ثانيًا : الذنوب الظــاهرة سببها الذنوب البــــاطنة
فأي معصية ظاهرة تقعي فيها ، سببها آفة مُترسخة داخل القلب
فالحسد هو الذي أوقع اليهود في الكفر بملة محمد صلى الله عليه وسلم ..
يقول تعالى : { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا
حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ .. } [ البقرة : 109 ]
والكبر جعل فرعون وملأه يكفرون بدعوة موسى عليه السلام
يقول الله عزَّ وجلَّ :
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } [ النمل : 14 ]
وحتى ذنوب الشهوات كإطلاق البصر ، سببها القلب
يقول تعالى :
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [ النور : 30 ]
فالخبير: هو المطلع على سرائر الأمور وخفاياها سبحانه وتعالى
مما يدل على إن إطلاق البصر أصله آفة باطنة في القلب وحينما زاغ القلب زاغت العين
فطالما القلب من داخله خراب ، سيجر صاحبه إلى جميع أنواع المعاصي !