتهي
غالباً بالوقوع في الإثم أو التصرّف بشكل خاطئ
مع الطّرف الآخر،
بينما سوء الظنّ بالله تعالى
يُؤدّي إلى اهتزاز ركائزَ الإيمان
وأركان التّوحيد في قلب المؤمن،
أو على الأقل سيكون دافعاً ومُحفّزاً لذلك؛
لأنّ من يظن بأنّ الله تعالى قد يُخلِف وعده
فهذا يعني أن إخلاف الوعد ينشأ إما من الجهل
أو العجز عن الأيفاء بالوعد أو عن الكذب
فتعالى الله عن هذه الصفات ....
فمن ظن ذلك على الله ...فقد كفر بالله
وتبين هذه الآيات الكريمة
الظن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
والمؤمنون لن ينقلبوا الى أهاليهم
وهذا سوء ظن بالرسول صلى الله عليه وسل
فقال تعالى:
( بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ
إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ
وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) ..الفتح
وفي قصة المُتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما تخلفوا عنه معتذرين الى الرسول عليه السلام
في قولهم الذي بينه الله تعالي في قوله:
(شغلتنا أموالنا وأهلونا)،
ما تخلّفتم خلاف رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
وقعدتم عن صحبته من أجل شغلكم
بأموالكم وأهليكم، بل تخلّفتم
بعده في منازلكم ظنّاً منكم أنّ رسول الله ومن معه
من أصحابه سيهلكون فلا يرجعون إليكم أبداً
باستئصال العدو إيّاهم،
وزيّن الشّيطان ذلك في قلوبكم وحسّنه،
وصحّحه عندكم حتى حَسُن عندكم التخلّف عنه،
فقعدتم عن صحبته (وظننتم ظنّ السّوء).
يقول: وظننتم أنّ الله لن ينصر مُحمداً
عليه الصّلاة والسّلام
وأصحابه المُؤمنين على أعدائهم،
وأنّ العدو سيقهرهم ويغلبهم فيُقتَلوا
فقال تعالى:
( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) ..النجم
وقال أيضاً :
( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) ...النجم
يؤكّد الله تعالى في هذه الآية أنّ الظنّ لا يُجدي شيئاً،
ولا يقوم أبداً مقام الحق.
وللأستزادة أكثر ندخل لشرح أقسام سوء الظن....
أقسام سوء الظن
يمكن تقسيم سوء الظن إلى قسمين
كلاهما من الكبائر، هما:
سوء الظن بالله تعالى:
وهو أن يظنّ الإنسان بالله ظنّاً
لا يليق بمقامه تعالى؛
كمن يظنّ في قلبه أنّ الله
لن يغفر له ولن يصفح عنه،
ويدخل ضمنه كلّ ظن يُخالف
كمال قدرة الله وسعة رحمته،
وهو أكبر ذنباً من اليأس والقنوط من رحمة الله؛
لأنّه يأس وقنوط وتَعَدٍّ على كمال الله
للظنّ به ظناً لا يليق بكرمه ورحمته.
وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى
يكون السبب للوقوع في الشرك
ومنفذ من منافذ البِدعة والضّلال
لذلك سوء الظّن بالله من أسباب
الوقوع في الشّرك،
قال ابن القيم:
(الشّرك والتّعطيل مبنيّان على
سوء الظّن بالله تعالى...) ...أ.هـ
لأنّ الشّرك هضمٌ لحقّ الربوبيّة،
وتنقيص لعظمة الله، وسوء ظنّ به،
ولهذا قال إبراهيم إمام الحنفاء عليه السلام
لخصمائه من المشركين:
﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقال المقريزيّ:
(اعلم أنك إذا تأمّلت جميع طوائف
الضّلال والبدع وجدتَ أصل ضلالهم راجعاً إلى شيئين:
أحدهما:.. الظنّ بالله ظنّ السّوء).
أنها صفة كل مُبطل ومُبتدع:
قال تعالى:
(22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)..فُصلت
قال ابن القيم:
(كلُّ مُبطل وكافر ومُبتدع مقهور مُستذلّ،
فهو يظنّ بربّه هذا الظنّ،
وأنّه أولى بالنّصر والظّفر والعلوّ من خصومه،
فأكثر الخلق بل كلّهم إلا من شاء الله يظنّون بالله
غير الحقّ ظنّ السّوء،
وإن غالب بني آدم يعتقد أنّه مبخوس الحقّ
ناقص الحظّ، وأنّه يستحقّ فوق
ما أعطاه الله ولسان حاله يقول:
ظلمني ربيّ ومنعني ما أستحقّه.
ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره،
ولا يتجاسر على التّصريح به،
ومن فتّش نفسه وتغلغل في
معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها
كامناً ككمون النّار في الزّناد).
استحقاق لعنة الله وغضبه
لمن أساء الظن بالله سبحانه وتعالى
وتنقص من قدرته وحكمته ...
قال ابن القيم:
(توعَّد الله سبحانه الظّانين به ظنَّ السّوء
بما لم يتوعّد به غيرهم)،
كما قال تعالى:
(عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾...الفتح
سبب للمُشكلات العائليّة:
من أسباب المشاكل العائليّة سوء الظنّ
من أحدهما، وغضبه قبل التذكّر
والتثبّت؛ فيقع النّزاع وربما حصل فراق،
ثم تبيّن الأمر خلاف الظّن).
من مداخل الشّيطان الموقعة في كبائر الذّنوب
قال تعالى (في سورة آل عمران):
( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى
طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ
يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ
لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ
لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا
هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ
الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ
وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ..آل عمران
(فُسِّر هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله
بأنه سبحانه لا ينصر رسوله،
وأنَّ أمره سيضمحل، وأنه يسلمه للقتل،
وقد فسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره،
ولا حكمة له فيه،
ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر،
وإنكار أن يتم أمر رسوله، ويظهره على الدين كله.
وإنما كان هذا ظن السوء،
وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل،
وظن غير الحق،
لأنه ظن غير ما يليق بأسمائه الحسنى
وصفاته العليا وذاته المبرأة من كل عيب
وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده
وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه،
وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم،
ولجنده بأنهم هم الغالبون،
فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله،
ولا يتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه،
ويعليهم ويظفرهم بأعدائه،
ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه،
وأنه يديل الشرك على التوحيد،
والباطل على الحق إدالة مستقرة
يضمحل معها التوحيد والحق
اضمحلالًا لا يقوم بعده أبدًا،
فقد ظن بالله ظن السوء،
ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله
وجلاله وصفاته ونعوته،
فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته
تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده،
وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم
لأعدائه المشركين به العادلين به،
فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف
أسماءه ولا عرف صفاته وكماله...أ.هــ
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وقال سبحانه ( في سورة فًصلت ):
( وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ
وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ
أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ( 22 )
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23 ) .... فصلت
(هذا الظن كفر وجهل بالله
وسوء معتقد يؤدي إلى تكذيب الرسل
والشك في علم الإله)
قال السعدي:
("وَلَكِن ظَنَنتُمْ" بإقدامكم على المعاصي "
أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ"
فلذلك صدر منكم ما صدر،
وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا قال:
"وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ"
الظن السيئ، حيث ظننتم به،
ما لا يليق بجلاله. "أَرْدَاكُمْ"
أي: أهلككم "فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ"
لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال
التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم،
فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء،
ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب،
الذي لا يفتر عنهم ساعة)
- ثم أوضح الله الخُسران بقوله تعالى
( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ
وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
علَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا 6 ) ...سورة الفتح
قال ابن القيم:
(توعد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء
بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى:
(عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))...أ.هــ
وقال الشوكاني في قوله تعالى:
((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)
أي: يعذبهم في الدنيا بما يصل إليهم
من الهموم والغموم بسبب ما يشاهدونه
من ظهور كلمة الإسلام، وقهر المخالفين له،
وبما يصابون به من القهر والقتل والأسر،
وفي الآخرة بعذاب جهنم..
((عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)) أي:
ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين دائر عليهم،
حائق بهم، والمعنى: أن العذاب والهلاك الذي
يتوقعونه للمؤمنين واقعان عليهم نازلان بهم...
((وغضب الله عليهم ولعنهم
وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا)
أخوتنا في الله
من هنا نفهم أن سوء الظن بالله طريق للشرك به
وكُفراً بأنعمه وقدرته في تسيير أمر مخلوقاته
وأيضاً هو تقليل من قيمته سبحانه وتعالى
وجعله لايفي بوعده في إحداث النصر
لبنيه وللمسلمين وايضاً لمنع الظُلم
وتفريج الكُرب
وهذا التشكيك والتقليل من القيمة هو
سوء ظن به سبحانه وتعالى
ويؤدي ذلك الى الكفر والعياذ بالله ....
وكل الأيات التى ذّكرت أنفاً هي توضيح
لهذه النقطة وهي الأساءة لله سبحانه وتعالى
والتشكيك في قدرته وحكمته وعفوه وغفرانه ....
فمن يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى
قد وصفهم الله بصفات النفاق من كلا الجنسين
والمشركين والمشركات والظانين بالله ظن السوء
أعد له الله عز وجل إستحقاق يستحقه
هو الغضب عليه واللعن وجهنم مثوى له
وما توعده سبحانه وتعالى لهولاء
الذين ذكرهم إلا لأنهم ظنوا السوء بالله
فدخلوا في دائرة الغضب واللعن ونار جهنم
عافانا الله وأياكم اخوتنا في الله من هذه الصفة
وهذا الفعل المشين ......
أما بالنسبة لآثار سوء الظن بالله
ومايترتب عليه كما تم ذكرها :
1- سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلال:
2- أنها صفة كل مُبطل ومبتدع :
3- سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه:
فجعلنا الله وإياكم ممن يُحسنون الظن به
فيرجون رحمته وصفحه وغفران
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
والنوع الثاني من سوء الظن
هو سوء الظّن بين المسلمين:
ومن هنا اخوتنا الكرام
ناتي للنوع الثاني من سوء الظن
والذي يختص بعادة وسلوك وصفة
لايفترض أن يتحلى بها المسلم تجاه
أخوته المسلمين إناثاُ وذكوراً
وهو ممّا لا يُقبل أيضاً وممّا يُعاقب
فاعله لكونه من الكبائر؛ إذ يُلصق بالمسلم
ما لا علاقة له به إنّما حكم بمجرّد تهيّؤات
وخيالات، وهو ممّا سيَحمِلُ مُسيء الظنّ
على احتقار من أساء الظنّ به، وعلى عدم
القيام بحقوقه وإطالة اللّسان عليه .
آثار سوء الظّن إنّ لسوءِ الظنّ مآلٌ
وآثارٌ سلبية؛ فقد تعزلُ الفرد عن مُجتمعه،
وتجعله خائفاً منهم مُعتقداً أنّهم قد يمسّونه
بسوء في أي وقت، فيُفضّل البقاء مُنعزلاً
بذاته نفسيّاً واجتماعيّاً، ممّا قد يُؤدّي بشخصيّته
وثقته بنفسه مع مرور الأيام.
ومن هذه الآثار:
سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن:
قال الغزالي:
(مهما رأيت إنساناً يُسيء الظنّ بالنّاس
طالباً للعيوب فاعلم أنّه خبيث الباطن،
وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه،
وإنّما رأى غيره من حيث هو،
فإنّ المُؤمن يطلب المعاذير،
والمُنافق يطلب العيوب،
والمُؤمن سليم الصدر في حقّ كافّة الخلق).
لا نفع من عباداته ما دام يظنّ السّوء بغيره:
لأنّ ظنّ السّوء يُعتبر من الذّنوب والآثام،
وعلى المسلم أن يُصلح نفسه قبل أن يظنّ
بالنّاس ظنّاً ليس في محلّه، فيؤثم نفسه،
ويظلم النّاس، وعليه أن يتجنّب إطلاق
الحكم على غيره من الافراد، وأن يتقي التسرّع،
فإن أتاهُ عن أخيه شيء سيّء فعليه ألّا يُصدّقه
وينفيه عنه، بل وعليه ألّا يُعطي الفرصة
لعينيه التّصديق ولا لعقله التّفكير في ذلك،
فما لم يَرَهُ بعينيه فهو ليس مُتثبّتاً منه،
لأجل ذلك لا يجب أن يُصدّقه.
وهذا النوع من سوء الظن
وهو الخاص بالمسلمين في مابينهم وهنا
نستشهد بقول الله سبحانه وتعالى في بيان أن سوء الظن
حتى وإن قّل ففيه الأثم
ففي سورة الحجرات قال تعالى منبهاً عباده المؤمنين
أن يجتنبوا الظن السيء إن كَثُر أو قلّ
وجعله من الصفات المذمومة التى يُحاسب صاحبها
فقال سبحانه وتعالى:
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 12 ( ...الحجرات
قال ابن كثير:
(قال تعالى ناهيًا عباده المؤمنين
عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون
للأهل والأقارب والناس في غير محله؛
لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا،
فليجتنب كثير منه احتياطًا)
وقال السعدي:
(نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين
، فــ "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"،
وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة،
وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من
الأقوال، والأفعال المحرمة،
فإن بقاء ظن السوء بالقلب،
لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك،
بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي،
ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا،
إساءة الظن بالمسلم، وبغضه،
وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه)[8].
قال تعالى ( في سورة النجم):
( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ( 28 ) ...النجم
يؤكّد الله تعالى في هذه الآية أنّ الظنّ لا يُجدي
شيئاً، ولا يقوم أبداً مقام الحق.
سوء الظنّ في السنّة النبويّة
تحدّث الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في كثير من الأحاديث عن هذه الآفة
منها هذا الحديث الذي رواه
ابي هريرة رضي الله عنه
عن النَّبي عليه الصّلاة والسّلام
أنّه قال:
(إيَّاكم والظَّن، فإنَّ الظَّن أكذب الحديث،
ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا،
ولا تدابروا، ولا تباغضوا،
وكونوا عباد الله إخوانًا) ..صحيح البخاري
قال النَّووي:
(المراد: النَّهي عن ظنِّ السَّوء)،
قال الخطَّابي:
(هو تحقيق الظَّن وتصديقه دون ما يهجس
في النَّفس، فإنَّ ذلك لا يُمْلَك.
ومراد الخطَّابي أنَّ المحَرَّم من الظَّن
ما يستمر صاحبه عليه، ويستقر في قلبه،
دون ما يعرض في القلب ولا يستقر،
فإنَّ هذا لا يكلَّف به).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(نظر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
إلى الكعبة، فقال: (ما أعظم حُرْمَتك)).
وفي رواية أبي حازم:
(لما نظر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
إلى الكعبة، قال: مرحبًا بك من بيت،
ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك،
ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند الله منكِ،
إنَّ الله حرَّم منكِ واحدة، وحرَّم
من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله،
وأن يُظنَّ به ظنَّ السَّوء)صححه الألباني
في ( السلسلة الصحيحة )
قال الغزالي :
(فلا يُستباح ظنُّ السُّوء إلا بما يُستباح به المال،
وهو نفس مشاهدته أو بيِّنةٍ عادلةٍ.
فإذا لم يكن كذلك، وخطر لك وسواس سوء الظَّن،
فينبغي أن تدفعه عن نفسك، وتقرِّر
عليها أنَّ حاله عندك مستور كما كان،
وأنَّ ما رأيته منه يحتمل الخير والشَّر.
فإنْ قلت: فبماذا يُعرف عقد الظَّن
والشُّكوك تختلج، والنَّفس تحدِّث؟ فتقول:
أمارة عقد سوء الظَّن أن يتغيَّر القلب
معه عما كان، فينفِر عنه نُفُورًا ما،
ويستثقله، ويفتر عن مراعاته، وتفقُّده وإكرامه،
والاغتمام بسببه. فهذه أمارات عقد الظَّن وتحقيقه).[١٣]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله علية وسلم
، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ،
وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا،
وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا".
أخرجه أحمد والبُخاري
فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات
وتقطع الصلات ، قال تعالى:
﴿ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [النجم: 28].
متى يكون سوء الظن محرماً
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن سوء الظن
يكون محرمًا إذا توافرت فيه ثلاث شروط:
أولها:
أن يكون من يُساء به الظن مسلمًا.
ثانيها:
أن يستقر سوء الظن في النفس
وتصير التهمة التي يتهم المسلم أخاه
بها شيئًا يترتب عليه أن يعامل المسلم
أخاه حسبما استقر في نفسه،
أي بمعنى أن يستقر في نفس المُسيء
للطرف الأخر شيء من البُغض والكُره
والجفاء والهجران والترك والأهمال
كل ذلك نتيجة ما ترتب عليه سوء الظن به
ظُلماً وعدواناً بغير حق ....
ثالثها:
أن يكون المتهم الذي يساء الظن به
ظاهر الصلاح والعدالة بمعنى أنه غير
مرتكب لكبيرة ولا مُصِرّ على صغيرة
فيما يبدو للناس، أما فيما بينه وبين
الله تعالى فلا دخل للعباد فيه.
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
أقوال السلف والعلماء في سوء الظن
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله،
ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم)
وعنه أيضًا: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)
- وقال ابن عباس:
(إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن
دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء)
- وقال ابن مسعود:
(الأمانة خير من الخاتم،
والخاتم خير من ظنِّ السوء) .
- وقال سلمان الفارسي:
(إني لأعد غراف قدري مخافة الظن)
- وقال ابن عطية: (كان أبو العالية يختم على
بقية طعامه؛ مخافة سوء الظن بخادمه) .
- وقال القاضي عياض: (ظن السوء بالأنبياء كفر) .
- وقال الغزالي: (سوء الظن غيبة بالقلب)
- وقال الخطابي: (الظن منشأ أكثر الكذب)
وقال إسماعيل بن أمية:
(ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن
والحسد. قال: فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها،
وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به،
وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءًا) .
- وقال الحارث المحاسبي:
(احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل)
وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
"من أحب أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس".
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
لعلنا أخوتنا الكرام نسأل ونقول
ماهي الأسباب التى تؤدي بالأنسان
الى أن يسيء الظن بمن حوله....؟
حتى يتم الأبتعاد عنها والتحرز منها
لكي لاتكون ألسبب او الدافع لسوء الظن بالأخرين
فأسباب الوقوع في سوء الظن كما بينها العلماء
هي كاالآتي:
1- الجهل بالشرع، وسوء الفهم أو القصد:
(ما يرى وما يقرأ ومرمى ذلك،
وعدم إدراك حكم الشرع الدقيق في
هذه المواقف خصوصًا إذا كانت المواقف غريبة،
تحتاج إلى فقه دقيق، ونظر بعيد،
يجعل صاحبه يبادر إلى سوء الظن،
والاتهام بالعيب، والانتقاص من القدر،
ومن الأمثلة على ذلك في عدم فهم المقصد الشرعي
أو مصلحة الدين الشرعية ....
مثال على ذلك مافعله الجهول ( ذي الخويصرة )
، لما أساء الظنَّ بالرسول صلى الله عليه وسلم
واتهمه بعدم الإخلاص، فقال:
اعدل يا محمد، فما عدلت،
هذه قسمة ما أريد بها وجه الله
لقد دفعه إلى الظن السيئ والفعل القبيح
جهله وسطحية فهمه،
وقلة فقهه لمقاصد الشريعة
ومصالح الدين الشرعية)
2- الصُحبة السيئة
وقد ورد في كتاب ( روضة العقلاء )
لأبن حبان قول أبو حاتم البستي :
(صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار،
ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول
في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب
أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار
تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ
3 ـ إيقاع الأنسان لنفسه في مواقع سوء الظن
قال عمر رضي الله عنه وأرضاه :
(من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظنَّ)
4 ـ الحقد على الأخرين
قال أبو طالب المكي :
(سوء الظنِّ ما ظننته من سوء رأيك فيه،
أو لأجل حقد في نفسك عليه،
أو لسوء نية تكون
أو خبث حال فيك،
تعرفها من نفسك؛ فتحمل حال أخيك
عليها وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظن والإثم
5 ـ الغيرة المُفرطة
قال علي رضي الله عنه :
(لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك)
الوسائل المعينة على ترك سوء الظن
فسوء الظن بالناس بغير حق يترتب عليه :
1- يورث الإنسان الأخلاق السيئة:
كالجبن والبخل والشح والحقد والحسد والتباغض
قال ابن عباس:
(الجبن والبخل والحرص غرائز
سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل)
وقال ابن القيم:
(الشحُّ فهو خلق ذميم يتولد
من سوء الظن، وضعف النفس، ويمده وعد الشيطان)
وقال المهلب:
(التباغض والتحاسد أصلهما سوء الظنِّ
، وذلك أن المباغض والمحاسد يتأول أفعال
من يبغضه ويحسده على أسوأ التأويل)
2 - من أساء الظن أساء العمل:
قال الطبري -بسنده إلى الحسن-
(تلا الحسن:
( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ )
فصلت: 23 فقال:
إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم؛
فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل
، وأما الكافر والمنافق، فأساءا الظن فأساءا العمل)
3ـ سبب في وجود الأحقاد والعداوة:
فإن الظن السيئ يزرع الشقاق بين المسلمين،
ويقطع حبال الأخوة، ويمزق وشائج المحبة،
ويزرع العداء والبغضاء والشحناء)
قال ابن القيم:
(أما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون
السيئة بالناس، حتى يطفح على لسانه
وجوارحه فهم معه أبدًا في الهمز واللمز
والطعن والعيب والبغض، يبغضهم ويبغضونه
ويلعنهم ويلعنونه ويحذرهم ويحذرون منه ...
ويلحقه أذاهم ..
خارج منهم مع الغش والدغل والبغض)
4- يؤدي إلى تتبع عورات المسلمين:
قال الغزالي: (من ثمرات سوء الظن التجسس،
فإنَّ القلب لا يقنع بالظنِّ، ويطلب التحقيق
فيشتغل بالتجسس وهو أيضًا منهي عنه،
قال الله تعالى:
( وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات: 12
فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنه
في آية واحدة، ومعنى التجسس أن لا يترك
عباد الله تحت ستر الله، فيتوصل إلى
الاطلاع وهتك الستر؛ حتى ينكشف له
ما لو كان مستورًا عنه كان أسلم لقلبه ودينه)
5- سبب للمشكلات العائلية:
ومن أسباب المشاكل العائلية سوء الظن
من أحدهما وغضبه قبل التذكر والتثبت؛
فيقع النزاع وربما حصل فراق،
ثم تبين الأمر خلاف الظن
وقال ابن القيم:
(الغيرة مذمومة منها غيرة يحمل
عليها سوء الظن، فيؤذى بها المحب محبوبه
، ويغري عليه قلبه بالغضب، وهذه الغيرة
يكرهها الله إذا كانت في غير ريبة،
ومنها غيرة تحمله على عقوبة المحبوب
بأكثر مما يستحقه)
6- إضعاف الثقة بين المؤمنين
من مداخل الشيطان الموقعة في كبائر الذنوب:
قال الغزالي:
(من عظيم حيل الشيطان..
سوء الظن بالمسلمين، قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) الحجرات: 12،
فمن يحكم بشرٍّ على غيره بالظن
بعثه الشيطان على أن يطول فيه اللسان بالغيبة،
فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه،
أو يتوانى في إكرامه، وينظر إليه بعين الاحتقار،
ويرى نفسه خيرًا منه، وكلُّ ذلك من المهلكات)
7- سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن:
قال الغزالي:
(مهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس
طالبًا للعيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن
وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه،
وإنما رأى غيره من حيث هو،
فإن المؤمن يطلب المعاذير،
والمنافق يطلب العيوب،
والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق)
8- يسبب عدم الثقة بالآخرين:
قال الزمخشري:
(قيل لعالم: من أسوأ الناس حالًا؟ قال:
من لا يثق بأحد لسوء ظنَّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله)
هذه هي أخوتنا المؤمنون
نتائج السوء بالظن بالناس ومايترتب عليه
من مساوي الاخلاق والصفات
فوجب أن نحطاط ونحذر من سوء الظن في الناس
وان لا نجعل هذه الصفة هي المقياس
للحكم بين الناس بالظن وليس باليقين المبني على
شواهد ملموسة حقيقية
وحتى وأن كان هناك شواهد وأدلة حقيقية
فلا يجب أن يتم فضح صاحبها بين الناس
بل وجب أن نُحسن اليه ونُحسن الظن به
حتى يرتدع ويتوب وبذلك نكون قد أصلحنا من شانه
فان لم نستطيع فعل ذلك فلنسكت
ولا نتكلم بسوء ظن عليه .....
الأسباب التى تعيننا على حُسن الظن بالآخرين
أما كيفية الأستعانة بالأسباب
التى تعيننا على حًسن الظن بالآخرين
ومن هذه الأسباب:
1 ـ ذكر الله تعالى والأستعاذة من الشيطان
فقد قال تعالى في سورة الاعراف :
( إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين 196 ).
هذا اذا كان سوؤ الظن الوارد متعلق بالله سبحانه وتعالى
فمما ورد في علاد ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ، من خلق كذا
حتى يقول : من خلق ربك ...؟ فإذا بلغه فليستعذ
بالله ولينته ......رواه مُسلم في صحيحه
2 ـ مجاهدة النفس وكفها عن الأسترسال
في ظنونها .....
3 ـ معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته
فقد قال أبن القيم في كتابه
( زاد الميعاد ) قوله:
أكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظنَّ السوء
فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم،
ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه
وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته،
فمن قنط من رحمته وأيس من روحه،
فقد ظن به ظن السوء ) ....
أما بالنسبة لسوء الظن بالناس في مابينهم
فوجب التحقق من
4 ـ الصحبة الصالحة التى تؤمر بالمعروف
وتنهاه عن المُنكر ، وترك صحبة الأشرار سييء الظن
فقد قال تعالى: في سورة آل عمران :
) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ
أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110 (
قال أبو حاتم البستي :
(الواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب
لئلا يكون مريبًا، فكما أن صحبة الأخيار
تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ)
5 ـ العلم ومعرفة الحُكم الشرعي لسوء الظن
حتى يتحرز الأنسان ويعرف مُسبقاً المخاطر
والذنوب والآثام في إساءة الظن بالآخرين ...
6 ـ عدم الأصرار على سوء الظن
فقد قال تعالى في سورة آل عمران :
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)...آل عمران
7 ـ ترك تتبع عمرات الناس وعيوبهم
وهذه من السيئات والقبائح أن يتتبع الأنسان
عيوب الأخرين وعوراتهم فإن فعل ذلك
فسيسهل عليه الطعن فيهم والأساءة الظن بهم
فقد قال تعالى في هذا الامر الخطير:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَر
ِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 125 ) ..الحجرات
8 ـ أن يحرص على أن يتأول ما ظاهرة السوء
وأن يجد له مخرجاً
أي أن يتأول أن أي سوء حتى وأن كان ظاهراً
يتأوله ويفسره على غير حقيقته فيبحث
له عن مخرج أو حجة ، وأن يلتمس لهم الأعذار
حتى لايقع في إساءة الظن بصاحبه
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه كلمة
أن يظنَّ بها سوءًا، وهو يجد لها في
شيء من الخير مخرجًا.....
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا
أو حزنًا حاول التماس الأعذار،
واستحضر حال الصالحين الذين كانوا
يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير
حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذرا.
• قال ابن سيرين رحمه الله:
إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا،
فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".
ويقول أبن عباس رضي الله عنه :
ما ينبغي عن أخ مكروه قط الا أنزلته أحدى ثلاث
منازل : إن كان فوقي عرفت له قدره
وأن كان نظيري تفضلت عليه
وأن كان دوني لم أحفل به ...
فهذه سيرتي في نفسي ، فمن رغب عنها
فأرض الله واسعة ......
9ـ إنزال النفس منزلة الغير:
قال ابن القيم رحمه الله -:
(وما رأيت أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال
من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وكان بعض أصحابه الأكابر يقول:
( وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه!
وما رأيته يدعو على أحدٍ منهم قطُّ،
وكان يدعو لهم). قال:
(وجئت يومًا مبشّرًا له بموتِ أكبر أعداءه،
وأشدّهم عداوةً وأذىً له، فنهرني،
وتنكّر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى أهل بيته
أي ذلك الخصم الذي مات
فعزّاهم، وقال: (أنا لكم مكانه،
ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه
إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه). ..
فسُّروا به ودعوا له، وعظّموا هذه الحال منه،
فرحمه الله ورضي عنه)
10 ـ حمل الكلام على أحسن المحامل:
فها هو الإمام الشافعي رحمه الله
حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده
، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي:
لو قوى ضعفي لقتلني، قال:
والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام:
أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.
فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان
حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا،
وأنت تجد لها في الخير محملاً".
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وفي ختام هذه الخُطبة أقول
كما قال أحد العلماء
إن الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس
والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛
لأن سرائر الناس ودواخلهم
لا يعلمها إلا الله تعالى وحده،
قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا
مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)...الحجرات
أتقوا الله في ما أمر وأنتهوا عما نهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم ولينوا جانبكم
تفوزون برضوان ربكم
وأعلموا أن من علامات الأيمان بالله سبحانه وتعالى
حًسن الظن به
فحُسن الظن بالله هو العبادة الخالصة لله
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة
ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم
من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس،
وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر
وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع
، فلا تحمل الصدور الغِل ولا الحسد ولا الحقد...
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حالنا وحال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=29173

‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) (مخاطر سوء الظن بالله 2 )

اندبها 04-04-2020 03:43 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( عند الجوائح لاينفع الاّ الدعاء لرفعه)
 
[frame="1 10"]
http://www.m9c.net/uploads/15579210054.jpg

http://www.m9c.net/uploads/15614852773.png
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
أما بعد
أخوتنا في الله
( كان من المفترض أن يتم تنزيل هذه الخطبة يوم الجمعة
ولكن لسوء الأتصالات لم اتمكن في فعل ذلك
ولكن حسبي أنها ستصل لكم في أي وقت ....)
في هذا المنبر لهذه الجمعة
وكلنا في البيوت نصلي الظهر ونتحسر على
صعود الأمام للمنبر ليًسمعنا ماغاب عنّا ويعلمنا ماجهلنا
ولكن حسبنا أننا نتواصل بقلوبنا حتى وأن لم
نجتمع لنتعلم ونزداد فهم في كيف يتعوذ
الرسول صلى الله عليه وسلم
من مثل هذه الأسقام....
ولكن قبل ذلك فلنتوقف قليلاً لنتعلم ونفهم معنى
كلمة الكثير من الناس يمر عليها ولايفهم معناها
وذلك للأسف لابتعادنا عن ديننا وعن أحاديث
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفهم احد فروع الفقه
وهو فقه البيوع التي اتت فيه هذه الكلمة
وهي كلمة ( الجائحة أو الجوائح )
وترجمتها لغوياً تعني:
مفردها : جائحة
جمعها : جائحات وجوائحُ
وتعني مًصيبة تحل بالرجل في ماله فتجتاحه كله
فنقول عنه فلان أصابته جائحة هذا العام ....
وقد أتت كلمة جوائح في هذا الحديث :
حيث يُخبِرُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما:
( أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن بَيعِ السِّنينَ
وأمر بوضع الجوائح ......)
الراوي:جابر بن عبدالله المحدث:
ابن القيم المصدر
:أعلام الموقعين الجزء أو الصفحة:2/257
حكم المحدث:صحيح
والنهي عن بيع السُنين يعني:
، وهو بَيْعُ ثَمَرِ نَخلةٍ أو نَخلاتٍ بأعيانِها
أو ما شابَه سَنتَينِ أو ثلاثًا؛
ومِن المعلومِ أنَّ هذا الثَّمَرَ لم يُخْلَقْ بَعْدُ؛
فيكونُ في بَيعِه غَرَرٌ وخِداعٌ.
"وأمَر بوَضعِ الجَوائِحِ"

والجائِحَةُ: هي الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمرَةَ،
وتُؤدِّي إلى استِئْصالِها،
وهيَ كُلُّ ظاهِرٍ مُفسِدٍ مِن مَطَرٍ، أو بَرْدٍ، أو جَرادٍ،
أو رِيحٍ، أو حَرِيقٍ، سماوي لا دخل للإنسان فيه ..
والمُرادُ بـوَضْعِ الجَوائِحِ:
أن يَحُطَّ البائِعُ مِن الثَّمَنِ بما يُوازي ما أتلَفَتْه
الجائِحةُ من الثِّمارِ
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّخفيفِ
عن المَدينِ إذا أصابَه ما يُتلِفُ مالَه ويَستأصِلُه،
وعلى التكافُلِ الاجتِماعيِّ بين النَّاسِ،
وخاصَّةً في المُلِمَّاتِ والمصائِبِ
وهذا معنى وضع الجوائح ......
وما ذكري اخوتي الكرام لهذا الحديث الا لبيان أن كلمة
جوائح اتت فيه ، فلهذا السبب تكلمت قليلاً
عن هذه الفرع
من فروع فقه البيوع .....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
الأخوة الكرام
إن مايمر به العالم هذه الأيام من ابتلاء عظيم
كفيل بأن يجعل كلُ ذي لُب وعقل وقلب يفهم أنه لا يساوي
شيء أمام قدرة الله سبحانه وتعالى
مهما علاء صوت من يقول اننا تحكمنا في حياتنا
وسُبل معيشتنا بالتقدم العلمي المزعوم وبالتقنيات المأهولة
وبأننا نسيطر على مجريات حياتنا بالتمام والكمال
وبأن كل شيء في هذه الأرض تحت التحكم
ولامناص من عدم
قبولها لأوامرنا ومتطلباتنا ليل نهار.....
وقد غاب عن ذهنهم وفكرهم أن عطايا الأرض
والسماء لكل المخلوقات هي بأمر الله سبحانه وتعالى
وبموافقته جلا جلاله وبتيسيره لانه رب الناس ....
فأراد الله سبحانه وتعالى أن يذكرهم ويذكرنا ويذكر كل مخلوق
أنه لا يساوي جناح بعوضة عند الله سبحانه وتعالى
وأنه إن لم يلتزم بأوامر الله وبقوانينه والرجوع لجادة الصواب
في عدم التجبر على بعضهم بعض
والتحكم في سُبل معيشة بعضهم بعض
وتحقير بعضهم بعض، وإثارة القلاقل والحروب وخلق المجاعات
والفساد والإفساد بين الناس في هذه الأرض
ضناً من هؤلاء أنهم يسيطرون على مجريات حياتهم
فلا حاجة لمعبود ولا حاجة لرب
يرجعون اليه للحاجة وطلب المعونة
وكأن كل شيء بين أيديهم فلا حاجة للألوهية أو الربوبية
فإن فعلوا ذلك وهم بالفعل يفعلونه....
فسيتلقون من الله سبحانه وتعالى الابتلاء بجميع صنوفه
فلا يقدرون رد أمر الله أو منعه .....
هنا يصدق في هؤلاء قول الله سبحانه وتعالى
عليهم وعلى أشباههم
حيث قال :
( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا
لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ
بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) سورة يونس
نعم اخوتنا المؤمنون فقد ضن هذا العالم في هذا الزمن
انهم قادرون على مجريات حياتهم
ولن يكون هناك إجبار أو إكراه
لهم لأتخاذ تدابير وسُبل معيشة مخالفة لما تعودوا عليه
فكثر فيهم الكفر والضلال والفُسق وسوء الأخلاق
والتهجم على المعتقدات والتشريعات الدينية وجعلها موروثات
قديمة بالية لاتنفع لهذا العصر وأنهم ليسوا في حاجة لهذا الامر
فالكفار في أصلهم يكفرون بالله ولا يعتقدون بصحة رسالة
رسولنا المصطفي صلى الله عليه وسلم وهذا من أصول حياتهم
ومعيشتهم ، حتى شرائعهم تم تبديلها وتغييرها
فنسخها الله سبحانه وتعالى بالإسلام ليكون الدين الحق
وما دون ذلك هو الباطل....
حتى أصبح المُسلمون في بلدان الكُفر يعيشون
معيشة لا تليق بإنسان فكثر فيهم القتل والتشريد والتحقير
والسب والشتم والحصار والتجويع الجماعي
ومع كل هذا إخوتنا في الله نجد بني جلدتنا من المسلمين
بتبنون هذه الأطروحات مُدعين الحضارة والعلمنة ومواكبة
العالم الغربي الكافر في كل شيء ....
فلا يهتمون إطلاقاً عند نزول الابتلاءات والجوائح والكوارث
باللجوء لخالق الأرض والسماء طلباً للمعونة والصفح
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
ولكن اخوتنا في الله
هنا الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين لمخلوقاته أنهم
لا يستطيعون رد قضاء الله وقدره عن أنفسهم الا إن شاء الله
مهما ضنوا أنهم قادرون على الإمساك بزمام الأمور في الأرض
فابتلاهم بجائحة لم تُفرق بين الغني والفقير وبين الأمير والغفير
وبين الحاكم والمحكوم وبين من يعيش في قصور
وحصون مانعة وبين من لحافه الأرصفة
والشوارع وغطاءه السماء
فكانت جائحة هذا الفيروس ( كورونا أو COVID-19 )
وهذا الفيروس يعتبر عائلة كبيرة من الفيروسات (COV )
والتي تسبب المرض والذي يتراوح بين نزلة البرد الشائعة
الى أمراض أكثر خطورة منها هذه الجائحة التي يعيشها
العالم في هذه الفترة العصيبة
حيث تشمل علامات الإصابة به أعراض تنفسية مُصاحبة
للحمى وللسعال وضيق وصعوبة في التنفس
فيتطور في حالات شديدة لتسبب في مرض ذات الرئة
ومتلازمة تنفسية حادة وفشل كلوي حتى الموت.....
وهذه الجائحة المنتشرة
وألتي لم تحدها الحدود ولا القارات ولا الموانع الطبيعية
من الانتشار تقريبا في معظم دول العالم
كل العالم فأكتوى بناره ولازال يصارعه ليحد من هيمنته عليهم
فامتثلوا وخضعوا للخوف والاختباء والهروب منه
فأصبحوا جاثمين في بيوتهم لاحول لهم ولا قوة
الا الانتظار والترقب ....
فليعلم ولنعلم ونتعلم ونعرف أن لا مناص من الهروب
من قدر الله الا إليه سبحانه وتعالى
والامتثال لأوامر ذوي الاختصاص
والعمل بنصائحهم الوقائية والالتجاء للدعاء
والتضرع لله سبحانه وتعالى والرجوع اليه ....
فحكمته سبحانه وتعالى تقتضي القبول والتسليم
بقدره والأيمان بحكمته ، حتى نكون
ممن تحصلوا على الاجر لصبرهم وقبولهم لأمر الله
فيكفي قول الله سبحانه وتعالى في حق
من صبر على الابتلاء بجميع أنواعه وأحتسب
كان له مقام رفيع عند ربه من الرحمة والهداية
فقال تعالى:
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة

فلا يعلم أحد الا الله متى يتوقف ومتى تكون ذروته
وكم عدد من سيأخذهم في طريقه ،
كما أخذت الجوائح الماضية
من طاعون وجُذام وجدري
والملاريا وغريب الأسقام
لما سببته من تدمير تام للمدن،
والقتل للملايين من جراء
هذه الأمراض فمثلاً:
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
الطاعون الأسود:
ظهر في الفترة ما بين 1330: 1350 م
وقُدِرَ عدد المتوفين بسببه حول العالم بحوالي 75 مليون فردًا.
وبعد 800 عام من الاندلاع الأول له،
ظهر المرض مجددًا في ( أوروبا ) انطلق المرض من ) آسيا )
ليصل لدول البحر المتوسط وغرب أوروبا في عام 1348م،
وتسبب في وفاة ما يقدر بحوالي 20 إلى 30 مليون
أوروبي في 6 سنوات، بما يعادل ثلث سكانها،.
* طاعون لندن : في عامي 1665، 1666م
آخر اندلاعات هذا المرض في إنجلترا.
وتسبب هذا المرض في وفاة حوالي
مئة ألف فردًا، بما يمثل 20%
من سكان لندن
* الوباء الثالث
بدأ في الصين عام 1855م،
وانتقل إلى الهند مسببًا وفاة عشرة ملايين فرد.
وخلال تفشي المرض،
عاصرته الولايات المتحدة الأمريكية في صورة
طاعون سان فرانسيسكو 1900: 1904م.
* الجدري :
وقد قتل الجدري ما يزيد عن 2 مليون من
السكان المكسيكيين الأصليين
ولكن هل أعتبر الكفار في تلك البلاد
وتعلموا أن لا يفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
ولا ينشروا هذه الأوبئة واستعمالها كأسلحة ( ببيولوجية )
كما إستعملها الجيش الياباني في الحرب اليابانية الصينية
بين عامي 1937 م و 1945م...؟
حين ارتكتبت الوحدة ( 731) من الجيش الياباني
تجارب على آلاف البشر أغلبهم صينيون. في المخيمات الحربية، استخدم الجيش أسلحة حيوية
على الجنود الصينيين والمدنيين.
حيث ألقيت براغيث الطاعون في الملابس واللوازم الملوثة
المحشوة في قنابل وأُلقيت على أهداف متعددة.
قُدّرت ضحايا ( الكوليرا أو الجمرة الخبيثة والطاعون )
بما يقارب 400.000 مدني صيني.
هذا هو اخوتنا الأفاضل ديدن ومنهج الكفار
هو الفساد والأفساد وخلق الفتن والمنازعات بين الشعوب
وإستعمال كل وسائل الدمار ، حتى الأوبئة تم استعمالها
كأسلحة حيوية تنافس القوى التدميرية لها
القنابل العادية واحيانا النووية منها ....
فأبتلاهم الله بالأمراض والأوبئة طوال تاريخهم...
واما نحن المسلمون نلهث ونطلب رضى هؤلاء
ونستبدلهم بتشريعاتنا ومناهجنا ونظامنا القويم
الذي ارتضاه الله لنا ليكون دستورنا وطريقنا
في كيفية التعامل حتى مع الأعداء....
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

فنرى المسلمون اليوم وفي هذه الأيام ينتظرون الفرج
ليس من الله سبحانه وتعالى والتضرع له
بالدعاء لرفع هذا البلاء والاستغفار من الذنوب والخطايا
والرجوع لجادة الصواب حرزاً ومنعاً من هذه الآفات
بل ينتظرون الفرج
من المختبرات الأمريكية والروسية والغربية الكافرة
لتأتي لنا بالترياق والمضادات الحيوية للتغلب على
هذه الجائحة .....فكل عيونهم وقلوبهم وأفئدتهم
تنتظر ما تنتجه مختبرات الغرب
حتى وان تم ذلك فلن يُباع او يُهدى لنا الا بعد أن
تكتفي متطلبات شعوبهم وبلدانهم.....
ولكن هل تذكرنا الله في هذا الأمر واللجوء اليه
بالدعاء والتضرع والتعوذ من هذه الجائحة .....؟
وهل حزّ في انفس المسلمين وآلمهم غلق الحرمين عن المصلين
وكل المساجد في العالم عن اداء فرائض الصلاة ....؟
كالذي تهفوا نفسه عند سماع آذان الصلاة
فيهُم بالذهاب للمسجد ، فيتذكر أنه مُغلق ...فينخرط في البكاء
لان طوال عمره لم يفارق الصلاة في المسجد
هذا الذي يحزّ في نفسه غلق المساجد....
وكان ذلك لمصلحة المُسلم من الحد من إنتشار الوباء...
أم لم يهتموا لهذا الأمر وكل الذي شغلهم المنع من التجول
والأختلاط ....والتسوق والجلوس في الأندية والساحات...؟
وهل آلمهم وضع الأقليات المُسلمة في الصين والهند
عندما يُقتّلون ويُذبحون وتُحرق منازلهم جهاراً نهاراً
امام العالم .....ولم يحرك هذا العالم الذي يستجدي
الآن المساعدات ....لم يحرك ساكناً تجاه المسلمين
ومايُفعل بهم من أفاعيل عنصرية.....
وحين أنتشر الوباء في الصين وفي الدول الكافرة
نجد الكثير من المسلمين يتعاطف معهم ويعرض عليهم
المساعدات بالأطقم الطبية والاحتياجات الخاصة ...!!!!!!؟
وهل رجع المسلمون الى جادة الصواب ومُحاسبة أنفسهم
على ماتم التفريط فيه من قِلة الذكر والدعاء لرفع هذا البلاء
والتقيد بما يتم فرضه من تقييد حركتهم خوفاً عليهم من
الأصابة بهذه الفيروس ويكون السبب في هلاكهم.....؟
هل تذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم
علّمنا كيف نتعوذ من هذه الأسقام والجوائح لنُحصن أنفسنا
ونعمل بالأسباب كي لا يصيبنا مما أصاب به كثير من خلقه...؟
فلنتوقف اخوتنا الكرام أمام معلمنا ورسولنا
الكريم صلى الله عليه وسلم لنسمع كيف كان يتعوذ
صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأمراض والأوبئة والجوائح
ففي الحديث الذي رواه أَنَسٍ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبَرَصِ
وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ...) .
رواه أحمد وأبوداود والنسائي ، وصححه الألباني .
فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الأمراض
التي تُغيّر في الخِلْقة؛ لشدة فظاعتها،
ونفورها عند الناس، فاستعاذ صلى الله عليه وسلم
منها: قوله: ( من البرص ):
وهو مرض يُظهر في الأعضاء بياضاً غريباً
رديئاً يُغيّر في الخلق، والصورة، والشكل،
فينظر الناظر إليها، فيحصل للمصاب
منها الحزن والهمّ والكدر.
قوله: ( الجنون ):
استعاذ صلى الله عليه وسلم من ( الجنون ):
وهو ذهاب العقل، وهو على درجات مختلفة من ذلك،
ولا يخفى علينا أهمية الاستعاذة منه كذلك.
قوله: ( الجذام ):
وهو مرض خطير، وشديد،
ومعدٍ بقدرة اللَّه تعالى، يحصل بسببه سقوط الشعر،
وتقطع الأعضاء، واللحم، ويجري الصديد منه،
مما ينفّر منه الناس لشدة فظاعته،
وسوء منظره، ويوضع صاحبه في معزل
عن الخلق، نسأل اللَّه السلامة، والعافية.
وقوله: ( ومن سيئ الأسقام ):
أي الأ مراض الخطيرة الرديئة:
كالفالج، والسل، والأمراض المزمنة،
مع اختلاف أنواعها، وكأمراض هذا الزمان مثل:
السرطان، والإيدز، وغير ذلك، والعياذ باللَّه،
ولم يستعذ صلى الله عليه وسلم من كل الأمراض؛
لأن منها ما إذا تحامل عليها العبد على نفسه
بالصبر خفّت مؤنته كالحمى، والصداع، والرمد
أما تلك الأمراض المزمنة؛
فإن العبد قد لا يؤمن عليه السخط،
والوقوع في الأمور غير المحمودة، في أمور دينه،
ويفرّ منه الصديق، والحميم، والأنيس،
والمداوي، والاستعاذة ( من سيئ الأسقام ):
مع دخول الثلاثة ( البرص، والجنون، والجذام )
فيها هو من عطف العام على الخاص
لكونها أبغض شيء إلى العرب، لما تفسد
هذه الأمراض الخلقة، وتورث الآفات والعاهات،
وهذا الدعاء مهم عند رؤية صاحب البلاء
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه
وحسّنه الألباني
:( مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ، فَقَالَ:
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي
عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا،
إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ(
. وفي رواية أخرى عند الترمذي وصححها الألباني:
( لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ ).
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif

ومن التحصينات المهمة لتفادي هذه الجائحة
هو المداومة على أذكار المساء والصباح
- من التحصينات القرآنية الوقائية المهمة؛
قراءة آية الكرسي إذا أويت إلى فراشك
فإنه لَنْ يَزَالَ معك مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ،
ولَا يَقْرَبَكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ،
كما في قصة أبي هريرة رضي الله عنه
مع الشيطان لما وكله النبي
عليه الصلاة والسلام بحفظ زكاة رمضان
كما جاء في صحيح البخاري.
ومن التحصينات الضرورية والمهمة في المساء
التي تقيك الأسقام والآفات؛ أن تقول:
"أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ من شرِّ ما خلق
، لما ثبت في صحيح الترغيب عن
النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
«من قال حين يُمسي ثلاث مرات:
أعوذ بكلماتِ الله التامَّاتِ من شر ما خلق)
لم تَضُرَّهُ حُمَةٌ تلك الليلة .....
ومن الأدعية المهمة الواقية الجامعة التي
لم يكن عليه الصلاة والسلام يدعها حين
يمسي وحين يصبح:
( «اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ،
اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي
وأهلي ومالي، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي،
اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي
وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي،
وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي...
. أخرجه أبو داود في سننه
وصححه الألباني
من صحيح دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
( اللهم إني أسألك من الخير كلِّه عاجله وآجلِه،
ما علمتُ منه وما لم أعلم،
وأعوذ بك من الشر كلِّه عاجله وآجله،
ما علمتُ منه وما لم أعلم،
اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك،
وأعوذ بك من شر ما عاذ بك عبدك ونبيك،
اللهم إني أسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول أو عمل،
وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من
قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كلَّ قضاء قضيتَه لي خيرًا)
؛ أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني
في الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها....
وقوله صلى الله عليه وسلم :.
( اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا و الآخرة )
أخرجه ابن ماجه وغيره،
وصححه الألباني في الصحيحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وكما يقول الأمام الشافعي رحمه الله تعالى:
في كتاب حلية الأولياء الأولياء(9/136):
لَمْ أَرَ أَنْفَعَ لِلْوَبَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ......أ.هـ
فهذه الجائحة لا ينفع معها الخوف والهلع
والارتباك ، بل ينفع معها التضرع لله سبحانه وتعالى
بالدعاء وسائر العبادات لرفع هذا البلاء ....
ولنجعل فترة بقائنا في بيوتنا فترة ذات فائدة
لنا ولأبنائنا ليزداد التواصل في ما بيننا وفهم
مشاكلهم والتقرب لهم ودراسة احتياجاتهم ومعرفة اهتماماتهم
لأنه في الاوقات العادية لا نعلم أين يذهبون ومن يخالطون
وبأي حُجة يكذبون علينا للخروج من البيت
فالكل يشتكي من الوقت وقِلته والانشغالات الكثيرة
فلا وقت لأب الأسرة لأسرته ولا الأم لبيتها
فالكل يتذرع بالانشغال خارج البيت ....
أما الأن فهذه فُرصة نادرة للتقرب اليهم ومعرفة نقاط قوتهم
وتشجيعها وتحسس نقاط ضعفهم وتقويتها
وجعل أوقات الصلاة في البيت من أولى الاهتمامات
التي يهتم بها كل سكان البيت
فيحافظون على اداء الصلاة جماعة
فقتل الوقت في البيوت لا يأتي بمشاهدة المسلسلات التي
تُبعد الأنسان عن دينه ولا عن سماع الأغاني التي تصم الآذان
التي تُشغل المسلم عن أذكاره وابتهالاته وتضرعاته
لرفع البلاء عن كل المسلمين....
وأيضاً بالتقيد بالنصائح التي يصدرها ولي الأمر
في الالتزام بشروط السلامة والأمان والحذر
في عدم الاختلاط والزحام والبقاء
في البيوت حفاظاً على سلامة ساكنيه
لان هذا الفيروس ينتقل بالاختلاط بين حامليه وبين مخالطيهم
فالتقيد بالنصائح والارشادات الطبية مهم جداً
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
أما بعد أخوتنا المؤمنون
أتقوا الله في ما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر
واتصفوا بالتسامح في ما بينكم ولينوا جانبكم
تفوزون برضوان ربكم
وأعلموا أن من علامات الأيمان بالله سبحانه وتعالى
حًسن الظن به سبحانه وتعالى والرضى بقضائه وقدره
فاحسنوا الظن بربكم تفوزون برضاه وغفرانه
ففي هذه الجائحة علينا ان نتذكر التحصينات الشرعية
الوقائية الحسية ، فقبل أن نفكر بالأسباب المادية
والحلول الملموسة لهذه الجائحة ، وعلاجها
يكمن في الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى والاعتصام به
والاحتماء به منه والاستجارة والاستعانة به
لدفع السوء ، ولنا في قصة يوسف عليه السلام
عِبرة حين أحتمى بالله سبحانه وتعالى وأستجار به
لدفع السوء والفحشاء عنه ، فأستعاذ بالله
حين راودته امرأة العزيز فقال تعالى على لسانه :
{ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} يوسف 23
وكذلك فعلت مريم أبنة عمران أم عيسى عليها السلام
لما تمثل لها جبريل عليه السلام
على هيئة بشر، فكان أول ما فعلته ليس الهلع والخوف
فقط والأرتباك بل كان مصاحباً لأيمان وثبات كبير
فقال الله تعالى على لسانها حين رأت جبريل عليه السلام
{ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ } مريم:18
ولما كان هذا المرض الجائحة والوباء من قدر الله
فلا يرده إلا الدعاء كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام
عند الترمذي بسند حسن قوله: ( لَا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ(
وكما جاء في السلسة الصحيحة وحسّنه الألباني
في الحديث الذي رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه قوله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
لا يردُّ القضاءَ إِلَّا الدعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إِلَّا البِرُّ
ولاستجابة الدعاء أسباب وشروط ومقدمات
لابد من توفرها، كالمطعم الحلال واليقين
وتحري أوقات الاستجابة وهكذا،
http://www.m9c.net/uploads/15579210053.gif
لذلك ذكر عليه الصلاة والسلام تمايز وعلاقة قوية بين
الدعاء والبلاء، حين قال عليه الصلاة والسلام:
( والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل
وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )
. كما ورد في صحيح الجامع
والنقطة الخاتمةاخوتنا الكرام وهي مهمة جداً هي
- ملازمة ومصاحبة القرآن الكريم وطلب الاستشفاء به
فهو شفاء من جميع الأدواء الحسية والمعنوية،
لقول ربنا سبحانه وتعالى:
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} الإسراء:82
، ومع الإيمان واليقين والصدق تزداد دواعي الشفاء بإذن الله لقول ربنا سبحانه وتعالى:
{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت 44
. يقول ابن القيم رحمه الله في كتاب زاد المعاد،
فَالْقُرْآنُ هُوَ الشِّفَاءُ التَّامُّ مِنْ جَمِيعِ الْأَدْوَاءِ الْقَلْبِيَّةِ
وَالْبَدَنِيَّةِ، وَأَدْوَاءِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَمَا كُلُّ أَحَدٍ يُؤَهَّلُ وَلَا يُوَفَّقُ لِلِاسْتِشْفَاءِ بِهِ،
وَإِذَا أَحْسَنَ الْعَلِيلُ التَّدَاوِيَ بِهِ، وَوَضَعَهُ عَلَى دَائِهِ
بِصِدْقٍ وَإِيمَانٍ، وَقَبُولٍ تَامٍّ، وَاعْتِقَادٍ جَازِمٍ،
وَاسْتِيفَاءِ شُرُوطِهِ، لَمْ يُقَاوِمْهُ الدَّاءُ أَبَدًا. ..أ. هـ
من الأدعية الواقية المهمة التي تقال في الصباح والمساء،
ما أخرجه أبو داود في سننه وصححه الألباني
في صحيح الأدب المفرد،
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ،
أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ
( «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي،
اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ،
تُعِيدُهَا ثَلَاثًا، حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي )
َفقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدْعُو بِهِنَّ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ.
وعافني في بدني تعني:
أي من الأمراض والأسقام والآفات والشرور
والأوبئة التي تضعف قوتي عن الطاعة
- من التحصينات اليسيرة ذات التأثيرات العظيمة؛
كثرة التسبيح والاستغفار، إذ من داوم عليهما
أعاذه الله من الشرور
ودفع عنه البلاء والنقم والمحن،
قال سبحانه وتعالى:
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
. قال سبحانه وتعالى عن يونس عليه السلام:
{فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}[الصافات:143
، قال الطبري في تفسيره:
ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء،
فذكره الله في حال البلاء، فأنقذه ونجَّاه
. يقول الشافعي كما جاء في حلية الأولياء
( لَمْ أَرَ أَنْفَعَ لِلْوَبَاءِ مِنَ التَّسْبِيحِ )
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
(55) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى
فحُسن الظن بالله هو العبادة الخالصة لله
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
((اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة،
وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلَم))؛
أخرجه أحمد
وغيره، وصححه الألباني في الصحيحة)،
عن أبي هريرة رضي الله عنه.
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
وحفظنا الله وإياكم وسائر من شهِد لله بالوحدانية
وبمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي لهذه الخطبة

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=29666
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( عند الجوائح لاينفع الاّ الدعاء لرفعه)

اندبها 07-10-2020 04:27 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
[frame="1 10"]
سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 1 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا
هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أما بعد
أخوتنا في الله
عندما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم
بدين وبتشريع كامل وبمنهج مستقيم
علّم رسوله صلى الله عليه وسلم طُرق ووسائل
تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره
حتى يسهل تنفيذ التشريعات التى أنزلها الله سبحانه وتعالى
لتنظيم سُبل حياة البشر في هذه الدنيا
فعندما كان تعظيم الله ورسوله في القلوب
عملت الجوارح بكل طاقاتها فبدورها عظّمت
شعائر الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وسائر
الأعمال المفروضة
وأصبح اللسان حذر لا ينطق الا بما يقرب العبد الى ربه
من إجلال وتعظيم وحُب وخوف ورجاء
لله سبحانه وتعالى .....
فأصبح العبد لا يقوى على عدم تعظيم الله رب الناس
ولكن في هذا الزمان ولله المُشتكى
أصبح الدين لين في القلوب .... فلم يعد فيه
التعظيم والتقدير والأجلال لله سبحانه وتعالى
فظهر على ألسنة البعض
أمر خطير ومنكر وكبير هو:
سب الله عز وجل أو الدين
أو النبي محمد وأصحابه الكرام
وعدم تعظيم الله تعالى وتقديره حق قدره
وتعظيم وتبجيل شعائر الله سبحانه وتعالى وفهم
حدوده والسير على نهجها والاعتقاد الجازم الصحيح
بأهمية العبادات القلبية وأهمية أعمال القلوب
التى من المفترض يتم تحقيقها
والقيام بها وتربية الناس عليها
فتعظيم الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
في القلب ، لابد وأن تظهر على الجوارح
التي تقوم بتنفيذ شعائر الله سبحانه وتعالى
وإن لم تترسخ مظاهر تعظيم الله ورسوله في القلب
تنطلق الجوارح بالاستخفاف بشعائر الله سبحانه وتعالى
والتسفيه والازدراء لدين الله تعالى وأهله
وبالذات في هذا الزمان الذي ظهر فيه
ما يخالف تعظيم الله تعالى من
الاستخفاف والاستهزاء بشعائر الله تعالى،
حتى أصبح التندر والأستخفاف بالمقدسات وسيلة
لأضحاك الناس بإلقاء ( النكت ) التي تستخف
بالمقدسات وبالدين وبالتالي
الأستخفاف بالله سبحانه وتعالى
كما يحدث في وسائل التواصل الأجتماعي
من تبادل ونشر صور للاضاحي
وهي تتحدث وتلقي ( النُكت ) عن يوم
العيد وماذا سيحدث فيه ....
كل ذلك لأضحاك الناس بالأستهزاء
بشعائر الدين....
فتعدى ذلك لأنتقاد التشريعات والسخرية منها
عندها أصبح سب الله عز وجل والسخرية من الدين
وسيلة يومية للتنفيس عن الأمراض النفسية
التي تحيط بهؤلاء الرعاع ......
وهذا الذي ظهر أخوتنا المؤمنون في هذا الزمان
فأصبح سب الدين وسب الله والاستهزاء
برسوله صلى الله عليه وسلم
والتندر على صحابته رضوان الله تعالى عليهم
أصبحت من الأمور الشائعة
المنتشرة بين المجتمعات المسلمة
وبالتحديد في معظم الدول العربية سوى في الشوارع
أو الحواري أو الأزقة ، بل حتى في المرابع الثقافية
من تجمعات لفئة تدعي أنها مثقفة
ومع ذلك نجدهم لايتورعون في الشتم والسب
للذات الألهية لأتفه الأسباب
فأصبح ذلك ثقافة سائدة لاينكرها أحد
ومنتشرة في البيوت .....
نعم حتى في البيوت وبين الأزواج
عند حدوث مشاكل ومشاجرات نجد
الزوج او الزوجة تلعن زوجها أو يلعن
زوجته بسب ربها وسب دينها ....
جهاراً نهاراً وأمام الأبناء ....
وفي الشارع نسمع التفوه بالألفاظ
القبيحة من شتم وسب الأمهات ودينهن...
فكأن الأمر لايعني أحد
ولا موجب للخوف من العقاب أو التأديب
فنسمع ونرى سب الأله وسب الدين منتشر
فهؤلاء الذين يدّعون الأسلام ، لايخافون اللوم
أو التقريع أو النقد او النصح أو حتى التأديب
من كل الناس وعلى رأسهم ولات أمورهم
فقد أخذتهم العِزة بالاثم
وأصبح تنقيصهم وتحقيرهم
للشعائر الدينية والأستهزاء بالذات العلية
وسبهم للدين ....أصبح جهاراً نهاراً
وأمام الناس ولا يبالي إن دخل في مسلك الكفّار
حيث أصبح هذا المتهتك لايهتم بما أصبح عليه حاله
ولايخاف من أحد لان الحاكم او ولي أمره لايهمه مايقول
بل الذي يهم هو عدم سبه
لولي الأمر.....لماذا ......؟
لان هذا المتهتك اللعّان الذي يملك الجرأة على الله
ورسوله وصحابة رسوله رضوان الله تعالى عليهم
لايملك الجرأة في أن يسب
ولي أمره أو أصحابه لانه يخاف
من عقابهم ومحاسبتهم له .......
نعم اخوتنا الكرام يخاف من بشر
مثله ولاخاف من خالق البشر
فالبشر مثله يخاف منهم أن يقاطعوه او يحتقروه أو يقطعوا
علاقتهم به فينزوي مذلولاَ مُحتقر
هنا هذا المتهتك أصبح يخاف ويُعظّم
البشر مثله ويخاف منهم
ولا يُعظم الله ورسوله .......!!!!!!
كل ذلك يحدث لاننا لم نُعرّف العامة
بالمقاصد الحقيقية للدين ولعبادة الله
بتعظيمه سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره
ففي هذه الخطبة بأذن الله ساحاول
على قدر استطاعتي
في أن اقف شارحاً ومبيناً خطورة هذا الأمر المنتشر
في مجتمعاتنا المسلمة وفي بيوتنا
وكأننا لانعلم أن الأمر فيه كفر وخروج عن المِلة
جهاراً نهاراً بلاء حياء ولا وجل
وهذا الأمر منتشر بكثرة بين أوساط الناس
في كل الدول العربية المسلمة فأصبح من الامور
العادية الغير مستهجنة ، فأصبحت
من ثقافة الشارع
والأسرة في البيوت ( الا مارحم ربي )
أنك تسمع من يسب الله أو يسب الدين
أو يسب رسوله أو يستهزي بحدود الله وتشريعاته
ولكن قبل أن نقف لنصح وإرشاد هؤلاء الفئة
الضالة التي أباحت لنفسها الكفر والعصيان
بنشر ثقافة السب والشتم والأستهزاء
لكل المقدسات الأسلامية والتشريعات
وعلى رأسها الكُفر البواح بسب رب الناس
والغريب إخوتنا الكرام
هؤلاء الكفرة الفجرة لايتورعون
عن سب الله أو الدين
أما أن تجد أحد منهم يسب أباه أو أمه
وجهاً لوجه ....فهذا نادر حتى وان حدث فهو نادر
أما سبّه لله وللدين فحدث ولا حرج .....
فقبل أن نقف تجاههم ونحارب سلوكهم الشائن
وجب أن ننصحهم اولاً ونرشدهم
ونبين لهم أن الدين الأسلامي ليس كلمة تُكتب
في ( الهوية الشخصية ) لبيان جنسية حاملها
بل هي صفة من آمن بالله وبرسوله
وأتبع منهج ونهج الرسالة الخالدة
من توحيد لله وتعظيم له
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والعمل بمقتضى ذلك بتنفيذ التشريعات
والاوامر الربانية.......
فنعلمهم كيف يعظمون الله سبحانه وتعالى
ويقدروه حق قدره حتى يكونوا عباداً له
مخلصين مؤمنين به وبرسوله
لعلهم يرجعون عن غيهم في الأستهزاء
بالتشريعات والتندر بها وعليها وسب خالقها
لأنهم في حقيقة الأمر
لايرجون لله وقاراً ولا يعظمون الله
ولايعرفون أن التعدي على الله وعلى تشريعاته
وعلى رسوله وصحابة نبيه ملاذه الكفر
والخروج من المِلة ......
فكيف نُعظِم الله سبحانه وتعالى ....؟
حتى يكون إيماننا كاملاً
وتكون أعمال قلوبنا صافية
لا أدران ولا نقائص ولا ليونه تهشم
تعظيمنا لله سبحانه وتعالى
وتكون ألسنتنا تلهج بذكر الله ....لا بسبّه
وتكون قلوبنا مليئة بحب الله ورسوله .....
لا بكرهه والأستخفاف به
وتكون جوارحنا تُعظم شعائر الله وفرائضه ...
.وليس بأنتقاص
تشريعاته وفرائضه ومناهجه .....
فالايمان بالله اخوتنا الكرام
هو في حقيقته مبني على التعظيم والأجلال
له سبحانه وتعالى
ففي قوله تعالى:
( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91 ) مريم
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية انه قال:
: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض
وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا
أي : يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة
من فجرة بني آدم ، إعظاما للرب وإجلالا;
لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده ،
وأنه لا إله إلا هو ، وأنه لا شريك له ،
ولا نظير له ولا ولد له ، ولا صاحبة له ،
ولا كفء له ، بل هو الأحد الصمد :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد ...أ . هـ
قال الضحاك بن مزاحم في تفسير هذه الآية:
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ
أي (يتشققن ) من عظمة الله (عز وجل)
ويبين شيخ الإسلام أبن تيمية
أهمية تعظيم الله (سبحانه) وإجلاله فيقول:
(فمن اعتقد الوحدانية في
الألوهية لله (سبحانه وتعالى)،
والرسالة لعبده ورسوله،
ثم لم يُتبع هذا الاعتقاد موجبه من
الإجلال والإكرام، الذي هو حال في القلب
يظهر أثره على الجوارح،
بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء
بالقول أو بالفعل، كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه،
وكان ذلك موجباً لفساد ذلك الاعتقاد
ومزيلاً لما فيه من المنفعة والصلاح).
ومما قاله ابن القيّم عن منزلة التعظيم:
(هذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر
المعرفة يكون تعظيم الربّ (تعالى) في القلب،
وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمّاً وإجلالاً، ..أ . هـ
فمن هنا أخوتنا الأفاضل
نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد ذمّ
من لم يُعظمّه حق عظمته
ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته،
فقال (تعالى):
{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} نوح 13
قال ابن عباس ومجاهد:
أي لا ترجون لله عظمة،
وقال سعيد بن جبير:
ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته،
وروح العبادة هو الإجلال والمحبة،
فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت.. )
وتعظيم الله وإجلاله لا يتحقق
إلا بإثبات الصفات لله (تعالى)،
كما يليق به (سبحانه)،
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل،
والذين ينكرون بعض صفاته (تعالى)،
ما قدروا الله (عز وجل)حق قدره،
ويقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي
في هذا المقام:
(إن الإنسان إذا سمع وصفاً
وصف به خالق السموات
والأرض نفسه، أو وصفه به رسوله، فليملأ صدره
من التعظيم، ويجزم بأن ذلك الوصف بالغ من
غايات الكمال والجلال والشرف والعلو
ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه
وبين صفات المخلوقين، فيكون القلب
منزهاً معظماً له (جلّ وعلا)،
غير متنجّس بأقذار التشبيه... )....أ . هـ
فكيف نتمثل ونكون عبيد لله سبحانه وتعالى
الذين عضموا الله سبحانه وتعالى وخافوه
وعملوا على عبادته وتبجيله ومحبته ورجائه
بما شرّعه الله لهم بتشريعات أنزلها
على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم...؟
اخوتنا الكرام
المُحبين لله وللرسول صلى الله عليه وسلم
ولصحابة رسوله رضوان الله تعالى عليهم
نفهم أن الأيمان بالله سبحانه وتعالى مبني على
التعظيم والأجلال له عز وجل
فلا يلتقي التعظيم لله وسبّه والأستهزاء بتشريعاته
فكل فعل ينافي الأخر ويخالفه
فإن وجد التعظيم لله تنتفي مخالفته سبحانه وتعالى
وأصبح العبد يُعظم خالقه ويسير على نهج
عبوديته لله سبحانه وتعالى التى شرّفه
الله بصفة العبودية له
وإن وجد الأستخفاف والأستهزاء
والسب لله ولرسوله ولتشريعاته
خرج هذا المتهتك من رِبقة الأسلام
وأرتد عن دين الله
ولم يعد عبدُ صالح يندرج
تحت صفة عباد الله المخلصين
بل أصبح عبدُ آبق لايستحق مقام العبودية
فيكفي قول الله سبحانه وتعالى
في بيان وحدانيته وعظمته وكذلك بيان
أن كل من في السموات والأرض
سيأتي لله خاضعاً عبداً
فقال في مُحكم تنزيله :
( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
(91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا
(92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93 ) سورة مريم
فكيف نتيقن من تعظيم الله وتبجيله
وتقديره حق قدره وتوقيره......؟
ونطبق المعنى الكامل للعبودية لله
حتى نصل لمرحلة أن نكون كما وصف الله
عباده بصفات عظيمة تدل على مكانتهم
ومقامهم الرفيع وقربهم منه سبحانه وتعالى
حين ذكر عباده بقوله:
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
(40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)..الحجر
فتعالوا اخوتنا الكرام
لنحاول فهم عبوديتنا لله سبحانه وتعالى
لُغة وإصطلاحاً ومعنى .....
حتى يتحقق تعظيم الله في قلوبنا فنخشاه
فنُقبل على تشريعاته بحُب وعلى رسوله بالتكريم
فتعريف العبودية لله سبحانه وتعالى هي:
العبودية في الغةً أخذت من التعبيد،
فعندما نقول عبدت الطريق؛ أي سهلته وذللته،
أما عبودية العباد لله تعالى فلها معنيان؛
الأول العبودية العامة
والمراد به المُسخَّر والمذلل،
وهو العبد، ويدخل في ذلك كل مخلوقات الله تعالى
في الكون من عاقل وثابت ومتحرك
ويابس ورطب
ومؤمن وكافر،
حيث إنّ الجميع هم مخلوقات الله،
المسخرة بتسخيره، والمدبرة بتدبيره،
ولكل منها حد يقف عنده
ومن أنواع العبودية
المحببة لقلوب المؤمنين وهي
العبودية الخاصة
. أما المعنى الخاص للعبودية فالمراد به
العبد الذي يعبد الله تعالى ويطيع أوامره،
وذلك خاص بالمؤمنين دون الكفار،
كون المؤمنين هم عباد الله الذين يوحدونه،
ويفردوه بربوبيته، وألوهيته، وصفاته،
وأسمائه، ولا يشركون به أحداً،
وذلك كما ورد في قوله تعالى:
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) الحجر
ولا تكون العبودية حقًا إلا حين تكون لله تعالى.
ويصل العبد إلى حقيقة هذه العبودية
من خلال استحضار ذكر الله في
كافة أحواله من قول أو فعل في شتى
مجالات الحياة، وعلى العبد أن يكثر من
الحمد والاستغفار والتوبة
اذاً هي عبودية خاصة بالمؤمنين،
وتظهر من خلال المحبة والانقياد والطاعة،
فيعظم مقام العبد ويتشرف بها،
وقد وردت في عدة آيات، في وصفهم
فقال تعالى:
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ
هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ
وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
يَلْقَ أَثَامًا (68 )...الفرقان
ويتفاوت الناس في هذه العبودية تفاوتًا بيّنًا،
ومعيار ذلك شدة الانقياد لشرع لله وحبه
وتنفيذ أوامره، وأعظم الناس تحقيقًا لتلك العبودية
هم الرسل والأنبياء، وأعظمهم
محمد صلى الله عليه وسلم،
قال تعالى:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ
الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) ... الكهف
وكمال العبودية يكون بتمام الافتقار
إلى الله، وتمام الاستغناء عن الخلق.
أما حقيقة العبودية لله في التشريع
فتتلخص في معنيين :
الأول : طاعة الله
وتكون بتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى
والثاني : إجتناب نواهيه ،
ويكون ذلك تزامناّ بمخافته ومحبته
ورجائه:
إخوتنا الكرام
فحينما تتأصل صفة المخافة من الله
والمحبه والرجاء له
تكون قلوبنا قد إمتلئت بتعظيم الله ومحبته
ومحبة كل تشريعاته التى أنزلت على قلب المصطفي
صلى الله عليه وسلم فيزداد تعظيمنا لله
وحُبنا لرسوله
وللصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين
أرتضى الله أن يكونوا رُفقاء
وحواري نبيه صلى الله عليه وسلم
وحينما يزداد الحب يندثر السب والشتم
والأستهزاء للمُحِب ....
فكيف نُحقق مخافة الله في قلوبنا .....؟
حتى تنعكس على جوارحنا فنحضى برضى الله
وننعم برحمته ولا ننزلق لمهاوي الكُفر والرٍدّة
في سَبِّه عز وجل والاستهزاء بتشريعاته ...
فلنتوقف قليلاَ لنفهم معنى مخافة الله....
كما بيّنها الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
في سؤال عن معنى الخوف من الله.تعالى...فقال:
المؤمن يخاف الله من كل شيء لا يكون آمن،
فيقول سبحانه وتعالى:
( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف
ويقول
( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ
أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)...آل عمران
، ويقول
( دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ...) المائدة 44
ويقول عن عباده الصالحين: إ
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا
لَنَا خَاشِعِينَ (90) ..الأنبياء
ويقول سبحانه:
( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى
رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) الإسراء 57
ويقول
( فَلاا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران175
فالواجب خوف الله مع فعل ما أوجب الله
وترك ما حرم الله، يكون خوف يحمل
على فعل الأسباب، يخاف الله خوفاً حقيقياً،
يحمله على أداء الواجب، وعلى ترك المحرم،
كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه
من النار إذا أدى حقه،
فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع
ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن
الظن بالله مع قيامه بحق الله
وتركه ما حرم الله، هو يرجو ويخاف لكن مع العمل،
مع أداء الواجبات وترك المحارم،
هذا هو الصادق الذي يخاف الله
ويرجوه هو الذي يخاف ويرجو مع العمل،
مع أداء الفرائض وترك المحارم
والوقوف عند حدود الله، يرجو ثوابه
ويخشى عقابه سبحانه وتعالى،
هكذا جاءت الرسل وهكذا جاء القرآن الكريم. ..أ.هـ
هذا هو أخوتنا الأفاضل
الخوف من الله
فهل شعر من يسب الله ورسوله وصحابة نبيه
بمثل الخوف والوجل في تطبيق هذا الخوف
في أداء الفرئض وترك المحارم والوقوف
عند حدود الله وعدم تجاوزها بالأستهتار
والأستهزاء فيختمها بالسب والشتم
لله سبحانه وتعالى بحجج باطلة وبأدعاء
العصبية وعدم الشعور بما يُتلفظ به
وسيتم بأذن الله تعالى بيان
أقوال العلماء الأفاضل على
من إستحل السب والشتم والأستهزاء
بالله وبتشريعاته وبدينه وبرسوله وبصحابة نبيه...
فالأمر خطير جداً ....ولا يحتمل المهادنة
ففيه الكُفر والخروج من المِلة ..... والله المستعان
نأتي أحبتنا في الله لمعني المحبة لله
كي نزرع معانيها في قلوبنا ونفهم مقتضياتها
في عقيدتنا كما أمرنا الله بها .....
ومعني محبته ومن هو المُحب الصادق
أن يحباللهبكل قلبه،محبةلا يعادلها شيء،
يكون الله أحب إليه من كل ما سواه
،محبة صادقة تقتضي, طاعته وترك معصيته
، وحب أوليائه ورسله،

وكراهة أعدائه وبغضهم فيالله
والمحبلله الصادق هو المتبع لشريعةالله،
قال الله جل وعلا:
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ، فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ.. (31) آل عمران
فالمحب الصادق، هو الذي يتبع شريعةالله

ويعظم أمرالله ونهيه، ويستقيم على دينه
إخلاصاً لله ومحبة له وتعظيماً له وطاعة لأوامره

وتركاً لنواهيه ووقوفاً عند حدوده،
هذا هوالمحب الصادق.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في إيضاحه حول
معني المحبة والرجاء لله سبحانه وتعالى:
يجب على المؤمن دائمًا وهكذا المؤمنة
أن يسير إلى الله في أعماله وأقواله

بين الخوف والرجاء وحسن,الظن بالله
، لأنا لله جل وعلا أمر عباده بأن يحسنوا به الظن
وبأن يخافوه ويرجوه
فقال جل وعلا:
( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) الحجر
قال سبحانه:
( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ
ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر
،والمعنى حث الناس على الخوف والرجاء،
فلا يقنط ولا يأمن ولكن يرجوالله ويخافه
ويجتهد في العمل الصالح وترك ما حرم..أ,هـ
تعظيم الصحابة الكرام لله سبحانه وتعالى
وهذه أمثلة إخوتنا المؤمنون
على مقدار تعظيم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
لله سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره ....
وقد اقتفى الصحابة (رضي الله عنهم)
ومن تبعهم بإحسان هذا المسلك، فعظّموا الله حق تعظيمه، وعُمرت قلوبهم بإجلال الله (تعالى) وتوقيره:
فهذا ابن عباس (رضي الله عنهما)
يقول لبعض أصحاب المراء والجدل:
(أما علمتم أن لله عباداً أصمتهم خشية الله (تعالى)
من غير عيّ ولا بكم، وإنهم لَهُمُ العلماء
العصماء النبلاء الطلقاء، غير أنهم
إذا تذكروا عظمة الله (تعالى)
انكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم،
حتى إذا استفاقوا من ذلك، تسارعوا إلى الله
بالأعمال الزاكية، فأين أنتم منهم؟ )...أ.هـ
وهذا ماوقع لأمام دار الهجرة
مالك أبن أنس ( رحمه الله تعالى )
لما سأله أحدهم عن قوله (تعالى):
{الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} طه 5
كيف استوى؟.
فما كان موقف الإمام مالك إزاء هذا السؤال؟
يقول الرواي: (فما رأيته وجد (غضب)
من شيء كوجده من مقالته،
وعلاه الرحضاء (العرق)،
وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه،
ثم سُرّي عن مالك، فقال:
الكيف غير معلوم، والاستواء
غير مجهول، والإيمان به واجب،
والسؤال عنه بدعة، وإنى لأخاف
أن تكون ضالاًّ، ثم أُمر به فأُخرج).
هنا أخوتنا الكرام
نرى غضبة الامام مالك
غضبة مليئة بالتعظيم والأجلال لله سبحانه وتعالى
وإنكاره لمثل هذا السؤال .....
في كيفية إستواء الله تعالى ....
وأيضاً ماجرى للأمام أحمد بن حنبل
( رحمه الله تعالى ) لما مرّ مع أبنه ( عبد الله )
على قاص يقص حديث النزول فيقول:
إذا كان ليلة النصف من شعبان
ينزل الله (عزّ وجلّ) إلى سماء الدنيا
بلا زوال ولا انتقال ولا تغير حال،
يقول عبدالله: فارتعد أبي ،
واصفر لونه، ولزم يدي،
وأمسكته حتى سكن، ثم قال:
قف بنا على هذا المتخرص،
فلما حاذاه قال:
يا هذا رسول الله أغير على ربه (عزّ وجلّ)
منك، قل كما قال رسول الله)....
ومن تعظيم الله (تعالى):
تعظيم كلامه ( القرآن الكريم )
فيقول شيخ الإسلام :
اجتمعت كلمة أهل العلم على أن
ما في المصحف هو كلام الله،
فيجب احترامه وإجلاله،
لأن الإيمان مبني على إجلال الله وتعظيم كلامه
، والاستهانة بالمصحف تناقض هذا الإيمان.
لقد حكم الله تعالى بالكفر على من
استهزأ بشيء من آياته
أما مايحدث الأن في هذا الزمن
فقد أصبح التغيير والتأويل
والتحريف والأستهزاء بآيات الله
وتفضيل كُتب كلام البشر على كتاب الله
أصبح من الشائع المعروف بين طبقات
المنحرفين الذين يدّعون الثقافة والعلم
فنشروا تحريفهم وتكذيبهم وتلفيقهم
وتفسيراتهم الباطلة على العامة
فلم يعد كلام الله ذا قدسية تُجِل من قالها
بل أصبح أداة للأستهزاء والسخرية
من أوامر الله وتشريعاته وحتى ألفاظه
كما حدث ويحدث من قِبل الفنانين الذين
يشترون الفكاهة والضحك ويبيعونها
بأستعمال آيات الله مثار للسخرية
لأضحاك الناس في أحد المسرحيات....!!!!!!
في الوقت نفسه
أجمع أهل السُنة والجماعة
على كُفر من أستخف بالمصحف وأستهان به
سوى كان ذلك بالقول أو الفِعل
كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:
إن الانقياد إجلال وإكرام،
والاستخفاف إهانة وإذلال،
وهذان ضدان، فمتى حصل في القلب
أحدهما انتفى الآخر،
فعلم أن الاستخفاف والاستهانة ...أ.هـ
وقرر الإمام النووي رحمه الله :
أن الاستخفاف بالمصحف يعتبر من
الأفعال الموجبة للكفر، والتي تصدر
عن تعمد واستهزاء صريح بالدين
إن الاستهانة بالقرآن ناقض من نواقض
الإيمان لجملة من الاعتبارات نذكر منها ما يلي:
أ- أن الاستهانة بالمصحف تناقض الإيمان
، فالإيمان مبني على إجلال الله تعالى
وتعظيم كلامه، والاستهانة استخفاف
واستهزاء، يقول الله تعالى
: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ [التوبة: 65, والاستهانة بالمصحف لا تجتمع مع
هذا الانقياد والخضوع،
فمن استهان بالمصحف، امتنع أن
يكون منقاداً لأمر الله تعالى.
وتعظيم كلام الله يأتي، بتحقيق النصيحة لكتابه
تلاوة وتدبراً وعملاً،
وقد حقق سلفنا الصالح الواجب
نحو كتاب الله (تعالى) من التعظيم والإجلال،
وهنا اخوتنا في الله
نكون قد عرفنا وتعلمنا أن
: إن تعظيم الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، أصل في تحقيق العبودية، فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال، فلا يصحُّ الإيمان، ولا يستقيم الدين، إلا إذا مُلئ القلب بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرءُ بالله علماً،
ازداد له تعظيماً وإجلالاً.
نعم إخوتنا الكرام فأين نحن في هذا الزمان
منهم في خشيتهم لله وتعظيمهم له وإستحيائهم منه
ولكن كل الذي برع فيه الكفره الفجرة ومُريديهم
من بني جلدتنا ، هو التطاول على الذات
الألهية وعلى التشريعات التي أتى بها
هادي الأمة وكاشف الغُمة صلى الله عليه وسلم
على مرأى ومسمع الكل
دون أعتراض أو غضبة لله
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون
خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً
للصراط وسِراجاً مُنيراً
والذي كان خير من عظّم الله وقدّره حق قدره
حتى حقق العبودية الكاملة لله
والذي قال :
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الفاحشِ البذيءِ"
ففتنة الشتم والسباب ليس من شيم المؤمنين
ولا من عاداتهم ولا أطباعهم، فالمؤمن

لا يلّعن ولا يسبّ ولا يشتمّ، وهذا
ما أخبر به

رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قولهِ:
والذي نهى أيضًا عن سباب المسلم،
قال عليه الصَّلاة والسَّلام:
سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ...
فلا يجوز للمسلم أنْ يسبّ أحدًا من المسلمين،
ولا يجوز له أن يعوِّد لسانه على الشتائم،

فهذا لا يتوافق مع أخلاق المسلم الطَّيِّبة
فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال،
وهو الذي علّمنا أن الأيمان لايصح
ولايستقيم الدين الا اذا مُليء القلب بتعظيم
رب الناس.....
عندها تصبح الجوارح لاعمل لها الا طاعة
مولاها والعمل على إرضاءه بتنفيذ أوامره
وإجتناب نواهيه
فلا ينطق اللسان الا حق ولا يُذكر اسم الله
الا وينقبض القلب خشية ورهبة ووجل منه عز وجل
ونأتي إخوتنا الأفاضل
للوقوف أمام من تجرأ على الذات الألهية
وعلى كلام الله بالسب والشتم والأستهزاء
جهاراً نهاراً وأمام الكل
ونقول له إعلم أن تجرأك على الله
وعلى الدين وعلى القرآن الكريم
وعلى التشريعات والأوامر الألهية
بالسب والشتم والأستهزاء
يؤدي بك الى الكُفر والخروج من المِلة
فسب الله عز وجل كُفر...
قال ابن القيم:
( وروح العبادة هو الإجلال والمحبة
فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت
فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب
المعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم ).
والسب كما عرفه ابن تيمية:
هو الكلام الذي يقصد به الإنتقاص والإستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف إعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عز وجل يعد
أقبح وأشنع أنواع المكفرات القولية
وإذا كان الإستهزاء بالله كفراً
سواء إستحله أم لم يستحله
فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية:
( إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً
وباطناً سواء كان الساب يعتقد
أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً
أو كان ذاهلاً عن إعتقاده ).
وقال ابن راهويه:
( قد أجمع المسلمون أن من سب الله
أو سب رسول الله أنه.. كافر بذلك
وإن كان مقراً بما أنزل الله ).
قال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ
وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) الأحزاب
هنا فرّق الله عز وجل في الآية بين
أذى الله ورسوله وبين أذى المؤمنين
و المؤمنات فجعل على هذ
ا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً
لأن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر
الإثم وفيه الجلد وليس فوق ذلك...
أما أذى الله ورسوله ففيه إلا الكفر والقتل.
وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة
وأعد له العذاب المهين ومعلوم
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
قال القاضي عياض:
( لا خلاف أن ساب الله تعالى
من المسلمين كافر حلال الدم ).
وقال أحمد في رواية عبد الله
في رجل قال لرجل:
( يا ابن كذا و كذا –أعني أنت ومن خلقك:
هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه ).
وقال ابن قدامة:
( من سب الله تعالى كفر،
سواء كان مازحاً أو جاداً ).
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟
( أستغفر الله رب العالمين )
هل من سب الدين يعتبر كافراً
أو مرتداً وما هي العقوبة المقررة عليه
في الدين الإسلامي الحنيف؟
حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين
وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض
الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب رحمه الله:
سب الدين من أعظم الكبائر
ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عز وجل
، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام،
ومن أسباب الردة عن الإسلام،
فإذا كان من سب الرب سبحانه وتعالى
أو سب الدين ينتسب إلى الإسلام
فإنه يكون بذلك مرتداً عن الإسلام
ويكون كافراً يستتاب،
فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد
بواسطة المحكمة الشرعية،
وقال بعض أهل العلم:
إنه لا يستتاب بل يقتل،
أو سب الرب عز وجل من نواقض الإسلام،
وهكذا الإستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة
أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة
والزكاة، فالإستهزاء بشيء
من هذه الأمور من نواقض الإسلام،
قال الله سبحانه وتعالى:
قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ
(65) لاَ تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم
[التوبة:66،65]
نسأل الله العافية...أ.هـ
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين
السؤال التالي:
ما الحكم في رجل سب الدين
في حالة غضب هل عليه كفارة
وما شرط التوبة من هذا العمل
حيث أني سمعت من أهل العلم
يقولون بأن زوجتك حرمت عليك؟
فأجاب فضيلته:
الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر،
فإن سب الدين والإستهزاء به ردة عن
الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه،
وقد حكى الله عن قوم إستهزؤوا
بدين الإسلام، حكى الله عنهم
أنهم كانوا يقولون:
إنما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عز وجل
أن خوضهم هذا ولعبهم إستهزاء بالله وآياته
ورسوله وأنهم كفروا به
فقال تعالى:
وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلعَبُ قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ (65)
لاَ تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم [التوبة:66،65]
فالإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله
أو سب الله ورسوله، أو الإستهزاء
بهما، كفر مخرج من الملة. أهـ
سئل الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبون الله عز وجل؟
فقال رحمه الله :
لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عز وجل
لقوله تعالى:
( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا
سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ
إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) النساء
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
كثير من الناس ـ وليس كلهم يسب الدين علنًا،
وهو في هذا يزعم أنه لا يقصد سب الدين
على الأخص،
بل سب الشخص الذي أمامه، فما الحكم؟
ج ـ سب الدين ردة عن الإسلام،
قال تعالى:
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
أما سب الشخص المسلم:
فهو حرام, وليس ردة؛ لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ
مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا
مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ
بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات
وأجاب الشيخ العثيمين في
فتاوى نور على الدرب:
نعم, سب الدين كفر, ولعن الدين كفرٌ أيضًا؛
لأن سب الشيء ولعنه يدل على
بغضه وكراهته،
وقدقال الله تعالى:
(8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) محمد
ولايكون إحباط العمل الا الكفر والردة
لقوله تعالى:
( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة
فالمهم أن هذا الذي يسب الدين
لا شك في كفره، وكونه يدعي أنه مستهزئ
, وأنه يخوض ويلعب وأنه ما قصد,
هذا لا ينفي كفره،
كما قال الله تعالى
عن المنافقين:
(64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
ثم نقول له:
إذا كنت صادقًا في أنك تمزح, أو أنت هازل لست بجاد, فارجع الآن, وتب إلى الله،
فإذا تبت قبلنا توبتك، تب إلى الله,
وقل: أستغفر الله مما جرى،
وارجع إلى ربك، وإذا تبت
- ولو من الردة - فإنك مقبول التوبة...أهـ
وأما تبديل لفظ الدين بلفظ الديك:
فقد جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية
: يجرى على ألسنة بعض الفساق
عبارة سب الدين، وذلك رِدة وكفر لها حكمها،
وأحيانا يقول الشخص:
يلعن ديك أمك ـ وحكمه أنه إذا كانت
نيته سب الدين, ولكن يتستر
بلفظ الديك حتى لا يؤاخذه أحد عليه,
فهو مرتد عند الله سبحانه؛
لأن الإنسان يحاسب عند ربه بحسب نيته،
أما بالنسبة لنا فلا نحكم عليه بالردة
؛ لأننا مأمورون بالحكم بالظاهر،
والله يتولى السرائر،
وأحذر هؤلاء من هذه العبارة
التي لو تعودوها, فقد يصرحون بسب الدين,
وهنا يكون الكفر،
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن سب الديك،
فقال: لا تسبوا الديك, فإنه
يوقظ للصلاة
وفي لفظ:
فإنه يدعو إلى الصلاة
رواه أحمد, وأبو داود, وابن ماجه بإسناد جيد.
وأما كلمة: دين أمك ـ دون السب،
فهي كلمة لا معنى لها، والله أعلم.
أما من إستهان بالمصحف
فقد أجمع العلماء على كفر من أستهان به
وخروجه من المِلة ، وقد نقل هذا الاجماع
جماعة من أهل العلم وهو كالتالي:
ذكر ابن حزم أن العلماء اتفقوا على:
أن كل ما في القرآن حق، وأن من
زاد فيه حرفاً من غير القراءات المروية
المحفوظة المنقولة نقل الكافة، أو نقص حرفاً،
أو بدل منه حرفاً مكان حرف، وقد قامت
عليه الحجة أنه من القرآن فتمادى متعمداً
لكل ذلك عالماً بأنه بخلاف ما فعل فإنه كافر
ويقول أيضاً: إن الأمة مجمعة كلها بلا خلاف
من أحدٍ منهم وهو أنَّ كلَّ من بدّل آيةً من القرآن
عامداً وهو يدري أنها في المصحف بخلاف ذلك،
أو أسقط كلمة عامداً كذلك، أو زاد فيها كلمة
عامداً فإنه كافر بإجماع الأمة كلها.
ويقول القاضي عياض:
اعلم أن من استخف بالقرآن،
أو المصحف، أو بشيءٍ منه، أو سبّهما، أو جحده،
أو حرفاً منه، أو آيةً، أو كذّب به، أو بشيءٍ منه،
أو كذّب بشيءٍ مما صرّح به فيه من حكم أو خبر
، أو أثبت ما نفاه فهو كافر عند أهل العلم بإجماعٍ،
قال تعالى:
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فُصلت



http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
أخوتنا في الله
فهل بعد هذا الكلام كلام آخر
يعطي حُجة للكفرة الفجرة الذين
استباحوا لأنفسهم السب والشتم والأستهزاء
بالله وبدينه وبكلامه وبرسوله ....؟
وهل هناك من يتجرأ ويقول هم في حالة غضب
ولابأس عليهم وغير مسؤلين عن نطق السنتهم ..؟
نقول لمثل هؤلاء لو كانوا في حالة غضب
فلماذا لايشتمون أمهاتهم وأبائهم
وحتى أمراءهم وسلاطينهم وولاة امرهم ....؟
وأقول والله المستعان
هل تعلمون أخوتنا الأفاضل
أن هناك مُدن في المغرب العربي
منتشر فيها سب الله والرسول
جهاراً نهاراً في كل مكان سوى في ملاعب
كرة القدم او المقاهي أو الحانات أو حتى البيوت
ولا أحد يخشى سطوة الناصحين لهم
أو حتى حكامهم .....!!!!!
وأن الكثير من الناس يعلم ذلك
ويعده بأنه عادة سيئة فقط ، وأن الغضب
هو السبب ، وأنه لاموجب لتكفير
الذي يسب الله والرسول والدين
نقول لمثل هؤلاء الناس
اليس الله هو من يقول
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ
كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
نعم يقول ذلك وانتهى الأمر ....والله المستعان
أخوتنا في الله
في الجمعة القادمة إن كان في العمر بقية
سنواصل بيان مخاطر التعدي
على الرسول صلى الله عليه وسلم
بالسب والشتم والأستهزاء
وكذلك سب الصحابة
ورأي العلماء أهل السُنة والجماعة
في هذه الظاهرة السيئة التي
أٌبتليت بها الأمة الأسلامية ومجتمعاتها
فالموضوع ليس ببسيط
بل يحتاج لوقفة جادة تتطلب إيصال
ماغاب عن أذهان العامة من أن
التعدي على الله وعلى الدين
ليس بالأمر الهين البسيط .....
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للخطبة

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=30444

اندبها 07-18-2020 04:30 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )
 
[frame="1 10"]
سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في
حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرً
ا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ
فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي
، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
http://www.m9c.net/uploads/15614857561.gif
أما بعد
أخوتنا في الله
ونأتي إخوتنا الأفاضل
في هذه الجمعة ونستكمل
ماتبقى من موضوع عدم تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتم التطاول على الذات الألهية
بالسب والشتم والأستهزاء بآيات الله
وبالتشريعات والفرائض
حتى وصلوا بقبح لسانهم للكُفر والخروج
من رِبقة الأسلام من حصائد السنتهم
فأعتادوا التنقيص والسب والأستهزاء
على الذات العليّة وألحقوها بسبهم
وشتمهم وتقليل قيمة
رسوله صلى الله عليه وسلم
حتى وصل المجتمع الأسلامي
بهذه الثقافة الدخيلة
عليه من سب وشتم وإستهتار بكل القيم
وكل المقدسات الأسلامية
وعلى رأسها الذات الألهية ومن ثم
الرسول صلى الله عليه وسلم بالأستهزاء
به وبالتشريعات التي آتى بها
وتحت حماية القانون وحماية
المجالس النيابية
والحكومات ....
وهذه ستكون مفاجأة هذه الجمعة والتي
سأذكرها في ختام هذه الخطبة حتى نعرف
أن هذا المنهج المذموم لم
يعد كما يقولون
سلوك شخصي وحرية فردية
بل تعدى ذلك
والله المستعان ......
وكل ذلك يحدث ،كما قُلت في
الجمعة الماضية
من أن عدم تعظيم الله وتقديره حق قدره
ومعرفته حق المعرفة فيتجلي
الخوف والرهبة منه
والطمع في رضاه ومغفرته
ولكن في غياب التعظيم لله ، تعظيم تقديس
وعبادة وخوف ووجل وطمع
أصبح الدين لين في القلوب ولم تتمكن منه
الجوارح ، فأصبح القلب خالٍ من حُب
الله ورسوله وصحابة رسوله
وأصبح الأستهتار بالتشريعات المُلزمة التنفيذ
للكفرة الفجرة اللاهين ، وسيلة من وسائل
التندر والأضحاك وأصبحت موائد السمر
في كثير من بلاد الأسلام ، مليئة بكل مايُغضب
الله سبحانه وتعالى .....
ونأتي الآن لمحاولة إفهام هؤلاء اللاهين
المستهزئين بالتشريعات وبرسول الله
بأن يتعلموا كيف يعظموا ويحبوا وينصروا
ويقدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيم محبة وتشريف وليس تعظيم تقديس
ويعطوه حق قدره الذي كان عليه مع صحابته
الذين تفانوا في إظهار محبتهم له قولاً وعملاً
فتسابقوا لأظهار هذا الحُب
وهذا التشريف والتعظيم
له صلى الله عليه وسلم فأرتفع
إيمانهم حتى وصل الى عِنان السماء
فعملت جوارحهم بمقتضى ذلك ،
فكان إيمانهم وجهادهم
وحُبهم لكل مايُحبه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو واجب التنفيذ فكانوا عاملين بسُنته وهديه
فكان يكفيهم قول الله تعالى
آمراً لهم بأتباع هدي وسُنة وطريق رسوله
صلى الله عليه وسلم وإتباع سُنة
صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وقرن محبته بمحبة
رسوله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ي
ُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)..آل عمران
وفي تفسير لأبن كثير
لهذه الآية الكريمة
قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة
على كل من ادعى محبة الله ،
وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه
كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت
في الصحيح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد
ولهذا قال :
( قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله ) أي :
يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ،
وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول
، كما قال بعض الحكماء العلماء :
ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ،
وقال الحسن البصري وغيره من السلف :
زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله
بهذه الآية ، فقال :
( قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله ) .
ثم قال :
( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي :
باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم
يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته .
وفي شرح الآية الثانية
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
قال:
ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام
: قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا
أي : خالفوا عن أمره (
فإن الله لا يحب الكافرين
) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ،
والله لا يحب من اتصف بذلك ،
وإن ادعى وزعم في نفسه
أنه يحب لله ويتقرب إليه
، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس
الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ،
بل أولو العزم منهم - في زمانه
لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته
، واتباع شريعته ،...أ.هـ

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

إخوتنا الأفاضل
فلندخل الآن لبيان وشرح والتعريف
في كيف نُحب ونُعظِم ونُبجل ونُقدِر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيماً يختلف عن تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتعظيم الله فيه القدسية
وتحقيق العبوديه له سبحانه وتعالى
أما تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
ففيه الحُب والنُصرة والطاعة
فنتوقف قليلاَ لنفهم كيف نُحب الرسول
حتى يُصبح أحب ألينا من أهالينا وأنفسنا
فتمتليئء قلوبنا بحبه فتنعكس بنصرته
وإجلاله وتقديره ....
تعظيم الرسول صلّى الله عليه وسلّم،
وتعظيم ما ورد عنه من السنّة النبويّة،
حيث أكّد كثيرٌ من العلماء على ذلك المعنى،
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال:
إنّ الله تعالى أمر بتعزير النبيّ وتوقيره،
كما في قوله تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)..الفتح
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله
لهذه الآية قال:
( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه )
، قال ابن عباس وغير واحد :
( تعظموه ،وتوقروه )
وتوقروه ) من التوقير وهو الاحترام
والإجلال والإعظام ، ( وتسبحوه
أي :( يسبحون الله ، ( بكرة وأصيلا
أي : ( أول النهار وآخره( ......أ.هـ
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله
وقال الأمام الشافعي (رحمه الله تعالى):
(يكره للرجل أن يقول:
قال رسول الله، ولكن يقول:
رسول الله؛ تعظيماً لرسول الله).[25]

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

منهج أهل السنة في تعظيم
النبي صلى الله عليه وسلم
أما منهج وطريقة تكريم
ونُصرته صلى الله عليه وسلم
المُتبعة لدى أهل السُنة والجماعة
على إعتبارهم هم الفئة أو الفرقة الناجية
فقد كان لهذة الفِرقة قدم صدق في العناية
بجميع خصائصه ، وإبراز فضائله والأشادة
بمحاسنة وإتباع نهجه وسُنته والتشريعات
التي أتى بها ، فلم يخل كتاب من كُتب
السنة كالصحاح والسنن وغيرها
لم يخل من ذكر مآثره، كما أُفردت كتب مستقلة
للحديث عنه وعن سيرته فحقٌ على من عرف قدر الله وأراد تعظيمه أن يعظم ما عظمه تعالى
قياماً بحقه من التوحيد والعبادة،
وقياماً بحق كتابه وحق
رسوله صلى الله عليه وسلم.
وغير خاف على مسلم صادق في إسلامه
تلك المنزلة الرفيعة التي حباها ربنا تعالى
لصفوة خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فإلى شيء من جوانب تلك العظمة،
وهدي السابقين والتابعين لهم بإحسان في
تعظيمه صلى الله عليه وسلم.
ذلك الحديث الذي تنشرح له
صدور المؤمنين الصادقين،
وتتطلع إليه نفوسهم، ويتمنون
أن لو اكتحلت أعينهم برؤية
حبيبهم صلى الله عليه وسلم،
وتشنفت آذانهم بسماع صوته
فسبحان الله هنا
لبيان أن هناك حق مُشترك
بين الله سبحانه وتعالى
وبين رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول أبن تيمية :
ذكر الله سبحانه وتعالى
أن هناك حقاً مشتركاً بينه وبين
رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الأيمان
أما حق الله الخاص به وحده
فهو التسبيح له
وحقاً خاصاً بنبيه صلى الله عليه وسلم
وهو التعزير والتوقير.
وحاصل ما قيل في معناهما أن:
"التعزير اسم جامع لنصره وتأييده
ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير:
اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة
من الإجلال والإكرام،
وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم بما يصونه عن
كل ما يخرجه عن حد الوقار"
(الصارم المسلول، لابن تيمية) ...أ . هـ
أما معنى لفظة التعظيم عند إطلاقها
في اللغة فإن معناها ( التبجيل )
فمثلاً يُقال لفلان عظمة عند الناس
(أي حُرمة يعظم لها ) ....
.لسان العرب لأبن منظور
ولفظ التعظيم وإن لم يرد في
النصوص الشرعية،
إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع
بلفظ يؤدي المعنى المراد من التعزير والتوقير
والرجل يعظم لما يتمتع به من الصفات العلية،
ولما يحصل من الخير بسببه،
أما المحبة فلا تحصل إلا بوصول خير من
المحبوب إلى من يحبه
لقد حبا الله تبارك وتعالى
نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
من الخصائص القوية والصفات العلية
والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم
أن يجله ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
. وقد اختار الله عز وجل لنبيه
صلى الله عليه وسلم اسم (محمد)
المشتمل على الحمد والثناء؛
فهو صلى الله عليه وسلم
محمود عند الله تعالى
ومحمود عند ملائكته،
ومحمود عند إخوانه
المرسلين عليهم الصلاة والسلام
ومحمود عند أهل الأرض كلهم،
وإن كفر به بعضهم؛ لأن صفاته محمودة
عند كل ذي عقل وإن كابر وجحد؛ فصدق
عليه وصفه نفسه حين قال:
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة،
ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض،
وأول شافع، بيدي لواء الحمد،
تحته آدم فمن دونه....
(أخرجه ابن حبان

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

. بواعث تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم: يدعو المسلم
إلى ذلك أمور عدة، منها:
تعظيم العظيم سبحانه وتعالى،
لأنه عظم نبيه صلى الله عليه وسلم؛
حيث أقسم بحياته في قوله:
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر
كما أثنى عليه فقال:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم
، وقال:(3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح
، فلا يُذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما
يُذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه
وأن من شرط إيمان العبد أن
يعظم النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا هو الغرض من بعثته
صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
(8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)الفتح
قال ابن القيم:
وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً
لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله
وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له،
ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له؛
فهي محبة لله من موجبات محبة الله،
وكذلك محبة أهل العلم والإيمان
ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع
لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"
(جلاء الأفهام، ص:
بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن قيام المدحة والثناء عليه والتعظيم
والتوقير له قيام الدين كله،
وسقوط ذلك سقوط الدين كله..أ.هـ
مع الصحابة في تعظيمهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
وتوقيرهم له في حياته
نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
شرف لقاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان لهم النصيب الأوفى من توقيره
وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم، ولم،
ولن يدركهم من بعدهم، ثم شاركوا الأمة
في تعظيمه بعد موته صلى الله عليه وسلم
وأجمل من وصف شأنهم
في ذلك عروة ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه
حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم
في صلح الحديبية،
فلما رجع إلى قريش قال:
أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكاً قط يُعظِّمه أصحابه
ما يُعظِّم أصحاب محمد محمداً،
والله إن تنخمَّ نخامةً
إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلك بها وجهه وجلده،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون
على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده،
وما يحدُّون النظر إليه
تعظيماً له" (رواه البخاري )
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
من فرط تعظيمهم وإجلالهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يتحدث إليهم
جاء هذا الوصف العجيب الذي رواه
أبي سعيد الخدري في قوله:
وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير"
(رواه البخاري)
وفي وصف الأجلال والرهبة والحُب
الذي يتملكه الصحابي الجليل
عمرو بن العاص رضي الله عنه
عند ملاقاته
للنبي صلى الله عليه وسلم أو التحدث إليه
فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
وما كان أحد أحب إلي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالاً له،
ولو سئلت أن أصفه ما أطقت
لأني لم أكن أملأ عيني منه"
(أخرجه مسلم، كتاب الإيمان )
وتتجلى محبته صلى الله عليه وسلم
وتعظيم شأنه وتفضيله
حتى على أقرب الناس رحماً
مثل ماحدث لأم المؤمنين
أم حبيبة رضي الله عنها
لما زارها أبوها أبو سفيان في المدينة،
ساعياً لأنقاض صُلح الحديبية
فلما دخل عليها بيتها، ذهب ليجلس على
فراش رسول الله؛ فطوته، فقال:
يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن
هذا الفراش أو رغبت به عني؟ فقالت:
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنت مشرك نجس،
فلم أحب أن تجلس على فراشه
ولما نزل قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2]،
قال ابن الزبير: فما كان عمر يُسمِع
النبي صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الآية حتى يستفهمه"،
وكان ثابت بن قيس جهوري الصوت
يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس في بيته منكساً رأسه
يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك،
حتى بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

نأتي أخوتنا الأفاضل
لأسباب نزول الآيات الكريمة
والتي حكمت بكفر كل من يستهزيء
بالله أو برسوله أو بكتابه أو بالصحابة
أو بالدين عامة .....
كيف وصفهم الله الكفر بعد الأيمان
وهذا حُكم الله تعالى في أمثال
هؤلاء اللاهين المستهزئين الكفرة
الذين أباحوا لأنفسهم بالتعدي على المقدسات
والتشريعات والدين عامة والله ثم الرسول
خاصة وصحابته الأبرار...
فلننظر ونتمعن في هذه الحادثة
التي بسببها أنزل الله على قلب نبيه
صلى الله عليه وسلم
آيات تُتلى الى يوم القيامة
مفادها أن المستهزيء بالله
وبرسوله وبصحابة رسوله
وبالدين ومايحمله من تشريعات
حكمه هو الكُفر والخروج من المِلة
وهذه الحادثة أوردها شيخ الأسلام أبن تيمية
في كتابه ( الصارم المسلول في شتم الرسول )
وهذه الحادثة أن نفراً من الناس
قاموا بالتندر على صحابة رسول الله
فقالوا مارأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب
بطوناً وأكذب إلسناً وأجبن عن اللقاء
فأنزل الله تعالى قوله:
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
فقال شيخ الأسلام رحمه الله:
قوله تعالى
( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )
أولاً: الأدلة الواردة من كلام الله جل في علاه
، وسنقسم الأدلة إلى صريح ومستنبط
: فمن الأدلة الصريحة:
قول الله تعالى: {
( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ
سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ
اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ
مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) التوبة
ثم قال بعد ذلك:
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
، وهذا صريح؛ لأن الله جل وعلا
أخبر أنهم كفروا بعدما آمنوا،
وأقر أنهم على إيمان، فكفروا وخرجوا
من الملة بذلك،...
ولذلك قالوا:
يا رسول الله! والله ما كنا إلا نلهو )
، يعني
: أنهم ما قصدوا الاستهزاء،
ولا قصدوا السب والأذى،
فقال شيخ الإسلام
: فهذه الآية تدل دلالة واضحة على
أن الذي يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
سواء هازلاً أو جاداً أو قاصداً
فإنه يكفر بذلك،
ولذلك هم قالوا
: ما قصدنا الاستهزاء؛
فقال الله تعالى:
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
] وهذا الكفر الذي وقعوا فيه هو حكمهم،
وذلك أنهم ارتدوا عن دين الله جل في علاه،
والحد في ذلك هو القتل،
وأغلظ ما وقعوا فيه من الردة
هو سب الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم
كما في الصحيحين:
من بدل دينه فاقتلوه......
ومن سب رسول الله فقد بدل دينه
لقول الله تعالى:
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم
فمن بدل دينه حكمه القتل
.وكذلك ورد في الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث،
وذكر من الثلاث
: التارك لدينه المفارق للجماعة
) والذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم
قد ترك دينه بنص كلام الله جل وعلا،
قال تعالى
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم
، وأيضاً هو مفارق للجماعة
لأنه ليس من أهل الإسلام،
فمن سب النبي صلى الله عليه وسلم،
أو استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم،
أو آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحكمه الكفر بنص الآية، وحده القتل بنص
حديث النبي صلى الله عليه وسلم...أ.هـ

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

فتأملوا إخوتنا الأفاضل
كيف وصم الله سبحانه وتعالى هؤلاء
بالكُفر بعد الأيمان
مع كون استهزائهم بحملة الدين
لا بالدين نفسه..
أي بالأستهزاء بحملة الدين من الصحابة
رضوان الله تعالى عليهم ...!!!!!!
فمن ظنك بمن يسب الله أو يستهزأ بدينه؟!
أو يسب رسوله صلى الله عليه وسلم شخصياً
وللنظر لحادثة عصيان بعض صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد ،
عندما أمر الرُماة
الا يغادروا مواقعهم فوق الجبل
فنزلوا من الجيل ضناً منهم أن المسلمين
إنتصروا ولا حاجة لبقاءهم فوق الجبل
وهذه غفله منهم وعصيان
فقلب الله نصرهم الى هزيمة .....
كل ذلك حدث لمجرد أنهم نزلوا
من مواقعهم فوق الجبل بدون إذن
النبي صلى الله عليه وسلم .....
سبحان الله إخوتنا الكرام
فما بالنا اليوم نرجو النصر والتمكين
وفينا من يسب الله عز وجل أو يسب دينه.
وفينا أيضاً من يتجرأ على الله
ولايستحي ولا يجد في نفسه شيء
من وقار وخوف ورهبة من الله
ولم يجد حُب ولا تعظيم ونُصرة
في قلبه لرسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم
فكل الذي وجده هو حُب ووله وعشق
لكل ماينتجه الغرب الصليبي النصراني
من ثقافات وسلوكيات تكفيرية
تُشجع سب الله وشتم رسوله والأستهزاء
بالتشريعات والفرائض ....
وتعد ذلك من قبيل الحرية الفردية
الشخصية ومن حق الأنسان
في أن يفعل ويقول مايريد
الم يفهم هذا المتلهي بالشتم والسب
والخروج عن المألوف وتحطيم
أساسات الدين والخروج منه
ألم يفهم هذا ويرضى أن يسخر
أحد بك أو يسبك ....؟
فطالما أنك لاتستسيغ ذلك
فكيف ترضاه لرب العِزة ولرسوله
ولصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم......؟
فأين وقارك لله ...؟
ألم يقل الله تعالى
( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) ..نوح
فهل ترضى لنفسك أيها اللاهي الذي
لايسيطر على لسانه ، أنك تكون
مع الكفرة مثل فرعون
وهامان وأبي بن خلف ،
في جهنم وبئس المصير....؟
لذلك أقول لك يامن تتلهي بالذي
يُخرجك من رِبقة الأسلام
ولاتهتم بالذي يقربك من ربك ...
فلا شك أنك علمت الأن بعد هذا التوضيح
أن ماتفعله ويفعله أقرانك هو الكُفر بعينه
فالجرأة على الله وعلى
رسوله صلى الله عليه وسلم
ليست بالأمر الهين
وستفهم إن كان عقلك لازالت فيه فِطرة سليمة
أن عقاب سب الله ورسوله كُفر
فالله سبحانه وتعالى قال:
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً
وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [يونس: 44
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى ذلك
فأنه يبين لعباده أنه لايظلم الناس شيئاً
وأن الظُلم يأتي من أنفسهم على أنفسهم
والحجة مُقامة عليهم في قوله تعالى:
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66 ) التوبة

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
ولكن الله إخوتنا الكرام
لم يترك ولن يترك نبيه صلى الله عليه وسلم
لقمة سائغة للشامتين أو اللاهين
المعتدين عليه بالسب أو الشتم أو الأستهزاء
فحينما كان يعاني الرسول صلى الله عليه وسلم
في بداية الدعوة من سب وشتم الكفّار له
مع محاولات إغتياله وقتله والوقيعة به
هنا الله سبحانه وتعالى طمأن قلب
رسوله صلى الله عليه وسلم بأن
الذي بعثه بالحق هو من يتكفل
بحمايته من أعمال الشاتمين المستهزئين
فقال في مُحكم تنزيله :
( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الحجر
وكفاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
وحمايته ليست مقصورة على إهلاك المعتدي
بقارعة أو نازلة ،
بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة..
فقد يكفيه الله عز وجل بأن يسلط على
هذا المستهزئ المعتدي رجلاً من المؤمنين
يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم،
كما حصل في قصة
كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان
يهجو النبي صلى الله عليه وسلم،
واليهودية التي كانت تشتم
النبي صلى الله عليه وسلم
فخنقها رجل حتى ماتت ( من سُنن أبو داود)
وأم الولد التي قتلها سيدها الأعمى
لما شتمت النبي صلى الله عليه وسلم
(من سُنن أبو داود )،
وأبي جهل إذ قتله معاذ ومعوذ لأنه كان
يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد ذكر شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في كتابه القيم ( الصارم المسلول
في شتم الرسول ) بعض صور
كيف إقتص الله سبحانه وتعالى
ممن شتم وأستهزء
بالرسول صلى الله عليه وسلم
بأن سلط الله عليهم من يقتص منهم فقال:
مثل ماحدث أٌبي عفك اليهودي الذي
هجا النبي صلى الله عليه وسلم
فاقتصه سالم ابن عمير ( رضي الله عنه )
وأنس بن زُنَيم الذي هجا
النبي صلى الله عليه وسلم
فشجه غلام من خزاعه ،
وسلام ابن أبي الحقيق إذ ثأر
للنبي صلى الله عليه وسلم
منه عبد الله بن عتيك وصحبه
ولعل أغرب وأعجب وأطرف ما وقفت عليه
في هذا الباب ما ذكره شيخ الإسلام
ابن تيمية في مؤلفه المشهور
(الصارم المسلول على شاتم الرسول)
(ص: 134)
، قال رحمه الله:
وقد ذكروا أن الجن الذين آمنوا به،
كانت تقصد من سبه من الجن الكفار فتقتله،
فيقرها على ذلك، ويشكر لها ذلك!
ونقل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف
على جبل أبي قبيس بشعر فيه تعريض
بالنبي صلى الله عليه وسلم،
فما مرت ثلاثة ايام حتى هتف هاتف
على الجبل يقول:
نحن قتلنا في ثلاث مسعرا
إذ سفه الحق وسن المنكرا
قنّعتُهُ سيفًا حسامًا مبتـرا بشتمـه نبينـا المطهـرا
ومسعر ـ كما في الخبر
ـ اسم الجني الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم.

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

ومن صور كلاءة الله لنبيه ممن تعرض
له بالأذى أن يحول بين المعتدي
وبين ما أراد بخوف يقذفه في قلبه،
أو ملك يمنعه مما أراد..
وقد روي أن غورث بن الحرث قال:
لأقتلن محمدًا، فقال له أصحابه،:
كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك،
فإذا أعطانيه قتلته به. فأتاه فقال:
يا محمد أعطني سيفك أشمّه، فأعطاه إياه
فرعدت يده، فسقط السيف،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حال الله بينك وبين ما تريد
ومثل ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره
من أن أبا جهل قال لقومه:
واللات والعزى لئن رأيت محمدًا يصلي
لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب،
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يصلي ليطأ رقبته
، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص
على عقبيه ويتقي بيديه! فقيل:
مالك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار
وهولاً وأجنحة! فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا....
وعن ابن عباس رضي الله عنه
أن رجالاً من قريش اجتمعوا في الحجر
، ثم تعاقدوا باللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف
أن لو قد رأوا محمدًا لقد قمنا إليه
مقام رجل واحد فقتلناه قبل أن نفارقه،
فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:
هؤلاء الملأ من قومك لقد تعاهدوا
لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك،
فليس منهم رجل واحد إلا قد عرف نصيبه
من دمك. فقال: يا بنية ائتيني بوضوء
، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد،
فلما رأوه قالوا: هاهو ذا،
وخفضوا أبصارهم ،
وسقطت أذقانهم في صدورهم،
فلم يرفعوا إليه بصرًا،
ولم يقم منهم إليه رجل،
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قام على رؤوسهم، وأخذ قبضة
من التراب ثم قال: "شاهت الوجوه
، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم
من ذلك الحصا حصاةٌ
إلا قتل يوم بدر كافرًا. (دلائل النبوة 1/65).
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).
ومن صور حماية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم،
وكفايته إياه استهزاء المستهزئين
أن يصرف الشتيمة والذم والاستهزاء
إلى غيره.. فإذا بالشاتم يريد أن يشتمه
فيشتم غيره من حيث لا يشعر!!
قال صلى الله عليه وسلم :
ألا ترون كيف يصرف الله
عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا،
ويلعنون مذممًا، وأنا محمدٌ......! (البخاري)

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

، قال ابن حجر :
كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم
في النبي صلى الله عليه وسلم

لا يسمونه باسمه الدال على المدح
، فيعدلون إلى ضده فيقولون:
مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا:
فعل الله بمذمم. ومذمم ليس اسمه،
ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم
مصروفًا إلى غيره!
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).
ومن صور الحماية الربانية أن يغير الله السنن الكونية صيانة لنبيه صلى الله عليه وسلم ورعاية له.
وشاهد ذلك قصة الشاه المسمومة،
فهذه زينب بنت الحارث جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم،
بشاة مشوية دست فيها سمًا كثيرًا،
فلما لاك النبي صلى الله عليه وسلم منها
مضغة لم يسغها، وقال:
إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم...!
ثم دعا باليهودية فاعترفت.
فانظر كيف خرم الله السنن الكونية من جهتين:
أولاهما: أنه لم يتأثر صلى الله عليه وسلم
بالسم الذي لاكه.
وثانيتهما: أن الله أنطقَ العظم
فأخبره عليه الصلاة والسلام بما فيه.
ومن صور الكفاية الربانية لنبي
الهدى صلى الله عليه وسلم
ممن آذاه أن يقذف الله في قلب هذا المؤذي
المعتدي الإسلام، فيؤوب ويتوب،
حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
أحب إليه من
ماله وولده ووالده والناس أجمعين!!
ومن أعجب الأمثلة في ذلك قصة
أبي سفيان بن الحارث أخي
النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع
، وكان يألف
النبي صلى الله عليه وسلم أيام الصبا
وكان له تربًا، فلما بُعث
النبي صلى الله عليه وسلم
عاداه أبو سفيان عداوةً لم يعادها
أحدًا قط،
وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهجا أصحابه..
ثم شاء الله أن يكفي
رسوله صلى الله عليه وسلم
لسان أبي سفيان وهجاءه، لا بإهلاكه
وإنما بهدايته!!
قال أبو سفيان عن نفسه:
ثم إن الله ألقى في قلبي الإسلام،
فسرت وزوجي وولدي حتى نزلنا بالأبواء،
فتنكرت وخرجت حتى صرت تلقاء
وجه النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما ملأ عينيه مني أعرض عنّي بوجهه
إلى الناحية الأخرى،
فتحولت إلى ناحية وجهه الأخرى.
قالوا: فما زال أبو سفيان يتبعُهُ،
لا ينزلُ منزلاً إلا وهو على بابه
ومع ابني جعفر وهو لا يكلمه،
حتى قال أبو سفيان:
والله ليأذنن لي رسول الله أو لآخذن بيد
ابني هذا حتى نموت عطشًا أو جوعًا،
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
رق لهما فدخلا عليه
. (انظر سيرة ابن هشام ).
فسبحان من حوّل العداوة الماحقة
إلى حب وتذلل، وملازمة للباب
طلبًا للرضا!!
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).
http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

فالأن مع العلماء ورثة الأنبياء
في تفصيلهم الحُكم الشرعي للذي
يسب الله ورسوله
حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم
فقد أجمعت الأمة على أن من سب
النبي صلى الله عليه وسلم هو كافر دمه هدر،
واختلف العلماء في قبول توبته
، فمنهم من قال تنفعه توبته ،
ويعصم دمه بالتوبة ، ومنهم من قال :
لا تقبل توبته ،ويقتل فإن كانت توبته
نصوحا عفا الله عنه في الآخرة .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد
من علماء المملكة العربية السعودية :
الجواب على هذا السؤال يكون

من خلال المسألتين الآتيتين :
المسألة الأولى : حكم من سب
النبي صلى الله عليه وسلم .
أجمع العلماء على أن من

سب النبي صلى الله عليه وسلم
من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .
وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل

العلم كالإمام إسحاق بن راهويه
وابن المنذر والقاضي عياض
والخطابي وغيرهم .
وقد دلَّ على هذا الحكم الكتاب والسنة :
أما الكتاب؛ فقول الله تعالى :

( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ
تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا
إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة / 66 .
فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله

وبآياته وبرسوله كفر ،
فالسب بطريق الأولى ،
و قد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر
، جاداً أو هازلاً .
وأما السنة؛ فروى أبو داود

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ،
فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126) :

وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث
ابن عباس وسيأتي أهـ
وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل

شتم النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى أبو داود

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ
تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَعُ فِيهِ
، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ
، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا
وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا .
فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ :
أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي
عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ،
كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ،
وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ،
وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ،
وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ،
فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ
، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا
وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ) .
صححه الألباني في صحيح أبي داود
وروى النسائي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :
أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ :
أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ :
لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. صحيح النسائي
فعُلِم من هذا
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل
من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه
يشمل المسلم والكافر .
المسألة الثانية :
إذا تاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم
فهل تقبل توبته أم لا ؟
اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ،

وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة
، فيغفر الله تعالى له .
واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ،

وسقوط القتل عنه .
فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ،

فيقتل ولو تاب .
واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح


http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
أما السنة فروى أبو داود

عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ
أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ
وَابْن أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ :
وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ
عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ،
فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ .
فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ،
فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ :
أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ
رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي
عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا :
مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ،
أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ :
إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ
لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ.
صححه الألباني

وخلاصة القول :
أن سب النبي صلى الله عليه وسلم

من أعظم المحرمات ،
وهو كفر وردةٌَ عن الإسلام بإجماع العلماء ،
سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً .
وأن فاعله يقتل ولو تاب ،
مسلما كان أم كافراً .
ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ،
وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة
تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له
والنظر الصحيح يقول:
أما ساب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فإنه يتعلق به أمران ‏:‏
كما قال العلماء
أحدهما ‏:‏ أمر شرعي لكونه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهذا يقبل إذا تاب‏.‏
الثاني ‏:‏
أمر شخصي ، وهذا لا تقبل التوبة
فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه ،
وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل ، غسلناه
وكفناه ، وصلينا عليه، ودفناه مع المسلمين‏.‏
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
وقد ألف كتاباً في ذلك اسمه ‏
"‏الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول‏"‏
وذلك لأنه استهان بحق الرسول
، صلى الله عليه وسلم،
وكذا لو قذفه صلى الله عليه وسلم
فإنه يقتل ولا يجلد‏.‏
وهناك من يقول أنه ثُبت أن من الناس
من سب الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته
وقٌبل رسول الله توبة الساب
في حياته وقد عفى عنه....
وهذا كما قال العلماء بأن هذا صحيح
لكن حدث الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم
والحق الذي له قد أسقطه،
وأما بعد موته فإنه لا يملك أحد
إسقاط حقه،صلى الله عليه وسلم ،
فيجب علينا تنفيذ
ما يقتضيه سبه، صلى الله عليه وسلم ،
من قتل سابه ،
وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى ‏.‏
قال ابن القيم رحمه الله‏:‏
إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة
الرسول ، صلى الله عليه وسلم، فقط‏"‏ ‏.‏ أ هـ ‏.

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

ونختم اخوتنا الكرام
هذا الجزء والذي يختص بسب
النبي صلى الله عليه وسلم
بحكم من سبّه وشتمه
بقول الشيخ الدكتور محمد رسلان
من سب الرسول كفر ، ولا يُشترط
استحلال القلب لهذا الاستهزاء ،
من قال بذلك تورط في الإرجاء
من استهزأ بالنبي كفر ، من استهزأ بالله كفر
، من استهزأ بالقرآن كفر ، من سب الدين كفر
، من أهان المصحف كفر ،
ولا يقال مستحل هو أو غير مستحل ..
هذا كفر ظاهرا وباطنا ،
هذا مذهب الفقهاء ،
وسائر أهل السنة والجماعة من
علماء الإسلام القائلين
بأن الإيمان قول وعمل ،
ممن خالفوا المرجئة والإرجاء ، لا يقال :
أمستحل هو أم غير مستحل
هذا أمر ظاهر ، وهذا العمل الظاهر
دلالة على خلو الباطن من كل إيمان وإسلام
، وعلى هذا من يُعد به ويُعتبر
من علماء الإسلام ومشايخه ،
ومن شيوخ السنة سلفا وخلفا.
قال اسحق بن راهويه :
قد أجمع المسلمون على أن من سب الله
أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم
أو دفع شيئا مما
أنزل الله أو قتل نبيا من أنبياء الله ،
أجمعوا على أنه كافر بذلك ،
وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله.
وقال الإمام أحمد : من شتم
النبي صلى الله عليه وسلم قُتل ،
وذلك أنه إذا شتمه فقد ارتد عن الإسلام ،
ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فبين أن هذا مرتد ، وأن المسلم
لا يُتصور أن يشتم النبي ،
فهو مسلم ... هذا لا يُتَصَوّر .... أ.هـ
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
http://www.m9c.net/uploads/15614857563.jpg

الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة
وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون
خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً
وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
والذي كان خير من عظّم الله وقدّره حق قدره
حتى حقق العبودية الكاملة لله
والذي قال :
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الفاحشِ البذيءِ"
ففتنة الشتم والسباب ليس من شيم المؤمنين
ولا من عاداتهم ولا أطباعهم، فالمؤمن
لا يلّعن ولا يسبّ ولا يشتمّ،
وهذا ما أخبر به
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قولهِ:
والذي نهى أيضًا عن سباب المسلم،
قال عليه الصَّلاة والسَّلام:
سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ...
فلا يجوز للمسلم أنْ يسبّ أحدًا من المسلمين، ولا يجوز له أن يعوِّد لسانه على الشتائم، فهذا
لا يتوافق مع أخلاق المسلم الطَّيِّبة
فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال،
وهو الذي علّمنا أن الأيمان لايصح
ولايستقيم الدين الا اذا مُليء القلب بتعظيم
رب الناس.....
وإجلال وتقدير ونُصرة رسوله
صلى الله عليه وسلم و|أيضاً تقدير
وتوقير صحابته الكرام
رضوان الله تعالى عنهم ....

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
الأخوة الأكارم
نأتي الآن للجزء الذي يختص بصحابته
رضوان الله تعالى عليهم
وما مقدار محبته صلى الله عليه وسلم
لهم وشاهداً على ذلك
ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يزكي صحابته الأبرار بقوله
وقبل ذلك وجب أن نوضح
نقطة مهمة وهي عقيدة أهل السُنة والجماعة
في مايختص بالصحابة رضوان الله تعالى عليهم
عقيدة أهل السُنة والجماعة
في الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
وتتلخص عقيدة أهل السنة
في الصحابة بقول الطحاوي رحمه الله
في عقيدته المشهورة
: ونحب أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا نفرط في حب أحد منهم ،
ولا نتبرأ من أحد منهم ،
ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم،
ولا نذكرهم إلا بخير،
وحبهم دين وإيمان وإحسان،
وبغضهم كفر ونفاق وطغيان
. وقد اختلف العلماء فيمن سبّ
فهذه هي عقيدة المُسلم الصحيحة
والتي تتمثل في منهج أهل السُنة والجماعة
في تعاملهم مع الصحابة الكرام
وهذا الأمر في الحقيقة مبني
على شواهد وأدلة تبين واجب
حُب الصحابة وتقديرهم والترضي عليهم
وإجلالهم وتشريفهم وتوقيرهم وتقديرهم
حق قدرهم ......
عدالة الصحابة الكرام
رضوان الله تعالى عليهم
فعدالة الصحابة رضي الله عنهم
مبنية على شواهد وأدلة
هي كلام الله سبحانه وتعالى
وأحاديث رسوله صل الله عليه وسلم
ففي كلام الله يقول تعالى
عن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول الحق تبارك وتعالى
واصفاً نبيه ﷺ وصحابته الأبرار:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ م
ِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى
عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح
وقال تبارك وتعالى
( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)
أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ
لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ
فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)الحشر
وقال جل شأنه:
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) الأنفال
وقال تعالى
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح
وقوله تعالى
( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ
قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) التوبة
وقوله تعالى
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
وقوله تعالى
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي
كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ
مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ
إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
أما ماورد من أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم
وعن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ
آية الإيمان حب الأنصار،
وآية النفاق بغض الأنصار
. ( رواه البخاري في صحيحه )
قال رسول الله ﷺ
في الحديث الذي رواه
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم:
لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم
أَنْفَقَ مثل أُحُد، ذهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم،
ولا نَصِيفَه....( صحيح البخاري )
.وقال ﷺ
في الحديث الذي رواه
أبوموسى الأشعري أنه قال:
صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مع
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ،
ثُمَّ قُلْنَا: لو جَلَسْنَا حتَّى نُصَلِّيَ معهُ
العِشَاءَ قالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقالَ:
ما زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ،
صَلَّيْنَا معكَ المَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ
حتَّى نُصَلِّيَ معكَ العِشَاءَ،
قالَ أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ قالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ
إلى السَّمَاءِ، وَكانَ كَثِيرًا ممَّا يَرْفَعُ
رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ، فَقالَ
: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ
أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ
لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي
ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي،
فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ. ..
.صحيح مُسلم
وعن البراء بن عازب قال:
قال رسول الله ﷺ
مَنْ أحبَّ الأنصارَ أحبَّهُ اللهُ ومَنْ أبغضَ
الأنصارَ أبغضَه اللهُ
أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة
وقد أجمع علماء الأسلام الأفاضل
على أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
عدول وبالتالي لايجور للمسلم
أن ينتقضهم أويشتمهم أو يستهزيء بهم
بل ذكر محاسنهم والإعراض عما شجر بينهم.
وقال الإمام أحمد:
إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب
رسول الله ﷺ بسوء فاتهمه على الإسلام.
وقال إسحاق بن راهويه:
من شتم أصحاب النبي ﷺ يعاقب ويحبس.
وقال الإمام مالك:
من شتم النبي ﷺ
قتل ومن سب أصحابه أدب.
وقال القاضي أبو يعلى:
الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة
إن كان مستحلاً لذلك كفر
وإن لم يكن مستحلاً فسق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
من زعم أن الصحابة ارتدوا
بعد رسول الله إلا نفراً قليلاً لا يبلغون
بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا
عامتهم فهذا لا ريب في كفره.
وقال أبو زرعة الرازي:
إذا رأيت الرجل ينتقض أحدًا من
أصحاب النبي ﷺ
فاعلم أنه زنديق،
وذلك أن الرسول ﷺ
حق والقرآن الكريم حق،
وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا
ذلك كله الصحابة،وهؤلاء الزنادقة
يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا
الكتاب والسنة فالجرح بهم أولى. .أ.هـ

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
الأخوة المؤمنون
أكتفي بهذا القدر من إيضاح واجب
الأيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم
وتكريمه ونُصرته
والذود عنه ممن سمح له عقله المريض
بسبّه وشتمه سوى بشخصه الكريم
أو برمي آل بيته وإتهامها بما ليس فيها
وهذا إنقاص لمقام النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك بعدم السماح لمن يتقول ويهين
ويستهزيء بالصحابة الكرام
بعد أن زكاهم الله سبحانه وتعالى
وذكرهم بالرضى والقبول
فلا مجال للعابثين اللاهين بالتهكم عليهم
وسبهم وشتمهم والتنقيص من حقهم
اخوتنا الكرام
ندخل الآن لختام هذا الموضوع
وهو سب الله والدين
والرسول صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام وأقول
بعد أن عشنا خلال خطبتين تختص
بأمر شنيع مُبتذل لايقبله مُسلم
موحد لله ومؤمن برسوله
فقديماً كان التعظيم لله كبير
وحُب الرسول عظيم في قلوب المسلمين
فلا يوجد أستهزاء ولا تشنيع ولا شتم
ولا سب ولا تنقيص ولا تقليل من قيمة
الله سبحانه وتعالى ولا رسوله
ولاصحابة رسوله
بل كان التعظيم والأجلال والأكِبار لكل
ماهو مُقدس في ديننا الحنيف
ولم يكن في يوم من الأيام لقمة سائغة
تتلقفها أفواه المرده والشياطين
وتابعي الثقافات البالية من شذوذ في الفكر
وتفسخ في الأخلاق وضَعف في المعتقد
حتى أصبحت هذه الممارسات
من سب وشتم واهانة واستهزاء
بكل شيء ، أصبح من ثقافة المجتمع المبني
على الفساد الآتي من الغرب الصليبي
نعم أخوتنا الكرام لقد اتى الفساد من الغرب
الصليبي النصراني الذي أراد أن ينغمس
المسلم في أوحال الشذوذ الفكري والأنحطاط
الخُلقي الأخلاقي كما يعيشونه هم
فأرسلوا لنا ثقافات وخرافات تنبذ
كل المعتقدات والدين وتجعله سُبّه
وعار ونقيصه تُخجل من يحملها أو يعتنقها

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

اخوتنا الكرام
عندما نقول أن سب الله أو سب رسوله
أو سب الدين بمجمله وبتشريعاته
هو كُفر وخروج عن المِلة
وأنه ليس كما يُقال في أروقه الحكومات
التي بيدها الحل والعقد ،
ولا في المنتديات الثقافية والأندية
الماسونية اليهودية المنشأ
المسلمة الزبائن والرواد
من أن هذه الممارسات
هي نوع من الحرية الشخصية
وهي عبارة عن تصرفات فردية لادخل للمجتمع
بها ولا خوف منها
لانها تمس الفرد نفسه وتُخرجه من الدين
ولكن أقول هنا ان هذه السلوكيات والأخلاق
والأنحطاط الفكري العلماني
الذي يشجع هذا الكُفر
هو ليس بحرية شخصية ولا سلوك فردي
لانه لو كان ذلك كذلك لما
نعم ( هذه هي المفاجأة المؤلمة التي
تحدثت عنها الجمعة الماضية)
لما انتشر سب الرب وسب الدين وسب االرسول
وسب كل شيء بدء من التشريعات
وانتهاء بسب الوالدين
نعم عندما أنتشر وأصبح ثقافة
لم تجد الحكومات أو بالأحرى البرلمانات العربية
بُد من أن تُسن القوانين المساعدة والمنظمة
لهذه الثقافة وذلك لتقنينها وتنظيمها
ليس لسن قوانين تحذر من المساس
بالذات الألهية أو النبوية وتجعلها
في حماية القانون من أن يصل اليها العابثين
بل للأسف إستساغت
أحد البرلمانات العربية المسلمة
وهي تنقح في الدستور وتجدده
لانه من صًنع البشر لذلك يحتاج للتصحيح
فما كان منها الا أن وضعت
مواد لتنظم حياة الناس
وكأن حياة الناس لاتستقيم الا
أذا طمأنها الدستور بانهم في حماية القانون
ولن يمسسهم أحد .....ّّّ!!!!!!!
وليس في حماية التشريع الألهي
والدستور الرباني الذي لايأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.....

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif
هل تعلمون أخوتنا الكرام
على ماذا اتحدث الآن...؟
اتحدث الان عن طامة كبرى تُثبت أن سب الله
وسب رسوله لم يعد حرية
شخصية أو سلوك فردي
بل أصبح مدعوم من قِبل أحد البرلمانات
العربية المسلمة تحمي أي أحد يتطاول
على الذات الألهية وعلى الدين وتشريعاته
فقد ورد في مشروع المادة ( 6)
من الدستور التونسي
مادة تقول وبصريح العبارة بدون خجل أو وجل
أو وضع اعتبار للأحزاب الأسلامية
المشاركة في البرلمان التونسي
تقول
( حرية سب الله والدين والرسول )
وأن من يسب الله أو الدين لايُعاقب
بأعتبارها من الحريات الشخصية....
نعم أخوتنا الكرام
هكذا أصبح ديننا ومعتقادتنا وخطوطنا الحمراء
أصبحت مجال للمناقشة والتعديل والحُكم والألغاء
حتى سب الذات الألهية ليس مهماً
والقانون يحمي الكفرة الفجرة الذين يسبون
الله والدين ، وكأن هذا البرلمان وبالتحديد هذه
الثقافة الشائعة هي المسيطرة على دين الدولة
وأخلاق من تبقى من المسلمين في تلك البلاد
ولكن وإثناء النقاش لتمرير هذا المادة ( 6 )
حدث أمر يؤكد أن الله هو
من يحمي دينه ورسوله
وبنفس أسلوب الديمقراطية النصرانية
التي تبيح مناقشة كل شيء
نعم بنفس الأسلوب حمى الله دينه
من العابثين ، حيث وقف رجل من رجال
البرلمان وخلع سترته
ووقف أمام الكل وهو يزمجر
ويقول ويعترف ولايهاب أحد
وهو يصرخ ويقول
أنا أعصاكم لله
( بمعني أنا لست من الملتزمين أو المتدينين
حتى لاتتهموني بأني تابع لتنظيم
ديني أو حزب أسلامي )
لكن أنا مُسلم وأرفض وبكل قوة هذا الأمر
وقال:
يااااااالله ....يااااااالله هذا دينك قد اُحتُقِر
والله لن تمر هذه المادة
( 6 ) مادة حرية سب الله والدين)
لتثبيتها في الدستور
وتصبح قانونية تحمي الكفرة الفجرة )
والله لن تمر الا على جثتي
فمن أراد تمريرها فليقتلني هنا الان....
وأستمر يصرخ ويزمجر ويتحدي كل الحضور
في البرلمان ولم يقف أحد معه
وكان البث التلفزيوني يسجل هذه الواقعه
وأنتشرت ، حتى أجبر البرلمان لألغاء المادة
أو قانون حرية سب الله والدين في تونس
وقد أشتهر هذا النائب
وأصبح المسلمين الحقيقيين يحبونه ويدعون
له بالهداية والجنة والرضى والقبول
على وقفته الشجاعة ضد الدوله
وغضبه لله ولرسوله وللدين .....
وبالفعل بعد فترة أنسحب من عضوية البرلمان

http://www.m9c.net/uploads/15561327681.gif

ولكن أخوتنا الكرام أستمرت الحرب على الأسلام
وتشريعاته فأصبح من السهل مناقشة
قضايا التشريع والدين والفرائض
والأحكام الشرعية
حتى أن رئيس البرلمان في تلك البلاد
علّق على موضوع حدث منذ فترة
وهو خروج متظاهرين ينددون بفريضة الورثة
في الأسلام ويعترضون على ماجاء فيها
من أن حق الرجل لايريدونه أن يكون
مثل حظ الأنثيين بل يريدونه أن يكون
متساوي حصة للرجل وحصة للمرأة .....!!!!!
فما كان منه الا أن قال
طالما أن الشعب يريد ذلك فهم أحرار
في أن يغيروا مايريدونه من أحكام شرعية
الله أكبر اخوتي الكرام
هذا هو ديننا الذي تُنتهك حُرمته وقدسيته
مرة بالسب والشتم والاهانة
ومرة بالأستهزاء بأحكامة
ومرة بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتهامه بأنه أرجع بالأمة لعصور الظلام
وأن التحرر والتنوير يكمن في إتباع
هذا العصر وهذه العلمنة اليهودية النصرانية
وبالفعل فقد نجحت ثقافة التكفير والتغريب
في بلادنا المسلمة
فأصبح السب علناً جهاراً نهاراً
لكل شيء....ويحاولون أن يسنوا له
قوانين تحفظ اللاعينين الشتّامين الكفرة
فالخوف أخوتنا الأفاضل من أن يعم البلاء
ويصبح سهل التعامل معه وتطويعه
ليكون متماشياً مع من يريد افساد
المجتمع .....
ولكن الله سبحانه وتعالى
سيحمي دينه ولو كره
الكافرون
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والله المُستعان .....
قال تعالى:
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=30539

اندبها 10-16-2021 12:58 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم .... فلا تحتفل ببدعة مولده
 
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله
والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
لنتكلم ونوضح ونُظهر البيان الشافي
لأمراض الابتداع واستمراء كل مايخالف
سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنّة صحابته الكرام رضوان الله عليهم
في كيفية ترجمة محبة
الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل
على بيانها والاهتمام بها وتبجيلها
ففي هذه الايام تظهر بِدعة سنوية
تنتشر كالنار في الهشيم في شتى اصقاع العالم الاسلامي وهي بِدعة ( الاحتفال بمولد النبي )
فليس لدينا سلطة لمنع هذه الخروقات
والضلالات ولكن لنا ماقاله الله سبحانه وتعالى
وماقاله النبي صلى الله عليه وسلم
ومافعله اصحابه من بعده
ليكون حُجة تدحض بها كل الاهواء والبٍدع
التى استحدثها من لايخاف الله ولا يهتم
بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم
ولا وصاياه ....
حُب وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
تعتبر أصل من اصول الدين الذي
اعطاه الله الكثير من الاهتمام والتبجيل
فالاصل من أصول السُنة والجماعة
أعطاه الله ورسوله الأهتمام والتبجيل
حتي يكون من أسباب الخيرية
والتميز لهذه الأمة
لتكون خير أُمة أُخرجت للناس
وهو صفة من صفات المؤمنين حقاً وصدقاً
وهو من أعظم مهام الرُسل والدُعاة لله ولُرُسله
ولكن في غياب التعظيم لله ،

تعظيم تقديس
وعبادة وخوف ووجل وطمع

وفي عدم إتباع سُنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
الصحيحة وإتباع منهج صحابته الأبرار
والذين هم أكثر الناس فهماً للدين وللتشريع ولسُّنة النبي صلى الله عليه وسلم
أصبح الدين لين في القلوب ولم تتمكن منه
الجوارح ، فأصبح القلب خالٍ من حُب
الله ورسوله وصحابة رسوله
وأصبح الأستهتار بالتشريعات المُلزمة التنفيذ
للكفرة الفجرة اللاهين ، وسيلة من وسائل
التندر والأضحاك وأصبحت موائد السمر
في كثير من بلاد الأسلام ،

مليئة بكل مايُغضب
الله سبحانه وتعالى

والذي أصبح حُب
النبي صلى الله عليه وسلم
يعني اللهو والرقص والغناء والمعازف
وإستحداث البِدع والتشبه بالنصارى
في موالدهم واحتفالاتهم المختلفة
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
فهل محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
سبب في عصياننا له واتباع البِدع
والضلالات في استحداث
لمولده صلى الله عليه وسلم
الذي لم يأمر به ولم يفعله
اصحابه ومن تبعهم على
امتداد ثلاثة قرون ويزيد .....؟
كالذي يحدث في بِدعة ( المولد النبوي )
والتي إبتدعوها الشيعة الرافضة
ومن على شاكلتهم الذين يتخذون
من محبة آل البيت وسيلة
وطريقة وحُجة لبث سموم البِدع
والأنحرافات والتى تشابه الكثير مما يفعله
النصارى في حق أنبياءهم
مثل الموالد والمناسبات الغير شرعية
والتى لم يأتي بها لاكتاب ولا سُنة ولا عمل من اعمال السلف الصالح ولا الأئمة الاربعة
ونأتي الآن لمحاولة إفهام هؤلاء اللاهين
المستهزئين بالتشريعات وبرسول الله
بأن يتعلموا كيف يعظموا ويحبوا وينصروا
ويقدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلننظر اخوتنا المؤمنين ولنقف وقفة جادة ونبين بالدليل والبرهان كيف نحبه صلى الله عليه وسلم
محبة صادقة وكيف نتبع منهجه وطريقته
وسُنته ونعمل بعمله الذي امرنا به
وجعل الخير كله فيه .....
فإن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعظيمة تعني
تعظيم محبة وتشريف وليس تعظيم تقديس
ويعطوه حق قدره الذي كان عليه مع صحابته
الذين تفانوا في إظهار محبتهم له قولاً وعملاً
فتسابقوا لأظهار هذا الحُب

وهذا التشريف والتعظيم
له صلى الله عليه وسلم فأرتفع إيمانهم

حتى وصل الى عِنان السماء
فعملت جوارحهم بمقتضى ذلك ،

فكان إيمانهم وجهادهم
وحُبهم لكل مايُحبه

رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو واجب التنفيذ فكانوا

عاملين بسُنته
وهديه
فكان يكفيهم قول الله تعالى
آمراً لهم بأتباع هدي وسُنة وطريق رسوله
صلى الله عليه وسلم وإتباع سُنة

صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وقرن محبته بمحبة

رسوله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ي
ُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

(32)..آل عمران
وفي تفسير لأبن كثير

لهذه الآية الكريمة
قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة

على كل من ادعى محبة الله ،
وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه
كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت
في الصحيح عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"
من عمل عملا ليس عليه

أمرنا فهو رد
ولهذا قال :
(
قل إن كنتم تحبون الله

فاتبعوني يحببكم الله ) أي :
يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ،
وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول
، كما قال بعض الحكماء العلماء :
ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ،
وقال الحسن البصري وغيره من السلف :
زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله
بهذه الآية ، فقال :
(
قل إن كنتم تحبون الله

فاتبعوني يحببكم الله ) .
ثم قال :
( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي :
باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم

يحصل لكم هذا
كله ببركة اتباعكم ومحبتكم له.
وفي شرح الآية الثانية
)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ(
قال:
ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام
):
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا)

أي : خالفوا عن أمره (
فإن الله لا يحب الكافرين
) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ،
والله لا يحب من اتصف بذلك ،
وإن ادعى وزعم في نفسه

أنه يحب لله ويتقرب إليه
، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس
الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ،
بل أولو العزم منهم - في زمانه
لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته
، واتباع شريعته ،...أ.هـ
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg

إخوتنا الأفاضل
فلندخل الآن لبيان وشرح والتعريف
في كيف نُحب ونُعظِم ونُبجل ونُقدِر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيماً يختلف عن تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتعظيم الله فيه القدسية
وتحقيق العبوديه له سبحانه وتعالى
أما تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم

ففيه الحُب والنُصرة والطاعة
فنتوقف قليلاَ لنفهم كيف نُحب الرسول
حتى يُصبح أحب ألينا من أهالينا وأنفسنا
فتمتليئء قلوبنا بحبه فتنعكس بنصرته
وإجلاله وتقديره ....
تعظيم الرسول صلّى الله عليه وسلّم،
وتعظيم ما ورد عنه من السنّة النبويّة،
حيث أكّد كثيرٌ من العلماء على ذلك المعنى،
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال:
إنّ الله تعالى أمر بتعزير النبيّ وتوقيره،
كما في قوله تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)..الفتح
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله
لهذه الآية قال:
( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه )
، قال ابن عباس وغير واحد :
( تعظموه ،وتوقروه )
وتوقروه ) من التوقير وهو الاحترام
والإجلال والإعظام ، ( وتسبحوه
أي :( يسبحون الله ، ( بكرة وأصيلا
أي : ( أول النهار وآخره( ......أ.هـ
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله

وليس التعظيم والتوقير والمحبة بأتباع وابتداع سُبل وطُرق للتقرب منه صلى الله عليه وسلم او التقرب الي الله بعمل بِدع ومستحدثات لأظهار محبته صلى الله عليه وسلم بأفعال لم يأتي بها هو صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بها ولم يفعلها صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم ولا عملها من أتبع صحابته في القرون الثلاثة الأولى فإظهار
محبته صلى الله عليه وسلم
بأتباع سُنته وهديه ومنهجه
فمنهج اهل السُنة والجماعة وهم الفِرقة الناجية
في تعظيمه صلى الله عليه وسلم ونصرته

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
على إعتبارهم هم الفئة أو الفرقة الناجية
فقد كان لهذة الفِرقة قدم صدق في العناية
بجميع خصائصه ، وإبراز فضائله والأشادة
بمحاسنة وإتباع نهجه وسُنته والتشريعات
التي أتى بها ، فلم يخل كتاب من كُتب
السنة كالصحاح والسنن وغيرها
لم يخل من ذكر مآثره، كما أُفردت كتب مستقلة
للحديث عنه وعن سيرته فحقٌ على من عرف قدر الله وأراد تعظيمه أن يعظم ما عظمه تعالى
قياماً بحقه من التوحيد والعبادة،
وقياماً بحق كتابه

وحق رسوله صلى الله عليه وسلم.
وغير خاف على مسلم صادق في إسلامه
تلك المنزلة الرفيعة التي حباها ربنا تعالى
لصفوة خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

فإلى شيء من جوانب تلك العظمة،
وهدي السابقين والتابعين لهم بإحسان في
تعظيمه صلى الله عليه وسلم.

ذلك الحديث الذي تنشرح له
صدور المؤمنين الصادقين،
وتتطلع إليه
نفوسهم، ويتمنون
أن لو اكتحلت أعينهم برؤية

حبيبهم صلى الله عليه وسلم،
وتشنفت آذانهم بسماع صوته
فسبحان الله هنا
في هذا البيان أن هناك حق مُشترك
بين الله سبحانه وتعالى
وبين رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول أبن تيمية :
ذكر الله سبحانه وتعالى
أن هناك حقاً مشتركاً بينه وبين
رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الأيمان
أما حق الله الخاص به وحده
فهو التسبيح له
وحقاً خاصاً بنبيه

صلى الله عليه وسلم
وهو التعزير والتوقير.
وحاصل ما قيل في معناهما أن:
"التعزير اسم جامع لنصره وتأييده
ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير:
اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة
من الإجلال والإكرام،
وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم بما يصونه عن كل

ما يخرجه عن حد الوقار"
(الصارم المسلول، لابن تيمية) ...أ . هـ
أما معنى لفظة التعظيم عند إطلاقها
في اللغة فإن معناها ( التبجيل )
فمثلاً يُقال لفلان عظمة عند الناس
(
أي حُرمة يعظم لها ) .....
لسان العرب لأبن منظور
ولفظ التعظيم وإن لم يرد في
النصوص الشرعية،
إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع
بلفظ يؤدي المعنى المراد من التعزير

والتوقير
والرجل يعظم لما يتمتع به

من الصفات العلية،
ولما يحصل من الخير بسببه،
أما المحبة فلا تحصل إلا بوصول خير من
المحبوب إلى من يحبه
لقد حبا الله تبارك وتعالى

نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
من الخصائص القوية والصفات العلية
والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم
أن يجله ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
.
وقد اختار الله عز وجل لنبيه

صلى الله عليه وسلم اسم (محمد)
المشتمل على الحمد والثناء؛
فهو صلى الله عليه وسلم محمود

عند الله تعالى
ومحمود عند ملائكته،
ومحمود عند إخوانه
المرسلين عليهم الصلاة والسلام
ومحمود عند أهل الأرض كلهم،
وإن كفر به بعضهم؛ لأن صفاته محمودة
عند كل ذي عقل وإن كابر وجحد؛ فصدق
عليه وصفه نفسه حين قال:
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة،
ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض،
وأول شافع، بيدي لواء الحمد،
تحته آدم فمن دونه....
(أخرجه ابن حبان
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
. بواعث تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
: يدعو المسلم فيها الى ذلك
لتعظيم الله العظيم سبحانه وتعالى،
لأنه عظم نبيه صلى الله عليه وسلم؛
حيث أقسم سبحانه بحياته في قوله:
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر
كما أثنى عليه فقال:
) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم )
، وقال: (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح
، فلا يُذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما
يُذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه
وأن من شرط إيمان العبد

أن يعظم النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا هو الغرض من بعثته

صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
(8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)(الفتح )
قال ابن القيم:
وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً
لمحبة الله وتعظيمه،

كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله
وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له،
ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له؛
فهي محبة لله من موجبات محبة الله،
وكذلك محبة أهل العلم والإيمان
ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع
لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"
بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن قيام المحبة والثناء عليه والتعظيم
والتوقير له قيام الدين كله،
وسقوط ذلك سقوط الدين كله..أ.هـ
وكذلك الصحابة في تعظيمهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
وتوقيرهم له في حياته
حيث نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
شرف لقاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان لهم النصيب الأوفى من توقيره
وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم، ولم،
ولن يدركهم من بعدهم، ثم شاركوا الأمة
في تعظيمه بعد موته

صلى الله عليه وسلم (
وأجمل من وصف شأنهم
في ذلك عروة ابن مسعود

الثقفي رضي الله عنه
حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم

في صلح الحديبية،
فلما رجع إلى قريش قال:
أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكاً قط يُعظِّمه أصحابه
ما يُعظِّم أصحاب محمد محمداً،
والله إن تنخمَّ نخامةً
إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلك بها وجهه وجلده،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون
على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده،
وما يحدُّون النظر إليه
تعظيماً له" (رواه البخاري)
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
من فرط تعظيمهم وإجلالهم

للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يتحدث إليهم
جاء هذا الوصف العجيب الذي رواه
أبي سعيد الخدري في قوله:
وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير"
(رواه البخاري)
وفي وصف الأجلال والرهبة والحُب
الذي يتملكهالصحابي الجليل
عمرو بن العاص رضي الله عنه
عند ملاقاته
للنبي صلى الله عليه وسلم أو التحدث إليه
فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
وما كان أحد أحب إلي من

رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالاً له،
ولو سئلت أن أصفه ما أطقت
لأني لم أكن أملأ عيني منه"
)أخرجه مسلم، كتاب الإيمان (
وتتجلى محبته صلى الله عليه وسلم

وتعظيم شأنه وتفضيله
حتى على أقرب الناس رحماً
مثل ماحدث لأم المؤمنين

أم حبيبة رضي الله عنها
لما زارها أبوها أبو سفيان في المدينة،
ساعياً لأنقاض صُلح الحديبية
فلما دخل عليها بيتها، ذهب ليجلس على
فراش رسول الله؛ فطوته، فقال:
يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن
هذا الفراش أو رغبت به عني؟ فقالت:
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وأنت مشرك نجس،
فلم أحب أن تجلس على فراشه
ولما نزل قول الله تعالى:
)يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} )الحجرات:2( ،
قال ابن الزبير: فما كان عمر

يُسمِع النبي صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الآية حتى يستفهمه"،
وكان ثابت بن قيس جهوري الصوت
يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس في بيته منكساً رأسه
يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك،
حتى بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
هكذا اخوتنا الافاضل
علمنا كيف هي محبة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه
فلم تكن محبتهم له تستدعي الاحتفال بمولده
كل عام ، ولو علموا ان في احتفالهم بمولده هناك قُربة وزُلفة للوصول لمرضاة الله لفعلوها
ولكن لم يفعلوا اي شيء
من هذه البِدع
ببساطة لان
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بها
وهنا يأتي تنفيذ اوامره ونواهيه وقوله
في عدم الاتيان بما يخالف قوله وعمله
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
اخوتنا المؤمنون
هكذا كان حُب الصحابة
والسلف الصالح
للنبي صلى الله عليه وسلم
وكيف تم ترجمته لأفعال
وذلك بأتباع منهجه وسُنّته
وطريقته المُثلى ،
فكان لهم ماأرادوا وحصدوا
الخير كله برضى الله عنهم
ورضى الرسول صلى الله عليه
عنهم وعن ايمانهم وتقواهم .....
واستمر حُب النبي صلى الله عليه وسلم ديدن وهدف كل المسلمين بترجمة حبه ونصرته بالطرق المشروعة
الوارده عنه صلى الله عليه وسلم
وعن صحابته والتابعين لهم
حتى القرون الثلاثة الاولى
ولكن بعد القرون الثلاثة الاولى التى قال
عنها النبي صلى الله عليه وسلم
هي افضل القرون من بعده
دخلت مرحلة الأبتداع في الدين وإفساده بأستحداث امور ما أنزل الله بها من سلطان ولم يأتي بها احد في القرون الثلاثة الاولى من مبعثه صلى الله عليه وسلم
ومن هذه البِدع والمستحدثات
( المولد النبوي )
والمولد النبوي الذي تم استحداثه له تاريخ ورجال قاموا بأبتداعه وإلصاقه في الدين والمنهج الأسلامي
وجعله قُربة يتقربون بها لله عزوجل
وكأن الرسالة لم تكتمل حتى يأتون بمثل هذه
البِدع ليكملوا ما بدأه صلى الله عليه وسلم
فكيف حدث هذا الابتداع
ومن هم رجاله .....؟
والشبهات التى يتمسك بها المُبتدعة
والذين يؤيدون بدعة المولد النبوي ،
ويلوكونها ويجعلونها حُجة ومُبرر
لأفعالهم .....
فقد اوضح احد العلماء هذه الشُبه
فقد قالوا ان المولد النبوي
هو اظهار لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
والتقرب الي الله بمولده
والجواب عن ذلك من افواه العلماء :
إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس
تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم
هم الصحابة رضي الله عنهم ،
كما قال عروة بن مسعود لقريش :
( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ،
والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه
ما يعظم أصحاب
محمد محمداً صلى الله عليه وسلم ،
والله إن تنخم نخامة إلا
وقعت في كف رجل منهم ،
فدلك بها وجهه وجلده ،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره ،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ،
وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ،
وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له البخاري
ومع هذا التعظيم فإنهم -رضي الله عنهم-
لم جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ،
ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .
2- والشبهه الثانية بأنهم قالوا :
الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك:
الحجة بما ثبت عن
الرسول صلى الله عليه وسلم ،
والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ا
لنهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ،
وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة
وإن كثروا :
ففي قول الله سبحانه وتعالى مايشفي :
{ وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله } [الأنعام/116] ،
مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر
على إحيائها بعد ما تبين له الحق .
واهم العلماء والتابعين الذي انكروا
الاحتفال بهذه المناسبة
شيخ الإسلام ابن تيمية في "
اقتضاء الصراط المستقيم " ،
والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ،
وابن الحاج في " المدخل " ،
والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف
في إنكاره كتاباً مستقلاً ،
والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي
في كتابه " صيانة الإنسان "
، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ألف فيه رسالة مستقلة ،
وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ،
وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .
3- والشبهة الثالثة يقولون :
إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى
النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب عن ذلك:
إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم
تتجدد مع المسلم ،
ويرتبط بها المسلم كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات ،
وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم
في صلواته وعند ذكره ،
وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً
أو مستحباً مما شرعه
الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر
مثل أجر العامل ..
وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول
ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره
بما شرعه الله ، لا في يوم المولد
فقط وبما هو بدعة
ومخالفة لسنته ،
فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ويتبرأ منه . والرسول صلى الله عليه وسلم
غني عن هذا الاحتفال البدعي
بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره
كما في قوله تعالى :
{ ورفعنا لك ذكرك } [الشرح/4] ،
فلا يذكر الله عز وجل في أذان
ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر
بعده الرسول صلى الله عليه وسلم
وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداً
لذكراه وحثاً على اتباعه.
والله سبحانه وتعالى لم ينوه في
القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وإنما نوه ببعثته ، فقال :
{ لقد منَّ الله على المؤمنين إذ
بعث فيهم رسولاً من أنفسهم }
(آل عمران/124) ،
وقال : { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } (الجمعة/2 )
4- والشبه الرابعة يقولون :
الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه
ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !
والجواب عن ذلك:
ان الذي ابتدع مولد النبي والكثير
من الموالد البدعية ليس بعالم
ولا فقيه بل ملك ملك النااس
من رقابهم واحدث فيهم فساد عظيم
خلال حكم دولته وهم حكام
وامراء الدولة الفاطمية
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى
بالمولد النبوي هم بنو عبيد
الذين اشتهروا بالفاطميين
أما اقوال العلماء عن
الدولة الفاطمية العبيدية التي
أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟:
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث
صاحب كتاب الروضتين في أخبار
الدولتين ص 200-202ع
ن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة
من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا
لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا
بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛
وكان والد عبيد هذا من نسل
القداح الملحد المجوسي وقيل كان
والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية
من بلاد الشام وكان حدادا .
وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا)
فلما دخل المغرب تسمى
ب( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي
وادعى نسبا ليس بصحيح
لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب
العلوية بل ذكر جماعة من العلماء
بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب

(المهدي) وبنى المهدية
بالمغرب ونسبت إليه
وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة
الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين
جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من
الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن
من إفساد عقائدهم وضلالتهم
والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.
وفي أيامهم كثرة

الرافضة الشيعية
واستحكم أمرهم
ووضعت المكوس ( الضرائب )
وكانوا أربعة عشر مستخلفا .
.. يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي
أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك
بين العوام فصاروا يقولون بأن دولتهم
هي الدولة الفاطمية والدولة العلوية
لكي يبعدوا الشُبهه
عن أصلهم المجوسي اليهودي )
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك ليظهروهم أنهم فاطميون نسبة لفاطمة الزهراء رضي الله عنها وعلويون
نسبة لعلي رضي الله عنه
(أي أنهم علويون فاطميون )
على المنابر ويكتبونه على
جدران المساجد وغيرها
وقد قال ( الإمام المقريزي ) رحمه الله :
يقول في كتابه الخطط :
وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة
أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)،
ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،
( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ،
( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ،
( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )،
( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،
(ومولد الخليفة الحاضر )،
( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ،
( وموسم ليلة رمضان ) ،
( وغرة رمضان )،(وسماط رمضان)،
( وليلة الختم )،( وموسم عيد الفطر )،
( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،
( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،
( وموسم فتح الخليج )،
( ويوم النوروز)،(ويوم الغطاس) ،
( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ،
( وأيام الركوبات )"أ.هـ.
وفي مايختص بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء:
(2/48)سنة (394):
( وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود
القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر).
• وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/105).
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
5- اما الشُبهه الخامسة في من قال:
إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة
التى تنفع ولا تضر ولكنها للتقرب لله بها
وبأجرها وحسناتها وهو وسيلة لشكر
وحمد الله على نعمة ارساله
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي لابأس بها:
ويجيب العلماء على ذلك بقولهم :
ليس في البدع شيء حسن ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد )
(أخرجه البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )،
فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ،
وهذا الذي يقول : ليس كل بدعة ضلالة ،
بل هناك بدعة حسنة ...!!!
قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين :
فقوله صلى الله عليه وسلم :
( كل بدعة ضلالة )
من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ،
وهو أصل عظيم من أصول الدين ،
وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد )
( أخرجه البخاري )
، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين
ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه
فهو ضلالة والدين بريء منه ،
وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال
أو الأقوال الظاهرة والباطنة " أ.هـ
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة
إلا قول عمر رضي الله عنه
في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه )
(صحيح البخاري ) .
والجواب عن ذلك أن هذه الأمور
لها أصل في الشرع فليست محدثة .
وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد
البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل :
إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاً ،
لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل
في الشرع يرجع إليه
النبي صلى الله عليه وسلم
والتروايح قد صلاها
النبي صلى الله عليه وسلم
بأصحابه ليالي وتخلف
عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ،
واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها
أوزاعاً متفرقين في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ،
إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
خلق إمام واحد كما كانوا خلف
النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع ،
وان كان ذلك كذلك ان الاحتفال بالمولد
هو نوع من الشكر والحمد لله على نبوة
الرسول الكريم وارساله لهم ....
هنا نقول لهم أيضاً :
لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم
فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة
والتابعين وأتباع التابعين ،
وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم
وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ،
فهل كان من أحدث بدعة المولد
أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟
حاشا وكلا .
6-والشبهه السادسة التى
يقولونها مؤيدي الاحتفال بالمولد النبوي :
إن الاحتفال بذكرى مولده
صلى الله عليه وسلم ينبئ
عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ،
وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم
مشروع ولا بأس به !
والجواب والرد عليهم نقول :
لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم
واجبة على كل مسلم
أعظم من محبة النفس والولد والوالد
والناس أجمعين ولكن ليس معنى ذلك
أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ،
بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ،
فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته
، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته***** إن المحبّ لمن يحب مطيع
فمحبته صلى الله عليه وسلم
تقتضي إحياء سنته ،
والعض عليها بالنواجذ ،
ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ،
ولا شك أن كل ما خالف سنته
فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ،
ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده
وغيره من البدع ،
وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ،
فإن الدين مبني على أصلين :
الإخلاص والمتابعة ،
قال تعالى :
{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن
فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم
ولا هم يحزنون } ( البقرة 112 )
، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ،
والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة
. 7- ومن شبههم ايضا يقولون
إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً
على الاقتداء والتأسي به !
وإيضاح هذه النقطة والتى يتخذها كثير
من الناس حُجة ومُبرر للاحتفال بالمولد النبوي
يكمن في إن قراءة سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم
والتأسي به مطلوبان من المسلم
دائماً طوال السنة وطوال الحياة ،
أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة
( وكل بدعة ضلالة) [أخرجه أحمد 4/164 ،
والترمذي 2676 ] ،
والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً
عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخلاصة القول اخوتنا في الله :
أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي
بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة
يجب على المسلين منعها
ومنع غيرها
من البدع ،
والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ،
ولا يُغتر بمن يروّج هذه البدعة
ويدافع عنها ،
فإن هذا الصنف يكون
اهتمامهم بإحياء البدع أكثر
من اهتمامهم بإحياء السنن ،
بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً ،
ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده و
الاقتداء به ، وإن كان هذا
الصنف هم أكثر الناس
، وإنما يقتدي بمن سار على
نهج السنة من السلف الصالح
وأتباعهم وإن كانوا قليلاً ،
فالحق لا يُعرف بالرجال ،
وإنما يُعرف الرجال بالحق .
قال صلى الله عليه وسلم :
( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور

، فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )
فبين لنا صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث الشريف
بمن نقتدي عند الاختلاف ،
كما بين أن كل ما خالف السنة
من الأقوال والأفعال فهو بدعة ،
وكل بدعة ضلالة .
والشُبهه الأخيرة التى يتحجج
بها مؤيدي ومناصري هذه البدعة
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
الشُّبهةُ الثامنة :
قولُهم:
إنَّ الاحْتِفالَ بالمولدِ عادةٌ
وليس عِبادةً؛
فلماذا تُنكرون علينا العاداتِ؟!!!!!!!!
واجابة العلماء على هذه المغالطة في قولهم:
وهذه مُغالَطةٌ منهم وهُروبٌ من الواقِع
والحَقيقةِ، وإلَّا فكيف يُقال لاجتِماعٍ
فيه قِراءةٌ للقرآنِ، وذِكرٌ لله
ودُعاءٌ، وتذكيرٌ بسِيرةِ
المصطفى صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم
وشمائلِه؛ يَتقرَّبون به إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَدْعُون الناسَ إليه،
ويَحثُّونهم عليه؛ ويَعدُّونه
مِن أجَلِّ أعمالِهم التي يَرجُون
بها الأجرَ والثوابَ؛ كيف يقولون
عن مِثل هذا: إنَّه عادةٌ وليس عِبادةً؟!
فما هي العبادةُ إذنْ؟!
ولو سُئل المحتفِلُ بمولدِ
النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
لماذا تَحتفِلُ؟ سيقولُ:
لأنِّي أُحبُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
فلو قِيل له:
هل الاحتِفالُ بمولِدِه صلَّى الله عليه وسلَّم
طاعةٌ أو معصيةٌ؟
قطعًا لن يقولَ:
هو معصيةٌ؛ إذْ كيف يَحتفِلُ بمعصيةٍ؟!
سيقول: إنَّها طاعةٌ وقُرْبةٌ،
فيُقال له:
هل عَلِم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
هذه الطاعةَ أم جَهِلها؟
فقطعًا لن يقولَ: جَهِلها؛
فإنْ قال: عَلِمَها، سألْناه:
هل بلَّغَها لأُمَّتِه أو كتَمَها؟
وهنا لا يُمكِن أن يقول:
كَتَمها، فإنْ قال: بلَّغَها. قُلنا له:
هاتِ الحديثَ الذي حثَّنا فيه
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
على الاحتِفالِ بمولدِه ،
وسنكونُ نحنُ أوَّلَ المحتفِلين به؛
لأنَّنا نُحبُّه وحَريصونَ أشدَّ الحِرْصِ
على اتِّباعِ سُنَّته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم،
وهيهاتَ هيهاتَ أنْ يأتِيَ
بحديثٍ واحدٍ صحيحٍ أو ضَعِيفٍ
فيه الحثُّ على ذلك، أو حتَّى فِعلُه أو تَقريرُه!
لذلك اخوتنا الكرام
لادليل ولا حُجة ولا مُبرر لفعل هذه البِدعة
سوى إتباع الهوى واللهو وإفساد الدين
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي
لم نجد له أصلاً في سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا في سنة خلفائه الراشدين ،
إذن فهو من محدثات الأمور
ومن البدع المضلة ،

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث
وقد دل عليه قوله تعالى :
{ فإن تنازعتم في شيء فردوه
إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك
خير وأحسن تأويلاً } ( النساء /59 )
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ،
والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ،
فالكتاب والسنة هما المرجع
عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة
ما يدل على مشروعية
الاحتفال بالمولد النبوي ؟
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/814018521.png
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نأتي الأن ونحاول معرفة أحكام
العلماء في الاحتفال ببدعة المولد النبوي
فحكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب المالكي
حسب المذهب المالكي فهذه بدعة
ومن يتبعها فهو يفعل ذلك اتباعًا لهواه.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الشافعي
حسب المذهب الشافعي فإن الاحتفال
بالمولد النبوي هو بدعة لا أصل لها في الشريعة.
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الحنبلي
لم يذكر الإمام أحمد بن حنبل شيئًا عن الاحتفال بالمولد النبوي ولكن بعض الحنابلة ذكروا بأن المولد النبوي
تذكيرًا به وليس احتفالًا.
قول الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي
لقد قال الإمام تاج الدين المشهور بـ الفكهاني رحمة الله عليه من صفحة العشرين لصفحة واحد والعشرين في كتاب المورد في عمل المولد وحكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة “لا أعرف لهذا المولد
أصلاً في سنة ولا كتاب”.
ويقال من هذا الكتاب أيضاً ” ولا يتم نقل عمله عن واحد من الذين يكونوا من علماء الأمة، والذين يكون لديهم الثبات والقدوة في الدين والمتمسكين بآثار المتقدمين،
بل هو يكون بدعة “.
قول العلامة ابن الحاج
قال العلامة ابن الحاج رحمه الله عليه في المدخل من الثاني إلى الثلاثمائة والثاني عشر نقلاً من القول الفاصل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة إنكاره لانه بدعة لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ولازمن الصحابة ولا التابعين
طوال الثلاثة قرون الفاضلة ......
قول الإمام السخاوي
قال هذا الإمام نقلاً من المورد الروى
في المولد النبوي لملا علي قارئ
بصفحة الثاني عشر} أصل عمل المولد لم ينقل
عن أحد من السلف الصالح في القرون
الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث
بعدها بالمقاصد الحسنة. {
قول الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز
لقد قال الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز رحمة الله عليه على إن الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه
لا يجوز ولا حتى غيره،
وهذا لأنه يعتبر من البدع
التي تكون محدثة بالدين.
وهناك سبب آخر على هذا ويكون
بأن الرسول صلاة الله عليه وسلم
لم يقم بفعل هذا الاحتفال ولا حتى
خلفائه الراشدون من بعده
ولا حتى غيرهم من
صحابة الرسول رضوان الله عليهم جميعاً.
ولا حتى التابعين لهم فهؤلاء كلهم
أعلموا بسنة رسول الله
وأكمل حباً للنبي محمد صلاة الله عليه،
لقد ثبت عن الرسول صلاة الله عليه
أنه قال “من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد“.
وقال الرسول في حديث آخر
“عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة “.
قول الشيخ محمد بن عثيمين
لقد قال هذا الشيخ رحمة الله عليه
أن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له
يتمم لنا الإيمان، ولا شك بأن
بعثة الرسول صلاة الله عليه وسلم
خير لكل الأمم والإنسانية عامة.
وقال تعالى :
قل يأيها الناس
إني رسول الله إليكم جميعاً الذي
له ملك السنوات والأرض لا إله إلا
هو يحيي ويميت فآمنوا بالله
ورسوله فآمنوا بالله ورسوله النبي
الأمي الذي يؤمن بالله
وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الاعراف158.
يجب أن يتم تعظيمه والتأدب معه
وتوقيره واتخاذه إماماً ومتبوعاً
إذا كان كذلك إلا تجاوز
ما شرعه الله لنا من العبادات.
قول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
كما أن الذي تم وروده في السنة
والكتاب لا يخفي أمر ما شرعه الله ورسوله،
والنهي عن القيام البدع في الدين،
وقال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران31.
وقال الله تعالى :
( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الانعام 153
ولقد قال الرسول صلى الله عليه :
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
، وفي رواية لمسلم يقول:
إن الذي يعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد وإن الناس تصنع بدع منكرة لهذا الاحتفال.
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
اخوتنا الكرام
نختم هذا البيان وهذه الخطبة
بأحدى تسجيلات العالم
الشيخ الألباني في مناظرة
بينه وبين احد الشيوخ حول الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
ومدى مشروعيته
فهذه المناظرة تبسط الاجابة
على كل استفهام وسؤال حول مشروعية
الاحتفال ببدعة المولد النبوي
وتبين كذلك ايضاح لكل الشبهات التى
يتحجج بها من يقول نحن نُحب النبي

ولابأس في أن نفرح لمولده ونتقرب الي الله بذلك

فيقول :
فقد سأل الشيخ الألباني محاوره
اجابة لسؤاله حول مشروعية الاحتفال بالمولد
فقال له الشيخ :
هل الاحتفال خير أم شر ...؟
محاور الشيخ :
انه خير
الشيخ الألباني :
حسناً هذا الخير هل كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وإصحابه يجهلونه
ولايعلمون ان فيه الخير ..؟
محاور الشيخ:
لا
الشيخ الألباني :
انا أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا
بل يجب أن تبادر
وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير
إن كان خيراً أو غيره على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه ونحن لم
نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق
محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً
هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء

لذكره صلى الله عليه وسلم
وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ،

نسمعها من كثير من الناس
وقرأناها في كتبهم ؛
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
حينما دعا الناس
هل دعاهم إلى الإسلام كله
أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .

الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ،

بعد ذلك فُرضت الصلوات ،
بعد ذلك فُرض الصيام ،
بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛
ولذلك امشِ أنت على هذه السنة
الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل

أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق

رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه لا يختلف فيها اثنان
ولا ينتطح فيها كبشان ،
وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

التي تؤيد هذا الكلام :
1. قوله صلى الله عليه وسلم :

( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله
إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً

وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى
فينبغي أن يكون
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟

أنا لا أريد منك أن توافق دون
أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ،
ولك كامل الحرية في أن تقول :
أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ

حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم

إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز

إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛

فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

. ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي
وغير العلوي في هذا الصدد
وهم لايستدلون بدليل سوى
أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد

أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون
على أن هذا المولد لم يكن في عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد الصحابة الكرام
ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون :

وماذا في المولد ؟
إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول :

لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ))
وهو في الصحيحين .
وقرنه صلى الله عليه وسلم
هو الذي عاش فيه وأصحابه ،
ثم الذين يلونهم التابعون ،
ثم الذين يلونهم أتباع التابعين .
وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير

نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟
هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لمن كان معه في زمانه
إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ،

فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ،
والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ،
فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم
العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛
فأنا أقول إن الدكتور
هنا أعلم من ابن سينا زمانه
لأنه جاء بعد قرون طويلة
وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن
هذا لا يزكيه عند الله
ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛
لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ،
ونحن نتكلم في العلم الشرعي
بارك الله فيك .
فيجب أن تنتبه لهذا ؛
فعندما أقول لك :
هل تعتقد أننا يمكن أن نكون
أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي
لا العلم التجربي كالجغرافيا
والفلك والكيمياء والفيزياء
. وافترض مثلاُ في هذا الزمان
إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لكن هو أعلم الناس بعلم من
هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك

العلم بل نتكلم في العلم الذي
نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ،
وكنا قبل قليل نتكلم
في الاحتفال بالمولد ؛
فيعود السؤال الآن وأرجو
أن أحضى بالجواب بوضوح
بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من

عقل وفهم أنه يمكننا ونحن
في آخر الزمان أن نكون
أعلم من الصحابة والتابعين
والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي
وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير
والتقرب إلى الله
من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ،

وهم أعلم منا بتفسير
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ،
هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن

ربما الآن أكثر من زمان
الرسول صلى الله عليه وسلم ؛
فمثلاً الآية القرآنية
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88)
فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لأحد في زمانه إن
الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟!
ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة –

أن نسجل عليك حيدةً ثانية .
يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء
، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم

وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن

حوله ليس له علاقة بالعمل ،
له علاقة بالفكر والفهم .
ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة
وأثبتنا لك أن الذين ينقلون
الآية للاستدلال بها على أن الأرض
تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق
بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون

رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة
علمية أو كونية أكثر من صحابي
أو تابعي الخ ؛
لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛
فاليوم مثلاً العلوم الفلكية
ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن
مالذي يستفيدونه من ذلك ؟
لاشيء . فنحن الآن لا نريد
أن نخوض في هذا اللاشيء ،
نريد أن نتكلم في كل شيء
يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن
الآن نريد أن نتكلم في
المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً

لكان سلفنا الصالح وعلى
رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعلم به منا
وأسرع إلى العمل به منا ؛
فهل في هذا شك ؟
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان

النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل –
إذاً هذا الخير ماكان في زمن
الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه

– وهم أعلم منا – ،
أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ -

وهذا هو القول الأقرب
والأفضل بالنسبة للقائلين
بمشروعية الاحتفال بالمولد –
فلماذا لم يعملوا به ؟!
هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي

أو تابعي أو عالم منهم أو عابد
منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به

أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا
وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول

الرسول صلى الله عليه وسلم _
فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس

محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل
أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في
سبيل الله تعالى ،
ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتلقوا العلم منه غضاً طرياً
بدون هذه الوسائط الكثيرة
التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم
، كما أشار صلى الله عليه وسلم
إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن

غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )
يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة

رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور
أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى
وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم
عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع
أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي

أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات

وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ
_ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها
ومؤمن بها ولا فرق بين عالم
وطالب علم وعامِّي في معرفة
هذه الحقيقة وهي :
أن الإسلام كَمُلَ ،
وأنه ليس كدين اليهود والنصارى
في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى :

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال :

وهي طريقة أخرى لبيان أن
الاحتفال بالمولد ليس خيراً
غير الطريقة السابقة وهي أنه لو
كان خيراً لسبقونا إليه وهم
أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن

كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول :
هل نحن جميعاً
من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له
هل نحن متفقون –
كالاتفاق السابق
أن هذا المولد ماكان في زمان
الرسول صلى الله عليه وسلم –
هل نحن متفقون الآن على أن
هذا المولد إن كان خيراً فهو
من الإسلام وإن لم يكن خيراً
فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية :

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))
لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛
فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ،

ولا تظن أني من المشائخ الذين
يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس :
اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ،
لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم
مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً .
إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير

فهو من الإسلام وإذا لم يكن
من الخير فليس من الإسلام
وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد
لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛
فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف

عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة –

لاحظ يقول بدعة واحدة وليس
بدعاً كثيرة – يراها حسنة
فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم
خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ،

ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك :

اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ

عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً .

انتهى كلامه .
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟
في القرن الثاني من الهجرة ،
أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛

لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ،
وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وعن أقوال الأئمة الذين نزعم
نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ،
بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة

يقول بلسانٍ عربيٍ مبين :
"فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛
فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ،

ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة
بين علماء يتمسكون بالسنة
وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد الصحابة
ولا في عهد التابعين
ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ،

وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين

يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك :

ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً
ولا يَصلُح آخر هذه الأمة
إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟

بإحداث أمور في الدين والُتقرب
إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى

الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي

مشروع ضد هذا الاحتفال
غير المشروع , هذا الاحتفال
المشروع كان موجوداً في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس
غير المشروع ،
مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع

عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر

في كل أسبوع مرة واحتفالهم
غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين :

أن الأول عبادة ويتكرر
في كل أسبوع بعكس الثاني
غير المشروع فلا هو عبادة
ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا

ما أنزل الله به من سلطان ،
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح
مسلم رحمه الله تعالى عن
أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى

النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ،

وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول :

كيف تسألني فيه والله قد أخرجني
إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين

شكراً لله تعالى على خلقه لي
فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود

يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون
أن صوم عاشوراء قبل فرض
صيام شهر رمضان كان هو
المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى
المدينة وجد اليهود يصومون
يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛
فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى
وقومه من فرعون وجنده
فصمناه شكراً لله ؛
فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم ))
فصامه وأمر بصومه فصار
فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه))
.
فصار صوم عاشوراء سنة

ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا

أن الرسول صلى الله عليه وسلم
شارك اليهود في صوم عاشوراء
شكراً لله تعالى أن نجى موسى
من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا
باب الشكر بصيام يوم الاثنين
لأنه اليوم الذي وُلد فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
واليوم الذي
أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين

يحتفلون بالمولد الذي
عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل
أعرف ان كثيراً منهم يصومون
يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛
لكن تُرى أكثر المسلمين
يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ،

لكن أكثر المسلمين يحتفلون
بالمولد النيوي في كل عام مرة !
أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه

بين المسلمين جميعاً وهو
صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور
المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة :

هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون

عن المولد لماذا لا يبينون للناس
أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع
بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من
الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
وصدق الله تعالى
(أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر

وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة

( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه
على قارعة الطريق لكان
فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛

فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير
كاستبدالنا المولد النبوي
الذي هو كل سنة وهو لا أصل
له بالذي هو خير وهو الاحتفال
في كل يوم اثنين وهو احتفال
مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر
في ذلك وهو أنك تصومه
شكراً لله تعالى على أن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ،
وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع ))
.
والله تعالى يقول :

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛

ولذلك أقاطعك بسؤال :
هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً :

إذا كان هناك عبادة مشروعة ،
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
ما وضع لها زمناً معيناً ،
ولا جعل لها كيفية معينة ؛
فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا
زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟
هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى :

(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ

أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ
ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا
إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه
هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً –
أشكلت عليه فقال:
إنا لسنا نعبدهم قال:
( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه
ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ،
فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

=======
(*) مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
اخوتنا الكرام
بعد أن علمنا وعرفنا أن خير القرون
الاولى هي افضل القرون وأقربها للتقوى
وحُب النبي صلى الله عليه وسلم
ولسُنته وهديه وطريقته المُثلى
فلم يغيب عنهم أي امر فيه خير لهم
في الدنيا والاخره الا فعلوه واخذوا اوامره
من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم
الا بدعة المولد ومايحدث فيه ومايقال عنه وحوله لم يأخذوه من احد ولم يعملوه ولم يفكروا حتى فيه
لانهم ببساطة يعلمون أكثر
من هذه القرون المتأخرة
ان لا فائدة فيه ولا خير فيه
ولو فيه جزء من خير
لفعلوه ...............
فهل نتعض نحن في هذا الزمان ونلتزم
بمنهج وسُنة وطريقة
النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام .....
أم نتبع شهواتنا وأفكارنا الضالة واتباع
أأمة الضلال والكُفر في اباحة ماليس من السُنة
ولا من عمل الصحابة بحجج واهية
هنا أستطيع أن اقول لكم
إن كنتم تحبون الله ورسوله فلا
تحتفلوا ببدعة مولده صلى الله عليه وسلم
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/129137936.jpg
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا
ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك
صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها


[/frame]

الرابط الأصلي للموضوع : http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=39111

اندبها 12-24-2021 06:29 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله

( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
ولتشريعاته التى أتى بها مُرسلاً من
الله تبارك وتعالى كنبي ورسول
ومبعوث رحمة للعالمين فلم يجعل
رسولنا صلى الله عليه وسلم المنابر مكان للدعوة لغير الله
ولا لٍاحداث الفِتن والصراعات الطائفية والقبلية
ولا للدعوة لأشخاص يُرجى منهم
المطامع الشخصية الدنيوية
ولا لسب وشتم ولاة الامر من امراء
وملوك ورؤساء بلداننا ولا الدعوة
للخروج عليهم كما تفعل فئة من الخوارج
( القواعد ) الذين يقعدون على المنابر
ووسائل الاعلام
يدعون للخروج على الحكام
وتكفيرهم وتكفير كل من يختلف معهم....
من على المنابر والوسائل الاعلامية المختلفة...
بل جاءت المنابر لتكون مكان ومصدر
للدعوة والأصلاح والنُصح والأرشاد
في السلوك العام والخاص من نهي عن مُنكر
وأمر بالمعروف ....
بالكلمة الطيبة النظيفة
ولقضاء حوائج
المسلمين من فهم عقيدتهم وبيان صلاحها
وكيفيه فهمها الفهم الصحيح
الذي لا يخالطه زيغ ولا اباطيل ولا شبهات
بدون الدخول في مطبات الفلسفة والهرطقة
والنقاشات الجدلية التى تزيد من حِدّة التفرق
بين المسلمين في مابينهم .....
فقد جاء في كتابه العزيز الذي لايأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قوله جلاّ في عُلاه :
( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا
مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) الجن 18
وفي سؤال للشيخ العلامة إبن باز ( رحمه الله )
وهذا الشيخ لمن لايعرفه
فهو أحد العلماء المعتمدين من أهل السُنة والجماعة
عن دور المنابر في الدعوة لله فقط دون غيره
فقال السائل :
شيخ عبد العزيز ! رسالة المساجد
ورسالة المنبر في الإسلام رسالة يكتب
عنها كثير من إخواننا المستمعين،
البعض منهم يقول:
لقد انحرف الناس بالمنبر
عن رسالته، وآخرون يقولون:
لقد حرمنا من أعز بقاع الأرض
وأطهرها بيوت الله
فلا نستطيع الجلوس فيها
ولا المذاكرة ولا الدراسة،
وآخرون أيضاً يقولون:
لقد استخدمت المنابر لغير
الدعوة إلى الله فهي تدعو
إلى يوم كذا وحزب كذا وهلم جرا.
يمثل هذه القضايا سماحة الشيخ أخوان
من الجزائر يسألون
عن هذه القضية سماحة الشيخ،
وأعتقد أن الموضوع يهم جميع
المسلمين فلو تكرمتم بمعالجته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه
على وحيه؛ نبينا وإمامنا
وسيدنا محمد بن عبد الله،
وعلى آله وأصحابه
ومن سلك سبيله واهتدى
بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا ريب أن المسجد والمنبر هما الوسيلتان
القديمتان في توجيه الناس إلى الخير،
وتعليم الناس ما ينفعهم
وتبليغ الناس رسالة ربهم
سبحانه وتعالى،
وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام
يبلغون الناس رسالات الله،
ويعلمونهم شريعة الله،
هكذا بعث الله الرسل من
آدم عليه الصلاة والسلام
ثم نوح ثم من بعدهم من الرسل،
كلهم بعثوا ليبلغوا رسالات الله
من طريق المساجد والمنابر،
سواء كانت المنابر في المسجد
أو في غير المسجد،
وسواء كان المنبر مبنياً
أو غير مبني، فقد يكون المنبر
ناقة أو فرساً أو غير ذلك من الدواب
التي تركب، قد يكون المنبر
محلاً مرتفعاً تبلغ منه رسالة الله.
فالمقصود أن الله جل وعلا شرع لعباده
أن يبلغوا رسالات ربه، وأن يعلموا الناس
ما بعث الله به رسله من كل طريق،
ولكن المنبر والمسجد هما أهم طريق،
فرسالة المسجد رسالة عظيمة،
يجب على جميع العلماء
ومعلمي الناس الخير أن يعنوا بها،
وأن يعيدوها إلى حالها الأولى،
وأن يفقهوا الناس في دينهم
من طريق المسجد؛ لأنه مجمع
المسلمين في الجمع وغيرها.
ولا يجوز لولاة الأمور ولا غيرهم
أن يحولوا بين الناس وبين هذه المنابر
إلا من علم بأنه يدعو إلى باطل فإنه
يمنع أينما كان، أما من دعا إلى الحق والهدى
فالواجب أن يشجع وأن يعان،
وأن تسهل له الوسائل التي يبلغ بها أمر
الله وشرعه سبحانه وتعالى.
بل التبليغ مطلوب في كل مكان،
حتى ولو كنت في الطريق تمشي مع أخيك
أو مع إخوانك، حتى ولو كنت على
مائدة تأكل منها مع إخوانك تبلغ
رسالة الله في أي مجتمع وفي أي مكان
تستطيع التبليغ عليك أن تبلغ.
والله جل وعلا يقول
( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)النحل:35
، ويقول سبحانه:
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
)المائدة:67
ويقول الرسول ï·؛:
بلغوا عني ولو آية
ويقول عليه الصلاة والسلام:
نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها
ثم أداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع.
وكان إذا خطب الناس عليه الصلاة والسلام يقول:
فليبلغ الشاهد الغائب
ولما خطب الناس في عرفات
في حجة الوداع في أعظم جمع
لما فرغ من خطبته قال:
فليبلغ الشاهد الغائب،
فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال:
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت
ونصحت، فجعل يرفع إصبعه
إلى السماء ثم ينكبها إلى الناس ويقول:
اللهم اشهد، اللهم اشهد
هكذا يقول عليه الصلاة والسلام،
وهكذا يشجع الناس على البلاغ والبيان.
فأي طالب علم منّ الله عليه بالعلم،
وكل عالم فتح الله بصيرته ، وجب أن يستغل
ما أعطاه الله من العلم،
ويستغل كل فرصة تمكنه فيه الدعوة
حتى يبلغ أمر الله، وحتى يعلم الناس
شريعة الله، وحتى يأمرهم بالمعروف
و ينهاهم عن المنكر، وحتى يشرح لهم
ما قد يخفى عليهم مما أوجب الله عليهم
وحرم عليهم، هذا هو الواجب على جميع
أهل العلم فهم خلفاء الرسل وهم ورثة الأنبياء
فعليهم أن يبلغوا رسالات الله، وعليهم
أن يعلموا عباد الله شريعة الله،
وعليهم ينصحوا لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم
.( أنتهى كلام الشيخ بن باز... )
الاخوة الكرام
من هنا بعد ما تم بيان ما دور المنابر
في الاصلاح والارشاد والتوعيه والنُصح
نتحدث في هذه الجمعة عن موضوع
في غاية الأهمية وأهميته تكمن في أن الله
سبحانه وتعالى أوضحه لعباده المؤمنين به
من وجوب العمل بما نقول ، إن اردنا أن نكون
دُعاة لشرع الله وناصحين لأخوتنا المسلمين
ونحرص أشد الحرص في أن نكون
مستحقين المكانة والموضع الذي وضعنا فيه أنفسنا
لنكون دُعاة للخير والصلاح ....
فإن أردنا ذلك فوجب علينا ان نحرص لنكون قدوة
حسنة لكل من نعمل على نصحهم وأرشادهم
وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم
لنكون خير مثال يُحتذى به وتطبيق عملي على
مانقوله لهم من نصح وارشاد
وبذلك نكون قدوة حسنة
لكل من يتلقى النصيحة والارشاد من أفواهنا....
أما ان ننصح ونرشد ونقف على المنابر
خطباء ناصحين مُرشدين
سوى كُنّا من رواد المنابر في المساجد أو كُتّاب في
المرابع الثقافية أو المنتديات
وفي الوقت نفسه
لانعمل بما نقول وكأن الامر
لايعنينا من قريب أو بعيد ........
هنا نكون قد دخلنا لموضع شبهه وشك ونفاق
وربما تنطبق علينا ايات الله التى تقول
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وكذلك الاية الكريمة التى توضح
أن العمل لابد أن يقترن بما نقوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
فموضوع الخطبة ليس موجهاً لشخص بعينه
ولا بحالة خاصة في هذا المنتدى بعينها ....
فالكل يعرف ويعي الحلال من الحرام
والمصداقية من الكذب والنفاق...فالكل معروف
ولا تخفى على القارئ والمُطلع خافية ....
فالكل قرأ الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة
على تحريم الصور وتعليقها ونشرها ومعى ذلك
يستمرون في الاهتمام بها وتركها تتحدث بأسمهم ..!!!
ولكن الموضوع هو تذكير لي ولكم ولكل من
أختار أن ينصح ويرشد ويصلح حال الأخرين
اذا هو تذكير وبيان عام يختص
بمن ينصح الناس ويرشدهم سوى على المنابر
في المساجد أو في أي مكان يكتب فيه
مثل المنتديات والمرابع الثقافية
لفعل الطيبات
فطالما هو نصح الناس وتكلم
فقد اصبح قدوة لهم ومثال على مصداقيته
وصدقه وحُبه لأصلاح أحوال من يحبهم
أما أنه لايبالي بما يقول ولا يطبقه على نفسه
أولاَ...ولايهتم بمن ينظر له كقدوة حسنة ...
هنا سيقع تحت طائلة الآية الكريمة:
(1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
(2) تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
(3) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
(4) أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف
وهو ذاته واقع في الخبائث
وبيان موقف الأسلام والتشريع منه
كالذي ينصح الناس على الصلاة
وهو لايصلي وينصح الناس
بعدم اتباع النصارى في اعيادهم
وهو يحتفل مثلهم باعياد الميلاد
ويوقد الشموع ويزين اشجار اعياد الميلاد
في بيته بمختلف انواع الزينات
والذي يكتب وينقل النصائح الدينية
وهو يرتكب التحريم ويتخذ من صور فُساد هليووود
وبوليووود والعربيات ملصقات
وشعاراًت له تتحدث بأسمه......
أو كالذي ظهر علينا في التلفاز وعلى المباشر
يغني لأم كلثوم
( لسه فاكر )وهو مُرتدي عمامة الأزهر
وحجته في ذلك ان الغناء مثل ماتقول التصارى
غذاء الروح ...فلا بد أن يروح الانسان عن نفسه !!!!!!
فهل أصبح في زمننا هذا نجوم الغناء
والرقص والدعارة العاريات الكاسيات
هُنّ وهم من يغذون أرواحنا بأغانيهم...؟
وهل أقتدينا بهذا المُعمم الذي يغني
وجعلناه قدوة لنا لمزيد من الأبتذال
وهجر القرآن الكريم غذاء الروح الفعلي
وأستبدلناه بالمعازف والاغاني ...؟
فأي قدوة هذا يستحق ان تقتدي به الناس ...؟
https://j.top4top.io/p_2158fji7r1.gif
فالذي يحاول بقدر استطاعته وبما اتاه الله
من علم ومعرفه بخبايا النفوس وما تحمل
أن ينصح اخيه أو اخته من داخل المجتمع المسلم
لابد أن يكون قدوة للمنصوح الذي تلقى
النصيحة والارشاد والتوجيه حتى يتعلم
من سمع النصيحة والشرح والبيان من تحذير
ومن نُصح ومن إرشاد وتوجيه
فالمسلم البسيط ( العامي ) يحتاج الى القدوة
الحسنة ليجتهد في إصلاح نفسه وسلوكه سوى
في المعتقد أو في جميع مايختص بحياته الشخصية
وعندما يقول له المُرشد والناصح والمهتم بالاصلاح
أن القدوة الحسنة هي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الابرار
والتابعين لهم بأحسان والمُتخذين كتاب الله
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهج وطريق
ووسيلة لرضى الله عزوجل
هنا ينظر الانسان البسيط العامي الذي لم يتحصل
على نصيب من العلم والمعرفة
بامور دينة
ينظر للناصح هذا بمنظار القدوة الذي يتعلم
منه ماغاب عنه
عن طريق دروس عملية ......
تماما كما كان يحدث للصحابه الابرار
رضوان الله تعالى عليهم
فكانوا المسلمين الأوائل يستمعون

للرسول صلى الله عليه وسلم
بقلوبهم وأفئدتهم لبيانه صلى الله عليه وسلم
ويأخذون هديه ونصائحه
وارشاده لهم ، يتخذونه كواجب مُلزم التنفيذ
لانه صادر من نبي ورسول بعثه الله سبحانه وتعالى لهم
وكذلك لفهمهم النصوص القرآنية الدّالة على
اتباع ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مثال ذلك
قوله سبحانه وتعالى :
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فكانوا رضوان الله تعالى عليهم يستمعون ويفهمون
ويقتدون به صلى الله عليه وسلم في كل افعاله واقواله
فكان صدقه صلى الله عليه وسلم

وإيمانه وعزمه وخُلقه وأخلاقه
التى اشتهر بها بين قبيلته قبل البعث ،
كانت وسيلته لأقناع ونشر الدعوة بين الناس
لان الله سبحانه وتعالى بين وأوضح ان شروط القبول
هو المصداقية والصدق في النصح والارشاد
وتطبيق مايتم قوله لهم بالعمل ليتطابق مايتعهد به
ويتكلم عنه وينصح به ويرشد عليه ،
فأوضح سبحانه وتعالى في سورة كريمة
أعدها العلماء من السور القرآنية العظيمة
وهي سورة الصف حيث قال تعالى:
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
وفي شرح هذه الآيات
للعلامة إبن كثير ( رحمه الله ) قال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
هو إنكار على من بعد عدة ، أو يقول قولاً لايفي به ،
ولهذا إستدل بهذه الآية الكريمة من
ذهب من علماء السلف ، الى أنه يجب
الوفاء بالوعد مطلقاً ، سواء ترتب
عليه غرم الموعود أم لا ...
واحتجوا أيضا من السُنة بما
ثبت في الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
آيات المنافق ثلاث : اذا حدث كذب
واذا وعد أخلف واذا أٌتمن خان....
وايضاً جاء في الحديث
الصحيح الاخر قوله
صلى الله عليه وسلم : أربع من
كُن فيه كان كان منافقاً خالصاً،
ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة
من نفاق .. حتى يدعها ...( صحيح البخاري ) أ.هـ
https://j.top4top.io/p_2158fji7r1.gif
فالذي يدعوا الناس للخير ولا يعمل به
ويدعوا للتوحيد وعبادة الله وحده وعدم اتباع
البِدع والضلالات ومن جه اخرى نراه يتبرك
بالقبور ويحتفل بالموالد كالنصارى
وكأن الذي ينصح به الناس لايشمله هو....
هنا اخوتنا الكرام
قد اوقع هذا الداعية أو المُصلح أو المهتم
بالشأن الديني الدعوي التربوي فوق المنابر
أو على دكة المرابع الثقافية والمنتديات
كأنه اوقع نفسه في دائرة المنافقين
الذين يقولون ما لا يفعلون ,,,,,
عندها سيفقد مصداقيته بين من ينصحهم
وإن فقدها فا بالطبيعي لن يستمع له احد
ولن يأخذ منه احد نصيحة ولا ارشاد ولا عِلم
لانهم تبينوا أن المُصلح والمُرشد والناصح
لايعي مايقول ولم يقتنع هو بما يقوله لهم
من هنا يبدأ الشك في كل كلامه لانه لم يكن
قدوة حسنة يتعلمون منه عملياَ امور دينهم
ففي هذا الزمان والله المستعان
يكثر الناصحون والمرشدون وأنصاف العلماء
بالنصح والارشاد للاخرين
دون أن ينتبهوا لسلوكهم الخاص بهم
والذي لايطابق ما ينصحون به وما يتكلمون عنه
وكأن النصيحة او نشر العلم للاخرين فقط
وليس له هو ....
والسؤال هو لماذا يفعلون ذلك
أي يقولون مالا يفعلون ....؟
الاجابة بسيطة وهي أنه أراد من فعل ذلك
عدة نقاط اهما:
أنه يريد أن يكون مُثار انتباه الناس وتحت انظارهم
لأشهار نفسه وتعبئة نقيصة لايستطيع أن يملأ فراغها
الا بالظهور بمظهر المُصلح التقي الورع الناصح
للكل ,,,,في الوقت نفسه لايقبل نصيحة من أحد...
وثانيا ليختبر الذين تلقوا نصائحه في هل يقتنعوا
بما لم يقتنع به هو أم لا ....
والنقطة الاخيرة وهي خطيرة
في أنه يريد أن يزعزع مكانة المُصلح والناصح
والمُرشد لتسهيل وتمييع التشريعات
والأوامر التى أتى بها الشرع
حتى يجعل كل الدُعاة والمصلحين الحقيقيين
جنبا الى جنب مع المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون
حتى تُقام الحُجة للمتنطعين الذين يحاربون الله ورسوله
فمثلاً الذي ينصح الناس ويكتب في المرابع الثقافية
ويتحدث بأستمرار عن السُنة النبوية وتطبيقها
وفي الوقت نفسه نراه مُبتعد عن ما يتحدث عنه...
أو كالتى تتغزل في السُنة وتمدحها في كل موضوع تكتبه
وهي تترك أمر جاء به القرآن الكريم وأيدته السُنة
بأحاديث صحيحة ثابته وقوية
مثل نشر الصور وتأييد نشرها...
وكأنه وضع نفسه خارج نطاق الشبهات
وهنا المتلقي للنصيحة ينظر لصاحب النصيحة
ويتعلم منه ويسترشد بما يقول عملياً
ليزداد فهم وتثبيت ماسمعه منه...
ولكن يفاجأ المسلم البسيط بأن الذي نصحه
وارشده لم يعمل بما ينصح به الاخرين....
وكأن هذا الناصح او المرشد او الداعيه
لاتهمه نفسه ولا نفوس من يستمعون له
ويقتدون به وبما يقول ....
ولا خوفاً من أن ينتقدوه في دينه ...
فيظهر للاخرين في كل مكان أنه صاحب
رأي ومشورة وناصح امين
سوى في المساجد أو المرابع الثقافية
من منتديات وغيرها .....
وحين يدقق المسلم الذي يحتاج للنصح
والتوجيه ، في سلوك هذا الداعية أو هذا الناصح
الذي يتربع على كرسي المنابر وعلى ديوانيات
المجتمع وعلى المرابع الثقافية والمنتديات الاسلامية
والاقسام الاسلامية في المنتديات الغير متخصصة
يجده لايعمل بما يقول .....
وهنا المتلقي يرفض كلام هذا الناصح او الشيخ
او العالم ، حتى وان أتى بعلم صحيح
الا ان سلوكه الشخصي غير مطابق لما جاء به
وهنا مصداقيته أصبحت غير مقبوله
اي بمعنى انه أصبح منافق يقول مالا يعمل ....
https://j.top4top.io/p_2158fji7r1.gif
اخوتنا في الله
نعم هذا صحيح وقد حدث معي
شخصياً في احد المنتديات الاسلامية الخاصة
والتى يملكها أحد الدعاة المشهورين على الساحة
لانه هناك فرق بين المنتديات الدينية المتخصصة
وبين المنتديات البسيطة الاجتماعية
فالخاصة كل مايُكتب فيها يُحاسب عليه
صاحب المنتدى او العالم او الشيخ الذي يدعوا
من على منبره ومنتداه
لان المنتدى كله يُعتبر قدوة ومثال لكل قاريء
لان صاحب المنتدى خارج نطاق الشُبهه
وليس المنتديات العامة الاجتماعية
التى لايغلب عليها الطابع الديني المتخصص
هذه يُحاسب عليها فقط فئة معينة
وهي التى تكتب فيها
والمسؤولة عن الاقسام الاسلامية فيها
لانها تنصح وترشد كل الاعضاء والزوار
من خلال ما يتم كتابته أو نقله....
فالذي يقوم بهذا الامر
فقد وضع نفسه في موضع القدوة
الحسنة لبقية الاعضاء....
المهم اخوتنا الكرام
هذا المنتدى الخاص بأحد الدُعاة
والمصلحين المشهورين والذين
لايمشون في الطريق الا بحراسات وجيش جرار من
المريدين لفكره وسلوكه العام
والذي يعتبره البعض قدوه ومثال يُحتذى به
وهنا تكمن المشكلة وهي ( اختيارهم له كقدوة لهم )
ففي فترة من الفترات كنت
مشرف على الاقسام الادبيه في احد هذه المنتديات
ذات الصبغة الدينية المتخصصة
والتى تحمل اسم أحد الدعاة المشهورين
والذين أسميهم ( الدُعاة السوبر ستارز )
الذين يفتون ولايتقيدون بما
يدعون اليه ....
المفترض ان تكون محترمة وذات رسالة
دينية واضحه المعالم في الدعوة لله
فقط لا لغيره....
فكان أول ما أبهرني اني قرأت حديث
شريف صحيح يتكلم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
عن نشر الصور ذات الروح
من خلال ماروته السيدة عائشة رضي الله عنها
والذي ورد
في صحيح البخاري رحمه الله
قولها بعد أن اشترت
نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ،
فَلَمَّا رَآهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قَامَ علَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ،
فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكَرَاهيةَ،
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُوبُ إلى اللَّهِ
وإلَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
مَاذَا أذْنَبْتُ؟
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما بَالُ هذِه النُّمْرُقَةِ؟ قُلتُ:
اشْتَرَيْتُهَا لكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وتَوَسَّدَهَا،
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنَّ أصْحَابَ هذِه الصُّوَرِ
يَومَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ،
فيُقَالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ،
وقالَ: إنَّ البَيْتَ الَّذي فيه الصُّوَرُ
لا تَدْخُلُهُ المَلَائِكَةُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين |
المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

والحديث الاخر الذي رواه
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه:
هو ايضاً يختص بالصور
وهو حديث صحيح راه البخاري وصححه الألباني
عن عبد الله بن مسعود أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المصَوِّرونَ
الراوي : عبدالله بن مسعود |
المحدث: الألباني | المصدر : غاية المرام
فقلت في نفسي هذا طيب طالما
ان هناك تنبيه في اعلى الصفحة الرئيسية
من أن الصور الشخصية للاعضاء ممنوعة
منعاً باتاً لانها حرام بنصوص صحيحة
واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالفعل لم اجد احد من الاعضاء من
يتخذ صور الفنانين والفنانات
شواذ وعاهرات النصارى والمجوس ....
صوراً شخصية لهم
ولكن الذي حز في نفسي اني رأيت
صورة بالحجم الكبير لصاحب المنتدى
والذي هو داعية مشهور
في واجهة المنتدى
( وانا هنا حجبت أسمه لاني اتحدث عن حالة وممارسة وليس الطعن فيه وفي شخصه بل اتحدث عن مكانته كداعية وفشله في أن يكون قدوة حسنة )
فهو مشهور ويعتبر من مشاهير الاذاعات
وهو من الذين عارضوه علماء السُنة والجماعة
على بعض فتاويه وسلوكه الشخصي ...
فقلت اصبر قليلا حتى اعرف منهج وفكر
هذا المنتدى ولأتعرف على من له الكلمة لكي
اقول رأيي في ما أرى من تجاوزات...
فلم أبرح قليلاً حتى تم وضعي كمراقب للأقسام الادبية
فقلت هذه فُرصة لأتحدث مع اصحاب القرار...
فأستغربت الامر وقلت كيف ينصح
ويبين الحلال من الحرام في نشر الصور وتعليقها
ومن ناحية اخرى يضع صورته الشخصية في الصفحة
الرئيسية للمنتدى الخاص به ...
هنا شعرت أن هناك امر خاطيء
فكيف بمن يقتدون به ويجعلونه امامهم
ويستمعون له ولخطبه ودروسه وجولاته المكوكية
في اوربا وبين الجاليات العربية المسلمة
وهو يجعل كلمات مثل السُنة النبوية واهمية تطبيقها
مكررة في كل احاديثه ولقاءته ومحاضراته
في الوقت نفسه لايعمل بما يقول
فكيف بهم وهم يرونه يرتكب حرام
ولايهتم للنهي والتحريم
بالتأكيد سوف يسقط من عيونهم
ولايهتمون بما يقوله حتى وان كان صحيحاً
لانهم شاهدوا بأعينهم عدم مصداقيته ونفاقه ...
فقلت في نفسي لن اسكت
وسوف اتحاور مع المراقبين
أو المشرفين او حتى من ينوب على صاحب المنتدى
لأقول له اتقى الله في نفسك
فكيف تضع احاديث صحيحة عن تحريم الصور والتصوير
في الوقت نفسه صاحب المنتدى الداعية المُبجل
يضع صورته جهارا نهارا اما م الكل
https://j.top4top.io/p_2158fji7r1.gif
والخطورة تكمن اخوتنا الكرام
في أن الذين يقتدون به سيجدون حُجة
لفعل مايريدون ويفعلون مافعل شيخهم ...
وحينما تنصحهم وتقول لهم هذا حرام
وفيه احاديث صحيحة واردة
عن سيد الأمة صلى الله عليه وسلم
سيقولون لك نحن قدوتنا هذا العالم الجليل وسنفعل
مثل مايفعل لانه افقه منّا واعلم منّا بالحلال والحرام...!!!!
وبالفعل تحاورت مع مراقب المنتدى أو الوكيل
بهذا الامر فقال لي وبصراحة
هذه سياسة المنتدى وهو منتدى خاص بهذا
الداعية ونحن نعلم بأنه يناقض نفسه
في انه يحرم على الناس ويحلل لنفسه مايريد
ولكن لانستطيع ان نفعل شيء
فكل المنتدى لايتحدث الا عن جولات
ومحاضرات وزيارات هذا الداعية فقط
ولا يوجد مواضيع تختص بالعلماء الاخرين....
وبالتحديد علماء السُنة والجماعة
الذين يعارضون هذا الداعية ....
هنا تبادر لذهني قول الله سبحانه وتعالى
والذي ينطبق على هذا الداعية
والذي يقول :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وفي تفسير هذه الآية
للعلامة الامام ابن كثير رحمه الله قال:
يقول تعالى : كيف يليق بكم
يا معشر أهل الكتاب ،
وأنتم تأمرون الناس بالبر ، وهو جماع الخير
أن تنسوا أنفسكم ،
فلا تأتمروا بما تأمرون الناس به ،
وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب ،
وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر الله ؟
أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم
فتنتبهوا من رقدتكم ، وتتبصروا من عمايتكم
. وهذا كما قال عبد الرزاق عن معمر ،
عن قتادة في قوله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
قال : كان بنو إسرائيل يأمرون الناس
بطاعة الله وبتقواه ، وبالبر ، ويخالفون ،
فعيرهم الله ، عز وجل . وكذلك قال السدي .
وقال ابن جريج : ( أتأمرون الناس بالبر ) أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ، ويدعون العمل بما يأمرون به الناس ، فعيرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة .
وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد ،
عن عكرمة أو سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس :
( وتنسون أنفسكم ) أي
تتركون أنفسكم ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
أي : تنهون الناس عن الكفر بما عندكم
من النبوة والعهد من التوراة ، وتتركون أنفسكم ،
أي : وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي
إليكم في تصديق رسولي ، وتنقضون ميثاقي ،
وتجحدون ما تعلمون من كتابي .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس في هذه الآية ،
يقول : أتأمرون الناس بالدخول
في دين محمد صلى الله عليه وسلم
وغير ذلك مما أمرتم به من إقام الصلاة ،
وتنسون أنفسكم .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية :
هؤلاء اليهود إذا جاء الرجل يسألهم عن
الشيء ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء
أمروه بالحق ، فقال الله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون
أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع
ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم ،
حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ،
وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر
مع تركهم له ، بل على تركهم له ،
فإن الأمر بالمعروف [ معروف ]
وهو واجب على العالم ،
ولكن [ الواجب و ] الأولى بالعالم
أن يفعله مع أمرهم به ، ولا يتخلف عنهم ،
كما قال شعيب ، عليه السلام :
( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) [ هود : 88 ]
وهناك اخوتنا الافاضل
من يقول أن هذه الآيات جاءت في بني اسرائيل
فردّ عليهم الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
فقال:
س: الآية خاصة في بني إسرائيل عامَّة
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)البقرة:44
ج: الحكم عام، الله ذكر لنا ذلك حتى
نحذر صفاتهم الذميمة، مثلما قصَّ علينا
أخبار الماضين، قصَّها
علينا لنحذر الشر ونفعل الخير.( أ . هـ )
فقلت له هذا فراق بيني وبينكم
وبالفعل تركت المنتدى لاني شعرت كأنسان بسيط
ان هناك نفاق وضحك على ذقون المترددين
على هذا المنتدى وأهله والمشرفين عليه....
وليس لأني كامل أو ليس لي اخطاء
أو أني اضع نفسي في مقام الكمال والنزاهة والتقى
وأني اختلف على جميع الناس ...
بل هي غضبة لله شعرت من خلالها
أن هذا الداعية ليس من حقه
أن يقول ولايفعل مثل مايقول لانه مسؤول عن
الذين يقتدون به ...وهنا شعرت بالخطر...
لان هذا المنتدى وصاحبه يعتبره البعض
قدوة لكل من يدخل اليه فيقتدي بهذا الداعية
أما لو كان منتدى اجتماعي تواصلي بسيط
فأمر الدعوة فيه هي مجاهدة ومحاولة للأصلاح
على قدر الاستطاعة وبالطبيعي ستكون فيه
اخطاء ولكن مع الصبر والتفاني في النصح سينجح
من يدعوا لله في هذه المرابع الثقافية ....
اخوتنا الكرام
على ذكر الصور والتصوير
والذي استشهدت بهذا الامر لأبين ان
الكلام والنصح والارشاد شيء والعمل بما يتم النصح به
شيء اخر وأن القدوة في هذا المجال مفقوده
والمصداقية للناصح والمُرشد مفقوده
وفي الحقيقة مشكلة الصور والرسومات
اصبح الكل يعلم انها حرام وهناك تشديد
في تحريمها ....ولكن الكل يفعلها
ومن اراد الرجوع لما قاله صلى الله عليه وسلم
في هذا المجال فهناك اكثر من خمسة عشر
حديث صحيح يبين تحريم الصور والتصوير
ولكن ليس مجاله ولا التوسع فيه الان في هذا الموضوع
وربما سأفرد له خطبة اخرى مختصة بهذا التحريم ...
ولكن المهم هو موضوع هذه الخطبة
وهي القدوة الحسنة للداعية
والعمل بما يُنصح به ......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على الشروط الواجب توفرها
في الداعي او الداعية الي الله
والمقصود بالداعي او الداعية
هو الشخص الذي يجد في نفسه القدرة
على النصح والارشاد وبيان مواطن الاصلاح
والنهي عن المنكر والامر بالمعروف
بطرق لينة حكيمة طيبة فيها الرفق واللين
حتى يكون قدوة لكل من ينصحهم ويرشدهم
فيتعلمون منه وياخذون على يديه الطيبات
وهم مطمئنون على سلامة نيته ومقصد وثبات سريرته
فلا يجدون فيه نفاق ولا رياء ولا حُب للشهرة والظهور
بمظهر المُصلح الذي لايُشق له غبار
وهو في حقيقة الامر مُرتكب لما ينهى عنه .....
والصفات التى اشاد بها العلماء
والواجب توفرها في من يدعوا لله سبحانه وتعالى
هي:
1 الإخلاص:
هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى
بها الداعية ليقبلَ الله عملَه
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمالُ بالنياتِ) [صحيح البخاري]،
وإن ابتغى بدعوته جاهاً أو شهرةً
أو مالاً فقد ذهبتْ هباءً منثوراً.
بالإخلاص يكتب الله التوفيق
والسداد للداعية ويكافئه أيضاً بإصغاء الناس
لحديثه وقبول دعوته.
2 الصبر:
يجب أن يعلم الداعية إلى الله أنّ
استقطاب الناس ليس بالأمر السهل
فربما يجد الإعراض والنفور
والصدود وحتى الأذى والعِداء،
وهذا من ابتلاء الله تعالى للدعاة
واختبار مدى صدقهم وحبهم لله
واستعدادهم لخدمة دينهم،
فلو استجاب الناس بسرعة
لما ظهر صدق الداعية واستعداده
لخوض المصاعب من أجل ربّه.
العلم الصحيح: لا يمكن نجاح
الداعية الجاهل غيرِ المتفقّه بأمور الدين
، إذ يجب طلب العلم الشرعيّ
ليستطيعَ الداعية إيصاله للناس.
كذلك يجب أن يكون الداعية على بصيرة
بالأحكام الشرعية بحلالها وحرامها،
وعلى بصيرة بالأشخاص الذين
يدعوهم من خلال معرفة أحوالهم،
وعلى معرفة أيضاً بالدعوة ووسائلها
وأساليبها. إن لم يكن الداعية متبصّراً
بهذه الأركان الثلاثة فربما يُخفق في
دعوته. التّحلي بالأخلاق الفاضة:
من صدق، وأمانة، وعفو، وحِلم،
وكرم، وحسن معاشرة. فهذه صفات
الداعية الراقية التي تحميه من نفور الناس.
3 القدوة الحسنة:
يجب أن يكون
داعية إلى الله بأفعاله قبل أن يكون
داعية بأقواله؛ كي يتأسى الناس به ويتقبّلوا
دعوته. فكيف لداعية أن يطلب من
الناس تطبيقَ أمرٍ هو نفسه لا يطبّقه.
4 عدم الانتقام للنفس:
فلا يغضب إلا لله،
ولا ينفعل إلا إذا انتُهِكت حرمات الله.
وهذه كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
5 التواضع:
صفة يجب أن يتصف بها الداعية قبل
أن يدعو الناس إلى تطبيق
دين الله تعالى، فالناس تنفر
من المتكبر ولا تستجيب له،
كذلك فإنّ الله تعالى لا يوفق الداعية
الذي في قلبه كِبر.
6 الرفق بالمدعوين:
والرحمة بهم ولين الجانب معهم.
كما يجب عليه التعايش معهم
والتقرّب منهم لمعرفة همومهم
ومشاكلهم. حمل هم الأمة: والدعاء لها بالخير.
https://j.top4top.io/p_2158fji7r1.gif
إخوتنا الكرام
اخواتنا الطيبات
وهذه محاورة
جرت مع احد علماء السُنة والجماعة
العالم الفقيه الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
وهو يتحدث عن النصيحة والاقتداء
بالناصح من قِبل المنصوح ....
المحاور :
ماقولكم في من ينصح الناس ولا يعمل بما ينصح به
وكذلك الآيات الكريمة
مثل قوله تعالى:
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) البقرة:44،
وقال تَعَالَى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف:2، 3،
وَقالَ تَعَالَى إخبارًا عن شعيبٍ ï·؛
) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )هود:88.
والأحاديث الشريفة الصحيحة الواردة
في هذا الشأن وفي الحديث الشريف عن
أَبي زيدٍ أُسامة بْنِ زيد
بن حَارثَةَ رضي اللَّه عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ï·؛ يَقُولُ
: يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيامةِ فَيُلْقَى في النَّار
فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فيَدُورُ بِهَا
كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحى،
فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ:
يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأْمُرُ
بالمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ؟!
فَيَقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بالمَعْرُوفِ
وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ
( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ).
اجابة الشيخ أبن باز قال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات مع الحديث الشريف
فيها التغليظ بحقِّ مَن أمر بالمعروف،
أو نهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله،
وفعله قوله، وأنَّه على خطرٍ عظيمٍ
من عقوبة الله جل وعلا،
يقول الله جل وعلا مُعاتبًا بني إسرائيل:
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44
، يُعاتبهم ويحثُّ أمة محمدٍ على
مخالفتهم في هذا،
وأنَّ الآمر بالمعروف يُسارع إلى
المعروف، والناهي عن المنكر
يُسارع إلى تركه، هذا هو الواجب،
فمَن خالف هذا فقد بارز الله بالمحاربة
ولهذا يقول سبحانه لهم مُعاتبًا
: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَيعني:
كتاب الله التوراة،أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم؟!
فكون الإنسان يأمر بالمعروف ويُخالفه،
وينهى عن المنكر ويرتكبه
أين العقل؟! أين الدِّين؟
! أين المروءة؟! أين الحياء؟!
ولهذا قال: أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم حتى بارزتم الله
بهذا العمل الشنيع؟!
ويقول سبحانه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ م
َقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )
الصف:2، 3
يعني عظم عند الله هذا العمل، ويمقتكم عليه
ويبغضكم عليه، أن يقول الإنسان خلاف ما يفعل
ويفعل خلاف ما يقول، فيأمر الناس بالخير
، وينهاهم عن الشر، ثم يقع في الشر
ويترك الخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويقول جل وعلا عن شعيب
عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه:
( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) هود:88
، لما أمرهم ونهاهم قال:
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ
، فالأنبياء يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر،
ولا يخالفون ذلك، بل يفعلون المعروف
ويأتونه، وينهون عن المنكر
ويتركونه، هكذا الأنبياء والصالحون.
فمَن فعل المعروف وترك المنكر فهذا
هو المتبع للأنبياء، وهو المؤمن حقًّا،
ومَن خالف قوله فعله فأتى المنكرَ
وترك المعروف فهذا محاربٌ لله جل وعلا، مخالفٌ لما أمره الله به، وهذا يُوجِب على المؤمن العناية
حتى تكون أعمالُه وأقوالُه مطابقةً للشرع،
فيعمل بطاعة الله، ويستقيم على أمر الله،
ويترك محارم الله، ويحافظ على ذلك
حتى تكون أقواله وأعماله مطابقةً للأوامر.
وهكذا قوله في حديث صفة شعيب
: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى
مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُيعني:
ليس مما يجوز لي أن أخالفكم،
فالأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام
أمروا بالمعروف وفعلوه،
ونهوا عن المنكر واجتنبوه،
وهكذا الصَّالحون،
فالواجب على مَن أمر ونهى أن يكون
من أسبق الناس إلى الخير،
ومن أبعدهم عن الشر.
وفي هذا المعنى جاءت أحاديث، منها:
حديث أسامة هذا:
أنه يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلْقَى في النار،
فتندلق أقتابُ بطنه، يعني:
تبرز وتخرج إلى النار
-نسأل الله العافية
وأقتاب بطنه يعني: أمعاؤه،
فهو يدور في النار كما يدور الحمار
في الرَّحَى، فيجتمع عليه أهلُ النار
ويقولون: ما لك يا فلان؟
ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا
عن المنكر؟! فيقول: بلى،
أنا كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه،
وأنهاكم عن المنكر وآتيه! نسأل الله العافية.
فهذا جزاؤه: عُذِّب على رؤوس الأشهاد
بين أهل النار -نسأل الله العافية-
لأنه افتضح في النار كما فضح نفسه في الدنيا.
فالواجب عليك يا عبدالله أن تكون مع
الآمرين بالمعروف، ومع الناهين
عن المنكر، ومع مَن يعمل
المعروف وينهى عن المنكر،
ولا تكن مثل مَن تخلَّف
عن هذا الخلق الحميد،
بل كن مع أصحاب الخلق الحميد،
كن مع الآمرين بالمعروف،
والناهين عن المنكر، والمعاقبين
لمن تخلَّف، تأسيًا بنبينا عليه الصلاة والسلام،
وسلوكًا لمسلكه عليه الصلاة والسلام،
وحذرًا من مشابهة أعداء الله؛ فإنَّ الرسول ï·؛ كان يأمر ويفعل وينهى ويترك،
وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
وفَّق الله الجميع.

محاور الشيخ :
س: هل هذا يدخل في أنواع الدعوة إلى الله؟
الشيخ ابن باز :
ج: لا شكَّ أنّ من الدعوة إلى الله
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فعطفها في قوله جل وعلا
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)
آل عمران:104]
هذا من عطف الخاص على العام،
فالذي يدعو إلى الله، أو يأمر بالمعروف
أو ينهى عن المنكر، ثم يخالف قوله
ما يدعو إليه داخل في هذا الوعيد
-نسأل الله العافية.
محاور الشيخ :
س: أيّهما أخفّ: ترك الإنكار على النفس
والإنكار على الناس، أم الإنكار
على الناس وعدم الإنكار على النفس؟
اجابة الشيخ ابن باز:
ج: يجب على المؤمن إنكار المنكر على نفسه
وعلى غيره، إذا رأى المنكر
يُجاهد نفسه حتى يدع المنكر
ويجاهد غيره في ترك المنكر، يعني:
يكون نشيطًا في محاربة المنكر
من جهة نفسه حتى يستقيم على الحقِّ،
ومن جهة دعوة الناس إلى الخير وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يجمع بين الأمرين.
محاور الشيخ :
س: إذا علم من نفسه ..........
وأنه إذا أنكر على الناس لم يُنكر على نفسه؟
اجابة الشيخ ابن باز :
ج: يجاهد نفسه، عليه المجاهدة
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )العنكبوت:69
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ .. )محمد:31،
لا بدّ من مجاهدة النفس حتى تلتزم أمر الله.
محاور الشيخ :
س: يأمر بالمعروف ثم لا يأمر
الناس بصلاة الفجر ويترك صلاة الفجر؟
اجابة الشيخ بن باز
ج: الباب واحد، أو يأمر الناس
بالبعد عن الخمر ويشرب الخمر،
أو ينهى الناس عن التدخين ويدخن،
أو ينهى الناس عن حلق اللحى ويحلق،
الباب واحد، هذا منكر واحد، وفضيحة عليه -نسأل الله السلامة ( انتهى كلام الشيخ ومحاوره )
وفي ختام هذه الخطبة أو الموضوع
لابد أن تكون خاتمة طيبة تستحق أن تكون خاتمة
وخير مايُختم به بعض النصوص الشرعية
من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
والذي يلخص هذه الخطبة ورسالتها...
1 . قول الله تعالى :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ( .
2 . وقوله تعالى :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) .
. وما ورد عن أسامة بن زيد
رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ
، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ ،
فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ ،
فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ :
أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ
تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟
قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ،
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ)
رواه البخاري ومسلم
4 . وحديث أنس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ
شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ.
فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟
قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ ،
يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ ،
وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)
رواه الإمام أحمد
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
اخوتنا الكرام
حتى الأدب العربي كان يستهجن ويرفض
أن يتحلى المرء بصفات ذميمة عندما ينصح الناس
وينسى نفسه ولايعمل بما يقول....
فقد قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي
في أبيات مشهورة حتى يومنا هذا :
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي
فلنتقي الله في من يقتدي بنا
ونكون قدوة حسنة لهم .....
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه يغفر لكم إنه هو

الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم أجعلنا ممن يقول وينصح
ويعمل بما يقول ....
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط الموضوع الاصلي : http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=38486


اندبها 01-07-2022 11:51 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) هل تصح إطلاق صفة أولياء الله على كل من هب ودب ..؟
 

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي نجلس متربعين حوله لنتعلم
أمور ديننا ودنيانا وكيفية تنظيم معيشتنا وجعلها
لا تتنافى مع ما خلقنا الله لأجلها في هذه الدنيا
وهو العبادة فقط .....ولا شيء اخر الا العبادة
عندما قال تعالى في مُحكم تنزيلة :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
اي خلقنا سبحانه وتعالى لعبادته وتوحيده
وعدم الاشراك به أو دعوة غيره لطلب الرزق
ولتيسير امور حياتنا من عباد خلقهم الله تعالى لعبادته
وليس ليكونوا شركاء له يدعوهم الاخرين ويتمسحون
بهم لطلب الرزق وقضاء حوائجهم
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
نتحدث عن مُصطلح تم تغيير معناه وجعله
ينطبق على من ليس مؤهل له
وهو أسم لفئة أكرمها الله سبحانه وتعالى ووصفهم
بصفات المؤمنين الذين ارتضى من عباده
وهم أولياء الله ......
الذين قال فيهم تعالى ووصفهم بقوله :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
فمن هم اولياء الله الذين جلت قدرته على جعلهم
في مأمن من عذابه وجعلهم سعداء لايخالجهم الحزن
ولا الهم ولا الكدر ......؟
ولماذا قال تعالى فيهم هذا الكلام ليبقى الى اخر الزمان
قرآن يُتلى ويُتعبد به ...الى يوم القيامة ....؟
وهل هم بشر مثلنا أم هم فئة لانستطيع ان ننافسهم
على مرضاة الله ولا حُبه ولا القُرب منه .....؟
وهل صفاتهم يمكن إيجادها في هذا الزمن
أم تواجدوا في فترة زمنية محددة فقط .....؟
واخيراً
هل كل من هب ودب يستحق
أن يُطلق عليه صفة اولياء الله......؟
وهل هناك فرق بين أولياء الله الصالحين
الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم
وبين أولياء الشيطان الذين أتخذتهم
العقول الناقصة والأيمان الضعيف
والأبتداع الفجّ الذين أشركوا بالله ....؟
وهل صفات أولياء الله الصالحين
هي نفسها صفات أولياء الشيطان
الذين جُعلت مقابرهم وأضرحتهم مكان للتبرك
والزيارة وطلب الحاجة
وبمعنى أصح جُعلوا شركاء لله ......؟
كل هذه الأستفهامات سنقف عندها
ونحاول سبر أغوار معانيها لنعرف ونتعلم
ونتيقن أن ما تم ذكره في القرآن الكريم
من وصف لفئة من الناس هم بالفعل من يستحقون
هذه التسمية .....؟
وكذلك نفهم ونكتشف سوياً أن أولياء الشيطان
الذين يوالون الشيطان ويتخذون إنحرافاته وبِدعه
ووساوسه وخيالاته مصدر للتشريع والأتباع .....
اخوتنا الكرام
فلنقف عند لغتنا العربية كالمعتاد
لنسبر أغوار هذا المصطلح ولنتعرف على
المعنى الفعلي لكلمة أو صفة ( ولي )
وجمعها ( أولياء ) ....
فحينما نتكلم عنهم يعلم القارئ عن من نتكلم
فقديماً عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
بالرسالة والتشريع الرباني كان عرب الجاهلية
يعلمون ويعرفون معاني كل كلمة يتم ذكرها في القرآن
الكريم ، فلا يحتاجون لقواميس الترجمة أو التعريف
لفهم كلمة ومعرفة معانيها
أما في زمننا هذا مع ضَعف لغتنا العربية أصبح
فهم الكلمات القرآنية فيه مشقة فنلجأ لقواميس
اللغة العربية لتترجم لنا معاني الكلمات والأسماء
فكلمة أو تسمية ( ولي ) أو أولياء
جاءت في معجم اللغة العربية المعاصرة وتعني:
وَلْي
( مفرد ) : مصدر ولَى وولِيَ.
وَليّ ( مفرد )
جمعها ( وليُّون وأولياء،) مؤوليّة، جمعها (ولايا:(
وتعنيكلُّ من كُلِّف بأمرٍ أو قام به
فمثلاً وليّ أمر الطالب
دعا المديرُ
أولياءَ أمور الطلاب إلى الاجتماع" ،
أولياء الشَّأن :
( أصحاب السُّلطات، )
وليُّ الله
): المطيع له،)
وليُّ اليتيم
(الذي يلي أمرَه ويقوم بكفايته.(
أينصير وحليف
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا).
أيمُحبٌّ تابع، مطيع، من توالت طاعته
لله ولرسوله من غير تخلّل عِصْيان
{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
ولَى
يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ،
ولَى فلانًا : دنا منه وقرُب
جلست ممّا يليه- َكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [حديث]:
ممّا يقاربك
ولِيَ
يَلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ، ولِي فلانًا :
وَلاَهُ، دنا منه، قَرُب "ولي أباه في الفََضْل".
تَبعه مباشرة، أو من غير فَصْل
الرَّبيع يلي الشِّتاء- سيأتي شَرْح الكلام فيما يلي".
ولِيَ
مختار الصحاح
‏ولي‏
‏ ‏(‏الْوَلْيُ‏)‏ بسكون اللام القرب والدنو يقال‏
‏ تباعد بعد وَلْيٍ‏.‏ وكل مما ‏(‏يَلِيكَ‏)‏
أي مما يقاربك، يقال منه‏:‏ ‏(‏وَلِيَه‏)‏ يليه بالكسر فيهما شاذ‏.‏ و‏(‏أَوْلاهُ‏)‏ الشيء ‏(‏فوَلِيَهُ‏)‏‏.‏
وكذا ‏(‏وَلِيَ الْوَالِي‏)‏ البلد
و‏(‏وَلِيَ‏)‏ الرجل البيع ‏(‏وِلاَيَةً‏)‏ فيهما‏.‏
‏(‏وأَوْلاه‏)‏ معروفا‏.‏ ويقال في التعجب‏:‏
ما أولاه للمعروف وهو شاذ‏.‏
و‏(‏وَلاّهُ‏)‏ الأمير عمل كذا‏.‏
و‏(‏وَلاَّه‏)‏ بيع الشيء‏.‏
و‏(‏تَوَلَّى‏)‏ العمل تقلَّد‏.‏
وتولَّى عنه أعرض‏.‏
و‏(‏وَلَّى‏)‏ هاربا أدبر‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولكل وجهة هو موليها‏}‏ أي مستقبلها
معجم لغة الفقهاء
الولي
بفتح الواو وكسر اللام جمعها ( أولياء ،)
كل من ولي أمرا أو قام به .
ذكرا كان أو أنثى .
وقد يؤنث بالهاء فيقال :
ولية - ولي الدم :
ورثة القتيل - ولي القاصر :
أبوه أو جده لأبيه - النصير ،
ومنه : { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}
المحب والصديق ، ومنه :
{لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ)
كل هذه المعاني اخوتي الكرام تصب كلها
في معنى أن الولي هو المُحب والمُنفذ للامر الذي
يصدر له بدون نقصان أو تكاسل أو اعتراض
وبذلك الولاية هي :
ضد العداوة، وأصل الولاية هي :
المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والتقرب الى الله بها دون كلل أوملل
‏‏ والولي بمعنى القريب،
فيقال‏:‏ هذا يلي هذا، أي يقرب منه‏.‏
وهنا يأتي كلام الله سبحانه وتعالى ليؤكد
هذا المعنى
في وصف أولياء الله على أنهم
1. أنهم الذين آمنوا بالله حق الايمان
2. الذين أتقوا الله حق تقاته
3. والذين يوفون بالعهد
4. والذين أستقاموا وقالوا ربنا الله
5. وهم الذين لم يتخذوا شركاء لله
6. والذين يدعون للخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويعملون الصالحات
7. وهم الذين يتقربون الى الله بكل ما من شأنه
يقوي الصِلة بينهم وبين الله ....
كل هذه الصفات جعلت من هذه الفئة الطيبة
مُقربة من الله سبحانه وتعالى
فجزاهم الله خير جزاء بأن قال في حقهم :
1 . لاخوف عليهم في الدنيا ولا في الاخرة
فلا يشعرون به ولا يعيشونه
2. ولا يحزنون ويشعرون بالبؤس والشقاء والحزن
3. وعندما قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال فيه رب العِزّة تتنزل عليهم الملائكة وتطمئنهم
أن لا تخافوا ولا تخزنوا .....
4. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة
لاتبديل لكلمات الله
في الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الغالبون فقال:
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) المائدة
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية الكريمة قوله :
فكل من رضي بولاية الله ورسوله
والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة
ومنصور في الدنيا والآخرة
; ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية الكريمة
) ومن يتول الله ورسوله
( والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( أ. هـ
أمّا في ساعة توديع الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الآمنون، فقال تعالى
: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا
وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي
كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ31 ) فصّلت
اخوتنا الكرام
عندما يقول الله سبحانه وتعالى في آياته :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ

ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64).يونس
يستفتح الله تعالى هذه الآية بأداة
الاستفتاح والتّنبيه، وذلك لنُصغِي
إليه الأسماع والآذان، ونفتح له الفؤاد والجنان،
ليحدّثك عن وعده لأوليائه،
وأنصاره وأحبّائه، أن:
لا خوفٌ عليهم فيما هو آت،
ولا حزن على ما قد مضى
أو فات، ويبشّرهم بشارة ظاهرة،
بالسّعادة في الدّنيا والآخرة،
كما قال تعالى في قوله الحق :
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا
بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
التوبة:
أمّا يوم القيامة:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الفائزون
فقال تعالى في سورة الزخرف يؤكد أن
لاخوف ولا حزن لعباده واولياءه الذين آمنوا
بآياته وكانوا مسلمين فقال :
: ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
الزّخرف
أخوتنا المؤمنون
هنا يأتي السؤال المهم والذي بُنيت عليه هذه الخطبة
وهو من هم أولياء الله
الذين قصدهم الله في آياته الكريمة.....؟
أهم الذين تُبنى عليهم الأضرحة والقباب
ويقصدونهم الناس لطلب الحاجات دون العزيز الوهاب ....؟
أهم الذين إبتدعوا بِدع ما أنزل الله بها من سلطان...
وجعلوا الناس العوام وحتى المتعالمين يسيرون في فلك
شركهم وفأوحوا الى مريديهم بأن النافع والضار ليس
الله سبحانه وتعالى ......بل هذا الولي الذي يرقد في هذا القبر...؟
أهم الذين زرعوا في عقول العوام والمتعاليمن
أن الضر والنفع هو بالتقرب لأولياء الشيطان سُكان القبور
والقِباب الذين يقولون عنهم أنهم أولياء صالحون ...؟
أهم الذين يقولون أن زيارة قبورهم وروضاتهم
تعادل الحج والعمرة لبيت الله الحرام ....؟
أهولاء هم من يدّعون أنهم أولياء الله الصالحين
في الوقت نفسه يخالفون القرآن والسُنة مخالفة صريحة
ويدّعون أن مصدر التشريع ليس القرآن الذي أُنزل
على الرسول الله صلى الله عليه وسلم بل مصدر التشريع عند أهل الصوفية
القبوريين الذين يعكفون رُكعا سُجدا للاضرحه والقبور
مصدر تشريعهم هو الالهام والروأ التى يراها الولي الذي
يزعمون أنه ولي صالح ومن اولياء الله الصالحين ...
وليس ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام تشريعية ومنهج رباني.....؟
هذا هو الفكر العقيم اخوتنا الافاضل
الذي شاع لدى عامة المسلمين قروناً طويلة
ظنوا أن ولاية الله لعباده
إنما هي مخصصة لخاصة الناس
ولايمكن بحال من الاحوال أن يندرج تحتها إنسان اخر
فجعلوا هالة من الرعب والخوف والقدسية
تحيط بسكان القبور والقِباب والأضرحة
وزرعوا في عقولهم أن الولي في هذا الزمن
ينافس الله في تدبير الكون والضر والنفع
وأن هذا المُدّعي بالولاية يرى نفسه
أنه تجاوز العبادة ولم يعد يحتاج اليها
لانه في اعتقاده قد وصل لمقام يفوق مقام الانبياء والرُسل
ولم يفهموا أن التقوى هي أساس
بناء الصالحين
فكل من آمن واتقى وصدق بالحسنى
كان من أولياء الله الصالحين وعلى رأسهم صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والتابعين لهم بأحسان في القرون
الثلاثة الأولى وما بعدها ممن إتبع المنهج
الصحيح وهو الكتاب والسُنة
أما من إدعى أنه ولي لله ومن الصالحين
ولم تنطبق عليه شروط أولياء الله الحقيقيين
فنستطيع أن نقول وبكل ثقة في الله
أن هؤلاء هم اولياء الشيطان
لانهم لم يفهموا ولم يتدبروا كلام الله
الله الّذي فسّر لنا معنى الوليّ فقال:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ؟
أي:
إنّ الّذين حقّقوا توحيده والإيمان به
ولم يُشركوا به شيئا،
{وَكَانُوا يَتَّقُونَ}، فما من شيء أمرهم
إلاّ فعلوه، وما من شيء نهاهم عنه إلاّ اجتنبوه،
وإن زلّت بهم الأقدام وضلّت بهم الأفهام تابوا إليه واستغفروه
:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف:196].
فالصّالحون من عباد الله هم أولياؤه،
وأهله وأحبّاؤه.
ولكن اخوتنا الكرام
عندما إبتعد أكثر الناس عن فهم صفات الصالحين
اضاعوا ما وعدهم الله به من الامن :
{لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
فصاروا
أشدّ النّاس هلعا، وأكثرهم فزعا،
وأشدّهم في الحياة طمعا،
يُفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين
ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكرون.
{وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
فصار كثير منهم
مثالا للحزن والشّقاء، تحت حرّ البأساء والضرّاء.
فكانوا لاتنطبق عليهم هذه الآية الكريمة:
{يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[آل عمران: من الآية104].
ففي هذا الزمن بعد ما كثُرت الفتن
والشِرك بالله وإتخاذ القبور وسُكانها أساس
لقضاء الحوائج
ظهرت فئة تُطلق على نفسها أو على شيوخها
وصف ولقب ( ولي صالح )
ومن فئة ( أولياء الله الصالحين )
والأصح أن هؤلاء هم أولياء ولكن ليسوا أولياء الله
بل أولياء الشيطان .....
فإين هؤلاء أولياء الشيطان
من أولياء الله تعالى
الّذين تنبعِث من وجوههم أنوار الطّاعة،
وتباشير الصّلاح،.....؟
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:
أولياء الله تعالى الّذين إذا رُؤوا ذُكِر الله تعالى "[1].
أولياء الله الّذين إذا أقسموا على الله أبرّهم،
وإذا استنصروه نصرهم.
وهم أولياء الله الّذين قال فيهم
المولى تبارك وتعالى
في الحديث القدسي الّذي رواه البخاري:
(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )).
فكيف السّبيل إلى بلوغ ولاية الله عزّ وجلّ ؟
وقد قسّم أهل العلم طرق لبلوغ
مقام الولاية لله سبحانه وتعالى والتقرب منه
الباب الأول
الأيمان
هو الأيمان المُطلق بالله سبحانه وتعالى
فمن صفة اولياء الله هو إيمانهم وتقواهم
والباب الثاني
العلم الشرعي
وهو العِلم الشرعي الذي من خلاله
يتم معرفة توحيد الله وفهم التشريعات
حتى تتم العبادة والدعوة الى الله على بصيرة
حيث قال تعالى :
، ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
المجادلة
الباب الثّالث :
العبادة الخالصة لله
العبادة والإكثار منها .. العبادة التي
من أجلها خُلِق ابن آدم،
العبادة الّتي جعلها الله أجمل حلّة وأفضل وسام،
وأشرف منزل وأعظم مقام،
وكفى بها شرفا أنّها تُدخِلُك في زمرة
من ناداهم المولى تعالى قائلا:
{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68]..
كفاها شرفا أنّك تدخل بها تحت
من وصفهم بقوله:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة: من الآية186]،
حتّى يأتيَ نصر الله وانتصاره:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105].
وحتّى ينادى نداءً طال انتظاره:
{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}
أقوال علماء أهل السُنة والجماعة
في مسألة ومفهوم الأولياء
نأتي أخوتنا الكرام
لأقوال العلماء الأفاضل في مسألة
مقارنة أولياء الشيطان
بأولياء الله والتفريق بينهم
ليعلم المسلم حقيقة الأمر من أن عباد الله
المخلصين هم أولياء الله الذين لاخوف عليهم
ولا هم يحزنون
أما أولياء الشيطان الذين يدعون للشرك بالله
فمأواهم جنهم وبئس المصير
وهنا أقوال بعض أهل العلم من اهل السُنة والجماعة
في التعريف بالفروقات الشاسعة بين
الحق والباطل وبين الصادق والكاذب
وهذا شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في كتابه
( الفرقانُ بينَ أولياءِ الرَّحمَنِ وأولياءِ الشَّيْطانِ )
( الجزء الحادي عشر)
في التفريق بين أولياء الله وأولياء الشيطان
قوله :
: وإذا عرف أن الناس فيهم
‏( ‏أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )
فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما
فرق الله ورسوله بينهما
فأولياء الله هم المؤمنون المتقون
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ‏}‏‏ ‏[‏يونس ‏:‏62‏-‏ 63‏]‏‏
.‏ وفي الحديث الصحيح الذى رواه البخاري
وغيره عن أبى هريرة رضى الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏يقول الله‏:‏ من عادى لي ولياً
فقد بارزنى بالمحاربة أو
فقد آذنته الحرب وما تقرب إلي عبدي
بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي
يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به،
وبصره الذى يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشى بها، فبي يسمع، وبي يبصر،
وبي يبطش، وبى يمشى‏.‏ ولئن سألني لأعطينه،
ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت
عن شىء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس
عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته
ولا بد له منه‏" وهذا أصح حديث يروى
في الأولياء،
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من عادى
ولياً لله فقد بارز الله بالمحاربة ‏.
‏ وفي حديث آخر‏:‏
وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب‏
‏‏ أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ
الليث الحرب ثأره،
وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به
ووالوه، فأحبوا ما يحب وأبغضوا ما يبغض،
ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط،
وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى،
وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا
من يحب أن يمنع، كما في الترمذى
وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏أوثق عرى الإيمان‏:‏ الحب في الله والبغض في الله‏
وفي حديث آخر رواه أبو داود قال‏:‏ ‏‏
‏ومن أحب لله وأبغض لله
وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان
. و ‏( الولاية‏ )
ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب،
وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والأول أصح‏. ‏‏
كان ولى الله هو المرافق المتابع له
فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه
ويأمره به وينهى عنه كان المعادى
لوليه معادياً له كما قال الله تعالى‏:‏
‏{‏‏لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ‏}‏‏ ‏....‏الممتحنة‏:‏ 1‏
فمن عادى أولياء الله فقد عاداه،
ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال‏:‏ ‏‏
‏ومن عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة‏
‏‏‏.‏ وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه
، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم،
وأفضل المرسلين أولو العزم‏:‏
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى‏:‏
‏{‏‏شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا‏}‏‏ ... الشورى‏:‏ 13
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ
وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ
وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً‏}‏‏ الأحزاب‏:‏ 8-7‏
.‏ وأفضل أولى العزم محمد صلى الله عليه وسلم
خاتم النبيين
وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم
إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود
الذى يغبطه به الأولون والآخرون،
وصاحب لواء الحمد،
وصاحب الحوض المورود،
وشفيع الخلائق يوم القيامة
وصاحب الوسيلة والفضيلة،
الذى بعثه بأفضل كتبه وشرع له أفضل
شرائع دينه، وجعل أمته خير أمة
أخرجت للناس، وجمع له ولأمته
، قال الحسن البصري رحمه الله ‏:‏
ادعى قوم أنهم يحبون الله
فأنزل الله هذه الآية محنة لهم،
وقد بين الله فيها أن
من اتبع الرسول فإن الله يحبه،
ومن ادعى محبة الله ولم يتبع
الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله،
وإن كان كثير من الناس يظنون
في أنفسهم أو في غيرهم أنهم
من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله،
فاليهود والنصارى يدعون أنهم
أولياء الله وأحباؤه‏.
‏‏ قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ‏}‏‏
الآية المائدة‏:‏ 18
وقال تعالى‏:‏
‏{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى
تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏‏
البقرة ‏:‏111- 112‏ ‏. ‏‏
وكان مشركو العرب يدعون أنهم
أهل الله لسكناهم مكة، ومجاورتهم البيت،
وكانوا يستكبرون به على غيرهم،
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ ع
َلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ}‏‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 66- 67‏]‏،
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ‏}
‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ‏}
‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏30 ـ 34‏]‏
فبين سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه‏.
‏ ولا أولياء بيته، إنما أولياؤه المتقون ‏.
وثبت في الصحيحين
عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال‏:
‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول جهاراً من غير سر‏:
‏ ‏‏"‏إن آل فلان ليسوا لي بأولياء يعنى
طائفة من أقاربه إنما ولى الله وصالح المؤمنين‏
‏‏ وهذا موافق لقوله تعالى‏:‏
‏{‏‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}‏‏
الآية ‏[‏ التحريم‏:‏ 4‏]‏‏.‏
وصالح المؤمنين هو من كان صالحاً من المؤمنين، وهم المؤمنون المتقون أولياء الله‏.
‏ ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان
وعلى، وسائر أهل بيعة الرضوان
الذين بايعوا تحت الشجرة،
وكانوا ألفاً وأربعمائة،
وكلهم في الجنة كما ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏‏
‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة
‏‏ ومثل هذا الحديث الآخر‏:‏ ‏‏
‏إن أوليائي المتقون أيا كانوا وحيث كانوا
‏‏‏. ‏‏ كما أن من الكفار من يدعى
أنه ولى الله وليس ولياً لله، بل عدو له،
فكذلك من المنافقين الذين يظهرون
الإسلام يقرون في الظاهر بشهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وأنه مرسل إلى جميع الإنس، ....
( انتهى كلام أبن تيميه )
فقال الشيخ أبن باز رحمه الله
في الأجابة على سؤال يخص أولياء الشيطان
فكان كالأتي :
السؤال
من العراق في آخر رسالته:
يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي،
ورأيته بنفسي يلعب القمار،
ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين،
وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله ï·؛،
فلما أنكرت هذا العمل الشنيع
ادعى مريدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر،
أما في باطنه فهو مؤمن،
فما حكم الشرع في مثل هذا؟
الجواب للشيخ أبن باز قوله:
هذا زنديق وليس بمؤمن،
بل مثل هذا من أولياء الشيطان،
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى،
قال الله سبحانه
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)يونس
هكذا في سورة يونس،
هذه صفة أولياء الله؛ أهل الإيمان والتقوى
في الظاهر والباطن،
وقال
( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) الأنفال
وفي الحديث الصحيح
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال :
وسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
جِهارًا غيرَ سِرٍّ يقولُ:
ألا إنَّ آلَ أبِي -يَعْنِي فُلانًا- لَيْسُوا لي بأَوْلِياءَ،
إنَّما ولِيِّيَ اللَّهُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ. ( صحيح مُسلم )
فأولياء الله وأولياء رسوله ï·؛
هم المؤمنون هم أهل التقوى،
فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم
وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله،
بل هو من أولياء الشيطان،
والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
يجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مثل هذا
أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن تارك الصلاة كافر،
يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
وأما سب الله ورسوله فهذا يقتل
ومن غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛
لأن جريمته عظيمة، وقال قوم:
يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
فالحاصل أن هذا الرجل وأشباهه
ليس من أولياء الله، ولكنه من أولياء الشيطان،
والذين يناصرونه ويذبون عنه ويقولون:
إنه في الظاهر هكذا، ولكنه في الباطن مؤمن،
هؤلاء من جنسه،
هؤلاء خبثاء من أولياء الشيطان،
وهم أنصار الشر والفساد،
وهذا من شأن بعض الصوفية المخذولين،
فيجب التنبه لهذا،
وقد قال العلماء رحمة الله عليهم
فيمن يدعى له الولاية، قالوا:
لو طار في الهواء أو مشى على الماء
فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر
في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة،
فإن استقام أمره في ميزان الشريعة،
وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله،
كاف عن محارم الله ورسوله،
فهذا هو المؤمن وهو الولي،
وإن رئي منه ما يدل على فسقه
واقترافه المحارم أو تضييعه الواجبات؛
فهذا دليل على أنه من أولياء الشيطان
وليس من أولياء الله
كما نص على
هذا الشافعي رحمه وأحمد وغيره من أهل العلم.
فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان،
والواجب على من عرف ذلك
أن يرفع بأمره إلى ولاة الأمور حتى
يعامل بما يجب من استتابته وقتله إن لم يتب،
أو قتله مطلقاً إن كان يسب الله ورسوله،
فإن جمعاً من أهل العلم يرون أنه يقتل
من غير استتابة، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير. انتهى كلام الشيخ بن باز
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
بأولياء الله الصالحين الذين تم ذكرهم
في القرآن الكريم وفي السُنة المطهرة
والذين تم تعريفهم لنا من قِبل
علماء أهل السُنة والجماعة
على أنهم هم الأتقياء الأوفياء
لأوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى
فكانوا خير من اتقى
وخير من عمل واتبع منهج ونهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخير من آمن وعمل صالحاً
فإستحقوا أن يكونوا أولياء الله
فأعطاهم الله من فضله العميم
في الدنيا والاخرة
فلم يأمروا بمنكر
ولم يشركوا بالله
ولم يدّعوا العِصمة أو الكمال
ولم يطلبوا ممن يحيطون بهم
أن يقدسوهم ويتوسلوا لهم لطلب الحاجات
ولم يوصوا ببناء القباب والأضرحة
لزيارتها والتبرك على أعتابها
ولم يخالفوا ما أمر الله به من تشريعات
ولا أحكام ولم يسقطوا فرائض
فُرضت عليهم بحجة أنهم وصلوا للمبتغى
فلا حاجة للعبادة
كما يفعل أولياء الشيطان
فيكفي أن منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسملم
وكل من إتقى وعمل عملاَ صالحاً
وتقرب به الى الله حتى أتاه اليقين
وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب
وتبغض ما يبغض
وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط
وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي
ويقول أبن تيمية.
والمراد بولي الله العالم بالله
المواظب على طاعته المخلص في عبادته
. وقال ابن القيم رحمه الله:
فالولاية هي عبارة عن موافقة
الولي الحميد في محابه ومساخطه
(وقال أيضاً رحمه الله:
فولي الله هو القريب منه المختص به
وقال ابن تيمية رحمه الله:
والولاية هي الإيمان والتقوى
المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل
. وقال أيضاً رحمه الله
فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته
ومرضاته وتقرب إليه بما أمر به من طاعته
وقال السيوطي رحمه الله:
وهو العارف بالله حسب ما يمكن،
المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي
المعرض عن الانهماك في اللذات
أما أولياء الشيطان
فقد قال الله تعالى فيهم :
قال مبينًا أولياءَ الشيطان
: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ

عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ï´¾ [النحل: 98 - 100]،
وقال - تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ï´¾ [النساء: 76]
، وقال - تعالى
-: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي
وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ï´¾ [الكهف: 50
وقال - تعالى
-: ï´؟ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا
* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ï´¾
[النساء: 119 - 121]،
وقال – تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إ
ِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ï´¾
[آل عمران: 173 - 175].
فأولياء الشيطان هم
أتْباعُه العاصون لله - عزَّ وجلَّ –
المخالفون لكتابه
ولسُنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم
- المغرورون بتزيين الشيطان
ووعْده لهم؛
ï´؟ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ï´¾.
فتكفي مخازيهم وموبقاتهم وشركهم
وخزعبلاتهم وخيالتهم المريضة
وهلوساتهم الشيطانية التى تأمرهم
وتوحى لهم أن مقامهم يناهز مقام الأنبياء
بل أكثر من ذلك
حتى صنفوا الكتب والمراجع لتقنين
وبث الخوف والهلوسة والرعب في قلوب
من ضعفت قلوبهم وانحدروا لمستنقع الضعف
والاستكانة والبُعد عن الدين بتشريعاته
وأحكامه وأوصوله
فإصبحوا يلجأؤون لمثل هؤلاء أأمة الشيطان
يتبركون بهم ويستجدونهم وينذرون لهم
ويذبحون لهم الذبائح
بحجة أنهم من أهل الله وأصفيائه وأحبائه
في الوقت نفسه هم من يقولون
كُفرا وشركاً بواحاً فقد قالوا في وصاياهم
ولكن الصوفية خصصوا لولاية الله سبحانه وتعالى أعداداً معينة

في حدود الأربعين أو الثلاثمائة
أو غيرها من الأعداد التي يذكرها المتصوفة
لمن يطلقون عليهم أنهم أولياء الله
وأصبحوا يصفونهم بأوصاف لا تليق
إلا بالله سبحانه وتعالى
حيث ادعوا بأن الأولياء يعلمون الغيب
ويتصرفون في الكون تصرفاً مطلقاً
ويدعون ويستغاث بهم من دون الله
وهذه كلها معتقدات فاسدة دخيلة على الإسلام
جلبها المتصوفة من الطوائف الوثنية الضالة
التي تعبد البشر من دون الله.
ما هي الكرامات وخوارق الأشياء
عند أولياء الله الصالحين
وعند أولياء الشيطان
وما مدى صحتها .......؟
وتوضيح لبعض المصطلحات
مثل خوارق الاشياء والكرامات
وما تعنيه
وقد أوضح العلماء في قولهم :
فقد خلق الله سبحانه وتعالى
هذا الكون وسيره على سنن محكمة مطردة
لا تتعارض ولا تتخلف،
وربط المسببات بأسبابها
والنتائج بمقدماتها وأودع
في الأشياء خواصها، فالنار للإحراق،
والماء للإرواء والطعام للجائع،
ثم هذا النظام الكوني البديع المتناسق
الشمس والقمر والنجوم، وتعاقب الليل والنهار..
كل بنظام محكم، فإذا لم ترتبط الأسباب بنتائجها
وخرقت هذه العادة المألوفة
بإذن الله لمصلحة دينية
أو دعاء رجل صالح،
فهذا الخرق إذا كان لنبي فهو معجزة،
وإذا كان لأناس صالحين
فهو كرامة وهذه الكرامة إن حصلت
لولي حقاً فهي الحقيقة تدخل
في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وتحصل ببركة إتباعه.
وهذه الخوارق إما أن تكون من جهة
العلم بأن يسمع النبي ما لا يسمع غيره أو يرى ما لا يراه
غيره يقظة ومناماً أو يعلم مالا يعلم
غيره حياً وإلهاماً أو فراسة صادقة
لعبد صالح، وإما أن تكون من باب القدرة
والتأثير مثل دعوة مستجابة
أو تكثير الطعام وعدم إحراق النار،
وقد حصل للصحابة رضوان الله عليهم
كرامات من هذا النوع وكانت إما لحاجة
أو حجة في الدين،
ومثال على ذلك اخوتنا الكرام
أن هناك كرامات حدثت للصحابه
رضوان الله تعالى عليهم بدون أن يطلبوها
بالرياضات الروحية كما تفعل الزنادقة الصوفية
بل أتت تكريماً لهم من الله على حُسن ايمانهم
وتقوتهم وصلاحهم ....
إن كرامات أولياء الله
لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى
والولي لله هو المحافظ على الفرائض
والسنن والنوافل، عالماً بأمر الله
عاملاً بما يعلم فمن صفت عقيدته
وصح عمله كان ولياً لله يستحق
إكرام الله له إن شاء، فهذا إذا خرقت له
العادة لا تضر ولا يغتر بذلك ولا تصيبه رعونه،
وقد لا تحصل لمن
هو أفضل منه فليست هي بحد ذاتها
دليلاً على الأفضلية،
فالصديق رضي الله عنه
لم يحتج إليها، وحصلت لغيره من الصحابة،
كما أنه ليس كل من خرقت له العادة
يكون ولياً لله كما أنه ليس كل من حصل
له نِعَمٌ دنيوية تعد كرامة له،
ثالثاً: هناك سؤال مهم في هذا الصدد
وهو لماذا كانت هذه الحوادث من
خرق العادات قليلة في زمن الصحابة
والتابعين ثم كثرت بعدئذ ؟
هذه حوادث صحيحة
وقعت للصحابة رضوان الله عليهم،
وأكثر منها وقع في عصر ما بعد التابعين.
فأهل السنة
لا ينكرون الكرامات كما ينكرها المبتدعة،
وهم يعلمون أن الله الذي وضع الأسباب
ومسبباتها قادر على خرق هذه السنن
لعبد من عباده،
كما أكرم الله سبحانه
أم أيمن رضي الله عنها
عندما هاجرت وليس معها زاد
ولا ماء فكادت تموت من العطش
وكانت صائمة، فلما كان وقت الفطر
سمعت حساً على رأسها فإذا دلو معلق
فشربت منه،
وكان
البراء بن مالك
إذا أقسم على الله أبرَّ قسمه
، وكان
سعد بن أبي وقاص
مستجاب الدعوة،
مشى أمير الجيوش الإسلامية
في البحرين العلاء بن الحضرمي
وجنوده فوق الماء لما أعترضهم البحر
ولم يكن معهم سفن تحملهم
ولكن الصوفية جعلوا مجرد وقوعها
دليلاً على فضل صاحبها
حتى ولو وقعت من فاجر
قالوا هذه كرامة لشيخ الطريقة
أولاً: هذه الخوارق كانت تقع للصحابة
دون تكلف منهم أو تطلب لها أو رياضات
روحية يستجلبون بها هذه الخوارق،
بل تقع إكراماً من الله لهم أو دعاء
يرون فيه مصلحة دينية
إما لحجة أو لحاجة للمسلمين
كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم،
يجيب ابن تيمية:
أنها بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها
ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه فيها ما يقوي
إيمانه ويكون من هو أكمل ولاية منه
مستغنياً عن ذلك لعلو درجته
، كما أن عدم وجودها لا يضر المسلم
ولا ينقص ذلك في مرتبته والصحابة مع علو
مرتبتهم جاءتهم هذه الخوارق إكراماً لهم
أو لحاجة في الدين، وكثرتها في
المتأخرين دليل على ما قاله ابن تيمية
أو لتطلبهم إياها بالرياضة الروحية.
ثانياً
إن معجزة هذا الدين الكبرى
هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على
قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما
طلب منه صلى الله عليه وسلم
معجزات مادية رفض ذلك
لأن هذا ليس هو منهج هذا الدين
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الطلب،
قال تعالى:
( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ
نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ
أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا
نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولا( الاسراء 93(
ومن اشهر الكرامات
والخزعبلات التى يتفوه بها مريدي
أولياء الشيطان الذين فاقوا كل تصور
وضربوا بعرض الحائط التوحيد
وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث خاض فيه أيضاً الشعراني،
عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الأنصاري
المشهور بـالشعراني
وهو من علماء الصوفية وكبيرهم وناقل
ومؤيد لكذبهم وخيالاتهم التى يسمونها كرامات
إنها جرائم حشدها الشعراني
في طبقاته على أنها كرامات
لأولئك الذين زعم كذباً
أنهم أولياء أقل ما فيها الاستهانة
بجرائم اللواط والزنا والشذوذ الجنسي
- كما يسمى في عصرنا –
ومن هؤلاء السيد البدوي
الذي تتم عبادة قبره وشد الرحال إليه
فقد نشر أحد أتباع البدوي كرامات هذا
المُدعي وأظهرها على أنها من معجزاته
ليرهب بها أنصاره ومريديه
منها :
يقول محمد عثمان البرهاني في كتابهِ
«تبرئة الذمة في نصح الأمة»
وهذا الكاتب من مريدي البدوي فنقل
عن السيد البدوي قوله :
«دعا الله بثلاثِ دعواتٍ،
فأجاب الله دعوتين
وأبطل الثالثة؛
دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره،
فأجابَ الله ذلك،
( فكيف بالله عليكم اخوتنا الكرام
يدعوا ولي الشيطان هذا أن يشفع
لكل من زار قبره وروضته ويتمسح بهما )
فهل وصل به التبجح أن أعطى لنفسه حق الشفاعة
والتى يقول عنها الله سبحانه وتعالى
( لايشفع عنده الا بأذنه )
فهل هذا من الدين ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم
في رفض البدعة وعدم اتباعها ...)
ويستكمل الكاتب ويقول
ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره،
فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار
، فرد الطب، فسألوا: لمـاذا؟
فقال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها
تصير حشيشاَ أخضر،
وحقٌّ على الله ألا يعذّب بها الكافرين......
فأي كذب وزور وبهتان يقوله ولي الشيطان هذا
هاهو الان يكذب على الله سبحانه وتعالى
ويوهم اتباعه أن مقامه أكبر من مقام الانبياء والرٌسل
والملائكة مجتمعه ....!!!!!!!!
اخوتنا الكرام
بالرغم من وضوح الرؤية والحقيقة
في عدم اتباع البِدع والاهواء والانحرافات
والشركيات والجماعات التى حادت عن طريق
اهل السُنة والجماعة التى تتخذ
كتاب الله وسُنة رسوله منهج وطريق لهم
بالرغم من وجود احاديث صحيحة
وآيات واضحة تبين بطلان الانحرافات
والاختلافات واتخاذ القبور والمقبورين
والاستجداء لغير الله
بالرغم من ذلك يظهر من يعارض
هذا التوجه الرباني الصحيح
من علماء يًحسبون على الدين من الازهر
وعلى رأسهم شيخ الأزهر وهو
يزور قبر البدوي برفقة وزراء عرب
وهنا يقول أحد تُبع البدوي ومريديه
عن هذه الزيارات بقوله :
وعلي الرغم من تلك الفتاوي والأصوات
الشاذة يتوافد أحباب آل البيت
هنا إلي ضريح السيد البدوي
طلبا للمدد من شيخ العرب.
وكان آخره زيارة الدكتور شوقي علام
مفتي الجمهورية
وبرفقته وزير الأوقاف الفلسطيني الجديد،
يوسف إدعيس والدكتور
عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ
الطرق الصوفية إلي مقام
«شيخ العرب» بالمسجد الأحمدي
في مدينة طنطا، لتأدية صلاة الجمعة وزيارة الضريح .
هنا في رحاب المسجد الأحمدي
تستشعر المكانة الخاصة للسيد أحمد البدوي
في نفوس المصريين،
حيث يتوافد ملايين الزوار
علي مدار العام إلي المسجد الأحمدي
بمدينة طنطا طلبا للمدد
وطمعا في قضاء الحاجات،
وتقيم المشيخة العامة للطرق الصوفية
كل عام مولدا للسيد البدوي يحضره
)الله اكبر اخوتنا الافاضل )
اذا كان أحد علماء وصاحب دار الأفتاء
يزور ضريح البدوي ويلتمس منه
البركة والمدد والعون وقضاء الحاجة
ويعلنها جهاراً نهاراً
فكيف بالعوام الذين يتبعون هؤلاء المتعالمين
ويسيرون على مسيرهم ......؟
. أبوالحسن الشاذلي
يقول بن بطوطة عن كرامة
أبي الحسن الشاذلي:
«أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه
أبي العباس المرسي،
أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة،
ويجعل طريقه على صعيد مصر،
ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده،
إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف،
ويعود على الدرب الكبير إلى بلده،
فلما كان في بعض السنين،
وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه:
استصحب فأساً وقفة وحنوطاً،
وما يجهز به الميت فقال له الخادم:
ولم ذا يا سيدي؟ فقال له:
في حميثرا سوف ترى.
حميثرا في صعيد مصر
، في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق،
وهي كثيرة الضباع.
ويكمل بن بطوطة: «فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن،
وصلى ركعتين،
وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره

مكتوب عليه اسمه ونسبه متصلاً بالحسن بن علي رضي الله عنه
حتى بعض علماء الازهر يحتفون بكرامات
الشيخ الشاذلي في كتاب .
فى كتاب «درة الأسرار»،
للدكتور عبدالحليم محمود
، شيخ الأزهر الأسبق،
يحكى عن كرامات الشيخ الكثيرة
ويحتفى به في كتابه، مؤكداً أن:
«له من العلم الكثير»،
ومن إحدى الكرامات
التي ذكرها الشيخ في كتابه
أنالله كلّمه على جبل زغوان
أي أن الله سبحانه وتعالى

كلّم الشاذلي بدون حجاب.......!!!!!!
، وهو الجبل الذي اعتكف الشاذلي على قمته،
وتحنّث.
وهذه احدى خزعبلات واكاذيب
ولي الشيطان ابراهيم الدسوقي
الذي له ضريح وقبر وروضه يفد اليها
الزوار وعُبّاد القبور ليتمسحوا به
في مصر
حيث نُسب له كرامات خيالية
أن تمساح النيل -كان منتشرا في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت –

خطف صبيا من على شاطئ قرب منزل الدسوقي هذا
فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد
، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل:
«معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده»
، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-
، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيًا
في وجود الناس، وقال للتمساح:
«مت؛ فمات في حينها...!!!!!!!!!
وهذا ولي الشيطان المشهور ب المرسي أبو العباس
والمشهور أنه مُطلع على أسرار الكون
يحكى مريدى المرسى أبوالعباس
وريث الطريقة الشاذلية
من أبا الحسن الشاذلي أنه
كان لديه قدرة على معرفة ما يدور
فى خاطر الرجل أمامه فيخبره به،
وأنه يفكر فى كذا وكذا،
ويقول أبو العباس عن نفسه:
(والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا،

فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال:
وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان
أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه
وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي أن نعبد الله على بصيرة
أي على علم بتوحيده سبحانه وتعالى
وعدم الاشراك به وإتباع نهج ومنج
الرسولصلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار
ونبذ كل ما من شأنه فيه بِدع وابتداع
واتباع لغير من فهم الكتاب والسُنة
وما عملوا به أهل السُنة والجماعة من السلف الصالح
ولنحذر ممن يتقول على الله وعلى رسوله
بأدعاء الولاية وأنه ولي صالح
ينفع ويضر ويجلب الحبيب ويشفي المريض
ويأتي بالرزق ويُصلح الاحوال
فهؤلاء هم أولياء الشيطان
فنحذر منهم ومن قبابهم وقبورهم وروضاتهم
فإن اتبعناهم فقد أشركنا بالله
وكفرنا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الأصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=40803

اندبها 02-19-2022 11:58 AM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )
 



إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ
مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ
الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ
مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
لشمولية هذا الموضوع وهو الأصلاح
وتشعبه وأهميته والبحوث التى حوله
رأيت أن اجعله من فصلين
ففي هذه الجمعة فصل أو جزء
والجُمع القادمة فصل مكمل ,,,,
فمرحباَ بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي نجلس متربعين حوله لنتعلم
أمور ديننا ودنيانا وكيفية تنظيم معيشتنا وجعلها
لا تتنافى مع ما خلقنا الله لأجلها في هذه الدنيا
وان إسلامنا الحنيف يدعوا الى عبادة الله وحده
وعدم الأشراك به والأيمان برُسله وأنبياءه
وكتبه وعلى رأسهم الحبيب صلى الله عليه وسلم
لانه النبي والرسول الذي اتى بالتشريعات
من عنده سبحانه
فالايمان به وبما جاء به وتصديقه
واتباع هديه وسُنته هو من أساسيات
التوحيد والاعتقاد الصحيح للمسلم ....
وعلى هذا الأساس المتين
أمرنا الله بطاعته واتباعه ولا نتبع
منهج ونهج وطريق ضلال الاخرين
والتشريعات المُحكمة
هي في حقيتها تنظيم لشؤون حياة البشر
بدء من طريقة تربيه أفراد الاسرة
والتعامل الخاص في مابين الأزواج
وانتهاء بنصح وارشاد وتوجيه
ولي الأمر والاخذ بيده لمصلحة البلاد والعباد
وكذلك لتنظيم حياتنا والحرص على المحافظة عليها
من المنغصات التى بطبيعة الحال تكثر
وتتجمع في غياب الدين والمسلك الديني الصحيح
فيكثر الهجران والخلاف والخصومات والمنازعات
سوى بين الأفراد وبعضهم
بعض او بين القبائل في مابينهم
أو بين الجيران أو حتى بين الأسرة الواحده
كالاخوة والاخوات .....
وهذه المشاكل والخصومات لاتنتهي او تندثر الا
إن وجدت الارضية الصالحة لأنهائها
ومنعها والاخذ بيد من وقعوا فيها .....
ونتيجة لهذه الافات القاتلة التى تهدم المجتمعات
والبيوت والعلاقات الاجتماعية والتى تكون سبب
في حدوث مشاجرات وقتال واحيانا للدمار ....
وأعمال الشيطان ووسوساته وأوامره لأتباعه
بهلاك الناس والتفريق بينهم وشحنهم بالعداوة
والبغضاء والفتن وتأجيج المشاحنات في مابينهم
كل هذا الاعمال تترك بصمة فيها من الفساد والأفساد
والتشرذم وانقطاع اواصر المحبة بين الناس
بصفة عامة وبين أبناء العائلة الواحده ...
من هنا أفرد التشريع الأسلامي الحنيف فصلاً مهماً
يختص بهذا الأمر وايجاد حلول لعدم وقوعه
أو الحد منه للمحافظة على البينة
الأساسية للمجتمع المسلم
وهذا الامر عدّه الله سبحانه وتعالى من امور
العبادات التى يؤجر عليها المسلم إن عمل بها
ونفذها وامر بها وانحاز لها انحيازاً كاملاً
وهذا الأمر هو الأصلاح بين الناس
أو إصلاح ذات البين .....
فا لأهميته القصوى ذكره الله في
أكثر من موضع
في القرآن الكريم وأمر به
وحفّز فاعله بالاجر العظيم والمغفرة والنجاة من النار
فقد قال تعالى في أمر الأصلاح بين الناس :
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)...الانفال
هنا في هذه الأية الكريمة من سورة الأنفال
أوضح الله سبحانه وتعالى أن الأصلاح
ذات البين هي من تقوى الله وطاعته
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .....
والعلماء فهموا هذه الآية
على انها تحتوي
على نقاط ثلاث تعني باصلاح ذات البين:
النقطة الأول
وهي إصلاح النفس ....
وهذا الأصلاح يتم فيما بينك وبين نفسك
إي إصلاحها من الخلل الذي يوجد بها
ومنعها من الاشراك بالله
واتباع المعاصي والمنكرات والشهوات
التى بدورها تكون السبب في تجمع وحصد
الذنوب والخطايا والآثام .....
فإن نجحنا في إصلاح انفسنا
سينعكس ذلك على قلوبنا فينصلح حالها ...
فتكون عبادتها لله سبحانه وتعالى كما
أراد الله لهذه القلوب أن تكون مُخلصه له وحده
كما قال تعالى :
( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ
فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ ...)
32سورة الحج
والنقطة الثانية
وهي إصلاح العلاقة بينك وبين الناس
وتعني إصلاح ذات البين بينك وبين الناس
وبينك وبين زوجتك وبينك وبين اولادك وبناتك
ومجمل عائلتك .....
فعندما يتم إصلاح العلاقة بينك وبين هؤلاء
الشرائح هنا تم إصلاح شبكة
تواصليه في المجتمع
بينك وبينهم سوى جيران او اصدقاء او زملاء
كل ذلك يحدث إذا أصلحنا ذات بيننا وبين
من يلوذون بنا .....
والنقطة الثالثة
أو المفهوم الثالث للأصلاح ذات البين
هو قيام المسلم بأصلاح ذات البين
بين المسلمين في مابينهم
أي الاصلاح بين اثنين او طرفين
أو زوجين أو بين الأخوة
أو بين جارين أو شريكين
يكون بينهم خصام وعداوة
فإن فعلنا ذلك اصبحنا نُترجم
عملياً التقوى في قلوبنا فتصبح المحرك
الدافع لجوارحنا للتعامل بين الناس بحب
وهنا يأتي قول الله تعالى
أن الأصلاح يرتبط ارتباط وثيق
بين التقوى والأصلاح بين ذات البين
فحينما تُصلح ذات بينك وبين نفسك
وبينك وبين الله
وبينك وبين أهلك وعشيرتك
واصدقاءك وزملاءك
وان اصلحت بين الناس في ما بينهم
ونزعت فتيل العداوة والبغضاء بينهم
هنا تكون قد اتقيت الله وأصبحت ممن
يرضى الله عنهم ويصلح بالهم ......
فشرط الأصلاح مهما كان نوعه
هو تقوة الله الله تعالى .....
اخوتنا الكرام
وفي هذه الخطبة بأذن الله تعالى
سيتم التركيز على الأصلاح بصفة عامة
والأدلة والشواهد القرآنية على هذا الامر
فسيكون الجزء الأول هذا
فيه سرد للأدلة القرآنية
والأحاديث النبوية الصحيحة
والجزء القادم سيكون تفصيل لهذا الموضوع...
فالشواهد والأدلة هي أساس تشريع
ديننا الحنيف من قرآن وسُنة نبوية ...
لان اي كلام أو أي درس أو خطبة أو نصيحة عامة
ولاتحتوي على قول الله تعالى
واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم
لايُعتد بها ولا ينُظر لها ....
لانه من منهج أهل السُنة والجماعة
الاعتماد على القرآن والسُنة والمتمثلة
في الأحاديث الصحيحة ومفاهيم
الصحابة الكرام والتابعين لهم فقط ....
فأي كلام أو شروحات ليس لها اساس من
القرآن الكريم أو السُنة أو أقوال السلف الصالح
لايُنظر لها ولا يُعتد بها ....
فهذا هو مصدر التشريع الصحيح لأهل السُنة والجماعة
وليس كلام إنشاء لشيوخ وفئات تقوم
بتأويل ودس مفاهيم خارجة عن نطاق
كلام الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم.....
فيسترشدون بأقوال شيوخهم فقط
ولا يستعينون بمصدر التشريع الاساسي وهو القرآن
والسُنة المتمثلة في الأحاديث الصحيحة ...
وبهذه المعطيات أبين لكم اخوتنا الكرام
هذا السرد والبيان لقول الله تعالى
في أهمية الأصلاح ذات البين بين انفسنا
وبين الناس
فقال تعالى في عدة مواضع
يقول الله عز وجل:
( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ
أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)سورة االنساء
وهذا يعني أن لا خير في كثير من النجوى
مهما كان نوعها ، الا إن كانت هذه النجوى
تأمر بالصدقة أو تأمر بالمعروف أو تُصلح بين الناس
ففي هذه الحالة تكون نجوى مُباحة
شرعية صالحة ...
وقال تعالى:
﴿1﴾يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ
قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) 1سورة الأنفال
يسألك أصحابك -أيها النبي-
عن الغنائم يوم بدر كيف تقسمها بينهم؟
قل لهم: إنَّ أمرها إلى الله ورسوله،
فالرسول يتولى قسمتها بأمر ربه،
فاتقوا عقاب الله ولا تُقَدموا على معصيته،
واتركوا المنازعة والمخاصمة بسبب هذه الأموال،
وأصلحوا الحال بينكم،
والتزموا طاعة الله ورسوله
إن كنتم مؤمنين؛ فإن الإيمان يدعو
إلى طاعة الله ورسوله.
وقال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
سورة الحجرات الآية: 10
وفي تفسير لابن كثير لهذه الآية قوله :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وقوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) أي :
الجميع إخوة في الدين ،
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه
" . وفي الصحيح : "
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
. وفي الصحيح أيضا :
إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك :
آمين ، ولك بمثله " . والأحاديث في هذا كثيرة ،
وفي الصحيح : "
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ،
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالحمى والسهر " .
وفي الصحيح أيضا :
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
وشبك بين أصابعه .
وقوله : ( فأصلحوا بين أخويكم ) يعني :
الفئتين المقتتلتين ، ( واتقوا الله ) أي :
في جميع أموركم ( لعلكم ترحمون ) ،
وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه .
انتهى تفسير أبن كثير للآية الكريمة ...
وفي تفسير القرطبي لهذه الآية قوله:
  • إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
  • بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
قوله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا
بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون .
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
قوله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة أي في الدين
والحرمة لا في النسب ، ولهذا قيل :
أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ،
فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ،
وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب .
وفي الصحيحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا
ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا
عباد الله إخوانا .
وفي رواية :
لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا
ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخوانا ،
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
ولا يحقره ، التقوى هاهنا
ويشير إلى صدره ثلاث مرات
بحسب امرئ من الشر أن يحقر
أخاه المسلم ، كل المسلم على
المسلم حرام دمه وماله وعرضه
لفظ مسلم .
الثانية :
قوله تعالى :
فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل
مسلمين تخاصما . وقيل :
بين الأوس والخزرج ،
على ما تقدم . وقال أبو علي :
أراد بالأخوين الطائفتين ; لأن لفظ التثنية
يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى :
بل يداه مبسوطتان وقال أبو عبيدة :
أي : أصلحوا بين كل أخوين ،
فهو آت على الجميع .
وقرأ ابن سيرين ونصر بن عاصم
وأبو العالية والجحدري ويعقوب
( بين إخوتكم ) بالتاء على الجمع .
وقرأ الحسن ( إخوانكم ) الباقون :
أخويكم بالياء على التثنية .
الثالثة :
في هذه الآية والتي قبلها دليل على
أن البغي لا يزيل اسم الإيمان ;
لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين
مع كونهم باغين . قال الحارث الأعور :
سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه
وهو القدوة عن قتال أهل البغي
من أهل الجمل وصفين :
أمشركون هم ؟ قال :
لا ، من الشرك فروا . فقيل :
أمنافقون ؟ قال : لا ;
لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا .
قيل له : فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا .
انتهى قول وتفسير القرطبي لهذه الاية ......
وقال تعالى ايضاَ :
( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي
حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ {9} الحجرات
قوله تعالى:
(فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)
128 سورة النساء
لذلك إخوتنا الكرام نعلم
إن إصلاح ذات البين من أفضل القربات
إلى الله سبحانه وتعالى، فالإصلاح عمل جليل
وخلق كريم يحبه الله ورسوله،
وديننا الإسلامي يحث دائماً على ضرورة
الإصلاح بين المتخاصمين،
كما يحرص على جمع شمل الأمة،
وإزالة الخلافات بين أفراد المجتمع،
لأن المجتمع الأسلامي ليس بمجتمع اسلامي
إن لم تكن فيه المحبة والأخاء والود والتراحم
في مابينهم وهذا مما يقوي الصلات
بين المسلمين ....
تقوية الصلات بين المسلمين،
لأنهم أخوة كالجسد الواحد إذا اشتكي منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،
لهذا أمرهم القرآن الكريم بالوحدة في ظلال
عقيدتهم، ونهاهم عن التنازع،
وأمرهم بالصلح بين المتنازعين
فالتنازع والتدابر والأحقاد
وعدم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
ولا الاخذ بسُنته ....هي من
أسباب تصدّع وحدة المسلمين وضَعف
قوتهم وقطع روابط الصلة بينهم وذهّاب
ريحهم ،
مصداقاً لذلك قال تعالى:
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبرُواْ
إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابرِينَ)45 سورة الأنفال ،
فالمجتمع الإسلامي مجتمع متماسك
ومتعاون، مجتمع مبنيٌ على الأخوة والمحبة،
فالمسلم لا يعرف الحقد على أخيه المسلم،
بل يحمل في قلبه كلّ وُدٍّ ومحبة
وإخاء لجميع إخوانه في الدين والعقيدة،
فهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى
في قوله:
(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)،
سورة الحشر الآية 10
لذلك، فإننا نجد إذا وقع أي خلاف بين
المسلم وأخيه المسلم،
فإن الصلة بينهم لا تنتهي،
لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك،
كما جاء في الحديث الشريف:
لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا،
وكونوا عباد الله إخواناً،
ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،
(أخرجه البخاري)،
وفي عدم وجود من يُصلح بينهم
يكون الهجران هو وسيلة ناتجة
عن المنازعات والصدامات
ولكن الهجران له قواعد شرعية
لايتعداها المسلم ففي قول
الرسول صلى الله عليه وسلم توضيح لمسألة الهجر
فقال في الحديث الصحيح :
لا يَحلُّ لمسلم أن يهجر
أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فَيُعرِض
هذا وَيُعرِض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
، (أخرجه مسلم
)، وقوله- صلى الله عليه وسلم- أيضاً:
تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس
فَيُغفر لكلِّ عبد لا يُشرك بالله شيئاً،
إلا رجلٌ كانت بينه وبين أخيه شحناء،
فَيُقال أَنْظِروا هذين حتى يَصْطلحا،
أَنْظِروا هذين حتى يَصْطلحا، أَنْظِروا
هذين حتى يَصْطلحا»، (أخرجه مسلم
أما ما جاءت به السُنة المطهرة
في أمر الأصلاح لذات البين من خلال
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصُلح والأصلاح :
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه
عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ،
فَأُخْبرَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بذَلِكَ، فَقَالَ: «اذْهَبُوا بنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ»،
(أخرجه البخاري
ولبيان أفضلية الأصلاح ذات البين
على سائر العبادات
ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصحيح في قوله:
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى.
قال: إصلاح ذات البين،
فإن فساد البين هي الحالقة،
لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين
ورواه أبو داود والترمذي،
. وقوله عليه الصلاة والسلام:
أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين”.
تعد هذه العبادة من أعظم العبادات
التي أثنى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام،
وغفل عنها كثير من الناس،
لا سيّما في هذا الشهر المبارك، لقوله
وجعل الله سبحانه وتعالى إصلاح
ذات البين من منجزات تقوى الله سبحانه،
ومن الأدلة الواضحة على صدق التقوى،
فقال جلّ وعلا وعليه فينبغي
على الصائم السعي الجاد والحقيقي
لإصلاح ذات البين؛
وقال صلى الله عليه وسلم ايضاً:
جاء في الحديث الذي رواه ابن مردوية
عن أم حبيبة قالت:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
«كلام ابن آدم كلّه عليه لا له
إلا ذكر الله عز وجل؛ أو أمر بمعروف؛
أو نهي عن منكر»
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
ادلة وشواهد الأصلاح بصفة عامة
والضوابط الشرعية للعمل به
للاصلاح بين الناس
والاصلاح اخوتنا الكرام مختلف
بأختلاف نوعه
فهناك اصلاح ذات البين بينك وبين نفسك
وإصلاح بين الاهل في داخل البيت الواحد
وهناك اصلاح بين المسلمين بصفة عامة
والآيات القرآنية الكريمة تبين ذلك بوضوح
1 . وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين
وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[الأنفال: 1]
.2. إصلاح في نطاق جماعة المؤمنين وطوائفهم:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]
.3 وإصلاحٌ في نطاق الأسرة وبيتِ الزوجية:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا
إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]
. وقال تعالى:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ
إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا
بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]
4. وإصلاح بين الأفراد:
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا
وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ} [البقرة: 224]
. إصلاح يعدلُ بين اثنين، ويجمعُ بين متهاجرين
، ويقرِّبُ بين مُتظالمين، يُقادان إلى صلح
لا يحلُّ حرامًا، ولا يحرِّم حلالاً
5.. إصلاحٌ بين أصحاب الحقوق
في الوصايا والأوقاف
: قال الله تعالى:
{فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ
بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 182]
. ووعد سبحانه وتعالى من أصلح
بين الناس إيمانًا واحتسابًا أن يؤتيه أجرًا عظيمًا
فقال تعالى:
{لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ
نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلح بنفسه بين
المتخاصمين،
أمثلة على مسيرة النبي صلى الله عليه
وسلم في الأصلاح بين المؤمنين
وترغيب المسلمين في فعل ذلك ....
عن سهل بن سعد –رضي الله عنه
أن أهل قباءٍ اقتتلوا حتى تراموا
بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك،
فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم» (البخاري
وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت:
سمعت عائشة تقول:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب،
عالية أصوتهما، وإذا أحدهما يستوضع
الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول:
والله لا أفعل، فخرج عليهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«أين المتألي على الله، لا يفعل المعروف؟
فقال: أنا يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحب
(متفق عليه)
. معنى المتألي: الحالف. معنى يستوضعه:
يسأله أن يضع عنه بعض دَيْنه
. ويسترفقه: يسأله الرفق
. فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستنكر عمله،
عدل عن رأيه، واستجاب لفعل الخير،
وقد قامت في نفسه داوفعه إرضاءً لله ولرسوله.
والشاهد: من ذلك خروجه صلى الله عليه وسلم
للإصلاح بينهما،
وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في إصلاح
ذات البين ويحث عليه:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل سلامى من الناس عليه صدقة،
كل يوم تطلع فيه الشمس،
يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل
على دابته، فيحمل عليها،
أو يرفع عليها متاعه صدقة،
والكلمة الطيبة صدقة،
وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة،
ويميط الأذى عن الطريق صدقة
متفق عليه
. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن أفضل
الصدقات الإصلاح بين الناس
: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة
قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
إصلاح ذات البين،
فإن فساد ذات البين هي الحالقة
فبين صلى الله عليه وسلم أن درجة
المصلح بين الناس أفضلُ
من درجة الصائمين والمصلين والمتصدقين.
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»
وعن أنس -رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب:
ألا أدلك على تجارة؟ قال:
بلى. قال: صِلْ بين الناس إذا تفاسدوا،
وقرب بينهم إذا تباعدوا
(صحيح الترغيب:
. عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا أيوب: ألا أدلك على صدقة
يحبها الله ورسوله؟
تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا
عن أبي هريرة -رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما عُمِلَ شيءٌ أفضل من الصلاة،
وصلاح ذات البين، وخُلُق جائز بين المسلمين»
. والإمام الأوزاعي -رحمه الله- يقول:
ما خطوةٌ أحب إلى الله عز وجل من
خطوة في إصلاح ذات البين
. ولقد بلغت العناية بالصلح بين المسلمين
إلى أنه رُخِّص فيه بالكذب مع قباحته
وشناعته وشدة تحريمه
عن أُم كلثوم -رضي الله عنها
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس،
فينمي خيرًا، أو يقول خيرًا (متفق عليه)
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ،
والله يعلمُ ما تصنعون.
وسيتم استكمال موضوع الأصلاح
بتفاصيله في الجُمعة القادمة بأذن الله
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الاصلي
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=39990

اندبها 02-26-2022 01:08 AM

رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 2 )
https://www11.0zz0.com/2021/10/15/20/872803373.png
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ،
ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


أحبتي وأخوتي في الله
نتواصل مع جلوسنا في منبرنا هذا
لنستكمل ما بدأناه في الخطبة الماضية
عندما تحدثنا سوياً عن الأصلاح
ذات البين ومدى اهميته للمجتمع الأسلامي
للحفاظ على نسجه الصحيح الذي
دعى الرسول صلى الله عليه وسلم اليه في كيف أن يكون
وقد تم ذكر الأدلة الشرعية الحقيقية
من آيات قرآنية واحاديث صحيحة تبين
مدى أهمية الاصلاح في حياة المسلم
وبيئته المشتملة على بيته وعشيرته وجيرانه
وكل من يلوذ به .....
واوضحنا بعض النقاط التى تبين انواع
الأصلاح حتى نستطيع ان نقف ونتعلم في كل
مرحلة من مراحل الأصلاح لنصل للهدف الذي
اراده الله ورسوله لنا في اصلاح ذات بيننا .....
وفي هذه الخطبة بأذن الله سوف نقف
عند كل نوع من انواع الأصلاح بالشرح والايضاح
أصلاح ذات البين
وقبل أن نغوص سوياً في البيان والشرح
فلنتوقف قليلا لفهم مصطلح ذات البين ....
حيث لم يتم بيان معاني إصلاح ذات البين
من الناحية اللغوية ....
في الخطبة الماضية الجزء 1 وسوف يتم
التعريف بهذه الكلمة الأن وستكون كالاتي:
ذات البين ومعانيه
وذات البين في اللغة تعني:
هي مصدر من الفعل بَانَ،
والبَيْن:
هو البُعد والفرقة،
فنقول:
أصلح ذات البَيْن،
وبينهما بَيْنٌ شاسع،
والمقصود البُعد والفرقة،
وذات البَيْن:
هو ما بين القوم من صلة قرابة
أو نسب ومودة،
أو هو العداوة والبغضاء،
وكما يُقال في العربية
غُراب البين
وهذا تشبيه لكل من ينذر بمصيبة
بمصيبة أو فرقة أو بُعد،
فهذه الكلمة دليل للشؤم وللفرقة
أما لفظ ذات البين في القرآن
فهو كما يأتي:
ورد لفظ "ذات البَيْن
في القرآن الكريم في سورة الأنفال، قال تعالى:
( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}
والمقصود بالآية
: أي أُمِروا بالطاعة،
والمشي مع الجماعة،
وترك المخالفة والمفارقة،
أما في السُنة فقد ورد في حديث
أبي الدرداء، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم
قال:
(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِدَرجةٍ أفضلَ مِنَ الصَّلاةِ
والصِّيامِ والصَّدَقَةِ ؟ قالوا: بلى ،
قال صَلاحُ ذَاتِ البَيْنِ ،
فَسادُ ذَاتِ البَيْنِ هيَ الحالِقَةُ)
والمقصود بالحديث الكريم:
أن أفضل الأعمال هي الإصلاح بين
المتخاصمين والمتنازعين،
والنهي عن التسبب بالخصام
أو المشاجرة بين شخصين أو قبيلتين
لأن ذلك فساد ذات البَيْن هو نوع من
العداوة والبغضاء والكره التي نهى
عنها الحديث الشريف
ومُجمل المعني فإن ذات البين
تعني القرابة والمقصود بها هي الفُرقة
التى تقع ما بين كل قريب مع قريبة
وتختلف وتتعدد أشكال القرابة
فمنها ما بين المرء ونفسه
ومنها مابين أثنين
ومنها مابين الجماعة واخرى
من أولى القربى
اخوتنا الافاضل
قبل ان ننطلق لشرح كل بند ونقطة ونوع
من انواع الأصلاح
نفهم اولاً الشروط الواجبة والمهمة للمُصلح
الذي يُصلح بين الناس أو بين الفرقاء
وماهي الميزات التى يمتاز بها ليكون أهل للقيام
بالصلح .....
وهذا الشروط الواجب بتوفرها هي :
شروط الصلح،
1 . أهلية المتصالحين،
بأن تصح منهما التصرفات الشرعية.
2 .ألا يشتمل الصلح على تحريم حلال،
أو تحليل حرام.
3
.ألا يكون أحد المتصالحين كاذباً في دعواه
وليس له في الأصل حق عند الطرف الاخر ....
. 4 أن يكون المصلح تقياً،
عالماً بالوقائع، عارفاً بالواجب، قاصداً العدل.
5
.أن يكون الصلح على مال متقوَّم معلوم،
أو منفعة مباحة معلومة.
6
أن يكون الصلح في حقوق
العباد لا في حق الله......
وسائل إصلاح ذات البين
التي يتم من خلالها إصلاح ماتم إفساده
وسائل إصلاح ذات البين يعدّ تماسك
المجتمع أمراً مهماً، لما فيه من استمرار
التواصل وعدم تقطّع العلاقات بين الناس،
لذا شرّع الإسلام بعض الوسائل التي يتم
من خلالها إصلاح ما أُفسد من العلاقات بين الناس
١. ومن هذه الوسائل ما يأتي
: اقتراح ما فيه مصلحة الطّرفين
تدفع الخصومة بين الطرفين
إلى أن يتمسّك كل واحد منهما بكامل حق،
ولكنّه قد يتنازل عن شيء من حقوقه
إذا وجد أنّ الحل المقدم فيه نفع للطرفين،
لذا من أفضل ما يتم إصلاح ذات البين
هو إقناع كل طرف بأنّ الحل من مصلحته،
فيلمس كل طرف أنّ مصلحته أصبحت
في الحل لا في استمرار الخصومة،
ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
جاء عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه-
عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
بأن رجل اشترى رجلٌ أرضاً من آخر
فوجد بها ذهباً فاختصموا هل هو
للبائع أم للمشتري؟
(فَتَحاكما إلى رَجُلٍ، فقالَ الَّذي تَحاكما
إلَيْهِ: ألَكُما ولَدٌ؟ قالَ أحَدُهُما:
لي غُلامٌ، وقالَ الآخَرُ: لي جارِيَةٌ، قالَ:
أنْكِحُوا الغُلامَ الجارِيَةَ وأَنْفِقُوا
علَى أنْفُسِهِما منه وتَصَدَّقا).
٢. طلب كعب بن مالك -رضيَ الله عنه-
ديناً له من ابن أبي حدرد -رضيَ الله عنه-
واختصموا في ذلك حتى ارتفعت أصواتهما،
عندها تدخل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
بينهما. ونادى على كعب بن مالك –
رضيَ الله عنه-
وقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
(يا كَعْبُ قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ:
ضَعْ مِن دَيْنِكَ هذا وأَوْمَأَ إلَيْهِ:
أيِ الشَّطْرَ، قالَ: لقَدْ فَعَلْتُ يا رَسولَ اللَّهِ)
. فقد أصلح النبي ذات البين
وقدّم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
لهما حلّاً تتحقّق فيه مصلحة الطرفين
فيخفّف عن المدين، ويرجع للدائن ماله.
ولأهمية الأصلاح بين الناس
أباح التشريع الأسلامي المتمثل في منهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصلاح
فقد اجاز الكذب لأصلاح ذات البين
بين الفرقاء والمتخاصمين ففي هذا
الحديث الذي صححه الامام البخاري
وشرحه الشيخ أبن باز رحمه الله
في قوله:
كذلك حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط،
تقول رضي الله عنها
أنها سمعت النبيَّ ﷺ يقول
ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ،
فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا
( صحيح البخاري )
لا يُسَمَّى كذَّابًا، بل هو مصلحٌ بين الطائفتين،
أو بين القبيلتين، أو بين القريتين،
أو بين الشخصين، قالت:
ولم أسمعه يُرَخِّص في شيءٍ
مما يقول الناس أنه كذب إلا في ثلاثٍ
، وفي رواية مسلم:
"الحرب، والإصلاح بين الناس،
وحديث الرجل امرأته، والمرأة زوجها
، لا بأس بالكذب فيها:
الكذب في الحرب حتى يخدع العدو
من دون إخلالٍ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ،
لكن يفعل شيئًا يُوهِم العدو خلاف المراد،
فيحصل للقوة المسلمة فرصة في قتال عدوهم، مثل
: أن يكون العدو متحصِّنًا، فيقول الأمير للجيش أو للسرية: نرتحل، فيرتحلون وقصدهم من هذا
أن يخرج العدو، فإذا خرج كرُّوا عليهم،
فإذا ظنَّ العدو أنهم انهزموا فتبعهم العدو
فكروا عليه، وما أشبه ذلك مما يكون
في مصلحة الحرب من دون أن يُخلّ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ.
وكذلك فيما يتعلق بالإصلاح بين الناس:
يأتي قبيلة ويقول:
أصحابكم يحبون الخير لكم، ويدعون لكم،
ويحبون الصلح معكم، ويذهب للآخرين
ويقول لهم كذلك حتى يجمع بينهم ويُصلح بينهم،
ولو كان كاذبًا فيما قال، يعني:
إذا كان الكذب لا يضر أحدًا من الناس،
إنما كذب للإصلاح بين القبيلتين
أو القريتين أو الشخصين،
هذا من باب الإصلاح بين الناس،
والصلح خير، ولا حرج في ذلك؛
لأنه لم يضر أحدًا، وإنما سعى
في إزالة الشر والجمع بين القلوب.
أساسيات الصًلح بين الفرقاء
أو المتخاصمين والشروط الواجب
توفرها في المُصلح .....
تحديد أساسيات التصالح يُعدّ تحديد
الأتفاق على أرضية مُشتركة
من ضمن الأساسيات هي الاتفاق على النقاط الأساسيّة
التي يتفق عليها
الأطراف المتخاصمة بشكل واضح،
كأرضية مشتركة تساعد على الوصول
إلى تسوية، وتحُدّ من حدوث أيّ نزاعات
مستقبلية فيما بينهم، حيث سيفهم
كلّ شخص أنّ تقديم بعض التنازلات
يساعد على الوصول إلى حلّ
للخصام مع الآخر.
حتى تكون مدخل لبدء التفاوض والأصلاح ....
2 . توضيح أهمية الصلح يجب
أن يوضّح المُصلِح مدى أهمية تأثير
العلاقات الاجتماعيّة على الشخص،
حيث إنّ الأسرة، والأصدقاء،
وأيّ علاقات اجتماعيّة أخرى تعدّ
مهمة بشكل كبير، ولا يجب الخوض
في نزاعات وخلافات تدمّر هذه العلاقات،
أو قد تؤذي الإنسان نفسياً وصحياً
لما يترتّب عليها من قلق وتفكير
في المشاكل والخلافات.
3 . الموضوعية بعد تحديد أسس الاتّفاق
يجب توضيح مدى أهمية تحقيق
حلّ مناسب للطرفين، فمن الطبيعيّ
أن يتمسّك الأشخاص بمعتقداتهم وقيمهم
أثناء المفاوضات، لكن هذا سيؤدي إلى
عناد الأطراف أكثر، لذا على
من يقوم بالإصلاح التأكّد من
أنّ كلا الطرفين لديه وجهة نظر متوازنة،
وأن يحرص على أن لا يتحيّز إلى أيّ منهما؛
ليطمئنا بأنّ القرار سيكون في صالح كلاهما
3 . الابتعاد عن الأنانية يجب أن يبتعد
من يصلح بين الأشخاص عن التفكير
في ذاته أو بشكل عاطفيّ،
وأن يحرص على أن يصغي إلى عقله بشكل كامل
حتى لا يتحيّز لأحد، لذلك من
الضروريّ أن يتحدّث بحكمة،
ويتعامل مع الوقائع، والحقائق لتوجيه
الأطراف المتخاصمين، بالإضافة إلى
أنّ على من يصلح أن ينتبه لعدم
التناقض حتى لا يشتّت غيره أو نفسه.
4 . الاستماع للآخرين خلال حلّ أيّ
مشكلة من الضروري الاستماع إلى
أطراف الخلاف، وإتاحة الفرصة
للجميع لتوضيح وجهة نظرهم بشكل
واضح، وبالتالي سيتفهم المصلِح جميع
وجهات النظر، والأهم من ذلك أنّ
المتخاصمين سيستمعون
إلى بعضهم البعض بطريقة واضحة ومباشرة
وهذه النقطة مهمة في المًصلح
في أن يستمع للاخرين لفهم لُب المشكلة
وحبذا لو يفهم المشكلة وحيثياتها
قبل أن يجلس اليهم للمصالحة
حتى تكون له فكرة كاملة عن المشكلة
ولم يبقى الا الاستماع للاطراف مباشرة
وفهم طريقة فهمهم للمشكلة وطريقة حلها ....
5 . التعاطف مع الجميع ينبغي
على من يقوم بالإصلاح أن يتعاطف
مع كلا الطرفين للاقتراب منهم وفهم
وجهة نظرهم، وبعد ذلك يمكنه تكوين
وجهة نظرهِ الخاصة وإقناعهم بها،

وأخيراً الوصول إلى حلّ يرضي جميع الاطراف
وهذه النقطة وهي التعاطف مع الجميع
والتعامل معهم كأنهم اخوته أو جيرانه
أو اقرب الناس اليه حتى يشعروا
بالميل نحوه وتقبل ملاحظاته وحلوله
وذلك لكي يقترب من نفسياتهم وفهمها
وفهم الجوانب المظلمة فيها لينيرها بذكاءه
وفطنته وفهمه لهم .......
6 . استخدام الكلمات بحرص
فيتم استخدام عبارات مؤثّرة وواضحة
لها وقع إيجابيّ في نفس الإنسان،
ولها أثر كبير في حلّ الخصام بين الأشخاص،
والوصول لأهداف فردية أو مشتركة،
فعلى من يُصلِح بين الأفراد أن يستخدم
عبارات إيجابيّة لجعل الأطراف يشعرون
بالاطمئنان، كقول:
(نعم، أنا أتفهّم وجهة نظرك)،
أو (أفهم ما تقصده تماماً)،
بينما عليه تجنّب استخدام
كلمة لا لأحدهما، أو إظهار
عدم الاتفاق مع ما يقول
وهذه النقطة مهمة ايضاً للمصلح
أن يتعامل مع الخصوم على أنهم عقلاء
وصوتهم مسموع ويكون ذلك بترك مساحة
من الوقت لكل طرف في أن يدلوا بدلوه ويتكلم
ويفصح عن رأيه في المشكلة
ويقوم هنا المًصلح بالتشديد علي الخصوم
أن يحترموا بعض وأن يسمعوا لبعض
وأن لايقاطعوا بعض اثناء سرد البيانات
والوقائع فالكل يتكلم ويأتي بحجته
حتى تكون الرؤية واضحة امام المُصلح
فيستغل ماجاء فيها من نقاط توافق بينهم
ويستعملها لنزع فتيل الخسام والتشاحن
وايضا لايتهم احد بأنه جاهل او غبي او
لايعرف يتكلم أو ليس متعلم .....
فهذا الامر سيزيد من سوء نفسية أحد
الخصوم ويشعر انه تم اهانته وبالتالي سيرفض
أي نوع من انوا ع الاصلاح ......

7 . التصرف بذكاء حتى لو كانت
المفاوضات تسير بشكل هادئ وسَلِس،
فعلى من يصلح بين الأشخاص
أن يتوقّع أيّ نقاش حاد، أو إساءة لفظية،
أو حتى عدوان جسديّ بين المتخاصمين،
لذا من المهم القدرة على الحفاظ
على هدوء الأشخاص، والسيطرة
عليهم بشكل ذكيّ؛ لتجنّب أيّ نزاع،
أو إساءة فيما بينهما
وهذه النقطة اخوتنا الافاضل
مهمة وهي التوقع قبل الجلوس للمصالحة
أن يتوقع المُصلح ان سيكون هناك
حِدة في النقاش وربما اساءات لفظية
او حتى سب وشتم المتخاصمين في مابينهم
هنا واجب المًصلح أن يكون قادر على
تهدئه الوضع والحفاظ على هدوء الاشخاص
ويكون ذلك بعدم اتهام طرف دون الاخر
بأفساد جلسة التصالح ....
والاهم من ذلك أن يضع في اعتباره
أنه سيناله جزء السب او الشتم أو الرفظ
أو توجيه تهمه له من قِبل الاطراف
واتهامه بالانحياز لجهه دون الاخرى
هنا الواجب على المصلح أن لايغضب لنفسه
بل يتحمل بسعة صدر وبهدوء
وأن لا يتكلم عن نفسه ويظهر نفسه أن بارع
أوأن يهدد المتخاصمين بالانسحاب إن استمر
تعنتهم ورفضهم للصلح ......
لان المتخاصمين ينظرون له كأنه قاضي
يقضي بينهم
فلا بد أن يتحلى بالذكاء والفطنة والصبر والأحتمال
لان اجر المًصلح عظيم وتأتي عظمته
في صعوبة الأصلاح بين الناس والمخاطر التى
ربما تحدث اثناء جلسة المصالحة ......
8 . تقدير موقف الطرف الآخر من
الصعب أن يفهم الإنسان أحداثاً،
أو مشاعر لم يمرّ بما يشبهها سابقاً،
لكن على من يُصلِح بين الأشخاص
أن يحاول دائماً أن يتخيل نفسه مكان
الأشخاص الآخرين، وبذلك يستطيع
أن يتفاهم معهم بشكل أفضل؛ لأنّه قد
أصبح على معرفة بما قد واجهه الخصمان
وهذه الحالة وهي تقدير الموقف
وفهمه والعمل على استيعاب حيثياته
ووضع المُصلح نفسه في موضع أحد الفرقاء
وذلك لفهم الأرضية والنفسية
التى يعيشها الخصمان .....
وهذه النقطة لاتتوفر الا في المُصلح الذي يقوم
بالاصلاح أن يكون ذو مكانة علمية لفهم الفكر الانساني
والسلوك البشري وايضا ذو مكانة مرموقة بين
المتخاصمين وفي العادة يقوم بهذا الامر
أحد كبار المصلحين المعروفين بالالتزام الخلقي
والديني والصمعة الطيبة في المجتمع...
والذي يكون له تأثير على الخصوم ....
أما أن يتدخل احد المصلحين بأسلوب
يستفز المتخاصمين في أنه يميل لأحد الاطراف
دون الاخر ويبرر لأحدهم افعاله ويقوم
بالهجوم على طرف دون الاخر وكأنه يثأر لنفسه
هذه النوعية من المصلحين لاتنع أن
تتبوأ مكانة الأصلاح بين الناس ....
لانه ليس له مصداقية لغضبة وحدة الفاظه
وتهجمه وميوله وانحيازه لطرف دون الاخر
هنا المصالحة ستفشل وستتعمق هوة الفُرقة
بين المتخاصمين ....
9 . طرح الأسئلة المناسبة عند الحيرة
في أمر ما خلال النقاش مع الأطراف
المتخاصمة، يجب طرح الأسئلة
بشكل مناسب وواضح، مع الحرص
على طريقة طرح السؤال بصيغة لطيفة،
وغير متكلّفة، أو مزعجة للآخر حتى يتم
الإجابة على التساؤلات بصدرٍ رحب
فكل هذه الشروط الواجب الاعتناء
بها عند من يرى في نفسه الكفاءة
في الأصلاح بين الناس .....
الكلام الواجب استخدامه
اثناء جلسة المصالحة بين ذوي الرحم
وللوصول لنتائج جيدة اثناء الأصلاح
لابد من توفر سلاح مهم يستعمله
المُصلح
أقوال تستخدم أثناء جلسة الصلح
الإقناع هو وسيلة وصول المصلح
إلى عقول المتخاصمين وقلوبهم،
ذوي صلة الرحم
من اشقاء او شقيقات او أقارب
الرابط بينهم صلة الرحم ....
وهي الكلمة ..... فابالكلمة المناسبة
واللفظة المساعدة تنجح مساعي الأصلاح
بين المتنازعين
وفيما يلي بعض الأقوال التي
قد تساعد في ذلك:
تذكير المتخاصمين بأهمية صلة
الرحم وعلاقتها برضا الله وسخطه،
والاستعانة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: من كان يؤمن بالله واليوم فليكرم ضيفه،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليصل رحمه،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليصمت
. رواه البخاري ومسلم
تذكيرهما بارتباط مغفرة الله تعالى
بصلحهما، والاستشهاد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم
الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال:
انظروا هذين حتى يصطلحا،
انظروا هذين حتى يصطلحا،
انظروا هذين حتى يصطلحا)
. (رواه مسلم)
وهذا الحديث شرحه الشيخ
ابن عثيمين رحمه الله
في قوله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس
فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء
فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا
أنظروا هذين حتى يصطلحا
رواه مسلم
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث ذكره المؤلف النووي رحمه الله
في كتابه رياض الصالحين
في باب تحريم التباغض والتدابر
والتقاطع عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تفتح أبواب الجنة في كل يوم اثنين وخميس
فيغفر لكل مسلم إلا رجلين بينهما شحناء
فيقال أنظروا هؤلاء أنظروا هؤلاء
حتى يصطلحا
وكذلك عرض :
الأعمال على الله عز وجل يوم الاثنين
والخميس فيغفر لكل مسلم إلا رجلين
بينهما شحناء فيقال أنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا
فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان
أن يبادر بإزالة الشحناء والعداوة
والبغضاء بينهم وبين إخوانه حتى
وإن رأى في نفسه غضاضة وثقلا في طلب
إزالة الشحناء فليصبر وليحتسب
لأن العاقبة في ذلك حميدة والإنسان
إذا رأى ما في العمل من الخير والأجر والثواب
سهل عليه وكذلك إذا رأى الوعيد
على تركه سهل عليه وإذا كان الإنسان
لا يستطيع أن يذهب إلى الشخص
ويقول يجب أن نصطلح ونزيل
ما بيننا من العداوة والبغضاء فبإمكانه
أن يوسط رجلا ثقة يرضاه الطرفان ويذهب
إليه ويقول إني أجد بينك وبين فلان
كذا وكذا فلو اصطلحتما وأزلتما
ما بينكما من العداوة والبغضاء
فيكون هذا حسنا جيدا والله الموفق
( انتهى شرح الشيخ ابن عثيمين ).....



هنا اخوتنا الكرام
الأرضية ستكون سهله في التعامل مع
المتخاصمين ذوي صلة الرحم
فالمسلم يغضب ولكن إن سمع
كلام الله يتوقف
ويتدبر ويراجع نفسه .....لماذا .....؟
لان الشيطان الحريص على التفريق بين
هذا المسلم أو المسلمة وبين اخوة بعضهم بعض
هذا الشيطان ينزوي ويندحر بمجرد سماعه
لكلام الله المتمثل في الآيات القرآنية
التى تختص بصلة الرحم والتى تتحدث عن
اساليب الشيطان في التفريق بين الاخوة والاشقاء
لذلك وجب على المُصلح الذي يقوم بدور الأصلاح
أن يذكر الفرقاء المتخاصمين بكلام الله
واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الاصلام ذات البين
لا أن يسترشد المُصلح اثناء جلسةالصٌلح
بكلام واقوال شيوخ او افراد لايعرفها
أحد من المتخاصمين
لكن ذكر القرآن والاحاديث يكون وقعه على القلب
اكبر من أي حديث أو استشهاد لكلام اخر .....
. إبطال يمين من حلف منهما بقطع أخيه
وإتخاذ اليمين في قطع اواصر
الأخوة بين الأخوة وبين الاخرين .....،
و واجب المُصلح أن يدعوا المتخاصمين
لتكفير أيمانهم بفتوى شرعية استشهاداً
بقوله تعالى:
(وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا
بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).244 البقرة
وهذه النقطة كثيرا ما نسمع عنها بين
المتخاصمين في أن احدهم حلف يمين أن لا يكلم
الطرف الاخر حتى الممات ....
هنا المًصلح لايقول كلام عامي أو كلام
لايقتنع به الشخص الذي حلف بالله أن يقطع
صلته بالطرف الاخر ....
بل يقول كلام لا مجال لأنكاره أو نقده أو رفضه
وهو كلام الله سبحانه وتعالى في مايختص
بحلف اليمين ....
لان الذي يحلف يمين بأن يقاطع
اخوه أووالديه او جيرانه
أو احد من اقاربه أو أي فئة اخرى
في واقع حاله يتحجج بأنه قد سبق السيف العزل
أي بمعني لقد نطق بالله حالف بالله أن لايرجع
عن يمينه في مقاطعة الطرف المقابل
هنا يقطع المُصلح حجته ليس بكلام هنا وهناك
بل بفتوى شرعية صحيحة متمثلة في آيات
من القرآن الكريم واحاديث الصحيحة....
عندها لايجد هذا الحالف أي مبرر للأستمرار
في غيه وفي رفضه الرجوع والاصلاح .....
وهذا بيان من الشيخ ابن باز رحمه الله
في اجابته عن سؤال من حلف يمين وكفارته
فقال رحمه الله :
، فإن عليك كفارة يمين،
، وهي إطعام عشرة مساكين
أو كسوتهم،.....
لقوله تعالى:
( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ
فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ
مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ
أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ
ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ
وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) 89المائدة
أن عليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين
من قوت البلد لكل مسكين نصف صاع،
يعني: كيلو ونصف تقريباً,
مسكيناً ثلاثين صاعاً من التمر
أو الحنطة أو الرز أو الشعير لكل مسكين نصف صاع،
يعني: كيلو ونصف تقريباً لكل واحد
لذلك عندما يسمع هذا الذي يحلف بالله
أن يقاطع اخاه أو اخته أو احد من أهله
هذا الحديث وهذه الفتوى الشرعية في كفارة
اليمين هنا لايجد مناص من أن يرضخ للمصالحة
لان حجته بطلت وانتهت بأنتهاء كفارة اليمين .....
انتهى كلام الشيخ ابن باز ......

والاصلاح اخوتنا الكرام يختلف
بأختلاف نوعه فقط
أما هدفه فهو واحد .....
وسنتوقف على كل هدف من الأصلاح
لبيان والغوص في معناه والرسالة الواجب
العمل بها وعليها في الاصلاح ذات البين ....
1 . وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين
وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
الأنفال: 1
وهو إصلاح المسلم لنفسه في مابين
نفسه وبين الله أي بمعنى اصلاح النفس
من الشهوات والقيود التى تقيدها لمنعها
من الأنطلاق لعبادة الله سبحانه وتعالى
دون أن تكون مقيدة بسلاسل النفس
والشيطان وغلبه الشهوات ....
فإن أصلح المسلم نفسه يكون قد إتقى
الله وشعر بحلاوة الأيمان في قلبه وجوارحه
وتعاملاته مع الاخرين ....
وقد بيّن العلماء أن هناك طرق ووسائل
لأصلاح النفس والتى تساهم في تقويم النفس
وهذه الخطوات يعتبر تتبعها سهل لمن
أراد أن يُصلح ذات بينه
قبل أن يُصلح ذات البين بين الناس الأخرين ..
وهذه الطرق والوسائل هي :
أ . إصلاحُ النّفس عن طريق الخطوات
السهلة، فقد يبتدئ الإنسانُ
بإصلاح نفسه بكلمة طيبة يقولُها
لمن أساء إليه، وتكون تلك الخطوة السهلةُ
طريقاً للوصول إلى منهج إصلاح النفس
ويكون ذلك بالتقرب الى الله والعمل بتشريعاته
والدعاءُ، فالدعاء هو من أقوى
طرق إصلاح النفس الإنسانية،
ويكون هذا الدعاء أقوى في حال خلوِّه
من موانع الاستجابة، مثل الظلم،
أو كثرة الذنوب، أو الغفلة التي تطغى على القلب
. أساليب إصلاح النفس الأمارة بالسوء من
الأساليب التي يمكنُ اتباعُها لإصلاح
ب . قيامُ الإنسان في بداية اليوم
بمشارطة نفسه على ترك السيّئات، والتزام الطاعات.
مراقبةُ الإنسان نفسَه باستمرار،
وأن يقيّم إلتزامها بما اشترطه عليها،
والنظر إن كانت قد أوفت بذلك، أم لا
ج . محاسبةُ الإنسان نفسَه على أفعالها،
وأقوالها. مجاهدةُ الإنسان نفسَه على ترك السيئات،
وإلزامها باتباع طريق الهدى، والطاعة،
وأن يجبرَها على مخالفة الهوى
بطرق ووسائل شرعية لتربية النفس الإنسانية
من الوسائل الشرعية التي تُسهِم في تربية،
وإصلاح النّفس الإنسانية هي قراءةُ القرآن الكريم،
وحفظُه، وتدبر آياته، والمحافظةُ
على الأذكار، والتخلّي بالنفس عند العبادة،
ومصاحبةُ أهل الذكر والطاعة،
والبكاءُ على الذنوب،
ومحاسبةُ النفس عليها.
فكل هذه النقاط اخوتنا الكرام هي وسائل
مساعدة لأصلاح النفس وتنظيفها مما يعلق بها ...
.2. إصلاح في نطاق جماعة من
المؤمنين وطوائفهم:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9
فكيف يتم الاصلاح بين الطوائف المسلمة
في مابينها هنا وجب أن يتقيد المُصلح
بضوابط ونقاط مهمة لنجاح عملية الأصلاح
التى سيقوم بها بين الطائفتان المتنازعتان
وهذا النداء موجه للذي يسعى للصلح
بين الطوائف من المؤمنين الذين تنازعوا
وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا
-أيها المؤمنون- بينهما بدعوتهما إلى
الاحتكام إلى كتاب الله وسنة

رسوله صلى الله عليه وسلم،
والرضا بحكمهما، فإن اعتدت إحدى
الطائفتين وأبت الإجابة إلى ذلك،
فقاتلوها حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله،
فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف،
واعدلوا في حكمكم بأن لا تتجاوزوا
في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله،
إن الله يحب العادلين في أحكامهم
القاضين بين خلقه بالقسط.
وفي الآية إثبات صفة المحبة لله على الحقيقة،
كما يليق بجلاله سبحانه.
.3 وإصلاحٌ في نطاق الأسرة وبيتِ الزوجية:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا
إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35
وعلى هذا الأساس المتين الا وهو
القرآن الكريم في وجوب الأصلاح بين الأزواج
وإرجاع الوئام والحب لبعضهم بعض
لابد أن يتم مراعاة شروط هذا الأصلاح
ففي الحياة الزوجية تحدث خلافات
كثيرة واضطرابات عديدة ،
وهذا من الطبيعي لاختلاف الثقافات
والعادات والتدين والأخلاق بين الزوجين
وللتفاوت المالي والثقافي أحياناً
ولغير ذلك من أسباب الخلاف .
ولكن مع هذا الخلاف لابد أن نعلم أنه
ربما تزداد وتيرة الخلاف حتى تقسو
القلوب وتسوء الألفاظ بينهما وتصبح الحياة
لا طعم لها , ويبقى قرار البقاء فقط لأجل الأولاد .
فحينها لابد من التدخل عبر مايسمى " الصلح بين الزوجين " وربنا يقول " والصلح خير " .
وإذا كان الصلح بين المتخاصمين من
أحب الأعمال عند الله فكيف
إذا كان الصلح بين الزوجين
الذين قضيا فترةً لابأس بها مع بعض
ربما تجاوزت العشر سنوات في بعض الحالات .
ولما يترتب على الصلح من التوافق الأسري
والسلامة من الطلاق الذي يحمل
في طياته المشاكل النفسية لدى
الطرفين والأولاد وربما حصل بعده
أنواعاً من الاضطرابات والنتائج
السيئة التي يعجز القلم عن الكتابة فيها .
لذا كان الصلح لازماً بقدر مانستطيع
لعل الله ينزل السرور والمودة بينهما
ويبصر الغافل منهما بحقوق الآخر .



وهذه بعض القواعد والإشارات في
" الصلح " لعلها تضيء
الطريق وتفتح الآفاق أمام المُصلح
عندما يقوم بالأصلاح بين الزوجين
وهذه القواعد سوف تساعده على مهمته ....
1. حينما تكبر المشكلة بين الزوجين
وتصل للضرب والإهانات
وتقارب الطلاق فلايصح فقط
أن يقدم المخطئ اعتذاره
بل الواجب هو معرفة الأسباب ونزعها
من جذورها نهائياً وليس فقط اعتذارات
سهلة بدون معرفة اساسيات المشكلة
حتى يتسنى لهم الرجوع بثقة وبثبات .....
يجب معرفة السبب وذلك من خلال جمع المعلومات بالتفصيل والسماح لكل طرف من الحديث عن
الآخر بكل هدوء وكتابة تلك الملاحظات في ورقة
وهذه النقطة مهمة حتى يتم معرفة اساس المشكلة
وطرق حلها والتوفيق بين المتنازعين من الأزواج
فمعرفة المشكلة تعبتبر اساس أيجاد الحل للمشكلة ....
أما بدون معرفة اساس المشكلة فمن الصعب
ايجاد حل في جلسة المصالحة ..... .
2 . تقديرالأمور والملاحظات والمقترحات
التي يطرحها الطرفان حسب الشرع لا حسب العادات والتقاليد , لأن بعض النساء تشتكي
من أمور مخالفة للشرع عند زوجها
فهنا لابد من رضوخه للشرع
وكذلك الزوجة حينما ينتقد زوجها
عباءتها مثلا وتحدث الخلافات
بينهما فيجب عليها الانقياد للشرع
والسمع والطاعة .
3- تقديم الاعتذار من المخطئ .
في وجود طرف من أهلها ومن أهله
في وقت الصلح وأن يشهدوا
على ذلك ليكون الرجوع
بينهما فيه نوعاً من الجدية .
4- حينما يعرف أهل الزوج بالموضوع
فإن كان الخلل منه فلابد من تأديبه
بالطريقة المناسبة وأن يحترم مشاعر زوجته ،
وإن كان من جهة الزوجة فلابد من
أن يتدخل والديها بكل حزم ويؤدبونها
حتى لاتعود لهم وهي تحمل لقب
" مطلقة " وأما البرود الحاصل
الآن فهو والله سبب الرجوع للمشكلات
5- وجود شهود مثل :
العم والخال وكتابة ورقة لإثبات
الحقوق والطلبات بينهما وهذا يكون
عند الخلافات القوية كالطلاق والضرب
ونحوها وأما الخلافات الخفيفة فلا أنصح بهذا .
6- ضبط الأمور المالية كتابةً وبالبصمات
إن وجدت وخاصةً إذا كان المظلوم
هو المرأة وليس لديها إثباتات
على مساعدتها لزوجها إلا مجرد الحوالات البنكية .
7- من الخلل الصمت عند الصلح
والاكتفاء بالرضاء في ما بينهما بحجة عدم تكبير المشكلة
من الخلل أن تصبر الزوجة على
الظلم من زوجها من أجل الأولاد بدون
أن يعترف الزوجة بخطأه ويتعهد بأن لايعود
وهذه النقطة مهمة وهي أن لاتصمت الزوجة
بحجة عدم تكبير المشكلة والصبر على الزوج
من أجل الابناء بدون أن يعترف الزوج بظلمه
لزوجته وعدم تكرار هذا الظلم .....
أما أن تصبر هي وترضى وتسكت في الوقت
نفسه الزوج لايهتم ويتكرر منه الخطأ على زوجته
أكثر من مرة .....هنا يعتبر سكوت الزوجة من الخطأ
فلابد أن تطالب بحقها وحق اولادها والتعهد امام
المصلحين في أن زوجها يتعهد
امامهم ان لايعيد ظلمه لها.
8- أيضاً بعض الرجال يعتذر
مع أن الخطأ في الحقيقة على زوجته
ولكنه يفضل الاعتذار ونسيان المشكلة
لأجل الأولاد ، ولكن بعد أيام تعود المشكلة
كما هي لأننا لم نعالج جذورها من
جهة الزوجة والاكتفاء بالصبر
عليها لأن الطلاق يفرق الأولاد و.. .
وهذا ربما يكون السبب في ازدياد المشكلة
ويكون ظُلم الزوجة لاينفع معه السكوت
فيجب على الزوج أن يُبلغ أهل زوجته
من خلال المتدخلين أن يضمنوا له ولأولاده
عدم تكرار المشكلة من زوجته
والا فالفراق والطلاق هو الحل ....
وهذا الامر يعرفه المُصلح لانه متواجد
داخل المشكلة ......
9- عند الصلح يجب أن نعرف
أن دموع المرأة ليست دليلاً على صدقها .
وعند الصلح يجب أن نعرف
أن رفع الرجل صوته وقوة شخصيته
ليست دليلاً على أن الحق معه .
10 . حينما نقرر أن الخلل من جهة الزوجة
فقد يكون الأفضل هو ترك الزوجة عند
أهلها فترة من الزمن لكي تعرف قدر
الزوج وواجباته ولكي تعرف أن أسرتها
ليست كل شيء وأن بيت الزوجية هو مستقرها .
11- بعض الرجال قد يظن أن الزوجة
لاحق لها في نصيحته على عيوبه ،
وتجده يرفض كلامها مما يسبب زيادة
الخلاف ورفض الصلح .
من الخلل السكوت عن بدايات
المشكلة بحجة أنه لايخلو بيت من مشكلة ,
يجب أن نحلها من البدايات بكل حزم وذكاء وحكمة .
لابد من تصحيح الخطأ من
صاحب المشكلة بشكل واضح ومثاله :
- إن كانت الزوجة اخطأت على والدة
الزوج فلابد أن تأت وتعتذر لها .
- إن كان الزوج ضرب زوجته أمام أولاده
فيعتذر أمامهم ويقول : أنا أخطأت
وأمكم حبيبتي ولكن الشيطان هو السبب .
بعض الناس يقول الصبر لابد منه
وهكذا يتجاهل الصلح ولايرغب في إخبار
أهلها من باب الكتمان ، ولكننا نجهل
أن الصبر له حدود ، وأن الصبر
قد يجعل المصيبة تزداد وتتراكم على
الطرف الثاني حتى ينفجر من الهم
والقلق والحزن وربما تصل الحالة للانتحار .
هناك البعض من يقول :
لاتتدخلوا بينهما فالبيوت لها أسرار ،
ولابد من الكتمان ، وهذا صحيح من جهة
وهي حينما تكون الخلافات طفيفة وبسيطة ،
فكل بيوتنا فيها خلافات ، ولكن حينما تكون
الخلافات كبيرة وعميقة فلابد من
التدخل بقوة وحكمة ، حتى لايتصرف
أحد الزوجين تصرفاً نندم عليه
لاحقاً ثم نقول ليتنا عرفنا المشكلة
من بداياتها ووضعنا حلولاً لها .
عند إرادة الصلح لابد من وجود
الحكماء من الأسرتين ، وليس شرطاً
الوالدين ، فربما كان والد الزوجة متوفى
، وإخوتها أصغر منها ، فهنا يتدخل
عمها ونحو ذلك من أصحاب الحكمة .
وكذلك الزوج فربما كان
والده كبيراً ومريضاً فهنا يتدخل
الأخ الأكبر أو الأصغر إذا كان حكيماً .
الصدق في الصلح سبب للبركة
في الإصلاح وربنا يقول "
إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ".
لابد من الرفق في الصلح والعدل
مع الطرفين ، وبالعدل تنجح الأمور "
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " "
إن الله يأمر بالعدل " ولايكن حبنا للزوجة
فهذه اخوتنا الافاضل
بعض النقاط المهمة الواجب استيعابها
من قِبل المُصلح الذي يصلح بين الزوجين
حيث يكون عنده دراية بما يقدم عليه ....
وعلى أسس سليمة مهمة
للاصلاح بين الأزواج .....



أما الأصلاح بين الأزواج
في المسائل الخاصة بالمعاشرة
والتى تعتبر هي أيضاً من الأسباب
التى تؤدي إن لم يتم حلّها
الى الفراق وتشتت الأسر والأبناء
وأهمية الأصلاح بين الزوجة والزوج
في مثل هذه الحالات يعتبر من أفضل
الأعمال التى يقوم بها المُصلح
والذي من المفترض أن يكون شخص
ذو مواصفات خاصة تمكنه من الأصلاح
والتدخل في حياة الزوجين المتخاصمين
الخاصة في الفراش بينهما
فكثير اخوتنا الكرام
من يضن أن هذه المشاكل غير ذات
أهمية ولن تكون سبب في استحالة العِشرة
بين الزوجين
وفي الحقيقة لو نظرنا نظرة واضحة ثاقبة
على المشاكل المتداولة في قاعات المحاكم
ظاهرها مشاكل مادية أو سلوكية
وباطنها والمخفي منها مشاكل تختص بالمعاشرة
الزوجية في حجرات النوم وغياب الأحاسيس
والمشاعر والحُب والألفة بينهم
لانه في وجود الحُب والأنسجام في مابينهم
تذوب هذه المشاكل ويتم حلها داخلياً
بدون تدخل المصلحين.....
وعلى اعتبار أن المرأة أو الرجل
أعطاهما الله سبحانه وتعالى من الحقوق
والواجبات تجاه بعض في امور المعاشرة
فإوصى الرجل بالمحافظة على حقوق المرأة
وكذلك اوصى المرأة بالمحافظة
على حقوق الرجل الشرعية
هنا قرر التشريع الحكيم أن غياب الرضى
والتفاهم بين الازواج في هذه المسائل
يعد سبباً في الفراق والانفصال.....
فهناك من الرجال من يطالب من زوجته
اشياء حرمها الله ومنعها الدين.....
وهنا المرأة الملتزمة التى تخاف الله
ترفض طلباته فإن رجع عن ممارساته
والا من حقها ان تطلب الطلاق او الانفصال
حتى يتم حل هذه المشكلة
أو هي تكره منه أشياء تنفرها منه
وتجعلها تبتعد عنه وتهرب وتتحجج بحجج
لتمتنع من معاشرتها أو حتى النوم بجانبها...

وكذلك هناك من الرجال من يتقدم لقاعات
المحكمة لطلب الطلاق او الانفصال لأسباب
خاصة بينه وبين زوجته ومنها رفضها وابتعادها
عن مطالبه الشرعية بدون اسباب حقيقة وحجج واضحه
يهدد دينه بالضياع أي سيلجأ الى وسائل
محرمة لأستبدال زوجته بإتباع الزنى
والبحث عنه خارج نطاف البيت والاسرة ....
وهذا امر خطير يهدد كيان بيت الزوجية
وهنا الزوج يسعي للطلاق مباشرة دون
أن يسمح للمُصلحين اصلاح مابينهما
لااعتقاده أو لأعتقادها ان هذه الامور خاصة
ولايجب الاصلاح حولها او التحدث فيها
ولكن الصحيح هو أن تسمح المرأة أو الرجل
للاصلاح ولدخول المصلحين الحقيقيين في حل
هذه المشاكل وعادةً تكون حلها في قاعات المحاكم
الشرعية مع مختصين من القضاة وفي جلسات سرية
يكون بحضور الزوج والزوجة
فقط ......
ويتم التباحث حول مايحدث وكل من الطرفين
يحضر ادله سوى طبية او يكون اليمين الشرعي
هو الحل والحد الفاصل بين صدق الدعوة من عدمها ..
ولأهمية هذا الامر وخطورته بين الأزواج
نوضح بعض النقاط المهمة على المُصلح أن يتبعها
لنزع فتيل الفراق والانفصال وتشرد الاطفال ....
المشاكل الخاصة في الفراش
بين الزوجين
هنا في هذه الحالة فقط وجب
أن يحضر الطرفين فقط وفي جلسة
سرية بينهم وبين من أراد الأصلاح
والذي اتفقنا في بداية هذه الخطبة على أن يكون
المُصلح متقي الله ويتمتع بالعقل والأتزان
والحكمة والثبات والحفاظ على أسرار الزوجين
هنا يجب ان يفصح كل طرف في سبب
المشكلة .....
أما إن كان الامر في المحكمة هنا القاضي
يجتمع بالطرفين فقط وفي مكان سري
مخصص في المحكمة للجلسات السرية
ولا يحضره احد
لان الذي سيدور بين القاضي او المُصلح
وبين الزوجين هي امور شخصية تختص
بالفراش والممارسة والنكاح في مابينهم ....
وهذه النقطة مهمة جدا جدا وأهمالها قد يتسبب
في تضخم المشاكل وحتى صعوبة ايجاد حلول لها
لان الطرفين لايريدان الافصاح
عن سبب المشكلة لأنها خاصة
وهذا إن كان الامر يختص بالزوجة فمن حق
الزوج أن ينصح زوجته ويبين لها حقوقه الشرعية
إن أهملته وتركته ولم تهتم ولم تبالي برغباته البشرية
وتتحجج بحجج واهية والتمنع من امامه.....
أو تكره منه شيء وتبغض حتى النوم بجانبه .....
فإن وجد ان ما يقوله الزوج صحيح في أنها
مهملة في كل شيء ولاتبالي بما يحتاجه زوجها
هنا ينظر المُصلح أو القاضي....
لعل الزوجة لها أسباب صحية
أو اسباب تجعلها تكره زوجها
فالقاضي أو المصلح هو من يقوم بنصح الزوج
وأرشادة للسبل والطرق التى تحبب زوجته له ....
أما أن اشتكت الزوجة من زوجها من هجرانه لها
هنا وجب على القاضي أو المُصلح أن ينظر لسلوك الرجل
أي الزوج في هل هو متزن وعاقل ونظيف ولايتبع
شهواته اينما حلت أو هناك مرض معين يمنعه من أن
يقترب من زوجته ويعطيها حقوقها الشرعية
لان الزوجة هي انسان قبل
كل شيء ولها مثل ماعليها
تجاه زوجها .....
ولايصح اهمال رغباتها وكبتها واحتقارها
لانها سترتكب جُرم أشنع
ان استمر الزوج في اهمال زوجته
والمصلح دوره هنا هو التوفيق بين الاثنين
إما أن وجد ان هناك امر صحي يمنع الزوج أو الزوجة
من الاقتراب من بعضهم بعض
هنا تخير الزوجة او الزوج في أما الصبر والعلاج
أو الفراق بالنسبة للزوجة أو الزواج بالنسبة للزوج
إن وجد الخطا من الزوجة
وترفض العلاج أو النصح أو الارشاد .....
كل هذه الامور والمشاكل الخاصة يقع فيها الأزواج
وتكثر فيها حالات الطلاق في مجتمعاتنا بدون
ذكر أسباب الطلاق فالكل يستحي اأن يفصح عن
سبب المشكلة وهذا خطأ
فطالما وجد المُصلح أو القاضي الشرعي
فليس هناك مشكلة لاتوجد لها حل .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه

ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
ادلة وشواهد الأصلاح بصفة عامة
والضوابط الشرعية للعمل به
وبعد أن فهمنا معنى الأصلاح
والضوابط الشرعية في عملية الأصلاح
وأنواع الأصلاح والطرق الواجب اتباعها
في عملية الاصلاح بين الناس وبين افراد
الأسرة الواحدة
نصل الى وصايا النبي صلى الله عليه وسلم
في أمر الأصلاح ذات البين
للاصلاح بين الناس والأساسيات المهمة
للنجاح في الأصلاح بين المتخاصمين
سوى أفراد أو جماعات أوحتى بين الأزواج
وأيضاً بين ذوي صِلة الرحم .....
وكذلك وصية السلف الصالح
وعلماء الأمة وفهمهم لمجريات الأصلاح
وبيان الغامض منها .....
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي أيوب رضي الله عنه
عن الأصلاح بين الناس
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي أيوب رضي الله عنه
( ألا أدلك على تجارة قال بلى يا رسول الله
قال تسعى في الإصلاح بين الناس،
إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا)
وهذا الحديث اخوتنا الافاضل
يوضح لنا أهمية الإصلاح بين الناس
وأننا يجب أن نسعى إلى تحقيق ذلك،
لكي نفعل كل ما أمرنا به الله
وجل ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم بالإصلاح بين الناس،
وكان من أكثر الأشخاص الذين يتبعون
الصلح، وهو الذي يباشر هذا الصلح
في الكثير من الأماكن، والمواطن المختلفة
بنفسه، لكي يستطيع أن يحث الأشخاص
على المصالحة، وعدم النزاع
بينهم وبين الأخرين.
كما أنه كان يذهب إلى الكثير
من المسافات البعيدة، لكي
يقوم بالإصلاح
بين الناس، وكان يفعل ذلك الأمر
لما فيه من ثواب عند الله عز وجل،
وحتى يستطيع الصحابة من بعده،
والأمة الإسلامية أن تتبعه في ذلك الأمر،
وأن تكون بداية الإصلاح بين الناس،
حيث أن المصالحة هي التي تعد
من التجارات الرابحة مع الله عز وجل.
وهذه وصية الخليفة الراشد
عمر رضي الله عنه
لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قوله في كتاب أرسله له :
«الصُّلْحَ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ،
إِلا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلالاً
وهنا إخوتنا الكرام
هنا بيّن الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه
أصول وحقيقة الأصلاح وهدفها
وشروط صحتها وهي الصلح الشرعي
الصحيح بين المسلمين ويستثنى من ذلك
الصلح الذي يحل الحرام أو يحرم الحلال
فهذا منهي عنه وغير صحيح ولا يُسمى صُلح
لان الله سبحانه وتعالى قال الصلح خير
فطالما هو خير فإنه يدعوا للخير وليس للشر ولا للفساد
ولترابط القلوب وجمعها وليس لتفريقها
وتوحيد لصفوف المسلمين وليس لبعثرتها وتشتيتها
فكانت اخوتنا الكرام هذه الوصية عظيمة
لبيان الدوافع الشرعية للمصلح بين الناس.....
مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
في الأصلاح والصُلح بين المسلمين
إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم
بين أهل قباء .....
ففي قصة حدثت زمن النبي صلى الله عليه وسلم
في الإصلاح بين الناس،
فقد روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه:
"أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة،
فأخبر رسول الله ﷺ بذلك، فقال:
اذهبوا بنا نصلح بينهم"
وقد تم ذكر المصالحة التى قام بها
النبي صلى الله عليه وسلم
والتى رواها البخاري في صحيحة
"أن بني عمرو بن عوف بـقباء
كان بينهم شيء، فخرج يصلح بينهم
ﷺ في أناسٍ من أصحابه،
فحبس رسول الله ﷺ
وحانت الصلاة، فجاء
بلال إلى أبي بكر
، فقال:
يا أبا بكر إن رسول الله ﷺ
قد حبس وقد حانت الصلاة،
فهل لك أن تؤم الناس؟ قال:
نعم إن شئت، فأقام بلال الصلاة،
وتقدم أبو بكر ، فكبر بالناس،
وجاء رسول الله ﷺ
يمشي في الصفوف

حتى قام في الصف فأخذ الناس
في التصفيح....
إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم
بين على ابن ابي طالب رضي الله عنه
وزوجته فاطمة رضي الله عنها
حيث دخل النبي صلى الله عليه وسلم
على إبنته فاطمة رضي الله عنها
في القائلة (القائلة وقت شدة الحر قبل الزوال )
فلم يجد عليا رضي الله عنه فسألها
النبي صلى الله عليه وسلم :
أين ابن عمك
فقالت :
وقع بيني وبينه شيء فغاضبني
وخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لشخص معه من الصحابة :
"اذهب وانظر أين علي
فظهر الصحابي ونظر فقال :
يا رسول الله هو في المسجد فقال
له صلى الله عليه وسلم :
انظر لي اين هو في المسجد ،
فأشار للنبي صلى الله عليه وسلم للمكان
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم
ووجد علي رضي الله عنه نائما
وقد اتسخ بالتراب فقال له : "قم يا ابا تراب
واخذه واعده للمنزل واصلح بينه وبين
فاطمة رضي الله عنهما
صًلح النبي صلى الله عليه وسلم
بين كعب بن مالك رضي الله عنه
وأبن أبي حدرد رضي الله عنه
وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى:
"أن كعب بن مالك تقاضى
ابن أبي حدرد ديناً كان له عليه في
عهد رسول الله ﷺ في المسجد،
فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما
رسول الله ﷺ وهو في بيته،
فخرج رسول الله ﷺ إليهما حتى
كشف سجف حجرته،
فنادى كعب بن مالك، فقال:
يا كعب ، فقال: لبيك يا رسول الله،
فأشار بيده أن ضع الشطر -أي:
تنازل له عن النصف- فقال كعب:
قد فعلتُ يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ
للخصم الآخر: قم فاقضهقم فاعطه
ما تبقى من حقه، فكان ﷺ يشير بالصلح،
وقد رأى هذا لا يستطيع الوفاء،
والآخر يلح في الطلب، فطلب من
أحدهما أن يتنازل عن شيء،
وطلب من الآخر أن يقضيه الباقي،
وهكذا كان ﷺ يفعل، وهذه سياسته في أصحابه
نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم
المتخاصمين بالصلح
وكان ﷺ يشير على المتخاصمين بالصلح،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"سمع رسول الله ﷺ صوت خصومٍ بالباب
عالية أصواتهم، وإذا أحدهم يستوضع الآخر
ويسترفقه في شيء -يقول:
دع لي من أصل المال، أو اجعل علي
الأصل فقط دون أرباح- وهو يقول:
والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله ﷺ،
فقال: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟
فقال: أنا يا رسول الله!
فله أي ذلك أحب" ، وعظه ﷺفقال:
أين الذي يحلف بالله ألا يفعل الخير؟
فاستحيا الرجل، وقال:
أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب
، أحب أن أضع له من رأس المال،
أو أضع عنه الربح وأكتفي برأس
المال فأنا راض بذلك، فكان ﷺ
يشير بذلك، كان ﷺ يعظ في أمر الصلح،
ويرغب فيه، ويذم من رفض الصلح،
كما وعظ الذي حلف بالله ألا يقبل
بعرض خصمه عليه، وكذلك جاء
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
في حياته أن الحسن بن علي رضي الله عنه
سيصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين.
وكان من أعظم البركة والخير
على المسلمين الحسن بن علي
؛ فإن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين
من المسلمين،
كما جاء في الصحيح
أنه لما تواجه معاوية
والحسن رضي الله تعالى عنهما،
فقال عمرو:
إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل
أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خير الرجلين
: أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء،
وهؤلاء هؤلاء،
فمن لي بأمور الناس؟
من لي بنسائهم؟ من لي بضيعتهم؟
فبعث إليه رجلين من قريش، فقال:
اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه،
وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فقبل
الصلح، ورجع عن القتال،
وهذا مصداق ما أخبر به ﷺ
أنه التفت إلى الحسن مرةً وإلى الناس، فقال:
إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين.
نصيحة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
في أهمية الأصلاح بين المسلمين
لقد حصل مرة بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم
أن نشأت بين بعض الصحابة
رضي الله عنهم أجمعين
مشادة كلامية، سُمِعَ منها ارتفاع الصوت،
فأخرجت أم المؤمنين أم سلمة- رضي الله عنها
يدها الطاهرة من الحجرة،
وأخذت تقول لهم:
إن نبيكم يكره التفرّق،
ثم تلت عليهم قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ
مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)،
«سورة الأنعام الآية 159»
، وتعني أن الخصام أساس الفرقة،
والفرقة أساس البلاء
وقال الإمام أحمد عن أبي الدرداء قال،
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
يُروى أنّه جرى بين الحسن بن عليّ
وأخيه الحسين -رضي الله عنهم أجمعين-
كلام حتى تهاجرا،
فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه،
أقبل إلى الحسين، وهو جالس،
فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن،
قال له الحسين: إن الذي منعني
من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ
بالفضل منّي، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به
الأصلاح عبادة جليلة
كانوا الصحابه الكرام رضي الله عنهم
يعلمون حقيقتها وقيمتها
وقد ورد في كتب السيرة والتاريخ
أن رجلاً شتم أبا ذر الغفاري-
رضي الله عنه-، فقال له أبو ذر:
«يا هذا، لا تستغرق في شتمنا ودع
للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من
عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه،
فهدأ الرجل وكف عن الشتم»
. هذا الموقف دل دلالة واضحة
على حُسْنِ خُلُقِ المسلم في تعامله
مع الآخرين، فهو لا يقابل الإساءة
بالإساءة امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،
«سورة فصلت الآية 34»،
وأيضاَ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
«اتقِ الله حيثما كنت،
وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق الناس بخُلُقٍ حسن»، (أخرجه الترمذي)
، فالمسلم ملتزم بهدي القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة
. ونتيجة لهذا الموقف الكريم
من الصحابي الجليل أبي ذر- رضي الله عنه-
هدأ هذا الرجل الذي كان قبل لحظات
يسبّ ويشتم، فَكَفَّ عن شتمه،
وتحول الأمر من الحقد والبغضاء
إلى المحبة والإخاء،
وهذه حقيقة قرآنية كما قال تعالى:
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)،
«سورة فصلت الآية 34».
القطيعة ورفض الأصلاح من عمل الشيطان
وأسباب القطيعة وعدم الأصلاح
يعتبر من أعمال ووسوسات الشيطان
الذي يأمر أتباعه برفض كل وسائل الأصلاح
وهذه القصة على لسان أحد الدعاة
وقد حضرها شخصياً فنشرها للعِضة والعبرة
ومفادها
أن رجل هجر ابن عمه
ثلاث وثلاين سنه هجره في عمر الأربعين
والتقيا في عمر الثلاثة والسبعين
والمصيبة أن هذا الرجل أن اخته الوحيدة
التي ليس لها في الدنيا غيره وليس
له غيرها هي زوجة ابن عمه فهجرها
وهجر زوجها وقال الزوج لزوجته
ان سألت عن أخيك فأنت طالق فمنعها
من رؤية أخيها فكبرت وكبر أبناؤها
فكلما صلت وسجدت دعت الله شوقا
لأخيها فقام بعض المصلحين
فأصلحوا بينهم فلما علم الزوج بموافقة
ابن عمه للصلح رحب به وأقام وليمة كبير
حضرله الرجال والنساء
وكانت الأخت تنتظر بلهفة وشوق خلف الستار
تنتظر أخيها تدخل النساء عندها
لا تأبه بهن إلى أن حضر أخيها أخذت
تركض إليه وتبكي وتقبل قدميه
وتقول حسبي الله ونعم الوكيل
فيك ثلاث وثلاثون سنة لم تسأل
علي وليس لي أب ولا أم وتبكي
وتقول اتقي الله فأخذ يبكي ويغطيها
من الرجال ، فسأل الشيح واحد منهم
لماذا ثلاث وثلاثين سنة فقال :
والله اني نسيت سبب القطيعة
لكن الشيطان افسد بيننا فبقيت
اشعر انه لا يريدني وانا لا اريده .
الاصلاح بين الناس
للشيخ ابن باز رحمه الله
من: (باب الإصلاح بَيْنَ الناس)
س: هل ثبت في أجر المصلح حديث
أنه كقائم الليل، صائم النهار؟
ج: جاء في حديث
: ألا أُنَبِّئكم بخير أعمالكم؟ إصلاح ذات البين،
وقال: وفساد ذات البين هي الحالقة،
لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدِّين
، فالمقصود أن الإصلاح بين الناس فيه خيرٌ كثيرٌ.
س: بعضهم يُزَكِّي طائفةً إلى
الطائفة الثانية وهم ليسوا أهلًا، ويقول:
هذا من الكذب الذي يجوز؟
ج: إذا كان للإصلاح بينهم فلا بأس،
يقول: هم يزكونكم، ويُثنون عليكم،
ويقول للآخرين:
يثنون عليكم، حتى يجمع بينهم الصلح،
من باب الإصلاح بينهم.
س: مع أنه يقول:
عقيدتهم طيبة، وهم ليسوا كذلك؟
ج: لا، إذا كان شيئًا يُصلح بينهم يقول:
ربعكم يثنون عليكم، يقول:
ربعنا، ونُحب أن نُصلح بينهم،
ونُحب أن نصلح ما بيننا،
وإن هم إلا خير، ونحو هذا،
فليس يكذب في العقيدة،
إنما يكذب في الإصلاح بينهم.
( انتهى كلام الشيخ ابن باز رحمه الله )
اخوتنا الكرام
وهذه ابيات شعر نبطية
قالها أحد أ
أحد أبناء قبائل هذيل
دعماً للجنة مصالحة بين القبائل
فقال :
ياسلام الله على لجنه لها عدة مطالب = بس مطلبها الأساسي الصلح هوغايت مناها
الطريق بخطوه يبدا وول الغيث السحائب= اقدموا وفقكم الله اللجنه بنشاهد جناهـا
بعد فكرتوا وقررتوا بقي شد العصائـب = والله انه ماحمى الأوطان الا من بنـــاها
لايحبطكم محبط الفار خرب سد مأ رب = ولانتسمع هرج الأحمق الي لاكحل عماها
عجلو ا ترى العرب من دونكم راحت نهائب= الولد ماعرف عمه بدعوه مدري من وراها

اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك
رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعلي مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من
لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الاصلي
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=40121

اندبها 06-10-2022 05:23 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).....(. 1 )
 


أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......1

https://mrkzgulfup.com/uploads/165486830413435.png
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017880521.gif
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017881772.jpg
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،

مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ

وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ

وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017883463.gif
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى لموضوع
قليلاً ما تم التحدث فيه أو بالأحرى الولوج لخباياه
والتعرف على النواحي الشرعية فيه
في كيفية أهتمام الدين الأسلامي الحنيف بشريحة
أساسية من أساسيات بناء المُجتمع المُسلم
المفترض أن يكون مؤمن بالله حقاً وصدقاً
ومؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
هو من يفترض إتباعه وإتباع نهجه وسُنته
وطريقته ومساره الذي أرتضاه الله لنا
في إتباع سُنته وهديه في تنشأة الأبناء
نشأة صحيحة سليمة
تكون أساس لبناء الأسرة
بناءَ صحيحاً بدء من إختيار شركاء
أساسيات المُجتمع من زوج وزوجة
وإنتهاء بتنظيم شؤون البلد
واللبنة الأولى في البناء
الا وهي الأطفال وإيجاد نقاط القوة
والمنهج القويم في تربيتهم تربية تليق
باللبنة الأساسية للمجتمع
ويكون اخوتنا الكرام في التعرف
على منهل من مناهل تربية الطفل
من خلال سُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ومعاملته صلى الله عليه وسلم للأطفال بصفة عامة
وبأطفال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
بصفة خاصة والتعرف على طريقته في التوجيه
من خلال مجالسته لهم والأخذ بمتطلباتهم
بعين الأعتبار ونصحهم وإرشادهم
وتهيئة الظروف الملائمة لهم
ويكون ذلك بالأساسيات وهي:
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
2. والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
3. مروراً بوصاياه بالعدل في مابينهم
4. وانتهاء بزرع البذرة الأولى في تعليمهم
أصول العقيدة وإتباع هدي
النبي صلى الله عليه وسلم وسُنته.......
وسوف نقف بأذن الله تعالى
عند كل نقطة من هذه النقاط الأساسية
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
من خلال منبرنا الطيب هذا ....
وستكون هذه الخُطب مقسمه الي أجزاء
حتى نستكمل كل مايختص بالطفل وتربيته
وتنشأته تنشأة أسلامية صحية....
فالموضوع لايحتمل الأختصار ....
وهذه الخطبة لهذا المنبر
أطفالنا في صًحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم .....(.1 )
الأخوة الكرام
وحين ينظر الناظر في سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأحاديثه يجد وبسهوله أنه بقدر ما أعطي جُل
وقته للدعوة ونشر التوحيد ومجابهة التحديات
في سبيل نشر دعوته الكاملة ....
فقد أعطي الطفل نصيباً من وقته
وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال أباً حنونا،
ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب،
وينصح ويربي ..
فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم هي بناء أمة موحدة
مؤمنة مُسلمة ويكون مكونها الأساسي هو
صُنع رجال ....وإنشاء جيلاً مثالياً
في عبادته وإيمانه وأخلاقه ومعاملاته
طبقاً لعقيدتنا وتشريعاتنا الأسلامية الكاملة
وكان هذا البناء يأتي من خلال
توجيهاته صلى الله عليه وسلم
القولية والفعلية .....
فظهرت أسماء كثيرة من الأطفال الذين
عاصروه صلى الله عليه وسلم
وتعلموا من هديه ومعاملته معهم
بالنصح والأرشاد والأخذ بعين الأعتبار انهم أطفال
ويحتاجون للرعاية والأهتمام والتوجيه ....
فظهرت شريحة الأطفال تلك وتحولت الى
أبطال كان لهم تأثيرهم
الواضح في المجتمع الأسلامي الأول مثل:
عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر،
ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء،
ومعاذ بن عمرو بن الجموح،
وسمرة بن جندب،
ورافع بن خديج
والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ
.. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ،
وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين ..
ولأبائهم في التعلم كيف نتجت أصول التربية السليمة
مثل هولاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
ومن خلال هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتعلم نحن في هذا الزمن ونأخذ بسُنته القولية
والفعليه وتعاملاته مع بذرة
النشأة الأولى
الا وهو الطفل ....
وقبل أن ننظر لمعاملاته صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتوقف لنتابع هديه صلى الله عليه وسلم
في تمهيد الطريق لبدء نشأة الطفل قبل أن
ينزل لهذه الدينا ويمارس رسالته التى وعد بها
الله سبحانه وتعالى في توحيده والأيمان به
عندما قال تعالى :
(171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا
فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)الاعراف
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017883463.gif
وفي شرح وتفسير العلامة أبن كثير رحمه الله
لهذه الآية الكريمة قوله :
يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم ،
شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ،
وأنه لا إله إلا هو . كما أنه تعالى فطرهم
على ذلك وجبلهم عليه ، قال تعالى
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله
التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
الروم : 30
وفي الصحيحين
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " كل مولود يولد على الفطرة –
وفي رواية : على هذه الملة –
فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويمجسانه ،
كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ،
هل تحسون فيها من جدعاء
" وفي صحيح مسلم ،
عن عياض بن حمار قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى :
إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين
فاجتالتهم ، عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم "
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله :
حدثنا يونس بن عبد الأعلى ،
حدثنا ابن وهب ، أخبرني السري بن يحيى :
أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم ،
عن الأسود بن سريع من بني سعد ، قال :
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع غزوات ، قال :
فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة ،
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد عليه ،
ثم قال : " ما بال أقوام يتناولون الذرية ؟
قال رجل :
يا رسول الله ، أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال
: إن خياركم أبناء المشركين !
ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ،
فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها ،
فأبواها يهودانها أو ينصرانها
. قال الحسن : والله لقد قال الله في كتابه
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) ( الآية )
( انتهى كلام وتفسير أبن كثير لهذه الآية ) ....
إخوتنا الكرام
في هذه الآية الكريمة أوضح الله لنا أن
الأنسان في أصله يولد على الفِطرة النظيفة السليمة
والتى مفادها التوحيد لله
سبحانه وتعالى والأعتراف بربوبيته
وألوهيته المستحقة للعبادة وعدم الأشراك به
واخذ عليهم ميثاق وعهد أن لايشركوا به
فإقروا على ذلك وقالوا
بلى شهدنا
وفي هذا الحديث شرح وبيان كيف
أن بني آدم قالوا بلى شهدنا على انفسنا
على أنك انت الله لا شريك لك والمستحق للعبادة
حيث قال الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا جرير –
يعني ابن حازم - عن كلثوم بن جابر
عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم ،
عليه السلام ، بنعمان . يعني عرفة
فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ،
ثم كلمهم قبلا قال
: ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين ) إلى قوله : ( المبطلون
( انتهى كلام الامام أحمد رحمه الله تعالى )
وفي هذه الشروحات اخوتنا الأعزاء
بيان أن الطفل أو الأنسان في أصله
وبفطرته يعرف ويعلم ويشهد على نفسه
أنه تم سؤاله من قِبل خالقه يوم أن اخرجهم
من ظهر ابيهم آدم واشهدهم على انفسهم
أن لامعبود الا الله ولاشريك له ....
من هنا تأتي الفطرة التى فطر الله الناس عليها
ففي أصل الخليقة ليس هناك كافر ومسلم
ملحد وموحد
بل يولدون كلهم موحدين على الفطرة
والفِطرة التى فُطِروا عليها
تقول وتعترف وتشهد أن لا اله الا الله
ولا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى ....
كل ذلك كان في عالم الذر يوم أن أشهدهم الله
وهم في ظهر أبيهم آدم عليه السلام
لأقامة الحجة عليهم وبيان أن فطرتهم هي أساس
خلقهم وما التغيير الذي سيحدث بعد ذلك
حين إتمام خلقهم ونزولهم لهذه الحياة الدنيا
الا سبب من أسباب التنشئة والتربية
التى سيخوضون غمارها في الدنيا.....
فيظهر فيهم المؤمن والكافر واليهودي والنصراني
والمسلم الموحد لله .....
وهنا يأتي دور أهاليهم في أن يهودانهم أو يمجسانهم
أو ينصرانهم .....
أي البيئة التى سيتربى فيها الطفل
والوالدين الذين سيقومون بترتبيته وصقله
ليصبح عضو فاعل في مجتمعه ....
فإن كانت البيئة متناسبة مع فطرته
والوالدين موحدين لله سبحانه وتعالى
بالطبيعي سينشأ هذا الطفل على تعلمه من والديه
فالأبوين هم أساس التربية والتوجيه
فإما ينصرانه أو يمجسانه أو يهودانه ....
أي يجعلانه كما يحبون هم ويشتهون ويتبعون
ولن يتركوه لفطرته في الاختيار
بل يكون التأثير عليه كبير .....
وهذا الذي يحدث حتى في هذا الزمن
فنرى الأبوين الصالحين طريقة تنشئة ابناءهم
تختلف عن الابوين الذين لايهتمون بالدين
ويتبعون ماتقذفه النصارى واليهود من أفكار علمانية
تدّعي حريه الرأي والفكر والتوجه والاختيار
فنرى مثلا الاب لايجعل من نفسه قدوة حسنة لأولاده
فيواضب على الصلاة والصيام والحث على الاخلاق
الفاضلة ويمارس المكروهات والمحرمات
أمام ابناءه ولا يبالي بهم
وكذلك الام التى لاتعي مسؤوليتها في تربية بناتها
لاتهتم بتشريعات ولا الاحكام الشرعية للفتاة حين
بلوغها من ارتداء الحجاب والالتزام الديني
بل تترك هذه الامور لخيارات بناتها وكأنها تقول
بلسان حالها تصرفوا كما تحبون ولستم مجبرين
على اتباع المنهج الديني الاسلامي
فنري وهذه حقيقة اخوتنا الافاضل
نري كثير من الامهات يرفضن ان ترتدي بناتهن
الحجاب أو الألتزام الديني
لأنهُن في الأصل لم يقتنعن باللباس الشرعي
وبالتالي يرفضن هولاء الأمهات أن ينصحن
بناتهن بالألتزام بما شرّعه الله ....
وهكذا الأم هنا تساهم مساهمة فاعله في طمس
الأصول الصحيحة في تربية بناتها واستبدالها
بمفاهيم نصرانية غربية دخيلة على الدين
تحت مُسمى العلمنة والتطور والحداثة وحرية الرأي
وحرية اتباع الأديان .....
فنرى الكثير من المسلمات يتجهن لأتباع مناهج النصارى
وإبتعادهم عن الدين من خلال ممارسة شعائر النصارى
جهاراً نهاراً في مناسباتهم واعيادهم ......
كل ذلك يأتي اخوتنا الافاضل من خلال تساهل الوالدين
وعدم اهتمامهم بما يجري في هذا الزمن .....
وكل الذي تريده هذه الام هو متابعة ابنتها لسلوك
امها وتبرجها وخروجها بحجة
الحرية الشخصية
اللفظة التى ازكمت رائحتها الانوف
وأصبحت كلمة تمجها اللسن النصارى وتابعيهم
ليؤثروا على عقول المسلمين والمسلمات
والمدّعين الثقافة والانفتاح الثقافي والادبي
على حساب التشريعات والدين .....
كل ذلك يحدث من خلال تأثير الأبوين على الابناء
وتغيير منهجهم وسلوكهم طبقاً لتصرفاتهم
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017883463.gif
وفي هذا الحديث النبوي الصحيح
يؤكد هذا الكلام
كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح أن دور الأبوين
في صلاح وفساد الابناء كبير وكبير جداً
فقد قال في الحديث الذي
رواه أبوهريرة رضي الله عنه قوله:
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ،
فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ،
كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ،
هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ،
ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ.
وهنا بيان أخوتنا الكرام
أن الفطرة النقية الخالية من شوائب الكفر
والمعاصي ومن سوء وذمم العادات
وقد أوضح التابعي محمد شهاب الدين الزّهري رحمه الله
والذي ولد في ابن شهاب الزهري القرشي
أبو بكر المدني المولود
في سنة خمسين أو احدى وخمسين
وقيل سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة
في اواخر خلافة الصحابي
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه
وفي السنة التى ماتت فيها
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(المتوفى في رمضان 123 أو 124هـ)
على الفِطْرةِ النَّقيَّةِ الخاليةِ مِن شَوائبِ الكُفرِ، ومِن دَنَسِ
المعاصي، ومِن ذَمِيمِ العاداتِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي التابعيُّ
محمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهْريُّ رحمه الله
ويوضح شروحات هذا الحديث الصحيح
الذي صححه البخاري
فقال رحمه الله :
أنَّ أبا هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه كان يُحدِّثُ
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
ما مِن مَولودٍ مِن بَني آدمَ
إلَّا يُولَدُ على الفِطرةِ الإسلاميَّةِ، وقيل:
الفِطرةُ هي النَّقاءُ الخالِصُ،
والاستِعدادُ لقَبولِ الخَيرِ والشَّرِّ،
فلو تُرِكَ المَولودُ على ما فُطِرَ عليه لاستمَرَّ
على طُهْرِه، ولم يَخْتَرْ غَيرَ الإسلامِ؛
فهو يُولَدُ مُتهَيِّئًا للإسلامِ،
ويَأتي بعْدَ ذلك دَورُ الأبَوَيْنِ والبِيئةِ
التي يَنشأُ فيها؛ فالأبَوانِ قد يُعَلِّمانِه اليَهوديَّةَ
ويَجْعَلانِه يَهوديًّا، أو يُعَلِّمانِه النَّصرانيَّةَ
ويَجْعَلانِه نَصرانيًّا، أو يُعَلِّمانِه المَجوسيَّةَ
ويَجْعَلانِه مَجوسيًّا يَعبُدُ النَّارَ مِن دونِ اللهِ،
أو لكَونِه تَبَعًا لهما في الدِّينِ يكونُ حُكْمُه حُكمَهما
في الدُّنيا، فإنْ سبَقتْ له السَّعادةُ أسلَمَ، وإلَّا مات كافرًا.
ثُمَّ يُمَثِّلُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
هذا المعنَى بوِلادةِ البَهيمةِ سَليمةً مِن العُيوبِ،
كاملةَ الأعضاءِ، لا نَقْصَ فيها،
ثُمَّ يَحصُلُ فيها النَّقصُ مِنَ الجَدْعِ وغيرِه؛
لأجْلِ تَصرُّفِ الإنسانِ، كذلك الإنسانُ يُولَدُ سَليمًا
على الفِطرَةِ، ثُمَّ يَحدُثُ فيه النَّقصُ
مِنَ التَّهَوُّدِ والتنصُّرِ وغيرِهما؛
لأجْلِ تصرُّفِ والدَيْهِ، ويُعَقِّبُ
أبو هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه –راوي
هذا الحَديثِ، بقولِ اللهِ تعالَى:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]،
أي: خلَقَهم عليها، وهي:
قَبولُ الحقِّ، وتمكُّنُهم مِن إدراكِه، أو:
مِلَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّهم لو خُلُّوا وما خُلِقُوا
عليه أدَّاهم إليه؛ لأنَّ حُسنَ هذا الدِّينِ
ثابتٌ في النُّفوسِ، وإنَّما يُعدَلُ عنه
لآفةٍ مِن الآفات البشريَّةِ؛ كالتَّقليدِ المذمومِ.
( إنتهى كلام الزُّهْريُّ رحمه الله .....)
وعلى إعتبار ان المسؤولية الأن
هي مسؤولية الوالدين من حيث التنشأة
والتوجيه والمحافظة على الفِطرة السليمة
التى فطر الله عليها الأطفال قبل أن يصلوا لمرحلة التكليف
هنا يأتي دور الوالدين
ومن هنا وصلنا للنقطة الأولى
من النقاط التى اوضحناها آنفاُ من أساسيات
بناء البيت المسلم وتهيئته للساكن الجديد
وهو الطفل وهي :
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
والأسلام سبحان الله أولى أهمية كبيرة لهذه النقطة
والتى تتمثل في أختيار الأب و الأم لهذا الطفل
الذي سيأتي ..ويبني مجتمع سليم كامل ....
وكذلك وبأنصاف أختيار الزوجة لهذا الأب
المفترض الأقتران به
فقد حدد الله سبحانه وتعالى في تشريعاته
ودينة الذي أرتضاه لعباده
والذي أنزل رسالة الأسلام على قلب نبيه
صلى الله عليه وسلم ليتم تنظيم شؤون الحياة بين الناس
جعل معايير ومقاييس مهمة لينجح بناء
وتكوين أسرة ونشاة أطفال في كنف صلاح الأب والام
وهذه من الحقائق في أن صلاح الأبناء
وتقوتهم ورشدهم وإلتزامهم يتزامن مع صلاح
الأب والأم لذلك لابد من وجود مقاييس ومعايير مهمة....
وهذه المعايير في الزوجة أو الام الصالحة
أتت في قوله تعالى :
1_ علاقة الرجل بالمرأة آية من آيات الله تعالى
يقول الله تعالى مبينا أن حقيقة الرجل
والمرأة إنما هي نفس واحدة:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء، 1)
وإذا كان كلاهما من نفس
واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله
من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى
تجد من يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما
إلا بوجود صاحبه، وقد اعتبر القرآن الكريم
أنّ هذا الارتباط الفطري بين الرجل والمرأة
هو من آيات الله في الخلق والإبداع،
فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان
سكينته وطمأنينته في هذه الحياة،
قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
(الروم، 21)
يتبين من خلال تلك الآيات أن ارتباط
الرجل بالمرأة عن طريق الزواج
المشروع هو مما تدعو إليه الفطرة،
ليتم بناء بيت مسلم نظيف وأطفال ينشئون
في بيئة نظيفة صالحة تربتها فا بالتالي
سينصلح نتاجها وغراسها ....
ولا يمكن أن نتصور استمرارية الحياة بدونه،
فإذا كان الأمر كذلك فهل يكفي الإختيار
العشوائي للزوج أو الزوجة ؟
والجواب طبعا لا.
وقد أرشد الإسلام إلى الطريق
الأمثل في اختيار كلا الزوجين لصاحبه،
وقد راعى جميع العوامل التي من شأنها
أن تيسر ديمومة الحياة الزوجية،
وما يعكسه ذلك من استقرار
عاطفي وأمن اجتماعي
ورعاية للأولاد.
وعلى ضوء هذه التوجيهات نفهم
مراعاة المعايير عند اختيار الزوجة
كما بينها العلماء الأفاضل والمهتمين بالشأن الأسري
https://mrkzgulfup.com/uploads/165487017883463.gif
وتربية الأبناء
أن أختيار الزوجة أو الزوج تكون
معاييره كالأتي:
اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...
ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح
والمعني المساواة في الدين ....
اي الاثنين دينهما هو الاسلام ،
ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ...
.فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق
ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة
فلا تتزوج مسلمة من كافر
ولا عفيفة من فاجر
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ،
أُعلمت مجاهرته للمعاصي ،
مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة
أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ،
والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق
لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه
بالكفاءة في الدين ،
قوله تعالي:
( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ. ) النور 26
وأيضا قوله تعلي :
)أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )
السجدة 18
فكيف يتم العمل بهذه والنقطة وتأكيدها....؟...
نقول هذا من واجب الاباء وأولياء الامور:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق
،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها
من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....
لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة
وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام
وكذلك سوء البيئة التى ستكون مسؤولة
عن تربية الأبناء ....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير
حضور مثل هذه العقود...
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر
علي الزوجة والاولاد ،
بتأثيره السيئ علي سلوكهم ،
وما قد ينقله لهم من امراض معدية.....
فا الدين، وهو المعيار الأهم ،
ويفهم هذا المعيار من زاويتين ؛
الزاوية الأولى:
الإسلام؛ فتُقدم المسلمة على الكتابية
رغم جواز الزواج من الكتابيات،
فالأولى هو الزواج من المسلمة
لما لذلك من دواعي استمرار الحياة الزوجية
حيث الدين الواحد والعادات المتقاربة
المكتسبة من الدين،
ويفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
( البقرة، 221)
وقد يقول قائل إن هذه الآية في المشركات
وليس في الكتابيات، وهذا صحيح
ولكن أهل الكتاب قد دخل الشرك في عقائدهم،
وقد أباحت الآية الزواج من أهل الكتاب
على خلاف القياس، فينبغي
عدم التوسع في الزواج منهن،
انسجاما مع مجموع النصوص الداعية
إلى مراعاة عنصر الدين في اختيار
الزوجة، كما أنّ عقائد أهل الكتاب
لا تخلو من الشرك.
الزاوية الثانية:
الدين؛ ويقصد به هنا التديُّن؛
أي التقرب إلى الله بالتزام أوامره واجتناب
نواهيه. قال الله تعالى في وصف
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
( 2 )
السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار
لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العضيظة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
مما يعيق عملية المضاجعة...
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
وهو تهدل زوائد لحمية
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
وهذا العيب هو خُلقي ويتم تصحيحه بالتدخل الجراحي...
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ،
والمبنية علي المودة والرحمة والحب ،
فأذا وجدت هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ،
يظهر التنافر بينهم حتي
وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس
اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ،
تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..
لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...
ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة
هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...
وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي
وبناءالاسرة
وبالتالي هذا التنافر والتباعد وعدم وجود
الألفة والمحبة سينعكس سلباً على تربية النشأ
الجديد وهم الأولاد ....
كل هذا الحرص الشديد على حُسن الاختيار
يبين وبوضوح مدى اهمية البيت المسلم
الذي سيتربى فيه جيل جديد
لابد وأن يكون بيت نظيف يعي ويفهم
دوره في تربية الابناء وجعلهم صالحين متقين الله
كل هذه الشروط اخوتنا الافاضل
هي في الأساس ضمانة وتأكيد على
أن يكون البيت المسلم خالي من النقائص
والمفاسد من كُره وحقد وفساد ومعاصي
حتى يكون بيئة ملائمة صحية لنشاة
الطفل عماد ورجل المستقبل
ونضج وتهيئة الطفلة لتكون أُم ومُربية واعية
لها دور كبير في تكوين أسرة متكاملة......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الأول
بيان أساسيات البيت المسلم
الذي سيتربى فيه الطفل
والجو والبيئة المناسبة لنجاح الأبوين
في تنشأة اولادهم تنشأة سليمة
معافاة من مفاهيم وقيم وثقافات النصارى
التى تطرق ابوابنا ليل نهار
فدخلت لنا من النوافذ عن طريق
وسائل الكل يعرفها سوى من المجتمع نفسه
أو من خلال أسلوب وسلوك الوالدين
المفترض أن يكونوا قدوة حسنة للأبناء ....
كل ذلك لينصلح البيت المسلم
ويكون سد منيع لكل المؤثرات التى من
شأنها تؤثر في تربية الطفل .......
فصلاح البيت يأتي من خلال
صلاح الأم أي الزوجة لان في صلاحها
تأدية دورها كاملاً في تربية النشأ الجديد
ليكون جيل صالح مفيد متقي الله في سلوكه
ولا يتأتا ذلك الا ان وجد عنصر الصلاح
للمرأة كما أشارت الآية الكريمة
في قوله تعالى :
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
فالآية تشير إلى عنصر الصلاح عند
المرأة وما يؤديه ذلك من محافظتها
على حق زوجها وماله وعرضه الذي هو عرضها،
وأيضاً تربية النشأ الجديد
تربية إسلامية صحيحة طبقاً لأسلام الأب
والأم والجد والجدة والعادات الأسلامية الصحيحة
وهنا ما يجب الإنتباه إليه في هذه الآية:
وهو أن الله تعالى قد حفظ الزوجات
من الوقوع في الحرام، وهي فطرة الله تعالى
في النساء، فالمرأة بطبيعتها ليست كالرجل
إذ أن طبيعته الاندفاع أما المرأة فطبيعها الاحتجاز،
وهذه الطبيعة في المرأة لا تفارقها
إلا إذا فقدت عنصر الحياء
وهو علامة الإيمان الظاهرة، الآية واضحة
الدلالة في ذلك:
فإن كانت صالحة قانتة فهي حافظة لحق
زوجها بسبب حفظ الله لها من الوقوع في الحرام.
وقد أشار الحديث الشريف إلى ما يدعو
لنكاح المرأة بشكل عام فعن
أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها
وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين
تربت يداك)
وفي الحديث تأكيد على ضرورة اعتبار
عنصر الدين في اختيار الزوجة،
حيث يغفل عنه الناس عادة لانشغال
النفس بمراعاة الدواعي الأخرى.
وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من
أهم عناصر ديمومة الحياة الزوجية،
فإن اختيار المرأة للرجل الصالح أكثر أهمية؛
لما يترتب على سوء اختيار الرجل
من معاناةٍ للمرأة وهضمٍ لحقوقها.
ونفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ
أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو
إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ
آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
(البقرة، 221) ،
في هذه الآية بيانٌ أن التفاضل يكون
في الإسلام أولا، والآية التالية تبين
أنّ التفاضل بين المسلمين يكون
بالقرب من الله والتقوى حيث قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(الحجرات، 13)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة
إذا أرادت الزواج، فلا بد لها من أن
تقبل بالرجل الصالح، فقال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من
ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)[3].
إن رفض الرجل مع كونه صالحا يدلُّ على
تغير الموازين والقيم التي أراد الإسلام
إرساءها في المجتمع المسلم،
وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)
. إن صلاح الرجل هو سياج للمرأة
في كل حالها ، فإن أحبها أكرمها،
وإن كرهها لم يظلمها، وهو في
كلا الحالتين لا تجنح نفسه
إلى حرام فيبقيها كالمعلقة،
وفي صلاح الأبوين وحُسن اختيار بعضهم لبعض
نكون قد أسسنا أساس متين
يساهم في تربية النشأ الجديد الذي
سيظهر من خلال العائلة الجديدة التى ستتكون
فإن حرصنا على صحة ومتانة الأساس
نكون قد ضمنا تربية سليمة لأطفالنا
واتجاه صحيح لحياتهم المستقبلية
لذلك نرى اسلامنا الحنيف ورسالتنا العظيمة
تهتم بشؤون الطفل حتى قبل أو يولد
ويكون بالاهتمام بطريقة اختيار الأبوين لبعضهم بعض
وكيفية بناء اسرة سعيدة يملؤها الحب والهناء
ومن هنا أخوتنا الكرام
نكون قد عرفنا وفهمنا أن اولى اللبنات التى تم
إرسائها لبناء بيت مسلم وتربية نشأ صالح
وكان ذلك بحسن اختيار الأبوين .....
ونأتي الأن لأهتمام التشريع الاسلامي
لبدايات خلق الطفل وهو في بطن أمه
والمحافظة عليه حتى ينزل لهذه الدنيا
ويكون عضو فاعل موحد لله ومؤمن برسوله
وله فعاليه ليرفع لواء المجتمع ويكون صالحاً
لدينه ولوطنه ولأهله ولمجتمعه وبيئته.....
ويكون ذلك بأذن الله تعالى
في الخطبة القادمة
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الأصلي :

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=42008

اندبها 07-15-2022 05:26 PM

رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 


أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/798404954.jpg
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)

( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى
في الجزء الثاني والأخير من
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأستكمال الأساسيات التى إن توفرت
كما أراد لها التشريع ان تكون
حتى تُصبح الأرضية والأساس المتين لبناء بيت
مسلم ينعم فيه جيل جديد صغير
بكل الظروف المواتية والمناسبة لتعلمه أصول دينه
وأخلاقه وسلوكه ونشأته التى تصبح بعد ذلك
منهج وطريق ووسيلة لبناء مجتمع نظيف
سليم مُعافى من أمراض هذا العصر
من فساد وتشرذم وانحطاط خُلقي وأخلاقي
وكُنّا اخوتنا الافاضل
قد شرحنا وبيّنا النقطة الأولى وهي
حُسن اختيار الوالدين ....
فحُسن اختيارهم يُسهل عملية تربية النشأ
الجديد في أجواء تملؤها المحبة والسعادة والتفاهم
والرضى والأيمان الكامل ....
وبالطبيعي اخوتنا الكرام
أن أولى البذور التى تنتج عن ارتباط
الأب والأم والتى تمت فيها عملية اختيارهما لبعض
من خلال الضوابط الشرعية المفترض ايجادها
في عملية اختيار الزوج والزوجة.....
ومن ضمن هذه الاهداف التى يجب ان تتوفر
في الزواج هو التكاثر والتناسل
وهنا نقطة مهمة جداً
تـأتي استكمالاً لعملية اختيار الأب والام
وهي شرح لفظة الودود الولود
ألتي أتت في هذه الحديث الصحيح
فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ
: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ
وَإِنَّهَا لا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ
: لا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ،
ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ
: تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ
رواه النسائي وأبو داود
وصححه ابن حبان والألباني
في " صحيح الترغيب
و الأمر هنا هو
للوجوب ما لم تصرفه القرينة
للاستحباب أو الاباحة و قد تكون
القرينة هى زواج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
من سودة و أم سلمة رضى الله عنهما
.و قد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم
عدة نساء فوق سن الأربعين مثل:
أم سلمة رضي الله عنها تزوجها
وعمرها 65 سنة
.زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 60 سنة
.سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 56 سنة
أم حبيبة تزوجها رضي الله عنها
وعمرها 40 سنة.
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم
عن التزوج من العقيم،
في الحديث السابقة الذي رواه
معقل بن يسار رضي الله عنه
والذي قال له النبي عليه السلام ما قال
ونهاه عن الزواج من العاقر ....
وهذا النهي أخوتنا الكرام
عن الزواج بالمرأة الغير ولود أي العاقر هذه الكراهه
ليست للتحريم، ولكن على سبيل الكراهة فقط ....
والكراهه هنا تُسمى كراهة تنزيه وليس كراهة تحريم
وإنما على سبيل الكراهة فقط،
فقد ذكر العلماء أن اختيار الولود مستحب
وليس واجباً.قال ابن قدامة في "المغني"
:" ويستحب أن تكون من نساء يعرفن
بكثرة الولادة
" انتهى كلام ابن قدامه رحمه الله
.وقال المناوي في "فيض القدير
:" تزوج غير الولود مكروه تنزيهاً
" انتهى كلام المناوي ....
.وكما يجوز للمرأة أن تتزوج من الرجل العقيم،
فكذلك يجوز للرجل أن يتزوج من المرأة العقيم
.قال الحافظ أبن حجر رحمه الله في "الفتح
:" أما من لا ينسل ولا أرب له في النساء
ولا في الاستمتاع فهذا مباح في حقه ( يعني النكاح)
إذا علمت المرأة بذلك ورضيت
" انتهى
وهنا اخوتنا الكرام
احب ان اعطيكم توضيحاً طيبا للافادة
ولمعرفة المصطلحات التى تمر امامكم وفهم معانيها
لانها مهمة في التشريع
فعندما نذكر كلمة محرّم نفهم ماذا تعني
وكذلك كلمة مكروه نفهم القصد منها
وكلمة سُنة نعرف ماذا تعني
وكلمة واجبه ندرك ماهو القصد منها
وكذلك المباح والمندوب
لان هذه المصطلحات هي تفسير
للأحكام التكليفية
أي بمعنى التكليف لايخرج
عن هذه المصطلحات ....
وهنا اخوتنا الكرام
اشرحها لكم لتعم الفائدة
وتكون كاملة غير منقوصة.....
فهكذا هو العلم الشرعي
لايحتمل التجاوز او الأختصار ....
فمن المعروف
أن الأحكام التكليفية عند
جمهور العلماء ، وهي :
الواجب ،
الواجب : هو ما أمر به الشارع على وجه الإلزام .
ومثاله الصلوات الخمس ، وصوم رمضان

، والزكاة لمن كان من أهلها ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً .
ويسمى الواجب فرضًا وفريضة وحتمًا ولازمًا ،

ويثاب فاعله امتثالاً ويستحق العقوبة تاركه .
المحرم ،

المحرم أو الممنوع والمحظور :
هو ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك .
كالزنا والربا وشرب الخمر وعقوق

الوالدين وحلق اللحية وتبرج النساء .
والمحرم يثاب تاركه امتثالاً ويستحق العقوبة فاعله .

المسنون
هو كل فعل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث صحيح يأمر بأتخاذه واتباعه
المباح .
المباح أو الحلال والجائز هو :
ما لا يتعلق به أمر ولا نهي لذاته .
مثل تناول الطعام والشراب ،

وممارسة البيع والشراء ،
والسفر للسياحة وطلب الرزق ،
والرفث إلى الزوجات في رمضان ليلاً.
المندوب :

هو ما أمر به الشارع لا على وجه الإلزام والحتم .
مثل قيام الليل وصلاة الرواتب

وما زاد عن الفرائض الخمس ،
وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وصيام ستة من شوال ،
والتصدق على الفقراء ، والمحافظة على الأذكار والأوراد .
ويسمى المندوب مستحبًا وسنة ومسنونًا ونفلاً ،

ويثاب فاعله امتثالاً ولا يعاقب تاركه .
المكروه ،
المكروه : هو ما نهى عنه الشارع
لا على وجه الإلزام بالترك .
كالأخذ والإعطاء بالشمال ، واتباع النساء للجنائز ،

والتحدث بعد العشاء ، والصلاة
في ثوب واحد ليس على العاتق منه شيء ،
وصلاة النافلة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ،
وبعد العصر حتى تغرب الشمس .
والمكروه يثاب تاركه امتثالاً

ولا يعاقب فاعله
وكذلك المكروه كراهة تنزيه
والمكروه أو (المكروه تنزيهاً)
هو ما نهى الشرع عنه نهيا خفيفا
، ليس على وجه الإلزام بتركه .
وحكمه : أنه يثاب
من تركه طاعةً لله ورسوله ،
ولا يعاقب من فعله .
والفرق بينهما بسيط وهو كالاتي :
فكراهة التنزيه معناها
مكروه تنزيها‏: كمصطلح فقهي )
معناها الشيء الذي تم الحكم عليه بالكراهة تنزيهاً
يعني هو أقرب الى الحلال
وبالتالي لايستحق فاعله العتاب ولا اللوم
بل يأخذ أدنى وأقل ثواب.....

ونأتي في هذه الخطبة بجزءها الثاني
في التعرف على الوسائل التى استخدمها
تشريع ديننا الحنيف للمحافظة على أول البذور
للمخلوق الجديد وهو في بطن أمه ...
فقد أولي ديننا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم
الاهتمام بأولى هذه البذور الطيبة
فبيّن الله سبحانه وتعالى هذه البذرة
ووصفها وصف دقيق تكريماً لها ولبيان
قدرته سبحانه وتعالى على الخلق والأنشاء
كل ذلك ليعلم من لايؤمن ان الله هو مُنشيء الخلق
ثم يعيده مرة اخرى
فقال تعالى :
( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا
مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر 6
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله لهذه الآية قال:
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق
)أي : قدركم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق )
أي : يكون أحدكم أولا نطفة ،
ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ،
ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ،
وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ،
( فتبارك الله أحسن الخالقين)المؤمنون : 14 .
وقوله : في ظلمات ثلاث

يعني : ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة –
التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد
وظلمة البطن .
كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ،
وعكرمة ، وأبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ،
والسدي ، وابن زيد وغيرهم .
وقوله

: ذلكم الله ربكمأ :
هذا الذي خلق السماوات والأرض
وما بينهما وخلقكم وخلق آباءكم ،
هو الرب له الملك والتصرف
في جميع ذلك
، لا إله إلا هو
أي : الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده ،
فأنى تصرفونأي :
فكيف تعبدون معه غيره ؟
أين يذهب بعقولكم ؟ ! .
( انتهى تفسير أبن كثير )


وهنا اخوتنا الكرام يبين الله سبحانه وتعالى
أن قدرته العظيمة في الخلق لايقابلها الا الاعتراف
والأيمان بقدرة الخالق سبحانه وتعالى على الخلق
والتحسين في أحسن صورة
فلا مجال للانسان الا الاعتراف
بما أنعم الله عليه من نِعم
حتى قبل أو ينزل للارض ليقوم بواجبه تجاه ربه
من عبادة وتعمير الارض .....
وأوضح الله سبحانه وتعالى في آية اخرى
الاهتمام بتكوين هذا الجنين الذي في اصله
كان علقة ثم مضغة ثم بدء التكوين
فقال تعالى :
(11) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ
(12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
(13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا
آخَرَ غڑ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الآية قوله :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12)
قول تعالى مخبرا عن ابتداء خلق الإنسان
من سلالة من طين ، وهو آدم ، عليه السلام ،
خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون .
وقال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ،

عن أبي يحيى ، عن ابن عباس :
من سلالة من طين ) قال : صفوة الماء
وقال مجاهد : من سلالة ) أي : من مني آدم
قال ابن جرير :

وإنما سمي آدم طينا لأنه مخلوق منه .
وقال قتادة : استل آدم من الطين .

وهذا أظهر في المعنى ،
وأقرب إلى السياق ، فإن آدم ، عليه السلام ،
خلق من طين لازب ،
وهو الصلصال من الحمأ المسنون ،
وذلك مخلوق من التراب ، كما قال تعالى
: ومن آياته أن خلقكم من تراب
( ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) الروم : 20 .
وقال الإمام أحمد :

حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عوف ،
حدثنا قسامة بن زهير ،
عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الله خلق آدم من قبضة قبضها
من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،
جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض ،
وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك " .
وقد رواه أبو داود والترمذي ،

من طرق ، عن عوف الأعرابي ،
به نحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح .
( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13)
( ثم جعلناه نطفة ) :
هذا الضمير عائد على جنس الإنسان ،
كما قال في الآية الأخرى :
( وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل
نسله من سلالة من ماء مهين )
السجدة : 7 ، 8
أي : ضعيف ، كما قال :
( ألم نخلقكم من ماء مهين .
فجعلناه في قرار مكين )
، يعني : الرحم معد لذلك مهيأ له ،
( إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون )
[ المرسلات : 22 ، 23 ]
، أي : [ إلى ] مدة معلومة وأجل
معين حتى استحكم وتنقل من حال
إلى حال ، وصفة إلى صفة
والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
( انتهى شرح أبن كثير رحمه الله )


والأن اخوتنا الكرام
أصبحنا نعلم ونتيقن أن خلق الله
لهذه البذرة بكل خصائصها
هو في حقيقة الحال أنها ستكون
عامرة للأرض وساعية فيها بشتى السُبل والطرق
وكذلك لتوحد الله وعبادته والأخلاص له لله سبحانه
وكان ذلك عندما أشهدها الله على نفسها
أن لاتعبد الا أياه ولا تُشرك به .....
وحين يتم اكتمال تكوينها ومرورها
بمراحل التكوين والانشاء من علقة ومضغة وجنين وطفل
عندها تبدأ المسؤولية للاطراف التى
اختارها الله لتكون منارة ونبراس وضوء ساطع
لينير طريق هذا الوليد الصغير الذي لايتحكم حتى
في أكله ولا في طريقة معيشته
هنا يظهر الوالدين ومدى حُبهم
ورغبتهم في دعم
هذا المخلوق الصغير
ومن هذا المنطلق أخوتنا الكرام
يكون للأم الدور الكبير في المحافظة على وليدها
وهو لازال في بطنها
ويكون ذلك بالمحافظة على تغذيته ومراعاة
تواجده في أحشائها
فيجب عليها أن تتعامل مع هذه الحالة معاملة
خالصة من خلال نقاط وواجبات مهمة
ولأهتمام الأسلام وديننا الحنيف بالطفل
من خلال اهتمامه بالمرأة الحامل لهذا الجنين
شرّع لها التشريع جملة من المسائل للمحافظة
على نفسها وجنينها
من حيث عدم الاجهاد والصيام إن كان فيه ضرر
للجنين وكثرة الحركة الغير ضرورية
وكذلك الحالة النفسية للمرأة الحامل
وهنا أفضل علاج لحالة المرأة وثباتها
هو الجلوس لله سبحانه وتعالى في فرائضه
من صلاة وذكر وتواصل
فا بقربها من الله ستسكن نفسها وترتاح
لانها ستعرف أن مابها هي نعمة أنعمها الله عليها
بقدر ما أعطاها الله لها
بقدر ماحرم الله منها نساء كثيرات
هنا وجب عليها عدم التهاون على الصلاة
ولا مجال لقطعها أو التوقف عنها ....
فمن المعروف أن الجسم الذي لايتحرك بأستمرار
يحصل له تيبس وتصلب وبطء في الحركة
وكثيراً ما ينصح الأطباء في هذا الزمن
من المرأة الحامل ان تتحرك لتليين
مفاصلها ومساعدة
عمودها الفقري وحوضها ...
وقد شرحوا ذلك ولم يجدوا دليل او طريقة
لشرح نوع الحركة المطلوبة من المرأة الحامل
الا الصلاة
نعم الصلاة
ففيها كل ماتحتاجة المرأة الحامل
لصحة بدنها وقربها من الله وراحتها النفسية
والمرأة المسلمة الملتزمة بأوامر الله
تعرف ان الصلاة هي علاج لكل شيء
ولاتحتاج لرأي الأطباء أو العلمانيين
أن الصلاة هي رياضة مفيدة
في الوقت نفسه أن الصلاة هي عبادة وليست رياضة
فالصلاة عبادة يُعتبد بها للوصول لرضى الله
أما الرياضة فهي وسيلة مؤقته لحفظ البدن صحياً
ولكن هذه الايام يلتجيء من لايعرف الله
لشروحات وتفاصيل من أهل العلم عن فوائد الصلاة
ولو نظرنا ملياً لأركان الصلاة
من ركوع وسجود وقيام لوجدنا أن الله سبحانه
وتعالى أغنانا عن شروحات الاخرين


وهنا مثل في حوار كان بين المرأة حامل
ودكتورها الخاص عن مايجب
عمله للمحافظة على الجنين
سألت إمرأة حامل طبيبها:
أي أنواع من التمارين تنصحني خلال فترة الحمل؟
فأجاب عليها : عليك بالصلاة
فإندهشت وقالت: كيف؟
فأجابها والبسمة ترسم على شفتيه:
_
عندما تركعين فأنت تقومين

بتمرين ميل الجذع للأمام.
_
وعندما تسجدين فأنت تقومين

بأشهر تمرين للحامل وهو وضع الصدر – الركبة.
_
وأثناء قيامك ونزولك

فأنت تقومين بتمرين القرفصاء والقيام.
_
وأخيرآ عند جلوسك للتشهد

فإنك تقومين بتمرين الجلوس والاسترخاء.
فإزدادت المرأة حيرة فسألت مرة أخرى:
وما هي فوائد هذه التمارين؟
فأجاب:
1 . تكسب مرونة لمعظم أعضاء

وعضلات الجسم، وتسهل حركة العمود الفقري
مع الحوض مفصليًا للمحافظة
على ثبات الجسم واعتدال قوامه.
2 . تنشيط الدورة الدموية في القلب

والدماغ والشرايين والأوردة مما يساعد :
_ في توصيل الغذاء إلى الجنين بانتظام عبر الدم
_ويساعد أيضًا في نمو الجنين نموًا طبيعيًا.
_عدم التعرض لدوالي القدمين.
3. المحافظة على مرونة مفاصل الحوض

وتقوية عضلات جدار البطن مما يساعد :
_يساعد المعدة على تقلصها وأداء

عملها على أكمل وجه.
_التغلب على عسر الهضم
4 . رفع المعنويات وإكساب الثقة بالنفس،

والسيطرة على الجسم، والقدرة على التركيز.
الخلاصة اخوتنا الكرام

الصلاة هي الصلاة المأمور بتنفيذها
لانها عبادة لله سبحانه وتعالى ومن خلال تنفيذها
يُسعد الانسان سوى كان رجل
أو إمرأة كانت حاملاً
أو غير ذلك .....
ولايجب أن يتعامل بها على أنها مجرد حركات
رياضية ( تمرينات سويدية )
بل يجب التعامل معها على أنها عبادة لله
وواجب وفريضة وركن من اركان الأسلام ...
فالمسلمة بالتأكيد تعلم وتعرف أن
ذلك يصب في راحة البدن والنفس
اما المرأة الحامل فيصب تمسكها بفرائض الله
الحصول على السكينة والهدوء والراحة النفسية
والتى هي مطلوبة لوضعها كأم ستلد قريباً ......
وكذلك تغذيتها ويكفي أن الله سبحانه وتعالى
أوضح في آية أن التمر مفيد للمرأة الحامل
وهو يسهل عمليه المخاض والولادة
وجاء ذلك في قصة مريم عليها السلام
اثناء ولادتها بالنبي عيسى عليه السلام
فقال تعالى:
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)مريم
فكان التمر هو أنيس ورفيق المرأة الحامل
لما فيه من فوائد عامة شاملة سوى للمرأة الحامل
أو المرضعة أو حتى للأنسان العادي


ويكفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله عن التمر :
أنْ عَائِشَةَرضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ- صلى الله عليه وسلم
:”يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ،
يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ
أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ.قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
صحيح مسلم،
هذا الحديث الصحيح سندأ موثقاً
وإشارة بينة ودلالة ظاهرة على
العلاقة المتلازمة بين تناول التمر،
وهو ثمر النخيل
وهذه الأحتياجات الضرورية
هي كل ماتحتاجة المرأة
الحامل أو القريبة من الولادة
وهذه كله متوفر بكمية كافية في التمر ....
فعندما يوجه الله سبحانه وتعالى
أم النبي عيسي عليه السلام
للأكل من شجرة النخيل وأتخاذ التمر غذاء لها
فهذا يعني أنه مفيد وطيب ومميز .....
اخوتنا الاحباء
ونأتي الان لمرحلة اخرى من مراحل
هذا الجنين الذي أصبح متكاملاً ويقترب من النزول
فيأتي بالسعادة أو الشقاء لوالديه إن لم يحسنوا تربيته
واثناء ولادته هناك نقاط مهمة
قد أتى بها الهدي النبوي من خلال علاقة
النبي صلى الله عليه وسلم
بالمواليد الجدد وكيفية التعامل معهم
كل ذلك سيتم توضيحه
من خلال أحاديث النبي عليه السلام
الصحيحة وقد تم توضيحها في هذه النقاط
الأذان والأقامة في أذن المولود
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنته المطهرة
هو الاذان في اذن المولود
يُستَحَبُّ الأذان في أُذُنِ المولود
اليُمنى وإقامَةِ الصَّلاة
في الأُذُنِ اليُسرى،
فقد ثبت في حديث
أبو رافع رضي الله عنه
مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم
عن النبيِّ قوله:
(رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ،
حِينَ ولَدْتُه فاطِمةُبِالصَّلاةِ)
صحيح سُنن الترمذي
1. تحنيك المولود
التَّحنيك في الغةً:
التَّدليك،
وبالاصطلاح الشَّرعيِّ:
تدليك فم المولود بالتَّمر،
ويكون ذلك بمضغِ التَّمر،
ثم يؤخذ منه بالأصبع ويُدلَّكُ في فَمُ المولود،
وحكمه مستحب،
ويفعله أحدُ الوالدين،
أو من يكون من أهل العلم والصَّلاح،
وبعد التَّحنيك يدعو له كما كان يفعل
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
وقد وردت مشروعيّته في الحديث
الذي رواه أبو موسى الأشعري
رضي الله عنه
- حيث قال:
(وُلِدَ لي غُلَامٌ فأتَيْتُ به النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ وَحَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ)،رواه مسلم
فإن لم يتيسر التَّمر فيجوز استخدام الرُّطَبِ.
والتَّحنيك يكون بعد الوِّلادةِ،
حيث يكون أوَّل ما يَدخُلُ
جوف الطفل شيءٌ حلوٌ
2 . حلق رأس المولود
يُستَحَبُّ أن يُحَلَقَ شعر رأسِ المولودِ
في اليوم السَّابِع،
وهو فعل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-
لحفيديهِ الحَسَنَ والحُسَين،
وهذا مذهب المالكيَّة والشافعيَّة
والحنابلة، والتَّصَدُّقُ بوزن الشَّعرِ
ذَهَباً في مذهب المالكيَّة والشافعيَّة،
والتَّصدُّق بفضَّةٍ على مذهبِ الحنابلة،
ودليل ذلك أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال
لفاطمة أن تفعل ذلك للحسن بقوله:
(احلِقي رأسَهُ وتصدَّقي بزنةِ شعرِهِ فضَّةً)،
رواه الألباني من صحيح الترمذي وهو صحيح
ويستوي في ذلك الذَّكر والأنثى،
وأمَّا الحنابلة فلا يرون حلق شعر الأنثى،
ويرى الحنفيَّة أنَّ الحلق مباح،
وليس بسنَّةٍ ولا واجبٍ
3 . تسميةُ المولودِ
وقد قال العلماء في أمر تسمية المولود الأتي:
يرى المالكيَّة أنَّ تسمية المولود
تكونُ في اليوم السَّابع،
فَيَعِقُّ الوالد عنه ويسمّيه،
فإن لم يملك المال للعقيقة يسمّيه متى شاء،
ويرى الشافعيَّة أنَّ التَّسمية في اليوم السَّابع
على الاستحباب، ولا بأس أن يُسمّى المولود قبلهُ،
وأمَّا الحنابلة فلهم في وقت التَّسمية رأيان؛
فأما الرأي الأوَّل أن يُسمَّى المولود في اليوم السَّابع،
والرأي الثاني أن يُسمَّى يوم وِلادتهِ؛
وذلك لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-
حينما وُلِدَ له إبراهيم سمَّاه يوم ولادته،
وفي الحديث أيضاً الذي رواه سمرة
عن النبي - صلى الله عليه وسلم-:
(كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ
يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويُسَمَّى).
ويُسَنُّ أن يُسمَّى المولود بأحَبِّ الأسماء
إلى الله -تعالى-؛
مثل عبد الله وعبد الرحمن،
وما شابهَهُما ممَّا يُضاف

إلى أسماء الله -تعالى-
، وأقبحُ الأسماءِ
حربٌ ومرَّةُ،
فيُكره التسمّي بها، ويسنُّ التَّسمِّي باسم
رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-،
ويُقاس عليه أسماء الأنبياء -عليهم السلام-،
وتُكره الأسماء القبيحة؛
كشيطانٍ، وكُليبٍ، وظالمٍ، وشهابٍ،
وحمارٍ،
وقد غيَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
اسم عاصية الي جميلة
وبرّة إلى زينب،
فيُسنّ تغيير الأسماء غير الحسنة،
ولا يجوز أن يُسَمَّى المولود بعبد الكعبة
أو عبد النَّبيِّ ونحوِه،
أو مَلِك الملوك أو شاهان
أي ملك الأملاك-،
ويجوز التَّسميةُ بأكثر من اسمٍ،
والاقتصار على اسمٍ واحدٍ أولى؛
لأنَّ ذلك فعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-.
4 . العقيقة عن المولود.
اخوتنا الكرام بالنسبة للعقيقة
والخاصة بالمولود سوى كان ذكراً أو انثى
هي كالتالي كما وردت في
سُنة النبي صلى الله عليه وسلم
العقيقة في الُّلغة:
هي الخَرَزَةُ الحمراء
من الأحجار الكريمة،
وقد تكون صفراء أو بيضاء،
وتُطلق على شَعر كل مولودٍ نَبَتَ في بَطنِ أُمِّهِ،
وعلى الذَّبيحةِ التي تُذبحُ عن المولود،
وفي الاصطلاح الشَّرعيِّ:
ما يُذكَّى عن المولود؛ شكراً لله –تعالى
، بنيَّةٍ وشروطٍ معيَّنة،
وكَرِهَ الشافعيَّةُ تسميتها عقيقةً،
ويستحبّ تسميتها نسيكةً أو ذبيحةً
وقال الحنفيَّة إنَّ العقيقة تُباحُ ولا تُستَحَب،
ودليلهم أنَّ الأُضحِية نَسَخَت كُلَّ دمٍ غيرها،
وأمَّا جمهور الفقهاء من غير الحنفيَّة
فقد قالوا إنَّها تسنُّ من مالِ الوالدِ
عن المولود ولا تَجِبُ،
وذلك لما في الحديث
الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنه- فقال:
(أنَّ النبيَّ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا)
وأمَّا حِكمتها؛
فهو شكر الله –تعالى
وتطييب قلوب الأهل والأقارب
على الطَّعام، فتشيع المحبَّة،
ويُعَقُّ من الأنعام كما يُضحَّى،
ويُعقُّ عن الذَّكر أو الأنثى بشاةٍ
وهذا عند المالكيَّة، وأمَّا الشافعيَّة
والحنابلة فعندهم عن الذَّكر شاتان
وعن الأنثى شاةٌ واحدةٌ،
ومن السنَّة أن تكون العقيقة في اليوم السَّابع،
ويسنُّ عند الذَّبح أن يقول المسلم
كما ورد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم-:
(عقّ عن الحسنِ والحسينِ
وقال قولوا:
بسم اللهِ والله أكبرُ، اللهم لك وإليكَ،
هذه عقيقَةُ فلانٍ) رواه البيهقي بأسناد حسن.
5 . خِتانُ المولودِ

الخِتان لغةً:
من الخَتْنِ، وهو قطع القلفةِ
من الذَّكر والنُّواة من الأنثى،
ويُطلق على موضع الخِتان،
ولا فرق بين المعنى اللّغوي والاصطلاحي،
ويجوز الخِتان في أيِّ يومٍ ومن السُّنَّة
أن يكون في اليوم السَّابع.
وقد ذُكر في الحديث الشريف
قول النبي صلى الله عليه وسلم
(الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتانُ،
والِاسْتِحْدادُ، ونَتْفُ الإبْطِ،
وقَصُّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ)
رواه البخاري في صحيحه
وحكم الخِتان على أقوال:
القول الأوَّل:
إنَّ الخِتانَ سنَّةٌ في حقِّ الرِّجال،
وليس بواجبٍ،
وهو شعيرةٌ من شعائر الإسلام،
وهو مذهب المالكيَّة والحنفيَّة،
ومندوبٌ في حقِّ المرأةِ عند المالكيَّة،
ومكرَمَةٌ لها عند الحنفيَّة،
وفي روايةٍ عند الحنفيَّة
أنَّه سنَّةٌ لها أو مستحبّ
. القول الثاني:
إنّ الخِتان واجبٌ على الرِّجال والنِّساء
عند الشافعيَّة والحنابلة
. القول الثَّالث:
إنّ الخِتان واجِبٌ على الرِّجال
ومكرمة للنِّساء،
وهو قول ابن قدامة في كتاب المغني.


وهنا أخوتنا الافاضل
يكون المولود سوى ذكراً أو انثى
قد تم تكريمه وإتباع سُنة النبي عليه السلام
في التعامل معه سوى أسمه أو عقيقته
أو ختانه أو المحافظة عليه ...
فلم ينسى التشريع الألهي المتثل في
سُنة وطريقة وهدي النبي عليه السلام
أي أمر يختص بهذا الطفل المولود حديثاً
وهذا التكريم اتى لهذا المولود
لبناء أساس متين له ليكون على فطرته التى
فطرها الله عليها إثناء اشهاده على نفسه وهو في ظهر
أبيه آدم عليه السلام ....
6 . إرضاع المولود
ونأتي للنقطة الاخرى التى اهتم بها
الاسلام وبينها النبي عليه السلام في هديه
وسُنته وهي رضاعة المولود
ولأهمية الرضاعة في الاسلام
فقد تم ذكرها كثيراً في القرآن الكريم
لبيان مدى اهمية الرضاعة سوى للأم أو الطفل
ومنها تحديد حتى فترة الرضاعة للطفل
للمحافظة على حقه في ا لرضاعة وعدم
الاستهانة بحقوقه الطبيعية
ومنها حقه في الرضاعة الطبيعية
والتى للاسف أصبح في هذا الزمن من ينادي
ويدعوا الامهات بعدم الرضاعة الطبيعية
خوفاً على صحة الام والمحافظة على رشاقتها
ولكن في الوقت نفسه نرى الكثير من دول العالم
النصراني رجع للفطرة السليمة منها رضاعة
الاطفال بالطريقة الطبيعية من صدر الام
وليس عن طريق الانواع المختلفة
من المصنوعات البديلة
لحليب الام ......
7 . حضانة المولود
وهذه النفطة مهمة جداً للمحافظة على
مكانة الطفل في البيت والأسرة
والحرص على ان يكون الحاضن لهذا المخلوق
الصغير الذي لايعرف أحد
ان تكون الحضانة لوالديه فقط
لان نعمة الحضانة هي الاساس في بناء
احاسيس ومشاعر الامومة للطفل وتعلقه بوالديه
أما أن يُترك هكذا عُرضه للبيع والشراء والاهمال
وترك امر تربيته وحضانته للاخرين
بحجة عدم الاستطاعة وعدم وجود الوقت المناسب
ولا الضروف المواتية لتربية الاطفال وحضانتهم
فيلتجؤا من فقد احساس الامومة
لمن يقوم مقامهم في تربية وحضانة اطفالهم
حتى يتسنى لهم العبث في الدنيا والجري خلف مغرياتها
سوى مادية او معنوية .....
فنجد ان الطفل الذي تربى في حضن والديه
أساسيات تربيته تختلف عن الذي تربى في حضن
خادمة هندية او فلبينية او حتى عربية المهم
في حضن غير حضن الام ......
فاولى المهام الضرورية هي حضن الام
ورعاية الاب لهذا الطفل تعتبر هي الاساس
في التربية والخطوة الاولى في التنشئة
تنشئة صحيحة سليمة .....
8.النَّفَقَةُ على المولود
والنفقة على المولود ايضاً من المهام
الموكلة بالوالدين
فلا اعتقد أن هناك من يهمل النفقة
على اطفاله الا إن كان لايعرف معنى
الابوة ولا الحرص على هذه النعمة
التى يفتقدها كثير من الناس .....
فكل لقمة حلال يطعمها الاب لطفله
يكون لها اجر وثواب عند الله في موازين هذا الاب
والعكس صحيح أن اهمل اطفاله
وجعلهم يتضورون جوعاً وهو يصرف
امواله في الملذات المحرمة
هنا الاثم والجرم كبير عند الله ....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/814018521.png

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....

أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الثاني والأخير
بعد أن وقفنا بالشرح وبأضافة الأدلة الصحيحة
في كيفية التعامل مع المولود الجديد
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
وتهيئة الضروف الملائمة له ليصل
لمرحلة التكليف بما أمره الله به وهو العبادة
ولم يتبقى شيء الا نقطة واحده وهي
كيفية تعليم أطفالنا التوحيد لله سبحانه وتعالى
وتنشأتهم على هدي النبي عليه السلام
وزرع محبته صلى الله عليه وسلم
في قلوبهم البضّة النظيفة
قبل أن تمتليء قلوبهم بمحبة الفُساق
من الفاسدين والفاسدات من غواني اوربا
ومتبرجات العرب من مغنيات وراقصات
وسنتمثل بطرق النبي عليه السلام في كيفية
التعامل مع الأطفال وأسلوب تعليمهم وحتى كيفية
المزاح معهم واللعب معهم بدون المساس
بالمقاصد الشرعية لديننا الحنيف ....
الطفل هو رجل المستقبل، أم المستقبل
ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان،
ومن ثم اهتم النبي صلى الله علي وسلم
بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى
لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل باختيار الزوجة الصالحة،
التي ستكون أما ومدرسة للطفل،
كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح،
الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل
ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا
نافعا في بناء المجتمع والأمة ..
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في معاملته للطفل أن يُستقبل
في أوائل حياته بالفرح والبشر،
فعن سلمان بن عامر الضبي قال:
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
يقول: ( مع الغلام عقيقة،
فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ) ( البخاري ).
كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم
على تسمية الطفل واختيار
الاسم الحسن له، حيث قال
صلى الله عليه وسلم ـ
( أحب الأسماء إلى الله تعالى،
عبد الله وعبد الــرحــمـن )
( مسلم )،
وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته،
ومكرمة له تساعده على الابتهاج
حين يُدْعى باسم حسن ..
وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم
العناية بالطفل والاهتمام به،
من خلال توجيهات نبوية كريمة،
في كل مرحلة من مراحل نموه،
بدءاً بغرس المعاني الإيمانية،
وتعويده على العبادة، ومرورا
بالنواحي الخُلقية والنفسية ..
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل
المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك
في قوله صلى الله عليه وسلم
لعبد الله بن عباس :
( يا غلام، احفظ الله يحفظك،
احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك
إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا
على أن يضروك بشيء لم يضروك
إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف )( أحمد ).
ومن صور اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل
أمره للوالدين بتعويد طفلهما
على طاعة الله، حتى ينشأ حسن
الصلة بالله عز وجل،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( مروا أولادكم بالصلاة لسبع،
واضربوهم عليها لعشر،
وفرقوا بينهم في المضاجع ) ورد
في صحيح الجامع للألباني والامام ( أحمد ).
ومن الأمور الهامة التي أكد
النبي صلى الله عليه وسلم عليها،
الاستقرار النفسي للطفل،
ومن ثم أكد على العدل والتسوية
بين الأولاد، فحذر الآباء من إثارة
الغيرة بين الأبناء، بتفضيل بعضهم
على بعض، بأي صورة من صور
التفضيل المادي أو المعنوي،
لما في ذلك من أثر سيء على الطفل ..
فحينما أراد النعمان بن بشير رضي الله عنه
أن يُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على هِبة لأحد أولاده، قال له النبي صلى الله عليه وسلم
: ( يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟،
فقال له: نعم، فقال له:
أكلهم وهبت له مثل هذا ؟، قال:
لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ:
فلا تُشهدني إذاً ،
فإني لا أشهد على جور(ظلم) )( مسلم )..
حتى القُبلة حث النبي صلى الله عليه وسلم
على العدل فيها مع الأبناء..
فعن أنس ـ رضي الله عنه أن رجلاً كان
جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم
فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره،
ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها
إلى جنبه، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( فما عدلت بينهما ) ( البيهقي ) ..
وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين
القدوة الصالحة في التعامل مع الأطفال،
بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة ..
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
في إحدى صلاتي العشي،
الظهر أو العصر، وهو حامل
الحسن أو الحسين ،
فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم
فوضعه ثم كبر للصلاة،
فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة
أطالها، قال: إني رفعت رأسي
فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهو ساجد فرجعت في سجودي،
فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
الصلاة، قال الناس يا رسول الله:
إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها،
حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك،
قال: كل ذلك لم يكن،
ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري)
فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
ورد في صحيح النسائي
للمحدث الألباني وهو صحيح
و( الحاكم ).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي
صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إني لأدخل في الصلاة
وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي،
فأتجوز في صلاتي(أي أسرع)
مما أعلم من وجد أمه من بكائه )( البخاري ).
وكان ـ صلى الله عليه وسلم
يلاعب ويداعب أبناء الصحابة،
ويدخل السرور عليهم..
فعن أنس ـ رضي الله عنه
قال: ( كان لي أخ يقال له أبو عمير ،
كان إذا جاءنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
يا أبا عمير ، ما فعل النغير ) ( البخاري )
، النغير: طائر صغير كالعصفور.
إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم

للأطفال وملاطفته لهم،
والترويح عن أنفسهم

وهو من هو صلى الله عليه وسلم
في علو منزلته وعظم
مسؤولياته، تبين لنا مدى اهتمامه
صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل ..
ومع اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم
بالناحية النفسية للأطفال
ومداعبته لهم، فإنه كان لا يترك فرصة
أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم أو تأديب،
إلا أرشده ووجهه برفق وحب..
فعن عمر بن أبي سلمة قال:
( كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت يدي تطيش في الصحفة،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يا غلام، سم الله، وكل بيمينك،
وكل مما يليك،
فما زالت طعمتي بعد )
طعمتي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك . ( البخاري )..
ومن مظاهر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل،
تأكيده على إعطائه حقه، ليشعره بقيمته
في الحياة، ويعوده على الشجاعة في أدب،
ويؤهله مستقبلا أن يعرف حقه
ويطلبه ولا يتعداه،
ومن ثم يحافظ على حقوق الآخرين ..
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
أُتِيَ بشراب فشرب منه،
وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ،
فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟
، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي
منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده)
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
( البخاري )..
ومن المعلوم اخوتنا الكرام
أن من السُنَّة تقديم الكبير في
وجوه الإكرام عامة،
وقد وردت أحاديث صحيحة في تقديم الكبير
في صلاة الجماعة، والتحدث إلى الناس،
وفي الأخذ والعطاء عند التعامل،
منها حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سقى قال:
ابدؤوا بالكبير ) رواه أبو يعلى .(
وعن جابر رضي الله عنه قال

: قَدِمَ وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم
فقام غلام ليتكلم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
مه، فأين الكبير ؟! ) رواه الحاكم (.
وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال :

انطلق عبد الله بن سهل
ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر
وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة
إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه
قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق
عبد الرحمن بن سهل ومحيصة
وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذهب عبد الرحمن يتكلم،
فقال صلى الله عليه وسلم:
كَبِّر، كَبِّر،
وهو أحدثالقوم فسكت فتكلما ) رواه البخاري (.
قال ابن حجر : قوله:

كَبِّر، كّبِّر )، أي: قدم الكبير السن) .
ولا تعارض اخوتنا الافاضل

واخواتنا الفضليات
بين تقديم الكبير وبين سنة التيامن،
فحديث تقديم الشراب للأيمن وإن كان صغيراً
أو أعربياً لا يخالف الحث على تقديم الأكبر،
لأن الحق هنا غير متساوٍ
فالأيمن أولى به لجهته، فبعضهم أولى به
من بعض، فيُعْطَى كل ذي حقٍ حقه،
والغلام كان أولى بالشراب من
الأشياخ فقُدِّم له حقه .
قال النووي:

وأما تقديم الأفاضل والكبار فهو عند التساوي
في باقي الأوصاف، ولهذا يقدم الأعلم
والأقرأ على الأسَنِّ الشيب في الإمامة في الصلاة
وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة
للشيخ الألباني حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه:
أن أعط السواك الأكبر ) رواه أبو داود )
قال الشيخ الألباني: :

قال ابن بطال
: فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق
به الطعام والشراب والمشي والكلام،
وهذا ايضاح للحديث الخاص بالتيامن
وتفضيل اليمين عن الكِبر في السن
وهذا ماحدث للصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه

ونأتي لنقطة اخرى وهي الدعاء على الأبناء
وقد يغضب الأب أو الأم على طفله
وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطورة عليه،
فقد تُستجاب الدعوة،
ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هذا الباب على الوالدين، شفقة
ورحمة بالطفل ووالديه،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا
على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم،
لا توافقوا من الله ساعة يُسأل
فيها عطاء فيستجيب لكم ) ( مسلم )..
اخوتنا الافاضل
نفهم من هذه الخطبة الطيبة
في جزءها الثاني والأخير
أن اولادنا هم فلذات
أكبادنا وكذلك هم أمانة في اعناقنا وسيسألنا الله
تبارك وتعالى عليها إن قصّرنا في تربيتهم
والتعامل معهم على أنهم رجال المستقبل
الذين سيحملون لواء الدين بتطبيقاته وتشريعاته
وكذلك ليكونوا بُناة صرح وحضارة بلادنا الاسلامية
والمحافظة عليها من التغريب والضياع
بين ثقافات النصارى وتابيعيهم من بني جلدتنا
الذين يدّعون أنهم مسلمين في الظاهر
واما الباطن فهم يوالون اليهود والنصارى في كل شيء
حتى في تربية الأبناء وينظرون لهم على انهم
هم القدوة الصالحة والتمثل بهم هو الصحيح
في الوقت نفسه هناك مثل وقدوة أمرنا الله سبحانه وتعالى
التأسي به والتعلم منه والاقتداء به في كل شيء
بدء من التوحيد وانتهاء بتربية الابناء
والناظر ليحاة وسيرة المصطفى عليه السلام
مع كثرة أعبائه وكثرة انشغاله بأمور الدعوة
واهتمامه ببناء الدولة الأسلامية
بتشريعاتها ونظامها الرباني
في الوقت نفسه نرى حياته مليئة بالمواقف
التربوية مع الصغار
وكيفية التعامل معهم
ولاينقص الا ان يتبع الأباء والأمهات والمربين
طريقة وأسلوب تعامل الرسول عليه السلام
مع هذه الشريحة العمرية الصغيرة
الا يكفي قول الله تعالى في كتابه الكريم :
) لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21
أن نتعلم أن الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام
هي احق من إتباع مناهج العلمانيين والنصارى
والمتخذين الثقافات الغربية منهج تربوي
يتبعونه في تنشأة اولادهم وبناتهم
ويكفي ان ننظر لهولاء التُبع فنجد اطفالهم
وطريقة تربيتهم مطابقة تماماً لتربية الاطفال النصارى
وهذا ستكون له نتائجة الوخيمة في مستقبلهم
وأبتعادهم عن الدين وتشريعاته وفرائضه وأحكامة
وهنا سيحاسبهم الله
سبحانه وتعالى على تضييع هذه الامانة
وعدم ايصالها لبر الامان
وعدم اتخاذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
نبراس ونور وقدوة نهتدي به وبسُنته في تربية
اولادنا وبناتنا ومن ثم مجتماعاتنا
وهنا ستكون مسؤولية الاباء والامهات اشد واكبر
لانهم فرطوا في الامانة وتركوها تسرح وتمرح
مع ثقافات اليهود والنصارى حتى تبدلت مفاهيمهم
وأصبحت كارهه لكل
مايمت للدين والاسلام بِصلة
اخوتنا الكرام
نفعني الله وأياكم بالقرأن الكريم
وأجارنا الله وإياكم من خزيه وعذابه الاليم
إن الله وملائكته يصلون على النبي
ياايها الذين امنوا صلو ا عليه وسلموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابرهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم
وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عباد الله
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها

نجمه ليل 07-20-2022 04:21 PM

رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندبها https://wahjj.com/vb/jananwhj6/buttons/viewpost.gif
كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق





اهلين وسهلين اندبها

وجزاك الله كل خير على ما قدمت لنا من افادة جعله الله فى ميزان حسناتك يااارب


طبعا كل اللى كتبته مالى فيه انى اعرضه حشا لله ولا شىء بالطبع وكل تاكيد اتفق


ولكن استوقفنى مقاطع


وهى
والتى تحمل اسم أحد الدعاة المشهورين
والذين أسميهم ( الدُعاة السوبر ستارز )
الذين يفتون ولايتقيدون بما
يدعون اليه ....

بالفعل كلامك ودول بشبهم بالشيوخ الاعلاميين

وما اكثرهم للاسف

ولا لما تلاقى منهم يلقو الضوء على ساعاته او قلمه الذى يدون به اسئلة الضيف
على انه من باب الدعاية والاعلان للماركة التى يستخدمه وللشركه او المصنع بيكون له الفخر فان هذا الشيخ

عميل لديهم ويلبس من ماركتهم

اى شيخ هذا؟؟
واى داعى هذا الذى يقول قال الله والرسول والادلة

وما بيعمل بيهم فقط يلقى القاء وقضى الامر
ولا الذى يفتى لصالح جهة ما ..!!
للاسف ما اكثرهم وليس فقط بالمنتديات

لانى قرات جميع ما كتبت ..وجزاك الله خيرا


..
كما اتفقت فى هالنقطه السابقة
فناتى لنقطه اخرى

ولكن انا ما بعارضة قولت حشالله
من هذا الامر

ولكن اقول لما تناولت موضوع الصور وانه حرام
وبالفعل الملائكه ما بتدخل البيت اللى فيه صور
وكنت اسمع ان الشياطين تدخل فى الصور المتعلقة على الجدران

ووقتها جمعت كل الصور ..اختهم من عالجدران..انا ناقصة كفايه مهاوده حالى هههه

ناقصة شيطان كمان .ممم المهم
لكن فى صور ما ينفع اخبئهم فقط بالادراج

وهى تلك التى للذكرى
كالالبومات
فكيف البوم صور يجمع كل احبابي ومن رحلو

اطويه فى اى مكان وخلصنا
لالا ..
ان الله يحاسب ..نعم
فهو شديد العقاب ..نعم
وهو من قال كذا وكذا وتحدث عن الفعل والنهى والعقاب ..تمام
ولكنه غفورا رحيم ..بكل تاكييييد
عفو كريم ..تاكييييييد
يعرف ما فى بالانفس ..وما بالقلوب

فهو رب قلوب
وهذه حجتى وسببي فى ان التعامل مع الصور

فى حالتى اناااااا
ليس بحراام ..
قد اكون مخطئة ولكن لست مذنبة او عاصية لامر ربي
فاعلم انه .. لا يغضب منى

وانا عند ظن عبدى بى

شكرا لك اندبها ولتوضيحك وتعبك فى الموضوع

لك منى جزيل الشكر وفائق الاحترام والود والورد يا طيب
موفق

اندبها 09-02-2022 04:38 PM

المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )
 
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )

https://www11.0zz0.com/2021/10/15/20/872803373.png


https://www11.0zz0.com/2021/10/15/20/558042575.jpg
https://www5.0zz0.com/2021/10/15/20/798404954.jpg
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
بالاضافة لمكانته في الأصل لتحصيل العلوم الشرعية
من فقه للتشريعات والأحكام والفرائض
فالدور المُناط بالمنابر حين ظهوره في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم كانت رسالته كبيرة وكبيرة جداً
فالمسجد كان هو البيت والمدرسة التى يتلقى
فيها العلم الشرعي وكان كذلك هو المكان الذي يتم فيه
تسيير شؤون الحكم وتنظيمه
وعندما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
حاضراً كان تحصيل العلم في أوج قوته
فالكل من صحابته رضوان الله تعالى عليهم تفقهوا
وتعلموا ودرسوا وقبلها إستعموا لأقوال مُرشدهم
ومعلمهم الأول ومنظم شؤون حياتهم
وبعد نهاية رسالته في وفاته صلى الله عليه وسلم
استمر المنبر في اداء رسالته بتواجد الصحابة الكرام
رضوان الله تعالى عليهم الذين تتلمذوا وتعلموا وفهموا
كل شيء يختص بحياتهم من تشريعات وفرائض وسُنن
أتت لتنظم حياتهم وترشدهم لسلك الطريق القويم
وانتقل هذا المبدأ وتوارثوه
الصحابة الكرام والخلفاء الراشيدين
المهديين الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان
وعلي رضوان الله تعالى عليهم
الذين رفعوا ألوية الرسالة ونشروا ماتعلموه وما أخذوه
من معلمهم صلى الله عليه وسلم
فكانوا خير حامل للعلم
لخير محمول .....
واستمر الأمر على ذلك النحو في
تحصيل العلوم الدينية الشرعية
ففي ذلك الزمان وبالتحديد في القرورن الأولى
لم يكن احد لايعلم من أين يتم تحصيل العلم
بل كانوا كلهم يدركون أن الذين تتلمذوا على يد
النبي صلى الله عليه وسلم وعلى
يد صحابته الكرام ومن ثم على يد
التابعين الصحابة رحمهم الله
وعلى يد تابع التابعين اليهم بأحسان
هُم من يفترض أن يسعى لهم طالب العلم
فيتعلم منهم ويأخذ منهم التشريعات الصحيحة المتمثلة
في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ومنهجه وطريقته العملية
لذلك كانوا حريصين على الأتباع الصحيح
والأخذ الحقيقي الغير مُزيف
كان ذلك من أفواه العلماء الذين أخذوا من
كتاب الله وسُنته نبيه عليه السلام
ومن شروحات صحابته رضوان الله تعالى عليهم
ومن نقل التابعين لهم وتابع التابعين
فكانوا ولازالوا طُلاب العلم الشرعي يأخذون
علمهم من مصادره الحقيقية الغير زائفه والغير
تابعة لأهواء ورغبات بشرية تسعى لفساد المنهج
كالذي يحدث من قِبل الهرطقات الكلامية والفلسفات
التى ظهرت بظهور علم الكلام
في اواخر القرون الثلاثة الاولى
ولكن استمر المنهج الصحيح المتمثل
في كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام بالوقوف
بقوة وبثبات وعزيمة متحدياً بذلك كل الاهواء
والمناهج الباطلة المخالفة لما
جاء به نبي الأمه عليه السلام
فكانوا السابقون يدركون أن ماجاء به
نبي هذه الأمة ومايقوله ويدعوا له
هو حقيقة ثابته وواقعة لا محالة لانه ليس بقول بشر
بل هو قول وحي اوحى به الله سبحانه وتعالي
ألم يقل الله عز وجل في محكم كتابه
( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) النساء 162
وفي سورة يونس
ï´؟ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىظ° إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىظ° يَحْكُمَ
اللَّهُ غڑ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) يونس 109
وفي سورة هود يبين الله سبحانه وتعالى
أن مايوحى اليك يامحمد هو أمر
لم يسبق لأحد ان علمه وعرفه
لا انت ولا قومك وهو أمر من الغيب
أختصصت به انت ....
فقال تعالى :
ï´؟ تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ غ– مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ
وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَظ°ذَا غ– فَاصْبِرْ غ–
إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) هود 49
وهنا اخوتنا الكرام ندرك ونعلم بأن مايتم قوله
أو فعله من الرسول صلى الله عليه وسلم هو في حقيقة الأمر وحي أوحاه الله
تعالى له لبيان ان الرسالة الأسلامية هي دين
وشريعة ومنهج وطريق لتوحيد الله والأيمان به

وعلى هذا الأساس
بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم
أن نشر هذه الرسالة لايأتي
الا بالتعلم والشرح والبيان فكان صلى الله عليه وسلم
خير مُعلم ومُرشد قبلها كان خير نبي طلعت عليه الشمس
علمّه الله فأحسن تعليمه حين قال تعالى:
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)
وَمَا يَنْطِقُعَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) النجم
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن
قوله صلى الله عليه وسلم ليس كلام هوى
بل هو وحي اوحاه الله تعالى له فكان تشريع ورسالة
أن العلم والتعلم هو أساس التشريع
وفي مجانبة العلماء تستمر عجلة العلم الشرعي
الحقيقي الذي يفيد الكل في كل مناحي الحياة
ولا يكون ذلك الا بمجانبة العلماء
المشهود لهم بالاعتقاد السليم
ومُتابعة اهل السنة والجماعة
من اقوال الرسول عليه السلام
واقوال صحابته والتابعين لهم باحسان الي يوم الدين
ويكفي قوله صلى الله عليه وسلم
عن إلتماس العلم وطلبه والحث عليه
ففي الحديث الذي رواه ابوهريرة رضي الله عنه
أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مسلم )

وفي شرح لهذا الحديث
للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
( أحد علماء الحديث ومُحدثي هذا الزمن ومن
أهل السُنة والجماعة والمدرس حالياً في المسجد النبوي )
( أطال الله في عمره)
في شرحه للحديث السادس والثلاثون
وبالتحديد في الجزء الذي يتحدث
عن طلب العلم والحث على السعى له
من أحاديث الامام النووي
رحمه الله وهو صحيح
قوله :
فضل طلب العلم
قوله عليه الصلاة والسلام:
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذا أيضاً من باب الجزاء من جنس العمل؛
لأن العمل سلوك طريق توصل إلى العلم،
والجزاء تسهيل طريق توصل إلى الجنة,
وسلوك طريق العلم يكون بالسفر لتحصيله،
ويكون أيضاً باتخاذ كل الوسائل
التي توصل إليه وإن لم يكن هناك سفر،
كأن يلازم مجالس العلم، ويقتني
الكتب النافعة والكتب المفيدة لأهل السنة،
ويعنى بقراءتها والمذاكرة فيها
والتباحث فيها مع زملائه
والرجوع فيها إلى مشايخه.
والمراد بالعلم هنا العلم الشرعي,
علم الكتاب والسنة، وكل ما يسهل
الوصول إلى هذين الينبوعين الصافيين:
كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتيسير الطريق الموصل إلى الجنة
لكونه سلك الطريق الموصلة
إلى العلم بالسير إلى الله على بصيرة،
وكونه يعبد الله على بصيرة وعلى هدى
؛ وذلك إنما يكون بالعلم,
والله عز وجل قال في كتابه العزيز
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
فكل إنسان في خسارة,
ولا يستثنى من ذلك إلا من آمن إيماناً
مبنياً على علم ثم عمل بالعلم،
ثم حصل التواصي بالخير؛ وذلك بتعديته إلى الغير,
ثم بعد ذلك التواصي بالصبر
على ما يحصل في هذا السبيل من العناء
والمشقة والنصب فإن ذلك يحتاج إلى صبر.

وقوله عليه الصلاة والسلام
في الجملة الأولى :
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
هذه الجملة من الحديث واضحة
في بيان فضل العلم، وفضل طلب العلم الشرعي,
وقد جاءت هذه الجملة أيضاً في حديث
عن أبي الدرداء رضي الله عنه تعالى
عندما قال:
: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ ï·؛، يقولُ
: منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه
لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ،
وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ
رِضًا بِما يَصْنَعُ،
وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ
ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ،
وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر
عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ،
وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ
لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما
ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ.
رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وهو مشتمل على خمس جمل كلها تدل على فضل العلم
واول هذه الجُمل هي هذه الجملة وهي:
( من سلك طريقاً يلتمس فسه علماً
سهل الله له به طريقاً الى الجنة )

والجملة الثانية
(وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
رضاً بما يصنع )
ومعناها: أن الملائكة تحف به وتحيط به؛
وذلك بالرضا بما يحصل منه من
العلم ونشر العلم وأخذ العلم.
والجملة الثالثة
( وفضل العالم على العابد كفضل القمر
على سائر الكواكب )
العابد هو الذي يصلي ويصوم،
والعالم هو الذي اشتغل بتحصيل
العلم الشرعي والعمل به؛ وإنما كان
العالم أفضل من العابد لأن علم العالم له ولغيره،
ونفعه متعد، وأما العابد فعبادته
له وحده, فصلاته له وحده،
وصيامه له وحده، ولكن علمه له ولغيره,
ولهذا كان العالم أفضل من العابد.
والجملة الرابعة
( وأن العالم ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء )
أي أن العوالم العلوية والسفلية
كلها تستغفر للعالم، وهذا فضل
عظيم يظفر به من وفقه الله عز وجل
لأن يكون من أهل العلم بشرع الله،
وعالماً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
والجملة الخامسة
والأخيرة هي
( وأن العلماء ورثه الأنبياء وأن الأنبياء
لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا
العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
وهذه الجملة اشتملت على شيء عظيم،
ويكفي أهل العلم شرفاً أن يقال:
إنهم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم,
يرثون عنه الحق والهدى الذي
جاء به صلى الله عليه وسلم،
وهو ميراث النبوة؛
لأن الأنبياء لا يورثون المال،
إذا خلفوا مالاً فإنه صدقة ولا يرثه
أقرباؤهم، بخلاف غير الأنبياء فإنهم
يرثهم أقرباؤهم على وفق
ما جاء في كتاب الله وفي سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام المواريث.

فالأنبياء إنما يورث عنهم العلم والحق
والهدى، والرسول صلى الله عليه وسلم
يورث عنه الكتاب والسنة،
وهو خير ميراث وأفضل ميراث،
وعلى هذا فالأنبياء يختلفون
عن غيرهم من البشر من هذه الناحية؛
وذلك أن غيرهم من البشر
إذا جمع مالاً ومات فإنه يكون لورثته،
وأما الرسل فلو مات أحد منهم
وعنده مال فإنه لا يكون لورثته،
وإنما هو صدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
في الحديث الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها
إنَّ أَزْوَاجَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ
تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَرَدْنَ أَنْ يَبْعَثْنَ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ إلى أَبِي بَكْرٍ، فَيَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ
مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
قالَتْ عَائِشَةُ لهنَّ:
أَليسَ قدْ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
لا نُورَثُ؛ ما تَرَكْنَا
فَهو صَدَقَةٌ.
من صحيح مسلم
( إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة )
يعني: لا يورث عنهم المال،
ولكن يورث عنهم العلم النافع الذي
هو بالنسبة لنبينا صلى الله عليه وسلم علم الكتاب والسنة.
قوله: ( فمن أخذ به أخذ بحظ وافر )
أي: من هذا الميراث الذي هو ميراث
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الحق والهدى الذي
جاء به، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذه خمس جمل اشتمل عليها حديث
أبي الدرداء
وقد جاءت أحاديث أخرى تدل
على فضل العلم، وتحث على تحصيله،
منها حديث أمير المؤمنين
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه
أنه قال:
سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ
: مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ،
وإنَّما أنا قاسِمٌ واللَّهُ يُعْطِي،
ولَنْ تَزالَ هذِه الأُمَّةُ قائِمَةً علَى أمْرِ اللَّهِ،
لا يَضُرُّهُمْ مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللَّهِ.
( صحيح البخاري )
أي: أن من علامة إرادة الله عز وجل الخير
بعبده أن يفقهه في دين الله؛
لأنه إذا فقه في الدين فمعنى
ذلك أنه سار إلى الله على بصيرة،
ودعا غيره على بصيرة، فيكون
هادياً مهدياً، يعرف الحق ويعمل به ويدعو إليه،
ويكون علمه وعمله مبنياً على بصيرة وعلى هدى
من الله سبحانه وتعالى.
وكذلك أيضاً جاء في الحديث
الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه
قوله قال النبي عليه السلام :
خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ. قالَ:
وأَقْرَأَ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ في إمْرَةِ عُثْمانَ،
حتَّى كانَ الحَجَّاجُ قالَ:
وذاكَ الذي أقْعَدَنِي مَقْعَدِي هذا.
( صحيح البخاري )
وهذا يدل على أن أهل تعلم القرآن
وتعليمه هم خيار الناس.
وجاء في صحيح مسلمعن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنَّ نَافِعَ بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ،
وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ:
مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ:
ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ:
مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟!
قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ:
أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ
قدْ قالَ
: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ
أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.
( صحيح مسلم )

ويضيف اخوتنا الكرام
العالم الشيخ عبد المحسن بن عباس البدر قوله
في أيضاح آداب طالب العلم قوله:
العلم لابد فيه من الإخلاص وحسن القصد،
ولابد فيه أيضاً من الجد والاجتهاد
وبذل النفس والنفيس، وبذلك يحصل العلم,
فلا يحصل العلم بالإخلاد إلى الراحة والاشتغال
بغيره مما يشغل عنه، وإنما يحصل بالجد
والاجتهاد وبذل النفس والنفيس للوصول إليه؛
حتى يعبد الإنسان ربه على بصيرة،
وتحصل منه الإفادة له ولغيره، فيكون
هادياً مهدياً راشداً مرشداً.
فلابد من حسن القصد والإخلاص
والصدق في الطلب،
ولابد من الجد والاجتهاد،
وبذل النفس والنفيس للوصول إلى هذا المقصود
العظيم الذي هو علم كتاب الله عز وجل
وسنة رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه,
فقد قال يحي بن أبي كثير اليمامي كما رواه
مسلم في صحيحه قوله
لايستطاع العلم براحة الجسم
فمن اراد العلم فعليه أن ينصب
وعليه ان يتعب وعليه ان يشتغل
وأن يبذل من أجل الوصول الى هذه الغاية
النبيلة كما قال الشاعر:
الجَد بالجِد والحرمان بالكسل
فانصب تصب عن قريب غاية الأمل
الجَد هنا هو الحظ النفيس,
بالجِد الذي هو الاجتهاد والتعب والنصب،
فالنتائج الطيبة والثمرات الحميدة تحصل
من الجد والاجتهاد، وبذل ما يستطيع
الإنسان بذله من أجل الوصول إلى تلك الغاية
العظيمة التي هي تحصيل العلم النافع
الذي هو علم الشرع, أعني
علم كتاب الله عز وجل وسنة
رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فضل الاجتماع على القرآن والعلم في المساجد
ويستمر أخوتنا الكرام
الشيخ للعلامة الشيخ عبد المحسن العباد البدر
في شرح حديث تدارس العلم في المساجد
قوله :
ثم قال عليه الصلاة والسلام
في الحديث الصحيح الذي رواه :
رواه أبو هريرة رضي الله عنه
وأخرجه مُسلم في صحيحه قوله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا،
نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ،
وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا،
سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ
ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ،
وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا،
سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ،
وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛
إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،
وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ،
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
( صحيح مُسلم )

فالبيوت التي يتم فيها التدارس العلوم الشرعية
هي بيوت الله عز وجل هي المساجد،
وإضافتها إلى الله للتشريف
؛ لأن المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:
إضافة أعيان وإضافة معان,
فإضافة الأعيان للتشريف،
وهي من إضافة المخلوق إلى الخالق,
كبيت الله وناقة الله وعبد الله،
وإضافة المعاني هي إضافة الصفات كحياة الله
وعلم الله وسمع الله وبصر الله وغير ذلك،
وهي إضافة صفات، أعني من قبيل إضافة الصفة
إلى الموصوف بها.
والمساجد هي خير البلاد
وأفضل البقاع
كما ثبت في صحيح مسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
في الحديث الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه قوله:
أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا،
وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا.
( صحيح مسلم )
ذلك أن المساجد هي خير البلاد
وذلك لما يكون فيها من العمارة بذكر الله عز وجل
فالمساجد هي محل الطمأنينة ومحل الذكر
ومحل الصلاة ومحل العبادة لله عز وجل
ومحل تلاوة القرآن
كل هذه من صفات المساجد وأما الأسواق
ففيها الصخب ولالغط وفيها الخصومات
وفيها الهرج والمرج والسباب والشتائم
وفيها الكذب والحلف بالكذب لتمرير بضاعة
لذلك المساجد يكون تدارس القرآن بتلاوته ومدارسته
والتدبر والتعلم في معانية وتفسيره
بالاحاديث الصحيحة وبآثار سلف هذه الامة
الراسخون في العلم والمدركين تمام الادراك تفسيره
واتباعهم لصحاح المفسرين المعتمدين
في منهج اهل السُنة والجماعة
تلاوة القرآن معروفة، ومدارسته تعني معرفة معانيه،
وهذا إنما يكون لمن عنده علم بتفسير القرآن بالقرآن وتفسيره بالحديث، وبالآثار عن سلف هذه الأمة.
والتدارس يكون بوجود عالم بينهم
يبين لهم معاني الآيات التي قرءوها
أو التي يمرون بها وهم بحاجة إلى معرفتها
أو يشكل عليهم شيء من معانيها،
وإذا كانوا من أهل العلم فإنهم يتداركون
ذلك ويرجعون إلى كتب أهل العلم المتعلقة
بالرواية والدراية في
تفسير كلام الله عز وجل.
قوله:
(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلا نزلت عليهم السكينة)

يعني: تحصل لهم أمور أربعة بهذا العمل
الذي هو قراءة القرآن وتدارسه في المساجد:
الأمر الأول:
أنها تنزل عليهم السكينة، والسكينة:
الطمأنينة والوقار، ففي تلك المجالس الوقار
، والطمأنينة، والسكون، وانشراح الصدور
، كل ذلك يكون موجوداً لمن يحصل
منهم تلاوة القرآن في بيت من بيوت الله.
الأمر الثاني:
أن تغشاهم الرحمة,
أي تشملهم الرحمة وتغطيهم.
الأمر الثالث:
أن الملائكة تحفهم, أي:
تحيط بهم وتحدق بهم؛ وذلك أنهم يبحثون
عن مجالس الذكر، وخير الذكر
هو قراءة كلام الله سبحانه وتعالى,
فيحصل لهؤلاء المجتمعين
أن تنزل عليهم السكينة، وكون الرحمة تغشاهم.
الأمر الرابع:
أن يذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة،
أي يذكر الله عباده في الأرض
عند عباده في السماء الذين هم الملائكة،
كما جاء في الحديث
) : ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه(.
فمن حصل منهم الاجتماع لقراءة القرآن
في المساجد وتدارسه يحصل لهم الثواب
والجزاء بهذه الأعمال الأربعة.
ثم نأتي لقوله عليه السلام :
وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.
من أخره عمله عن دخول الجنة فليس
نسبه هو الذي يسرع به إليها,
وإنما العبرة بما يقوم في القلوب وبالأعمال،
وليس بما يحصل على الجوارح،
وإنما يحصل ذلك بالتقوى والإيمان
والعمل الصالح، فمن أخره عمله عن دخول
الجنة وبلوغ المنازل العالية فليس نسبه
هو الذي يسرع به إليها.
نعم النسب إذا جاء مع العلم و
والعمل الصالح
فهو خير إلى خير، ونور على نور،
وأما إذا كان بدون إيمان وبدون عمل صالح
فإن ذلك لا يفيد شيئاً، كما جاء في
هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
لان العبرة عند الله عز وجل هي التقوى
والاعمال الصالحة كما قال تعالى :
في سورة الحجرات
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي،
وهو من الفرس، وليس من العرب،
ووضع أبا لهب وهو من بني هاشم،
وهو ابن عبد المطلب،
وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولكن كفره وعدم إيمانه وضعه؛
ولم يستفد بنسبه شيئاً؛ لأن العبرة ليست
بالأنساب وإنما هي بالأعمال الصالحة
وبتقوى الله عز وجل.
ولذلك لا تترك التقوى اتكالاً على النسب
وإلا فإن أهل البيت الذين لهم الفضل
هم كل مسلم ومسلمة من نسل
عبد المطلب بن هاشم،
وكذلك زوجات رسول الله صلوات الله
وسلامه وبركاته عليه,
هؤلاء هم أهل البيت الذين لهم فضل.
ولكن من حيث النسب فعمه أبو لهب
من أقرب الناس إليه؛ لأنه أخو أبيه،
ومع ذلك فإنه من أهل النار لكفره وعدم إيمانه،
وقد نزلت فيه سورة من القرآن تُتلى الى يوم القيامة
تبين كفره ومصيره يوم القيامة
في قوله تعالى:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) المسد
اذا الاعمال الصالحة هي الميزان
وهي المعتبرة في الأسلام لقوله الله عز وجل
( ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) الحجرات 13
وليس المعتبر هو النسب او القرب من
النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا تأتي الآية الكريمة لتوضح الامر بجلاء
فقال تعالى :
( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ
فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
المؤمنون 101
ولهذا الامر قال عليه السلام في هذا الحديث
من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه
إذاً: النسب بدون عمل صالح
لا يفيد صاحبه شيئاً، ولكن كونه
يجمع بين النسب الشريف وبين العمل
الصالح فيكون قد جمع بين الحسنيين.
والله تعالى أعلم،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
( انتهى شرح العلامة الشيخ عبد المحسن العباس البدر )

اخوتنا الكرام
ومن خلال هذه الشروحات نفهم أن طلب
العلم له مكانة وهو المسجد أو الجهات المخولة شرعياً
لتدريس العلوم
ووسيلة طلب العلم هي المصادر الموثوقة
من خلال ديننا فالرسول عليه السلام
وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
والتابعين لهم والتابع التابعين
وعلماء السلف اهل السُنة والجماعة
المُتبعين لكتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
لذلك طلب العلم مهم لانه من خلاله يتم التعلم
وفهم التشريعات واحكامها والفقه وأبوابه
وكل ذلك له اهميته لعبادة الله سبحانه وتعالى على بصيرة
حيث قال تعالى :
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف 108
وفي تفسير أبن كثير رحمه الله لهذه الآية قوله:
يقول :
اللهتعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين
: الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس :
أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ،
وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ،
يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ،
ويقين وبرهان ،
هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي
. أ.هـ كلام أبن كثير
والبصيرة والبرهان هنا هي العلم والمعرفه الدالة على
صدق الدعوة ولا يتم معرفة ذلك الا بالتعلم وفهم
ماهو البرهان المساعد على فهم التشريعات
وعبادة الله
فعبادة الله لا تتم الا بالبصيرة والبرهان
والعلم الشرعي
لفهم التشريعات وتطبيقها
وعدم الخروج عن منهجها في التطبيق
ويكون ذلك بفهم ومعرفة أقوال وافعال
من جاء بالوحي
وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك إتباع هديه وهدي
صحابته الكرام وأقوالهم
والتحرز والانتباه الي مصادر
اخذ العلم الشرعي
لان النبي صلى الله عليه وسلم نبه
عن ذلك بأن العلم مهم
لأستمرار فهم الدين
وتشريعاته فهم صحيح
والعلم من المعتاد لايتم أخذه
الا من أفواه العلماء
الذين أتبعوا منهج واقوال وافعال الرسول عليه السلام
ففي زمن الرسول عليه السلام
الكل كان يأخذ العلم مشافهه من أفواه بعض
لانهم عاصروا النبي عليه السلام
ولا يحتاجون لاخرين الاخذ منهم
وبعد وفاته عليه السلام اصبح الكل يأخذون
العلم من خلال ماتعلموه من تطبيقات
ومن افواه الأكثرمنهم
فضل وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم
ففي زمنه وهو حي عليه السلام
قال قولاً بليغاً في التنبيه على
اخذ العلم من مصادره الصحيحة وهذه المصادر
هي العلماء أهل العلم والفضل
وسيأتي يوم ينزع الله فيه العلم اتنزاعاً
بوفاة وموت العلماء
ولايبقى الا رؤوس الجهّال يستغلون غياب العلماء
ويفتون للناس بغير علم ولا دراية
فيضلوا كثير من الخلق
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
سنتوقف قليلاَ مع هذا الحديث الصحيح
والذي يعتبره كثير من العلماء هو المنهج والمقياس
لطلب العلم من أهل الفضل طالما تواجدوا
قبل رحيلهم
ففي رحيلهم سيخلط الحابل بالنابل ويكثر الهرج
والمرج والأفتاء بدون علم والكذب
على الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على هذا الحديث العظيم
من خلال شرح علماء أهل السُنة والجماعة
لمفرداته ومراميه ورسلته ومفاهيمه
والتى أعدها الكثير من علماء السلف
ان هذا الحديث هو تنبيه وتحذير
وتوصية ومنهج لاخذ العلم من أهله
قبل فوات الأوان .....
وكما فهمنا أن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
هو وحي وانه عليه السلام لاينطق عن الهوى
يجب ان ندرك تماما أن تحذيره عليه السلام
لأمته في الازمان القادمة بعد وفاته
من الانزلاق خلف الرؤوس الجاهلة التى تدّعي العلم
وتفتي للناس بدون وجه حق
فبدّلوا وغيروا وكذبوا على الرسول عليه السلام
وابتدعوا مناهج ما اأنزل الله بها من سلطان
أن تحذيره ووصيته كانت حقيقية
وفي محلها حرصاً منه عليه الصلاة والسلام
على أمته من أن تتبع المارقين الجهله
في الأخذ منهم التشريعات والفرائض الخاصة بالدين
وقد جاء تحذير النبي عليه السلام
من عدم اتباعهم واغتنام الفرصة للتعلم
في وجود اهل العلم المشهود لهم بالاتباع الصحيح
من اهل الصلاح والخير والمتبعين لكتاب الله وسنه رسوله
وهذه شروحات وأقوال اهل العلم
المتبعين لنهج ماقاله الله وماقاله الرسول عليه السلام
فقد قال عليه السلام :
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس،
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى
إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوساء جهالًا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
وأضلوا ) متفق عليه).
اخوتنا الكرام
هذا الحديث العظيم الصحيح الذي يبين لنا
أساسيات طلب العلم والحرص على تلقي العلم
من أفواه العلماء ذوي العقيدة الصحيحة
والمتمثله في إتباع نهج كتاب الله وسُنة نبيه عليه السلام
واتباع مافهمه الصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وشروحات التابعين لهم حتى وصلت علومهم
لعلماء هذا العصر الذين يتكلمون بما فهموه
من كلام الله واحاديث نبيه عليه السلام وشروحات
وتطبيقات الصحابة للتشريعات
وفي شرح لهذا الحديث
وبيان معانيه والرسالة التى يجب ان يفهما
كل مُسلم حريص على عبادة الله على بصيرة
وهذه احدى شروحات
العالم الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
وهو أحد علماء أهل السُنة والجماعة
في شرحه للحديث الصحيح عن العلم
فقال الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله في كتابه
رياض الصالحين في باب فضل العلم
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من صدور الرجال
ففي هذا الحديث إشارة إلى أن العلم سيقبض،
ولا يبقى في الأرض عالم يرشد الناس
إلى دين الله، فتتدهور الأمة وتضل
ثم بعد ذلك ينزع منها القرآن،
ينزع من الصدور ومن المصاحف
كما قال أهل السنة
لا ينتزع من صدور الرجال لكن
يقبض بموت العلماء، يموت العلماء
الذين هم علماء حقيقة ولا يبقى
عالم فيتخذ الناس رؤساء،
يعني يتخذ الناس من يترأسهم
ويستفتونه لكنهم جهال يفتون
بغير علم فيَضلون ويُضلون والعياذ بالله،
وتبقى الشريعة بين هؤلاء الجهال
يحكمون فيها بين الناس وهم جهلة
لا يعرفون فلا يبقى عالم،
وحينئذ لا يوجد الإسلام الحقيقي الذي
يكون مبنيًّا على الكتاب والسنة
لأن أهله قد قبضوا،
وفي هذا الحديث حث على طلب العلم
لأن الرسول أخبرنا بهذا لأجل
أن نتحاشى ونتدارك هذا الأمر
ونطلب العلم وليس المعنى
أنه أخبرنا لنستسلم فقط لا من أجل أن نحرص
على طلب العلم حتى لا نصل إلى الحال
التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام،
والإخبار بالواقع لا يعني إقراره
اخوتنا الكرام
ومعنى أن يخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام
عن شيء ليس معناه أنه يقرّه ويسمح به
كما أخبر عليه الصلاة والسلام وأقسم وقال
في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لتتبعُنّ سُنن من كان قبلكم شبراً شبراً ودراعاً بذراع
حتى لو دخلوا جُحر ضبٍّ تبعتموهم قلنا:
يارسول الله اليهود والنصارى ...؟
قال فمنّ .....
( صحيح البخاري )
يعني: لتركبن طرق من كان قبلكم، قالوا:
اليهود والنصارى؟ قال: نعم اليهود والنصارى،
فأخبر أن هذه الأمة سوف ترتكب
ما كان عليه اليهود والنصارى إخبار تحذير
لا إخبار تقرير وإباحة،
فيجب أن نعلم الفرق بين ما يخبر
به النبي صلى الله عليه وسلم مقررًا له ومثبتًا
له وما يخبر به محذرًا عنه،
فالرسول عليه الصلاة والسلام
أخبر بأن العلماء سيموتون
ويعني ذلك أن نحرص حتى
لا ندرك هذا الوقت
الذي يموت فيه العلماء ولا يبقى
إلا هؤلاء الرؤساء الجهال الذين
يفتون بغير علم فيضلون بأنفسهم
ويضلون غيرهم، اللهم إنا نسألك
علمًا نافعًا وعملًا صالحًا ورزقًا طيبًا واسعًا.
( انتهى كلام الشيخ أبن عثيمين رحمه الله )
ومن هنا اخوتنا الافاضل
نفهم أن تحصيل العلم يستلزم المتابعة والتتبع لمصادره
الصحيحة الواثقة في صحتها
وليس هناك ماهو صحيح الا كتاب الله واحاديث
رسوله عليه السلام الصحيحة الغير مُلفقة ومكذوبة
وموضوعة وضعيفه واسانيدها لاتحمل حتى حروفها
فأهمية الاتباع والتعلم والاخذ
تكمن في من يستحق ان يتم متابعته
والاخذ منه وليس كل من يفتى او يجلس على سُدة التعليم
ويدّعي العلم الشرعي نأخذ منه
بل وجب الحرص أن نتعرف على اهل العلم
المتبعين لكتاب الله وسنة
رسوله عليه الصلاة والسلام
فهم أولى بالاتباع
لانهم لايميلون لأجتهادات وتفسيرات شخصية
نابعة من اهواءهم بل هم يتبعون مايقوله علماء الامه
المعتمدون المعروف عنهم الصلاح والاتباع الصحيح
وفي هذا العصر يستطيع المسلم ان يجب ويبحث
عن العلماء الثقاة الذين لايقولون قال فلان وقال علان
في المسائل الفقهية والافتاء
بل يقولون قال الله تعالى او قال نبيه عليه الصلاة والسلام
من خلال أحاديث صحيحة يشرحها اهل العلم
المعروف عنهم قوة الاعتقاد وعدم اتباع المناهج الاخرى
لذلك نلاحظ اخوتنا الكرام
في هذا الزمن انه اختلط الحابل بالنابل واصبح الكل يفتي
بدون علم ولا بصيرة ولا دراية
ويستشهد برؤوس جاهله بالرغم من امتلاكها للعلم
ولكنها جاهلة في اتباعها للمنهج الصحيح
وهو منهج اهل السنة والجماعة الذي يأخذ
شروحاته ومفاهيمه ومنهجه وطريقته من كتاب الله
فقط ومن سنة رسوله الصحيحة فقط
والتى إتبعها الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وانتقلت شروحاتهم للتابعين له ومن ثم لتابع التابعين
حتى وصلت العلوم الصحيحة لعلماء هذا الزمن
الذين أخذوا عن من كان قبلهم
من علماء اهل السنة والجماعة ....
اما الاخرون فقد اصبحوا ناقلين وليس مُتبعين
حتى النقل اصبح الكل ينقل من افواه من لايخاف الله
فنجد احاديث ضعيفة موضوعة غير صحيحة
يعتمدون عليها في اثبات مسائل فقهية او تشريعية
أو اقوال من يدّعون العلم وهم في الاساس مُتخذي
شيوخهم اما من المنهج الصوفي الذي يتمسح بالقبور
والاولياء ويتخذ من أفكارهم وكلامهم منهج وطريق
او من الفئة الخارجة والتى تدعي الاتباع لكتاب الله
وسنة رسوله وهم يدعون للخروج والقتل والتكفير
حتى وصل بهم الامر ان خربوا افكار العامة
بالصراخ ليل نهار وتحريضهم على الفساد والافساد
والخروج على أولياء الامر
وبث روح التفرقة والقتل والتكفير
او كالذي يتبع فلسفات والهرطقات الكلامية
التى إبتدعوها النصارى ومن على شاكلتهم
وأسقطوها على تشريعاتنا وديننا
وأصبحوا يقارنون علومنا الدينية والتشريعة وفرائضنا
يقارنوها بما عند النصارى وتابعيهم وتمييع
اوامر الله الملزمة التنفيذ وجعلها لا اهمية لها
كل ذلك اخوتنا الكرام
يأتي من عدم اهتمامنا بمن نأخذ منه علومنا الدينية
وتشريعاتنا ومفاهيمنا الصحيحة
وهنا اقوال علماء اهل السنة والجماعة
في من يبتدع ويأخذ فتواه من افواه من لادخل له
بالعلم والعلماء
وهنا أيضا اضافة اخرى
لأحد علماء الامة الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
في اضافته لشرح حديث العلم والعلماء
قوله رحمه الله :
اقوال الشيخ ابن باز رحمه الله
عن العلم والعلماء
وقد أخبر النبي ï·؛
أن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ينتزعه
من صدور الرجل، يقول الرسول ï·؛
يخبر أن الله لا يقبض العلم انتزاعًا
ينتزعه من صدور الرجل، ولكن يقبض
العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق
عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا
فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا،
، فالنقص في العلماء موجود والخطر عظيم،
فينبغي لك يا أخي أن تستفيد من
وجود أهل العلم في أي مكان في
هذا المسجد في مكة في المدينة
في أي مكان، إذا سمعت بأهل العلم
المعروفين بالعقيدة الطيبة والاستقامة
وبالتعليم الشريف فاحرص عليهم، وبادر
إلى أن تستفيد منهم، في المساجد
أو في الحلقات التي تذاع أو في نور على الدرب،
أو في أي طريق تسمع الفائدة احرص عليها،
واغتنم حياتك، وتعلم دينك،
وتفقه في دينك، قبل أن تلتمس
من يعلمك فلا تجد أحدًا،
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
قد تنزل مصيبة على الناس يحرمون من العلم،
إما بأن شغلوا عن العلم وأصيبوا
بمصيبة تشغلهم عن العلم،
وإما بعدم وجود أهل العلم
وعدم وجود حلقات للعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
( انتهى كلام الشيخ أبن باز رحمه الله )
ونورد اخوتنا الكرام
الأدلة الشرعية من القرآن والسُنة
على حُرمة الفتوى بغير علم
العنصر الأول
الأدلة من القران والسنة على حرمة الفتوى بغير علم
أن الأدلة من القران الكريم تضافرت
على حرمة القول على الله تعالى بغير علم
و لا بينه و عدته من كبائر الذنوب
و إليك طرفا منها:
الدليل الأول:
تحريم الله تعالى القول عليه بغير
علم يقول الله تعالى
: ï´؟ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ï´¾ الأعراف: 33
قال ابن القيم رحمنا الله وإياه في هذه الآية:
قال ابن القيم - رحمه الله –
وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم
في الفتيا والقضاء، وجعله
من أعظم المحرمات بل جعله
في المرتبة العليا منها أ.هـ.
الدليل الثاني:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ï´¾
( الأسراء 36 )
قال الشنقيطي رحمه الله: -
ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير.
وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم.
ويدخل فيه كل قول بلا علم،
وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم،
وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى
في آيات أخر; كقوله: إنما يأمركم
بالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[2]أ.هـ.
الدليل الثالث:
ويقول تعالى
: ï´؟ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾

النحل: 116، 117
قال الشوكاني رحمه الله:-
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي نضرة قال:
قرأت هذه الآية في سورة النحل
ï´؟ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب
هذا حلال وهذا حَرَامٌ ï´¾
إلى آخر الآية، فلم أزل أخاف الفتيا
إلى يومي هذا قلت - أي الشوكاني
: صدق رحمه الله، فإن هذه الآية
تتناول بعموم لفظها فتياً من أفتى
بخلاف ما في كتاب الله أو في سنّة
رسوله صلى الله عليه وسلم،
كما يقع كثيراً من المؤثرين للرأي المقدّمين
له على الرواية، أو الجاهلين لعلم
الكتاب والسنّة كالمقلدة، وإنهم لحقيقون
بأن يحال بينهم وبين فتاويهم ويمنعوا
من جهالاتهم، فإنهم أفتوا بغير علم من الله
ولا هدى ولا كتاب منير، فضلوا وأضلوا،
فهم ومن يستفتيهم كما قال القائل:
كبهيمة عمياء قاد زمامها *** أعمى على عوج الطريق الجائر
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال:
عسى رجل أن يقول: إن الله أمر بكذا،
أو نهى عن كذا، فيقول الله عزّ وجلّ له:
كذبت. أو يقول: إن الله حرّم كذا أو أحلّ كذا،
فيقول الله له: كذبت
ويقول تعالى:
ï´؟ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ
فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ
أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ï´¾ يونس: 59
أي: ما ظَنُّ الذين يَكْذِبُونَ على اللهِ في
التحليل والتحريمِ ماذا يفعلُ بهم يومَ القيامةِ،
أتَظنُّون أن اللهَ لا يعاقبُهم على افترائِهم عليه؟
وروى البخاري ومسلم
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه
من صدور العباد، ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس
رؤساء جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم،
فضلوا وأضلوا
( اخرجه أحمد ومسلم في صحيحه )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من أفتى بفتيا غير ثبت
فإنما إثمه على الذي أفتاه....
( أخرجه أبن ماجه في صحيحه )
لذلك اخوتنا الكرام
من العناصر المهمة الباقية
هو العنصر
والذي يهتم بتعظيم السلف للفتوى
وتقديرها والخوف والوجل من الخوض فيها
بالرغم من علو كعبهم في العلم والاستنباط والفهم الصحيح
الا انهم كانوا يخشون الفتوى ويتحرزون منها
ليس كمثلنا نحن في هذا العصر
فالكل يفتي بدون علم ويستعرض امكانياته الفقهية
ويفتي ويلوي لسانه دون الرجوع لأهل العلم والاخذ منهم
1 . تعظيم السلف للفتوى:
القد كان السلف رغم علو كعبهم في العلم
و إلا أنهم كانوا يهابون الفتوى
لأنهم يعلمون أن الفتوى توقيع عن الله - تعالى –.
قال البراء بن عازب رضي الله عنه:
(لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر
ما منهم من أحد إلا وهو يحب
أن يكفيه صاحبه الفتوى)
وروى ابن المبارك رحمه الله
في الزهد أن ابن عمر رضي الله عنهما
سئل عن شيء ثم قال:
أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسوراً لكم في جهنم
أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله:
((أدركت عشرين ومائة من الأنصار
من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يسأل أحدهم عن المسألة
فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
وفي رواية:
(ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود
أخاه كفاه إياه، ولا يستفتي عن شيء
إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا) [9].
وجاء عن الشعبي والحسن
وأبي حَصين رحمهم الله أنهم قالوا:
( إن أحدكم ليفتي في المسألة لو وردت
على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه
لجمع لها أهل بدر )
وقال عبد الله بن أحمد كنت أسمع
أبي كثير يسأل عن المسائل فيقول:
ï»» أدري وذلك إذا كانت مسألة فيها اختلاف
وكثيراً ما كان يقول سل غيري
فإن قيل له من نسأل يقول سلوا
العلماء ولا يكاد يسمي رجلاً بعينه أ.هـ
وها هو
إمام العلماء وسيد الأصفياء يرد العلم
إلى رب الأرض والسماء صلى الله عليه وسلم
ويقول انا لها
بل كان يقول لا أدري
حتى يأتيني خبر السماء ....
فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام
إن سئل عن شيء لا يعلمه قال: ( لا أدري)
جبير بن مطعم:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال:
أي البلاد شر؟
فقال: لا أدري فلما أتى جبريل
رسول الله عليهما السلام
قال :أي البلاد شر؟
قال: لا أدري حتى أسأل ربي فانطلق جبريل عليه السلام
فمكث ما شاء الله فقال:
يا محمد إنك سألتني أي البلاد شر؟
فقلت: لا أدري وإني سألت ربي فقلت:
أي البلاد شر؟ قال: أسواقها
2 . حرص السلف على عدم الفتوى بغير علم:
قال الزهري عن خالد بن أسلم
أخي زيد بن أسلم رحمة الله عليهما قال:
كنا مع ابن عمر فسأله أعرابي أترث
العمة، فقال لا أدري قال:
أنت لا تدري قال نعم اذهب إلى العلماء
فاسألهم فلما أدبر الرجل
قبل ابن عمر يده فقال:
( نعما ما قال أبو عبد الرحمن:
سئل عن ما لا يدري، فقال لا أدري )
وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال:
لا أدري: فقيل له: ألا تستحي مِن قول
"لا أدري" وأنت فقيه العراق؟.
فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا:
(سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)
قال الهيثم بن جميل رحمه الله:
( شهدت مالك بن أنس سئل عن
ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين
وثلاثين منها: لا أدري ))
وقال أحمد في رواية المروذي
( ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه
وذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
( كان يسأل فيقول:
لا أدري حتى أسأل جبريل )
و قال أبو بكر الأثرم –رحمه الله-:
(( سمعت أحمد بن حنبل يستفتى فيكثر
أن يقول: لا أدري، وذلك بما
قد عرف الأقاويل فيه ))
العنصر الذي يليه
وهو كلمة مهمة يتقي بها العالم شر الفتيه بدون علم
لا أدرى نصف العلم وإلا هلكت:
ثم اعلموا أنك لو كنت ذا علم و علمك الله من علمه فلا ينبغي عليك أن تغفل عن:
لا أدري، و إلا زلت قدمك بعد ثبوتها.
وقال ابن جماعة -رحمه الله-:
اعلم أن قول المسئول (لا أدري)
لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة،
بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله،
وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه،
وكمال معرفته، وحسن تثبته،
وقد روينا ذلك عن جماعة من السلف
. وإنما يأنف من قول (لا أدري )
من ضعفت ديانته، وقلَّت معرفته؛
3. أسباب الجرأة على الفتوى:
اعلم بارك الله فيك:
أن هناك أسباب عديدة تجعل الإنسان
لا يبالي بخطورة الفتوى بغير علم اذكر منها:
1 . الجهل بالنصوص أو الغفلة عنها.
2 . سوء التأويل.
3 . عدم فهم الواقع على حقيقته.
4- اتباع الهوى.
4 . الخضوع للواقع المنحرف.
5 . تقليد الفكر الغربي.
حوادث مهمة تختص بقصص
عن الفتوى والافتاء
وفي ختام هذه العناصرالمهمة
نورد اخوتنا الكرام القليل من القصص الواردة
في حق العلماء الذين يخافون من الفتية
والافتاء بدون علم ....
القصة الأولى:
إني لا أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
قال ابن مهدي:
سأل رجل مالك بن أنس
عن مسألة فطال ترداده إليه فيها،
وألح عليه فقال: ما شاء الله! يا هذا
إني لم أتكلم إلا فيما أحتسب فيه الخير
ولست أحسن مسألتك هذه
القصة الثانية
: عمرو بن دينار وتعظيمه للفتوى
ورواه إسحاق بن راهويه عن
ابن عيينة عن داود عن أبي زبير الزبيري
عن مالك بن عجلان قال قال ابن عباس:
فذكره وقد سبق وقال عبد الرزاق:
عن معمر قال: سأل رجل عمرو بن دينار
عن مسألة فلم يجبه فقال الرجل:
إن في نفسي منها شيئا فأجبني.
فقال إن يكن في نفسك منها مثل أبي قبيس
أحب إلي أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة.
القصة الثالثة
أي شيء أقول لأهل بلدي
قال عبد الرحمن بن مهدي - رحمه الله -:
كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له:
يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة
ستة أشهر حمّلني أهل بلدي
مسألة أسألك عنها.
قال: فسل.
فسأله الرجل عن المسألة، فقال:
لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء
إلى مَن يعلم كل شيء.
فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي
إذا رجعت إليهم؟!
قال: تقول لهم:
قال مالك: لا أحسن
القصة الرابعة
: جوامع الخير
قال وهب بن منبه - رحمه الله
لرجل من جلسائه:
ألا أعلمك طبا لا يتعايا فيه الأطباء،
وفقها لا يتعايا فيه الفقهاء،
وحلما لا يتعايا فيه الحلماء؟
قال: بلى يا أبا عبد الله.
قال: أما الطب الذي لا يتعايا فيه الأطباء،
فلا تأكل طعاما إلا ما سميت الله على أوله،
وحمدته على آخره،
وأما الفقه الذي لا يتعايا فيه الفقهاء،
فإن سئلت عن شيء عندك فيه علم فأخبر بعلمك،
وإلا فقل: لا أدري،
وأما الحلم الذي لا يتعايا فيه الحلماء،
فأكثر الصمت، إلا أن تسأل عن شيء
اخوتنا الكرام
نصل لختام هذه الخطبة الطيبة
ونستنتج ونتعلم أن نأخذ علمنا ومعرفتنا من أفواه
العلماء الذين يقولون قال الله في كتابه العزيز
وقال النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح
ولا نقول قال شيخي او معلمي او أستاذي
أو قالت الدراسة الفلانية أو البحوث العلانية
أو المفكر والمنظّر الجهبذة فلتت زمانه قال كذا وكذا
أو نتخذ من مفاهيم وثقافات النصارى ونسقطها على ديننا
ونتخذها وسيلة لشرح ديننا وفكرنا وتشريعاتنا
فقد اتت كل هذه التشريعات العظيمة باللغة العربية
وبلسان العرب وعن طريق
نبي عربي عليه الصلاة والسلام
وبمفهوم صحابة عرب رضوان الله تعالى عليهم
ومن تابعي التابعين العلماء الافاضل الذين يتخذون
منهج كتاب الله وسنة رسوله
طريق وبيان لتفسير
مانقص عندهم
وكل ذلك يأتي اخوتنا الاعزاء بإلصاق رُكبنا لُركب العلماء
مباشرة لنتعلم منهم ماغاب عنّا من مفاهيم وشروحات
ولا ندخل أبداّ في مداخل ودهاليز الفتية واصدار الفتاوى
أو نقلها من كل حدب وصوب
وأن نتثبت ونعرف من أين سمعنا وتعلمنا واخذنا علومنا
فقد أختلط في هذا الزمان الحابل بالنابل وأصبح
الكل يرتدي عمامات العلم وجلابيب الاكاديميات الاسلامية
وهم في واقع الامر لايملكون
شيء الا أقوال من لايخاف الله
ويكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا يتورع في نشر الاكاذيب والشبهات من افواه
الملفقين الذين لايبالون بشر من افتى فتوة بدون علم
ولكن اخوتنا الكرام
أما الحل الأمثل بتلخص ببساطة
شديدة دون تعقيد او فلسفات هو
اتباع العلماء المشهود لهم بحسن الاعتقاد
وهم علماء أهل السُنة والجماعة المعروفين
طالما هم احياء ......وان غابوا عن الدنيا فهناك من
درس على ايديهم وتعلم منهم وترك إرث عظيم من العلوم
الشرعية بالاضافة هناك مواقع عظيمة
لهؤلاء العلماء من اهل الصدق والمتابعة الحقيقية
لمنهج السُنة والجماعة
يجد فيها المسلم كل مايريد من فهم امور دينه
ومعرفة ماغاب عنه
حتى لايترك مجال لرؤوس الجهّال أن يستغلوا
غياب العلماء ونشر اكاذيبهم الملفقة
عن الرسول عليه السلام
فلنحذر اخوتنا الكرام
ولنتبع سُبل من خاف الله وحرص على
أن لا يدخل في مجال الفتوى والافتاء بدون علم
وكم هي جميلة كلمة
( لا أعلم )
فمن قالها فقد تحصن وحفظ دينه ولم يُتهم
بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلماذا اخوتنا الكرام
أصبح الكل الا مارحم الله
الكل يتجرأ على الفتوى والتفسير
بدون الرجوع للاصول الفقهية والتشريعية
والتفاسير المعتمده لكبار علماء الامة
الذين يستقون علمهم من رسولنا عليه السلام
ومن أصحابه الكرام والتابعين لهم بأحسان
ففي هذا الزمن أصبح الذين يتكلمون بأسم الله
وبأسم الرسول عليه والصلاة والسلام
أكثر ممن يسألون عن امور دينهم
فنرى الانسان العامي البسيط حينما يرى
مُعمم وذو ذقن طويله وجلباب ازهري
يعتقد انه هو الصواب وان مايسال عنه سيجد
عنده الجواب الشافي الصحيح
والواقع هو ان هناك الكثير ممن يتبع اهواء
الطوائف المارقة والتكفيرية الخارجية ويمرر لنا
الفتاوي والشروحات وهذا والله شيء خطير

فلنحاول اخوتنا الكرام
أن نستقي علومنا وتشريعاتنا وفقهنا ممن
يتبع الرسول ويتع ماجاء به كتاب الله فقط
فيكفي البحث بسهولة عن هؤلاء ستجدهم لهم مواقع
خاصة مميزة تختص بعلماء اهل السُنة والجماعة
وفيها كل شيء .....
فلماذا لانستغل واجودهم ونثنى الرُكب ونتعلم منهم
قبل أن ينزل الله علومهم من صدورهم بموتهم

ويجيء من بعدهام رؤوس جهال يفتون للناس بغير علم
وهذا والله الذي يحصل في هذا الزمن
الكل يعرف ويعني ويعلم تاريخ الامم الاخرى
ومشاهيرهم وغانياتهم ومنحرفيهم
وسياساتهم وفلسفاتهم وهرطقاتهم الكلامية الجدلية
التى تشكك الانسان في نفسه
ومن ناحية اخرى يضربون كلام علماء اهل
السُنة والجماعة ضرب الحائط
وحينما نتقول له تعلم يااخي فربما لن تتحصل
على فرصة اخرى للتعلم لان هناك موت وفناء
وانتهاء دورك في الحياة
يقول لك لا اعلم من اين اجيء بهذه العلوم
ويكفي اني اعرف كيف اصلي فقط اما الباقي
فليس من شأني
وهنا ااقول له وأسأله
هل تضمن ان صلاتك صحيحة
وقد اخذت شروطها واحكامها
من اهل العلماء الثقاة
ام ورثتها عن ابيك وعن امك فقط ......؟
وهل تعبد الله على بصيرة نظيفة حقيقية
كما جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام
أم تعبد الله طبقاً لما سمعته من فلان وعلان والولي الفلاني
والشيخ الذي ظهر على وسائل الاعلام
وفي حقيقة الامر هو مُرتكب لأمور من متابعة
اليهود والنصارى والفرق الضالة الاخرى .....
وهل استطاع المسلم في هذا الزمن أن يميز بين
علماء الامة الذين يتكلمون بحجج من كتاب الله وسنة نبيه
أم يتكلمون بأسم الشيخ الفلاني والعالم الفلاني
الذي لايعرف من الكتاب والسنة الا الاسم فقط
لذلك اخوتنا الكرام
انصحكم وانصح نفسي بالبحث
عن أهل العلم الحقيقيين
وليس رواد العمائم والجلابيب التى
تدل على دراستهم من الجامعات
وعدم تلقف العلوم الا من هو ذو ثقة
وعدم الاستماع للفتاوي الا من اهلها فقط .....
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

اندبها 12-03-2022 09:07 AM

رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 
المبنر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( الاعتداء على حق المرأة واليتيم في الميراث ) ( 1 )
( المنبر )
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اخوتنا الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه.
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
والذي سنتعرف من خلاله على أحد الأحكام
والفرائض الشرعية
الواجبة والمُلزمة التنفيذ والتطبيق
والتى أتت صريحة وواضحة وجليه لاتقبل المجادلة
او التمييع او التأويل أو الاخفاء أو التفاسير الخاطئة
والتى أساس صحتها وبيانها ليس كلام بشر
أو تأويل المتأولين بل هو كلام الله سبحانه وتعالى
وكلام خير البشر عليه الصلاة والسلام
وهي الفريضة الشرعية
والتى تُعتبر من احدى العلوم العظيمة
التى يتفرد بها ديننا الأسلامي
الحنيف دون غيره من الأديان
المستنسخة والمُحرّفه بأيدي اليهود والنصارى
والتى يطمح لها كل مظلوم ومهضوم حقه الأساسي
الذي كفله الله للجنسين الذكر والانثى
وهذه الفريضة هي التركه أو الأرث والتى في أصلها
حق للورثه بعد وفاة المورث .....
وفي هذه الجمعة سأتكلم في جزء مهم
من هذا الموضوع وهو سلب ونهب وسرقة
حق النساء والأيتام في الميراث
ولعل بعضكم سيقول أين يقع هذا الأمر
وهنا اجيب واقول بالفعل موجود في
بعض الدول العربية والتى دينها الأسلام
وبالتحديد في مجتمعات يغلب عليها الجهل
أو الأتباع ......
فالجهل هذه صفة للذي لم ينل حظ من العلم
والمعرفه والثقافة الحقيقية الدينية
وأما الاتباع فهولاء من يتبعون الغرب النصراني
ويتشدقون ليل ونهار بالمطالبة
بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل
حتى وصل بهم الامر أن رفضوا حصة ميراث المرأة
وجعلوا حصتها مساوية لحصة الرجل .....
وان شاء الله في هذا الجزء سندخل لنعري
ونفضح الممارسات التى يتبعها من لايخاف الله
فأصبحت السرقة والنصب والاحتيال
على النساء اللاتي لهن حق في ميراث أهاليهم
وكذلك سرقة حقوق الطفل اليتيم سوى ذكر أو انثى...
لذلك سيتم التركيز في هذه الخطبة
على علم الميراث وكيفية توزيعه وما موقف الدين
الحنيف في حصص المرأة وحقوقها الشرعية في ذلك
وأما بقية فصول هذه الفريضة وهذا العلم
فسيتم التطرق له في الخطبة القادمة بأذن الله
في الجزء الثاني
فمن المعلوم أن اجتهاد الأنسان في هذه الدنيا
ماهو الا سعى لكسب الرزق ليعيش كما أراد الله له
أن يعيش لعبادته وتوحيده
ويستعين بذلك بما رزقه الله له وما كتبه له
من رزق ليشد صُلبه ويعبد الله
ولايهتم بمأكله أو مشربه لان الله ضمنه له
فالله سبحانه وتعالى لايحتاج
من مخلوقاته شيء
ولايحتاج لعبادتهم
بل عباده ومخلوقاته هي المحتاجة لعبادته سبحانه وتعالى
للوصول لمرضاته والتمتع بِنعمه وجنته....
بل يرغبهم ويمحصهم ويبين
لهم أن ما أعدّه لهم
من نعيم مقيم ومعيشة عظيمة ورضى وجنه
كل ذلك ثمنه هو الأخلاص له سبحانه وتعالى
وعبادته وتنزيهه وعدم الاشراك به.....
فرسالة الله لعباده تكمن في خلقهم للعبادة
والتوحيد فقط وليس هناك سبب
آخر ليعيش الأنسان لأجله
فقال تعالى :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
وفي شرح هذه الآيات لأبن كثير رحمه الله قال:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (
أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ،
لا لاحتياجي إليهم....
( انتهى كلام ابن كثير )
فيستمر الأنسان يسعى
ويكسب مااراد الله له من كسب
ليعيش في نِعم الله ومن
رزق الله وفي مااختار الله له
من مكان ومأوى له ولآل بيته
وليعيش هذا الأنسان كما أراد الله له أن يعيش
وفي مراد الله له من سبب للعيش
وعندما يموت يكفل الله له
ولأهله المحافظة على
ما تركه من متاع الدنيا كميراث لهم....
فالعبادة لاتُعتبر عباده لله الا اذا كانت مُبينة
وموضحه وصادرة من الله سبحانه وتعالى
ومن هنا أتت التشريعات
والأحكام والفرائض الشرعية
لتكون نبراس وضوء يمشي

من خلاله الأنسان المُسلم
ليصل للهدف المنشود
وهو رضى الله سبحانه وتعالى
ولكن الأنسان في كثير من الأحيان
لايعجبه ما اراد الله له من نظام وتشريع
فيحاول أن يستنبط من فكره وعقله وسذاجته
افكار مخالفه لما اراد الله له
فينبذ كل الاحكام الشرعية
ويستعيض عنها بأفكار
إما مستوردة من الفكر اليهودي النصراني او هي من بنات
أفكار تُبع وخدم الثقافة الغربية النصرانية الماسونية
فيكثر الجدل والنقاش والفلسفة والهرطقة الكلامية
في نواحي تشريعية واحكام مُلزمة التنفيذ
فأصبحوا يرفضون ويتحدون ويعاندون
التشريعات التى امر الله بها ويغيرونها على هوى أنفسهم
فقد جادلوا في الصيام وما مدى اهميته في هذا الزمن
وأصبحوا ينادون بإلغاء فريضة الصيام
وكأن الذي اتى بفريضة
الصيام هم أُناس من البشر
أو أن الصيام تم تقريره من حاكم أو سلطة تنفيذية
أو من قرار جمهوري أو مرسوم ملكي يعبر عن رغبة الملك
في هل يصوم الناس أو لا ...!!!!!!
وأصبحوا العرب المسلمين للأسف في دوله عربية
تُحسب على انها دولة عربية مسلمة وهي تونس
يتظاهرون في شهر رمضان رفضاً للصيام
جهاراً نهاراً بلا حياء ولا توقير لله ولشرائعه وفرائضه
وكذالك تظاهروا لتغيير حصه الميراث
للنساء حتى تصبح مساوية لحصة الرجال
فرفضوا قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ( 11 ) النساء
واستعاضوا عنها بالمساواة
لتكون حصة المرأة مساوية لحصة الرجل
فخرجوا في مظاهرات علنية تقودها شياطين
من إنس وجان.....
رفضاً لكلام الله وتقسيمه في حصص المرأة والرجل....
وكذلك جادلوا في الحج ووضعوا فيه نواقص
والتقليل من اهميته فأستعاضوا عن الحج لبيت الله الحرام......
بشرائع طوائف وفٍرق ضاله
صوفيه شيعية مارقه
فأستبدلوا الحج لبيت الله الحرام
بالحج والطواف على قبور اولياءهم كما يفعلون الصوفيه
والشيعة الذين يقولون ان الحج
لقبور ابناء علي رضي الله عنه
في عاشوراء
تعادل أربعين حجة لبيت الله الحرام ...!!!!!!!
وشدوا الرحال لقبور الشاذلي والبدوي والبغدادي
وعبد السلام الاسمر والعربي والنقشبندي
والجيلاني وغيرهم الكثير
حتى وصل الأمر بعُبّاد القبور أن عبدوا
قبر يهودي وتقربوا اليه
لقضاء الحوائج هم واليهود
وهذا القبر ليهودي وأسمه
( ربي عمرم بن ديوان )
في مدينة وزان المغربية
وهو ضريح ليهودي يسميه المسلمون
( سيدي عمران )
فيتقربون اليه بالذبائح ‘ وإهراق الدم على باب ضريح
هذا اليهودي، لقضاء حوائجهم ...!!!
لا اله الا الله محمد رسول الله
فهل نظرتم أخوتنا الكرام
إلي أي حد وصل الأشراك بالله في بلداننا العربية الأسلامية
أن عبدوا وتقربوا وتمسحوا بالكفرة الفجرة
وبكل القبور المُسماة قبور أولياء الله الصالحين ....
والغريب أن الدول التى فيها هذه المقابر
تقوم وزارات الشؤون الدينية فيها
بتنظيم الزيارات لهذه القبور وتحديد مناسبات
أعياد ميلاد المقبورين ليتم الاحتفال بميلادهم كل سنة
فيكفي في مصر أن وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية
هو نفسه من يستقبل كبار الزوار الذين يأتون كل عام
للاحتفال بموالد هؤلاء المقبورين
من قبر البدوي وهذا ماحدث اثناء جائحة كورونا
فتم الأحتفال وقد جاء الخبر ليعلن
أان الاحتفالات ستكون مقتصرة فقط على
الصلاة بالمسجد ومنع أي مظاهر احتفالات أخرى،
مشيرا أن الجمعة الأخيرة من اسبوع مولد البدوي
سيحضرها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
والدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف.
وهي الجهة نفسها التى تقوم برعاية الحجيج لهذه القبور
وتنسق الزيارات وتقيم المهرجانات والاحتفالات
لأستقبال الحجيج لهذه القبور ......
وأصبح التمسح بالقبور للحصول على الذرية
ودفع الأذى وطلب الرزق من الامور العادية المقبول فعلها
وفي فريضة الزكاة والتى فسّرها جهلة المتعالمين
المسلمين بأنها نوع من الضريبة المالية
وعندما وصلوا لمرحله ان طعنوا في كل شيء
التفتوا الى الفرائض المُلزمة التنفيذ الواضحة
وأدخلوا فيها ماتشتهي انفسهم من تعديلات
ومن هذه الفرائض هي فريضة تقسيم التركة اي التوريث
فمنعوا البنات من اخذ نصيبهم من الأرث
وكذلك منعوا الأطفال من تحصيل
واخذ حقهم الشرعي
في ميراث والديهم ومن هو مُستحق
التوريث منه حتى اصبحت
الفريضة الشرعية
وعلم المواريث وحقوق العباد
من ذكر وانثى مثار الجدل والقبول والرفض
فأكلوا اموال اليتامى واموال النساء وورثهم
وحقوقهم في الميراث
بحجة ان المرآة لايحق لها أن ترث
وكأنها قوانين واحكام وضعها البشر وليس الله سبحانه وتعالى
ومن هذا الاحكام الشرعية
هي الفريضة الشرعية وحقوق الوارث والمورث له
وهذه الحقوق لها مجالها ووقتها ونظامها
فوقتها هو بعد وفاة المورث
ومجالها تقسيم ماتركه الميت من اموال
ونظامها هو ماجاء به القرآن الكريم ووضحه
من خلال التقسيم والحسابات بالدقة
كل ذلك اخوتنا الكرام
بيان لنفهم ونتعلم ونوضح للذين لايريدون لكلمة
الله ولا لتشريعاته أن تكون لها السلطة العليا
والتى لامجال للمجادلة فيها ومحاولة تحريفها
أو استنباط قوانين وضعية اخرى
تكون البديل للمنهج الرباني الكامل والسليم
لذلك سأبدأ بأذن الله في الولوج
في هذا الموضوع المهم والحساس والذي
يتم من خلاله هضم حقوق اليتيم وحقوق النساء
بصفة عامة
وتحريف المنهج المُلزم التنفيذ
وأستبداله بقوانين وافكار وتشريعات وضعيه
يكون دافعها ومحركها وموجهها هو
حُب الذات والأنانية والتملُك
ولايأتي ذلك الا باغتصاب حقوق الاخرين
وسرقتها بحجج زائفه يحركها الطمع والأستغلال
من خلال سرقة حقوق الورثه التى شرّعها الله
لهم وبينها بالدقة والتفصيل وفي آيات
مُحكمة غير قابله للتأويل والتبديل والتغيير
وسوف يتم توضيح وببساطة
كل مايختص بهذه الفريضة العظيمة
والتى ضمنها الله سبحانه وتعالى للمحافظة على حقوق عباده
وعدم حرمانهم من اموال مورثيهم
فأصبحت قاعات المحاكم المدنية في جميع الدول العربية
مليئة بقضايا النصب واكل مال اليتيم
وحقوق الورثه من مال ذويهم
فأنتشر فكر رافض لتوريث المستحق للتوريث
من النساء والاطفال وسرقة اموالهم
فأصبح الاعتداء على حقوق الورثه من النساء
والأطفال أمراً عادياً ومُعتاد القيام به وفعله
تطبيقاً ليس لشرع الله
بل تنفيذا لشرع وقوانين وفكر ونظام
المجتمع الفاسد سوى القبلي
او العشائري أو حتى المدني
الذي يدّعي التحضر والتباهي
بالفكر العلماني المُنحل
الذي يتربص في كل لحظة للانقضاض على
التشريعات الدينية
والفرائض التى أمر الله سبحانه
وتعالى تنفيذها وتطبيقها لأصلاح المجتمعات وحفظها....
وعلى هذا الأساس رأيت أن ادخل في هذا الامر الخطير
والذي تعاني منه شريحة هُضم حقها
وهي شريحة النساء والأطفال الصغار .....
http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif
فلبندأ بتعريف هذا المصطلح
وهو الارث سوى المورث او الموروث
أو التركه التى خُلفت بعد الممات
وكيفية توزيعها كما أراد الله لها أن تُقسم
تعريف علم المواريث:
هو العلم الذي يبحث فقه المواريث وكيفية حسابها،
أي معرفة من يرث ومن لا يرث،
ويسمى بعلم الفرائض
أمّا تسميته بعلم الفرائض؛
فالفرائض جمع فرض وفريضة،
والفرض هو المقدّر،
ومنه تسمية الورثة لما فيها من الأنصبة
المقدّرة لكل فرد من الأفراد المستحقون للورثة
وهنا اخوتنا الكرام
نعلم أن الله سبحانه وتعالى هو من سمى
التركة وحصصها والميراث والورثه
بتسمية الفريضة الشرعية
في قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ
إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا
أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) النساء
أهمية علم المواريث
اهتمّ الإسلام اهتماماً بالغاً بعلم المواريث،
حيث جاء النص في الآيات القرآنيّة
فيما يتعلق بهذا العلم بوضوح،
كما أوردت الآيات والأحاديث النبويّة الشريفة
قسمة كل وارث من الورثة بالتفصيل،
وفي جميع الحالات
. وما ذلك إلّا إلغاءً لما كان الناس
عليه في الجاهليّة،
فقد كان الورثة محصورين في الرجال،
وهي الفئة المشاركة في القتال،
أمّا النساء والصغار من الذكور
فلا ورثة لهم
والسؤال هنا وهو
لماذا نتعلم هذه الفريضه ونستوعبها
وماهي الأهمية في ذلك ....؟
والاجابه بسيطة وهي ان نتعلم أحد العلوم الشرعية
واحد الفرائض مثلها مثل الفرائض الاخرى
من صلاة وزكاة وحج وصيام
فهذه الفريضة تعلمها وفهمها يمنعنا من أن
نغتصب حقوق مستحقيها
وكذلك نتوقف عن اكل مال اليتيم من الجنسين
وبالتحديد النساء
فا تعلم الفرائض الاخرى مهم ايضاً
والكل يفهم الفرائض الأخرى
فمثلاً هناك فرائض لها وقتها المحدد
مثل الزكاة ووقتها عند انتهاء
الحول على مايستحق
الزكاة عليه
والحج له وقته في شهر معلوم وايام معلومة
ومكان معلوم
والصيام له وقت معلوم وايام معلومة
والصلاة لها وقتها ومكانتها وطريقه عملها وتنفيذها
أما الفريضة الشرعية وهي الميراث
والتى أصبحت من العلوم الشرعية
لما فيها من تشعبات وفروع واهمية كبيره
اولاها الله سبحانه وتعالى من خلال توضيحها
بالدقة والتفصيل في آيات مُحكمة أنزلها الله
على قلب الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم
حتى وصل بالعلماء أن وضعوا هذه الفريضة
موضع العلوم الشرعية المهمة والتى
لايفهم بنودها وتفاصيلها
الا الراسخون في العلم
لانها تختص بحقوق الورثه
من الجنسين الذكر والانثى
لدرجة ان الله سبحانه وتعالى
فصّل توزيعها وحصصها
بحسابات دقيقة
لذلك هذا العلم وهذه الفريضة وجب أن نفهمها
ونتعلم ونعي فصولها كي لا نظلم فيها غيرنا
ونهضم حقوقهم
كذلك خوتنا الكرام بقية الفرائض الاخرى
تأتي بتسميتها فريضة لأهميتها
مثل الفريضة الشرعية في التركة
وتوزيع حصص الورثه مما تركه المورث
ولنعرف حقوقنا في ميراث اهالينا
ولا نسمح للجهلة أحفاد الجاهليه الذين كانوا
يفعلون مثل هذه المراذل
من اغتصاب لحقوق الاخرين
بحجج واهيه غير صحيحة.....
فلنتوقف اخوتنا الكرام
ونجيب على السؤال المهم وهو
من أين اتت هذه الافكار
في سرقه نصيب النساء
والاطفال من حقوقهم في الارث...؟
وهل كان لها اصل حقيقي ام مجرد تطرف
وتحريف لمنهج الله سبحانه وتعالى في المحافظة
على كرامة المرأة وكفالة حق اليتيم في الميراث
في هذا الزمان فقط....؟
ولنرجع للتاريخ قبل الأسلام ونرى
كيف كان يتم التعامل

مع الأرث والتركة ولمن تُعطى
ومن هم الممنوعين منها
وبعد ذلك سنرجع لندخل في فريضة التركه والأرث
وكيف أن الله سبحانه وتعالى أوضح فصولها وحساباتها
بالدقة والتفصيل وبتوضيح كبير ينفي أي ابهامات أو استفسارات
أو نقاط مجهوله او غائبة
عن مايحتاجه البشر .....
ولمعرفة كيف تتطورت أساسيات الميراث
قبل الأسلام وذلك لفهم
كيف كان فهم الجاهلية قبل الأسلام للميراث
وبعدها كيف تتطور في الأسلام.....
أصل واساسيات الميراث
عند العرب قبل الأسلام
العرب من الأمم التي تقوم حياتها على الترحال
من مكان إلى آخر طلباً للماء والكلأ لمعيشتهم
ومعيشة مواشيهم ، مما سبب تنازعهم
على الأراضي الخصبة فظهرت بينهم
الغارات للاستيلاء على هذه الاراضي،
ومن هنا فهم يعتمدون على الرجال الأقوياء
القادرين على حمل السلاح للدفاع عن القبيلة
ويردون غارات المعتدين، وان طبيعة
عيشهم هذه كان لها أكبر الأثر في ظهور
فقد كان كفار الجاهلية قبل الأسلام
يتعاملون مع هذه الفريضه
فنجد أن كفار الجاهليه كانوا
يعرفون التركة والارث
ويعرفون الورثه ولكن يغتصبون حقوق النساء
ويعتبرونها غير مستحقه لتركة ابوها أو امها او احد ترثه
فوضعوا قيود منها عدم توريث النساء
سوى كانوا كبار او حتى اطفال صغار المهم
يكون جنسهم انثى
وهم يعتبرون المرأة ليس لها حقوق في تركة
من توفى لها
فلنفهم كيف كانت المرأة في الجاهلية
ووضعها مع الميراث .......
فكيف كانوا عرب الجاهلية قبل الأسلام يتعاملون
مع المرأة والصبيان والبنات الصغار مع الميراث ....؟
فقضية سلب حقوق المرأة والأطفال
والكبار في السن من الميراث
تعتبر من أقدم القضايا التى تتعلق وترتبط
ارتباط مباشر بالعادات والتقاليد والسُنن
المتوارثه في حياة ومعيشة المجتمعات
الأنسانية المختلفة على مر العصور
سوى كانت حضارة هنديَّةً أو صينيَّةً أو مصريَّةً
أو فارسيَّة أو يونانيَّة أو رومانيَّة
أو عربيَّةً جاهليَّة وغيرها
فقد كان الأرث يختص فقط بالرجال الأقوياء
الذين يقاتلون ويدافعون عن الأرض
ويحمون القبيلة أو العشيرة من الاعداء
لذلك توارثت هذه الحضارات هذه العادة السيئة
في حرمان النساء والضعفاء والذكور الصغار
الذين لايشاركون في المعارك بحكم سٍنهم....
فأستمر هذه الفكر الفاسد في حرمان المرأة
والطفل الصغير سوى ذكر أو انثى
وبناءً على هذا الاعتقاد
حرموا المرأة من الإرث
بسبب عجزها عن المشاركة
في الدِّفاع عن القبيلة
كما هو حال الرَّجل،
ومن جهة أخرى كان سبب حرمانها من الإرث
خشية انتقال المال
بزواج البنت
من بيت أبيها وأخيها وابنها
إلى بيت زوجها......
( تماما كما يفعل البعض في هذا الزمان )
حتى وصل عند العرب
في الجاهلية قبل الأسلام
فكانوا يتوارثون أموالهم بالوصيّة لعضماء القبائل
ومَنْ كان القاسم المشترك بينهم
هي الأحلاف والتعاهدات والمواثيق
والحمايات المشتركة....
وكذلك يتم توزيع الأرث أو التركه إن لم يوصي
الميت بوصية لغير أهله
فيتم توزيع وتصريف أمواله
لأبنائه الذكور فقط دون الأناث
لان فكرهم وفلسفتهم تنص على إعطاء
المال لمن طاعن وحارب بالسيف والرمح
أما من لم يشارك فليس له الحق في ارث ابيه
وأما الزوجات فكُنّ موروثات لا وارثات
فكان ليس لها حق في الغنائم لانها لاتشارك في الغزوات
والحروب والغارات على القبائل
ومعنى موروثات
أي هُن يصبحن من ضمن المتاع الذي
سيرثه من له نصيب في الأرث
فالابن والاخ يرث زوجة ابيه أو اخيه
إن شاء تزوجها وأن شاء
قام بتزويجها لرجل اخر
وإن شاء منعها من الزواج مرة اخرى
فكانوا يرثون النساء كرهاً وغصباً وظلماً
بالاضافة ان مفهوم الجاهليه
ينص على أن المرأة
ليس لها ارث أو نصيب من
اموال من يحق لها ارثه
فكانوا يبررون تصرفهم المشين هذا
، على أن المرأة
التى ترث الاموال سيذهب ماورثته الى الرجل الغريب الذي ستتزوجه.....
لذلك كانوا كفار الجاهلية لايورثون النساء
وكذلك كانوا يحرمونها من سائر الحقوق المالية كالمهر والوصية .......
أٌسس ونظام الإرث عند عرب الجاهلية
فقد كانوا عرب الجاهلية يتبعون نظام
وأُسس للميراث ينظم عملية الميراث عندهم
فحصروا الميراث في أسباب ثلاثة فقط
وهي التى تستدعي الميراث وتقسيمة
وكل من يخرج خارج هذه الأسباب الثلاثة
فلا يحق له ميراث من يستحق ميراثه
وهذه الأسباب هي
القرابة والمحالفة والتبني
ونأتي أخوتنا الكرام لتوضيح هذه النقاط
أولاً : القرابة
تعد القرابة سبباً من أسباب الميراث
عند عرب الجاهلية إلا أنه يجب أن تتحقق
فيها شروط، لكي يستحق القريب
الميراث من قريبه وهي كما يأتي :
أ‌- الذكورة :
فيشترط في الوارث ان يكون ذكراً،
أما إذا كانت انثى فإنها لا ترث شيئاً
من تركة الميت، بل ربما الأنثى نفسها
تورث كباقي تركة المتوفى
ب ـ البلوغ
فيشترط أن يكون الذكر المستحق للتوريث
بالغاً ......
فنجد الأبن الحافظ لذكر أبيه والمستحق في ورث أبيه
من بعده ، هنا لايرث مال أبيه إن كان صغيراً
ولم يبلغ الحلم بعد .....
وينتقل الميراث ألي اقرب قريب الى المتوفي
والذي تحقق فيه شرط البلوغ ...!!!!!!
جـ - القدرة على القتال
والسبب الثاني للتوريث هو القدرة على القتال
فيشترط في الوارث أن يكون قادراً على
حمل السلاح ليدافع عن القبيلة وحماية ديارها
من غارات القبائل الأخرى
وبالتالي لايتم توريث صاحب حق التوريث
اذا كان لايستطيع حمل السلاح
حتى وإن كان الأبن الذي توفي أبيه ....!!!!!
2. الولاء (المحالفة)
فمن المعروف أن حياة العرب قبل الأسلام
تتحتم ظروف معيشتهم
والتى تعتمد اعتماد تقريبا
كلياً على الغارات والغزوات بين القبائل
على أماكن الرعي او التجارة أو حتى السطوا
على من يملك اكثر من الاخر
فكانت هذه الظروف تستلزم عقد تحالفات
بين القبائل لتدافع عن بعضها
فكان بداية الأمر تكون هذه التعاهدات
والتحالفات بين القبائل فقط
وبعد ذلك توسعوا فيها
فأصبح التحالف حتي بين الافراد
فأصبح معروفاً وكانت الصيغة لعقد هذه
المحالفة هي :
( دمي دمك ‘ وهدمي هدمك ‘ وترثني وأرثك
وتطلب بي وأطلب بك )
ومعنى هذه الصيغة هي
دمي دمك أي حياتي هي حياتك وكل مايصيبك
يصيبني وإن اصابك شيء ادافع عنك بدمي وبنفسي
( وهدمي هدمك ) معناها أي خسارة تلحق بك
فهي تلحق بي ايضاً ونتشارك
في الخسائر مع بعض
( وترثني وأرثك ) اي ان توفيت فسأكون الوارث لك
ولايرثك أحد غيري ....
( وتطلب بي وأطلب بك )
ومعناها أني اطالب بحقوقك
إن تم سلبها منك وادافع عنك وكذلك
تطالب أنت بحقوقي إن عجزت عن المطالبة بها.....
فا بهذه الصيغة في التعاهد تتم المعاهدة
وتعتبر ميثاق ورابط قوي بين المتحالفين ....
فإذا تم قبول الأطراف بهذا الحلف بينهما
ومات أحدهما يقوم الطرف الأخر
المشترك في الحلف
بورث المتوفي من القبيلة
الاخرى المتحالف معها
3 . التبني
والتبني بصفة عامة فكرة كانت شائعة عند
عرب الجاهلية والأمم التى سبقتها وكذلك
حتى في القوانين الغربية في هذا الزمن
نرى أن التبني وهو إلحاق شخص يُسمى
( المُتبني )
بنسبه ولداً يُسمى ( المُتبنى )
فيعده أبناً له من الوجوه كلها
وكأنه أبن من دم ولحم الأب الذي تبناه .....
فكانوا عرب الجاهلية لايهتمون بروابط الزوجية
ومايترتب عليها من انجاب
اطفال من صًلب الاب
بل جعلوا التبني والمتبني الدخيل له نصيب
في تركة من تبناه ويحرمون
بذلك ذوي القربى .....
وأستمر هذا الأمر في
عرب الجاهلية حتى جاء الأسلام
فأقر نظام التبني أول الأمر
لدرجة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم تبنى
زيد بن حارثه رضي الله عنه
وأسماه زيد أبن محمد
وبعدها أبطل الأسلام
هذا النظام وذلك لدرء عدة مفاسد
تنتج من خلال ظاهرة التبني وهي إختلاط الأنساب...
والأضرار بالورثه الحقيقيين
في وجود المُتبني ...
فأبطل الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله :
} وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ
بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ
وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)الاحزاب
وقد أتى الله سبحانه وتعالى بتوجيه
للذين يريدون التبني في أن اشترط عليهم
أن يدعون من يتبنون الى أبائهم
فإن لم يجدوا أباءهم فيدعونهم لأخوانكم
ولاينسبون من تبنوهم أويلحقوهم لأنفسهم
فقال تعالى:
( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ
فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ
وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ
بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5){الاحزاب
الأسلام وأهتمامه بفريضة الميراث
وبحقوق المرأة في الميراث
وعندما جاء الأسلام وجد مفاسد وظلم كبير
واقع على فئات مهمة
وهي الأم والزوجة والأبنة
وكذلك الأطفال الصغار
الذين لم يبلغوا الحلم بعد
فالإسلام إنما ردَّ للمرأة كرامَتَها وأعاد لها
حقَّها في الميراث، الذي ظلَّ مسلوباً
طيلة قرونٍ يصعب علينا عدُّها وحصرها؛
حيث ندَّد القرآن الكريم بهذا الظُلم
الواقع على المرأة في قضية إرثها
أو كونها متاعاً يوَرَّث،
بل وقطع بصريح العبارة
بحرمته، فردَّ بذلك إلى
المرأة كرامتها، ومن ذلك:
نزول هذه الآية الكريمة لتحريم ومنع
عادة قبيحة كانت موجوده في عصر الجاهلية
في قوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا
النِّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ
مَا آتَيْتُمُوهُنَّ 19 ﴾ [النساء
قَالَ ابن عَبَّاس رضي الله عنهما:
كَانُوا إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ كَانَ أَوْلِيَاؤُهُ أَحَقَّ بِامْرَأَتِهِ،
إنْ شَاءَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا، وَإنْ شَاؤُوا زَوَّجُوهَا،
وَإِنْ شَاؤُوا لَمْ يُزَوِّجُوهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا
مِنْ أَهْلِهَا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ في ذَلِكَ......
وفي تفسير لهذه الآية لأبن كثير رحمه الله قال:
وقال مجاهد في الآية :
كان الرجل يكون في حجره اليتيمة
هو يلي أمرها ، فيحبسها رجاء أن تموت امرأته
، فيتزوجها أو يزوجها ابنه
. رواه ابن أبي حاتم .
وقال السدي عن أبي مالك :
كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها ،
جاء وليه فألقى عليها ثوبا ،
فإن كان له ابن صغير أو أخ حبسها
حتى يشب أو تموت فيرثها ،
فإن هي انفلتت فأتت أهلها ،
ولم يلق عليها ثوبا نجت ،....
فنزلت الآية آنفة الذكر .......
( انتهى كلام أبن كثير )
بدء تنفيذ تطبيق تشريع الميراث
بالطريقة الأسلامية
على مراحل وبالتدريج
التَّدرُّج في تشريع الميراث:
وفي ظلِّ ذاك الواقع الجاهلي المُتوارث
عبر القرون الطَّويلة
كان عسير أن يتم تغيير جذري
في نظام الإرث عموماً،
وفي إشراك المرأة فيه خصوصاً
وبالتحديد في مكة قبل الهجرة
لتعذر تنفيذ مايخالف أحكام
كفار قريش في ذلك الوقت
ثمَّ لمَّا هاجر رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم
وبقي معظم أقارب المهاجرين
المشركون بمكَّة صار التَّوريث
بالهجرة، فالمهاجرُ يَرِثُ المهاجرَ،
وبالحِلْف، وبالمُعاقدة،
وبالأُخوَّة التي آخاها
الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم
بين المهاجرِين والأنصار،
ونزل في ذلك قوله تعالى
﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ 33 ﴾ النساء
وفي تفسير أبن كثير رحمه الله
لهذه الآية
قوله :
قال البخاري : حدثنا الصلت بن محمد ،
حدثنا أبو أسامة ، عن إدريس ،
عن طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس
( ولكل جعلنا موالي ) قال : ورثة ،
( والذين عقدت أيمانكم )
كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث
( المهاجري الأنصاري ) ، دون ذوي رحمه;
للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم ، فلما نزلت
( ولكل جعلنا موالي ) نسخت ،بعد ذلك ثم قال
والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم
من النصر والرفادة والنصيحة ،
فنسخت الآية بهذه
( وأولو الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب الله ( 75 ) الأنفال
وقد ذهب الميراث منهم الي أولو الأرحام
ولم يبقى لهم الا الوصية او النصيحة
وفي سورة البقرة شرّع الله سبحانه وتعالى
وجوب الوصية للوالدين
والأقربين
وعندما توالد المسلمون ولحق بهم
آباؤهم وأبناؤهم مؤمنين وموحدين لله
فشرع الله الميراث بالقَرابة،
وجعل للنِّساء حظوظاً في ذلك فأتمَّ الكلمة،
وأسبغَ النِّعمة، وأومأ إلى أنَّ
حكمة الميراث صَرْفُ المالِ
إلى القرابة بالولادة وما دونها
وبداية أول ميراث للمرأة في الأسلام
ظلَّت المرأة محرومةً من الميراث دهوراً متعاقبة حتى جاء الإسلام وقَلَب مقاييس الحياة رأساً على عقب،
فكسر الطَّوق المألوف، وفَكَّ عن المرأة
حصار الحرمات، وأقرَّ حَقَّها بالإرث
من والديها ومن أقاربها،
فالله سبحانه وتعالى
أكرم المرأة فأصبحت ترث ولها نصيب مفروض لها
في الوقت نفسه نرى في هذا الزمن
هناك من جعل طوق حديدي صلب حول المرأة
وحرمها من حقوقها في الميراث بحجج واهية
ولكن الأسلام كسّر ماكانت الجاهلية تمارسه
فأصبح الإرث في اللأسلام نظاماً اجتماعيّاً تشريعيّاً
بقرارٍ إلهي، يشترك فيه الذُّكور والإناث،
والضُّعفاء والأقوياء، والكبار والصِّغار
فلله الحمد والمِنّة والشكر على نعمته .....
فكانت الآية العظيمة التى بينت أن للنساء
نصيباً في الميراث
وهي قوله تعالى:
﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ( 7 ) ﴾ النساء
تفسير أبن عثيمين رحمه الله لهذه الآية
وكذلك قال: ﴿وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾،
وإنما نص على نصيب النساء بهذه الصيغة المساوية لنصيب الرجال تأكيدًا لحقهن،
وإلا فمن المعلوم أن نصيب النساء
دون نصيب الرجال
﴿وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً
فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ النساء ١٧٦
وكذلك قال
: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء ١١
، لكن جاء بهذه الصيغة تأكيدًا لنصيب النساء؛
لأنهم في الجاهلية في أحكامهم
الجائرة لا يورثون النساء يقولون:
إنما الميراث لمن حمل السلاح وخاض المعارك وهم الرجال، وأما النساء فلا حق لهن في الميراث.
ولا شك أن هذا حكم مبني على الجور،
ولو نظرنا بادي الرأي لقلنا:
إن النساء أحق بالميراث من الرجال؛
لأنهن أعجز وأضعف عن التكسب
من الرجال، لكن حكم الله سبحانه وتعالى أحسن
الأحكام؛ جعل لهن نصيبًا وللرجال نصيبًا،
ولكن لكثرة المسؤولية على الرجال جعل للذكر
مثل حظ الأنثيين.
( انتهى كلام أبن عثيمين رحمه الله )
ثم قال سبحانه
: ﴿ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾
فلا بدَّ اخوتنا الكرام من وجود فارِضٍ،
ومفروضٍ عليه،
فالذي فَرَضه هو الله تعالى مالِكُ المُلك
وما دام أنَّه نصيبٌ مفروض،
فلا بدَّ من أن يكون له قَدر معلوم،
وسيتمُّ إيضاحه
فنزلت بعد ذلك الآيات التي تُوَضِّح وتُبيِّن
هذا النَّصيب المفروض، ولا سيَّما في جانب نصيب المرأة المحرومة، أُمَّاً كانت، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً.
http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif
وأول مرأة في الأسلام تأخذ حقها من ورث زوجها
لبناتها كانت هي السبب في نزول
الآية الكريمة
في قوله تعالى :
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ
فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ
إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا
أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) النساء
فكان سبب نزول هذه الآية العظيمة
كما قال العلماء أن هناك اختلاف في الروايات
ومنها ما رواه الترمذي وأبوداود وأبن ماجة
والدارقطني
عن جابر بن عبدالله
أن امرأة سعد بن الربيع قالت :
يا رسول الله ، إن سعدا هلك وترك بنتين وأخاه ،
فعمد أخوه فقبض ما ترك سعد ،
وإنما تُنْكَح النساء على أموالهن ؛
فلم يُجِبها في مجلسها ذلك. ثم جاءته فقالت :
يا رسول الله ، ابنتا سعد ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادع لي أخاه" فجاء فقال له :
"ادفع إلى ابنته الثُلُثَيْن وإلى امرأته الثُّمُن ولك ما بَقِي"
. لفظ أبي داود. في رواية الترمذي وغيره :
فنزلت آية المواريث. قال :
هذا حديث صحيح.
وبذلك تكون إبنتي

سعد بن الربيع رضي الله عنه
هُن أول من أخذن
حقهن في ميراث أبوهما سعد
بعد أن أستشهد في معركة اُحد
وبذلك اخذت الفتاتان حصتهما
مع امهما مع عمهما
وقد اختلفت روايات

سبب نزول آية الميراث هذه
وهنا اخوتنا الكرام اورد هذا الروايات
من باب معرفة اسباب النزول ......
في سبب نزولها ثلاثة أقوال .
السبب الأول
أن جابر بن عبد الله
مرض فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال:
كيف أصنع في مالي يا رسول الله ،
فنزلت هذه الآية ، رواه البخاري ومسلم
السبب الثاني
أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابنتين لها ، فقالت:
يا رسول قتل أبو هاتين معك يوم أحد ،
وقد استفاء عمهما مالهما ، فنزلت ،
روي عن جابر بن عبد الله أيضا .
السبب الثالث
أن عبد الرحمن أخا حسان بن ثابت مات ،
وترك امرأة ، وخمس بنات ،
فأخذ ورثته ماله ، ولم يعطوا امرأته ،
ولا بناته شيئا ، فجاءت امرأته ،
تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم

، فنزلت هذه
الآية الكريمة الخاصة بميراث النساء
وبذلك تم كسر طوق حرمان النساء من الميراث
وبيان حقهُنّ الشرعي الحقيقي
في تركة من ترثه ....
فهذا هو ديننا وهذه هي شريعتنا
ونظامها البديع وحساباتها الرائعة في مايختص
بالميراث والورثه المستحقين ...
فأين هذا النظام الرباني العظيم في الميراث
أين هو من عقول الذين يرفضونه
ويدّعون غيره فينتهكونه ويغتصبون حقوق
مستحقيه من النساء والأيتام .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
اخوتنا الكرام
نستكمل بأذن الله تعالى في ختام هذه الخطبة
بيان الشروحات الخاصة بتوريث النساء
وعدم حرمانهُنّ من حقوقهٌنّ التى فرضها الله لهُنّ
والآن نوضح بالتفصيل
نصيب المرأة بجميع حالاتها
ونصيبها في كل حالة في الميراث
وايضاً لمعرفة ماخصّه الله سبحانه وتعالى
للنساء من خصائص تتساوى
فيها مع الرجل
في الميراث
والذي للاسف يرفضه

عُتاة البشر ويأكلون حقها
في الميراث بحجج صنعتها الجاهلية الأولى
فبعد هذا الأيضاح لايجب
أن ينكره احد من الذين يطالبون بحقوق المراة
ويتظاهرون على الغاء المساواة الربانية في اعطاء الحقوق
للمرأة والتى لم يتكلم بها أي دين اخر غير الأسلام....
فمن خلال نصيب المرأة
نوضح الآتي :
1. نصيب الأم التى توفي أبنها
نصيب الأم التى توفي أبنها في قوله : .
( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ
مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ
وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ
فَلأَمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ
فَلأَمِّهِ السُّدُسُ ( 11 )النساء
ومعنى ذلك أنه أن مات الأبن وله ولد
فنصيب والديه يكون للأم ( السُدس ) وللأب
( السُدس )
من تركه وورث أبنهم الذي مات وله ولد
أما أن مات الأبن وليس له ولد يرثه
فا لأمه وابوه ( الثلث ) وباقي التركة تُقسم
على اخوة الأبن المتوفي
1. نصيب الزوجة
إن توفي زوجها
مقدار نصيب الزَّوجة، في قوله تعالى
( وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ
فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ ( 12 ) النساء
والمعنى يقول أنه إن كان الزوج ليس له ولد
فالزوجة يكون نصيبها ( الربع )
أما أن كان المتوفي له ولد فالزوجة نصيبها
( الثُمن من قيمة التركه )
2. نصيب البنت
التى توفي أبوها ....
وهنا مقدار نصيب البنت،
في قوله تعالى:
( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ
حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ( 11 ) لنساء
ومعنى ذلك إن توفي الأب وله اولاد وبنات
فا للذكر مثل حظ الأنثيين يعني الولد حصتين والبنت حصه
أما إن توفي ولم يكن له ولد ذكر وله بنت واحده
فلها نصف تركته
أما إن كان له بنتين فلكل بنت ( ثلث )
وهنا تقرير لهذه الأنصبه للبنات
قد جاء على لسان

الرسول عليه الصلاة والسلام
عن جابر في سبب نزول الآية :
قال الإمام أحمد :
حدثنا زكريا بن عدي ، حدثنا عبيد الله
هو ابن عمرو الرقي
عن عبد الله بن محمد بن عقيل ،
عن جابر قال :
جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
يا رسول الله ، هاتان ابنتا سعد بن الربيع ،
قتل أبوهما معك في أحد شهيدا ،
وإن عمهما أخذ مالهما ،
فلم يدع لهما مالا ولا ينكحان إلا ولهما مال .
قال : فقال :
يقضي الله في ذلك "
. قال : فنزلت آية الميراث ،
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمهما فقال
: أعط ابنتي سعد الثلثين ،
وأمهما الثمن ، وما بقي فهو لك.......
3. نصيب الأخت
وفي هذه الحالة ترث المرأة إن كانت اخت المتوفي
الذي لم يكن له عقِب أي ( كلالة )
ومعنى كلمة أو لفظة كلالة الواردة في أية الميراث
انها تعني أن الرجل يموت وليس له من يرثه
من ابناء أو بنات
هنا في هذه الحالة يذهب ميراثه الى
اخوه أو اخته
فيصبح نصيب الاخت ( السُدس )
وأن كان له أكثر من اخت وأخ فيصبح نصيبهما
هو المشاركة في الثلث أي يشتركون في الثلث فقط ...
مصداقاً لذلك قوله تعالى:
( وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً
أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ
فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ
فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ( 12 ) النساء
وبهذه الطريقة وهذا النظام البديع
والحقوق العظيمة التى كفلها الله سبحانه وتعالى
للنساء بجميع فصائلهن
من زوجة وام واخت وأبنه
في إعطائهم حقوق في الميراث مراعياً حالها
إن كانت أم أو زوجة أو بنتاً أو اختاً
فجاء تفصيل عظيم

ودقيق في القرآن الكريم يُتلى الي
يوم القيامة ليكون نبراس
ودليل وحجة وشاهد على
أن ديننا الاسلامي دين يعلي من شأن المرأة
ويحفظ لها كرامتها ويحتفي بها أيما أحتفاء
ومن خلال ذلك اصبح هذا السبق العظيم
متفرد لا يتم ايجاده الا في الشريعة الأسلامية
ضارباً بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين
الوضعيّة التى مازالت تتهم
الأسلام وتقول عنه أنه يهضم حق المرأة
ويسيء معاملتها
لدرجة أن بعض المسلمين تأثروا بأفكار
النصارى وتابعينهم من بني جلدتنا اصبحوا
يرفضون ويؤكدون أن الاسلام حقّر المرأة
ولم يعطيها من الحقوق حتى ترضى
فخلقوا جميعات مشبوهة نسائية تحارب التشريع
وتطالب بالمساواة التى خلقها البشر وليست المساواة
التى وضعها الخالق لعباده
وغير مدركين أنه تشريع الهي ......
مدركين أنَّه تشريعٌ إلهي
صادر ممَّن يُؤتِي فضله
مَنْ يشاء، وهو ذو الفضل العظيم.
وكفى بهذا إنصافاً للمرأة حين
قرر الإسلام مبدأ المساواة
بينها وبين الرجل في استحقاق الميراث
في حالات معينة وواضحة...
حالات تساوي ميراث المرأة بالرجل
وهنا سيتم توضيح هذه النقطة وهي
كيف تتساوى المرأة في الميراث ويكون لها نصف التركة
مع الرجل أو ( العصبة الآخرين )
هنا لايستطيع احد أن يقول كيف أن المرأة تأخذ نصف التركه
وتترك النصف الآخر لأخ المتوفي
وفي حالات اخرى مشابهه
فإن الشائع لدى العديد من المهتمين
لموضوع الميراث هي أن مسألة المواريث
محكومة بقاعدة
(( للذكر ضعف نصيب الأنثى ))
واعتبارها القاعدة الأصل، إلا أن هذه القاعدة
هي صحيحة ولكن في وضعيه شرعية معينة
لا تسري على كافة حالات الميراث،
فا بالرجوع إلى أحكام الميراث في الإسلام
نجد أن للمرأة حالة تتساوى فيها مع الرجل
في الميراث وحالة ترث

فيها المرأة أقل من الرجل
وحالة ترث فيها المرأة أكثر
من الرجل.
لان الله هو الذي وضع قسمة الميراث
ولا دخل للعباد فيها فقد تولاها سبحانه وتعالى برحمته
وحكمته وعدله ليُثبت العدالة ويحققها لجعل التوازن
والعدل بين الورثه .....
الحالة التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل
في الميراث ولهذه الحالة صور منها:
صورة ((1))
( بنت المتوفي وأبوه )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وأباً، فإن نصيب البنت هو نصف الميراث بينما نصيب الأب هو سدس الميراث مع باقي الميراث أي ما مجموعه النصف الأخر من التركة ففي هذه الصورة تأخذ بنت المتوفى مثل نصيب والد المتوفى.
صورة ((2))
( بنت المتوفي وأبن أبنه ( حفيده )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وابن ابن ،
فإن نصيب البنت هو نصف الميراث وابن الابن هنا عاصب (عصبة المتوفى هم أبوه وجده لأبيه وأبناؤه وإخوته الأشقاء ولأب وأبناء إخوته وأعمامه)والعاصب يأخذ ما بقي من التركة إن بقي منها شيء وباقي التركة في هذه الحالة هو النصف، وهكذا نرى هنا أن بنت المتوفى قد أخذت مثل نصيب ابن ابن المتوفى.
صورة((3))
( بنت المتوفي وأخوه ( عمها )
إذا توفى شخص وترك بنتاً وأخاً واحداً فإن نصيب البنت هو نصف الميراث، والأخ هنا عاصب فسيأخذ باقي الميراث والباقي في هذه الحالة هو النصف، فبنت المتوفى
قد أخذت مثل نصيب أخ المتوفى.
هنا اخوتنا الكرام
أسئل وأقول
كيف سيكون رد الذين يطالبون بتساوي
نصيب المرأة والرجل ورفضهم لمسألة
للذكر مثل حظ الأنثيين....؟
وهنا في هذه الحالة يكون نصيب البنت
هو نصف نصيب الرجل
بل في حالات اخرى يكون اكثر من الرجل
فهل سيعترضون أو يخرسون....؟
عندما يشاهدون العدل الألهي والحكمة الربانية
في توزيع الميراث للمستحقين من النساء والرجال
والصحيح هو أن تخرس كل الألسنة
التى تعاند وتتحدى وترفض أوامر الله
وتشريعاته وواجابته وفرائضه ....
وبعد أن تم بفضل الله توضيح ما للمرأة والتى
هي أخت وزوجة وأم وأبنه
مالها من حقوق في ميراث من ترثه
اقول أن أكل مال الورثة سوى نساء
أو أطفال أيتام او غير ذلك
ماهو الا تمرد ورفض لأوامر ووصايا
الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين في ميراث
من يستحق ميراثه
والذي يفعل ذلك يكون قد وقع في مخالفات شرعية
عظيمة وهي تمرده ورفضه على أحكام
الله سبحانه وتعالى وهذا في حد ذاته
سبب في وقوعه في الفتنه واستحقاقه العذاب
في الدنيا والاخرة
وثاني المخالفات هي
أكل مال الورثة بالباطل
وكذلك اليتيم الذي لم يبلغ الحلم
فقال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى
ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10) النساء
وقد ورد عن رسول الله عليه السلام قوله
في حق اليتيم والمرأة
في الحديث الذي رواه
أبو هريرة رضي الله عنه
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة قوله:
إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ
: اليتيمُ ، والمرأةُ
وشرح هذا الحديث يبين
قول النبي عليه السلام
أني احرج عليكم
اي اشدد عليكم في المحافظة على
اليتيم والمرأة في عدم سلب حقوقهم ......
فأكل حقوقهم هو حرام ومن يفعل ذلك
حُرم من الجنة وأُدخل النار .....
لذلك من جحد حق الورثه من النساء والأطفال
أصبح ظُلم والظُلم مُحرّم في الأسلام
وقد توعده الله سبحانه وتعالى بالعاقبة الوخيمة
لانه من يفعل ذلك يكون قاطع رحم
من خلال انتقاص حقوقهم في الميراث
وهذا الامر يحدث في هذا الزمن
وفي بعض الدول العربية وفي المجتمعات
الغالب عليها الأمية والجهل وكذلك
في مجتمعات الغالب عليها تتبع خطى
النصارى والمتعالمين والداعين للانفتاح
ومتابعة الغرب في دعواتهم للمساواة بين الجنسين
في كل شيء فما كان من بني جلدتنا
أن رددوا أقاويلهم وأسقطوها على مناهجنا الاسلامية
في جميع المجالات بُغية التغيير والخلط
بين مناهج البشر ومنهج الله الكامل
فأصبحوا ينادون جهاراً وخُفية لتغيير
التشريعات وقوانين
الميراث لتتناسب مع أفكارهم
الهمجية العلمانية الناقصة المستوحاة من الفكر النصراني
ولكن يبقى بأذن الله تعالى ديننا محفوظ
ولن تصل اليه أيدي الطامعين في تغييره والانقلاب عليه
مهما عملوا فالله حافظة
ولايبقى الا ان يفيق من يفعل ذلك ويرجع لجادة الصواب
ولايحرم اخته وأمه وزوجته وأبنته من حقها
الذي قرره الله لهُنّ ......
اخوتنا الكرام
لكل جريمة عقابها عند الله سبحانه وتعالى
وجريمة أكل مال اليتيم ومال النساء ظلماَ
له نتائج وخيمة كان قد بينها الله عز وجل
في كتابه الكريم حيث قال عن آكل مال اليتيم
محذرا كل من يقترب من هذا الظلم
فقال تعالى:
(ولا تقربوا مال اليتيم إلا
بالتي هي أحسن ( 34) الأسراء
ثم بعد ذلك قال:
( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ
وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا( 10 )..النساء
وفي هذه الآية الكريمة
قرر الله سبحانه وتعالى
أن آكل مال اليتيم إنما يأكل
في بطنه ناراً يوم القيامة
وأن الذي يأكل مال اليتيم ويغتصب حقه
أو يغتصب مال وحقوق الورثة الاخرين
إنما يأكلون في بطونهم ناراَ يوم القيامة
وفي الدنيا تنعدم بركة المال المسروق والمغتصب
فيرجع على صاحبه بالبلاء والمحق والأمراض....
وفي حديث للنبي عليه السلام الصحيح
الذي يبين فيه أن السبع الموبقات
التى تستدعي العذاب يوم القيامة
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اجتنبوا السبع الموبقات، قيل:
يا رسول الله وما هن؟ قال:
الشرك بالله، والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق،
وأكل الربا، وأكل مال اليتيم،
والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
( صحيح البخاري )
وفي ختام هذه الخطبة على هذا المنبر الطيب
أقول كما قال تعالى عندما زفّ البُشرى للمرأة
بأستحقاقها للميراث مثلها مثل الرجل
وأن الأسلام جاء بعدله ليرفع عنها مالحق بها
من البغي والظلم في العصور المظلمة قبل
الأسلام حين كانت تُباع وتُشترى ويتم توريثها
وكأنها متاع أو قطع نقدية .....
فلا يجب على المجتمعات البائسة الظالمة
أن تحرم المرأة حقها في ميراث من تستحق ميراثه
لان الله سبحانه وتعالى أمر وأوجب لها
أن ترث ولها حصص معلومة
فكيف يأتي في هذا الزمن من يقول
عكس كلام الله ويحرمها

مما أكرمها الله به ...!!!! ؟
فليتمعن كل من في قلبه مرض في هذه
الآية الكريمة التى قررها خالق الأرض والسماء
من ان حقوقها محفوظة في
الميراث وفي كل شيء
يختص بها ....
فقال تعالى :
( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ
أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ( 7 ) النساء
94:
اخوتنا الكرام
الى هنا نتوقف في هذا الجزء من المنبر
والذي تحدثنا فيه عن حقوق المرأة في الميراث
في جميع حالاتها وبينا أن هذا حقها الذي
ضمنه الله لها ولاينازعه أحد عنه
حتى الذين يرفضون توريث النساء
وسرقه حقوقهم الشرعية في ورثه والديهم
لايستطيعون أن يستمروا في عنادهم
ورفضهم للتشريعات التى
اتى بها الله سبحانه وتعالى
لتنظيم حياة البشر
وعدم هضم حقوق مخلوقاته
سوى كانوا اناث أوذكور
وقد كانت هذا الخطبة تختص بالنساء
وفي الخطبة القادمة في جزءها الثاني
سوف يتم التحدث عن
الميراث للرجال وانواعه
والتعريف ببعض المصطلحات الفقهية
والتسميات والنعوت التى وردت في آيات الميراث
وكذلك بيان بعض المسائل الخاصة بالميراث
والمختلف بشأنها والتى تنتشر في دهاليز
وأروقه المحاكم المدنية وليست الشرعية
فالمحاكم الشرعية تنفذ
ماجاء به الشرع الحكيم
وتعطي كل ذي حق حقه في الميراث
إن كان يستحقه
أما المحاكم المدنية فالغالب عليها التدليس
وتغيير المفاهيم واستخدام
القوانين الوضعية لحل
مشاكل الميراث والواصايا .....
الى ذلك الحين إن شاء الله
أقول لكم اللهم اجعل ماقمت به من ايضاح
خالصاً لوجهه الكريم
اللهم إن كان صحيح فمن الله
وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
http://wahjj.com/vb/images/smilies/200%20(51).gif
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها

اندبها 01-20-2023 08:28 PM

رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )
 

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد
في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
في هذا الموضوع المهم
في فصله الثاني والاخير
والذي سنتعرف من خلاله على أحد الأحكام
والفرائض الشرعية
لفريضة الميرات ( التركه )
الخاصة بالوارثين من الرجال والنساء
وأنواع هذه الفرئض
والمسميات والمصطلحات الوارده في هذه الفريضة الشرعية
الواجبة والمُلزمة التنفيذ والتطبيق
والتى أتت صريحة وواضحة
وجليه لاتقبل المجادلة
او التمييع او التأويل
أو الاخفاء أو التفاسير الخاطئة
والتى أساس صحتها وبيانها ليس كلام بشر
أو تأويل المتأولين
بل هو كلام الله سبحانه وتعالى
وكلام خير البشر عليه الصلاة والسلام
اخوتنا الكرام
كُنّا قد اوضحنا وخصصنا الحديث
في المنبر الماضي في هذا الموضوع
بعض النقاط المهمة
والتى تختص بتوزيع التركة
على النساء من زوجات وامهات
واخوات وبنات وكذلك العِصبة
لهُنّ من بنات الاخ وبنات الاخت
وقد خرجنا بفائده مفادها
أن فريضة التركة هي من حق
المرأة مهما علا شأنها او حط قدرها ومهما كان عمرها اثناء
توزيع التركة او الميراث الذي تستحقه بطريقة شرعية ......
والتي تدحض فكرة حرمان
المرأة من حقها في الميراث
بحجج ما أنزل الله بها من سلطان
بل جاء به فكر جاهلي
ونصراني وغربي وعلماني
يحرم المرأة من حقها في الميراث
أو يساويها في حصتها مع الرجل
ضاربين بعرض الحائط كلام رب العالمين
وايضاحه وبيانه العظيم في حساب التركة للمستحقين
بما فيهم النساء ......
وقد كانت خطبة المنبر الماضية
تتلخص في حق
المرأة واليتيم في الميراث
دون ان يتم الدخول
في مفاهيم الميراث وتوزيع
التركة وحقوها وواجباتها وفرائضها.....
وكيفية حساب أسهمها على المستحقين

وفي هذه الجمعة سأتكلم بصفة عامة
في هذا الموضوع عن التركة
وأحكامها وفرائضها وانواعها
ومن هُم المستحقين لها
وكذلك المحجوبين عنها
سوى كانوا رجالا أو نساء ....
لذلك تحتاج هذه الخطبة للتركيز الذهني
لفهم النقاط التى سيتم ذكرها
في موضوع التركة
فهناك انواع وامثله وحسابات
سيتم وضعها
للايضاح
لان هذه النقاط الفقهية مهمة جدا
وتتطلب التركيز في قراءتها قراءة بتمعن
اخوتنا الكرام
قبل أن ندخل لمفاهيم التركة وانواعها واحكامها
نتوقف قليلا
للنظر لنقطة أولية مهمة جداً
وتأتي اهميتها لانها
تختص بصاحب الأرث
أي المورث أي الذي توفى
وترك ميراث للورثه
وهي الخطوة الأولى التى يجب على الورثه
تنفيذها والعمل عليها والخاصة بالمتوفي ...
قبل أن يتم المباشرة في توزيع التركة والميراث
وهذا أقل واجب على الورثه عمله وفعله لصاحب التركة ...
هنا ننظر للحقوق الواجب توفرها
والمتعلقة بالتركة أو الميراث ...
‏الحقوق المتعلقة بالتركة :
1- تجهيز المتوفى على الوجه الشرعي.
2- قضاء ديونه وتخرج من جميع ماله.
ظ£- تنفيذ وصاياه وتخرج

من ثلث ما بقي من ماله
4- إعطاء الباقي إلى المستحقين.
ونقدم اخوتنا الافاضل شرح

لكل نقطة من هذه
الحقوق

‏1- تجهيز المتوفى:
تجهيز المتوفى أول حق

يبدأ بإخراجه من التركة،
وهو يتعلق بالتركة بعد الموت مباشرة،
ويقصد به فعل أو صرف

ما يحتاج إليه المتوفى
من حين وفاته إلى أن يوارى في قبره،
فيشمل نفقات غسله وتكفينه
وأجرة حمله ودفنه على حسب المعروف
وبما يليق بأمثاله من غير إسراف أو تبذير
ولا تقتير ويراعى في

ذلك أحكام الشريعة الإسلامية.
لان مصاريف التجهيز والدفن والغُسل
والتكفين لابد أن يتم من حُر مال المتوفي
أي من تركته التى تركها ومات عنها .....
أما المصاريف الأخرى

والمنتشرة في هذا الزمان
من عمل السرادق والعزائم والولائم ومجالس
قراءة القرآن والتسبيح وما الى ذلك
فهذه كلها لم يأتي بها الشرع الحكيم ولم يؤمر
بها النبي صلى الله عليه وسلم

اثناء موت أحد المسلمين
بل أمر بأخذ مصاريف تختص

بالمتوفي من
ثمن الكفن والتجهيز والحمل أو النقل فقط
أما المصاريف الأخرى

فلا يُسمح بها ويتم المحافظة
على التركة من أموال وغيرها ....
لانها أصبحت من حق الورثه
ولايصح التصرف في مال

التركة الا بموافقة الورثه
ويكون التصرف بالطرق

الشرعية بعيداً عن الأسراف
والتبذير وفعل امور بدعية لم يأتي بها الدين
أو السُنة النبوية في مثل هذه الحالات .......
وهذه أقوال أهل العلم
في موضوع الولائم والأسراف في العزاء
وقال شيخ الإسلام :
( وَأَمَّا صَنْعَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ

طَعَامًا يَدْعُونَ النَّاسَ إلَيْهِ ،
فَهَذَا غَيْرُ مَشْرُوعٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ بِدْعَةٌ ،
بَلْ قَدْ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ :
كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ
وَصَنْعَتَهُمْ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ مِنْ النِّيَاحَةِ ،
وَإِنَّمَا الْمُسْتَحَبُّ إذَا مَاتَ

الْمَيِّتُ أَنْ يُصْنَعَ لِأَهْلِهِ طَعَامٌ ".
انتهى من "مجموع الفتاوى
وقد ورد في فتاوي اللجنة الدائمة
في هذا الموضوع
وهو اتخاذ الطعام والاسراف
وصرف أموال الميت من تركته على الولائم
أما صنع أهل الميت طعاما للناس
واتخاذهم ذلك عادة لهم :
فغير معروف فيما نعلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا عن خلفائه الراشدين ،
بل هو بدعة ، فينبغي تركها ؛
لما فيها من شغل أهل الميت إلى شغلهم ،
ولما فيها من التشبه بصنع أهل الجاهلية ،
والإعراض عن سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم
( انتهىقول اللجنة الدائمة )
لذلك اخوتنا الكرام

لايجوز صرف أموال من التركة والميراث
على اوجه غير صحيحة
فإن الاموال تلك من

حق الورثه ولايجب التصرف فيها
قبل توزيعها الا بحالات الخاصة بالمتوفي
من تجهيزه ودفنه وكفنه

وكل مايختص بهذه العملية
وقضاء دينه وتنفيذ وصيته
ثم بعد ذلك يتم توزيع الباقي للورثه فقط ....
ظ¢ ‏- قضاء الدين:
‏وتأتى في المرتبة الثانية بعد حق المتوفى
في التجهيز والدفن قضاء
ديون المورث ( وهذا حق الدائنيين )
التي تعلقت بذمته حيث أن قضاءها
يبرىء ذمته .....
وهنا وقضى الرسول عليه السلام
بالدين قبل الوصية.
لأن الدين هو ما وجب فى القمة عوضا
عن شيء آخر على سبيل المعاوضة
. بينما الوصية تبرع محض
والديون نوعان،
ديون الله تعالى،
وديون العباد،
فديون الله تعالى
لا مطالب لها من الناس
- كدين الزكاة والكفارات والنذور
والحج والفرض-
وآنها تسقط بالموت ولا تكون واجبة الأداء
على الورثة إلا إذا أوصى الميت فانه
يجب تنفيذها من ثلث ما بقي من تركته
بعد تجهيزه وهي ما قال به الحنفية
آما جمهور الفقهاء فيقولون يجب
أداؤها قبل تنفيذ الوصايا وبعد التجهيز
سواء أوصى بها المتوفى قبل موته
أم لم يوصى بها ،
أما ديون العباد
فهي التي للناس على المورث
وتقسم على قسمين :
أ‏- ديون عينية :
(أي المتعلقة بأعيان

الأموال قبل وفاة المورث)
كدين المرتهن المتعلق بعين مرهونة،
وكدين ثمن المبيع الذي اشتراه المورث
ولم يدفع ثمنه الى البائع
فهذه الديون تعلقت بالأعيان
قبل أن تصير تركة فتكون أقوى من سائر
الديون وأصحابها يقدمون في الوفاء
على غيرهم من الدائنين .
ب- ديون شخصية :
وتسمى الديون المرسلة
أو العادية
آو المطلقة
(وهي التي تعلقت بذمة المدين الميت
حال حياته لا بعين من الأعيان)
كالقرض وبدل الاجارة والمهر وما أشبه
. وهذه الديون نوعان ديون صحة
وديون المرض


ظ£ ‏- تنفيذ الوصايا:
‏لا خلاف بين الفقهاء

في أن تنفيذ ما يوصي به
المتوفى يكون بعد قضاء ديونه
وقبل أخذ الورثة حقوقهم.
وتنفذ وصايا المتوفى من ثلث
ما بقي من التركة.
ولا تنفذ وصاياه فيما زاد عن الثلث
إلا بإجازة الورثة.
أما إذا كانت الوصية شائعة نحو الوصية
بالثلث أو الربع فلا تقدم الوصية
على الميراث بل يكون

الموصى له شريك الورثة
في هذه الصورة يزداد حقه بزيادة
تركة المتوفى وينقص بنقصانها.
لذلك لا ينبغي أن يوصي بأكثر
من الثلث والأفضل لمن له ذرية
وأولاد صغار التقليل من الوصية .
) فأما الوصية للوارث فحرام )
غير صحيحة قليلة كانت أو كثيرة
لأن الله قسم الفرائض ثم قال :
(12) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا
وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) سورة النساء
وفي شرح للعلامة أبن كثير رحمه الله قال:
أي : هذه الفرائض والمقادير
التي جعلها الله للورثة بحسب قُربهم
من الميت واحتياجهم

إليه وفقدهم له عند عدمه ،
هي حدود الله فلا تعتدوها

ولا تجاوزوها ؛ ولهذا قال
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُأي :
فيها ، فلم يزد بعض الورثة ولمينقص بعضًا
بحيلة ووسيلة ، بل تركهم على حكم الله وفريضته وقسمته
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ
نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
أي ، لكونه غيَّر ما حكم الله

به وضاد الله في حكمه
. وهذا إنما يصدر عن
عدم الرضا بما قسم الله وحكم به ،
ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم
( انتهى كلام أبن كثير رحمه الله )


والوصية للوارث من التعدي
على حدود الله لأنها تقتضي
زيادة بعض الورثة عما

حد الله له وأعطاه إياه .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه

قال سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول:
سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
يقولُ في خطبتِه عامَ حجَّةِ الوداعِ
إنَّ اللَّهَ تبارَك وتعالى
قد أعطى كلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ
فلا وصيَّةَ لوارثٍ
الولدُ للفراشِ وللعاهرِ الحجرُ
وحسابُهم علَى اللهِ تعالى
( صححه الترمذي والألباني )
وقد أجمع العلماء على

العمل بمقتضى هذا الحديث .
لكن إن أجاز الورثة المرشدون الوصية

لأحد من الورثة نفذت الوصية
لأن الحق لهم فإذا رضوا بإسقاطه سقط ،
وأما الوصية لغير الوارث فإنها تجوز
وتصح بالثلث فأقل ولا تصح
بما زاد عليه لأن الثلث كثير
فيدخل ما زاد عليه بالمضارة
ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ:
لو أنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إلى الرُّبُعِ،
فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ،
قالَ: الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ
. وفي حَديثِ وَكِيعٍ: كَبِيرٌ،

أَوْ كَثِيرٌ.
( صحيح مسلم )
فإن أجاز الورثة المرشدون الوصية بما
زاد على الثلث صح ذلك لأن الحق
لهم فإذا رضوا بإسقاطه سقط.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله متى تعتبر

إجازة الورثة الوصية للوارث
أو بما زاد على الثلث فالمشهور
من مذهب الإمام أحمد عند أصحابه
أنها لا تعتبر إلا بعد الموت
فلو أجازوا قبله لم تصح الإجازة
ولهم الرجوع . والراجح
أن الإجازة إن كانت في مرض
موت المورث صح وليس لهم الرجوع
وإن كانت في غير مرض موته
لم تصح ولهم الرجوع.
وهذا مذهب مالك واختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
بدائع الفوائد صفحة


‏4- حق الورثة :
‏ما تبقى من التركة بعد أداء الحقوق الثلاثة "
تجهيز المتوفى وقضاء ديونه
وتنفيذ وصاياه " هو حق الورثة فيقسم
الباقي بينهم على حسب ما
يكون لكل واحد منهم.
اخوتنا الكرام
بعد أن تعرفنا على الحقوق المتعلقة بالتركه
وكيفية التصرف في التركة بعد وفاة المورث
وقد بينا أن الحقوق هي
تجهيز الميت
من مصاريف الدفن والكفن والنقل والحفر
وكل مايختص بعمليه دفنه
وقضاء دينه
وتنفيذ وصيته
نأتي الآن للنقطة الاخيرة وهي توزيع الميراث
أو التركة التى تركها الميت لمستحقيها
وقبل ذلك وجب ان
نتعرف على بعض التعريفات
والمسميات والتى سوف

تصادفنا في هذه النقطة
المهمة في توزيع التركة أو الميراث
فلنتعرف على أركان الميراث ......
أ ـ الميراث واركانه
ب ـ التركة
ج ـ والحجب وأنواعه
د ـ والحصة وحسابها
هـ ـ والتعصيب وانواعه
وبعدها سندخل في مدخل لمعرفة
بعض المسائل الفقهية الخاصة بالتركة
وبعض المشاكل ويكون ذلك بسرد بعض الامثلة على ذلك
من واقع حياتنا اليومية والمشاهدات التى
نراها كل يوم في اروقة

المحاكم وجهات الاختصاص
لذلك نبدأ اولا بتعريف التركة
أ ـ الميراث واركانه
أركان الإرث ثلاثة هي:
1 ـ المورث:
وهو المتوفى الذي
يبحث في تقسيم ما تركه من الأموال.
2 ـ الوارث:
وهو القريب المستحق لما تركه المورث.
3 ـ التركة:
وهي الأموال التي تركها المورث بعد وفاته،
مما يستحق التوزيع على الورثة.
فإذا انعدم ركن من هذه الأركان الثلاثة،
انعدم الإرث أصلاً.
وهذا الموروث هو المعبر عنه
عند الفقهاء في كتبهم المختلفة بالتركة .
لذلك لابد من توفر احد اركان الميراث
فإن غاب احد الاركان
فلا يوجد شيء اسمه ميراث
وهذه الاركان مرتبطة ببعضها بعض
فمعنى الميراث
وجود مورث ( اي الميت )
ووجود الوارث ( الذي يستحق اخذ الميراث )
ووجود الأرث ( التركة والتى يتم توزيعها )


أما شروط الأرث فهي :
يشترط في الإرث شروط متعددة،
بعضها يتعلق بالأركان،
وبعضها خارج عنها، وهي:
1 ـ وفاة المورث حقيقة، أو حكماً، أو تقديراً.
أما الوفاة الحقيقية:
فتكون بخروج الروح منه.
وأما الوفاة الحكمية:
فتكون بحكم قضائي بموته،
كالمفقود الذي مضى على فقده سنين طويلة،
ثم رفعه الورثة إلى القاضي،
فقضى بموته.
وأما التقدير:
كالجنين الذي أسقط بجناية على أمه
توجب الغرة،
وعلى هذا، فالاحتضار،
والمرض الطويل الميؤوس من شفائه،
والفقد الطويل دون حكم قضائي بالموت،
وسقوط الجنين دون جناية على أمه،
لا يثبت بها التوارث مطلقاً، لأنها ليست موتاً.
فهذه كلها اسباب لايُثبت بها التوريث مطلقاً
لانها ليست موت ولم إثبات موت المورث فيها
لانه ليست هناك اثبات لموت
المريض بمرض
ميؤوس منه
وكذلك الذي فُقٍد ولم يتم التبليغ عنه
وإصدار حُكم قضائي يُثبت موته .....
2 ـ حياة الوارث عند موت المورث،
حقيقة، أو تقديراً.
فأما الحياة الحقيقية:
فهي قيام الروح في البدن،
ولو كان ذلك في حالة الاحتضار.
وأما الحياة التقديرية:
فكالجنين الذي يولد لمدة الحمل،
وعلى هذا، فلا توارث بين الغرقى،
والهدمى، والحرقى،
الذين جهل تاريخ وفاتهم،
فإذا علم تاريخ وفاتهم،
ورث المتأخر المتقدم، إذا قام به سبب الإرث،
وانتفت موانعه، وكذلك المفقود،
فإنه يوقف له نصيبه من مورثه الذي مات
أثناء فقده، فإذا لم تظهر حياته،
وحكم بموته بعد مدة، ألغيت حصته الموقوفة،
وردت إلى سائر الورثة،
للجهل بحياته عند موت المورث.


3 ـ العلم بأحكام المواريث،
فإنه لا تركة إلا إذا علم طريق توزيعها
على حكم الله تعالى،
ومن هنا جاءت أهمية علم المواريث،
والتشديد من الشارع على العناية به،
وأنه نصف العلم
ب ـ التركة
التركة هي ركن الميراث الأساسي
وتعريف التركة
والتركة في اللغة هي ما خلفه الميت
من تراثه المتروك
أما معناها من الناحية الشرعية فهي :
عند جمهور الفقهاء :
المالكية والشافعية والحنابلة .
والتركة : عند الحنفية ومن وافقهم هي:
ما يتركه الميت من الأموال الخالصة
عن تعلق حق الغير بعينها.
والأموال عندهم تشمل الأموال الحقيقية
التي يمكن حيازتها وتملكها من عقار
أو منقول عسينا أو منفعة حالة
أو مؤجلة خالية من حق الغير، ومن الأموال
ج ـ والحجب
تعريف الحجب في الميراث
الحجْب في اللغة يعني:
المَنْع،
والحجب في الاصطلاح يعني:
المنع من الميراث كله أو بعضه،
ويكون هذا المنع بسبب وجود آخر لا يشاركه
في سهمه، مثل حجب الجدّ بالأب،
وحجب الزوجة من الرّبع إلى الثمن
عند وجود الابن.
الفرق بين الحجب والحرمان من الميراث
هناك فرقٌ بالمعنى بين الحجب والحرمان،
فالحرمان هو:
منع شخص من الإرث،
بسبب قيام أحد موانع الإرث،
مثل القتل، فالولد الذي
قتل أباه يحرم من الإرث،
لوجود القتل مع بقاء
أو قيام سبب الإرث وهو القرابة.
والمحروم من الإرث
لا يحجب غيره بل يُعامَل
معاملة الميت عند تقسيم الإرث،
فإذا قتل الابن الوحيد أباه،
وكانت زوجة الأب حيّة،
فإنها ترث الربع؛ على اعتبار
أن الابن القاتل غير موجود.


أما الحجب فهو:
المنع من الميراث ليس بسبب مانع
من الشخص نفسه، بل لوجود شخصٍ
أقرب منه إلى الميت، والمحجوب
من الإرث يحجب غيره،
ويُعتبر موجوداً، فإن مات شخص وله أب،
وأم، وإخوة أشقاء، فالأم ترث السدس؛
لوجود الأبناء مع أنّهم محجوبون بسبب الأب.
أنواع الحجب في الميراث
هناك نوعان للحجب في الميراث وهما:
حجب النقصان وهو نقص ميراث أحد الورثة
بسبب وجود غيره،
ويكون حجب النقصان لخمسة أشخاص:
الزوج يُحجب من النصف إلى الربع
عند وجود الولد
. الزوجة تُحجب من الربع إلى الثمن
عند وجود الولد
. الأم تُحجب من الثلث إلى السدس
عند وجود الفرع الوارث
. بنت الابن
. الأخت لأب
. حجب الحرمان
وهو منع الميراث كله عن شخص
بسبب وجود غيره،
ويدخل في حجب الحرمان
عدة حالات كما يأتي:
الجدة:
تحجب حجب حرمان بالأم،
والجدة القربى تحجب البعدى
. الجد:
يحجب حجب حرمان بالأب.
وبالجد الأقرب منه درجة إلى المتوفي
. بنت الابن:
تحجب حجب حرمان بالفرع الوارث المذكر،
سواء أكان معها معصب أم لا،
وتحجب أيضاً بالبنتين فأكثر
إلا أن يكون معها معصب
في درجتها أو أنزل منها الأخت الشقيقة:
تحجب حجب حرمان بالابن،
وابن الابن وإن نزل، وبالأب،
سواء أكان معها شقيق أم لا
الأخت لأب:
تحجب حجب حرمان، سواء
أكان معها معصب أم لا،
بما تحجب به الأخت الشقيقة،
وبالأخ الشقيق، وبالأخت الشقيقة
إذا صارت عصبة مع البنات
أو بنات الابن،
وتحجب بالأختين الشقيقتين
إلا أن يكون
معها معصب
الإخوة والأخوات لأم:
يحجبون حجب حرمان بالفرع الوارث مطلقاً
ويدخل في حجب الحرمان أيضاً ابن الابن،
فإنه لا يرث عند وجود الابن،
كما أن الأقرب يُقدّم على الأبعد؛
فالابن يحجب ابن أخيه،
وإن تساوى شخصان في الدرجة
فإن الأقوى قرابةً هو الذي يرجّح،
كالأخ الشقيق الذي يحجب الأخ لأب.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدونَهُ مَكْتُوبًا
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
اخوتنا الكرام
نستكمل بأذن الله تعالى في ختام هذه الخطبة
بيان الشروحات الخاصة بالميراث
وأحكامة وفرائضه التى فرضها الله تعالى
وللتوضيح اخوتنا الكرام
لهذه المسألة نتوقف مع بعض الأمثله
لتوضيح الحجب بالميراث :
فكيف يتم الحجب بالحرمان....؟
1. مات رجل عن أب وأم وثلاثة إخوة له
هنا الاخوة في هذه
المسألة حُجبوا بوجود الأب
وهذا يُسمى حجب حرمان
2. ومثال اخر عن الحجب الحرمان
هو إن مات رجل قبل أبنه هنا الابن يرث اباه
أما إن مات رجل بعد أبنه
أي ان ابنه مات قبل ابيه
هنا ابناء هذا الابن
( أي الاحفاد ) ليس لهم شيء
من ميراث جدهم
لانهم حُجبوا بموت أبيهم قبل جدهم ....
أما بالنسبة للحجب بالنقصان
أما حجب النقصان والحرمان في نفس الحالة
أي تنقص حصة الوارث
مثل على ذلك
مثلاً:
3. مات رجل عن زوجة وابن وأخت
هنا الزوجة ترث الثمن بدل الربع؛
لأنها حُجبت حَجب نقصان بسبب وجود الابن،
فإن لم يكن للابن وجود فسترث ربع التركه
ولكن في وجود الابن ترث الثمن فقط وهنا نقصت حصتها
أما الأخت فقد حُجبت حَجب حرمان
بسبب وجود الابن أي الفرع الوارث ....
والمثال الثاني لحجب النقص والحرمان
3. ماتت امرأة عن زوج وأخ وابن
هنا الزوج يرث الربع بدل النصف؛
لأنه حُجب حَجب نقصان بسبب وجود الابن،
لانه في عدم وجود الابن
تكون حصته هي النصف
ولكن في وجود الابن
اصبحت حصته الربع فقط
أي نقصت حصته من تركة زوجته.......
والأخ حُجب حَجب حرمان؛
أما شقيق الزوجة المتوفيه
فقد حُجب حجب حرمان
ولايأخذ شيء من التركة
وذلك لوجود الفرع الوارث
وهو أبن الزوجة ......
والمثل الاخير للحجب النقصان والحرمان
. مات رجل عن أب وجد
وثلاثة إخوة وأم وابن
هذا الرجل مات وترك أب
وجد وثلاثة إخوة وأم
بالاضافة انه ترك أبن له.....
هنا أب هذا الرجل امه يرثان السدس
بدلا من الثلث فيحجبان حجب نقصان
وذلك لوجود الأبناء
لانه في عدم وجود الأبناء
يرث كل من ابوه وامه
السدس من التركة التى تركها ابنهما.....
وأما جد المتوفي وأخوته
فيحجبون حجب حرمان
أي لايأخذون شيء من التركة
وذلك لوجود أب المتوفي
د ـ والحصة أو النصيب أو السهم المفروض
ونأتي اخوتنا الكرام لمصطلح آخر
وهو يعتبر أساسي ومهم
فهو الأساس الذي يتمحور حوله الميراث
وهو الحصة أو السهم أو نصيب الوارث
مما تركه المورث من موروثات ....
السهم: هو النصيب، ويراد به الجزء المعطى
لكل وارث من أصل المسألة
الذي هو مخرج فرض الورثة،
أو عدد رؤوسهم مثل اثنين من ستة.
وقد يطلق على النصيب مع قرينة من القرائن


كيفية حساب السهم وإخراجه من التركه
فنقول ابتداء إن المقصود بالحساب
في علم المواريث هو تأصيل
مسائل الفرائض
وتصحيحها،
ومعنى التأصيل تحصيل أقل عدد يخرج
منه فرض المسألة أو فروضها،
ومعنى التصحيح استخراج أقل عدد
منه نصيب كل مستحق
من الإرث من غير كسر،
وهذا اخوتنا الكرام مثال على كيفية الحساب
وإستخراج السهم المفروض للوارث
1 . فمثلاً لو هلك هالك وترك زوجة وأبن
فإن نصيب الزوجة هو ( الثمن من التركه )
والباقي كله للأبن
وحساب الثُمن يكون بتقسيم التركه كلها
على ثمانية أسهم
وتأخذ الزوجة ثمنها سهماً واحداً
ويأخذ الأبن سبعة أسهم
وبذلك نكون قد حسبنا الثمن
بتقسيم التركه على ثمانية
2 . والمثال الثاني كيفية حساب الأسهم
لهالك ترك ثلاثة أبناء ذكور وأربعة بنات
هنا يتم تقسيم التركة على عشرة أسهم
أربعة حصص للبنات
وثلاثة للاولاد الذكور مع اضافة ثلاثة اسهم
فيصبح العدد كله عشرة اسهم
فتأخذ كل بنت سهم
فيصبح مجموع مااخذته
البنات هو اربعة اسهم
والباقي ستة أسهم
وعلى اعتبار ان للذكر مثل حظ الأنثيين
فتكون الستة أسهم يتم تقسيمها
على الاخوة الذكور الثلاثة
فيأخذ كل واحد منهم سهمين
وبذلك تم تقسيم التركة للبنات
حصة وللاولاد حصتين
3 . والمثال الثالث
ان هناك هالك أي رجل متوفي وترك من بعده
اربعة بنات وولدين ذكور
هنا مجموعهم ستة أنفس + سهمين
فيتم تقسيم التركة على ثمانية اسهم
فيصبح عدد الأسهم أو الحصص ثمانية
أي أن لكل بنت حصة ولكل ولد ذكر حصتين
فيصبح المجموع الكلي للحصص ثمانية
وهكذا تنتهي عمليه الحساب
بمبدأ للذكر مثل حظ الانثيين ....


هـ ـ والتعصيب وانواعه
والتعصيب في الميراث هو:
كل من يأخذ من التركة ما أبقته الفرائض،
أو يأخذ المال كاملاً إذا لم يكن صاحب فرض،
ومن لم يكن له نصيب مقدر صريحاً
وبمعنى اكثر توضيحاً التعصيب هو
مَن يرث بغير تقدير
أقسام العصبة:
العصبة على قسمين؛
نَسَبية، وسَبَبية.
والعصبة النَّسَبية على ثلاثة أنواع:
عصبة بنفسه، وعصبة بغيره،
وعصبة مع غيره.
وشرح ذلك يكون كالاتي:
1. العصبة بالنفس
والقصد يعني كل ذكر لاتدخل
في نسبته الي الميت
انثى فيصبح معصوب بالنفس
مثال على ذلك:
جهة البنوة
وهم أبناء الميت
ثم أبناؤهم وإن نزلوا
وجهة الأبوة
وهم أبو الميت ثم جده وإن علا
وجهة الأخوة
وهم أخوة الميت الاشقاء
ثم إخوته من أبيه
ثم أبناء الاعمام الاشقاء
ثم أبناء الأعمام للأب .....
جهة العمومة
وهم أعمام الميت الاشقاء
ثم أعمامه لأبيه
ثم أبناء الاعمام الاشقاء
ثم أبناء الاعمام للأب
2. العصبة مع الغير
وتعني كل انثى ذات فرض
ولم يكن معها وارث ذكر
فتصبح عصبة مع انثى
اخرى ذات فرض ايضاً ....
ومثال على ذلك:
رجل مات وترك بنت ولم يترك ولد
هنا البنت ترث نصف ميراثه
والنصف الاخر يتم
توزيعه على العصبة مع
انثى اخرى ذات فرض
3. العصبة بالغير
وهي كل انثى صاحبة فرض صارت عصبه
بسبب وجود ذكر من العصبات بالنفس ......
ومثال على ذلك:
رجل مات وترك بنت فقط
هنا هي عصبة مع ذكر من العصبات بالنفس
4. العصبة النسبية
وهم اقرباء الميت غير ذوي الفرض
أي لايوجد بينهم وارث ذو فرض .....
5. العصبة بالنفس السببية
وهم المُعتق والمُعتقه
الذين تم عتقهم وتحريرهم من العبودية
وهذه العصبة السببية منحصرة
في عتق الإنسان رقيقَه،
فإن مات الرقيق المحرَّر
ولم يكن له عصبة من النسب،
( أي ليس له نسب مع من حرره واعتقه )
ورِثه السيد المعتِق،
سواء كان ذَكَرًا أو أُنثى.


إخوتنا الكرام
هذه بعض الشروحات الخاصة بأنواع المستحقين
لفريضة الميراث وبيان جميع انواع الفئات
التى ترث في حالات خاصة
وهذا العلم شائك جداً وليس من السهل فهمه
الا ذوي الاختصاص
من العلماء والقضاة الذين
يهتمون بتوزيع فريضة الميراث
وقد تم ذكرها بصورة مُبسطة
هنا لبيان انواع الميراث
اما الولوج لهذا العلم فيتطلب التركيز وتلقيه
افواه العلماء والمختصين
وحسبي اخوتنا الكرام
أني حاولت أن استشهد بأمثله على كيفية
وطريقة توزيع الميراث لمستحقيه
بأبسط صورة ممكنة
ويبقى علم المواريث هو علم قائم بذاته
ولايستطيع احد الولوج لخباياه
الا الراسخون في العلم
وأما نحن العوام حسبنا اننا نحاول الفهم
ومن أفواه العلماء
لهذا العلم العظيم
والذي حاول البعض ممن تنصر فكره
وتعالم عقله واتبع هواه وأفكار من سبقوه من
تابعي النصارى ومنفذي
الأيدلوجيات الغربية
في رفض كل ماهو شرعي وتشريعي واسلامي
حتى وصل بهم الحال للاسف أن دخلوا
لهذا العلم وأصبحوا يفتون فيه ويغيروا ويبدلوا
ويعترضوا على تقسيم الله للميراث
وتحديد مستحقيه ......
والمختلف بشأنها والتى تنتشر في دهاليز
وأروقه المحاكم المدنية وليست الشرعية
فالمحاكم الشرعية تنفذ
ماجاء به الشرع الحكيم
وتعطي كل ذي حق حقه في الميراث
إن كان يستحقه
أما المحاكم المدنية فالغالب عليها التدليس
وتغيير المفاهيم واستخدام
القوانين الوضعية لحل
مشاكل الميراث والواصايا .....
أقول لكم اللهم اجعل ماقمت به من ايضاح
خالصاً لوجهه الكريم
اللهم إن كان صحيح فمن الله
وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان
اخوتنا الكرام الطيبين
في نهاية هذه الخطبة
احب أن اوضح أن هذه العلوم الفقهية الشرعية
اعلم تمام العلم اننا نحن العوام
لانستوعب الكثير من نقاطها اثناء توزيع التركة أو الميراث
وهذه العلوم والشروحات في العادة
تقوم بها جهات الأختصاص من محاكم شرعية
تبين الحصص والأسهم لكل متوفي


ومثال على ذلك
هنا في ليبيا إن توفي احد
يقوم اهله سوى ابناءه او اخوته او احد اقاربه
بأستخراج شهادة تُسمى
( الفريضة الشرعية )
وهذه الشهادة فيها بالتفصيل حصص كل فرد
من افراد العائلة المستحقين للميراث
وبالتالي ماعلى اهل المتوفي
الا التصرف في تركة ميتهم
بما يتم توضيحه في هذه الشهادة
والتى تبين بالدقة كل اسهم وحصص الوارثين
بالطريقة الشرعية الصحيحة
لذلك العامي البسيط الذي لايفقه
في حصص الميراث
يجد كل شيء مُيسر وجاهز
وما عليه الا تنفيذ توزيع التركة فقط
وإن تم الاختلاف او حدوث مشاكل
هنا يتدخل القاضي الشرعي
لحل المشاكل والمنازعات
إن حدثت
فالقانون يحفظ حق كل الوارثين المستحقين
لذلك هذا العلم الشرعي الفقهي
مهم جداً ومن فهمه لايستطيع أن يهضم حق
من يرث سوى رجالا أو نساء ......
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا
ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها


الساعة الآن 02:06 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون