وتوقيرهم له في حياته
حيث نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
شرف لقاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان لهم النصيب الأوفى من توقيره
وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم، ولم،
ولن يدركهم من بعدهم، ثم شاركوا الأمة
في تعظيمه بعد موته
صلى الله عليه وسلم (
وأجمل من وصف شأنهم
في ذلك عروة ابن مسعود
الثقفي رضي الله عنه
حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم
في صلح الحديبية،
فلما رجع إلى قريش قال:
أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكاً قط يُعظِّمه أصحابه
ما يُعظِّم أصحاب محمد محمداً،
والله إن تنخمَّ نخامةً
إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلك بها وجهه وجلده،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون
على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده،
وما يحدُّون النظر إليه
تعظيماً له" (رواه البخاري)
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
من فرط تعظيمهم وإجلالهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يتحدث إليهم
جاء هذا الوصف العجيب الذي رواه
أبي سعيد الخدري في قوله:
وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير"
(رواه البخاري)
وفي وصف الأجلال والرهبة والحُب
الذي يتملكهالصحابي الجليل
عمرو بن العاص رضي الله عنه
عند ملاقاته
للنبي صلى الله عليه وسلم أو التحدث إليه
فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
وما كان أحد أحب إلي من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالاً له،
ولو سئلت أن أصفه ما أطقت
لأني لم أكن أملأ عيني منه"
)أخرجه مسلم، كتاب الإيمان (
وتتجلى محبته صلى الله عليه وسلم
وتعظيم شأنه وتفضيله
حتى على أقرب الناس رحماً
مثل ماحدث لأم المؤمنين
أم حبيبة رضي الله عنها
لما زارها أبوها أبو سفيان في المدينة،
ساعياً لأنقاض صُلح الحديبية
فلما دخل عليها بيتها، ذهب ليجلس على
فراش رسول الله؛ فطوته، فقال:
يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن
هذا الفراش أو رغبت به عني؟ فقالت:
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنت مشرك نجس،
فلم أحب أن تجلس على فراشه
ولما نزل قول الله تعالى:
)يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} )الحجرات:2( ،
قال ابن الزبير: فما كان عمر
يُسمِع النبي صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الآية حتى يستفهمه"،
وكان ثابت بن قيس جهوري الصوت
يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس في بيته منكساً رأسه
يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك،
حتى بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
هكذا اخوتنا الافاضل
علمنا كيف هي محبة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه
فلم تكن محبتهم له تستدعي الاحتفال بمولده
كل عام ، ولو علموا ان في احتفالهم بمولده هناك قُربة وزُلفة للوصول لمرضاة الله لفعلوها
ولكن لم يفعلوا اي شيء
من هذه البِدع
ببساطة لان
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بها
وهنا يأتي تنفيذ اوامره ونواهيه وقوله
في عدم الاتيان بما يخالف قوله وعمله
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله
اخوتنا المؤمنون
هكذا كان حُب الصحابة
والسلف الصالح
للنبي صلى الله عليه وسلم
وكيف تم ترجمته لأفعال
وذلك بأتباع منهجه وسُنّته
وطريقته المُثلى ،
فكان لهم ماأرادوا وحصدوا
الخير كله برضى الله عنهم
ورضى الرسول صلى الله عليه
عنهم وعن ايمانهم وتقواهم .....
واستمر حُب النبي صلى الله عليه وسلم ديدن وهدف كل المسلمين بترجمة حبه ونصرته بالطرق المشروعة
الوارده عنه صلى الله عليه وسلم
وعن صحابته والتابعين لهم
حتى القرون الثلاثة الاولى
ولكن بعد القرون الثلاثة الاولى التى قال
عنها النبي صلى الله عليه وسلم
هي افضل القرون من بعده
دخلت مرحلة الأبتداع في الدين وإفساده بأستحداث امور ما أنزل الله بها من سلطان ولم يأتي بها احد في القرون الثلاثة الاولى من مبعثه صلى الله عليه وسلم
ومن هذه البِدع والمستحدثات
( المولد النبوي )
والمولد النبوي الذي تم استحداثه له تاريخ ورجال قاموا بأبتداعه وإلصاقه في الدين والمنهج الأسلامي
وجعله قُربة يتقربون بها لله عزوجل
وكأن الرسالة لم تكتمل حتى يأتون بمثل هذه
البِدع ليكملوا ما بدأه صلى الله عليه وسلم
فكيف حدث هذا الابتداع
ومن هم رجاله .....؟
والشبهات التى يتمسك بها المُبتدعة
والذين يؤيدون بدعة المولد النبوي ،
ويلوكونها ويجعلونها حُجة ومُبرر
لأفعالهم .....
فقد اوضح احد العلماء هذه الشُبه
فقد قالوا ان المولد النبوي
هو اظهار لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
والتقرب الي الله بمولده
والجواب عن ذلك من افواه العلماء :
إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس
تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم
هم الصحابة رضي الله عنهم ،
كما قال عروة بن مسعود لقريش :
( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ،
والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه
ما يعظم أصحاب
محمد محمداً صلى الله عليه وسلم ،
والله إن تنخم نخامة إلا
وقعت في كف رجل منهم ،
فدلك بها وجهه وجلده ،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره ،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ،
وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ،
وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له البخاري
ومع هذا التعظيم فإنهم -رضي الله عنهم-
لم جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ،
ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .
2- والشبهه الثانية بأنهم قالوا :
الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك:
الحجة بما ثبت عن
الرسول صلى الله عليه وسلم ،
والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ا
لنهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ،
وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة
وإن كثروا :
ففي قول الله سبحانه وتعالى مايشفي :
{ وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله } [الأنعام/116] ،
مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر
على إحيائها بعد ما تبين له الحق .
واهم العلماء والتابعين الذي انكروا
الاحتفال بهذه المناسبة
شيخ الإسلام ابن تيمية في "
اقتضاء الصراط المستقيم " ،
والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ،
وابن الحاج في " المدخل " ،
والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف
في إنكاره كتاباً مستقلاً ،
والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي
في كتابه " صيانة الإنسان "
، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ألف فيه رسالة مستقلة ،
وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ،
وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .
3- والشبهة الثالثة يقولون :
إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى
النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب عن ذلك:
إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم
تتجدد مع المسلم ،
ويرتبط بها المسلم كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات ،
وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم
في صلواته وعند ذكره ،
وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً
أو مستحباً مما شرعه
الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر
مثل أجر العامل ..
وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول
ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره
بما شرعه الله ، لا في يوم المولد
فقط وبما هو بدعة
ومخالفة لسنته ،
فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ويتبرأ منه . والرسول صلى الله عليه وسلم
غني عن هذا الاحتفال البدعي
بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره
كما في قوله تعالى :
{ ورفعنا لك ذكرك } [الشرح/4] ،
فلا يذكر الله عز وجل في أذان
ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر
بعده الرسول صلى الله عليه وسلم
وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداً
لذكراه وحثاً على اتباعه.
والله سبحانه وتعالى لم ينوه في
القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وإنما نوه ببعثته ، فقال :
{ لقد منَّ الله على المؤمنين إذ
بعث فيهم رسولاً من أنفسهم }
(آل عمران/124) ،
وقال : { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } (الجمعة/2 )
4- والشبه الرابعة يقولون :
الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه
ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !
والجواب عن ذلك:
ان الذي ابتدع مولد النبي والكثير
من الموالد البدعية ليس بعالم
ولا فقيه بل ملك ملك النااس
من رقابهم واحدث فيهم فساد عظيم
خلال حكم دولته وهم حكام
وامراء الدولة الفاطمية
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى
بالمولد النبوي هم بنو عبيد
الذين اشتهروا بالفاطميين
أما اقوال العلماء عن
الدولة الفاطمية العبيدية التي
أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟:
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث
صاحب كتاب الروضتين في أخبار
الدولتين ص 200-202ع
ن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة
من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا
لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا
بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛
وكان والد عبيد هذا من نسل
القداح الملحد المجوسي وقيل كان
والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية
من بلاد الشام وكان حدادا .
وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا)
فلما دخل المغرب تسمى
ب( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي
وادعى نسبا ليس بصحيح
لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب
العلوية بل ذكر جماعة من العلماء
بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب
(المهدي) وبنى المهدية
بالمغرب ونسبت إليه
وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة
الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين
جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من
الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن
من إفساد عقائدهم وضلالتهم
والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.
وفي أيامهم كثرة
الرافضة الشيعية
واستحكم أمرهم
ووضعت المكوس ( الضرائب )
وكانوا أربعة عشر مستخلفا .
.. يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي
أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك
بين العوام فصاروا يقولون بأن دولتهم
هي الدولة الفاطمية والدولة العلوية
لكي يبعدوا الشُبهه
عن أصلهم المجوسي اليهودي )
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك ليظهروهم أنهم فاطميون نسبة لفاطمة الزهراء رضي الله عنها وعلويون
نسبة لعلي رضي الله عنه
(أي أنهم علويون فاطميون )
على المنابر ويكتبونه على
جدران المساجد وغيرها
وقد قال ( الإمام المقريزي ) رحمه الله :
يقول في كتابه الخطط :
وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة
أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)،
ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،
( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ،
( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ،
( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )،
( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،
(ومولد الخليفة الحاضر )،
( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ،
( وموسم ليلة رمضان ) ،
( وغرة رمضان )،(وسماط رمضان)،
( وليلة الختم )،( وموسم عيد الفطر )،
( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،
( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،
( وموسم فتح الخليج )،
( ويوم النوروز)،(ويوم الغطاس) ،
( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ،
( وأيام الركوبات )"أ.هـ.
وفي مايختص بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء:
(2/48)سنة (394):
( وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود
القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر).
• وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/105).
5- اما الشُبهه الخامسة في من قال:
إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة
التى تنفع ولا تضر ولكنها للتقرب لله بها
وبأجرها وحسناتها وهو وسيلة لشكر
وحمد الله على نعمة ارساله
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي لابأس بها:
ويجيب العلماء على ذلك بقولهم :
ليس في البدع شيء حسن ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد )
(أخرجه البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )،
فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ،
وهذا الذي يقول : ليس كل بدعة ضلالة ،
بل هناك بدعة حسنة ...!!!
قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين :
فقوله صلى الله عليه وسلم :
( كل بدعة ضلالة )
من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ،
وهو أصل عظيم من أصول الدين ،
وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد )
( أخرجه البخاري )
، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين
ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه
فهو ضلالة والدين بريء منه ،
وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال
أو الأقوال الظاهرة والباطنة " أ.هـ
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة
إلا قول عمر رضي الله عنه
في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه )
(صحيح البخاري ) .
والجواب عن ذلك أن هذه الأمور
لها أصل في الشرع فليست محدثة .
وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد
البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل :
إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاً ،
لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل
في الشرع يرجع إليه
النبي صلى الله عليه وسلم
والتروايح قد صلاها
النبي صلى الله عليه وسلم
بأصحابه ليالي وتخلف
عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ،
واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها
أوزاعاً متفرقين في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ،
إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
خلق إمام واحد كما كانوا خلف
النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع ،
وان كان ذلك كذلك ان الاحتفال بالمولد
هو نوع من الشكر والحمد لله على نبوة
الرسول الكريم وارساله لهم ....
هنا نقول لهم أيضاً :
لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم
فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة
والتابعين وأتباع التابعين ،
وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم
وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ،
فهل كان من أحدث بدعة المولد
أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟
حاشا وكلا .
6-والشبهه السادسة التى
يقولونها مؤيدي الاحتفال بالمولد النبوي :
إن الاحتفال بذكرى مولده
صلى الله عليه وسلم ينبئ
عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ،
وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم
مشروع ولا بأس به !
والجواب والرد عليهم نقول :
لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم
واجبة على كل مسلم
أعظم من محبة النفس والولد والوالد
والناس أجمعين ولكن ليس معنى ذلك
أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ،
بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ،
فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته
، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته***** إن المحبّ لمن يحب مطيع
فمحبته صلى الله عليه وسلم
تقتضي إحياء سنته ،
والعض عليها بالنواجذ ،
ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ،
ولا شك أن كل ما خالف سنته
فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ،
ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده
وغيره من البدع ،
وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ،
فإن الدين مبني على أصلين :
الإخلاص والمتابعة ،
قال تعالى :
{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن
فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم
ولا هم يحزنون } ( البقرة 112 )
، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ،
والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة
. 7- ومن شبههم ايضا يقولون
إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً
على الاقتداء والتأسي به !
وإيضاح هذه النقطة والتى يتخذها كثير
من الناس حُجة ومُبرر للاحتفال بالمولد النبوي
يكمن في إن قراءة سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم
والتأسي به مطلوبان من المسلم
دائماً طوال السنة وطوال الحياة ،
أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة
( وكل بدعة ضلالة) [أخرجه أحمد 4/164 ،
والترمذي 2676 ] ،
والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً
عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخلاصة القول اخوتنا في الله :
أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي
بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة
يجب على المسلين منعها
ومنع غيرها
من البدع ،
والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ،
ولا يُغتر بمن يروّج هذه البدعة
ويدافع عنها ،
فإن هذا الصنف يكون
اهتمامهم بإحياء البدع أكثر
من اهتمامهم بإحياء السنن ،
بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً ،
ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده و
الاقتداء به ، وإن كان هذا
الصنف هم أكثر الناس
، وإنما يقتدي بمن سار على
نهج السنة من السلف الصالح
وأتباعهم وإن كانوا قليلاً ،
فالحق لا يُعرف بالرجال ،
وإنما يُعرف الرجال بالحق .
قال صلى الله عليه وسلم :
( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور
، فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )
فبين لنا صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث الشريف
بمن نقتدي عند الاختلاف ،
كما بين أن كل ما خالف السنة
من الأقوال والأفعال فهو بدعة ،
وكل بدعة ضلالة .
والشُبهه الأخيرة التى يتحجج
بها مؤيدي ومناصري هذه البدعة
الشُّبهةُ الثامنة :
قولُهم:
إنَّ الاحْتِفالَ بالمولدِ عادةٌ
وليس عِبادةً؛
فلماذا تُنكرون علينا العاداتِ؟!!!!!!!!
واجابة العلماء على هذه المغالطة في قولهم:
وهذه مُغالَطةٌ منهم وهُروبٌ من الواقِع
والحَقيقةِ، وإلَّا فكيف يُقال لاجتِماعٍ
فيه قِراءةٌ للقرآنِ، وذِكرٌ لله
ودُعاءٌ، وتذكيرٌ بسِيرةِ
المصطفى صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم
وشمائلِه؛ يَتقرَّبون به إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَدْعُون الناسَ إليه،
ويَحثُّونهم عليه؛ ويَعدُّونه
مِن أجَلِّ أعمالِهم التي يَرجُون
بها الأجرَ والثوابَ؛ كيف يقولون
عن مِثل هذا: إنَّه عادةٌ وليس عِبادةً؟!
فما هي العبادةُ إذنْ؟!
ولو سُئل المحتفِلُ بمولدِ
النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
لماذا تَحتفِلُ؟ سيقولُ:
لأنِّي أُحبُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
فلو قِيل له:
هل الاحتِفالُ بمولِدِه صلَّى الله عليه وسلَّم
طاعةٌ أو معصيةٌ؟
قطعًا لن يقولَ:
هو معصيةٌ؛ إذْ كيف يَحتفِلُ بمعصيةٍ؟!
سيقول: إنَّها طاعةٌ وقُرْبةٌ،
فيُقال له:
هل عَلِم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
هذه الطاعةَ أم جَهِلها؟
فقطعًا لن يقولَ: جَهِلها؛
فإنْ قال: عَلِمَها، سألْناه:
هل بلَّغَها لأُمَّتِه أو كتَمَها؟
وهنا لا يُمكِن أن يقول:
كَتَمها، فإنْ قال: بلَّغَها. قُلنا له:
هاتِ الحديثَ الذي حثَّنا فيه
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
على الاحتِفالِ بمولدِه ،
وسنكونُ نحنُ أوَّلَ المحتفِلين به؛
لأنَّنا نُحبُّه وحَريصونَ أشدَّ الحِرْصِ
على اتِّباعِ سُنَّته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم،
وهيهاتَ هيهاتَ أنْ يأتِيَ
بحديثٍ واحدٍ صحيحٍ أو ضَعِيفٍ
فيه الحثُّ على ذلك، أو حتَّى فِعلُه أو تَقريرُه!
لذلك اخوتنا الكرام
لادليل ولا حُجة ولا مُبرر لفعل هذه البِدعة
سوى إتباع الهوى واللهو وإفساد الدين
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي
لم نجد له أصلاً في سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا في سنة خلفائه الراشدين ،
إذن فهو من محدثات الأمور
ومن البدع المضلة ،
وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث
وقد دل عليه قوله تعالى :
{ فإن تنازعتم في شيء فردوه
إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك
خير وأحسن تأويلاً } ( النساء /59 )
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ،
والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ،
فالكتاب والسنة هما المرجع
عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة
ما يدل على مشروعية
الاحتفال بالمولد النبوي ؟
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نأتي الأن ونحاول معرفة أحكام
العلماء في الاحتفال ببدعة المولد النبوي
فحكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب المالكي
حسب المذهب المالكي فهذه بدعة
ومن يتبعها فهو يفعل ذلك اتباعًا لهواه.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الشافعي
حسب المذهب الشافعي فإن الاحتفال
بالمولد النبوي هو بدعة لا أصل لها في الشريعة.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الحنبلي
لم يذكر الإمام أحمد بن حنبل شيئًا عن الاحتفال بالمولد النبوي ولكن بعض الحنابلة ذكروا بأن المولد النبوي
تذكيرًا به وليس احتفالًا.
قول الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي
لقد قال الإمام تاج الدين المشهور بـ الفكهاني رحمة الله عليه من صفحة العشرين لصفحة واحد والعشرين في كتاب المورد في عمل المولد وحكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة “لا أعرف لهذا المولد
أصلاً في سنة ولا كتاب”.
ويقال من هذا الكتاب أيضاً ” ولا يتم نقل عمله عن واحد من الذين يكونوا من علماء الأمة، والذين يكون لديهم الثبات والقدوة في الدين والمتمسكين بآثار المتقدمين،
بل هو يكون بدعة “.
قول العلامة ابن الحاج
قال العلامة ابن الحاج رحمه الله عليه في المدخل من الثاني إلى الثلاثمائة والثاني عشر نقلاً من القول الفاصل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة إنكاره لانه بدعة لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ولازمن الصحابة ولا التابعين
طوال الثلاثة قرون الفاضلة ......
قول الإمام السخاوي
قال هذا الإمام نقلاً من المورد الروى
في المولد النبوي لملا علي قارئ
بصفحة الثاني عشر} أصل عمل المولد لم ينقل
عن أحد من السلف الصالح في القرون
الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث
بعدها بالمقاصد الحسنة. {
قول الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز
لقد قال الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز رحمة الله عليه على إن الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه
لا يجوز ولا حتى غيره،
وهذا لأنه يعتبر من البدع
التي تكون محدثة بالدين.
وهناك سبب آخر على هذا ويكون
بأن الرسول صلاة الله عليه وسلم
لم يقم بفعل هذا الاحتفال ولا حتى
خلفائه الراشدون من بعده
ولا حتى غيرهم من
صحابة الرسول رضوان الله عليهم جميعاً.
ولا حتى التابعين لهم فهؤلاء كلهم
أعلموا بسنة رسول الله
وأكمل حباً للنبي محمد صلاة الله عليه،
لقد ثبت عن الرسول صلاة الله عليه
أنه قال “من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد“.
وقال الرسول في حديث آخر
“عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة “.
قول الشيخ محمد بن عثيمين
لقد قال هذا الشيخ رحمة الله عليه
أن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له
يتمم لنا الإيمان، ولا شك بأن
بعثة الرسول صلاة الله عليه وسلم
خير لكل الأمم والإنسانية عامة.
وقال تعالى :
قل يأيها الناس
إني رسول الله إليكم جميعاً الذي
له ملك السنوات والأرض لا إله إلا
هو يحيي ويميت فآمنوا بالله
ورسوله فآمنوا بالله ورسوله النبي
الأمي الذي يؤمن بالله
وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الاعراف158.
يجب أن يتم تعظيمه والتأدب معه
وتوقيره واتخاذه إماماً ومتبوعاً
إذا كان كذلك إلا تجاوز
ما شرعه الله لنا من العبادات.
قول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
كما أن الذي تم وروده في السنة
والكتاب لا يخفي أمر ما شرعه الله ورسوله،
والنهي عن القيام البدع في الدين،
وقال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران31.
وقال الله تعالى :
( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الانعام 153
ولقد قال الرسول صلى الله عليه :
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
، وفي رواية لمسلم يقول:
إن الذي يعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد وإن الناس تصنع بدع منكرة لهذا الاحتفال.
اخوتنا الكرام
نختم هذا البيان وهذه الخطبة