03-10-2024
|
|
الظاهرُ والباطنُ !
من كتابي المخطوط (مما دار بخلدي) :
نشرتُ طرفة -تعجُّ كتب الأدب بأمثالها كثيرًا - في أحد المنتديات ، فحُظرْتُ بسببها ، وسبب جهل القائمين عليه ، وضحالة ثقافتهم ، وقلة اطلاعهم على أدب أمتهم ولغتها !
تفاجأتُ بوجود رسالة من صاحب المنتدى على بريدي الالكتروني ، فأجبته بأن تلك الكلمة دارجة في ذلك العهد وأوردتُ له بعض الأدلة –رغم وقاحته في بعض رده- ، فأرسل رسالة أخرى أعاد تلك الكلمة بوقاحة أشد من الأولى ، فأغلظتُ له القول ، ودارتْ بخلدي هذه الكلمات :
سبحان لله يجلببون ألسنهم بجلباب التقوى ، وقد ارتدوا جلود النمور على قلوب الذئاب ، ولو كان ظاهرهم كباطنهم لما جمعوا في ذلك المكان من جمعوا والذي يرتاده الصالح والطالح ومن في قلبه مرض ! ولأغلقوه ابتغاء مرضاة الله عز وجل !
أيها المتشدق : لكل عهد وسيلة ذيوع وكانتْ في ذلك العهد المشافهة ومجالس السمر ، أما الآن فالكتب المطبوعة والوسائل المرئية والمسموعة ، فتجد تلك الطرائف تقرأ ، أو تسمع ، أو تشاهد ، وأغلب المنازل –إلا من رحم الله- توجد فيها شاشات التلفاز ، وأجهزة الجوال ، ويستطيعون مشاهدة وسماع ما يريدون ، فهل لا يأنفون ولا يتورَّعون من مشاهدة الأفلام والمسلسلات وفيها ما فيها ، ويأنفون من طرفة يرونها تمزِّقُ حجاب الحياء ، وتهدم حصون الفضيلة ، ولا يرون بأسًا بما ينشر في المقروء والمسموع والمرئي ، وهي أكثر ذيوعًا وأعظم أثرًا !
* تداولها الرواة عبر العصور ، وأرَّخها المؤرخون في كتبهم ، وهم يعلمون علم يقينٍ أنَّ الأجيال سيتناقلونها جيلًا بعد جيل ، ولم يأنفوا (وهم أشد حياءً ومروءةً وورعًا وخشيةً) !
الآن 29/8/1445 هـ 30 : 10 م .
|