لماذا تضعف شهية الأطفال في سن 2-3 سنوات؟


لأن أجسامهم ليست بحاجة إلى الكثير من الطعام

من فترة إلى أخرى تتغير شهية الطفل للطعام، ففي بعض الأيام قد يأكل كا ما يقدم له و كأنه لم يتذوق الطعام منذ أيام، لكنه في أيام أخرى قد يعزف عن تناول الطعام و بالكاد يدخل جوفه شيئاً، وفي رأي أندريا ماكوي، أستاذ طب الأطفال في جامعة تيمبل في فيلادلفيا، الأمر الذي ليس له علاقة بالطعام وإنما برغبة الطفل في التعبير عن استقلاله وعن قوة شخصيته، خاصة وأن شهيته لتناول الطعام تعد واحدة من الأشياء القليلة التي يمكنه التحكم فيها، إضافة إلى أنها لا تسبب له أي نوع من الخجل. وتعتقد أندريا أن التصرف المثالي مع الطفل يعتمد على عدم إظهار القلق والإستمرار في تشجيعه على تناول الطعام الصحي. فيما يلي نعرض عليك ثلاثة نماذج درامية لضعف الشهية شائعة الحدوث بين الأطفال في سن 2-3 سنوات:

1.تقلب في الشهية:
في بعض الأيام يصر الطفل على عدم الإقتراب من الطعام، وفي أيام أخرى يأكل وكأنه لم يسبق له تذوق الطعام.

لماذا يفعل ذلك؟
السبب الوحيد الذي يفسر هذه الحالة، هو بطء عملية النمو في هذه السن وبالتالي تقل حاجة الجسم للسعرات الحرارية، و ذلك على عكس الطفل الرضيع الذي يكون في مرحلة النمو مما يجعله بحاجة إلى الطعام طوال الوقت، ولو قارنا معدا النمو بين الطفل والرضيع نجد أن الرضيع يزداد طوله نحو 3 إنشات كل ثلاثة أشهر، بينما يستغرق حدوث الشيء نفسه لدى الطفل الكبير عاماً بأكمله.

كيف تتعاملين معه؟
لا تتوقعي من طفلك في هذه السن أن يأكل بنفس القدر الذي يأكل فيه إخوته الكبار، ولا حتى أن يلتزم مثلهم بالوجبات الرئيسية الثلاث، ومن أجل تشجيعه على تناول الطعام قسمي عدد الوجبات إلى 5 وجبات بحيث تكون بكميات صغيرة لكنها مفيدة، وتجنبي أن تمتد يده للخيارات السهلة التي تزوده بسعرات حرارية غير مفيدة مثل المشروبات الغازية. ويفضل أن لا تجبريه على تناول الطعام، وتذكري أنه عندما سيجوع سيأكل وكوني مطمئنة لأنه بأي حال من الأحوال لن يجوع نفسه.

يصر على عدم التنويع:
لا يقبل بأن يتناول أي وجبة لا تحتوي على المعكرونة أو البطاطس المقلية.

لماذا يفعل ذلك؟
في مثل هذا السن يكون الطفل روتينياً بشكل كبير فهو يريد أن يلهو بلعبته المفضلة كل يوم، ونفس الشيء ينطبق على الطعام، حيث لا يكون لديه أي استعداد لتجربة أصناف جديدة ويصر على تناول الصناف التي اعتاد عليها.

كيف تتعاملين معه؟
لا مانع في أن تقدمي له الأصناف التي يطلبها، ولكن بشرط أن يكون إلى جانبها صنف جديد في كل مرة، هكذا تتاح له فرصة تناول الطعام الذي طلبه إلى جانب تجربة صنف جديد. ومن الطبيعي أن يبدأ بالطعام الذي يحبه، ولكن إذا كانت الكمية قليلة ولا تشبعه سوف يضطر لتجربة الصنف الجديد، وطالما أعجبه سيضيفه إلى قائمته المفضلة، ولن يمانع في تناوله هذا إن لم يطلبه بنفسه. ولكن إذا لم تفد هذه الحيلة ولاحظت أنه يكتفي بقدر قليل من الطعام من الأفضل ان تراجعي الطبيب ليصف له فيتامينات مقوية للصحة وفاتحة للشهية.

يلهو بالطعام بدلاً من أن يضعه في فمه:
كلما حان موعد الطعام يجلس على المائدة، لكنه بدلاً من أن يضع الطعام في فمه يلقيه على الأرض أو يسكبه على المائدة ليلهو به ولا يبالي بردة فعلي.

لماذا يفعل ذلك؟
هذه السن هي مرحلة الاكتشاف بالنسبة للطفل، فهو يريد أن يعرف مكونات كل شيء بما في ذلك الطعام، فمثلاً: هو يتوق ليعرف ماذا سيحدث إذا ما ألقى البازيلاء على المائدة وطحنها بيديه؟ أو كيف سيكون شكل الأرز إذا ما بعثره على الأرض؟ فما تعتبرينه فوضى بالنسبة له منتهى المتعة.

كيف تتعاملين معه؟
لا تصري على عقابه في كل مرة يسبب فيها الفوضى، لأنك بهذه الطريقة ستحولين موعد الطعام إلى معركة، وحاولي قدر الإمكان أن لا تجبريه على الإنضمام للمائدة إذا كان لا يرغب بذلك، وأيضاً ارفعي الطبق من أمامه بمجرد توقفه عن الأكل، ولا تبالغي في انزعاجك لأنها مجرد فترة و ستمضي.