عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2011   #25


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



فجأة قامت القيامة في السوق، فقد سمعت كثيراً عن يوم القيامة، ولكني هنا رأيته
بأم عيني، أخذ التجار يرمون بضائعهم بسرعة داخل المحلات، وأبواب الصفيح تغلق
بقوة فتحدث صوتاً مدوياً، والتجار يتراكضون في جميع الاتجاهات،والزبائن يهربون
من مدخل السوق، فسألت: أيمن ماذا يحدث؟
فقال: الشرطة الاقتصادية.. هيا لنهرب.. بسرعة!
ـ ولكن لماذا نهرب؟ ماذا فعلنا، حتى أننا لم نستأجر محل بعد؟
ـ المهم الآن اركض وانفذ بجلدك!
وأخذ أيمن يركض، وأنا أركض وراءه، ومن غير أن أشعر اصطدمت بأحد الصينيين
الهاربين، ووقعت معه على الأرض نهض الصيني وهو ينظر إلي بغضب، ثم تابع هارباً،
ونهضت أنا أيضاً،ورحت اركض وراء ايمن الذي اختفى عن عيني بين الهاربين، ولم اعد أرى له أثراً.
ركضت محاولاً الخروج من بوابة السوق، ولكني وجدت البوابة قد أغلقت، واكتظ
المكان برجال الشرطة المقنعين، يحملون البنادق بأيديهم، وكأنهم في حالة حرب
أشار لي احدهم بأن أقف جانباً، ولا أتحرك من مكاني.
فُتحت البوابة، ودخلت منها شاحنات كبيرة تابعة للشرطة، وبدأ رجال الشرطة
بجمع البضائع التي تركها أصحابها على الأرض، ليضعوها في الشاحنات، وكان قسم
آخر من الشرطة يضع الشمع الأحمر على المحلات التي أغلقها أصحابها وهربوا.
وبما أن حجم السوق كان كبيراً جداً بحيث أن الشرطة لا تستطيع وضع الشمع
على كل المحلات، فقد اكتفوا بالمتاجر الكبيرة التي في مدخل السوق.
اقترب أحد الشرطة مني، ولم يكن مقنعاً، وبدأ يكلمني ويشير لي بيده، وأعتقد
أنه يسألني عن جواز سفري، فحاولت البحث عن شيء في جيبي لأخرجه له، ولكن جيوبي كانت خالية من كل شيء!
لم ينتظرني الشرطي كثيراً، أخرج أصفاده الحديدية من جيبه، وقيدني بها، ثم دفعني
إلى داخل سيارة الشرطة، وأغلق الباب الذي يُفتح من الخارج فقط.
جلست بالقرب من نافذة باب السيارة، وقلبي يخفق والأفكار والأسئلة تدور
في رأسي، لماذا اعتقلني الشرطي؟ فأنا لم افعل شيئاً، وقطع تفكيري صراخ
قوي، نظرت من النافذة، فرأيت أحد الصينيين يصرخ رافضاً أن تفتشه الشرطة، والشعب
الصيني، شعب شرس جداً، لا يرضخ لأحد، والشرطة تحسب لهم ألف حساب
قبضوا على الصيني، وجاؤوا به إلى السيارة، وأجلسوه بجانبي.
هذا الموقف الذي رأيته في هذا اليوم، جعلني أعرف الجواب عن سؤال، كنت قد
سألته لنفسي كثيراً: كيف يستطيع مليار ونصف المليار شخص تقريباً أن يعيشوا في
دولة واحدة مثل الصين؟ ويحكمهم رئيس واحد! فقد رأيت الجواب بعيني، عندما
قبضت الشرطة على الصيني، خرج رفاقه من مخابئهم، من بين محلات الصفيح، يحملون
السكاكين والسيوف، وهم يصرخون في غضب، يريدون إطلاق سراح صديقهم، وكان حمام
من الدم على وشك الحصول، لولا أن رئيس الشرطة تدارك الأمر، وجاء إلى السيارة
وأطلق سراح الصيني وسراحي ظناً منه بأنني معتقل معه في نفس الموضوع!
علمت عندها، لماذا يعيش مليار ونصف المليار صيني في دولة واحدة، يحبون بعضهم
البعض، ويهبون لنجدة أحدهم عندما يقع في مشكلة ما"مثلنا بالضبط"!! فتخيلت
أيمن قادماً من بعيد على حصان عربي أصيل، يلوح بسيف طويل، ويصرخ بأعلى
صوته: اتركوه أيها الأشرار، ويحاً لكم كيف، تقبضون عليه ألا تعلمون من يكون
ألا تعرفون أنه عربي..عربي.. عربي.. عر....! وأيقظني من تفكيري أحد الصينيين
يجرني من ذراعي كي يبعدني عن طريق الشرطة!
بعد أن امتلأت الشاحنات بالبضائع المصادرة، فُتحت البوابة، وخرجت منها
يتبعها رجال الشرطة، فقد انتهت مهمتهم، وذهبوا بالغنائم...
كنت أنظر بكل الاتجاهات لعلي أرى أيمن، ولكن السوق كان شبه فارغ، وقد خيم
الصمت على أرجاء السوق، حتى المتسولون لم يعد لهم أثر، واختفى اللصوص ،حتى قبل وصول الشرطة!
شيئاً فشيئاً بدأ التجار والزبائن بالعودة، ولم يمض أكثر من نصف ساعة حتى
عاد كل شيء كما كان، وكأنه لم يحدث شيء!







 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس