عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2011   #23


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي




نزلنا على الدرج بسرعة بعد أن أفرغت جيوبي عند العمة ماريا، وتوجهنا إلى
الحافلة التي كانت تقف في أول خط سيرها تنتظر الركاب، ولكن هذه المرة، جعلني
أيمن أجلس بجانب النافذة، وجلس هو بجانبي، لكي يضمن بأنني لن أتحرك من مكاني.
انطلقت بنا الحافلة تجوب شوارع المدينة، ولم يمضي وقت طويل حتى نزلنا، وركبنا
حافلة أخرى، لأن الحافلة التي نزلنا منها لا تصل إلى المكان الذي نذهب إليه هكذا أفهمني أيمن...
قضينا أكثر من ساعة جالسين في الحافلة وهي تجوب بنا الشوارع، وأنا لا أدري
أين نذهب، وكانت الشوارع بالنسبة لي كلها متشابهة، لا أستطيع أن أفرق بين
شارع وآخر، وكان أيمن كعادته يجلس بجانبي، مُرخياً رأسه على طرف المقعد متظاهراً بالنوم.
كانت الحافلة قد خرجت من المدينة عندما توقفت في آخر موقف لها، فنزلنا
لنسير على أقدامنا في شارع تمر منه سيارات كثيرة، جيئة وذهاباً، حتى وصلنا إلى سوق شعبي كبير جداً،

يقع خارج المدينة، تحيط به الأراضي الزراعية، وبعض البيوت التي يقطنها المزارعون.
دخلنا من بوابة السوق التي تدخل منها السيارات إلى موقف كبير، يكتظ بالشاحنات

الكبيرة التي تُحمل بالبضائع، ثم تنطلق إلى مدن أخرى، فقد كان سوقا كبيرا للبيع بالجملة.
أول ما لفت انتباهي، هو المحلات التجارية، فقد كانت كلها مصنوعة من الصفيح
ولا يتعدى حجم المحل أربعة أمتار طولاً، ومترين عرضاً، ولولا أني على يقين بأني
موجود في أوروبا، لظننت بأن أيمن أخذني إلى الصين!
فقد كانت المحلات تكتظ بالتجار القادمين من الصين، ليبيعوا بضائعهم الرخيصة
في أوروبا، وكان السوق مزدحماً لدرجة كبيرة، لأن كثيراً من أهل المدينة الفقراء
يقصدونه لشراء حوائجهم، مستفيدين من فرق السعر الشاسع بين الجملة والمفرق.
كان السوق عبارة عن صفوف طويلة من المحلات، وكل صف من المحلات يقابله صفٌ
آخر والممر بينهما ضيق كثيراً، مما يساعد على الازدحام، ويساعد اللصوص أيضاً
في تنفيذ مهامهم بجيوب الزبائن، ومما يزيد الازدحام أكثر، مرور عربات اليد
التي يدفعها العمال أمامهم بين الممرات الضيقة،

محملة بالبضائع، حتى أنها كانت تسد الطريق أحياناً.
كنت أمشي وراء أيمن بهذا الازدحام، وأنا أشعر بأصابع اللصوص تجسُ جيوبي
ثم تعود خائبة من غير أن تجد شيئا.
وقفنا بجانب مطعم صغير، وقد اشترى أيمن بعض فطائر الجبن، ولأن المطعم لا يتسع
سوى للبائع، فقد جلسنا على حرف الطريق نأكل ونحن ننظر إلى الزبائن المارين
من أمامنا، وكأنهم نهر يجري بين الممرات.
لم أمضغ أول لقمة حتى شعرت بها تقف في حلقي، وبدأت أعصابي ترتجف، وجسدي
يقشعر وأنا أشاهد أحد اللصوص يتتبع فتاة تمشي لوحدها، وقد أفرغ كل ما في جيوبها
من غير أن تشعر،وهي تتلفت يميناً ويساراً،

مستمتعة بمشاهدة البضائع المعروضة.





 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس