عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2021   المشاركة رقم: 24
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اندبها

إحصائية العضو






  اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
 



التواجد والإتصالات
اندبها غير متواجد حالياً

كاتب الموضوع : اندبها المنتدى : نفحــات ايمانيـة
حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )

كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق



كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله

( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
ولتشريعاته التى أتى بها مُرسلاً من
الله تبارك وتعالى كنبي ورسول
ومبعوث رحمة للعالمين فلم يجعل
رسولنا صلى الله عليه وسلم المنابر مكان للدعوة لغير الله
ولا لٍاحداث الفِتن والصراعات الطائفية والقبلية
ولا للدعوة لأشخاص يُرجى منهم
المطامع الشخصية الدنيوية
ولا لسب وشتم ولاة الامر من امراء
وملوك ورؤساء بلداننا ولا الدعوة
للخروج عليهم كما تفعل فئة من الخوارج
( القواعد ) الذين يقعدون على المنابر
ووسائل الاعلام
يدعون للخروج على الحكام
وتكفيرهم وتكفير كل من يختلف معهم....
من على المنابر والوسائل الاعلامية المختلفة...
بل جاءت المنابر لتكون مكان ومصدر
للدعوة والأصلاح والنُصح والأرشاد
في السلوك العام والخاص من نهي عن مُنكر
وأمر بالمعروف ....
بالكلمة الطيبة النظيفة
ولقضاء حوائج
المسلمين من فهم عقيدتهم وبيان صلاحها
وكيفيه فهمها الفهم الصحيح
الذي لا يخالطه زيغ ولا اباطيل ولا شبهات
بدون الدخول في مطبات الفلسفة والهرطقة
والنقاشات الجدلية التى تزيد من حِدّة التفرق
بين المسلمين في مابينهم .....
فقد جاء في كتابه العزيز الذي لايأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قوله جلاّ في عُلاه :
( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا
مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) الجن 18
وفي سؤال للشيخ العلامة إبن باز ( رحمه الله )
وهذا الشيخ لمن لايعرفه
فهو أحد العلماء المعتمدين من أهل السُنة والجماعة
عن دور المنابر في الدعوة لله فقط دون غيره
فقال السائل :
شيخ عبد العزيز ! رسالة المساجد
ورسالة المنبر في الإسلام رسالة يكتب
عنها كثير من إخواننا المستمعين،
البعض منهم يقول:
لقد انحرف الناس بالمنبر
عن رسالته، وآخرون يقولون:
لقد حرمنا من أعز بقاع الأرض
وأطهرها بيوت الله
فلا نستطيع الجلوس فيها
ولا المذاكرة ولا الدراسة،
وآخرون أيضاً يقولون:
لقد استخدمت المنابر لغير
الدعوة إلى الله فهي تدعو
إلى يوم كذا وحزب كذا وهلم جرا.
يمثل هذه القضايا سماحة الشيخ أخوان
من الجزائر يسألون
عن هذه القضية سماحة الشيخ،
وأعتقد أن الموضوع يهم جميع
المسلمين فلو تكرمتم بمعالجته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه
على وحيه؛ نبينا وإمامنا
وسيدنا محمد بن عبد الله،
وعلى آله وأصحابه
ومن سلك سبيله واهتدى
بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا ريب أن المسجد والمنبر هما الوسيلتان
القديمتان في توجيه الناس إلى الخير،
وتعليم الناس ما ينفعهم
وتبليغ الناس رسالة ربهم
سبحانه وتعالى،
وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام
يبلغون الناس رسالات الله،
ويعلمونهم شريعة الله،
هكذا بعث الله الرسل من
آدم عليه الصلاة والسلام
ثم نوح ثم من بعدهم من الرسل،
كلهم بعثوا ليبلغوا رسالات الله
من طريق المساجد والمنابر،
سواء كانت المنابر في المسجد
أو في غير المسجد،
وسواء كان المنبر مبنياً
أو غير مبني، فقد يكون المنبر
ناقة أو فرساً أو غير ذلك من الدواب
التي تركب، قد يكون المنبر
محلاً مرتفعاً تبلغ منه رسالة الله.
فالمقصود أن الله جل وعلا شرع لعباده
أن يبلغوا رسالات ربه، وأن يعلموا الناس
ما بعث الله به رسله من كل طريق،
ولكن المنبر والمسجد هما أهم طريق،
فرسالة المسجد رسالة عظيمة،
يجب على جميع العلماء
ومعلمي الناس الخير أن يعنوا بها،
وأن يعيدوها إلى حالها الأولى،
وأن يفقهوا الناس في دينهم
من طريق المسجد؛ لأنه مجمع
المسلمين في الجمع وغيرها.
ولا يجوز لولاة الأمور ولا غيرهم
أن يحولوا بين الناس وبين هذه المنابر
إلا من علم بأنه يدعو إلى باطل فإنه
يمنع أينما كان، أما من دعا إلى الحق والهدى
فالواجب أن يشجع وأن يعان،
وأن تسهل له الوسائل التي يبلغ بها أمر
الله وشرعه سبحانه وتعالى.
بل التبليغ مطلوب في كل مكان،
حتى ولو كنت في الطريق تمشي مع أخيك
أو مع إخوانك، حتى ولو كنت على
مائدة تأكل منها مع إخوانك تبلغ
رسالة الله في أي مجتمع وفي أي مكان
تستطيع التبليغ عليك أن تبلغ.
والله جل وعلا يقول
( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)النحل:35
، ويقول سبحانه:
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
)المائدة:67
ويقول الرسول ï·؛:
بلغوا عني ولو آية
ويقول عليه الصلاة والسلام:
نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها
ثم أداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع.
وكان إذا خطب الناس عليه الصلاة والسلام يقول:
فليبلغ الشاهد الغائب
ولما خطب الناس في عرفات
في حجة الوداع في أعظم جمع
لما فرغ من خطبته قال:
فليبلغ الشاهد الغائب،
فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال:
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت
ونصحت، فجعل يرفع إصبعه
إلى السماء ثم ينكبها إلى الناس ويقول:
اللهم اشهد، اللهم اشهد
هكذا يقول عليه الصلاة والسلام،
وهكذا يشجع الناس على البلاغ والبيان.
فأي طالب علم منّ الله عليه بالعلم،
وكل عالم فتح الله بصيرته ، وجب أن يستغل
ما أعطاه الله من العلم،
ويستغل كل فرصة تمكنه فيه الدعوة
حتى يبلغ أمر الله، وحتى يعلم الناس
شريعة الله، وحتى يأمرهم بالمعروف
و ينهاهم عن المنكر، وحتى يشرح لهم
ما قد يخفى عليهم مما أوجب الله عليهم
وحرم عليهم، هذا هو الواجب على جميع
أهل العلم فهم خلفاء الرسل وهم ورثة الأنبياء
فعليهم أن يبلغوا رسالات الله، وعليهم
أن يعلموا عباد الله شريعة الله،
وعليهم ينصحوا لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم
.( أنتهى كلام الشيخ بن باز... )
الاخوة الكرام
من هنا بعد ما تم بيان ما دور المنابر
في الاصلاح والارشاد والتوعيه والنُصح
نتحدث في هذه الجمعة عن موضوع
في غاية الأهمية وأهميته تكمن في أن الله
سبحانه وتعالى أوضحه لعباده المؤمنين به
من وجوب العمل بما نقول ، إن اردنا أن نكون
دُعاة لشرع الله وناصحين لأخوتنا المسلمين
ونحرص أشد الحرص في أن نكون
مستحقين المكانة والموضع الذي وضعنا فيه أنفسنا
لنكون دُعاة للخير والصلاح ....
فإن أردنا ذلك فوجب علينا ان نحرص لنكون قدوة
حسنة لكل من نعمل على نصحهم وأرشادهم
وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم
لنكون خير مثال يُحتذى به وتطبيق عملي على
مانقوله لهم من نصح وارشاد
وبذلك نكون قدوة حسنة
لكل من يتلقى النصيحة والارشاد من أفواهنا....
أما ان ننصح ونرشد ونقف على المنابر
خطباء ناصحين مُرشدين
سوى كُنّا من رواد المنابر في المساجد أو كُتّاب في
المرابع الثقافية أو المنتديات
وفي الوقت نفسه
لانعمل بما نقول وكأن الامر
لايعنينا من قريب أو بعيد ........
هنا نكون قد دخلنا لموضع شبهه وشك ونفاق
وربما تنطبق علينا ايات الله التى تقول
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وكذلك الاية الكريمة التى توضح
أن العمل لابد أن يقترن بما نقوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
فموضوع الخطبة ليس موجهاً لشخص بعينه
ولا بحالة خاصة في هذا المنتدى بعينها ....
فالكل يعرف ويعي الحلال من الحرام
والمصداقية من الكذب والنفاق...فالكل معروف
ولا تخفى على القارئ والمُطلع خافية ....
فالكل قرأ الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة
على تحريم الصور وتعليقها ونشرها ومعى ذلك
يستمرون في الاهتمام بها وتركها تتحدث بأسمهم ..!!!
ولكن الموضوع هو تذكير لي ولكم ولكل من
أختار أن ينصح ويرشد ويصلح حال الأخرين
اذا هو تذكير وبيان عام يختص
بمن ينصح الناس ويرشدهم سوى على المنابر
في المساجد أو في أي مكان يكتب فيه
مثل المنتديات والمرابع الثقافية
لفعل الطيبات
فطالما هو نصح الناس وتكلم
فقد اصبح قدوة لهم ومثال على مصداقيته
وصدقه وحُبه لأصلاح أحوال من يحبهم
أما أنه لايبالي بما يقول ولا يطبقه على نفسه
أولاَ...ولايهتم بمن ينظر له كقدوة حسنة ...
هنا سيقع تحت طائلة الآية الكريمة:
(1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
(2) تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
(3) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
(4) أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف
وهو ذاته واقع في الخبائث
وبيان موقف الأسلام والتشريع منه
كالذي ينصح الناس على الصلاة
وهو لايصلي وينصح الناس
بعدم اتباع النصارى في اعيادهم
وهو يحتفل مثلهم باعياد الميلاد
ويوقد الشموع ويزين اشجار اعياد الميلاد
في بيته بمختلف انواع الزينات
والذي يكتب وينقل النصائح الدينية
وهو يرتكب التحريم ويتخذ من صور فُساد هليووود
وبوليووود والعربيات ملصقات
وشعاراًت له تتحدث بأسمه......
أو كالذي ظهر علينا في التلفاز وعلى المباشر
يغني لأم كلثوم
( لسه فاكر )وهو مُرتدي عمامة الأزهر
وحجته في ذلك ان الغناء مثل ماتقول التصارى
غذاء الروح ...فلا بد أن يروح الانسان عن نفسه !!!!!!
فهل أصبح في زمننا هذا نجوم الغناء
والرقص والدعارة العاريات الكاسيات
هُنّ وهم من يغذون أرواحنا بأغانيهم...؟
وهل أقتدينا بهذا المُعمم الذي يغني
وجعلناه قدوة لنا لمزيد من الأبتذال
وهجر القرآن الكريم غذاء الروح الفعلي
وأستبدلناه بالمعازف والاغاني ...؟
فأي قدوة هذا يستحق ان تقتدي به الناس ...؟

فالذي يحاول بقدر استطاعته وبما اتاه الله
من علم ومعرفه بخبايا النفوس وما تحمل
أن ينصح اخيه أو اخته من داخل المجتمع المسلم
لابد أن يكون قدوة للمنصوح الذي تلقى
النصيحة والارشاد والتوجيه حتى يتعلم
من سمع النصيحة والشرح والبيان من تحذير
ومن نُصح ومن إرشاد وتوجيه
فالمسلم البسيط ( العامي ) يحتاج الى القدوة
الحسنة ليجتهد في إصلاح نفسه وسلوكه سوى
في المعتقد أو في جميع مايختص بحياته الشخصية
وعندما يقول له المُرشد والناصح والمهتم بالاصلاح
أن القدوة الحسنة هي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الابرار
والتابعين لهم بأحسان والمُتخذين كتاب الله
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهج وطريق
ووسيلة لرضى الله عزوجل
هنا ينظر الانسان البسيط العامي الذي لم يتحصل
على نصيب من العلم والمعرفة
بامور دينة
ينظر للناصح هذا بمنظار القدوة الذي يتعلم
منه ماغاب عنه
عن طريق دروس عملية ......
تماما كما كان يحدث للصحابه الابرار
رضوان الله تعالى عليهم
فكانوا المسلمين الأوائل يستمعون

للرسول صلى الله عليه وسلم
بقلوبهم وأفئدتهم لبيانه صلى الله عليه وسلم
ويأخذون هديه ونصائحه
وارشاده لهم ، يتخذونه كواجب مُلزم التنفيذ
لانه صادر من نبي ورسول بعثه الله سبحانه وتعالى لهم
وكذلك لفهمهم النصوص القرآنية الدّالة على
اتباع ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مثال ذلك
قوله سبحانه وتعالى :
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فكانوا رضوان الله تعالى عليهم يستمعون ويفهمون
ويقتدون به صلى الله عليه وسلم في كل افعاله واقواله
فكان صدقه صلى الله عليه وسلم

وإيمانه وعزمه وخُلقه وأخلاقه
التى اشتهر بها بين قبيلته قبل البعث ،
كانت وسيلته لأقناع ونشر الدعوة بين الناس
لان الله سبحانه وتعالى بين وأوضح ان شروط القبول
هو المصداقية والصدق في النصح والارشاد
وتطبيق مايتم قوله لهم بالعمل ليتطابق مايتعهد به
ويتكلم عنه وينصح به ويرشد عليه ،
فأوضح سبحانه وتعالى في سورة كريمة
أعدها العلماء من السور القرآنية العظيمة
وهي سورة الصف حيث قال تعالى:
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
وفي شرح هذه الآيات
للعلامة إبن كثير ( رحمه الله ) قال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
هو إنكار على من بعد عدة ، أو يقول قولاً لايفي به ،
ولهذا إستدل بهذه الآية الكريمة من
ذهب من علماء السلف ، الى أنه يجب
الوفاء بالوعد مطلقاً ، سواء ترتب
عليه غرم الموعود أم لا ...
واحتجوا أيضا من السُنة بما
ثبت في الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
آيات المنافق ثلاث : اذا حدث كذب
واذا وعد أخلف واذا أٌتمن خان....
وايضاً جاء في الحديث
الصحيح الاخر قوله
صلى الله عليه وسلم : أربع من
كُن فيه كان كان منافقاً خالصاً،
ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة
من نفاق .. حتى يدعها ...( صحيح البخاري ) أ.هـ

فالذي يدعوا الناس للخير ولا يعمل به
ويدعوا للتوحيد وعبادة الله وحده وعدم اتباع
البِدع والضلالات ومن جه اخرى نراه يتبرك
بالقبور ويحتفل بالموالد كالنصارى
وكأن الذي ينصح به الناس لايشمله هو....
هنا اخوتنا الكرام
قد اوقع هذا الداعية أو المُصلح أو المهتم
بالشأن الديني الدعوي التربوي فوق المنابر
أو على دكة المرابع الثقافية والمنتديات
كأنه اوقع نفسه في دائرة المنافقين
الذين يقولون ما لا يفعلون ,,,,,
عندها سيفقد مصداقيته بين من ينصحهم
وإن فقدها فا بالطبيعي لن يستمع له احد
ولن يأخذ منه احد نصيحة ولا ارشاد ولا عِلم
لانهم تبينوا أن المُصلح والمُرشد والناصح
لايعي مايقول ولم يقتنع هو بما يقوله لهم
من هنا يبدأ الشك في كل كلامه لانه لم يكن
قدوة حسنة يتعلمون منه عملياَ امور دينهم
ففي هذا الزمان والله المستعان
يكثر الناصحون والمرشدون وأنصاف العلماء
بالنصح والارشاد للاخرين
دون أن ينتبهوا لسلوكهم الخاص بهم
والذي لايطابق ما ينصحون به وما يتكلمون عنه
وكأن النصيحة او نشر العلم للاخرين فقط
وليس له هو ....
والسؤال هو لماذا يفعلون ذلك
أي يقولون مالا يفعلون ....؟
الاجابة بسيطة وهي أنه أراد من فعل ذلك
عدة نقاط اهما:
أنه يريد أن يكون مُثار انتباه الناس وتحت انظارهم
لأشهار نفسه وتعبئة نقيصة لايستطيع أن يملأ فراغها
الا بالظهور بمظهر المُصلح التقي الورع الناصح
للكل ,,,,في الوقت نفسه لايقبل نصيحة من أحد...
وثانيا ليختبر الذين تلقوا نصائحه في هل يقتنعوا
بما لم يقتنع به هو أم لا ....
والنقطة الاخيرة وهي خطيرة
في أنه يريد أن يزعزع مكانة المُصلح والناصح
والمُرشد لتسهيل وتمييع التشريعات
والأوامر التى أتى بها الشرع
حتى يجعل كل الدُعاة والمصلحين الحقيقيين
جنبا الى جنب مع المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون
حتى تُقام الحُجة للمتنطعين الذين يحاربون الله ورسوله
فمثلاً الذي ينصح الناس ويكتب في المرابع الثقافية
ويتحدث بأستمرار عن السُنة النبوية وتطبيقها
وفي الوقت نفسه نراه مُبتعد عن ما يتحدث عنه...
أو كالتى تتغزل في السُنة وتمدحها في كل موضوع تكتبه
وهي تترك أمر جاء به القرآن الكريم وأيدته السُنة
بأحاديث صحيحة ثابته وقوية
مثل نشر الصور وتأييد نشرها...
وكأنه وضع نفسه خارج نطاق الشبهات
وهنا المتلقي للنصيحة ينظر لصاحب النصيحة
ويتعلم منه ويسترشد بما يقول عملياً
ليزداد فهم وتثبيت ماسمعه منه...
ولكن يفاجأ المسلم البسيط بأن الذي نصحه
وارشده لم يعمل بما ينصح به الاخرين....
وكأن هذا الناصح او المرشد او الداعيه
لاتهمه نفسه ولا نفوس من يستمعون له
ويقتدون به وبما يقول ....
ولا خوفاً من أن ينتقدوه في دينه ...
فيظهر للاخرين في كل مكان أنه صاحب
رأي ومشورة وناصح امين
سوى في المساجد أو المرابع الثقافية
من منتديات وغيرها .....
وحين يدقق المسلم الذي يحتاج للنصح
والتوجيه ، في سلوك هذا الداعية أو هذا الناصح
الذي يتربع على كرسي المنابر وعلى ديوانيات
المجتمع وعلى المرابع الثقافية والمنتديات الاسلامية
والاقسام الاسلامية في المنتديات الغير متخصصة
يجده لايعمل بما يقول .....
وهنا المتلقي يرفض كلام هذا الناصح او الشيخ
او العالم ، حتى وان أتى بعلم صحيح
الا ان سلوكه الشخصي غير مطابق لما جاء به
وهنا مصداقيته أصبحت غير مقبوله
اي بمعنى انه أصبح منافق يقول مالا يعمل ....

اخوتنا في الله
نعم هذا صحيح وقد حدث معي
شخصياً في احد المنتديات الاسلامية الخاصة
والتى يملكها أحد الدعاة المشهورين على الساحة
لانه هناك فرق بين المنتديات الدينية المتخصصة
وبين المنتديات البسيطة الاجتماعية
فالخاصة كل مايُكتب فيها يُحاسب عليه
صاحب المنتدى او العالم او الشيخ الذي يدعوا
من على منبره ومنتداه
لان المنتدى كله يُعتبر قدوة ومثال لكل قاريء
لان صاحب المنتدى خارج نطاق الشُبهه
وليس المنتديات العامة الاجتماعية
التى لايغلب عليها الطابع الديني المتخصص
هذه يُحاسب عليها فقط فئة معينة
وهي التى تكتب فيها
والمسؤولة عن الاقسام الاسلامية فيها
لانها تنصح وترشد كل الاعضاء والزوار
من خلال ما يتم كتابته أو نقله....
فالذي يقوم بهذا الامر
فقد وضع نفسه في موضع القدوة
الحسنة لبقية الاعضاء....
المهم اخوتنا الكرام
هذا المنتدى الخاص بأحد الدُعاة
والمصلحين المشهورين والذين
لايمشون في الطريق الا بحراسات وجيش جرار من
المريدين لفكره وسلوكه العام
والذي يعتبره البعض قدوه ومثال يُحتذى به
وهنا تكمن المشكلة وهي ( اختيارهم له كقدوة لهم )
ففي فترة من الفترات كنت
مشرف على الاقسام الادبيه في احد هذه المنتديات
ذات الصبغة الدينية المتخصصة
والتى تحمل اسم أحد الدعاة المشهورين
والذين أسميهم ( الدُعاة السوبر ستارز )
الذين يفتون ولايتقيدون بما
يدعون اليه ....
المفترض ان تكون محترمة وذات رسالة
دينية واضحه المعالم في الدعوة لله
فقط لا لغيره....
فكان أول ما أبهرني اني قرأت حديث
شريف صحيح يتكلم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
عن نشر الصور ذات الروح
من خلال ماروته السيدة عائشة رضي الله عنها
والذي ورد
في صحيح البخاري رحمه الله
قولها بعد أن اشترت
نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ،
فَلَمَّا رَآهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قَامَ علَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ،
فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكَرَاهيةَ،
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُوبُ إلى اللَّهِ
وإلَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
مَاذَا أذْنَبْتُ؟
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما بَالُ هذِه النُّمْرُقَةِ؟ قُلتُ:
اشْتَرَيْتُهَا لكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وتَوَسَّدَهَا،
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنَّ أصْحَابَ هذِه الصُّوَرِ
يَومَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ،
فيُقَالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ،
وقالَ: إنَّ البَيْتَ الَّذي فيه الصُّوَرُ
لا تَدْخُلُهُ المَلَائِكَةُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين |
المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

والحديث الاخر الذي رواه
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه:
هو ايضاً يختص بالصور
وهو حديث صحيح راه البخاري وصححه الألباني
عن عبد الله بن مسعود أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المصَوِّرونَ
الراوي : عبدالله بن مسعود |
المحدث: الألباني | المصدر : غاية المرام
فقلت في نفسي هذا طيب طالما
ان هناك تنبيه في اعلى الصفحة الرئيسية
من أن الصور الشخصية للاعضاء ممنوعة
منعاً باتاً لانها حرام بنصوص صحيحة
واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالفعل لم اجد احد من الاعضاء من
يتخذ صور الفنانين والفنانات
شواذ وعاهرات النصارى والمجوس ....
صوراً شخصية لهم
ولكن الذي حز في نفسي اني رأيت
صورة بالحجم الكبير لصاحب المنتدى
والذي هو داعية مشهور
في واجهة المنتدى
( وانا هنا حجبت أسمه لاني اتحدث عن حالة وممارسة وليس الطعن فيه وفي شخصه بل اتحدث عن مكانته كداعية وفشله في أن يكون قدوة حسنة )
فهو مشهور ويعتبر من مشاهير الاذاعات
وهو من الذين عارضوه علماء السُنة والجماعة
على بعض فتاويه وسلوكه الشخصي ...
فقلت اصبر قليلا حتى اعرف منهج وفكر
هذا المنتدى ولأتعرف على من له الكلمة لكي
اقول رأيي في ما أرى من تجاوزات...
فلم أبرح قليلاً حتى تم وضعي كمراقب للأقسام الادبية
فقلت هذه فُرصة لأتحدث مع اصحاب القرار...
فأستغربت الامر وقلت كيف ينصح
ويبين الحلال من الحرام في نشر الصور وتعليقها
ومن ناحية اخرى يضع صورته الشخصية في الصفحة
الرئيسية للمنتدى الخاص به ...
هنا شعرت أن هناك امر خاطيء
فكيف بمن يقتدون به ويجعلونه امامهم
ويستمعون له ولخطبه ودروسه وجولاته المكوكية
في اوربا وبين الجاليات العربية المسلمة
وهو يجعل كلمات مثل السُنة النبوية واهمية تطبيقها
مكررة في كل احاديثه ولقاءته ومحاضراته
في الوقت نفسه لايعمل بما يقول
فكيف بهم وهم يرونه يرتكب حرام
ولايهتم للنهي والتحريم
بالتأكيد سوف يسقط من عيونهم
ولايهتمون بما يقوله حتى وان كان صحيحاً
لانهم شاهدوا بأعينهم عدم مصداقيته ونفاقه ...
فقلت في نفسي لن اسكت
وسوف اتحاور مع المراقبين
أو المشرفين او حتى من ينوب على صاحب المنتدى
لأقول له اتقى الله في نفسك
فكيف تضع احاديث صحيحة عن تحريم الصور والتصوير
في الوقت نفسه صاحب المنتدى الداعية المُبجل
يضع صورته جهارا نهارا اما م الكل

والخطورة تكمن اخوتنا الكرام
في أن الذين يقتدون به سيجدون حُجة
لفعل مايريدون ويفعلون مافعل شيخهم ...
وحينما تنصحهم وتقول لهم هذا حرام
وفيه احاديث صحيحة واردة
عن سيد الأمة صلى الله عليه وسلم
سيقولون لك نحن قدوتنا هذا العالم الجليل وسنفعل
مثل مايفعل لانه افقه منّا واعلم منّا بالحلال والحرام...!!!!
وبالفعل تحاورت مع مراقب المنتدى أو الوكيل
بهذا الامر فقال لي وبصراحة
هذه سياسة المنتدى وهو منتدى خاص بهذا
الداعية ونحن نعلم بأنه يناقض نفسه
في انه يحرم على الناس ويحلل لنفسه مايريد
ولكن لانستطيع ان نفعل شيء
فكل المنتدى لايتحدث الا عن جولات
ومحاضرات وزيارات هذا الداعية فقط
ولا يوجد مواضيع تختص بالعلماء الاخرين....
وبالتحديد علماء السُنة والجماعة
الذين يعارضون هذا الداعية ....
هنا تبادر لذهني قول الله سبحانه وتعالى
والذي ينطبق على هذا الداعية
والذي يقول :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وفي تفسير هذه الآية
للعلامة الامام ابن كثير رحمه الله قال:
يقول تعالى : كيف يليق بكم
يا معشر أهل الكتاب ،
وأنتم تأمرون الناس بالبر ، وهو جماع الخير
أن تنسوا أنفسكم ،
فلا تأتمروا بما تأمرون الناس به ،
وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب ،
وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر الله ؟
أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم
فتنتبهوا من رقدتكم ، وتتبصروا من عمايتكم
. وهذا كما قال عبد الرزاق عن معمر ،
عن قتادة في قوله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
قال : كان بنو إسرائيل يأمرون الناس
بطاعة الله وبتقواه ، وبالبر ، ويخالفون ،
فعيرهم الله ، عز وجل . وكذلك قال السدي .
وقال ابن جريج : ( أتأمرون الناس بالبر ) أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ، ويدعون العمل بما يأمرون به الناس ، فعيرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة .
وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد ،
عن عكرمة أو سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس :
( وتنسون أنفسكم ) أي
تتركون أنفسكم ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
أي : تنهون الناس عن الكفر بما عندكم
من النبوة والعهد من التوراة ، وتتركون أنفسكم ،
أي : وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي
إليكم في تصديق رسولي ، وتنقضون ميثاقي ،
وتجحدون ما تعلمون من كتابي .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس في هذه الآية ،
يقول : أتأمرون الناس بالدخول
في دين محمد صلى الله عليه وسلم
وغير ذلك مما أمرتم به من إقام الصلاة ،
وتنسون أنفسكم .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية :
هؤلاء اليهود إذا جاء الرجل يسألهم عن
الشيء ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء
أمروه بالحق ، فقال الله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون
أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع
ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم ،
حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ،
وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر
مع تركهم له ، بل على تركهم له ،
فإن الأمر بالمعروف [ معروف ]
وهو واجب على العالم ،
ولكن [ الواجب و ] الأولى بالعالم
أن يفعله مع أمرهم به ، ولا يتخلف عنهم ،
كما قال شعيب ، عليه السلام :
( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) [ هود : 88 ]
وهناك اخوتنا الافاضل
من يقول أن هذه الآيات جاءت في بني اسرائيل
فردّ عليهم الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
فقال:
س: الآية خاصة في بني إسرائيل عامَّة
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)البقرة:44
ج: الحكم عام، الله ذكر لنا ذلك حتى
نحذر صفاتهم الذميمة، مثلما قصَّ علينا
أخبار الماضين، قصَّها
علينا لنحذر الشر ونفعل الخير.( أ . هـ )
فقلت له هذا فراق بيني وبينكم
وبالفعل تركت المنتدى لاني شعرت كأنسان بسيط
ان هناك نفاق وضحك على ذقون المترددين
على هذا المنتدى وأهله والمشرفين عليه....
وليس لأني كامل أو ليس لي اخطاء
أو أني اضع نفسي في مقام الكمال والنزاهة والتقى
وأني اختلف على جميع الناس ...
بل هي غضبة لله شعرت من خلالها
أن هذا الداعية ليس من حقه
أن يقول ولايفعل مثل مايقول لانه مسؤول عن
الذين يقتدون به ...وهنا شعرت بالخطر...
لان هذا المنتدى وصاحبه يعتبره البعض
قدوة لكل من يدخل اليه فيقتدي بهذا الداعية
أما لو كان منتدى اجتماعي تواصلي بسيط
فأمر الدعوة فيه هي مجاهدة ومحاولة للأصلاح
على قدر الاستطاعة وبالطبيعي ستكون فيه
اخطاء ولكن مع الصبر والتفاني في النصح سينجح
من يدعوا لله في هذه المرابع الثقافية ....
اخوتنا الكرام
على ذكر الصور والتصوير
والذي استشهدت بهذا الامر لأبين ان
الكلام والنصح والارشاد شيء والعمل بما يتم النصح به
شيء اخر وأن القدوة في هذا المجال مفقوده
والمصداقية للناصح والمُرشد مفقوده
وفي الحقيقة مشكلة الصور والرسومات
اصبح الكل يعلم انها حرام وهناك تشديد
في تحريمها ....ولكن الكل يفعلها
ومن اراد الرجوع لما قاله صلى الله عليه وسلم
في هذا المجال فهناك اكثر من خمسة عشر
حديث صحيح يبين تحريم الصور والتصوير
ولكن ليس مجاله ولا التوسع فيه الان في هذا الموضوع
وربما سأفرد له خطبة اخرى مختصة بهذا التحريم ...
ولكن المهم هو موضوع هذه الخطبة
وهي القدوة الحسنة للداعية
والعمل بما يُنصح به ......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على الشروط الواجب توفرها
في الداعي او الداعية الي الله
والمقصود بالداعي او الداعية
هو الشخص الذي يجد في نفسه القدرة
على النصح والارشاد وبيان مواطن الاصلاح
والنهي عن المنكر والامر بالمعروف
بطرق لينة حكيمة طيبة فيها الرفق واللين
حتى يكون قدوة لكل من ينصحهم ويرشدهم
فيتعلمون منه وياخذون على يديه الطيبات
وهم مطمئنون على سلامة نيته ومقصد وثبات سريرته
فلا يجدون فيه نفاق ولا رياء ولا حُب للشهرة والظهور
بمظهر المُصلح الذي لايُشق له غبار
وهو في حقيقة الامر مُرتكب لما ينهى عنه .....
والصفات التى اشاد بها العلماء
والواجب توفرها في من يدعوا لله سبحانه وتعالى
هي:
1 الإخلاص:
هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى
بها الداعية ليقبلَ الله عملَه
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمالُ بالنياتِ) [صحيح البخاري]،
وإن ابتغى بدعوته جاهاً أو شهرةً
أو مالاً فقد ذهبتْ هباءً منثوراً.
بالإخلاص يكتب الله التوفيق
والسداد للداعية ويكافئه أيضاً بإصغاء الناس
لحديثه وقبول دعوته.
2 الصبر:
يجب أن يعلم الداعية إلى الله أنّ
استقطاب الناس ليس بالأمر السهل
فربما يجد الإعراض والنفور
والصدود وحتى الأذى والعِداء،
وهذا من ابتلاء الله تعالى للدعاة
واختبار مدى صدقهم وحبهم لله
واستعدادهم لخدمة دينهم،
فلو استجاب الناس بسرعة
لما ظهر صدق الداعية واستعداده
لخوض المصاعب من أجل ربّه.
العلم الصحيح: لا يمكن نجاح
الداعية الجاهل غيرِ المتفقّه بأمور الدين
، إذ يجب طلب العلم الشرعيّ
ليستطيعَ الداعية إيصاله للناس.
كذلك يجب أن يكون الداعية على بصيرة
بالأحكام الشرعية بحلالها وحرامها،
وعلى بصيرة بالأشخاص الذين
يدعوهم من خلال معرفة أحوالهم،
وعلى معرفة أيضاً بالدعوة ووسائلها
وأساليبها. إن لم يكن الداعية متبصّراً
بهذه الأركان الثلاثة فربما يُخفق في
دعوته. التّحلي بالأخلاق الفاضة:
من صدق، وأمانة، وعفو، وحِلم،
وكرم، وحسن معاشرة. فهذه صفات
الداعية الراقية التي تحميه من نفور الناس.
3 القدوة الحسنة:
يجب أن يكون
داعية إلى الله بأفعاله قبل أن يكون
داعية بأقواله؛ كي يتأسى الناس به ويتقبّلوا
دعوته. فكيف لداعية أن يطلب من
الناس تطبيقَ أمرٍ هو نفسه لا يطبّقه.
4 عدم الانتقام للنفس:
فلا يغضب إلا لله،
ولا ينفعل إلا إذا انتُهِكت حرمات الله.
وهذه كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
5 التواضع:
صفة يجب أن يتصف بها الداعية قبل
أن يدعو الناس إلى تطبيق
دين الله تعالى، فالناس تنفر
من المتكبر ولا تستجيب له،
كذلك فإنّ الله تعالى لا يوفق الداعية
الذي في قلبه كِبر.
6 الرفق بالمدعوين:
والرحمة بهم ولين الجانب معهم.
كما يجب عليه التعايش معهم
والتقرّب منهم لمعرفة همومهم
ومشاكلهم. حمل هم الأمة: والدعاء لها بالخير.

إخوتنا الكرام
اخواتنا الطيبات
وهذه محاورة
جرت مع احد علماء السُنة والجماعة
العالم الفقيه الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
وهو يتحدث عن النصيحة والاقتداء
بالناصح من قِبل المنصوح ....
المحاور :
ماقولكم في من ينصح الناس ولا يعمل بما ينصح به
وكذلك الآيات الكريمة
مثل قوله تعالى:
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) البقرة:44،
وقال تَعَالَى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف:2، 3،
وَقالَ تَعَالَى إخبارًا عن شعيبٍ ï·؛
) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )هود:88.
والأحاديث الشريفة الصحيحة الواردة
في هذا الشأن وفي الحديث الشريف عن
أَبي زيدٍ أُسامة بْنِ زيد
بن حَارثَةَ رضي اللَّه عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ï·؛ يَقُولُ
: يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيامةِ فَيُلْقَى في النَّار
فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فيَدُورُ بِهَا
كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحى،
فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ:
يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأْمُرُ
بالمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ؟!
فَيَقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بالمَعْرُوفِ
وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ
( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ).
اجابة الشيخ أبن باز قال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات مع الحديث الشريف
فيها التغليظ بحقِّ مَن أمر بالمعروف،
أو نهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله،
وفعله قوله، وأنَّه على خطرٍ عظيمٍ
من عقوبة الله جل وعلا،
يقول الله جل وعلا مُعاتبًا بني إسرائيل:
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44
، يُعاتبهم ويحثُّ أمة محمدٍ على
مخالفتهم في هذا،
وأنَّ الآمر بالمعروف يُسارع إلى
المعروف، والناهي عن المنكر
يُسارع إلى تركه، هذا هو الواجب،
فمَن خالف هذا فقد بارز الله بالمحاربة
ولهذا يقول سبحانه لهم مُعاتبًا
: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَيعني:
كتاب الله التوراة،أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم؟!
فكون الإنسان يأمر بالمعروف ويُخالفه،
وينهى عن المنكر ويرتكبه
أين العقل؟! أين الدِّين؟
! أين المروءة؟! أين الحياء؟!
ولهذا قال: أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم حتى بارزتم الله
بهذا العمل الشنيع؟!
ويقول سبحانه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ م
َقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )
الصف:2، 3
يعني عظم عند الله هذا العمل، ويمقتكم عليه
ويبغضكم عليه، أن يقول الإنسان خلاف ما يفعل
ويفعل خلاف ما يقول، فيأمر الناس بالخير
، وينهاهم عن الشر، ثم يقع في الشر
ويترك الخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويقول جل وعلا عن شعيب
عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه:
( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) هود:88
، لما أمرهم ونهاهم قال:
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ
، فالأنبياء يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر،
ولا يخالفون ذلك، بل يفعلون المعروف
ويأتونه، وينهون عن المنكر
ويتركونه، هكذا الأنبياء والصالحون.
فمَن فعل المعروف وترك المنكر فهذا
هو المتبع للأنبياء، وهو المؤمن حقًّا،
ومَن خالف قوله فعله فأتى المنكرَ
وترك المعروف فهذا محاربٌ لله جل وعلا، مخالفٌ لما أمره الله به، وهذا يُوجِب على المؤمن العناية
حتى تكون أعمالُه وأقوالُه مطابقةً للشرع،
فيعمل بطاعة الله، ويستقيم على أمر الله،
ويترك محارم الله، ويحافظ على ذلك
حتى تكون أقواله وأعماله مطابقةً للأوامر.
وهكذا قوله في حديث صفة شعيب
: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى
مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُيعني:
ليس مما يجوز لي أن أخالفكم،
فالأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام
أمروا بالمعروف وفعلوه،
ونهوا عن المنكر واجتنبوه،
وهكذا الصَّالحون،
فالواجب على مَن أمر ونهى أن يكون
من أسبق الناس إلى الخير،
ومن أبعدهم عن الشر.
وفي هذا المعنى جاءت أحاديث، منها:
حديث أسامة هذا:
أنه يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلْقَى في النار،
فتندلق أقتابُ بطنه، يعني:
تبرز وتخرج إلى النار
-نسأل الله العافية
وأقتاب بطنه يعني: أمعاؤه،
فهو يدور في النار كما يدور الحمار
في الرَّحَى، فيجتمع عليه أهلُ النار
ويقولون: ما لك يا فلان؟
ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا
عن المنكر؟! فيقول: بلى،
أنا كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه،
وأنهاكم عن المنكر وآتيه! نسأل الله العافية.
فهذا جزاؤه: عُذِّب على رؤوس الأشهاد
بين أهل النار -نسأل الله العافية-
لأنه افتضح في النار كما فضح نفسه في الدنيا.
فالواجب عليك يا عبدالله أن تكون مع
الآمرين بالمعروف، ومع الناهين
عن المنكر، ومع مَن يعمل
المعروف وينهى عن المنكر،
ولا تكن مثل مَن تخلَّف
عن هذا الخلق الحميد،
بل كن مع أصحاب الخلق الحميد،
كن مع الآمرين بالمعروف،
والناهين عن المنكر، والمعاقبين
لمن تخلَّف، تأسيًا بنبينا عليه الصلاة والسلام،
وسلوكًا لمسلكه عليه الصلاة والسلام،
وحذرًا من مشابهة أعداء الله؛ فإنَّ الرسول ï·؛ كان يأمر ويفعل وينهى ويترك،
وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
وفَّق الله الجميع.

محاور الشيخ :
س: هل هذا يدخل في أنواع الدعوة إلى الله؟
الشيخ ابن باز :
ج: لا شكَّ أنّ من الدعوة إلى الله
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فعطفها في قوله جل وعلا
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)
آل عمران:104]
هذا من عطف الخاص على العام،
فالذي يدعو إلى الله، أو يأمر بالمعروف
أو ينهى عن المنكر، ثم يخالف قوله
ما يدعو إليه داخل في هذا الوعيد
-نسأل الله العافية.
محاور الشيخ :
س: أيّهما أخفّ: ترك الإنكار على النفس
والإنكار على الناس، أم الإنكار
على الناس وعدم الإنكار على النفس؟
اجابة الشيخ ابن باز:
ج: يجب على المؤمن إنكار المنكر على نفسه
وعلى غيره، إذا رأى المنكر
يُجاهد نفسه حتى يدع المنكر
ويجاهد غيره في ترك المنكر، يعني:
يكون نشيطًا في محاربة المنكر
من جهة نفسه حتى يستقيم على الحقِّ،
ومن جهة دعوة الناس إلى الخير وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يجمع بين الأمرين.
محاور الشيخ :
س: إذا علم من نفسه ..........
وأنه إذا أنكر على الناس لم يُنكر على نفسه؟
اجابة الشيخ ابن باز :
ج: يجاهد نفسه، عليه المجاهدة
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )العنكبوت:69
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ .. )محمد:31،
لا بدّ من مجاهدة النفس حتى تلتزم أمر الله.
محاور الشيخ :
س: يأمر بالمعروف ثم لا يأمر
الناس بصلاة الفجر ويترك صلاة الفجر؟
اجابة الشيخ بن باز
ج: الباب واحد، أو يأمر الناس
بالبعد عن الخمر ويشرب الخمر،
أو ينهى الناس عن التدخين ويدخن،
أو ينهى الناس عن حلق اللحى ويحلق،
الباب واحد، هذا منكر واحد، وفضيحة عليه -نسأل الله السلامة ( انتهى كلام الشيخ ومحاوره )
وفي ختام هذه الخطبة أو الموضوع
لابد أن تكون خاتمة طيبة تستحق أن تكون خاتمة
وخير مايُختم به بعض النصوص الشرعية
من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
والذي يلخص هذه الخطبة ورسالتها...
1 . قول الله تعالى :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ( .
2 . وقوله تعالى :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) .
. وما ورد عن أسامة بن زيد
رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ
، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ ،
فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ ،
فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ :
أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ
تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟
قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ،
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ)
رواه البخاري ومسلم
4 . وحديث أنس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ
شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ.
فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟
قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ ،
يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ ،
وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)
رواه الإمام أحمد
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
اخوتنا الكرام
حتى الأدب العربي كان يستهجن ويرفض
أن يتحلى المرء بصفات ذميمة عندما ينصح الناس
وينسى نفسه ولايعمل بما يقول....
فقد قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي
في أبيات مشهورة حتى يومنا هذا :
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي
فلنتقي الله في من يقتدي بنا
ونكون قدوة حسنة لهم .....
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه يغفر لكم إنه هو

الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم أجعلنا ممن يقول وينصح
ويعمل بما يقول ....
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط الموضوع الاصلي : http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=38486













التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 07-12-2022 الساعة 05:35 PM
عرض البوم صور اندبها