~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 372
عدد  مرات الظهور : 7,224,446


عدد مرات النقر : 372
عدد  مرات الظهور : 7,224,446

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-02-2023
اميرة الحب غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
ستجد الحب حتماً حين تؤمن بكل قواك القلبية أنّك تستطيع تحمل كل نقطة عذاب ستواجهك في هذا الطريق، وحين تؤمن وتستوعب جيداً أنّ الحب تضحية، ووفاء، وحنان لا ينتهي
اوسمتي
وسام الادارية النشطة وسام العطاء والتميز تكريم اكتوبر وسام الإدارية المتميزه 
لوني المفضل Gold
 رقم العضوية : 3722
 تاريخ التسجيل : Feb 2021
 فترة الأقامة : 1187 يوم
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (03:01 PM)
 المشاركات : 114,744 [ + ]
 التقييم : 123782353
 معدل التقييم : اميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 14,869
تم شكره 10,766 مرة في 7,037 مشاركة

اوسمتي

user353_pic2thumb قصة وحز الأحلام



أسبَحُ بنظري إلى الأفق بهيام.



أيدٍ كثيرةٌ متشابكة تريد الالتفاف حولي وإخراجي للفضاء الرَّحب، وأنا أجهد نفسي؛ للانفلات من قبضتها، والبقاء لفترةٍ غير محددة، في رحم أمِّي.



بدأ الحقل يُقْفِر، واليومُ الغاثمُ يزداد جهمة، التراب الداكن للأرض يُحْدِث في العين والقلب شقوقًا غائرة، طيور سود تَحومُ فوق رؤوسنا، وتُصْدر أصواتَ شؤم ونذير، وأمِّي تردد أدعيتها بصوت خافت، ودون توقُّف.



انصرم اليومُ مُحَمَّلاً بثقل المعاناة، الحزن يجثم فوق قلبي المُدْمى، أعود إلى حيث جلسَتْ أمي، أتجاذب أطراف النَّظرات معها، ونار الضغينة تُجْهِز على ما تبقى من أوراق ألمي، أمي في ثوبها الأبيض تبدو كملاك، يدها اليمنى في تراخٍ تترك حبات المسبحة، تنفلت في إيقاع رتيب متتابع، وشفتاها تُتَمتمان بالذِّكر، النِّساء حولها يحاولن التخفيف عنها، يتكلَّمن إليها، ويربتن على كتفيها، وأنا أجيل نظري بينهن، وصمتٌ حارق لبسني.



متى يعود أبي؟ لِمَ وضعوه في الصندوق؟

أسئلة تنفلت من شفتي، تقرع أذُنَي أمي وتدمي قلبها، صامتةً تنظر إليَّ، وآيات قرآنية بصوت قارئ خاشع تملأ المَنْزل رهبة وأمنًا، أصوات تشييع الجنازة تبتعد وتخفت، تاركةً النُّواح والبكاء والعويل تدثر الفضاء، وأنا سيَّجَني الذهول، ولفَّني الصمت، أُدخل سبَّابتي في فمي؛ محاوِلةً إخراج لساني؛ لأعبِّر عن مشاعري الثكلى التي تُسَيِّجُني، عيناي الجاحظتان تتجوَّلان بين ذوات النساء اللائي انخرطن في طقس شقِّ الخدود، وتمزيق الثياب، وأنا أتساءل: لِمَ يفعلن ذلك؟ في حين رسم الهدوء خطوطه على وجهَيْ خالتي وأمي!



أنظر ذات اليمين وذات اليسار، أترقَّب اللحظة التي يَطْرق رجال الشرطة باب المَنْزل، ويتقدمون نحوي لإمساكي وإرغامي على مصاحبتهم للمركز قصد الاعتراف، سأُخفي العصا التي كانت تحملها أمِّي وهي تلوِّحُ بها في وجه أبي، لا لم تكن أمي تريد أن تقتل أبي، كانت تسعى لتهديده وتخويفه حتى يُبعِدَ أذاه عنَّا، قال الطبيب الشرعيُّ: إن الضربة التي أصابته في رأسه كانت سبب موته، خالتي - وهي تجيب على أسئلة الطبيب - أشارت إلى أنه تعثَّر عند عتبة باب المنزل، وسقط على قفاه، شرحت وأسهبت في محاولةٍ لتبرئة أمي، أمِّي تسبح في بحر حزنها، وعلى عينَيْها غشاوة!



"اغتصبَ براءتنا، سرق أحلامنا التي كانت تقبع في رحم آمالنا، سيَّجنا في دائرة الألم والمعاناة"، كانت تردِّد أمي لنفسها ساعيةً لنفض غبار المسؤوليَّة عن نفسها، أضرم كلامُها نارًا في قلبي، تنتصب صورة أبي أمامي بأذنيه المُشْعِرتين، المنتصبتين كأذُنَيْ ثعلب، وهما تلتقطان رجاء أمي بأن يتخلَّى عن الخمر والقمار والنسوان، لم يكن أبي يولي اهتمامًا لتوسلاتها،لم يكن يراعي مشاعرنا، على الأقلِّ مشاعر أمي التي ضحَّت بشبابها ومالها من أجله.



كان أبي شرع في اتِّخاذ معاداة الحياة مبدأً؛ عادَى أسرته، عادى عمله، عادى ذاته! ابتلعت أمي - يومها - كبرياءها، رمَتْه بنظراتها الشَّزراء الساخرة، وقالت موجِّهةً الكلام إليه: "انظر حولك، الرِّجال يَقْصمون ظهورهم بالعمل، وأنت قابع مُقْعٍ ككلب ينتظر أن يُرمى له عظم!"، إن بقيتَ على حالك هاته ستَتخَبَّط سفينتُنا في موجٍ عاصف، أنت الرُّبَّان، قُدْ سفينتك نحو شاطئ الأمان، ترك الرُّبان السفينة في رحمة الأمواج العاتية، لم تكن أمي مؤهَّلة بما فيه الكفاية لقيادة سفينةٍ أشرِعتُها مزَّقتها رياح الإهمال، رزح الرُّبان تحت ثقل الانهزام، ورزحت أمي تحت وطأة شعور الانكسار، تبَدّدَ أملنا وهو يتحدَّث عن أمور تافهة، كنا - عندما يشرع في الحديث - نوهمه أنَّنا نوليه إصغاءنا التامَّ، ننظر إليه بأعين زجاجية.



"عليك أن تعمل، عليك أن تُقاوم وتعمل، لا أريد أن يَأكلك الصَّدأ، إنَّ بقاءك بلا عمل سيؤدِّي إلى الكسل، والكسل سيقتل طموحك، حينها ستصدأ، ستَصدأ، ستصدأ"، لم يصدأ أبي، جرفَتْه ذاته المنهزمة نحو الهاوية.



بكاء النساء ما زال يخدش أذني، التعب هدَّني، صراخ قويٌّ انتزعني من نومي، فتحتُ عيني، أبي جالس قبالتي يلفُّ سيجارة، وعيناه مسمرتان على أرداف خالتي، أمي تجيل بصرها بينهما، تنفَّست بعمق، أويتُ إلى فراشي وأنا أستشعر وخز آلام سبابه وكلماته تنخر أذني، وتعبر إلى قلبي، أغمضت عيني، رأيتُ نفسي أسبح في رحم أمِّي، وأيدٍ كثيرة تتسابق لإخراجي من الرحم .


💢💢💢💢💢💢💢💢


مما قرأت

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :




💕🅰 🅼 🅵 💕



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اميرة الحب على المشاركة المفيدة:
 (03-02-2023)
 
كاتب الموضوع اميرة الحب مشاركات 9 المشاهدات 69  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 05-24-2024, 11:59 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 03:03 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah