يَحِقُّ لي يا عَينُ أَن بَكَيتُ أَبكي لِعِلمي بِالَّذي أَتَيتُ
أَنا المُسيءُ المُذنِبُ الخَطّاءُ في تَوبَتي عَن حَوبَتي إِبطاءُ
ما عِندَ يَومي ثِقَةٌ لي بِغَدِ لا بُدَّ مِن دارِ خُلودِ الأَبَدِ
يا حَزَني يا حَزَني يا حَزَني لا بُدَّ أَن يَترُكَ روحي بَدَني
يا غَدرَةَ الأَيّامِ ما لي وَلَكِ لَم تُبقِ لي شَيئاً وَلَم تَتَّرِكِ
قَرَّبَتِ الأَيّامِ مِنّي أَجَلي بَرَّحَتِ الأَيّامُ بي في عِلَلي
زادَتنِيَ الأَيّامُ في تَجريبي باعَدَتِ الأَيّامُ في تَقريبي
يا يَومُ يَومَ البَينِ وَالشُحوطِ يا يَومُ يَومَ العودِ وَالحُنوطِ
يا يَومُ يَومَ العَلَزِ الشَديدِ يا يَومُ يَومَ النَفَسِ البَعيدِ
يا يَومُ يَومَ الأَجَلِ المَعدودِ يا يَومُ يَومَ المَنهَلِ المَورودِ
يا يَومُ يَومَ السِدرِ وَالكافورِ يا يَومُ يَومَ الكَفَنِ المَنشورِ
يا يَومُ يَومَ الخَتمِ بِالوَفاةِ يا يَومُ يَومَ الهَجرِ لِلحُماةِ
يا يَومُ يَومَ المَيِّتِ المُسَجّى عَلى سَريرٍ لِلبَلى يُزَجّى
يا يَومُ يَومَ الرَنَّةِ الطَويلَه يا يَومُ يَومَ العَجزِ عَن ذي الحيلَه
يا يَومُ يَومَ لَيسَ عَنهُ مَدفَعُ يا يَومُ يَومَ النَفسِ حينَ تُرفَعُ
صارَ اِمرُؤٌ فيهِ إِلى ما فيهِ يُسعِدُهُ ذَلِكَ أَو يُشقيهِ
ما أَشغَلَ المَيِّتَ عَن باكيهِ
أَسلَمَ مَقبوراً مُشَيِّعوهُ اِنصَرَفوا عَنهُ وَخَلَّفوهُ
ساعَةَ سَوَّوا تُربَهُ عَلَيهِ وَلَّوا وَلَم يَلتَفِتوا إِلَيهِ
سَيَضحَكُ الباكونَ بَعدَ المَيتِ لا بَل سَيَلهونَ بِلَو وَلَيتِ
إِنّا إِلى اللَهِ لَراجِعونا حَتّى مَتى نَحنُ مُضَيِّعونا
بَينا اِمرُؤٌ بَينَ يَدَيكَ حَيّاً إِذ صِرتَ لا تُبصِرُ مِنهُ شَيّا
أَعانَنا اللَهُ عَلى لِقائِهِ كَم مُخطِئٍ ذي عَجَبٍ بِرائِهِ
ما الناسُ إِلّا وارِدٌ وَصادِرُ الطَمعُ لِلغالِبِ فَقرٌ حاضِرُ
طوبى لِمَن يَقنَعُ ما أَغناهُ وَيحَ مَنِ اِستَعبَدَهُ هَواهُ
أُخَيَّ لا تَذهَب بِكَ المَذاهِبُ أَظَلَّكَ المَوتُ وَأَنتَ لاعِبُ
أُخَيَّ إِنَّ المَوتَ قَد أَظَلَّكا هَل لَكَ أَن تُعنى بِهِ لَعَلَّكا
اللَهُ رَبّي قُوَّتي وَحَولي اللَهُ لي مِن يَومٍ كُلِّ هَولِ
يا رَبِّ سَلِّمنا وَسَلِّم مِنّا وَتُب عَلَينا وَتَجاوَز عَنّا
يا رَبِّ إِنّا بِكَ حَيثُ كُنّا
كَم فَلتَةٍ لي قَد وُقيتُ شَرَّها ما أَنفَعَ الدُنيا وَما أَضَرَّها
إِنّا مِنَ الدُنيا لَفي طَريقِ إِلى الغَساقِ أَو إِلى الرَحيقِ
ما هِيَ إِلّا جَنَّةٌ وَنارُ أَفلَحَ مَن كانَ لَهُ اِعتِبارُ
كاسَ اِمرُؤٌ مُتَّعِظٌ بِغَيرِهِ دَع شَرَّ ما تَأتي وَخُذ في خَيرِهِ
خَلا أَخٌ عَنكَ فَلا تُخَلِّهِ مَن لَكَ يَوماً بِأَخيكَ كُلِّهِ
مَن يَسأَلِ الناسَ يَهُن عَلَيهِمُ بُؤسى لِمَن حاجَتُهُ إِلَيهِمُ
تَرى مُجتَمِعاً لا يَفتَرِق وَكُلُّ ما زادَ فَلِلنَقصِ خُلِق
مَن يَسأَلِ الناسَ يُخَيِّبوهُ وَيُعرِضوا عَنهُ وَيُصغِروهُ
مَن صَنَعَ الناسَ تَكَنَّفوهُ وَاِقتَرَبوا مِنهُ وَكَرَّموهُ
سُبحانَ مَن باعَدَ في تَقَدُّمِه نَعصيهِ في قَبضَتِهِ بِأَنعُمِه
كِلا الجَديدَينِ بِنا حَثيثُ مِنَ الخُطوبِ عَجِلٌ مَكيثُ
طوبى لِمَن طابَ لَهُ الحَديثُ ما يَستَوي الطَيِّبُ وَالخَبيثُ