عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2016   #43


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 03-30-2024 (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

بناء البيت المُسلم والعلاقة بين الزوجين ...( الجزء 13 )



[frame="2 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخوة الافاضل
والاخوات الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في الجزء الثاني عشر كُنت قد ذكرت مايفترض
عمله من خطوات في أول ليلة لهما ووصلنا للنقطة 2 التى
تتحدث عن الترفيه عن زوجته بالكلام الطيب والغزل
ومُشاركتها في الأكل ،
كل ذلك لكسر الجمود والخوف من هذه الليلة
فيكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ، وخيارهم خيارهم لنسائهم...رواه الترمذي
وحسّنه الألباني ....
وهنا إشارة مهمة على أن الأحسان للزوجة هي من مكارم الأخلاق
وكمال الأيمان ، ومُراعاة الظروف النفسية والجسدية للزوجة
وأيضاً للزوج ، طوال فترة الحفلة والأستعداد لها ...
وفوق كل ذلك يتضخم الخوف والرهبة في قلب الزوجة كلما
أقتربت ساعة اللقاء والخلوة ....
والخوف هنا من شقين ....
الأول أن تتأكد من أنها بِكر ، فيترتب عليه كل شيء بعد ذلك
من أنها عفيفة وشريفة ، وكأن هذا الغشاء الرقيق هو الدليل
القاطع على شرفها وعِفتها وتربيتها الحسنة ....
والثاني هو خوفها من العملية نفسها أي المعاشرة
لانها لاتعلم كيف ستكون وماهي ايجابياتها وسلبياتها ومضارها
وكل ذلك طبقاً للثقافة التى تحصلت
عليها أو المعلومات المغلوطة
التى تم حشرها في فكرها من مايحيط بها ....
والثالث هو خوفها في أن تتفاجأ بزوجها ،
في أن يكون ذو فكر متخلف
لايهتم لها ولا الي شعورها وأحاسيها تجاه هذه الليلة
ومدى فهمه ومسايرته للمجتمع المحيط به
وكيف يكون سلوكه وأدبياته
فكل ذلك سيترسخ في فكر ها في ثاني ليلة لهم ،
فإما أن تزداد حُباً فيه وتسعى لمرضاته بشتى الطرق
وإما أن تلعن تلك الساعة التى جمعتها به....
فالرجال من الظاهر سلوك وتصرف ،
وفي الباطن سلوك أحيانا مغاير للظاهر
وبالتحديد عند المعاشرة الزوجية
فكم من زوجة كانت تحب زوجها قبل الزواج
وبعد أول ليلة لهما ، تفاجأت بأنه مثل الحيوان لايهتم الا لشهواته
فكرهته وتمنت أنها لم تقترن به أصلاً ....
وكم من زوج مقت وكره زوجته من أول ليلة
فقد وجدها لاتهتم بنظافتها أو زينتها أو حتى إثناء المعاشرة
من خلال المفاهيم التى جاءت بها من بيئتها ....
وهنا اخوتنا الكرام
سنوضح لماذا كل هذا الخوف الذي تشعر به الزوجة
وماهي المقاييس التى تحكم على الزوجة في أول ليلة
فهل هو غشاء البكارة ،
والذي يمثل لها وللكثيرين أنه دليل عِفة وشرف
ولماذا أصبح هذا الغشاء الرقيق ، مقياس وميزان حساس
لأثبات التربية الحسنة والخٌلق والعِفة .....
وليس الدين والتنشأة الدينية الخُلقية على المنهج ......؟
فنرى الأم دائماً توصي أبنتها بالمحافظة على ذاك المكان
وعدم الأقتراب منه ، بل وتشرح لها أنه دليل عِفتها
ولم تزيد على ذلك شيء في إفهام أبنتها
من القول لها وأحرصي كذلك على حُسن خُلقك وألتزامك الديني
والمحافظة على الاوامر والنواهي الربانية ......
وهل ثبت بالفعل أن هذا الغشاء
ليس دليل على العِفّة والشرف ....؟
ولماذا يخاف الزوج من هذه الليلة
ويحسب لها ألف حساب ، فيسعى بكل الطرق والوسائل
لتجاوزها منتصرا رافعاً راية النصر
والنجاح وكأنه في معركة .....؟
وماهي المفاهيم الخاطئة التى
فهمها كلاً من الزوجين حول هذا الأمر ...؟
وماهو مقياس عِفة الرجل من عدمها .....؟
لذلك أخوتنا الكرام
سندخل في هذا الأمر ونحاول توضيحه من باب
أنه مهم ، وتأتي اهميته في الحرص
على مرور تلك الليلة بحب ورأفة
وأنسجام كامل ، وبدء حياة جديدة
تنفيذاً لتشريعاتنا ومفاهيمنا الصحيحة
وليس بداية جديدة مليئة بالتعقيد النفسي والكُره والتقوقع .....
ولنبدأ أولاً بتعريف كلمة العِفة
حتى نفهم ماهي هذه الكلمة التى اُراد بها باطل لكل من يفهمها
فقد قال تعالى موضحاً من هن المُحصنات العفيفات :
( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ ) المائدة 5
وتفسير هذه الآية يبين من هي العفيفة
( نكاح المحصنات،):
وهُنَّ الحرائر من النساء المؤمنات، العفيفات عن الزنى، وكذلك نكاحَ الحرائر العفيفات من اليهود والنصارى إذا أعطيتموهُنَّ مهورهن، وكنتم أعِفَّاء غير مرتكبين للزنى، ولا متخذي عشيقات.....
فمعنى العِفة لغويا هي :
مصدر عفّ يُقال :
عفُّ عن الحرام
يعِفَّ عِفّة وعفّا وعفافة أي : كفَّ فهو عفَّ
والعِفة هي :
الكف عما لا يحل ويجمُل
وهي ضبط النفس عن الشهوات
والعِفة هي هيئة للقوة الشهوية المتوسطة بين الفجور
الذي هو إفراط في هذه القوة ( قوة الشهوة )
وبين الخمود الذي هو تفريط
اذاَ فالعفيف أو العفيفة هم من يباشرون الأمور على وفق
الشرع والدين والمروءة
نعم أخوتنا الكرام هذه هي العفيفة
وهن العفيفات عن الزنى بجميع أشكاله ولا مُتخذي عُشاق ....
فهذا هو المقياس وليس شريحة لحم
رقيقة تُسمى ( غشاء البكارة )
فهذا الغشاء سبحان الله وضعه الله لبيان أن الفتاة لم تُمس
ولم تقترب من الزنى ولم ترتكب مايخالف شرع وتشريعات الله
وأيضاً هي علامة البكورة ....فهي بكر .....وليس ثيب ....
ومن هنا اتت أهميته ،
والترغيب في الزواج من الأبكار ، أتى من باب الأفضلية
فالبكر تأتي لبيتها الجديدة ولا خلفية لديها في كل شيء
فيستطيع الزوج أن يعلمها مايشاء وتتربى على طباعه
والثيب أيضاً التى سبق لها الزواج هي كذلك ذات أهمية
للحالة التى فيها الزوج كما حدث للصحابي جابر رضي الله عنه
فقد ورد عن جابر رضي الله عنه أنه تزوج على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له:
ياجابر ، أتزوجت ...؟
قال : نعم
قال: بكراً أم ثيباً ...؟
فقال : ثيباً
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفلا بكراً تلاعبها ،
فقال: يارسول الله كان لي أخوات ،
فخشيت أن تدخل بيني وبينهن...
فقال له الرسول الكريم: فذاك.....
( أي معك حق فحالتك تستدعي ذلك )
( أخرجه مُسلم في صحيحه )
وفي كتاب سُنن أبن ماجه عن عويم بن ساعدة الأنصاري
عن أبيه عن جده أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالأبكار
فإنهن أعذب إفواهاً وأنتق أرحاماً وأرضى باليسير ....
من سنن أبن ماجة في كتاب النكاح......
كل هذه الأحاديث تبين أن للبكر مقام رفيع
إن أحسنت إتباعها لشرع الله وهدي رسول الله .....
ولكن في زمننا هذا أصبح هذا الغشاء
هو علامة فقط للبراءة من الزنى أمام الناس
وليس أمام الله أو صاحبة هذا الغشاء
فأصبح الترقيع والتجديد والتغيير بالعمليات الجراحية
أصبح للأسف وسيلة لمن لايخاف
أوتخاف الله ، في غش من يتقدم
للزواج منها ، وبيان انها عفيفة طاهرة شريفة
في الوقت أنها تُمارس كل أنواع الرذائل ، وعند اقتراب العرس
يتم تصليح كل شيء ....
وأحياناً في غياب الدين والألتزام الخُلقي والتربوي
كثيراً مانسمع عن علاقات عشق وغرام
بين الفتاة والشاب ، ويمارسون كل أنواع
الفساد والموبقات ، بدون مساس ذلك الغشاء .....!!!!!
لماذا .....؟
لانه يُترك لمن حالفه الحظ العاثر في الأقتران بهذه الفتاة
فيعلم انها عفيفة شريفة
لم يسبق لها حتى ان كلمت أحد ...!!!!!
السؤال هنا
هل منع هذا الغشاء صاحبته ،
من ا ن لا ترتكب الهفوات
في وجوده ......؟
بالطبيعي لا فلم يتحكم هذا الغشاء في سلوك من تحمله
ولكن جعلته وسيلة لأقناع الأخرين بأنها عفيفة
لانها فهمت أن العِفة فيه ...
أما أتخاذ العُشاق والمُممارسات
الاخرى والأبتذال ....
ليس دليل على الفساد أو الانحراف ....
.
أخوتنا الكرام
لايمنع أن نقول أن هناك والحمد الله أخوات
وبنات عفيفات
وطاهرات وشريفات ،
وهُنّ من يحرصن أشد الحرص على المحافظة
على انفسهن من أي شيء ،
فالواعز هو الدين والخُلق الكريم والتربية
الصحيحة....فنراهم يحرصن أشد الحرص على مراقبة مايحملن
فلا يتحركن تحركات شديدة كأنواع
من الرياضة وهي القفز أو يحملن
أثقالا أو يُصبن بامراض تناسلية ، وفوق كل ذلك يحرصن حتى
على سلوكهم الظاهر بين الناس ، من إلتزام خُلقي وديني
وهذا كله يُدعم فكرة أنها بِكر عفيفة بالفعل .....
من هنا نعلم تمام العِلم أن ماقاله
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في بيان من تصلح للزواج في قوله
عليك بذات الدين تربت يداك
لماذا بذات الدين ....؟
لأنها عفيفة بالكامل بكل المقاييس والموازين ....
العِفة عند الرجل ( الزوج )
هنا نقول وقد عرفنا معنى العِفة ، والتى اقترنت بالفتاة
التى هي ( الزوجة الجديدة ) ، فأين عِفة الرجل ....؟
وكيف يتم معرفتها ....؟
هنا نقول أن عِفة الرجل هي مقدار إلتزامه بالأوامر والنواهي
التشريعية الدينية الخُلقية والتربية الأسلامية الصحيحة ....
فالخوف الذي يأتي من الرجل ليلة ( دخلته )
هو شكوكه في عدم أستطاعته القيام بواجبه ، وأرتباكه
وعدم خبرته وفهمه لأصول المعاشرة الزوجية ....
هنا قد يقول قائل :
ليس هناك رجل لايعرف ماهي المُعاشرة الزوجية
والحقيقة أقول نعم ليس هناك من لايعرف
ولكن الذي لايعرفه هو الكيفية في التنفيذ
وهذا دليل على عِفة الرجل أو الشاب أو الزوج ( العريس )
لانه لم يسبق له فعل المراذل والأخطاء ،
والحقيقة ذاك مالمسته من أحد الرجال الذي سأل وقال
لا أعلم كيف وأين ومتى تتم المُعاشرة
فصدقته لأني أعرفه تمام المعرفة فهو مُلتزم منذ نعومة أظافرة
ودأبه هو خُلقه الكريم وما معرفته بهذه الأمور لاتتعدي
المناهج التعليمية في الثانوية من شروحات في شرح البلوغ وحالاته فقط ...
من هنا يأتي خوفه ووجله وشكوكه
أحياناً في قدرته على أتمام الامر ...
فهو كذلك يخاف من أن يُقال عنه بالمصطلح المعروف
( غير رجل )
وأنه مُصاب العنت ....
أخوتنا الكرام
بعد أن تم توضيح مايشعر به الزوجين في أولى لياليهم
من خوف وبيان العِفة ومشتملاتها
سندخل في الجزء القادم الرابع عشر
لطرح السلبيات التى صنعها المجتمع
بجهله وبُعده عن نصوص التشريع
وسُنن رسوله عليه الصلاة والسلام
ونحاول مُعالجتها
بأذن الله
تقديري وأمتناني لكم
فجعل اللهم عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم....اندبها
[/frame]




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 03-06-2016 الساعة 04:41 PM

رد مع اقتباس