عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2012   #11


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



وجاء الصباح واحضر السلطان الجلاد وطلب الشاب المغامر لينفذ فيه حكم الإعدام .. وتقدمت السلطانة وقالت له : لقد تكلمت ابنتي .. فنظر إليها السلطان شزرا .. وقال لها : حتى أنت تبلغيني بما لا يعقل .. وأمر السلطان بأن يؤجل تنفيذ الحكم في الشاب المغامر حتى يراقب الأمر بنفسه ..
وجاءت الليلة الثالثة ودخل الشاب المغامر على عروسه الأميرة فوجدها في ركنها المعتاد .. ونظر الى ركن المراقبة فلم يرْعهُ إلا والسلطان متربعا فيه ..
فجلس الشاب في مكانه المعتاد صامتا .. وطال الصمت وخيّم على الغرفة وجمع الشاب شتات فكره وهيّأ جميع قواه لتمزيق هذا السكون الثقيل .. وقال موجها حديثه للسلطان :
مولاي إن مصيري كما يعلم عظمتكم مجهول ولعله لم يبق لي في هذه الحياة إلا سويعات .. وسوف اشغل نفسي عن التفكير في مصيري المجهول .. فإذا سمح عظمتكم ا ن أقص على مسامعكم قصة تتضمن سؤالا وفتوى .. فإنني بذلك أكون سعيدا ..
فقال السلطان تحدث بما لديك :
فشرع الشاب في الحديث .. وقال : يا عظمة السلطان كان في قديم الزمان رجلٌ له ثلاثة أولاد وكان له أخ قد رزق ابنة واحدة .. وقدّر الله على أبي البنت فتوفي وترك ابنته لا عائل لها إلا عمها .. فضمها إليه وخلطها بأولاده ..
وكبرت البنت .. وكانت كلما تقدمت في الشباب ازدادت حُسنا وجمالا .. فلما بلغت سن الزواج كانت في منتهى الجمال .. والسحر والدلال .. الى الحد الذي يستطيع المرء بأن يحكم انها أجمل فتاة في المدينة ..
وتنافس الأخوة الثلاثة فيها كل واحد منهم يريد أن تكون من نصيبه .. وكل واحد منهم قال لوالده بأنه يريدها شريكه لحياته .. واحتار الأب لمن يعطيها .. وانشغل باله بهذا الأمر .. وصارت هذه المشكلة تلازمه في النهار وتشغل باله في الليل .. الى أن خطرت على باله ذات يوم فكرة .. انها هي الحل المعقول لهذه القضية التي لا يستطيع فيها أن يرضى واحدا ليغضب اثنين ..
وجمع أولاده وقال : سأعطي كل واحدٍ منكم مبلغا من المال .. ثم تسافرون في طلب الرزق .. فأيكم يأتي الى ابنة عمه بهدية ثمينة نادرة .. يكون هو الأحق بها من إخوته ..
رضي الإخوة الثلاثة بهذا الحل .. فأعطى والدهم كل واحدٍ منهم ألف دينار .. واستعد الإخوة الثلاثة للسفر .. وشدوا الرحال وجعلوا يتنقلون من بلد الى بلد .. الى أن وصلوا الى مدينة عظيمة ملآى بالتحف والصناعات الغريبة فاستأجروا بيتا وسكنوا فيه ..
فلما استقر بهم المقام ذهبوا الى السوق .. وجعلوا ينظرون الى مختلف الصناعات والبضائع .. وبينما هم على هذه الحالة إذ ببائع ينادي على بساط ويعرضه في المزاد العلني ويطلب فيه قيمة ألف دينار ..
ذهب الأخ الأكبر لينظر الى هذا البساط الذي يطلب فيه صاحبه ألف دينار .. بينما البساط العادي الذي في طوله وعرضه لا يساوي أكثر من دينار أو ديناران .. .. وسال الأخ الأكبر البائع ما السر في ارتفاع قيمة هذا البساط ؟
فقال له البائع : إن فيه ميزة خاصة وهو انه يطير بصاحبه الى حيث يريد حاملا فوق ظهره جميع ما يُحمل عليه ..
فكر الأخ الأكبر قليلا .. وقال : اشتريته .. وانقد لصاحب البساط الألف دينار ..
وطوى البساط بعناية وأخذه تحت إبطه وتوجه به الى البيت ..
سأله : إخوته عن هذا البساط وقيمته فاخبرهم بقيمته وبالسر الذي يمتاز به هذا البساط ..
وفي اليوم الثاني ذهب الأخ الأوسط الى السوق وجعل يتطلع الى مختلف السلع والبضائع .. وبينما هو في تأملاته .. إذ يسمع رجلا يعرض مرآة للبيع ويُحدد لها سعرا مرتفعا .. وسأله عن السر في ارتفاع ثمنها .. فقال صاحبها انها تراك تنظر الى الغائب الذي يخطر على بالك وكأنه جالس أمامك ..
وفكر الأخ الأوسط قليلا .. وقال : اشتريتها .. وانقد لصاحب المرآة الألف دينار ..
ولفها في قطعة قماش كانت معه .. وعاد بها الى البيت ..
وسأله : إخوته عن هذه المرآة وقيمتها فاخبرهم بقيمتها وبالسر الذي تمتاز بها هذه المرآة ..
وفي اليوم الثالث ذهب الأخ الأصغر الى السوق وجعل يتطلع الى مختلف السلع والبضائع .. وبينما هو في تأملاته .. إذ يسمع رجلا يعرض فنجال قهوة ويُحدد له سعرا مرتفعا .. وسأله عن السر في ارتفاع ثمنه .. فقال صاحبه انه إذا وُضع فيه أي شيء ثم تناوله المريض فانه يشفى بإذن الله تعالى ..
وفكر الأخ الأصغر قليلا .. وقال : اشتريته .. وانقد لصاحب الفنجال الألف دينار ..
ووضعه في جيبه .. وعاد به الى البيت ..
وسأله : إخوته عن هذا الفنجال وقيمته فاخبرهم بقيمته وبالسر الذي يمتاز به هذا الفنجال ..
جلس الإخوة الثلاثة يتحدثون وكل واحدٍ منهم يريد يمدح تحفته .. وفيما هم في القيل والقال خطرت على بال صاحب المرآة أن ينظر في المرآة الى ابنة عمه حتى يستأنسوا بمشاهدتها ويطمئنوا على صحتها ..
فما راع الإخوة الثلاثة إلا رؤية ابنة عمهم على السرير تعاني من مرض خطير .. وتشاوروا فيما بينهم واتفقوا على يركبوا البساط ويطيروا الى ابنة عمهم .. لعلهم يدركونها قبل وفاتها ..
وفي لمح البصر كان البساط يقلهم في الجو متوجها بهم الى بلدهم ..
وفي لحظات حط بهم البساط في فناء بيتهم .. والتفوا على سرير ابنة عمهم ..
وجاء دور الأخ الأصغر صاحب الفنجال .. ووضع فيه قليلا من الحليب وسقاه ابنة عمهم ..
وبمجرد شربها لهذا الحليب انقشع عنها بما تحسه من المرض وتحسنت صحتها فورا .. ورأت أفراد العائلة يحفون بسريرها .. فتعجبت !
وابتدأت مشكلة الزواج من جديد .. كل واحد من الإخوة يقول انه أحق بالزواج منها ..
ثم اتجه الشاب المغامر الى السلطان بكل جسمه .. وقال : يا عظمة السلطان لو جُعلت حكما فلمن تحكم للفتاة ؟
أهي للأكبر .. أم للأوسط .. أم للأصغر ..
فكر السلطان في هذه المشكلة فاحتار كيف يحلها .. وقال : إن كل واحد من الإخوة الثلاثة له دور رئيسي في شفاء الفتاة ..
فانا في حيرة من أمري ..
ولا ادري من هو الأحق بها من هؤلاء الإخوة ..
وفي هذه اللحظة تحركت الفتاة .. وقالت : يا والدي إن الأحق بهذه الفتاة للأصغر ..
فلولا الدواء لما أفادت الرؤية ..
ولما أفاد الوصول بسرعة ..
وعندئذ تحرك السلطان وغادر الغرفة وترك ابنته مع خطيبها ..
وجعل السلطان يضرب أخماسا في أسداسا .. فيما يصنع بهذا الشاب الذي استطاع أن يجتاز هذه العقبة الكأداء ..
وفكر في التخلص منه .. ولكن ضميره لم يطعه ..
من ناحية أخرى فكر في ابنته وكيف هذا الشاب أخرجها من صمتها المطبق .. حيث استطاع أن ينطقها ثلاث مرات متتاليات .. هو الذي يستطيع إسعادها ..
كل هذه الأفكار وأمثالها دارت في بال السلطان .. وجعل يقلبها ليُرجح منها ما فيه سعادة ابنته ..
وأخيرا قرر أن يجعل من هذا الشاب قرينا لابنته وشريكا لحياتها ..
وفي الصباح عقد السلطان مجلسا عاما وجاء بهذا الشاب .. وقال : لقد علمت من طرق موثوقة وبما لا يقبل الشك أن هذا الفتى من أسرة عريقة في المجد والسؤدد ..
ولهذا فقد منحت هذا الشاب لقب أمير .. وقد زوجته ابنتي ..
وقام المهنئون الى الشاب يهنئونه بالسلامة وبالزواج المبارك من ابنة السلطان ..
وقامت الاستعدادات على قدمٍ وساق للاحتفال بزواج الأميرة بهذا الشاب .. ولبست العاصمة أبهى حُللها .. وعمت الأفراح في كل حي من أحياء المدينة ..
وصار هذا الشاب المغامر كفرد من أفراد السلطان وعاش مع عروسته الأميرة في سبات ونبات .. ورزق منها بالكثير من البنين والبنات ..


القصة القادمة باللهجة المكاوية ..



 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس