شكراً: 32

تم شكره 109 مرة في 73 مشاركة

سلام الله عليكم :
في هذه الحالة تطغى الانانية ويصبح تفكير الانسان محدودا لا يتعدى مصالحه الشخصية ولا يرى الواقع بمنظور الانسانية ، كل همه ان يجد الملجأ لنفسه أو ان يعيد شيئا من الكرامة ربما -حسب رؤيته - قد ضاع بسبب الزوجة او انه يستحق الافضل وقد اخطأ في الاختيار ، لكن ما هي التبعات والآثار ؟
لعل ما يشد هذا الرباط المقدس - في ظل الازمات والخلافات التي لا تخلو منها حياة اي زوجين مهما كانت مستوياتهم - هو وجود الاطفال حيث يصبح الزوجين مسؤولين عليهم ،
وكان حريا أن يسعى كل طرف ان يوفر لهم الجو الاجتماعي والنفسي المناسب ليعيشوا حياة كريمة وليبنوا رجالا ونساءا للمستقبل بدون عقد ولا كبت ولا خلفيات ، لكن الانسان في الوقت الحالي - بكل أسف - تجاوز هذا الواجب بل وتعداه ليختزل مفهومه من حياته الخاصة فرغم وجود اسباب الصلاح الا ان المرء ينأى لتغيير حياته ويرى في تلك الاسرة - التي سعى لبنائها - عائقا يثقل كاهله فتتبدى أمامه الفرص كل حين كي يتخلص منه دون ان يدرك انه سيكون سببا في شقاء الابناء .
كثيرة هي اسباب الازمات بين الزوجين ، ولكن الاهم في هذا الجانب هو ليس كثرة الازمات لانها سنة الحياة ولديها دوما حلول ، لكن الاهم هو قلة الوعي بماهية هذا الرباط المقدس وقيمته وتجرد الاشخاص من الوازع الانساني وانضوائهم تحت نزعاتهم الشخصية فالمرء يتزوج لانه حسب رأيه حاجة تقتضيها طبيعته البشرية وحين لا يتأقلم مع هذا المجال - لانه بلا وعي - ولا يدرك أهمية الزواج ، فانه يكون سببا في شقاء هذه الشريحة البريئة التي لا ذنب لها في الحياة ، فالاصل هنا هو ليس كثرة ما يعانيه الازواج بل هي مسألة ثقافة ووعي بطبيعة العلاقات بين البشر وما لها من قيمة واهمية ، حين تغيب عن الواجهة يصبح تفكير الانسان ماديا محضا لا يراعي في حياته اي قيمة معنوية ولا يدرك ما يقدم عليه من اخطاء جسام
ولعل الوازع الديني هو الكفيل بان يحول دون تلك الكوارث ، فالمرء حتى وان اخطا الاختيار او رأى من زوجته ما يكره لن يقدم على ظلمها وظلم أبنائه بل يضحي ويسعى لاصلاح الاحوال مهما كانت الظروف قاسية .
راق لي ما ادرجت اختي همس ، فهو موضوع حساس انتشر بكثرة في عصرنا ، وارجو ان تتقبلي مروري المتواضع
مدت ودام حضورك ينير صفحات المنتدى بكل ما هو قيم ومفيد
أعذب التحايا وأطيب المنى