عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-2017   #5


الصورة الرمزية هيام
هيام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2288
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 08-23-2018 (01:59 AM)
 المشاركات : 7,010 [ + ]
 التقييم :  37075949
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Gray
شكراً: 347
تم شكره 531 مرة في 348 مشاركة
افتراضي



القصة الرابعة


انتقام الروح


لم أجد حلا لم استطع النسيان كان شبحها يطاردني ......


لست على ما يرام تدرك ذلك جيدا
تتأفف روحك بين الحين والآخر
تشعر بأثقال تشدك لأسفل فتختبئ
أنفاسك تعلو وتهبط كبندول لا يكف عن الاهتزاز
رؤيتك أصبحت ضبابيه وطريقك أصبح شائكا
أفق ولا تدع ذلك الحزن ينهش في جسدك يكفى أياما مرت وأنت تسير بلا هدف وأيامك أصبحت سوداء وأنت كالأعمى لا تبصر بل أصم لا تسمع .
هل ستدع العمر يمضى بدقائق غير محسوبة

دبت الكلمات في مسامعه فاخترقته ودوى صداها في جسده .. يسرى لكل وريد يحذره يزرع الخوف لا الاطمئنان مثل سماع تلك الكلمات ومثل ترديد صاحبه .. سينقشع هنا الظلام مكبل كل أراضيه أيفيق ؟ أيفيق وروحه غمست في بؤر الألم .. فتأملت وتشوهت ملامحها !أيفيق وروحه ثكلى أدمتها جروح القلب ووخزتها الحياة بمعالم بارزة ... لا ليدعه في ثبات للأبد يكفى معاندة مع الحياة لم يكن يوما من أهلها سيلحق بركاب الموتى ليستريح وهل في الموت راحة سؤال يطرحه على نفسه مرات ومرات دون إجابة وهل لرجل مثله سكير يعشق النساء ويرتكب الفواحش راحة له في الموت هل سيشفع له أنفاث سجائره أم لفات الحشيش ستكفر ذنوبه.. إن عيناه الماقته لعرى النساء من كثرتها حولها ستشفع له سيتبرأ منه كل هذا لا راحة هنا أو في الموت سيجلد ولربما العذاب اشد ..

أردف مازن قائلا وقد أغرق وجعا وظهر على نبرات صوته لن ابرح مكاني دعني وشأني.. مللت الحياة امقت تلك اللحظات الماضية وامتثلت التالية وامقت الحاضرة امقت كل شئ وكل شئ يسير ببطء لا اشعر أنى أتنفس إلا وجعا لا أريد سوى الراحة ..وأن ترحل الهموم عن كاهلي.. كثرت ولم اعد أحتمل لا أجد تفسيرا لحالتي ولا لمزاجى المتقلب أخشى كل شئ وأولهم نفسي لم أعد أدرك ما الدواء..

كم أود أن ابتلع حبوبا وانهي كل ذلك الألم ولكنى كثيرا ما أتراجع فبهذا أحكم على بأن اسجن في ألمي للأبد .. أين الرحمة من الله قد تفاقمت الهموم وعذابي بات لا يحتمل .

قلت لك طريقك الأسود هذا سيجلب لك المصائب من أين تنتظر رحمة الله وأنت لم تركعها لم تطلب منه أن يرحمك لم تناجيه أنك تكابر دوما وتقترف الذنوب ولا أجد لك مثقال ذرة من إيمان دع الله بعيدا عن خطاياك ولم نفسك لأنها سلمت للشيطان.

ماذا توقعت منى ؟ أود الهروب من كل شئ لا أجد الراحة سوى بنفث السجائر أنها تزيح الهم من على صدري والمخدرات تغيب عقلي عن هذه الحياة أنا في عذاب لا ينتهي دعني ارفه عن نفسي قليلا سيغفر لي الله لم افعل كل ذلك لأنسى ذلك الطرق فى رأسي حياة رتيبة لا أريدها وهذه الأشياء تبحر بي بعيدا عن كل هذا العذاب ..

أنت ضعيف ولا تود المواجهة تدع الخوف يتملكك فتنزوي بهذه المسكنات وما هي إلا دقائق ويتفاقم الالم مجددا لن ينفعك مسكنات لن تدوم طويلا ستنفجر يوما ما وأنا أحذرك قد يطفح بك الكيل فأشاهد غارقا فى دمك منتحرا وأنا لن أسمح بذلك يا مازن لن أسمح.

واجهت مرارا وصدمت فى بداية الأمر لم أجد حلا لم استطع النسيان كان شبحها يطاردني فى كل مرة أهرب منها بالنوم كان يخنقني وأصحو مذعورا وعرقي يسيل على سريري فيغرقه إنها ملعونة دمرتني وسرقت منى لحظاتي الماضية والآتية والحاضرة ماتت اثر خداعي لها انتحرت ما ذنبى أنا اشعر بها تقيد أيامي لا أطيق كل هذا العذاب استغفرت مرارا وما زال الهموم تلفحني بنيرانها أأعاقب على ذنبها طيلة حياتي ..؟

تعلم أنك ظلمتها وخدعت قلبها البريء وسلبت شرفها عنوة عنها أحبتك ريم ووهبتك قلبها قبل أن تهبك جسدها لكن الشيطان تمكن منك و سقط فى زلة لا تغتفر وماتت هى بذنبك قابلت والدتها منذ يومين كانت باهته منكسه الرأس لونها ذابل ابتعدت عنها سريعا كى لا يقع نظرها علي وأقع فى مشكلة بسببك ... ووالدها شل حينما علم بأمر حملها المسكين لم يتحمل الصدمة وتوفى بجلطة تلت انتحارها أنت قضيت على أسرة بأكملها ... يكفى مكابرة التجئ لله ليسامحك وتنسى لا المقامرة والسكر والنساء ألم تتعظ ؟

كانت لحظة ضعف كانت جميله وسحرني عطرها فما شعرت بشيء إلا ودموعها تتساقط.. تستر جسدها بقميص ممزق وجرت من أمامي كالمجنونة ورمت نفسها من فوق النيل.

أنا أخطأت لكن لم تكن خطيئتي وحدي.. هي من شجعتني على ذلك وهى أيضا من آنتحر ولست أنا من قتلها.

اصمت يا مازن مر أكثر من عام على وفاة المسكينه وأنت تقول أنك لم تقتلها لا يا مازن قتلتها وكيف لفتاة فى مجتمعنا أن تعيش بهذا الوحل الذى الحقته بها كيف لهذا العار أن يلاصقها طيلة حياتها كيف تتزوج وتنجب وأنت انتهكت عرضها كيف لها ببساطة ان تحيا فى مجتمع لا يغفر الزلات وان كان لا ذنب لها فهى مقترفه لجرم مثلك ولن يغفر لها المجتمع مسكينة لابد وأن افكارها شوشت اثر فعلتك الدنيئة لم تعى ماذا تفعل إنها مجنى عليها ولابد أن تعترف بخطئك .

اصمت ... كفى إيلاما فى اعلم انى ظلمت هذه الفتاة اعلم جيدا ولكنى احاول أن اتخطى كل ذلك احاول ان ابعد نفسى كى احيا ولكنها لا تتوقف عن مطاردتي فى احلامى أراها فى جميع النساء حولى.. رفقا بى توقف أنا نادم نادم حقا .

غرقت عيناه بالدموع فشل لسان صديقه وتصاعدت آهاته.. يدور فى الغرفة كرضيع يبكى بنواح لا يتوقف ..الذنب الذي اقترفه كبير لقد راحت ضحية ألاعيبه فتاة طاهرة وهو المتظاهر بالثبات يبكى لأنه كل من الألم كانت الرؤية ضبابيه أمامه وقد تسلل الدمع إليها فشوه الصورة تخيل شبح ريم يحيط به ويربت على كتفه أصابته نوبة صراخ واخذ يتقلب فى الأرض كمن لدغه عقرب.. أبعدوها عنى ستقتلني أبعدوا ريم.

كان صديقه على مقربه منه وهو من اربت كتفه على مازن لكن الرؤى التي أصابته كانت كلها صورتها مقطبه الحاجبين تقطر دموعا وتلبس السواد ويداها نحيلتان ووجها رمادي وكأنها خرجت لتوها من قبرها .

أخذ يهرول مازن فى الغرفة كالمجنون ويشعر بها تقترب منه فى كل خطوة تكاد تطبق على أنفاسه فتخنقه.. لا توقفي دعيني أتوب إلى الله أولا ثم اقتليني كفى ابتعدي عنى لكن أصابعها النحيلة كادت تصل لوجهه وصديقه مذهول يحاول تهدئته ولكنه جاهل بأن ريم تلبسته للانتقام من مازن.

انكمش مازن بأقصى الغرفة وكأن موجة صقيع ضربت الهواء أخذ يصرخ ويضع يديه على أذنه وترك اسمها يطبق على رأسه فتزيد حمى الخوف في جسده ..

أصابته نوبة بكاء حادة إلى أن غرق في النوم حمله صديقه إلى سريره والأسى يفطر قلبه.. مسكين مازن أخذ يراقبه أثناء نومه .

وجد العرق يغرقه كمطر يغزو جسده وعيناه تتحرك من تحت جفونه وكأنه في صراع.. وكانت يداه ترتعشان حينما صرخ "ابتعدي عنى" وحينها علم أن شبح ريم يأبى أن يرحل دون أن ينتقم.




 


الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيام على المشاركة المفيدة:
 (09-01-2017)