الموضوع: أوقات الارتحال
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-17-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1412 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي أوقات الارتحال



محمد أحمد الزاملي


صمتي يقلب صفحات الذِّكريات، كما تقلبُ أصابعي حَبَّات الرِّمال المتألمة من حزن نسمات صباح البَحر العليل، من دموعي التي أتعبت أمواجه، من شِدَّة سقوطها وحزنها، تَموج مع أمواجه كلما طلت ذكرى من أبوابِ الفِكر، كأنَّها تذبح إشراقة أنوار الشمس، التي تنثُر حَبَّات الأمل في رُبوعٍ تَحنُّ لأطياف الكلام المعتسل، حتى ينتهي كُلُّ الشجن، الذي ما أبقى في مقلتي أيَّ أنشودةِ طيرٍ يتغنى بها فرحةً، ولا سرورًا يُزيِّن عالمي، أصبحتُ مثل الطير، في كل موسمٍ أرتحل؛ لَعَلِّي أجدُ في دروب الأسفار مكانًا فيه للراحة وأَصِل، وأتأمل أوقاتَ الارتحال لعلها:

تَحمل مِن تنهُّداتِي التي أتعبتني، طيلةَ ليالٍ تحمل أثقالاً وجبالاً من الحزن، تشرح صدري؛ ليُهامس نسمات صباح الرحيل: اشفي صدري، أريحي قلبي، ارحلي بروحي فإني أمسيت بالأمس عليلاً، وجَفْني لم يرتوِ من الراحة منذ زمان، حين ارتحل الحنان، من كل مكان، جَفَّت فيه زهرات الحب والطيبة، يَحلُم نظري بطيفها، كلما سقطت حبة مطر، لعلها تعيدُ لها الحياة.



الإنصات لكلِّ صوت يُنادي من بعيد، ولكل هَمسٍ من قريب؛ لعلي أجدُ مؤنسًا يُواسي آلام جرح الزَّمان، يسمع الكلام، فلا يبخل بكلمة حنان، ولا بابتسامة تعيد جمال الصباح الوردي، الغائب منذ أنْ طلَّت غيومُ الحزن، التي غيبت جمالَ الأرض، أنْهت قصةَ ربيعِ بستان، كانت تتغنَّى فيه طيورٌ وأغاديرُ، تَمرح فيه فراشات، تداعب ورودًا يعجز القلم عن وصف جمالِها، وهي تُعانق قطراتِ الندى ما أن طلَّ المساء بأطيافه، كأنَّ صرخاتِ الألم تَهُزُّ أركاني، دموع الشمس تذبح نظراتي.



صوتُ الطيور العائدة من أعلى التِّلال مع الجداول تريدُ أن تسكن مع بعضها في أعشاشها، حرك بي الشوق لذاك المكان، الذي يضمن لي أن يَمسح دموعي، ويُخفف لوعتي، وما أنْ سكن ما في الكون ولا حَرَاك إلا صوت الذِّئاب، نَهض جسدي متطهرًا بين يدي الملك التواب، أناجيه والدموع مثل أنهارٍ لا يُعرَف منبعُها ولا نهايتها، يا الله، أرحِ القلبَ بذكرك، ولا تُبقي لنا غيْره؛ حتى تحسن خاتمتنا، يا غفار حقِّق أمنية العين بلذَّة النظر لوجهك الكريم يوم تجمعنا، يا رحمن اجعل الفكر والهمَّ بالآخرة، حتى تكفينا همَّ الدنيا ونفوز برفقة نبيِّنا، وأصحابه بجوارك، إلهنا ربنا اهدِ المسلمين والمسلمات، استُر كلَّ مسلم ومسلمة يعبدُك ربنا.



والصلاة والسلام على المصطفى نور الهدى مُعلمنا، ولا مرشد غيره في الدنيا، وشفيعنا في الآخرة - صلَّى الله عليه وسلَّم.

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (11-17-2021)