عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-22-2024
Nadine غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام العطاء وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4121
 تاريخ التسجيل : Mar 2023
 فترة الأقامة : 968 يوم
 أخر زيارة : 04-05-2025 (09:03 PM)
 المشاركات : 5,267 [ + ]
 التقييم : 720
 معدل التقييم : Nadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to beholdNadine is a splendid one to behold
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 334
تم شكره 663 مرة في 392 مشاركة

اوسمتي

افتراضي غـُـبار الحَـيـآة



لا يمكن لأحدنا أن ينتصر في الحياة دون أن يحتك بها، ويتصادم مع روادها، ويحاول جاهدا أن يكون رقما صعبا فيها ..
مهما حمل المرء منا من مُثل وقيم ومبادئ إلا أنه من أجل تغليب هذه القيم، وجعلها حيه تنبض بين الناس، فهو مُجبر أن يغوص في عالم البشر ويتفاعل معهم، ويستمع إلى بعض ما يكره، ويرى ما لا يحب أن يراه ..
في قصته العبقرية القصيرة " المرتبة المُقعرة"
يحكي يوسف إدريس قصة رجل متزوج حديثا، يحمل قيما ومبادئ سامية، لكنه يرى أن الناس ليسوا بالمستوى المطلوب كي يتفاعلوا مع ما يحمله من أفكار ثمينة عظيمة !.
قرر الرجل أن ينتظر الوقت المناسب حتى يصبح الناس مؤهلين للتفاعل مع القيم التي يحملها، فنام على المرتبة الرائعة الجديدة التي اشتراها،
ثم قال لزوجته : انظري من النافذة هل تغيرت الدنيا !؟.
فردت زوجته : لا،
فقال لها : إذن لأنام يوما آخر ..!
وكلما استيقظ الرجل سألها نفس السؤال، وهي ترد عليه بنفس الإجابة، إلى أن مر زمن طويل، لم يتغير فيه أي شيء، إلا المرتبة الصلبة الجميلة المُريحة التي كان ينام عليها فقد تقوست حتى ابتلعت جسده كله، وحينما مات الرجل ووضعوا الملاءة فوقه استوي سطح المرتبة بلا أي انبعاج، فلقد ابتلعته تماما !.
لم تتغير الدنيا، الشيء الوحيد الذي تغير أنه قد اختفى في تجويف كريه، صنعه بتكاسله وسلبيته وانعدام بصيرته، بينما في الحياة تدور معركة الخير والشر بلا هوادة







رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ Nadine على المشاركة المفيدة:
 (07-22-2024),  (07-24-2024)