عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2014   #10


الصورة الرمزية شهاب الليل
شهاب الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 179
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 08-05-2023 (03:58 AM)
 المشاركات : 17,012 [ + ]
 التقييم :  165345
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 340 مرة في 170 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



شاعرنا اليوم الشاعر السوداني الكبير إدريس جمّاع

إدريس محمد جَمّاع شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها بعض المطربين السودانيين وأدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في السودان.
ولد في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري في السودان عام 1922 م.

يغلب على موضوع شعره التأمل والحب والجمال والحكمة كما كتب أشعارا وطنية مناهضة للاستعمار.


ويتسم أسلوب شعره برقة الألفاظ والوصف الفائق الخيال وكثيرا ما يُعبر في شعره عن وجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واصفاً تلك المشاعر الإنسانية فرحاً، وألما، وحزناً، كما يزخر شعره بوصف ثورة الثائر الوطني الغيور على حرية وطنه وكرامة أمته، وربط في أعماله الشعرية بين السودان والأمة العربية والإسلامية، فتناول قضايا الجزائر ومصر وفلسطين، ونظم شعراً في قضايا التحرر في العالم أجمع.

ففي أشعاره التي تتحدث عن المقاومة قصيدة يقول مطلعها:
أيها الحادي أنطلق واصعد بنا ..
وتخير في الذرا أطولها
نحن قوم ليس يرضى همهم ..
أن ينالوا في العلا أسهلها
وفي قصيدة «سعير الكفاح» يقول:
سنأخذ حقنا مهما تعالوا ..
وإن نصبوا المدافع والقلاعا
وفي قصيدة «ربيع الحب» روى جمّاع تجربة حب فاشلة وقال:
في ربيع الحـب كنـا نتساقـى ونُغنـى ..
نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصـن
إننا طيفان في حلم سماوي سرينا ..
واعتصرنا نشوة العمر فما ارتوينا
إنه الحب لا تسأل ولا تعتب علينا ..
كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا
وفي قصيدة«صوت من وراء القضبان»، يقول:
وفي لجج الأثير يذوب صدري كساكب قرة في لجج بحر ..
دجى ليلي وأيامي فصول تؤلف نظمها مأساة عمري
وعن الوطنية كتب في قصيدة «أمة المجد» يقول:
أمة للمجد والمجد لها وثبت تنشد مستقبلها
رو نفسي من حديث خالد كلما غنت به أثملها
من هوى السودان من آماله من كفاح ناره أشعلها
ومن أعماله في وصف الطبيعة قصيدة «رحلة النيل» حيث قال:
النيل من نشوة الصهباء سلسلة
وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الأمواج أشجان تجاوبها
من القلوب التفاتات وإشجان


له ديوان واحد صدر بعنوان «لحظات باقية»، وطبع ثلاث مرات وقد جمع أشعاره بعض أصدقائه وأقاربه لأنه لم يتمكن من ذلك بسبب ظروفه الصحية.

توفي عام ١٩٨٠ م بعد معاناة مع مرض نفسي أقعده طويلاً بمستشفى الأمراض العصبية بالخرطوم بحري وقد أرسل للعلاج إلى لبنان في عهد حكومة الرئيس إبراهيم عبود وعاد إلى السودان دون أن تتحسن حالته الصحية.


يقال أن الشاعر إدريس جمّاع فقد عقله في آخر أيامه ودخل مستشفى المجانين وأراد أهله أن يعالجوه بلبنان وفي المطار رأى امرأة جميلة برفقة زوجها فأطال النظر إليها .. والزوج يحاول أن يمنعه فأنشد يقول :



هلاّ رحمت متيما عصف به الأشواق وهنّا


وهفت به الذكرى فطاف مع الدجى مغنا فمغنى


أنستُ فيك قداسة ولمست إشراقا


ونظرت في عينيك آفاقا وأسرارا ومعنى


أعلى الجمال تغار مني ماذا علينا إذا نظرنا


هي نظرة تنسي الوقار وتسعد الروح المعنى


دنياي أنتِ وفرحتي ومني الفؤاد إذا تمنى


أنتِ السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا



ويقال أن عباس محمود العقاد رحمه الله لما سمع هذه الأبيات وسأل عن قائلها :


فقالوا : انه شاعر سوداني ويُدعى إدريس جمّاع وهو الآن في مستشفى المجانين فقال : هي مكانه لان هذا الكلام لا يقوله عاقل !


وعندما ذهبوا به إلى لبنان للعلاج أعجب بعيون ممرضته فأخبرت مدير المستشفى بذلك فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت وعندما جاءته نظر إليها الشاعر إدريس جمّاع وانشد :


والسيف في الغمد لا تخشى مضاربه ..


وسيف عينيك في الحالين بتّارُ


وعندما تُرجم البيت للممرضة بكت !


وصُنف هذا البيت بأنه ابلغ بيت شعر قيل في العصر الحديث !

ولعلّ من أكثر قصائده تناقلاً هي التي ندب فيها سوء الحظ والتي يقول مطلعها:


إنّ حظّي كدقيق ..


فوق شوك نثروه


ثم قالوا لحفاة ..


يوم ريح اجمعوه


عظم الأمر عليهم ..


ثم قالوا : اتركوه


إن من أشقاه ربي ..


كيف انتم تسعدوه

انتظروني مع شاعر آخر




 
 توقيع :


[flash=http://up.hawahome.com/uploads/13722673011.swf]WIDTH=420 HEIGHT=220[/flash]


رد مع اقتباس