إنها كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وبها أرسل الله رسله قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] وقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} [النحل:2].
ولأجلها أنزل الله كتبه وشرع شرائعه، ولأجلها نُصبت الموازين ووُضِعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكفار، فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب، وعليها يقع الثواب والعقاب، وعليها نُصبت القبلة، وأُسَّست الملة، ولأجلها جُرَّدت سيوف الجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وعنها يسأل الأولون والآخرون.
لا إله إلا الله محمد رسول الله هي التقوى وهي العروة الوثقى
ولو لم يبقى هنا إلا هذا المنبر لاختلفنا إليه أفواجا
بارك الله بك اخي وجعلها في موازين عملك