عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2015   #9


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

الرجوع من الذهاب ....بعيداً....( 2 )




[frame="2 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله



فهرعت مُسرعة لحقيبتي وأخذت هاتفي وبدأت
في محاولة إجراء إتصال لهذا الرقم
وحين بدأ النداء حتى سمعت دقات قلبي
اكثر مما سمعت الطرف المقابل حين
قال
ـ نعم من الذي يتكلم....؟
فهرب الكلام وانعقد لساني ...لبُرهة وجيزة
تم تشجعت وقلت له:
ـ مرحباً انا من كنت في الحديقة منذ قليل وقد وجدت
في مكانك الذي كنت تجلس عليه ...تمثال صغير
في داخل صندوق ...ووجدت رقم هاتفك....
فقال:
ـ نعم هو أعز ما أملك فإن ضاع هو
ضاع كل شيء فهو رفيقي وتميمتي التى تجلب لي الخير والعون
منذ كنت طفل صغير لا أفقه شيء
فهل من الممكن أن نلتقي لتسليميني أياه ...؟
فقلت له :
ـ أين تريد أن نلتقي ...فأنا حاضرة ومستعدة
لأرجاع الأمانة لأصحابها ...هكذا تعلمنا ....؟
فردّ بصوت مليء بالفرح والغبطة:
ـ هل تستطيعين مساء هذا اليوم أن تجلسي
في نفس المكان الذي إلتقينا فيه ....؟
فقلت :
ـ نعم أستطيع ...
فأستدرك الأمر وقال:
ـ ولكن المساء سيكون مُظلماً وربما يمنعك اهلك
من الخروج في هذا الوقت ....
فأنطلق لساني وكأن هناك من تحداه
ليتكلم ويدافع عن نفسه من ظُلم وقع عليه :
ـ لاتهتم لهذا الامر فانا من عائلة متحررة
ولنا أدبيات خاصة بنا وثقافتنا لاتأبه للثقافات
الرجعية التى تشدنا للوراء ....
في الواقع لست من عائلة متفسخة أو متحررة ولكن
مثلها مثل كل العائلات التى دخلها التحرر مع مقاومة رفضه
فقلت هذا الكلام لأبين له وأعطيه حُجة للقائي .....
فعقّب قائلاً:
ـ حسناً أذا لنا لقاء هذا المساء ...
وأقفل الخط مع قفله للخط قُفلت ابواب فكري
وعقلي وبدأت أصول تربيتي في الظهور أمامي
وبيان انني لست بتلك البنت التى تربت تربية
أصيلة يحكمها الدين ولا العرف ولا حتى التقاليد العربية
بل ظهرت تلك البنت التى اُشبع فكرها
وثقافتها بمن يحيطون بها ممن ألبس عليهم أبليس
ثقافته وهديه وطريقته عن طريق الحرب الأعلامية
الشرسة التى دخلت للبيوت العربية وأفسدت كل شيء
حتى وصلت للدين فغيّرت وبدلت أصوله وجعلته ممارسات
كهنوتيه مثل النصاري لايعرفون
من الدين سوى أن هناك رب فقط
او كالذين يعتقدون بان الأرحام تدفع والارض تبلع
وان الطبيعة هي من تسير هذه الدنيا وليس الله سبحانه وتعالى
وإثناء سرحاني في هذه التفاصيل
جاء صوت صاعق يهز كيان من نسيه
وهو الأذان لصلاة الظهر .....
والذي أصبح للأسف مصدر إزعاج للسُكان
وللسواح الأجانب ...
وهذا قول أحد المسلمات أو التى تدعيّ الأسلام
( نوال السعداوي )
والتى تعتنق التحرر والعلمنة الزائفة في أحد مقالاتها...
فحاولت بتثاقل أن اصارع نفسي وأقوم لأصلي
ولكن فكري المبهور بصاحب الحديقة منعني من القيام للقاء ربي
بحجة أن الوقت مازال طويل ...
فامتثلت لهذا الامر وأسترخت مفاصلي ونمت قليلاً
ولم أدري بنفسي الا وأنا خارجة من البيت
بعد ان رتبت ملابسي ووضعت قليل من العطور التى أشتريتها
حديثاً لتكون وسيلة للفت الأنتباه
كما تفعل صويحباتي في الجامعة
ففي المساء خرجت مُسرعة أسابق الزمن في أن أكون
أن من ينتظر حتى إُلملم شِعاث نفسي واتجهز للقاء ...
لمقابلة من سيكون وكان السبب في كذبي على أمي
وخيانة ثقة أبي الذي يسعى ليل نهار.....
إثناء مروري بالحديقة وولوجي
لمكان جلوسنا في أطراف الحديقة
مررت بعائلات وأطفال يسرحون ويمرحون وتتعالى أصواتهم
مع صراخهم المُحبب ...
فأخترقت تلك الموجات البشرية وأتجهت للمكان المُتفق عليه
فإذا بصاحب الحديقة قد سبقني في الأنتظار ويحمل
في يده كتاب لمحت أن هناك وردة تتدلى من وسط صفحاته
ـ مرحباً بالانسة
أرجوا ان لا اكون قد أزعجتك بالحضور .....
نطق بهذه الجملة مُحملة بأبتسامة ....
ـ أهلاُ بك ....
نطقت بهذه الجُملة وأنا مُرتبكة في كيف سيكون الحوار
ـ تفضلي بالجلوس يا أنسة ...
قالها بعد أن لاحظ مدى ارتباكي...
فبادرني وقال بعد أن جلست
ـ أنا أسف لجعلك تتكبدين مشقة
إرجاع لعبتي بعد أن نسيتها في الحديقة
ـ لابأس عليك فهذا من واجبي أن اُرجع أمانات لأصحابها...
أردف قائلا ..
: نعم هي امانة غالية وذكرى عزيزة على قلبي من إمرأة
مقامها رفيع عندي يناهز مقام امي وأكثر ....
هنا شعرت بسيل جارف من الغيرة وكذلك بموج من الفرح
عند قوله هي بمثابة امي ...
فقلت في نفسي أن غيرتك ليس في محلها
فربما تكون هذه المرأة من قامت بتربيته أو تعليمه أو نحو ذلك...
ـ على كل حال تفضل أمانتك ...
.قلت له هذه الجملة بعد أن خرجت
من متاهات أفكاري وتفاسيرها....
الحقيقة فقد فتحتها ووجدت بداخلها تمثال غريب لم أفهمه
هل هو لحيوان او مخلوق عجيب فقلت في نفسي لادخل لي فيه
فهذا أمر يخصه وما عليّ الا إرجاعه لصاحبه
ـ نعم يا أنسه .. ـ
قاطعته وقلت له:
ـ أسمي ماجدة
فيمكنك مناداتي بأسمي دون لقب .....
ـ لايمكن الا أن اناديك بآنسة ماجدة
لأضفاء قيمة شخصية تميزك
عن غيرك ....وأسمي هو مفيد ....
ـ طالما أنك ستناديني بأنسة فسأدعوك بالأستاذ مفيد....
وهنا زادت غبطتي وفرحى من حصولي على مثقف وسيم
ذو ابتسامات رائعة وأيضاً يفهم ويستوعب أسلوب التعامل
مع النساء .....
فاوقضني من سُبات أفكاري وسرحاني
بقوله:
ـ أين تدرسين في أي جامعة
على اعتبار ان عمرك لايصلح الا ان يكون عمر من تخرجت
او على وشك التخرج ....
اما بالنسبة لمناداتي لك بأنسة هذا لأني نظرت الي يديك فلم
اجد خاتم ( محبس ) للخطوبة او الزواج
من هنا عرفت أنك آنسة ....
فقلت له:
ـ بالفعل ملاحظتك قيمة تُنبيء
على مقدار سرعة بديهة وثقافة واتزان
وحُسن تصرف مع الاناث ....
ـ شكرً آنسة ماجدة
ـ العفو يا أستاذ مفيد ولكن أريد أن أفهم ماحكاية لعبتك
والتى أحببتها أنا بدوري لانها ساهمت في تعرفي عليك ....
ولكن قبل كل شيء هل هي صدفة أن وضعت فيها رقم هاتفك
او هي مقصودة حتى تضمن أن لاتضيع ....؟
فتح فاه بتعجب
وقال:
ـ انا سعيد جداً بفكرك وانتباهك للتفاصيل
وهذا يشعرني بأنك ستكونين رفيقة مُحببة وصديقة رائعة
فانا أحب أن يكون من أعاشره يملك الكثير من الثقافة والفهم
والأستيعاب وكذلك الجراة والشجاعة والمغامرة ....
أبتسمت له على ماقله من غزل أنيق لايرقى
للغزل الذي اسمعه من صويحباتي من كلام مُباشر عن الحب
وما شابه ذلك ....
ـ وبالنسبة لقصة هذه اللعبة فليس الان وقتها
وربما في لقاء اخر ...
فأحسست بأنه يريد أن يماطل ويفتح الطريق للقاءات اخرى
وهذا الذي ابتغيه تماماً ....
ـ ولكن قبل كل شيء ارجوا ان تقبلي مني هذه الهدية
اخرجني من فكري مرة اخرى بقوله هذا...
ـ شكراً لك أستاذ مفيد
ـ العفو ماجدة ...سأناديك بماجدة ولتتركي صفة استاذ مفيد
أبتسمت فرحة من هذا التطور السريع
ـ حسناً مفيد شكرا على هديتك وعلى الوردة الجميلة
التى زُرعت في داخل صفحاته....
ـ انت تستحقين كل طيب فأريدك أن تقرأي هذا الكتاب
وفي لقاء اخر سنرى مدى إستيعابك لأفكاره وما جاء فيه
فانت فتاة جميلة وطيبة ومثقفة
فمن خلال قراءتك لهذا الكتاب اريد أن افهم لأي مدى
من الثقافة والأستيعاب تكونين.....
هنا تبلدت أحاسيسي لاول وهلة وقد ساورني الندم للحظة
في مقابلته وبناء خيالات عاطفية وهمية
فلم أسمع من صديقاتي اللاتي يحببنا القصص العاطفية الرومانسية
انه في أولى جلسات التعارف يكون الحديث عن الثقافة
والدراسة والعلوم والقليل القليل من الأوصاف الجميلة
والتى لايُطلق عليها غزل .....
ولكن فى حالتى هذه قررت أن أتحداه
واظهر أمكانياتي الفكرية والثقافية وقوة شخصيتي وفهمي للمجريات
فكانت أمنيتي أن يكون لي حبيب او صديق او عشيق
وليس مُدرس اكاديمي لايفهم الا في الكُتب والمراجع
ولكن سأستمر وأرى الى أين سيصلني فكري معه....
ـ أنت لم تجيبيني على أستفساراتي ....ماجدة.....
خرجت من توهاني بكلمته ...
ولأسهل عليك الامر أنا أحب من أقترن بها أن تكون
ذات ثقافة وتحدي لكل ماهو مألوف ....
أبتسمت وتنفست الصُعدا بعد سماعي لكلمة اقترن بها
فهذه تعنى ان هناك تواصل وحب ورومانسية
تختتم بالزواج
ـ انا كذلك ...
.فخروجي في هذا الوقت لملاقاتك لهو دليل على تحرر فكري
وثقافتي وأنطلاقها بعيداً عن التكبيل ورجعية التفكير...
قال وهو يزهوا وكأنه انتصر:
ـ نعم أنا أستمع وأتلذذ بكلامك فأستمري بالكلام
فانا مثلك مُتحرر الفكر والثقافة
لهذا طلبت منك قراءة الكتاب حتى أتبين هل أنت من النوع
الذي يقبل أفكار جديدة أو هو متحجر ومُلتصق بالقديم...؟
فتربيتي هي هكذا ....
فقلت مختتمة جلستنا او بالاحرى محاولة
لأطالة الجلسة اكبر قدر ممكن ....
ـ على ذكر تربيتك مفيد
ماقصة لعبتك المفضلة...؟
فقال:
ـ هذه سنتركها للقاء اخر ...
والان استأذنك للمغادرة فالوقت تقارب على العاشرة ليلاً
وهذا أمر لا أرتضيه لك
قبل أن ينهي كلامه تشجعت وقلت له
ـ انا معجبة بأفكارك وساكون حيثما تريدني أن أكون
ـ شكراً لك وأنا ايضا جمالك وفكرك كانوا السبّاقين لقلبي
هذا ماحصل في لقاء ( ماجدة ) و ( مفيد )
ولكن بعد رجوعها للبيت حدث أمر ...مهم
سيتم التعرف عليه في الجزء 3
متابعة ممتعة مع قصة
الرجوع من الذهاب ....بعيداً
ولنا لقاء أن شاء رب العباد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ..اندبها

[/frame]




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 12-20-2015 الساعة 02:01 PM

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (02-26-2022),  (01-04-2016)