عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-11-2023
Ranosh غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام عضو مشارك وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4101
 تاريخ التسجيل : Jan 2023
 فترة الأقامة : 480 يوم
 أخر زيارة : 01-04-2024 (12:23 PM)
 المشاركات : 1,080 [ + ]
 التقييم : 320
 معدل التقييم : Ranosh بحر الشوقRanosh بحر الشوقRanosh بحر الشوقRanosh بحر الشوق
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 427
تم شكره 257 مرة في 151 مشاركة

اوسمتي

329 رجل ومدينة كبيرة



يحكى عن رجل كان يسكن مدينة كبيرة كان كل يوم يركب القطار ليتوجه إلى عمله في أحد المصانع الكبيرة، وكانت رحلة الطريق تستغرق خمسين دقيقة.

وفي إحدى المحطات التي يقف فيها القطار صعدت سيدة كانت دائما تحاول الجلوس بجانب النافذة، وكانت تلك السيدة أثناء الطريق تفتح حقيبتها وتخرج منها كيساً ثم تمضي الوقت وهي تقذف شيئاً من نافذة القطار، وكان هذا المشهد يتكرر مع السيدة كل يوم.

أحد المتطفلين سأل السيدة: ماذا تقذفين من النافذة؟!

فأجابته السيدة: أقذف البذور!

قال الرجل: بذور! بذور ماذا؟

قالت السيدة: بذور ورود، لأني أنظر من النافذة وأرى الطريق هنا فارغة، ورغبتي أن أسافر وأرى الورود ذات الألوان

الجميلة طيلة الطريق، تخيل كم هو جميل ذلك المنظر؟

قال الرجل: لا أظن أن هذه الورود يمكنها أن تنمو على حافة الطريق؟

قالت السيدة: أظن أن الكثير منها سوف يضيع هدراً ولكن بعضها سيقع على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنها أن تنمو.

قال الرجل: ولكن هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو!

قالت السيدة: نعم، أنا أعمل ما علّي وهناك أيام المطر إذا لم أقذف أنا البذور، هذه البذور لا يمكنها أن تنمو ثم أدارت رأسها وقامت بعملها المعتاد، نثر البذور.

نزل الرجل من القطار وهو يفكر أن السيدة تتمتع بالقليل من الخرف، مضى الوقت.

ويوم من الأيام، وفي نفس مسلك القطار جلس نفس الرجل بجانب النافذة، ورفع بصره فنظر في الطريق فإذا به تملأه الورود، على جانبيه، ياه كم من الورود، إنها كثيرة، وما أجملها، أصبح الطريق جميلا يمتع الناظر، معطر، ملون، يزهو بالورود والأزهار.

تذكر الرجل السيدة الكبيرة في السن التي كانت تنثر البذور فسأل عنها بائع التذاكر في القطار الذي يعرف الجميع،

السيدة كبيرة السن التي كانت تلقي بالبذور من النافذة، أين هي؟

فكان الجواب: أنها ماتت إثر نزلة صدرية الشهر الماضي.

عاد الرجل إلى مكانه وواصل النظر من النافذة ممتعاً عيناه بالزهور الرائعة.

فكر الرجل في نفسه وقال: الورود تفتحت، ولكن ماذا نفع السيدة الكبيرة في السن هذا العمل؟ المسكينة ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال.

وفي نفس اللحظة سمع الرجل ابتسامات طفل في المقعد الذي أمامه من طفلة جلست كانت تؤشر بحماس من النافذة وتقول: انظر يا أبي، كم هو جميل الطريق!!! يا إلهي!!! كم تملأ الورود هذه الطريق!!! الآن، فهم الرجل ما كانت قد عملته السيدة الكبيرة في السن.

حتى ولو أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها فإنها سعيدة أنها قد منحت الناس هدية عظيمة، يا لها من رسالة جميلة حقاً.

ألق أنت بذورك، لا يهم إذا لم تتمتع برؤية الأزهار، بالتأكيد أحد ما سيستمتع بها ويستقبل الحب الذي نثرته.
إذ لابد أن يكون المسلم إيجابياً يشارك في هذه الحياة بكل ما يستطيع، وبقدر ما يمكنه، ولو كان ذلك في آخر لحظات الحياة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل))
فمن استطاع أن يميط شوكة من الطريق فليمطها، ومن استطاع أن يبذر حبة فليبذرها، ومن كان عنده علم دعا به، ومن كان عنده مال دعا به، والمسؤولية هي على الجميع، كل بحسبه.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يزيدنا علماً وعملاً وتقوى وصلاحاً...

---------◇◇◇◇◇-----------

المواضيع المتشابهه:




رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ Ranosh على المشاركة المفيدة:
 (03-12-2023),  (03-11-2023),  (03-11-2023)