الموضوع: السجين الهارب
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2014   #12
بنت النيل


الصورة الرمزية مي محمد
مي محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 528
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : 08-25-2020 (10:59 PM)
 المشاركات : 36,790 [ + ]
 التقييم :  228073882
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 201
تم شكره 562 مرة في 461 مشاركة
افتراضي



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;border:10px ridge violet;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;border:10px double violet;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.gladpige.dk/Baggrunde/Side3/baggrundgp38.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://www.hamasatdamad.com/upload/uploads/1393029445732.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




-لقد قدم والدي إلى بغداد تاجراً قبل ستة عشر عاماً وكنت صغيراً حينها وعمل بجد في تجارات كثيرة منها القماش وصارت له قوافل تروح وتجيء ببضائعه من فارس والشام وغيرها وقادته التجارة إلى أكابر الناس وتوصل إلى الخليفة وصار من جلسائه
وكان مقبولاً حسن الحديث فقربه الخليفة وأدناه ،وصرت أجلس في دكانه عندما يكون غائباً وتعلمت الحساب والبيع وأحببت بغداد حباً فاق حبي لبلادي فلسطين وصار الخليفة يستعمل والدي في بعض شؤونه،ويغدق عليه المكافآت فأثرى،وتحصلت له عنده بعض الضياع والدور والعقار ولكن بعض جلساء الخليفة حسدوا والدي على حظوته ومكانه من الخليفة وظنوا أنه سيجعله والياً على بعض المدن مما يطمحون هم إليه، فسعوا بالوشاية والمكيدة بينه وبين الخليفة حتى جفاه وأغلظ له القول وطرده من مجلسه، فتأثر والدي لذلك غاية التأثر، وعاف بغداد والعراق كله وعزم على الانتقال إلى فلسطين بأمواله وأسرته ولقد حزنت لذلك كثيراً وحَمَلنا مع بعض المتاع والمال إلى فلسطين وطفق يبيع ضياعه وعقاره ووصلنا إلى فلسطين و اكترينا بيتاً قريباً من أخوالي ومكثنا بضعة أشهر،وجاءنا رسول من والدي برقعة مختومة أخبرنا فيها أنه باع ضياعه وكل عقاره و بضاعاته واشترى بها ذهباً وأنه سيحمله على بعض الجمال وسيحرسهم فرسان استأجرهم لذلك، وأنه سيخرج متخفياً وسيصل إلينا في أقل من شهر،وأخبرنا ألا نعلم أحداً بمسيره ومكثنا بعد ذلك شهرين، وساورنا القلق وطفقت أتلقى كل قادم من بغداد فلم أسمع عن والدي شيئاً، حتى جاء ذلك اليوم الذي قدم فيه أحد أقربائنا من بغداد ليخبرنا بمقتل والدي وسرقة أمواله، وقتل عبيده وكل رجاله على يد جماعة من الفتاك، وقال لنا أنه تولى بنفسه غسل والدي ودفنه

ولست في حاجة إلى أن أخبرك أي حزن وأسى حل بنا وكيف انقلبنا في شهر واحد من الغنى الواسع والثراء الطائل إلى حال من الفقر والمسكنة؟ورجعت أنا إلى بغداد مع أهلي الذين ما وسعهم إلا الإتيان معي فلا عائل لهم غيري واستفدت من معرفتي بأمور البيع فعملت عند صاحب أقمشة

-وهل تعرف أحداً ممن قتل والدك أو سرقه؟

-لو كنت أعرف منهم أحداً لقتلته قتلاً!

قالها بحماس ظاهرمما دعا غياث إلى أن يسأل بمكر:
-وهل تجيد القتال؟

-لقد تدربت على المبارزة

-وكيف علم اللصوص بخروج والدك وأنه يحمل ذهباً؟!

-هذا ما يحيرني!!وإن كنت أشك في صاحب لوالدي!

-وما الذي يحملك على الشك فيه؟

-لأنه كان مقرباً من والدي ولم يكن يخفي عنه شيئاً من أسراره وكنت أنا أراه شريراً وكلما حذرت أبي منه سخر مني،وحذرني بدوره من سوء الظن!

-ولماذا كنت تراه شريراً؟

-لأن والدي عرفه في مجلس الخليفة وحصلت بينهما المزاورة بعد ذلك وقد سمعته أكثر من مرة يذكر والدي وما فيه من النعيم على سبيل الاستكثار والحسد وقد استنقص والدي بحضرة الخليفة وهو غائب، وكادت الفرقة تحل بينهما لولا تسامح والدي وحسن ظنه

-وسكت قليلاً ثم قال:
ومما زادني شكاً فيه أنه قبل رحيلنا بأسبوع كنت عائداً من الدكان فرأيته في درب ضيق قذر مشهور بكثرة الفتاك واللصوص،يخاطب ثلاثة رجال كريهي المنظر، وسمعته يذكر اسم والدي ويتحدث بصوت لم أسمعه لكني التقطت منه كلمات مثل:
الذهب الجمال السيوف واختبأت لعلي أسمع المزيد ولكن الرجال تفرقوا!

-وهل أخبرت والدك بذلك؟

-نعم فلم يزد على أن أمرني بالذهاب إلى النوم!

وسأل غياث سؤالاً يعرف جوابه:
-وما اسم هذا الرجل؟

-اسمه كريه كصاحبه!!اسمه حنظلة

-ألم تحاول تتبعه بعد مقتل والدك وعودتك من فلسطين؟

-فعلت وسألت عنه وقيل لي إنه في السجن

فسأل غياث بلهفة:
-ولماذا سجن؟؟

-لا أدري!

وطال الصمت بينهما، ورأى معبد بن ذاهب جبين غياث راشحاً بالعرق فقال:
-لنترك مامضى ولننظر إلى دفاترنا

فقال غياث بصوت كالحشرجة:
-لا ليس اليوم يا معبد بن ذاهب أحس بالتعب

وقام معبد مستأذناً بالانصراف ومضى تاركاً غياث يكاد يخترق الأرض بنظراته وبعد مدة طويلة خلع عمامته عن رأسه متخففاً ومسح شعره إلى الوراء ورغم اعتدال الهواء وبرودته إلا أن العرق عاد يتدفق على ظهره ويبل ثيابه، فقد استعاد هذه القصة التي تثقل قلبه بالوجع واعتراه شعور غريب شعور بالخوف من شيء قادم لم يكن خائفاً من حنظلة ولا من معبد ولا من أي من البشركان خائفاً من شيء هائل يتململ بداخله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



 
 توقيع :
[img3]http://q87b.info/do.php?img=6324[/img3]


[img3]http://store1.up-00.com/2017-08/150302030675131.png[/img3]


رد مع اقتباس