السقوط الاضطراري



إنهم مضطرون للسقوط ................ لأنهم لا يملكون غيره الآن

القلوب انقلبت على أعقابها فالاختبار كان صعباً للغاية

والتمحيص فضح كل شيء كان يخفى خلف ستائره المتحركة

الخطوات أصبحت ثقيلة مترددة منكسرة لأن كل شيء حدث فجأة أصدر صدمة

أخرست الألسنة وقطع دابر الذين آمنوا ..ولم يتبقى غيرهم .. يشعلون ويشعلون فتيل كل شيء ليحترق كل شيء ..ولا يبقى غير الرماد ينثر على أعين جاحظة لا تعرف أهي جاحظة حباً في الدنيا أم غضباً عليها



....الطريق مظلم ..لأن العلم يغتال في عقر داره ولا يسمع استغاثته الغيورين الذين صم آذانهم نعيق الجهل القبيح..

الدنيا ساحرة شمطاء تذكرنا دائماً بقصة امرأة العزيز التي راودت نبي الله عن نفسه فاستعصم

ولكن من يستطيع ان يستعصم الآن داخل دوامة فتن تآكلت فيها جدائل العفاف ؟

صحف الدنيا تطايرت وكثيرون أمسكوا تلك الصحف بشمالهم وهم سعداء فرحين بما آتاهم الشيطان من خبثه ونجسه

يعيشون تحت ظل عرش الفساد يأججون الإرهاب ثم يتظاهرون بمحاربته

ومازال شؤمهم مؤذي الغرباء الذين يقاومون غربتهم بالبكاء الصامت والسلبية المفرطة





لم تعد تنكر القلوب لأنها اصبحت أسيرة الاتكال المذموم

وما أبشع الاتكال المذموم .....................

كم دمر أمم وأنصف اعدائها وأغضب الله

كل خبيث طفح على السطح .. كقبور أخرجت ما بجوفها بعد سيول عارمة

والرائحة أصبحت أكثر خبثاً حتى صارت عالقة بأرواحنا و لا تزال حتى بمعقمات الصبر والسلوان

ما أبشع التخاذل والاستسلام لمصير مجهول ظاهره فيه الرحمة وباطنه يجسد أبشع العذاب

مازال يقبع بيننا اول الهالكين ..ذلك العابد صاحب الغضب الديوث

الذي لا يكترث بما يحدثه قومه من فواحش

هناك وجوه شاحبة لا يتجلى فيها التمعر ملامحها ثلجية ... خرساء كالبحر الميت

كثرت الخطوات التي تواكب خطوات الشيطان وتباركها والنهاية ستكون فراغ ثم هاوية

الخوف يرسم ملامحه خلسة يقترب ثم يقترب ولا يراه الغافلون ولن يتحرك بمباغتته إلا السلبيون

أكبر عقاب من الله أن يرسل لقوم رسالة وبصيرتهم نائمة وأعينهم لا تراها وقلوبهم لا تشعر بها












وأعظم منها بكثير أن يقلب القلوب في ثانية من حال لحال أسوأ فتكون قدم أحدهم في الجنة والأخرى لا تلحق بها

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك يا أرحم الراحمين ......

آه لو علم المسلمون ان النجاة في العلم والايمان لتغير الحال وأصبح غير هذا الحال

لكن الجهل داء مستعصي علاجه صعب إن استفحل في أمة و استشرى بها

(كنا في الماضي )......جملة قبيحة تبطنها الحسرة .....تشبه تماماً جملة (يا ليتني كنت تراباً)

وماأقبح الندم حينما يأتي في وقت غير وقته حيث لا يمكن الرجوع للوراء ولاينفع البكاء على اللبن المسكوب ..

اطعام البصيرة بالتقرب منه نجاة .... فالله تعالى لايحب الغافلين ومن لايشعر بغضب الله يستحق الهلاك لأن قلبه معلق بغيره ..

بشع من ظلم نفسه والتقرب منه انتحار فمن هانت نفسه عليه لن يكون غيره عزيز عليه

ليس أمامنا غير الرجوع بأقصى سرعة فلا منجى منه إلا إليه سبحانه ......

ولله الأمر من قبل ومن بعد ......






[flash=http://uplod.700bk.com/uploads/15602687191.swf]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]