الموضوع: قصة الديانون
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-19-2023
اميرة الحب غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
ستجد الحب حتماً حين تؤمن بكل قواك القلبية أنّك تستطيع تحمل كل نقطة عذاب ستواجهك في هذا الطريق، وحين تؤمن وتستوعب جيداً أنّ الحب تضحية، ووفاء، وحنان لا ينتهي
اوسمتي
وسام الادارية النشطة وسام العطاء والتميز تكريم اكتوبر وسام الإدارية المتميزه 
لوني المفضل Gold
 رقم العضوية : 3722
 تاريخ التسجيل : Feb 2021
 فترة الأقامة : 1182 يوم
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (08:21 PM)
 المشاركات : 114,703 [ + ]
 التقييم : 123782353
 معدل التقييم : اميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 14,824
تم شكره 10,763 مرة في 7,036 مشاركة

اوسمتي

user353_pic2thumb قصة الديانون



يَخشى من انزياح السِّتار، ويَخاف من سقوط قناعه الَّذي طالما ثبَّته بِعُلماء يعرفون كيف تُؤكَل الكتف، وكيف يجب عليه أن يكون، غير أنَّ خوفه كان سببًا في انجذاب الفضيحة إليه!



حين فاحَت رائحته وجبَ عليه أن يجتهد ليرضي أسياده، فسحَب بلاده من الحياة، وقادها نحو الموت، زرَع فيها مساءاتٍ دامية، ووزَّع في المنازل أمَّهاتٍ ثكلى، وعيونًا دامعة، أذاق أطفالَ المدينة وما حولها صبَّارًا، وجعلَهم يمسكون بالسعدان بأيديهم الرَّقيقة، ثم ابتسمَ وقال: ربما أنَّ الفجر لن يستيقِظَ، وقهقه وسعل، ثم شَرِب وسعل.



دَلِف إليه مسرعًا:

• سيِّدي، المتاهة أبصرَت الدَّرب، وعادت إلى الطَّريق الصواب، والأجراس المعلَّقة قُطِّعَت أوصالُها! والأصنام الَّتي تحرس الخرافة حُطِّمت ولم يبقَ سوانا.



أطلَّ من نافذةِ قصرِه المنيف، رأى أناسًا منتعلين الموت، وعليهم أرديةٌ بيضاء:

• سحقًا! كيف وصَلوا إلى هنا؟!



• قلت لك: لم يبقَ سوانا.



تذكَّرَ أنَّ زوجته هربَت بأبنائها، وطلبَتْ منه المغادرةَ واللحاق بهم، بعد أن تعاظمَت الخيانة في جنده، لكنه أصرَّ على البقاء؛ لِيُثبت لها وللعالَم أنَّ هؤلاء ضالُّون، يحتاجون إلى التأديب، وأنَّ رقبة الذِّئب الملقاة أمامهم ستُعلِّم الثَّعالب طريق العودة والرُّكوع إليه أذلاَّء.



تنهَّد، بحثَ عن روح والدِه التي يُخيَّل إليه أنَّها تراه، تلفت يمنةً ويسرة، تمنَّى ريحًا جائعة تلتقطه وترميه حيث زوجتُه وأبناؤه، أو حيث روحُ والدِه، أراد الموتَ المفاجئ، تمنَّى أن يأتِيَه في هذه اللَّحظة هو منهَك، والمدينة أيضًا منهكة، فمنذ زمنٍ لم تُعرف من الألوان سوى لون الدَّم، حتَّى في يوم الجلاء!



هي تريد الخَلاص فقد مَلَّت هي الأخرى، وحدَهم مَن لم يتخلَّلهم الإنهاك، ولم يتسرَّب الملَلُ إلى دواخلِهم، أولئك الذين خلعوا ملابِسَهم، وارتَدَوُا البياض أناملهم التي تشير للفجر تخنقه، وأصواتهم الصادحة بالحقِّ تجعله يتقيَّأ كلَّ ما يحمل من ثقة أنَّهم سيَركعون له، الحياة التي تَرقص في عينيه يراها الآن كفنًا أبيض، والبياض لم يَعُد سوى سوادٍ يُناديه باسمه:

• بَهَّار، بهَّار.



تنبَّه على صوت "ماشر" وهو يُناديه:

• ماذا سنفعل؟!



غرق في صمتِه! ثم تذكَّر ليالي الأنس والرَّقص، ورائحة النَّبيذ التي لم تُغادر المكان:

• أين الأصدقاء الَّذين كانوا يجلسون على هذه الطَّاولة؟



• يشربون النَّخب في قصر بديلك!



• تبًّا لهم! لماذا باعوني؟! بمقدوري أن أعمل أكثر مِمَّا يُريدون، الحياة لم تزَل أمامي، بإمكاني أن أُعيد ترتيب ذاتي، أن أرتدي قناعًا جديدًا غير معروف، حدِّثهم، قُل لهم: أنا أملك حلولاً جديدة، اطلُب منهم مهلةَ أسبوع واحد فقط، سأغيِّر مَلامِحي، وأرتدي وجهًا ذا ملامح ضبابيَّة، سأُعلن التَّوبة، وأقود هؤلاء الحمقى؛ حيث يُريد أسيادي، أقنِعْهم؛ فرصةً واحدة.



أخذ يسعل، جفَّ ريقُه، طلبَ من أخيه قليلاً من الماء، تفاجَأ برصاصةٍ ثقبت دماغ أخيه على صيحات ذَوِي الألبسة البيضاء وتكبيراتهم.



صـرخ:

• باشر، ليس الآن، انْهَض، لا تَعِش مع تلك الرَّصاصة وتتركني مع الموت وحيدًا.



تأمَّلَ وجوه ذوي الألبسة البيضاء، من الصعب عليه أن يصدِّق ما يحدث، هل مَن كانوا بلهاء يَركعون له، هم مَن يقفون أمامه بعيونِهم الغاضبة، وأعناقهم المشرئبَّة، وتكبيراتهم المجلجلة، لقد خَسرهم وخسر كلَّ شيء، شعر برعشة الموت تدبُّ في أجزاء جسده، هَمَّا أن يرمي بنفسه من النافذة، لكن الأرض تكتظُّ بأناس يَهتِفون بالوحدانيَّة، وهم يطالبون برقبته.



استعصى عليه كلُّ شيء، وخانه كلُّ شيء، حتَّى أخوه الغريق بدمه، خانه هو الآخر، لماذا قدَّم روحه قبْلَه، اخلع بزَّتَك وربطة العُنق - قالها قائد الكتيبة - لم تَعُد بحاجةٍ إليها، قيِّدوا يدَيه ورِجلَيه بالسَّلاسل، وقادوه.



نظرَ أحدُ القادة إليه ببصرٍ حادٍّ خالجَه شيءٌ من القُشَعْريرة، أعلن التَّوبة بصوت باكٍ، ابتسم القائد، جرَّ رأسه إليه، همس بإذنه:

• استعِدَّ، الديَّانون ينتَظِرونك في الخارج.



🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻

مما قرأت




 توقيع :




💕🅰 🅼 🅵 💕



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اميرة الحب على المشاركة المفيدة:
 (03-20-2023)