شكراً: 686

تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

[frame="8 10"]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

بعد جلوسي تحت شجر أُمتي
أستريح من عناء تجميع الوريقات المتيبسة
والتى أردت أن تكون سابعتهم هي الخاتمة
فلم أدرى إلا وقد سمعت أنين وهمس
لورقة جافة
صفراء
باهته
تشوبها الخُضرة من أطرافها
وكأنها لم تسقط من جرّاء الخريف
بل أرادت أن تسقط بملء إرادتها لتحادثني مثل أخواتها...
فتطلب الترفق بهم فهم ليسوا هدايا...
فالهدية مُحبب لمسها والتمعن بحواشيها الندية...
ولكن هي رسائل تُنبه وتقول
أن أساسها وأغصانها أصبحت هشّة وليست فتيّة..
فأنصعت لرغبتها فقد ترفقت بها
فأستمعت لشكواها ولومها للأمة ببوح
إمتلاء القلب به وفاضت على أسطح جنباته...
فكل الذي مرّ على أُمتي ليس سهلا
وهيّن كي يُنسى ويُترك سرحاً في سبحاته...
فالقلب قد ينسى
ويندثر شغفه وطموحاته ومطالبه الخاصة ورغباته....
ولكن يتوقف القلب وفؤاد الأمة إن لُمست جنباته...
فالأمة ليست عضلة منفصلة عن الجسد
وعن مختلجاته...
بل الأمة هي العصب والمسار الذي به تنتظم قنواته...
تكلم وقُل وأسمع مني
فلم أقع من شجرة خريف أمتي كبقية وريقاته...
فالذين وقعوا وسقطوا قد تيبست
حواشيهم ولم تعد تحملهم غصيناته...
أما أنا فقد قاومت السقوط
لأن جذوري مُلتصقة بجنباته....
ولكن قررت أن أسقط من شجر أُمتي
كي أستمع لبوح وخواطر خريف وريقاته...
فقد شمل حديثهم وزفراتهم وألمهم
كل جوانب تاريخ أُمتي وفناآته...
فأردت أن أختم بوحهم وشكواهم
بالقول
لازالت أُمتي فيها الخير المليء
مُلتضم في خيوط سبحاته...
فرجالها تحركت فيها النخوة
حتى وإن زحفت حبواَ في طريق مساراته...
تكلم وقٌل أن ورقة أُمتي المُخضرّة
تأمل الخير العميم والتوفيق من الله ورحماته...
فلن تقوم قائمة لأمة نسيت
منهجها وتاريخها وتشريع قرآنها وآياته...
فالكل يحسُدنا على ما آتانا
من خير مُنزل علينا من الله برسوله ومساراته...
وتمنوا أن تكون لديهم تلك التشريعات
والهدي المُوصل للأنتصار على النفس والظُلم وويلاته...
فالأمة لاينصلح حالها
إلا أن كانوا ولّاتها وسأئسي أمورها تحت
مظلة رضى الله والتقيد بتشريعاته....
وما دور الأقلام إلا توضيح ودعم الخير على صفحاته...
وتنظيف ماعَلِق بها من أدران وموبقات
تسيء للعربي المُسلم بمجتمعه وأهله وساحاته...
فالمجتمع كالبستان الغنّي
والمليئ بما يُسعد الرآي من تلمس وريقاته...
فإن فسد جزء من الحديقة
ذبلت وأندثرت وتيبست بقية زهراته...
فلن تعود مكان للراحة والهدوء
بل ستصبح مرتع للفساد والأفساد على جدران جنباته...
فالأمة يا قارئ وريقاتي
هي من ستكون شاهداً عند الله يوم تتجمع مخلوقاته...
فإن صلًحت ...وأنتشر دين الله
وهدي من بعثه رحمة للحرائر ولرجالاته...
تتقدم وتنتصر على هوس من يريدون سوء
بالأمة وتشريعاته وأساساته...
تكلم وقُل
لم أنتقد أُمتي حِقدا وحسدا وإحباطاً
بل حُباً وشغفاً لقطع حبل الالم الطويل وأنّاته...
فالكل يبكي ويتألم
ويذرف دموع على سطوح وأركان جنباته...
فلا أحد يريد أن تكون بيته
مُنهار سقفها وتخلخل حوائطها واساساته...
بل يريد أن يكون فيه
الأمن والطمأنينة مليئة بالنسائم الندية
من حدائق وبساتين زعفرانه وزهراته.....
فأيماننا يقول
أن الله قادر على إصلاح حالنا
وحال الأمة وإخراجها من الفِتن وتبعاته...
فقط وجب أن نلتصق بالمهج القويم
والدعاء وبيان أن للأمة خالق لاتعجزه إصلاحاته...
تكلم يا أندبها على لساني وقٌل
ولا تخجل من قولك بما تحس به تجاه الأمة
وأبتعادك عن الأحاسيس المُرهفة ومشاكل القلب ونبضاته...
فالكل له دور ومفاهيم
فهناك من يحرص على أن تكون كلمته
إصلاح وإرشاد ونُصح وبيان للخطأ وزلاّته...
فيصبح عمله فيه القبول والرضى إن شاء الله ..مليئ بحسناته...
وهناك من لا يأبه لحال الأخرين
ولايهتم الا بنفسه فيجهل حتى طُرق إصلاح أساساته...
فنراه يتخبط يمينا وشِمالاً وكأنه
مُستأجر لهذا الوطن ومُلتحف بدِثار بالي
في يوم مُثلج في زوايا حجراته..
فتكثر أخطاءه وذنوبه من خلال كلمته وقلمه وكتاباته....
فالكل له دور ولا يُفترض أن يسكت أو يغض الطرف
عن حال مجتمعه ومطالبه الأساسية ورغباته...
فهكذا هو ديننا
الأيثار والدعم والنصيحة وإصلاح القلب ومختلجاته...
فإن سكت الكل ينهار المُجتمع
وتسقط عرصاته...
أخذت الورقة المُخضّرة ووضعتها جانباً
وأسقيتها لعل ساقها تصل لقطرات الماء
لتلتصق بسيقان شجرة الأمة
فتسكت بقية الأوراق وتمنتع عن الألم وآنّاته....
فسبحان رب العِزّة
خالق هذه الأمة على سطح أرضه بين
نجومه ومجرّاته...
...........
اصلح اللهم حال أُمتنا وحرائرها ورجالها
لا إله الا انت سبحانك أستغفرك واتوب اليك
اخوتنا الكرام
بارك اللهم لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم
تقديري وامتناني وأحترامي لكل من علّق
وتابع وأضاف رداً يليق بأحاسيس كل عربي مُسلم
يشعر بحال أُمته...
مع شكرى وامتناني للأخت وهج لمتابعاتها واهتمامها
ومساعدتها ...فدورها هي وأخي شمس في الدعم لكل صوت
يُصلح شأن الأمة والمجتمع والبيئة
لايقل
عن دور من يريد لأمته أن تزدهر بالكلمة والقلم
لتتقدم الأمة ولا تكون لقمة سائغة
لأصحاب المنافع المُنعدمي الأخلاق والقيم...
ولنا لقاء إن شاء رب العِباد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم...اندبها

[/frame]

همس المطر معجب بهذا