منتديات وهج الذكرى - عرض مشاركة واحدة

اوسمتي · 09-20-2013

الحلقة الثانية
عندما أعطيناهما قليلا من الماء محلى بالتمر ليطفيا عطشهما .. وليرفعا السكر المنخفض عندهما ..
سألناهما : أين السيارة ؟
قالا : سقطت في الرمال !
وعندما سقطت السيارة في الرمال حاولنا إخراجها بكل ما أوتينا من قوة .. ولكن باءت جميع محاولاتنا بالفشل الذريع ..
فتشاورنا فيما بيننا أن نقفل أبواب السيارة ونأخذ المفتاح .. ونأخذ إحداثيات السيارة ونذهب لطلب المعونة في هذه الصحراء المترامية الأطراف !
وذهبنا في اتجاه الجنوب والحمد لله قَدْ مَنَّا الله علينا بالسلامة .. وها نحن الآن بين أيديكما بعد أن سرنا على أقدامنا من أمس العصر إلى اليوم الظهر مسافة ربما تقل أو تزيد عن 150 كم !
حَمِدنا الله على سلامتهما .. سألتهما كيف اتصلتما علينا ؟
قالا : كنا في أعلى قمة ذاك الجبل .. لان في السهل لا يوجد اتصال .. فارتقينا إلى ذاك الجبل لنكتشف العالم من حولينا .. ويمكننا الاتصال لطلب النجدة .. ولنطمئن أولادنا علينا !
سألناهما : هل صدتما شيئا ؟
قالا : الصيد وفير في السيارة وضعناه في حاويات فيها قوالب ثلج أُعدت لهذا الغرض !
أخبرناهما بأننا لم نكن لوحدنا وإنما معنا الشباب أبو عبد الرحمن .. وأبو فيصل .. وأبو انس .. وأبو محمد .. وأبو صالح .. وحلم الأمل .. تبسما وقالا : كل هذا الجيش للبحث عنا .. ما شاء الله علينا والله إنا مهمين لهذه الدرجة !
قلنا لهما : أنتما غالين علينا !
وسيذهب احدنا لتبشيرهم بسلامتكما ولإحضارهم إلى هنا ..
انتدب الشهم يمك دروبي لهذه المهمة وهو الذهاب إلى الشباب في المكان المُتفق عليه وإحضارهما بعد أن اخذ إحداثيات المكان الذي نحن فيه !
جلسنا تحت ظلال شجرة كبيرة بعد أن أخرجنا لوازم الرحلة من السيارة .. توسد كل منا رجل الآخر ونمنا نوما عميقا !
لم ننتبه من النوم إلا بوجود الشباب بين أظهرنا وهم يضحكون على منظرنا ونحن متوسدين أرجل بعضنا بعضا !
قمنا واغتسلنا وعانق الشباب شمس الأصيل .. وعذب القوافي وهناؤهما على السلامة وعلى لطف الله بهما ..
ارتاحوا الشباب من المشوار قليلا .. واجمعوا أن يذهب نصفنا إلى السيارة لإخراجها من الرمال .. والنصف الآخر يبقون مع شمس الأصيل .. وعذب القوافي !
ذهبت أنا مع الشباب لإخراج السيارة من الرمال بعد مسافة ليست بالقليلة حوالي 151 كم .. وجدنا السيارة غائصة في الرمال وبتعاون الشباب أخرجناها من الرمال .. وركب احدنا في السيارة وقادها ليوصلها إلى صاحبها ..

نكمل في الحلقة الثالثة