عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2011   #17


khaledabofaid غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 248
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 05-30-2011 (08:04 PM)
 المشاركات : 66 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي العشرة المبشرون بالجنة ....5






رابط الحلقة السابقة

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=3737


1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....5


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوانى و أخواتى فى الله الأعزاء الكرام

إستكمالا لما بدأناه فى الحلقة السابقة نعود لصفحات الكتاب



بعضا من صفاته رضى الله عنه .....1


إن الدارس لحياة ابى بكر قبل الإسلام و بعده يجد فيه مجموعة من أسمى الصفات و أعظم السجايا و قد زاده الإسلام سموا و سماحة و صفاء فلما آلت له الخلافة أبرزت فيه قمة الخلق و روعة إنسانيته و سنورد بعض النماذج من صفاه عبر حياته كلها إن شاء الله .

التواضع :
كان أبو بكر مطبوعا على التواضع و لين الجانب فى غير ضعف و كان إذا مدحه مادح قال : اللهم أنت أعلم بى من كل إنسان .............. و كان يكره الخيلاء سواء فى نفسه أو فى أقرب الناس إليه و قد رأى ذات مرة إبنته عائشة و هى تحس بنوع من الفخر و الخيلاء فقال لها : إن الله لا ينظر إليك الأن لأن العبد إذا دخله الكبرياء أعرض عنه ربه فخجلت عائشة مما فعلت و إستغفرت ربها و عادت بسرعة الى التواضع فقال لها : لعل ذلك يكفر عنك ما وقعت فيه .

و لكن تواضع أبى بكر و لين جانبه كان فى حدود الشريعة و الإلتزامات الإسلامية و لهذا كان أبو بكر ينقل قوة و حماسة و جرأة عندما تستدعى الأحداث ذلك
فيروى أن ابا بكر فى خلافته أخذ على أبى سفيان سيد بنى أمية بعض الأخطاء فإحتد ابو بكر على أبى سفيان و أضطر أبو سفيان الى أن يتجه للين و الضعف لينجو من قوة الخليفة و بطشه و قد سمع ابو قحافة والد ابى بكر هذا النقاش الذى يدور بين الإثنين و الذى كان إبنه فيه مستغلبا قويا و خصمه مستكينا ضعيفا فسأل أبو قحافة : على من يصيح إبنى ؟؟ فقالوا : إنه يصيح على أبى سفيان فإندهش أبو قحافة و قال : أعلى أبى سفيان تصيح يا أبا بكر و ترفع صوتك ؟؟؟ لقد عدوت طورك و جزت قدرتك (أى زدت عن حدك ) و لما علم أبو بكر بذلك قال لأبيه : أيا أبت إن الله رفع بالإسلام صاحب الحق و اذل به المعتدين .

و فى غزوة بدر كان أبو بكر علما بين المسلمين و كان إبنه عبد الرحمن مع المشركين و قد برز عبد الرحمن من بين الصفوف و صاح : من يبارز ؟؟؟ ................فخرج له أبوه لمصارعته و لكن الإبن تراجع و لم يدخل المبارزة مع أبيه و لما دخل عبد الرحمن الإسلام قال لأبيه : لقد تعرضت لى يوم بدر و كنت أستطيع أن أقتلك و لكنى لم أفعل فقال أبو بكر : و لكنى لو إستطعت أن اقتلك فى سبيل الله لقتلتك .


الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله



و ها نحن مرة أخرى أمام كلمات رائعات طيبات مباركات فعلا


مرة أخرى أجدنى مشدودا لموضوع الأخلاق الذى هو صلب الرسالة المحمدية إذ يقول صلى الله عليه و سلم ما معناه : إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق . أو كما قال صلى الله عليه و سلم .

و فى هذا دلالة قطعية على أن هناك حد أدنى للأخلاق الإنسانية ثم تأتى الرسالة المحمدية لإتمام هذه الأخلاق و الإرتفاع بها الى حالة التمام .

و على كل منا أن يسأل نفسه : هل بعد أن نتعرف على سير الصالحين من سلف الأمة تتغير أخلاقنا و هل بعد كل صلاة تتحسن علاقتنا مع الجوار و هل بعد كل قرأة لآيات الذكر الحكيم تهدأ نفوسنا و تهيم ارواحنا و تسمو صفاتنا و ترتقى أخلاقنا ؟؟

هل يؤثر الدين فينا فعلا ؟؟

لو كان الدين يؤثر فى أخلاقنا فهذا هو المراد من الرسالة المحمدية

و لكنى أكاد أشك فى هذا

فالذى يسر فى الشوارع و محطات القطارات و المطارات فى البلاد الإسلامية يلمح عجب العجاب و يرى أخلاقا لا تليق ببنى البشر أصلا فضلا عن كون أصحابها من المسلمين


يا إخوان الدين لابد من تفعيله فى تصرفاتنا و إلا أصبحنا فقط مسلمين بالهوية

و لا أعتقد أن أحدنا سيأخذ بطاقتة الشخصية معه فى القبر ليثبت أنه مسلم و لكننا جميعا ستكون معنا سيرتنا و تصرفاتنا و أخلاقنا و أعمالنا .


و ها هو سيدنا ابو بكر يضرب لنا المثل الحى على روعة الأخلاق

فبرغم بلوغة منزلة عالية جدا بين أهله قبل الإسلام و بعده إلا أنه شخص متواضع و لين الجانب و لكن فى غير ضعف

فهو لين طيب حنون عندما يكون تعامله مع المسلم الضعيف أو غير المسلم الضعيف و مع هذا فهو اسد جسور مقدام عندما يتعامل مع أى شخص يتهاون فى شرع الله ( كما هو الحال فى التعامل أثناء حروب الردة مثلا ).

و ها هو أبو بكر رضى الله عنه يخبرنا اثناء حديثة لابية عندما قال : أيا أبت إن الله رفع بالإسلام صاحب الحق و اذل به المعتدين .

يخبرنا رضى الله عنه أن المسلم شخص معتز بدينة راق بأخلاقه يعرف قدر نفسه عند ربه عز و جل و لا يهاب أى شخص طالما أنه على الحق المبين .

و لكن و مع هذا فالمسلم ليس إنسان متسلط يهوى الإستعلاء على الآخرين بل هو لين الجانب إذا كان الذى أمامه شخص ضعيف

إن هذا التوازن الأخلاقى هو محور الرسالة المحمدية فعلا

و هذا التوازن هو الذى جعل الرسول صلى الله عليه و سلم يعفو عن أهل مكة عند الفتح

لقد كان المشهد مؤثرا

الرسول صلى الله عليه سلم الفاتح المنتصر بلا حرب يدخل بلده التى إشتاق إليها مطئطا رأسه بكل التواضع و دون تذلل لأحد إلا للذى من عليه بالفتح المبين عز و جل

و كثير من المواقف فى السيرة النبوية الشريفة نراها تدلنا على هذا التوازن الرفيع المستوى فى الشخصية المسلمة

توازن ينبع من شدة اليقين بالله عز و جل و روعة الإيمان و الأخذ بالأسباب كما أمر الدين الحنيف ثم الأمر بعد ذلك مُفِوضا لله رب العالمين

و من هنا حتى لو أنجز أحدنا إنجازا ما فالفضل و المنة لله رب العالمين

و بالتالى لا يجد الشيطان مدخلا للنفس ليبث فيها الغرور



لعل الله يتقبلنا فى عباده الصالحين



سأتوقف هنا حتى لا أطيل عليكم

و سأنتظركم كعادتى على الرابط التالى


http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=3584

اللهم ردنا الى دينك مردا جميلا

اللهم حبب الى قلوبنا سير الآل و الأصحاب رضوان ربى عليهم أجمعين و أحشرنا معهم بفضلك يا كريم




 


رد مع اقتباس