الموضوع: هل تعلم ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2020   #24


الصورة الرمزية الحسناء
الحسناء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3654
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 03-26-2022 (12:03 AM)
 المشاركات : 3,707 [ + ]
 التقييم :  878446345
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 78
تم شكره 153 مرة في 120 مشاركة
افتراضي



اليد اليُسرى في الحضارات و ثقافات الشعوب





يحتفل العالم في 13 من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعُسر ، و هم الأشخاص الذين يفضّلون استخدام أيديهم اليُسرى بدلاً من اليُمنى ، و هم فئة صغيرة من البشر يمثلون 10 بالمئة من البشر ، و قد قام السيد دين آر كامبل ، مؤسس المنظمة الدولية للعُسر ، بتنظيم احتفال لأول مرة بهذا اليوم في عام 1976 م ، لنشر الوعي بمزايا وعيوب استخدام اليد اليُسرى و دفاعاً عن حقوقهم المسلوبة منذ قرون طويلة .

تعرض الأشخاص العُسر للتمييز و النبذ من مجتمعاتهم بسبب العادات و التقاليد ، هذا بالإضافة إلى نظرة الأديان إلى اليد اليُسرى كرمز للشيطان و الخلود في النار ، فقد وردت الكثير من النصوص الدينية في كلاً من اليهودية و المسيحية و الإسلام ، تحث على استخدام اليد اليُمنى لأنها مباركة من الرب ، و تنهى عن استخدام اليد اليُسرى كونها رمز للشيطان ، و يوم القيامة يدخل المؤمنون الجنة من الجهة اليُمنى و يدخل الكافرون النار من الجهة اليُسرى ، و هذا إشكال في فهم النصوص سوف أوضّحه في نهاية المقال.

شهدت إسبانيا و أوروبا بين القرنين الخامس عشر و السادس عشر حملة اعتقالات و تعذيب ضد المخالفين للكنيسة الكاثوليكية ، و قد اعتمدت محاكم التفتيش في إدانة المتهمين بشكل أساسي على استخدام اليد اليُسرى ، كدليل أن المتهم مرتبط بالشعوذة و معاداة الكاثوليكية ، و يكون مصيره الإعدام .

تعرض الكثير من الأبرياء للتعذيب في محاكم
التفتيش الأسبانية بسبب استخدامهم لليد اليسرى

و في محاكمة الساحرات في الولايات المتحدة الأمريكية التي جرت أحداثها في قرية سالم بمستعمرة ماساتشوستس عام 1692م ، تم اتهام ماري باركر بالشعوذة و السحر ، و على الرغم من عدم توفر أي دليل ضدها إلا أن استخدامها لليد اليُسرى كان دليلاً قاطعاً لتعاملها مع الشيطان ، فتعرضت للتعذيب الشديد حتى أُجبرت على الاعتراف أنها ساحرة و أنها أقسمت بيدها اليُسرى أمام الشيطان على كتابه و صارت من اتباعه ، و تم إعدامها حرقاً .

حُكم عليها بالاعدام بسبب أنها عُسرى و تم أحراقها حتى الموت

في الحضارات و الأديان مثل الإغريقية و الهندوسية و اليهودية و المسيحية ساد الاعتقاد أن نصف الجسد الأيمن يمثل الذكورة بقوته و مهارته في تأدية المهام ، بينما اُعتبر الجانب الأيسر يمثل الأنوثة لضعفه و صعوبة التحكم به ، و بهذا تعرض كل من يستخدم يده اليُسرى للسخرية و الاتهام بالشذوذ الجنسي ، و لكن الأبحاث العلمية أثبتت عكس ذلك ، فنسبة الذكور العُسر أعلى من الإناث بنسبة 3 بالمائة .

و في أدغال أفريقيا ساد الاعتقاد بين القبائل الأفريقية أن يد اليُسرى مرتبطة بالشر ، فقد اعتاد أفراد قبائل الزولو في جنوب أفريقيا على استخدام اليد اليُمنى منذ الصغر ، و من يقوده حظه العاثر و يُولد أعسر في هذه القبيلة ، فسوف يتعرض لعقوبة شديدة بوضع يده اليُسرى في قدر مليء بالماء المغلي حتى يفقد القدرة على استخدامها ، فالأعسر في قبيلة الزولو نذير شؤم .

تقوم قبيلة الزولو بوضع يد الأعسر في الماء المغلي
حتى يفقد القدرة على استخدامها

أما القبائل المستوطنة على ضفاف نهر النيجر فتجبر النساء على تحضير الطعام بأيديهن اليُمنى و في حالة اكتشاف أمرأة تطبخ بيدها اليُسرى يقوم زوجها بطردها من المنزل اعتقاداً منه أنها ساحرة أو تحاول دس السم له بالطعام.
و في جمهورية غانا تُعتبر الإشارة باليد اليُسرى إهانة كبيرة .

استخدام النساء لليد اليسرى تعتبر جريمة عند بعض القبائل الأفريقية
أما قبائل الماوري ، و هم سكان نيوزيلندا الأصليين ، فهناك اعتقاد سائد بينهم أن الجانب الأيمن من الجسد يرمز للحياة ، بينما الجانب الأيسر يجسد الموت ، و لأن تلك القبائل مولعة بطقوس الرقص و الاحتفال ، فيجب على نساء القبيلة نسج و تصميم أزياء الاحتفال بأيديهن اليُمنى ، و من تخالف ذلك و تستخدم يدها اليُسرى فمصيرها القتل برماح أفراد القبيلة .

قبائل الماوري معتادة على الاحتفالات التي تنسجها النساء بايديهن اليمنى

تعرض الأشخاص العُسر للتمييز و النبذ ، و ما زاد الوضع سوءاً هو نظرة علماء النفس نحوهم ، ففي خمسينيات القرن الماضي أدعى الطبيب النفسي الأمريكي أبرام بلاو أن استخدام اليد اليُسرى مرتبط بالانحراف و العناد ،

الطبيب النفسي الأمريكي أبرام بلاو
مما دفع المعلمين في المدراس الكاثوليكية إلى عقاب الطلاب لاستخدامهم اليد اليُسرى كونها تجسد الشيطان و الفكر الشيوعي ،

قام المعلمون بضرب التلاميذ العسر
و اجبارهم على استخدام ايديهم اليمنى
حيث تعرض الطلاب العسر للضرب بالعصي و تقييد أياديهم اليُسرى لإجبارهم على استخدام اليد اليُمنى ، و قد تسببت تلك القسوة المفرطة في تدهور حالة الطلاب النفسية و فقدانهم الثقة في أنفسهم ، و أستمر ذلك التمييز المقيت حتى سبعينيات القرن الماضي .

النظرة الإيجابية لاستخدام اليد اليُسرى عند بعض الحضارات و الشعوب :

على الرغم مما تعرض له الأشخاص العسر من تمييز و سخرية في ذلك الوقت إلا أن هناك جوانب إيجابية ساعدتهم على الصمود و مواجهة المجتمع .

قبائل السلت و الفارس الأعسر :

في 9 سبتمبر عام 1513م شهد شمال إنجلترا معركة فلودين الدامية بين الجيش الإنجليزي و المتمردين الاسكتلنديين ، و قد انضمت قبائل السلت للجيش الإنجليزي مما رجّح كفته و انتهت المعركة بهزيمة الاسكتلنديين ، و تكريماً لدوره بالحرب قررت السلطات الإنجليزية منح أندرو كير زعيم السلت حكماً ذاتياً على تلك المناطق في مقابل ولائه لهم ،

كان أندرو كير فارس أعسر لا يشق له غبار
لقد كان أندرو كير فارساً شجاعاً لا يُشق له غبار ، و قد تميز باستخدام يده اليُسرى في القتال حتى أصبح أسطورة بين أفراد قبيلته ، و قام كير بتدريب جميع مقاتليه على القتال و المبارزة باليد اليُسرى ، لم يكتفي كير بذلك بل إنه قام بإعادة بناء قلعة فيرنيهيرست ،



و على عكس الكثير من الحضارات و الثقافات التي احتقرت الأشخاص العسر ، فإن حضارة الإنكا اعتبرت أن الشخص الأعسر يمتلك قدرات خارقة منحتها له الألهة و أن بمقدوره شفاء الأمراض بيده ، و يعود السر في ذلك التقدير إلى أن ملك الإنكا لو يوبانكي الذي كان أعسر ، و قد أُطلق عليه لقب الأعسر المُعظّم ، و كما يُقال " الناس على دين ملوكهم " و لهذا أعتقد شعب الإنكا أن العُسر صفة جيدة ارتبطت بالشجاعة و الأعمال الصالحة .


في إحدى الأمسيات دعى السيد بيل جروبي و زوجته كلاوديا بعض الأصدقاء إلى مأدبة العشاء ، و أثناء تناولهم العشاء لاحظ جروبي شيء غريب جداً ، فضيوفه الأربعة كانوا يستخدمون أيديهم اليُسرى في تناول الطعام و قد وجدوا صعوبة في تناول الطعام ، و هنا دار بينهم حوار طويل حول الصعوبات التي يواجها الأشخاص العُسر في حياتهم اليومية ،

و هنا خطرت على بال جروبي فكرة عبقرية و هي افتتاح متجر لبيع الأدوات المخصصة للعُسر في مدينة لندن ، و كان ذلك في 16 أغسطس من عام 1968 م ، و قد حقق جروبي نجاحاً كبيراً و فتح سلسلة من المحلات في جميع أرجاء إنجلترا ، و أصبح يُصدّر منتجاته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، و كان مدير أعماله السيد بيتر بروم و هو شخص أعسر .

رأي العلم في تفسير حالة العسر :


تعمدت تأخير التطرق للجانب العلمي رغم أهميته حتى لا يُصبح المقال مجرد بحث علمي ممل أو درس في مادة الأحياء.


كمل تعلمون فإن الدماغ يتحكم بجميع أجزاء الجسم ، ذلك العضو المكون من جزئين متصلين بنسيج عصبي ، يعمل الدماغ بطريقة عجيبة حيث يتحكم الجزء الأيمن من الدماغ بالنصف الأيسر من الجسد ، بينما يتحكم الجزء الأيسر منه بالنصف الأيمن من الجسد ، فاذا تعرض الجزء الأيمن من الدماغ للإصابة مثلاً فانه النصف الأيسر من الجسم يُصاب بالشلل ، و العكس صحيح .

جزئي الدماغ يتحكمان بالجسم بطريقة عكسية حيث يتحكم الأيسر بالايمن
يُعتبر الجانب الأيسر من الدماغ هو المسيطر على الحركة عند أغلب البشر و لهذا نستخدم أيدينا و أرجلنا اليُمنى بشكل أفضل من اليُسرى ، و لكن هناك أقلية من البشر لا تتجاوز نسبتهم 10 بالمئة يكون لديهم الجانب الأيمن من الدماغ هو المسيطر على الحركة و لهذا نجدهم يفضّلون استخدام أيديهم و أرجلهم اليُسرى بمهارة تفوق مهارتهم باستخدام أطرافهم اليُمنى.

تفسير موقف الأديان السلبي من الأشخاص العُسر :

لقد أجمعت الأديان السماوية على وجوب استخدام اليد اليُمنى و تحريم استخدام اليد اليُسرى كونها مرتبطة بالشيطان ، و يرجع ذلك إلى أن غالبية البشر تستخدم اليد اليُمنى في الأكل ، بينما تستخدم اليد اليُسرى في تنظيف القاذورات - أعزكم الله - و من هنا ارتبط استخدام هذه اليد بالشيطان ، و لكن هذا لا يعني أن الأعسر ساحر أو من أتباع الشيطان ، فالإنسان بكل الأحوال لا يستطيع الاستغناء عن اليد اليُسرى في أداء أبسط الأمور حتى لو لم يكن أعسر ، ثم إن كثير من المراجع الدينية قد أصدرت فتاوي تبيح استخدام اليد اليُسرى للأشخاص العسر كونها مشيئة الله و ذلك خارج عن إرادتهم ، و أن المقصود بالنهي هم الشخاص الذين يتعمدون فعل ذلك.

هل الأشخاص العُسر خارقو الذكاء و موهوبون ؟

كما يُقال " من رحم المعاناة يولد الإبداع " فالشخص الأعسر يتعرض لضغوط شديدة ليواكب المجتمع ، مما يُولّد عنده إصرار عجيب على التفوق .

و قد أظهرت الأبحاث العلمية أن دماغ الشخص الأعسر يمتلك حزمة من الخلايا العصبية تربط نصفي الدماغ أكثر من أي شخص أخر ، هذا بالإضافة إلى سيطرة الجزء الأيمن من الدماغ و هو المسؤول عن القدرات الإبداعية و الخيال.


و هذه أسماء لبعض المشاهير في جميع المجالات و هم عُسر :

في مجال السياسة : ثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ( رونالد ريغان – بيل كلينتون – باراك أوباما).


و قادة و زعماء أخرون مثل : أدولف هتلر – مهاتما غاندي – نابليون بونابرت – يوليوس قيصر – الملكة فيكتوريا – ونستون تشرشل – هوجو تشافيز – فيديل كاسترو.

مجال العلم و الابتكار : ليوناردو دافينشي – إسحاق نيوتن – ألبرت أينشتاين.

مجال الفن : الرسامان ميكيل أنجيلو – بيكاسو ، و الموسيقيان بيتهوفن و موزارت .

و في مجال التمثيل و الاستعراض : تشارلي تشبلن – مارلين مونرو – انجلينا جولي.

مجال الرياضة : أسطورتا كرة القدم الأرجنتينيان دييغو مارادونا و ليونيل ميسي .
و بطل كرة المضرب الإسباني رافاييل نادال.

اليمين و اليسار في مجال السياسية :


نسمع في نشرة الأخبار بشكل متكرر عن الحزب اليميني و الحزب اليساري ، فما هو أصل تلك المصطلحات و ماذا تعني ؟.


يعود أصل التسمية إلى زمن الثورة الفرنسية 1789 م فعندما عقد البرلمان جلساته و كانت مقاعد النواب على يمين المجلس مؤيدون للملكية أما المعارضون فكانوا على يسار المجلس .

يعود أصل اليسار و اليمين الى البرلمان الفرنسي عام 1789 م
و من هنا ظهر هذا المصطلح و توسع مع الوقت ليشمل أفكار و اتجاهات سياسية متعددة ، و بشكل مبسط نجد أن الأحزاب اليمينية تدعم السلطة القائمة و تؤمن بتفاوت طبقات المجتمع بين غني و فقير ، و أن الفقير يجب عليه أن يجتهد ليقضي على الفقر ، كما أن الأحزاب اليمينية تدعو إلى حق المواطنين بالعيش في البلاد فقط و نبذ المهاجرين و الغرباء.


أما الأحزاب اليسارية فهي معارضة للسلطة و تدعو لإسقاطها ، و تؤمن بالمساواة بين المواطنين و منها انبثقت الأفكار الاشتراكية .






 
 توقيع :


رد مع اقتباس