منتديات وهج الذكرى

منتديات وهج الذكرى (https://www.wahjj.com/vb/index.php)
-   وهج الخواطر والأشعار الحصرية (https://www.wahjj.com/vb/forumdisplay.php?f=150)
-   -   الرجوع من الذهاب ....بعيداً..... ( قصة من 31 جزء ) (https://www.wahjj.com/vb/showthread.php?t=17862)

اندبها 12-19-2015 11:09 PM

الرجوع من الذهاب ....بعيداً..... ( قصة من 31 جزء )
 


[frame="2 10"]
http://wahjj.com/vb/imgcache/13142.imgcache.jpg
http://wahjj.com/vb/imgcache/13143.imgcache.png
أقدم لكم أولى نتاجاتي وحصرياً لهذا المنتدى
الطيب ...في مجال كتابة القصة
والتى سبق وأن وعدتكم بأن تكون اولى محاولاتي
لكتابة القصة هنا ...
وفي أعتقادي بأن أي قصة لابد وحتماً ان تكون ذات رسالة
وليس مجرد مُتعة فارغة ، تنتهي فصولها دون الخروج
منها بنتيجة ، أو هدف ، او إصلاح ..
فكل كاتب ( وأنا في الحقيقة لا أضع نفسي في موضع الكُتّاب )
له أسلوبه في توصيل رسائله ...
فمنهم من يبتغي المُتعة على حساب التوافق الأدبي
فيكتب بالفاظ نابية سطيحة يدغدغ بها مشاعر وأحاسيس القارئ
لتغذيته بأفكار تزيد من هوة إفساد الثقافة العربية
وتؤكد أفكار وثوابت خارجية لاتمت للمجتمع العربي بصِلة
فنراه يحبب القارئ للممارسات والسلوكيات الغربية
ومنهم من يحترم نفسه ، ويحترم البيئة العربية والمجتمع العربي
المسلم ، فيعطيه كل مايلزم من مُتعة نظيفة ، غير مُبتذلة أو خيالية
بل واقعية تمس الحياة الخاصة والعامة للمجتمع بتفاصيلها...
ويُرسل رسائل بطريقة ممتعة سهلة غير مُعقدة ...
تهدف للتنبيه والتحذير والأصلاح بطرقة سلسة حوارية ممتعة
وهناك من يكتب ويستغل التهافت على الرومانسيات والعواطف
ويدغدغ مشاعر القُراء بقصص ليس لها هدف ، سوى إفساد
الذوق العام ، ....وأحياء الشهوات.....
والحقيقة أخيكم اندبها يضن أنه من النوع الذي
يحب المُتعة النظيفة الهادفة الغير خيالية والتى تحمل رسائل
إصلاحية للمجتمع بطريقة فيها الحبكة الدرامية ، والعوطف الطبيعية
الغير مُصطنعة ، والمليئة بالحلول والاهداف والرسائل البسيطة
التى تهم كل مواطن عربي مسلم ،
فأخترت أن تكون اولي نتاجاتي القصصية من واقع أُمتنا
العربية ومن مجتمعاتنا ومانعانية من انتكاسات ثقافية
وهجمات من كل حدب وصوب ، فصورت بيت عربي مسلم
بسيط فيه من التناقضات المعروفة
ومن ناحية اخرى جعلت الأشخاص في القصة ممن توجهاتهم
الثقافية طيبة وعالية ، في اكثر المواقع إدراكاً للثقافة ومنابع العلم
مثل الجامعات ....
وهذه القصة هي محاولة لأيضاح مانعانية في مجتمعاتنا
من مشاكل اختلطت بمآسينا اليومية ،
فكنت اعتقد انها ستكون قصة قصيرة نلهوا بقراءتها
ولكن اتضح لي بعد ان كتبت الفصل الأول منها ، أنها ستكون
امانة ، والامانة لابد وأن تكون كاملة مُفصلة
فوضعت فيها كل ما أعرفه وكل ما أشعر به تجاه ديننا ووطننا
وبيئتنا العربية المسلمة ....
في قالب درامي حواري مترابط بشخوصه ....
وستكون على اجزاء متسلسلة حتى يسهل متابعة فصولها
والأستمتاع بما فيها ....
وقد أخترت لها عنوان
الرجوع من الذهاب بعيداً

http://wahjj.com/vb/imgcache/13144.imgcache.png

فاتمنى لكم قضاء وقت مُمتع مليء بالأفادة والأستفادة
والمُتعة الأدبية النظيفة الترفيهية .....
وحسبي أنها أولى تجاربي في كتابة القصة ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم ....اندبها
[/frame]


اندبها 12-19-2015 11:35 PM

[frame="2 10"]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13145.imgcache.jpg
http://wahjj.com/vb/imgcache/13146.imgcache.jpg

تحطم قلبي على مشارف حديقة
في الوقت نفسه ، لملم جزيئاته وأشتد عوده
في صورة من صور قلب فتح
أبوابه لأول غازي فطمع في الأمل
كي يشعر الأخرين به ويعلموا
أن هذا القلب يحمل الحُب لمن يقدّر قيمته
فكان اللقاء في حديقة قريبة من بيتنا
فكانت هي دائماً الملجأ لي للتنفس والترويح عن نفسي
وأحياناً لألتقي بأحد زميلاتي في الجامعة التى تسكن قريباً منها
وأحيانا نتمشى فيها أنا واخواتي وأمي معنا
فجلست في أحدى زواياها البعيدة نسبياً عن منتصفها
ورحت مع خيالاتي وشرودي وفكري المشوش
والمليء بمتطلبات فتاة تريد أن تجرب الأختلاط
بالرغم من تواجد الجنس الاخر وبكثرة في الجامعة
إلا أنها تريد أن تكون أولى تجاربها خارج نطاق الجامعة
ففترة تواجدها في الجامعة أصبحت على وشك الأنتهاء
فلم يبقى لها الا فصلين فقط ...
ثم تأتي فترة التخرج ودخولها لسوق العمل ...
فخروجي اليوم يأتي ربما لإيجاد منفذ لمصاريع قلبي لتنفتح لأحد
فكانت الحديقة جميلة وكأني أراها لأول مرة ...
متناسقة لايوجد عيب فيها سوى
الطرف المقابل الذي أطمع أن يشاركني أحساسي
وشعوري تجاه نباتات هذه الحديقة
التى أتيت اليها هذا اليوم لكى أُفرغ شحنة
إمتلأ قلبي بها بعد أن قلّبت قنوات التلفاز الوحيد
المركون خِلسة في أحد زوايا بيتنا والذي شهِدت
صراعات على من يمتلك جهاز التحكم عن بُعد
مع أخواتي اللاتي يتصارعن من تأخذ
دورها لمشاهدة الحلقات الرومانسية الأتية من الهند
ألمليئة بخيالات ووجوه كالحة مليئة بالأصباغ لتُخفي
سواد بُشرتهم وتجعلها مُشابهه ومُنافسة للوجود التركية
أو المكسيكية .... ليتعلمن الحُب على أصوله
والخيانة بحذافيرها وعبادة الأوثان بتفاصيلها
فكانت أخواتي لكل واحده منهُن إتجاه فمنهُن من تتابع
الرومانسية في المسلسلات المكسيكية لألتهام كلمات
الحُب الزائفة مع الأستمتاع بملابس الممثلات الشبه عارية
والتى أصبحت دعاية ونشر لخطوط التفصيل ( الموضة )
والتمتع بالممارسات والأحضان وما الى ذلك
وأحياناَ يتابعن الوجوه الكالحة من المسلسلات الهندية
التى تُظهر الترف والثراء الفاحش من خلال القصص
وبيان كيف يلتجيْ أو تلتجيء بطلة المسلسل لحجر أو تمثال
وتسجد له طلباً في رجوع حبيب أو شفاء خطيب من مرضه
بسكب العبرات والدموع المليئة والمختلطة بمساحيق الزينة...
وأحياناَ يشتركن في متابعة المسلسلات التركية والتى مُعضم ممثليها
يُحسبون على الأسلام الحديث المٌفصل تفصيلاً بالمقاس
والمُفرغ من القيم الشرعية فنراهم بلبساهم العاري وبعبارات الحُب والهيام وإتباع المباديء الغربية من زنى وخيانة
وهروب من الأرتباط الزوجي وتربية الُلقطاء ....
فيوحي المسلسل للمشاهد بالتعاطف ، مع من أرتكتبت الحرام
فيجعلها هي لُب القصة ومحورها ، فيفرض على المتابع
أنها بريئة ورقيقة ورومانسية تستحق أن يحبها المشاهد...
ومنهُن من تتواصل مع المسلسلات المصرية
المنسوخة نسخ من الأفكار وحتى الشخصيات المُبتذلة لهليووود
والتى نافست المسلسلات الأجنبية في كمية كلمات الحُب
والهيام فأصبحت مادة دسمة لمن يحب هذا الكلام
وأيضاً أصبحت سبب في تفرق الأسرة العربية وامتناعها
عن مشاهدة هذه البرامج والمسلسلات ...
مثلها مثل المسلسلات الخليجية للأسف والتى أصبح
مُمثليها ومُمثلاتها يتنافسن في تغيير قسمات وجوههُنّ
بكُثرة عمليات الشد والنفخ والتمطيط والتضخيم...
وإظهار مدى البذخ وكيفية التعامل مع بقية الجنسيات ...
كل هذه الأفكار والقيم إمتلأ رأسي بهم وشبعت منهم
وتمنيت أن أعيش ولو لحظة واحدة أسمع فيها عبارات الحُب
والهيام مع أول من يقابلني حتى تكون لي قصة اعيشها
مع نفسي ومع زميلاتي في الجامعة التى أرتادها كل يوم
حتى وأن لم تكن لي فيها محاضرة ...
فالمهم هو أن أتي اليها
لنتناقش في كيف قبّل البطل التركي او المكسيكي حبيبته في المسلسل
او كيف هربت البطلة الهندية مع صاحبها ونسيت كل شيء
وتركت كل شيء الا تمثال بسيط صغير الحجم لتستمد منه القوة
والعون على مافعلته ....
عندها تنتهي مناقشاتنا بسكب الدموع لحال أبطال مسلسلاتنا
فهذا هو حال أسرتي والتى هي نموذج
لحال الأسر العربية المسلمة
التى فرّقها الجهاز السحري المُسمى ( تلفزيون )
وأصبح تجمعهم كأسرة واحدة لايكتمل الا إذا أنقطع
التيار الكهربائي على البيت...
والذي حلّ محل التربية والتوجيه الصحيح...
ومادون ذلك الكل يغني على ليلاه...
حتى الأهل من والدين أصبحوا للأسف
مشغولين بتوفير لقمة العيش والسعى
ليل نهار وراء الدنيا وزخارفها
وتم ترك التربية والتنشأة للظروف
المحيطة بالمجتمع من تفسخ وهجمات إعلامية
ذات ثقافات دخيلة على أصول المجتمع ....
فقلت في نفسي سأروح على نفسي واخرج قليلاً
فجلست في الحديقة بجسدي فقط أما فكرى فهو مليء
بأوهام وأفكار ومخططات أبحث عن كيفية تنفيذها ....
عندها رأيت خيالاً لرجل أو هكذا صًور لي
جالس في حدى زوايا حديقة ظاهرة أنعم الله عليه
من خلال قيافته المُرتبة وكأن الذي خاطها إيطالي أوفرنسي
على كرسي طويل مُخصص لأكثر من فرد
وبجانبه حقيبة مُبعثرة محتوياتها من أوراق وصًحف قديمة
وتماثيل صغرة الحجم لاتنفع الا لتزيين أرفف البيوت
بعد أن حلّت محل الكُتب والمصنفات والدواووين
وبين الحين والحين يحنوا على تمثال صغير
لم أتبين ماذا يعني في هل هو تمثال لحيوان او لأنسان أو لكائن غريب
يُقربه الى فمه وكأنه يهمس اليه
بعد أن يلثم الورود ويداعبها بِرقة
ويحنوا عليها وكأنها وليد صغير يخاف عليه من هوس
الذباب او الحشرات الضارة
فما كان منه الا أن نظر للطرف المقابل للحديقة
وهو يبتسم إبتسامة في ظاهرها بريئة وفي باطنها وسيلة لجذب
المتفرج له لأيقاعه في حبائله
ليُسمعه ماينقصه من عبارات وكلام يُذيب حجر الكهوف
ويأخذ منه مايريد لقاء مايطلب ...
فالكرسي الذي يجلس عليه هو مسرح لخططه
وعملياته ومكان لنسج شِباك ضحاياه ...
فأعتماده على وسامته وقامته وحُسن اختيار قيافته
ولسانه الذي يقطر شهداً .....
وتصرفاته تجاه الأشياء المنظورة للناس
في الحديقة العامة من حنوه بالورود
ولمسها بِرقة والأبتسام للماره
ورد السلام والتطفل على الناس لتقديم خدمات لهم
كل ذلك ليجلب اليه الطرائد ...
فكم من ضحية وقعت في حبائله ...بتوزيع ابتسامته
المُغرية للذباب البشري الذي ليس له مأوى...
فوجدني مُبتسمة ليس له
بل للموقف الجميل الذي أسر قلبي
من أن هناك من يستطيع أن يداعب الورود بهذا الحنو والرِقة
فشطح قلبي بعيداً ضناً أن الأبتسامة هي لي
لي وحدى وليس للورود
فتماديت وقلت لابد وأن ابادله بأبتسامة أخرى
لان مصاريع قلبي أنفتحت لأبتسامته
وخلف تلك الأبتسامة المٌشرقة طمعت في أن
ينفتح قلبه لي ....لي وحدى حتى الورود لا أريدها أن تشاركني
فحلمت وغبت عن واقع جلوسي في الحديقة
وكأني انتظر من يهزني ويخرجني من خيالاتي
ولكن تحطمت جدران الصمت حين أتى بطوله الفارع
وهو يمشي في أتجاهي
بخطوات مُتقنة مدروسة وكأن الذي علمّه هذا
الفن هو خبير ( الأتيكيت الهليووودي )
فوق البساط الأحمر الخاص بأحتفالات مشاهير هليووود
وقف بجانبي
وقال:
ـ الحديقة اليوم مزدانة بأنواع شتى من الورود
وأنت أحداها

فلم تكن حياتي من قبل فيها شيء اسمه خجل
بل قوة شخصية وعنفوان وشجاعة وقدرة على تمييز الخطأ من الصواب
ولكن تغير كل شيء وأصبحت سلعة ووسيلة لتنفيذ ما أُحب
وما أشتهي وما أريده ، أسوة بزميلاتي في الجامعة ، في أن يكون لي
عشيق يُسمعني ويوجهني الى حيثما يريد، فبطلات المسلسلات
لسن أفضل منى ولا أجمل ولا يملكن ما أملك ...
فالفارق فقط هو انهم يعيشون في الأضواء
أما انا فأعيش في بيت ،وأسرة متوسطة الحالة
لست بالثرية ولا المُعدمة
الكل فيها مشغول بخصوصياته
فاخي الشاب ليس له عمل او مشروع ثقافي او علمي سوى
السهر طوال الليل وهو يحادث الطرف الاخر بالتليفون ...
وأخواتي البنات عملهن هو التنافس فقط ، في أيهن تحفظ أسماء
فناني وممثلي السينما والتلفزيون....
فأردت أن أجرب وسائل الجذب ، التى املكها من جمال
وقسمات تُغرى من ينظر اليها مع ثقافة تلفزيونية
وقليل من الثقافة الاكاديمية ، وأنعدام الثقافة الأسلامية...
وبعد أن أسمعني تلك الكلمات ...
مع وقوفه بجانبي أصبح
خافقي هو من يحركني ، وهو من يُملي شروطه على أنفاسي
فتوردت وجنتاي خجلاً مُصطنع كُنت أجهزه ليكون دعماً لإرتعاش اطرافي
فقلت في خاطري هذا هو عشقي
فحاولت ان ابحث عن كلمة ليس للشكر بل
لفتح باب كان موصد من سنين
باب مصاريعه غُلفت بالصدأ
فصدقت خافقي في خفقانه ، وهربت الكلمات التى
كنت اريد أن أقولها له
فخرج فحيح وصوت لايكاد يُسمع
وقلت له وإمارات الارتباك ظاهرة على تصرفاتي:
ـ شكراً على توصيفك ووقوفك بجانب ورودك....
وإمعاناً في تأكيد وتقييد شباكه حولي
رد عليّ وقال:
ـ العفو يا أنسة ...
أنت هي الوردة الناقصة في هذه الحديقة
التى إكتمل جمالها بتواجدك في أركانها
فزادت سعادتي وحبوري لهذا اتيت إليك لاكلمك ....

عندها حلمت وهو واقف ينتظرني أن أتكلم
فبادرني وقال :
ـ أعتذر عن إن تطفلت عليك
أو لعلني أزعجتك او قطعت ماكنت تفكرين به ...

فنظر اليّ نظرة مدروسة ليجعلني أطيل
الأرتباك والتلعثم كي يستغل هذا الوضع
في أحراجي وجعلي أدقق ملياً في أدبياته المصطنعة
فهمّ بالأنصراف ...وقال:
ـ أرجوا المعذرة فعندي مايُشغلني الأن ....
فحاولت أن استوقفه ، لأقول له كلام كثير
لأبدأ معه صفحة أعيش فيها مع خيالي ومع لمساته
الرقيقة الحانية على الورود ولكن
ضاع كل شيء ، وانصرف وتركني جالسة
مُلتصقة على خشبات الكرسي القاسية الخشنة
والتى كانت قبل قليل وكأنها وسادة وثيرة محشوة
بالقطن المصري المعروف بطويل التيلة ...
بعد أن أنصرف أو بالاحرى تركني لأفكاري
وحيرتي في كيف أستطيع أن اراه مرة اخرى
وساتعلم كيف أرد عليه وأُسهل له الطريق لقلبي
ولكن هيهات أن تعود هذه الفرصة مرة اخرى
فهممت بالوقوف والتمشي قليلاً لعلي أُنفس عن غضبي
من عدم الطلب منه حتى عنوانه أو سؤاله في هل يعود
أو هل له أهل أو أين يسكن أو ماهو شغله ومصدر أعاشته...
وأنا في هذه الحيرة إلتفت متتبعة لبصري الى حيثما يقودني
فعاد بي الى المكان الذي كان يجلس عليه
فتخيلته جالس هناك فذهبت الى المكان
وجلست في نفس الكرسي الذي كان يشغله
وبدأت اتحسس عليه وكأني أريد أن ابحث عن رائحته
لأحفظها فربما يمر من أمامي يوماً ما ...
فوقع بصري على مُغلف به صندوق صغير
مفتوح فاخذني الفضول فنظرت في محتواه
فأذا بتمثال صغير لم أتبين ، هل هو لحيوان او لمخلوق ادمي
ففيه اكثر من يد وأكثر من قدم وآكثر من رأس...
فقلت في نفسي هذه فُرصة لرؤيته من جديد
حتى اعيد له لعبته أو تمثاله الذي كان يهمس له ....
وضعته في حقيبتي وقبضت على مغاليق الحقيبة
حتى لايسقط مني وانا راجعة البيت ....
دخلت أمي قبلي بقليل الى المنزل بعد أن أفرغت
محتويات سلة الخُضار التى أشترتها من السوق المجاور
حيث أوصاها ابي بتأمين لوازم البيت من تموين
وما شابه ذلك...
فابي ليس له وقت للبيت واحتياجاته أو لنا نحن بناته
او حتى لاخي الوحيد ...فقد ترك هذه المهمة لأمي
هي من تدير البيت واهله من مصاريف واكل وكل شيء
فألتزاماته لتوفير المصاريف لنا تُحتم عليه
الجلوس من الفجر حتى صلاة العشاء في دكان وصالة أثاث
الذي يقع في نهاية الحي الذي نسكن فيه....
والذي كان قد تحصل عليه من احد أصدقائه الذين كانوا
يقرضونه البضاعة فيبيعها لهم ، بتوزيعها على مراكز البيع
ويأخذ حصة من الربح
ولما أشتهر بأمانته وطيبته وخُلقه
بادره صاحب الصالة وباعه أياه على أقساط
فأستمر في هذا العمل حتى سدد كل الألتزامات وتم تمليك المحل
لذلك كان غيابه علينا طول الوقت كان له مايبرره
فالمصدر الوحيد لمعيشتنا هو عمل ابي في التجارة
أما أخواتي فهُنّ مازلنا في سن الدراسة
فأحداهُنّ طالبة في الشهادة الثانوية
والأخري في بداية المرحلةالثانوية
أما أخي فهو مازال يدرس في أحد المعاهد التخصصية...
وترك أمى للقيام ببقية الأعمال المنزلية
ذلك لعدم أهتمام أخي أو بالاحرى خروجه المستمر
للسهر مع من يسميهم أصحاب
وعدم اللامبالاته بشؤون البيت
فبادرتني بأبتسامة حانية مليئة حُب ورأفة وقالت :
ـ أين كنتي أبنتي الحبيبة ...؟
فنظرت اليها ملياً وأنا أحتقر نفسي في نفسي
لأني سأكذب بعد قليل ...
ـ انا كنت عند صاحبتي في الجامعة
لاخذ منها بعض الأشياء التى أريدها ....
وها أنا رجعت ....
فهل تريدين شيئاً قبل أن أذهب لحجرتي...؟

فردّت أمي قائلة:
ـ لا ...أبنتي الحبيبة لا أريد شيء
سوى سلامتك ونجاحك فقط .....

فألتفت الى الجهة الأخري اثناء انصرافي
منها والدموع تنهمر من عيوني لمعاملتها البليغة معي
ومع اخواتي بالرغم من أ ني قد كذبت عليها
ولم أكن فعلياً عند حُسن ضنها بي ...
من اني مهتمة بدراستي فقط ولا شيء يشغلني عنها...
في الوقت نفسه كان كل اهتمامي بنفسي
وبخيالاتي العبثية المريضة ....
فأرتميت على سريري وأكملت بقية تفريغ
دموعي تحسراً على سلوكي وكذبي على امي
وأيضاً على عدم تشجعي وسؤال رفيق الحديقة
عن هويته او عنوانه ...
فكل ماتركه صندوق صغير فيه تمثال لمخلوق عجيب...
وأرتميت على سريري أعيد شريط ماحصل في الحديقة...
وأنا مُمسكة بتمثال من تركه لي ليُذكرني بنفسه إن نسيت
عندها قررت أن استمر في معركتي العاطفية
ومغامرتي التى لا اعلم نهايتها ....فأخذت اتفحص
تمثاله وكأني أبحث عن شيء ماء يدلني على صاحبه
وأنا كذلك حتى وجدت مجموعة أرقام مكتوبة في قصاصة ورق
ومحشورة في أحد نتؤات التمثال
ففتحتها وتبين لي أنه رقم هاتف شخصي ...
هنا رجع الدم ليتدفق من جديد وبات الأمل في لقاء
سالب فؤادي وعقلي وقلبي ...قريب جداً
فهرعت مُسرعة لحقيبتي
وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال بهذا الرقم ...
فما الذي سيحصل إثناء محاولة ( ماجدة )
الأتصال بالرقم الذي وجدته ....
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الثاني
من
الرجوع من الذهاب ...بعيداً
متابعة ممتعة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها

[/frame]

البرنس رامى 12-20-2015 02:12 AM

ما اروع ما تقدمه اندبها الرائع
قصة رائعه ونتشوق للجزء الثانى منها
ادام الله عليك الابداع اخى محمداندبها
وشكرا لك ولما تقدم لنا

مهدي 12-20-2015 08:03 AM

راق لي المكوث هنا
شكرا لك ايها امبدع
قرات القليل فقط لان الوقت داهمني ولابد من الخروج لمتابعة العمل
ولي عودة مرة اخرى بل مرات لكي
اتابع القراءة من جديد
سلمت وسلم قلمك
تقبل مروري البسيط هنا
مودتي

شمس الاصيل 12-20-2015 09:05 AM

السلام عليكم
قرأت لك كل حرف كتبته منذ المقدمة التي استرسلت فيها حتى اعترافك لنا بإسم بطلة القصة ( ماجدة ) وما ستفعله في الجزء الثاني بعد ان وجدت رقم هاتف من شغلها تفكيراً وهياماً

في الحقيقه ومن خلال متابعة ماتكتبه وطريقه اجاباتك في كرسي الاعتراف مؤخراً واسترسالك وابحارك في الحوارات والكتابة

اجد انك وجدت ضالتك في كتابة القصة القصيرة
ناهيك انك تكتب وتنتقل بالفكرة الى حيث تريد وتعود الى صلب الموضوع بأسلوب لايؤثر تماما على القصة بل يزيدها تشويقاً ..
بصدق وبعيداً عن الردود المادحه او المجاملات

كونها البداية ارى انها بداية جداً قوية وانت تمتلك كل مقومات الكاتب وان تواضعت ..

سأنتظر شوقاً باقي اجزاء القصة
واتمنى ان لا يطول علينا الانتظار

اندبها

ابدعت



اندبها 12-20-2015 12:20 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنس رامى http://wahjj.com/vb/imgcache/13186.imgcache.gif
ما اروع ما تقدمه اندبها الرائع
قصة رائعه ونتشوق للجزء الثانى منها
ادام الله عليك الابداع اخى محمداندبها
وشكرا لك ولما تر>>>>>>>>>>
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اخي الطيب المميز
الأمير رامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة أسعدني رأيك في أولى محاولاتي
في كتابة القصة ، والتى أحاول من خلالها
أعطاء كل شيء من متعة ورسالة وأستفادة
فتقديري الكبير لك لتشجيعك لقلم أخيك المتواضع
وأن شاء الله ستستمتع بفصول القصة
وأنا أضمن لك ذلك ...
فكُن في الموعد...
تقديري وامتناني لك الكبير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوك...اندبها

اندبها 12-20-2015 12:25 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي http://wahjj.com/vb/imgcache/13187.imgcache.gif
راق لي المكوث هنا
شكرا لك ايها امبدع
قرات القليل فقط لان الوقت داهمني ولابد من الخروج لمتابعة العمل
ولي عودة مرة اخرى بل مرات لكي
اتابع القراءة من جديد
سلمت وسلم قلمك
تقبل مروري البسسيط هنا
مودتي
................................
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
اخي الطيب المميز بخُلقه وأدبه
مهدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت كالمعتاد مُرحب بك في أي وقت
ويكفي مرورك الطيب هذا ، لتشجيع
أخيك الذي أجبر قلمه ليخوض غِمار كتابة القصة
وأن شاء الله ستستمتع بها
فمرحباً بك فتواجدك مهم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك...اندبها

اندبها 12-20-2015 12:47 PM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الاصيل http://wahjj.com/vb/imgcache/13188.imgcache.gif
السلام عليكم
قرأت لك كل حرف كتبته منذ المقدمة التي استرسلت فيها حتى اعترافك لنا بإسم بطلة القصة ( ماجدة ) وما ستفعله في الجزء الثاني بعد ان وجدت رقم هاتف من شغلها تفكيراً وهياماً

في الحقيقه ومن خلال متابعة ماتكتبه وطريقه اجاباتك في كرسي الاعتراف مؤخراً واسترسالك وابحارك في الحوارات والكتابة

اجد انك وجدت ضالتك في كتابة القصة القصيرة
ناهيك انك تكتب وتنتقل بالفكرة الى حيث تريد وتعود الى صلب الموضوع بأسلوب لايؤثر تماما على القصة بل يزيدها تشويقاً ..
بصدق وبعيداً عن الردود المادحه او المجاملات

كونها البداية ارى انها بداية جداً قوية وانت تمتلك كل مقومات الكاتب وان تواضعت ..

سأنتظر شوقاً باقي اجزاء القصة
واتمنى ان لا يطول علينا الانتظار

اندبها

ابدعت ..............
..................................
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
أخي الحبيب شمس
( فأسمح لي بقول الحبيب ) لأني شعرت
منذ دخولي للمنتدى بأنك أهل لأن يُحبك الكل
بما فيهم أخيك أندبها....فتستحق ذلك عن جدارة
مرورك وتشجيعك لقلمي البسيط المُبتدئ أسعدني كثيراً
بالذات في أولى محاولاتي المتواضعة في كتابة القصة
وكما قلت في المقدمة ...الكل له أسلوبه وطريقته
في السرد وتصوير الأحداث ، فلست ممن يُشار
اليهم بالبنان من أحترافية ....ولكن حسبي أني أحاول
فربما تكون هذه بادرة للمزيد
وأسترسالي في كل شيء هو ما تعودت عليه
لأعطي القارئ كل شيء ، فعندما يعرف طريقتي
يجلس ويثني الرُكب ليقرأ لان أمامه فوائد
وأنت ما شاء الله عليك دائما تشجعني وتدفع بقلمي
فممتن لك كثيراً ...
بالنسبة للقصة هي ليست بالقصة القصيرة
بل هي شبه رواية في تعدد فصولها وأحداثها وشخصياتها
والمشاكل التى طُرحت فيها
وما أختياري لنموذج من عائلة عربية مسلمة
وطبقة متعلمة من الجامعات وظهور طبقات بسيطة
كادحة في مجتمعنا العربي
الا وسيلة لجعل التوازن في الحوار ،
والقصة ليست بخيالية ، بل هي واقعية جداً
وتحدث كل يوم ، ونتائجها نعاني منها حتى اليوم
وأن شاء الله اخي الطيب
ستستمتع بفصولها وأنا اثق في ذلك
وستكون فصولها منفصلة
فلا تخلتط بالردود ....
فبطلة القصة ( ماجدة ) ستكرهها حيناً وسيتم التعاطف
معها حيناً أخر ....
فتقديري وأمتناني الكبير جدا لتواجدك
ويكفيني تشجيعك لي بأستمرار
فكُن في الموعد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك....أندبها



اندبها 12-20-2015 01:54 PM

الرجوع من الذهاب ....بعيداً....( 2 )
 

[frame="2 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

http://wahjj.com/vb/imgcache/13145.imgcache.jpg
فهرعت مُسرعة لحقيبتي وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال لهذا الرقم
وحين بدأ النداء حتى سمعت دقات قلبي
اكثر مما سمعت الطرف المقابل حين
قال
ـ نعم من الذي يتكلم....؟
فهرب الكلام وانعقد لساني ...لبُرهة وجيزة
تم تشجعت وقلت له:
ـ مرحباً انا من كنت في الحديقة منذ قليل وقد وجدت
في مكانك الذي كنت تجلس عليه ...تمثال صغير
في داخل صندوق ...ووجدت رقم هاتفك....
فقال:
ـ نعم هو أعز ما أملك فإن ضاع هو
ضاع كل شيء فهو رفيقي وتميمتي التى تجلب لي الخير والعون
منذ كنت طفل صغير لا أفقه شيء
فهل من الممكن أن نلتقي لتسليميني أياه ...؟
فقلت له :
ـ أين تريد أن نلتقي ...فأنا حاضرة ومستعدة
لأرجاع الأمانة لأصحابها ...هكذا تعلمنا ....؟
فردّ بصوت مليء بالفرح والغبطة:
ـ هل تستطيعين مساء هذا اليوم أن تجلسي
في نفس المكان الذي إلتقينا فيه ....؟
فقلت :
ـ نعم أستطيع ...
فأستدرك الأمر وقال:
ـ ولكن المساء سيكون مُظلماً وربما يمنعك اهلك
من الخروج في هذا الوقت ....
فأنطلق لساني وكأن هناك من تحداه
ليتكلم ويدافع عن نفسه من ظُلم وقع عليه :
ـ لاتهتم لهذا الامر فانا من عائلة متحررة
ولنا أدبيات خاصة بنا وثقافتنا لاتأبه للثقافات
الرجعية التى تشدنا للوراء ....
في الواقع لست من عائلة متفسخة أو متحررة ولكن
مثلها مثل كل العائلات التى دخلها التحرر مع مقاومة رفضه
فقلت هذا الكلام لأبين له وأعطيه حُجة للقائي .....
فعقّب قائلاً:
ـ حسناً أذا لنا لقاء هذا المساء ...
وأقفل الخط مع قفله للخط قُفلت ابواب فكري
وعقلي وبدأت أصول تربيتي في الظهور أمامي
وبيان انني لست بتلك البنت التى تربت تربية
أصيلة يحكمها الدين ولا العرف ولا حتى التقاليد العربية
بل ظهرت تلك البنت التى اُشبع فكرها
وثقافتها بمن يحيطون بها ممن ألبس عليهم أبليس
ثقافته وهديه وطريقته عن طريق الحرب الأعلامية
الشرسة التى دخلت للبيوت العربية وأفسدت كل شيء
حتى وصلت للدين فغيّرت وبدلت أصوله وجعلته ممارسات
كهنوتيه مثل النصاري لايعرفون
من الدين سوى أن هناك رب فقط
او كالذين يعتقدون بان الأرحام تدفع والارض تبلع
وان الطبيعة هي من تسير هذه الدنيا وليس الله سبحانه وتعالى
وإثناء سرحاني في هذه التفاصيل
جاء صوت صاعق يهز كيان من نسيه
وهو الأذان لصلاة الظهر .....
والذي أصبح للأسف مصدر إزعاج للسُكان
وللسواح الأجانب ...
وهذا قول أحد المسلمات أو التى تدعيّ الأسلام
( نوال السعداوي )
والتى تعتنق التحرر والعلمنة الزائفة في أحد مقالاتها...
فحاولت بتثاقل أن اصارع نفسي وأقوم لأصلي
ولكن فكري المبهور بصاحب الحديقة منعني من القيام للقاء ربي
بحجة أن الوقت مازال طويل ...
فامتثلت لهذا الامر وأسترخت مفاصلي ونمت قليلاً
ولم أدري بنفسي الا وأنا خارجة من البيت
بعد ان رتبت ملابسي ووضعت قليل من العطور التى أشتريتها
حديثاً لتكون وسيلة للفت الأنتباه
كما تفعل صويحباتي في الجامعة
ففي المساء خرجت مُسرعة أسابق الزمن في أن أكون
أن من ينتظر حتى إُلملم شِعاث نفسي واتجهز للقاء ...
لمقابلة من سيكون وكان السبب في كذبي على أمي
وخيانة ثقة أبي الذي يسعى ليل نهار.....
إثناء مروري بالحديقة وولوجي
لمكان جلوسنا في أطراف الحديقة
مررت بعائلات وأطفال يسرحون ويمرحون وتتعالى أصواتهم
مع صراخهم المُحبب ...
فأخترقت تلك الموجات البشرية وأتجهت للمكان المُتفق عليه
فإذا بصاحب الحديقة قد سبقني في الأنتظار ويحمل
في يده كتاب لمحت أن هناك وردة تتدلى من وسط صفحاته
ـ مرحباً بالانسة
أرجوا ان لا اكون قد أزعجتك بالحضور .....
نطق بهذه الجملة مُحملة بأبتسامة ....
ـ أهلاُ بك ....
نطقت بهذه الجُملة وأنا مُرتبكة في كيف سيكون الحوار
ـ تفضلي بالجلوس يا أنسة ...
قالها بعد أن لاحظ مدى ارتباكي...
فبادرني وقال بعد أن جلست
ـ أنا أسف لجعلك تتكبدين مشقة
إرجاع لعبتي بعد أن نسيتها في الحديقة
ـ لابأس عليك فهذا من واجبي أن اُرجع أمانات لأصحابها...
أردف قائلا ..
: نعم هي امانة غالية وذكرى عزيزة على قلبي من إمرأة
مقامها رفيع عندي يناهز مقام امي وأكثر ....
هنا شعرت بسيل جارف من الغيرة وكذلك بموج من الفرح
عند قوله هي بمثابة امي ...
فقلت في نفسي أن غيرتك ليس في محلها
فربما تكون هذه المرأة من قامت بتربيته أو تعليمه أو نحو ذلك...
ـ على كل حال تفضل أمانتك ...
.قلت له هذه الجملة بعد أن خرجت
من متاهات أفكاري وتفاسيرها....
الحقيقة فقد فتحتها ووجدت بداخلها تمثال غريب لم أفهمه
هل هو لحيوان او مخلوق عجيب فقلت في نفسي لادخل لي فيه
فهذا أمر يخصه وما عليّ الا إرجاعه لصاحبه
ـ نعم يا أنسه .. ـ
قاطعته وقلت له:
ـ أسمي ماجدة
فيمكنك مناداتي بأسمي دون لقب .....
ـ لايمكن الا أن اناديك بآنسة ماجدة
لأضفاء قيمة شخصية تميزك
عن غيرك ....وأسمي هو مفيد ....
ـ طالما أنك ستناديني بأنسة فسأدعوك بالأستاذ مفيد....
وهنا زادت غبطتي وفرحى من حصولي على مثقف وسيم
ذو ابتسامات رائعة وأيضاً يفهم ويستوعب أسلوب التعامل
مع النساء .....
فاوقضني من سُبات أفكاري وسرحاني
بقوله:
ـ أين تدرسين في أي جامعة
على اعتبار ان عمرك لايصلح الا ان يكون عمر من تخرجت
او على وشك التخرج ....
اما بالنسبة لمناداتي لك بأنسة هذا لأني نظرت الي يديك فلم
اجد خاتم ( محبس ) للخطوبة او الزواج
من هنا عرفت أنك آنسة ....
فقلت له:
ـ بالفعل ملاحظتك قيمة تُنبيء
على مقدار سرعة بديهة وثقافة واتزان
وحُسن تصرف مع الاناث ....
ـ شكرً آنسة ماجدة
ـ العفو يا أستاذ مفيد ولكن أريد أن أفهم ماحكاية لعبتك
والتى أحببتها أنا بدوري لانها ساهمت في تعرفي عليك ....
ولكن قبل كل شيء هل هي صدفة أن وضعت فيها رقم هاتفك
او هي مقصودة حتى تضمن أن لاتضيع ....؟
فتح فاه بتعجب
وقال:
ـ انا سعيد جداً بفكرك وانتباهك للتفاصيل
وهذا يشعرني بأنك ستكونين رفيقة مُحببة وصديقة رائعة
فانا أحب أن يكون من أعاشره يملك الكثير من الثقافة والفهم
والأستيعاب وكذلك الجراة والشجاعة والمغامرة ....
أبتسمت له على ماقله من غزل أنيق لايرقى
للغزل الذي اسمعه من صويحباتي من كلام مُباشر عن الحب
وما شابه ذلك ....
ـ وبالنسبة لقصة هذه اللعبة فليس الان وقتها
وربما في لقاء اخر ...
فأحسست بأنه يريد أن يماطل ويفتح الطريق للقاءات اخرى
وهذا الذي ابتغيه تماماً ....
ـ ولكن قبل كل شيء ارجوا ان تقبلي مني هذه الهدية
اخرجني من فكري مرة اخرى بقوله هذا...
ـ شكراً لك أستاذ مفيد
ـ العفو ماجدة ...سأناديك بماجدة ولتتركي صفة استاذ مفيد
أبتسمت فرحة من هذا التطور السريع
ـ حسناً مفيد شكرا على هديتك وعلى الوردة الجميلة
التى زُرعت في داخل صفحاته....
ـ انت تستحقين كل طيب فأريدك أن تقرأي هذا الكتاب
وفي لقاء اخر سنرى مدى إستيعابك لأفكاره وما جاء فيه
فانت فتاة جميلة وطيبة ومثقفة
فمن خلال قراءتك لهذا الكتاب اريد أن افهم لأي مدى
من الثقافة والأستيعاب تكونين.....
هنا تبلدت أحاسيسي لاول وهلة وقد ساورني الندم للحظة
في مقابلته وبناء خيالات عاطفية وهمية
فلم أسمع من صديقاتي اللاتي يحببنا القصص العاطفية الرومانسية
انه في أولى جلسات التعارف يكون الحديث عن الثقافة
والدراسة والعلوم والقليل القليل من الأوصاف الجميلة
والتى لايُطلق عليها غزل .....
ولكن فى حالتى هذه قررت أن أتحداه
واظهر أمكانياتي الفكرية والثقافية وقوة شخصيتي وفهمي للمجريات
فكانت أمنيتي أن يكون لي حبيب او صديق او عشيق
وليس مُدرس اكاديمي لايفهم الا في الكُتب والمراجع
ولكن سأستمر وأرى الى أين سيصلني فكري معه....
ـ أنت لم تجيبيني على أستفساراتي ....ماجدة.....
خرجت من توهاني بكلمته ...
ولأسهل عليك الامر أنا أحب من أقترن بها أن تكون
ذات ثقافة وتحدي لكل ماهو مألوف ....
أبتسمت وتنفست الصُعدا بعد سماعي لكلمة اقترن بها
فهذه تعنى ان هناك تواصل وحب ورومانسية
تختتم بالزواج
ـ انا كذلك ...
.فخروجي في هذا الوقت لملاقاتك لهو دليل على تحرر فكري
وثقافتي وأنطلاقها بعيداً عن التكبيل ورجعية التفكير...
قال وهو يزهوا وكأنه انتصر:
ـ نعم أنا أستمع وأتلذذ بكلامك فأستمري بالكلام
فانا مثلك مُتحرر الفكر والثقافة
لهذا طلبت منك قراءة الكتاب حتى أتبين هل أنت من النوع
الذي يقبل أفكار جديدة أو هو متحجر ومُلتصق بالقديم...؟
فتربيتي هي هكذا ....
فقلت مختتمة جلستنا او بالاحرى محاولة
لأطالة الجلسة اكبر قدر ممكن ....
ـ على ذكر تربيتك مفيد
ماقصة لعبتك المفضلة...؟
فقال:
ـ هذه سنتركها للقاء اخر ...
والان استأذنك للمغادرة فالوقت تقارب على العاشرة ليلاً
وهذا أمر لا أرتضيه لك
قبل أن ينهي كلامه تشجعت وقلت له
ـ انا معجبة بأفكارك وساكون حيثما تريدني أن أكون
ـ شكراً لك وأنا ايضا جمالك وفكرك كانوا السبّاقين لقلبي
هذا ماحصل في لقاء ( ماجدة ) و ( مفيد )
ولكن بعد رجوعها للبيت حدث أمر ...مهم
سيتم التعرف عليه في الجزء 3
متابعة ممتعة مع قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
ولنا لقاء أن شاء رب العباد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ..اندبها

[/frame]

قمرالسديري 12-20-2015 10:52 PM

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
والى الامام وبالتوفيق يارب
:sm5::sm5::sm5::sm5::sm5::sm5:



الساعة الآن 10:37 PM بتوقيت الرياض

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون