منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   نفحــات ايمانيـة (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الحياة الثانية (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=39483)

روح الأمل 01-23-2022 08:20 AM

الحياة الثانية
 
الشيخ طه محمد الساكت



الحياة الثانية [1]


الحياة الثانية لمن هداهم الله الصراط المستقيم، وجعلهم مع الذين أَنْعَم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين - هي امتدادٌ لحياتهم الأولى في هذه الحياة الدنيا، وهي وسطٌ بين الحياة الفانية في هذه الدار، والحياة الخالدة الباقية في دار القرار.



والصالحون يَحْيَوْن في قبورهم حياةً برزخيةً في روضات كأنها من رياض الجنة، كما تدُلُّ على ذلك صِحاح الأخبار، ويُختَصُّ الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يُرزقون: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170]، وحياة الشهداء جديرة بمقالٍ خاص نرجو أن يُهيِّئ له الله فرصةً قريبةً كريمةً، بِمَنِّه وفضله وتوفيقه وكرَمِه.



أما حياة الخُلْد، فقد أعدَّ الله فيها للمتقين من عباده ما لا عين رأتْ، ولا أُذُن سمِعت، ولا خطَر على قلب بَشَر، وصدق الله: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، وتلك هي الحياة التامَّة التامَّة التامَّة، حِسًّا ومَعْنًى، وهي فوق الحياتيْن السابِقتيْن عليها، بدرجات لا يُحيط بها علمًا إلا العليم الحكيم.



هذه الحياة الثانية، هي حياة الذِّكر الحَسَن، والثناء الجميل، وهي أثرٌ لحياة الطاعة والاستقامة، والحب لله، وقد عَلَّمَنا أبونا الخليل إبراهيم، عليه وعلى نبينا من الله أفضل الصلاة والتسليم، أن نُحِبَّ هذه الحياة، وأن نطلبها في دعائنا من الله تعالى؛ فقال في بعض أدعيته كما أخبرنا الله عنه: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾ [الشعراء: 83-85]، سأل ربه الحُكم وهو الحِكمة التي فيها كمال القوة العلمية، والعلم والحِكمة طريق العمل الصالح، كما طلب في خشوع وتواضُع أن يجعل طريقه هذا قويمًا كريمًا يُوَصِّله بفضله تعالى إلى اللحَاق بالصالحين، وأن يجعل له ذِكرًا حسنًا وثَناءً عاطرًا فِيمَن بعده من الأمم قبل الحياة الخالدة الباقية مع إخوانه وأبنائه من النبيين ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.



وقد استجاب الله لخليله صلوات الله وسلامه عليه، فما من أحدٍ - فردًا كان أو جماعة أو أُمَّة - إلَّا وهو يُحبُّه ويُثني عليه، ويَدَّعِي الانتساب إليه، حتى اليهود والنصارى، زعموا أنه منهم، فَسَفَّهَهُم الله تعالى أعظم تَسْفِيه، ورد عليهم أبلغ رد؛ إذ يقول: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [آل عمران: 65]، ثم قال وهو يُكذِبهم: ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [آل عمران: 67].



ومن آثار استجابة الله لخليله صلوات الله وسلامه عليه، أن أَقَرَّ عينه بذريَّته؛ فجعل منها أمَّة مسلمة لله، وبعث فيهم رسولًا منهم هو أول المسلمين وخاتم النبيين، وأبقى منهم طائفة ظاهرين على الحق، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة إلى أن يقوم الناس لرب العالمين.


[1] مجلة الإسلام، السنة الرابعة والثلاثون، العدد 18 بتاريخ 5 من شهر جمادى الأولى 1384هـ، 11 من شهر سبتمبر 1964م.




اميرة الحب 01-23-2022 12:39 PM

رد: لحياة الثانية
 
روح الأمل



جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الموضوع القيم
لاعدمنآ هـ العطآء ولا هَـ المجهود الرائع
بشوق دائم لجديدك
لقلبك الفرح
كنت هنا اميرة الحب




http://www4.0zz0.com/2022/01/15/11/346001294.gif

اندبها 01-23-2022 05:37 PM

رد: لحياة الثانية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخت روح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمتِ وسًلِمً قلمك في نقلك وجلبك هذه الطيبات
فجعل اللهم عملك خالصاً لوجهه الكريم
وأكرمنا الله وإياك بالفوز بحياة الجنة ونعيمها
تقديري لك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك اندبها

وردة الغرام 01-23-2022 06:12 PM

رد: لحياة الثانية
 
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يارب العالمين

بانتظار جديدك بكل شوق حبيبتي روح

روح الأمل 01-24-2022 04:32 AM

رد: لحياة الثانية
 
جزيتم خيرا شاكرة مروركم

ناطق العبيدي 01-27-2022 07:28 PM

رد: الحياة الثانية
 
سلمتِ وسلمت يدآك
ربي يعطيك ألــــــف عـآفيه
الله يسعد قلبك يآرب
ولا يحرمنا منكِ ومن آطرحآتكِ الرآئعه
لك كل احترامي وتقديري

شموخ الكلمة 02-04-2022 08:10 PM

رد: الحياة الثانية
 
بارك اللــه فيك على طرحك القيـــم
جزاك اللــه خيـــر ونفــع بك 000icon43


ريماس 02-04-2022 09:35 PM

رد: الحياة الثانية
 
بارك الله في هذا العطاء
وجزاك الله الخير
وجعله في ميزان حسناتك

روح الأمل 02-11-2022 08:03 AM

رد: الحياة الثانية
 
جزاكم الله خيرا شاكرة مروركم

عاشق القصيد 02-11-2022 08:10 PM

رد: الحياة الثانية
 
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك


الساعة الآن 02:00 AM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون