[frame="2 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وفي المساء إستعدت ( ماجدة ) للقاء المُرتقب
مع الأستاذ ( شكري ) ، فأخذت هاتفها وأتصلت ب( مريم )
ـ انا أنتظرك في الحديقة .....
وأقفلت ( ماجدة ) هاتفها وخرجت ، وبعد أن قطعت
المسافة بين بيتهم والحديقة ...وصلت لحواف وبالقرب
من المكان الذي شَهِد لقاءها الأول مع ( مفيد )
فتذكرت جلساتها وأنتظارها ، في هل يتكلم ويتغزل فيها
بعد أن ينهي أبتساماته الجذابة ....
فقالت في نفسها ...الان كل شيء أنتهى ولم يعد له وجود
بعد أن أسمعته ما لا يرضى ....
ولا أعتقد أن هناك من يرضى لنفسه الأهانة والصد ، من أن يرجع
مرة أخرى ويتأمل خيراً من جلاده ...!!!!!
فأن فعل ذلك ...فهذا يعني أنه يحب جلاده ويسعى لمرضاته
أي بمعنى ... .يحبه...بدون مطمع .....
اين سرحت انا هنا .......ِ
فألتفت فوجدت مريم واقفة بجانبي وتضحك وتقول
اعتقد أنكِ تفكرين في مالذي حصل هنا في الحديقة من أحداث
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كنت أفكر في سذاجتي وقِلة عقلي يوم أتيت الى الحديقة
لأشتري الحُب والكلام الجميل .....
في الوقت الذي أغمضت عيني على أنواع الحُب الأخرى
التى فيها كل ما أريد ....
فحُب الله وحُب عباده وحُب الوالدين وحُب الأخوة وحُب
المشاكسات المزعجات مثلك ....
وأنطلقت ضحكات بيني وبين ( مريم )....
ـ نعم ياماجدة هناك من الحُب مانعجز عن فهمه حتى
نقع فيه ....دون ان نصطنع الوسيلة او الطريقة للحصول عليه
ولكن رغبتنا في الحُب السهل ، وكأننا نستعطفه من الغُرباء
هو الذي أوقعنا في ظُلم أنفسنا والاخرين ....
وبعد ان أستقلينا سيارة أجرة ، أصرت ( مريم ) أن تدفع أجرتها
وصلنا وترجلنا ...لمسافة ليست ببعيدة ....
ـ مريم ....مريم....انظري هناك
فنظرت مريم في أتجاه يدي وهي تشير للافتات ضخمة
مُحاطة بالأضواء الكاشفة على كلمة
نادي الروتاري العائلي ....!!!!!!
فتذكرت كلمة ( الروتاري وهو النادي الخاص بأعضاء المنظمة الماسونية)
ـ فما شاء الله على مثقفينا ينظرون لهذا الأسم ليل نهار
ولا يساورهم شك أبداً ، في محتواه ....
ـ نعم هو بعينه ....هي بنا ندخل اليه
ولكن ليس معنا إذن أو تصريح للدخول ....
ـ ليست هناك مشكلة فبأمكاننا الأتصال من الأستعلامات
وطلب أحد المتواجدين فيه....
ـ وهل هناك أحد نريده .....؟
ـ فلمن اذا أتينا هنا.....؟
للاستاذ ( شكري ) أم نسيتي .....؟
ـ نعم تذكرت ، ولكن قد سرحت قليلاً ، في كيف سيكون اللقاء
ـ لاتخافي وكوني شجاعة وأستمعي فقط ولا تعلقي
فنحن في حماهم وبيئتهم وحصنهم.....
فأقتربت مريم من الأستعلامات وقالت لهم:
فقد أستدعانا هنا لمقابلته .....
ـ يرجي من الأستاذ ( شكري ) القدوم للأستعلامات ....
وبعد دقائق وصل رجل يبتسم من بعيد وكانه يعرفنا
ـ هل هذا هو الأستاذ ( شكري )
ـ لا ليس هو ....ربما أحد موظفي النادي ...
فمشينا وراءه ...وكأننا محكومين بالاعدام نسير خلف الجلاد ...
فرأيت في طريقي مربعات كاملة العدد ، فهناك من يقرأ الصحُف
وهناك من يلعب الشطرنج وهناك من يجادل ويحرك يديه كثيراً
وهناك من يكتب وينهمك في الكتابة....
وهناك عائلات تظهر عليهم النعمة ، من خلال لباسهم
وتغنجهم ، مصحوبين بأطفالهم ، الذين لايشبهون اطفال
الحواري والأزقة التى نعيش فيها ....
ـ قولي لي من ذالك الرجل الجالس في الركن....؟
ـ هو الفنان المشهور ,,!!!!!
ـ نعم ...وغيره الذين يدعون الوطنية في أفلامهم ومسلسلاتهم
وفي المساء ياتون هنا لدعم صندوق اليهود ، بأشتراكهم في النادي
ـ والأخر الكبير في السن هناك
ـ هذا الأديب والكاتب المعروف الذي كفّره الأزهر ، عندما طعن في
وهل لازال هنا ......الم يحاكموه .....؟
قاموا بمحاكمته وأجبر على الأقامة الجبرية في البلاد ...!!!!!
ـ اخيراً من تلك السيدة الفاضلة التى تقرأ في كتاب ....
ـ هذه أحد تلميذات ( نوال السعداوي ) المتحررة وعدوة الدين وأصوله
وصاحبة أقوى المراكز الثقافية الخاصة بحرية المرأة ....
ـ تفضلوا بالجلوس هنا حتى أستدعي الأستاذ ( شكري )
حتى أتى رجل طويل وتشبه هيئته هيئة وزير بقيافته وأناقته
وهو يبتسم ....فأتجه ناحيتنا وقال:
ـ أعرفك على الأنسة ماجدة التى حدثتك عنها
فلما رأيته لعنت الساعة واليوم والدقيقة وحتى الثانية
التى سأضيعها مع هذا الطفيلي ...ولكن انا هنا لغاية وهدف
فلا بد أن أكون كما يريدني أن اكون ...
ـ مرحب أستاذنا وقديرنا ومُرشدنا المميز ( الأستاذ شكري )
الذي أستطاع بقدرته المثالية ،
في دعم المنظومة بأفكاره النيرة
في نشر الأفكار التى طالما تمنى
نشرها وتبيانها المهندس الأعظم ..!!!!
هنا رأيت فيه عينيه نظرات
تشبه نظرات المعجبين أو المستغربين
او المحتارين كيف يردون ....
فقال بعد ان عدّل نظارته ،
كنوع من ( البرستيج الكاذب ) :
ـ أأنت الأنسة ماجدة ....؟
التى لم تحدثني عنها مريام
بصورة حقيقية ....بل قالت كلام عادي وكأنها تتحدث عن
انسانه مبتدئة في الشكل والفكر والأعتقاد
ولكن الذي رأيته وسمعته يفوق وصف وكلام مريام عنك ...؟
ـ شكراً استاذنا المُرشد ( شكري )...
ـ انت هي المُرشدة الجاهزة بلباقتها وأناقة كلماتها
فلا تستحقين التوجيه او الأرشاد ...
فبدأ يزكي في تصرفاتي بكلمات ، فيها من الأعجاب وأحيانا
التغزل العفيف ، اثناء تعليقه على لباسي قائلاً
هذا الذي نريده في مجالنا هو البساطة كي نأسر قلوب الأخرين
بثقافتنا وأستيعابنا للفكر عملياً وليس فقط للتباهي به
وأستبدلها بكلمة نوجههم للخير العميم
فقلت له إمعانا في جعله مشدوه ومحتار في كيفية التعامل معي :
ـ لاتخشي سيدي الفاضل من كلمة نطعنهم
بالفعل سنطعن كل من يحاربنا ويحاول أن يقف في طريق
نشر فكرنا الذي أتى به المهندس الأعظم لهذا العالم
حيران البيود .... نائب الرئيس
وموآل لامي ...... كاتم سر أول
الذين أسسوا المنظمة ....وجعلوها منارة للعالم
لن يذهب سُدى ....فنحن جنودهم ....
فذكرت له اليهودان اللذان أسسا المنظمة
كي أفهمه أنني لا أحتاج لنصائحه ولابهره
وايضا كي يعلم انني لست بلقمة سائغة له ولأمثاله الطفيليين
فما كان منه الا ان نزع نظارته الطبية وعدّل من جلسته
ماهذا الذي أراه وأسمعه ....
كيف تخفين عني هذه الدُرة طوال هذه السنوات
وكأنه يهددها بتوجيه اصبعه ناحيتها ...
ووجه كلامه لي يريد أن يتكلم ، هنا قاطعته
لأصغر من قيمته وليعرف حجمه
أرجوك لا أريد أن تًهان أختي مريم وانا متواجدة :
أستاذنا الفاضل لاتلوم أختي وحبيبتي ( مريام )
فهو تحاول معي منذ السنوات الأولى من تعارفنا
ولكن كنت عاصية ولا اهتم لهذه الامور ...
فالواجب عليك شكرها لا لومها ....
وحين قلت الواجب عليك ...قلتها وأنا انظر لعينيه
موجهه أصبعي اليه وكأني أهدده ....
ـ لا أقصد أهانتها ولكن من فرط أعجابي بك لمتها
وعليه سأشكرها بالطريقة التى تلائمها
ـ لا ....سيدي الفاضل هي من عرفتها قبلك
وقد أحببتها ، وشكرها هنا هو الذي يريحني والا
سأغادر ....وليمشي الكل في طريقة وطريقته الخاصة ....
وأصطنعت أني أحرك الكرسي الى الوراء لأنسحب
فما كان منه الا أن بلع الطُعم وقال:
ـ ما هذا حتى الشخصية قوية ....انا اعتذر منك يامريام
وأشكرك على كل شيء ، فهل رضيتي
قال هذا الكلام وهو ينظر لمريم...
فما كان من مريم الا ان قالت :
ـ هل تعلم أنها المُرشدة لي في الجامعة وتوجهني
الى حيثما أريد ، بعد ان انظمت لمنظمتنا
والذي بيننا هو الحُب والأخوة ......
وهي أحرص عليّ من نفسها ....
لهذا السبب طلبت منك الاعتذار ...فهي تستحق ان تطلب ما تشاء
لانك رأيت وسمعت وعلمت قولها وشخصيتها المؤثرة ...
أم انا مُخطئة في تقديرك ....؟
.........................................
مالذي سيحدث مع الأستاذ ( شكري )
بعد ان أسمعته ( ماجدة ) و ( مريم ) من الكلام ما لايطيق
فهل سيتوتر ويتخذ موقف ، أم سيصمت مطاطيء الرأس
هذا ماسيتم معرفته في الجزء الحادي والعشرين ....
الرجوع من الذهاب ....بعيدا
تقديري وامتناني لمتابعاتكم الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/frame]