عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2019   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي محمد وخطيب المنتدى المفوه
لا فض فوك ولا خبى قلمك ودمت لنا
واعظا ومنذرا وسلمت وسلمت يمناك
خطبة رائعة ومهمة جدا إذ بحسن الظن بالله
يتحقق للمؤمن جميل التوكل على الله والرضا بقضائه
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم
الاسوة الحسنة والمثل الرائع في حسن الظن بالله كما بينت بهذه الخطبة
وأما إذا كان الحديثُ عن نبيِنا -صلى الله عليه وسلم-، فحياتُه كلُها مليئةٌ بحسنِ ظنِه بربِه -تعالى-، ويكفينا في ذلك موقفُ الهجرةِ: ﴿ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ﴾.
يقولُ أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه:
" نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ، أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ"
فماذا قالَ الذي عاشَ للهِ، وباللهِ، ومع اللهِ؟

"يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟".
لا إلهَ إلا اللهُ :
﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾.
فما هي النتيجةُ؟
﴿ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

يقولُ ابنُ القيمِ - رحمه الله:
"وَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ، حَسَنَ الرَّجَاءِ لَهُ، صَادِقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُخَيِّبُ أَمَلَهُ فِيهِ الْبَتَّةَ، فَإِنَّهُ سبحانه لَا يُخَيِّبُ أَمَلَ آمِلٍ، وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلَ عَامِلٍ".

ولنا ايضا بانبياء الله جميعا القدوة الحسنة
فها هو إبراهيمُ الخليلُ - عليه السلام - أمامَ نارٍ لم يُوقدْ مثلُها قَطُّ،
لها شررٌ عظيمٌ، ولهبٌ مرتفعٌ، قد جُمعَ لها الحطبُ شهراً،
حتى أن الطيرَ ليمرُ بجَنَباتِها فيحترقُ من شدةِ وَهجِها،
يُلقى فيها مربوطاً من بعيدٍ، فيقولُ وهو في الهواءِ، م
نادياً لِمَنْ في السماءِ: "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
فماذا كان نتيجةُ حُسنِ ظنِه بربِه تعالى؟،
يأتي الأمرُ السريعُ، من ربٍ سميعٍ: ﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِين﴾.

وبعدَ سنينَ عديدةٍ، يأتي إِبْرَاهِيمُ بهاجرَ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ،
حَتَّى وَضَعَهُمَا بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ولا ماءٍ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ،
وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى مُنْطَلِقًا إلى الشام،
فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَقَالَتْ:
يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلا شَيْءٌ؟
وَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ:
آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ،
فماذا كان نتيجةُ حُسنِ ظنِها بربِها -تعالى-؟

أخرجَ اللهُ -تعالى- من تحتِ قدميَ ابنِها ماءَ زمزمَ المباركَ،
وبُنيَ عندَهم البيتُ الحرامُ، وجعلَ: ﴿ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ﴾.
ورزقَهم من الطيباتِ، وأصبحَ الناسُ يأتونَهم:
﴿ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾.

وشرعَ اللهُ -تعالى- السعيَ بين الصفا والمروةِ تخليداً لموقفِ تلك المرأةِ الصابرةِ وذكرى للمؤمنينَ.

ثم يأتي بعد فترةٍ من الزمانِ إلى ولدِه الوحيدِ الذي رُزِقَه على كِبَر،
وقد: ﴿ بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾
فأصبحَ يذهبُ معه ويأتي وتعلقت به نفسُه:
﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ﴾
ورؤيا الأنبياءِ حقٌ)) ﴿ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾.
وكفى بهذا الموقفِ وصفاً قولُه تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ ﴾.
فما كانَ من ذلك الابنُ الحليمُ إلا أن قالَ لأبيه راضياً منقاداً لأمرِ اللهِ - تعالى-:
﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾.


وتأملوا في قولِه: ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾
أي إنه أمرٌ من اللهِ -تعالى- وليسَ لنا إلا السمعَ والطاعةَ،
فماذا كان نتيجةُ حُسنِ ظنِه بربِه تعالى؟
﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾.
وغيره الكثير والكثير من القصص كخبر زكريا عليه السلام
وما أدراكَ ما خبرُ زكريا : ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ﴾.
بلغَ من العُمُرِ عتياً: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً}.
فتجمعت الأسبابُ التي يكونُ فيها الإنجابُ من المستحيلاتِ
في عُرفِ الأطباءِ، ومع ذلك قالَ: ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ﴾.
وليس ولداً فقط، بل: ﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾.
فماذا كان نتيجةُ حُسنِ ظنِه بربِه تعالى؟!

﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا﴾،
فرزقَه الله – تعالى - غلاماً وسماه باسمٍ لم يكن معهوداً من قبلُ، وجعلَه ربُه رضياً
بقولِه: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
وكذلك قصة طالوت وجنوده ، وايوب عليه السلام
الذي هو المثل للصبر وحسن الظن بالله
جزاك الله خير الجزاء وتقبل عملك خالصا لوجهه
تقديري لك واحترامي مع جزيل الشكر




 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس