عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2012   #15


صدى الاطلال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 498
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 11-13-2012 (04:49 AM)
 المشاركات : 658 [ + ]
 التقييم :  86
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي



سلطان العلماء
بائع الملوك وألأمراء
العز بن عبد السلام
فى كل عصر من عصور المسلمين هناك مساحه من الضوء
تزيد وتنقص ولكن دائما هناك ضوء وضيفنا اليوم يبرز
فى الصف ألأول من العلماء المجتهدين العاملين بعلمهم
مع قوه فى الحق وشده على الباطل
هو أبو محمد عزالدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبى القاسم
السلمى مغربى ألأصل ولد بدمشق -حماها الله -فى سنه 577 للهجره
( 1181 ميلاديه) ولد فى اسره فقيره متدينه .
ولفقر أسرته لم يطلب العلم إلا بعد أن جاوز العشرين من عمره
، فبدا بطلب العلم على علماء دمشق وارتحل إلى بغداد ليسمع من علمائها
وكان قوي الحفظ سريع البديهه فبرز كواحد ةمن كبار علماء عصره
فى فتره وجيزه فجلس للتدريس والفتوى والخطابه فى مسجد دمشق
عاش العز بن عبد السلام ثلاثا وثمانين عاما عاصر خلالها الاحداث الجسام
فى تاريخ المسلمين والتى تراوحت بين ألإنتصار وألإنكسار
فى صغره شاهد قوة الدوله ألأيوبيه وفتح بيت المقدس -أعاده الله -
على يد الناصر صلاح الدين ثم شاهد تفتت الدوله ألأيوبيه
إلى عدة دويلات وشاهد كذلك نهاية دولة بنى أيوب وبداية حكم المماليك
وفى أثناء ذلك رأى الحملات الصليبيه المتعاقبه على مصر والشام
وكذلك تدمير الخلافه العباسيه على يد المغول ثم إندحار المغول
على يد المظفر قطز رحمه الله .
مواقف مضيئه للعز بن عبد السلام
-تحالف ملك دمشق الصالح إسماعيل مع الصليبيين ليعينوه
على غزو مصر وسمح لهم بدخول دمشق وشراء الزاد والسلاح
ولكن العز أفتى بحرمة ذلك وامتنع عن الدعاء للملك فى خطبة الجمعه
وعبثا حاول الملك معه ليغير رأيه فما حاد عن الحق رحمه الله
فعزله عن الخطابه وسجنه فى سجن دمشق ، وتحت ضغط
العامه والعلماء أطلقه على أن يخرج من دمشق فخرج بأهله إلى مصر
وخرج لاستقباله السلطان الصالح نجم الدين أيوب سلطان مصر
وكبار العلماء والوجهاء والعامه وولاه القضاء والخطابه
- مع وجوده فى مصر لاحظ ان المناصب العليا كلها بيد المماليك
فأفتى بأن لاولايه لعبد على حر وأبطل إبرام العقود وألأنكحه للمماليك
وقال لابد من بيعهم لأنهم عبيد وبما أن ثمنهم قد دفع من بيت مال
المسلمين فلابد من بيعهم لصالح بيت المال ثم يستطيعون
العوده إلى مناصبهم بعد عتقهم فلم يسمع له السلطان أيوب
فما كان منه إل أن وضع متاعه على حمار وهم بالخروج من مصر
وتبعه العلماء والصلحاء وكثير من العامه فخرج السلطان إليه يسترضيه
فلم يقبل حتى ينفذ حكمه ببيع المماليك وفيهم نائب السلطان وأمراء الجند
فقبل السلطان وضمن له ذلك ، وخرج نائب الملك شاهرا سيفه يريد العز
لقتله حتى وقف على باب بيته وجاء ابن للعز وقال يا أبت اهرب لإنه جاء
لقتلك فقال له يابنى إن أباك أهون عند الله من أن يموت شهيدا وخرج اليه
شامخا كالطود العظيم وقال له ماذا تريد ؟ فسقط السيف من يد الرجل
وأكب على يد الشيخ يقبلها ويطلب من العفو والمسامحه
وفى السوق باع العز أمراء المماليك ومنهم من تولى السلطنه بعد ذلك
-لما أراد المظفر سيف الدين قطز تجهيز الجيش لحرب التتارولم يكن
فى بيت المال مايكفى لتجهيز الجيش طلب السلطان من العز أن يفتى له
بفرض ضريبه على الناس ليجمع بها المال اللازم فلم يقبل وقال له
أنت وأمراءك تكنزون المال والتحف فلا يجوز فرض ضريبه على الناس
حتى تخرجوا ماعندكم حتى تصيروا مثلكم مثل العامه فإن لم يكف المال
جاز فرض ضريبه على العامه والتجار
-كان فى طليعة المجاهدين فى موقعة عين جالوت وساهم فى حشد الجنود
وتشجيعهم وحثهم على الجهاد فى سبيل الله فكان النصر للمسلمين
توفى رحمه الله رحمه واسعه فى سنه 660 للهجره (1262 للميلاد )
وشهد جنازته عامه اهل مصر (القاهره ) ودفن بها رحمه الله
* وبعد فهذا نموذج للعالم التقى الورع القوى فى الحق الذى لايخشى
فى الله احدا كائنا من كان ولنا أن نقارنه بكثير من علماء عصرنا
الذين باعوا دينهم للحكام بثمن بخس ودنيا زائله ومناصب لاتدوم
هدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى
والسلامك عليكم ورحمة الله



 


رد مع اقتباس