[frame="2 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
ــ ماجدة لقد نسيت فقد اتصلت
بك واحدة أسمها مريم أكثر من مرة
وقالت لي ارجوك ياعمّة ايقضي
ماجدة فاني اريدها لامر هام
فقلت لها انها نائمة ولاتستطيع أن تكلم احد...
فاخذت منها الهاتف وخرجت من الصالة
ــ السلام عليكم مريم ....ماذا حصل هل طلبتيني
ــ وعليكم السلام ، اعتذر عن إزعاجك ، فقد أتصلت
في الصباح ، فقالت لي أمك انك نائمة وتعبه
ــ المهم ماالأمر ....قد قلقت ماذا حصل لتتصلي وتلحي
ــ الحقيقة ياماجدة هناك خبر ،
وأعتقد أنه يهمك ، فقلت لابد
ــ ماهو الخبر بسرعة ...لماذا تماطلين الامر....؟
ــ ومادخل مفيد بأتصالك ولهفتك للتحدث معي ...
كما قلت لك مساء امس هذا المُسمى ( مفيد ) لايهمني ....
ــ أعلم أنكِ قلتِ لايهمك ، ولكن عندما تسمعين الخبر
ــ مفيد منذ مساء أمس وهو في المستشفي
ــ ماذا في المستشفي ....يا الله ....ماذا حصل
هل قتلوه...هل دبروا له مكيدة فأودة بحياته .....هل....
ــ انتظري ....انتظري لم يقتله أحد ، بل أنت قتليه ...
ــ أأنا قتله ....كيف ذلك
أرجوك أشرحي لي ماذا حصل له
ــ عندما غادرنا امس من لقاء الاستاذ ( شكري )
وتركنا ( مفيد ) واقف ونحن أنصرفنا ....
قالوا شهود العيان الحاضرين للموقف
أنه بعد لحظات من انصرافنا ، سقط مغشياً عليه
ولم يدري به الأ بعض رواد النادي لمعرفتهم به شخصياً
فتم تبليغ الاستاذ ( شكري ) بالهاتف
ــ اسمعي ....أسمعي ....لاتكملي
ــ هو في مستشفي المركزي ،
ويتطلب الأمر ركوب حافلة
ــ حسناً سأذهب هناك حالاً
ــ ولكن ياماجدة لم يبقى على غياب الشمس الا ساعة ،
فهل توفقين في الوصول والرجوع لبيتكم
والأ اتركي الأمر لغداّ صباحاً .....
ــ لا...لا....سأذهب الآن ....
ولكن قبل أن انهي المكالمة اريد أن أسأل
من الذي أبلغك بهذا الخبر ....
ــ الذي أبلغني به هو الأستاذ ( شكري ) الذي بدوره أبلغه
والد ( مفيد ) الذي طلب ممن يعرفون أبنه ، في أن يتصلوا
ــ مع السلامة الأن وأراك لاحقاً
وعندما سمعت الخبر وقعت مباشرة على ارض الصالة
فتحاملت على نفسي وزحفت حتى وجدت كرسي فجلست فيه
فسمعوا اخواتي صوت الوقوع ، فأسرعوا في أتجاهي
ــ ماذا حصل ماجدة ، أن شاء الله خيراً ...من الذي مات
ماهو الخبر الذي جعلك تقعين ...؟
ــ أين أخي أحمد ، أريده حالاً
ــ أحمد في حجرته ويستعد للخروج كالمعتاد مع أصحابه
ــ نادوا لي عليه ، أريده حالاً
ــ مالامر ماجدة ....لماذا طلبتيني ....ماذا تريديدن ....؟
ــ أحمد لي استاذ أعرفه جاء خبر
مرضه وهو في المستشفي
فهل تذهب معي لنزورة لمدة دقائق ونرجع، فلا أستطيع
أن أذهب بمفردي ، فالغروب يقترب ....
ــ ولكن بشرط أن لا نتأخر ...
فلبست ملابس الخروج وانطلقت انا واخي أحمد
لمحطة ( سيارات الاجرة ) وركبنا إحداها
ــ المستشفي المركزي من فضلت .....
وفي الطريق ، لم أجد ما
أسعف به نفسي الا ماسمعته من مريم
اثناء قولها ، والد (مفيد ) هو من
أتصل بالأستاذ ( شكري ).....؟
فكيف يعرفني والد ( مفيد ) ومن أبلغه بأسمي حتى يطلبني ...؟
ولماذا وقع ( مفيد ) وأُغمى عليه.....؟
وهل طلبني ( مفيد ) بالأسم ام هو مجرد تخيل ( مريم )
في محاولة لتقريب المسافة بيني وبين ( مفيد )
لانها تعلم انه يحبني ، وأنا صرّحت لها بحبي له .
يارب سلّم ....يارب سلّم ...إهديه الى سواء الصراط ...
فنزلت دموع دافئة دفء مشاعري تجاه ( مفيد ) ..
فلاحظ اخي احمد الدموع فقال:
ــ ماجدة ...ماجدة.....أين سرحت
ماهذه الدموع ....كأني بهذا الأستاذ له مقام رفيع عندك
فلم أفق الا على صوت أخي أحمد وهو يعلمني بقرب الوصول
ــ نعم له مقام رفيع عندي ....
واثناء توقف ( سيارة الأجرة ) أمام مدخل المستشفي ،
لم أدري بنفسي الا وانا اجري ، تاركه ورائي اخي احمد يدفع لصاحب
ــ انتظري ماجدة ...انتظري ...
لم اهتم لمناداة اخي احمد ، حتى وصلت للأستعلامات
ــ فقلت لهم أن هناك مريض
أسمه ( مفيد ) في أي قسم هو
هنا وقعت في حيرة من أمري...حين سألتني موظفة الأستعلامات
ــ نعم مفيد أبن من ...يآنسة نريد أسمه بالكامل .....
فلم أدري ماذا أصنع الا أن قلت أنا طالبه عنده واسمي ماجدة
فنظرت لي نظرة لم افهم مغزاها وهي متجهه نحوي بشكل
فيه من الأستغراب او الذهول ....
حين رفعت رأسها قليلاً وخفظته قليلاً وكأنها تشير لاحد من ورائي
بالموافقة على امر ما ....
فجاء صوت جهوري رزين هاديء :
ــ نعم آنسة ماجدة من هنا تفضلي ....مرحباً بك
كُنّا ننتظرك منذ صباح اليوم ....
فنظرت إليه ، وأنا مُستغربة من تصرفه وتصرف موظفة الأستعلامات
في كيف تسمح لي بالدخول ، بالرغم من انني لم أقول لها
الأسم بالكامل ، ومستغربة أيضاً من هذا الرجل الذي
أومأ لموظفة الأستقبال بأن توافق على السماح لي بالدخول
فسألته ....وقبل ذلك قال لي أخي احمد
ــ إذهبي أنت بمفردك وأنا انتظرك هنا في الأستقبال ...
ــ من تكون أستاذي الفاضل .....؟
ــ انا الاخ رأفت والد ( مفيد )
ــ مرحباً بك عم ( رأفت ) كيف حال مفيد الأن...؟
ــ لا أعلم فقد تركته منذ الظهر ، وذلك لانتظارك هنا ....
هنا خالجني شعور لا أعرف بماذا أوصفه
فلهفتي للأطمئنان على مفيد ، وخوفي عليه ، وقلقلي
من ان يصيبه مكروه ،
هذا الشعور والاحساس لم يكن شفيعي
حتى امام اخي لاظهر له
دموعي ولهفتي على مريضي ....
بل هناك شعور آخر هو من فعل بي هذه الأفاعيل ....
وهو نفسه الشعور الذي جعل
والد ( مفيد ) عمي ( رأفت )
ينتظرني على باب المستشفي منذ ساعات
فهل انا مهمة لهذه الدرجة ، ......
وفي الطريق للمصعد ، قال والد ( مفيد )
وهو ينظر لي نظرة حادة ،
وكأنه يعاتبني على تأخري للمجيء
وفي ثواني يغير هذه النظرة بعد أن مزجها بابتسامة هادئة
مع ميلان برأسه على اليمين وإرتفاع حاجبيه علامة الأستغراق
في التأمل وكأنه وجد اجابة على تساؤل حيّره ....
فأرتبكت قليلاً وبعدها تمالكت نفسي وقلت له
ــ أنت ياعم ( رأفت ) تنظر اليّ وكاني فعلت أمراً مشيناً لأبنك
هل هي استنكار أو إعجاب
أو أستغراب أوعدم تصديق ....؟
لذلك أقول لك ،سازور ( مفيد ) واطمأن عليه
فلم أعلم ماحلّ به الا منذا ساعات فقط ....
وساغادر فوراً ، فصحة مفيد تهمني جداً ، كما تهمك انت
فلا داعي لأستفزازي بنظراتك ....!!!!
هنا رأيته يبسم ويُظهر لمعان أسنانه المرصوفة والتى تلائمت مع
قيافته المُرتبة وكأنه أحد رجال الأقتصاد
والتى تُنبيء بعمره التقريبي الذي يناهز العقد السادس ...
ــ قد صدق أبني في ما يقوله
وقبل أن افهم ماذا يقصد بقوله لقد صدق أبني
وجدت نفسي أمشي بعد أن وصلنا
للقسم الذي فيه ( مفيد )
وعند وصولنا للركن الخاص بالنزلاء
دفع الباب بيده تاركاً المجال لي للدخول ....
فدخلت وكل جسمي يرتعش ومفاصلي تفككت عن مواضعها
وأصبحت تتحرك اللا إرادياً مني
ومن يراني من بعيد يقول أن بها عيب في مشيتها ...
من فرط رهبتي ، من المكان اولاً ومن المحيطين بسرير
لم أتبين بعد من الراقد فيه ...
فحول السرير تجلس سيدة تقريباً في العقد الخامس من العمر
مُحجبة بطريقة عصرية ،وتظهر خصلات من شعر رأسها
وبجانبها فتاة عادية الملامح والملابس ، ترتدي
جلباب طويل وتضع ( إيشارب ) على رأسها بدون ظهور
لخصلات الشعر ، ومن ملامحها تتبين أنها مُحافظة
ومن الناحية الأخرى ، رجل أعتقد أنه الدكتور الخاص به
وبجانبه فتاة وهي ممرضة تمسك بعض الأدوات والأوراق بيدها
فاقتربت منهم لأتبين ( مفيد )
فلمّا رأتني السيدة الجالسة ، زادت من حِدة توتري
بوقوفها مُرحبة بي ، بعد أن سمعت والد ( مفيد ) يقدمني ويقول
هذه هي الآنسة ماجدة ياسادة
وألحقها بأبتسامة تقترب من الضحك الخفيف ....
كل ذلك ولم أنتبه للراقد في السرير ...
لأني وقفت متسمرة في مكاني وكأني إستأذن من الحاضرين
لرؤية الراقد في السرير ...
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فسلمت عليها وانا أنظر لها من ناحية ومن ناحية اخري
أسرق بعض النظرات للراقد ( مفيد )
ــ مابه الأستاذ ( مفيد ) ...ماذا حصل له ....
كيف حصل له ذلك...ومتى كان ذلك ....؟
بعد أن وصلت للحجرة التى فيها ( مفيد )
لاحظت الكُل ينظر اليها وكأنها المُنقذ لأبنهم
فهل ستنجع في جعله يتكلم ويتواصل مع أهله
أم أن المشكلة أصبحت أكبر وأكثر مما تتوقع ....؟
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الخامس والعشرون
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
تقديري وشكري وامتناني لكل مُتابع لهذه الرواية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم....اندبها
[/frame]