عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012   #27


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



الفصل الثالث عشر



في اليوم التالي.. قفل من تبقى من الرجال عائدين إلى العراق.
وفي بعض الطريق.. اقترب صالح بحصانه من جابر وقال بصوت محزون وهو يتحسس يده المضمَّدة:
- لم أر مثل الذي رأيت.. لم تمر بي ساعة كالتي عشتها في السطح حين القتال.. منذ خلقت!!
فقال جابر:
- لله هو ما أعمق إيمانه.. إنه لم يرث دينه كما تورث الأموال.. بل جد في طِلاب الإيمان
حتى تغلغل في فؤاده، وتجربته الأليمة هذه أخرجته في بياض السحب ونقاوة المطر.!
- إن من يكون إيمانه كما ذكرت.. هو القادر على أن يبذل الأشياء المستعصية.. ويقدم التضحيات العظيمة.
- لقد أصبحت أشعر باحتقار لنفسي منذ التقيت به قبل رحلتنا هذه.. فقد خرجنا بنوايا متباينة..
فأنا خرجت أطلب حكم الأشبار ومجد الإمارة.. وسأحصل عليه.. ويوسف ذهب يطلب ما أطلب فمات دونه..
وحتى الرجال قصدوا الأعطيات وستغدق عليهم الأموال ساعة وصولنا.. وبعضهم لم يظفر بغير الهلاك وحتى ياقوت البائس..
شارك قاصداً الانتقام من شيوم فنال منه وتحصل على بعض ما يبتغي قبل أن يقتلوه.. وكل ذلك شهوات و حظوظ فانية.
- حتى أنا.. أعترف أني خرجت لأختبر قدرتي وشجاعتي.. وأرفع عن نفسي أثر الدلال الذي يضيفه عليَّ أبي..
وقد وصلت إلى ما سعيت إليه.. واكتشفت نفسي على ما أحب.. لكنني سأنضم إلى جيوش الجهاد إن شاء الله..
وأفيد مما علمته في نفسي وقدرتي وسأقتدي بعبد القيوم في مقاصدي.
- لقد أصبت فرأس الأمير شيوم كان يجمع رغباتنا ومقاصدنا جميعاً بما فينا عبد القيوم..
لكن عبد القيوم هو الذي فاز الفوز الحقيقي بهذا الرأس العسير المنال!
وبعد أسبوعين من السفر الحثيث، دخلوا العراق فودع صالح رفقاءه جابراً وعبد القيوم وبقية الرجال..
وانفصل عنهم متجهاً إلى بطحاء النهر حيث والده.
وواصل الباقون مسيرهم.. وعندما لاحت لهم مشارف بغداد.. كانوا قد نسوا متاعب الرحلة ومصائبها..
وبدأت أفئدتهم تخفق بالشوق لما ينتظرهم من الجوائز و المكاسب.
أما عبد القيوم.. فكان مستوياً على حصانه.. قابضاً اللجام بهدوء وصمت.. مطبق الفم كعادته إذا كان غائصاً في التفكير..
كان مطمئن الفؤاد.. تذكي روحه بهجة لذيذة.. ويعالج شوقاً إلى فأسه وأحطابه..
أما نظراته الساهمة فكانت معلقة بالأفق.. بالسماء.. حيث ينتظر جائزته من هناك..
فهو لم يكن البتة يحفل بجوائز الأرض..!

انتهت
رواية لخالد بن سليمان الجبرين





 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس