~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ رضيتُ مـنَ الدنيـا بمـا لا أودُّه وَأَيُّ امْرِىء ٍ يَقْوَى عَلى الدَّهْر زَنْدُهُ؟ أُحاوِلُ وَصْلاً والصُّـدُودُ خَصِيمُـهُ وَأَبْغِـي وَفَـاءً والطَّبِيعـة ُ ضِـدُّهُ حسبتُ الهوى سهلاً ، ولم أدرِ أنـهُ أخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَـعُ الْهَـزْلَ جِـدُّهُ تخفُّ له الأحـلامُ وهـى رزينـة ٌ ويعنو له من كـلِّ صعـبٍ أشـدهُ ومن عجبٍ أنَّ الفتى وهـو عاقـلٌ يطيعُ الهوى فيمـا ينافيـه رشـدَهُ يفرُّ منَ السلـوانِ ، وهـو يريحـهُ ويأوي إلى الأشجانِ ، وهى تكـدُّهُ وما الحب إلا حاكمٌ غيـرُ عـادلٍ إِذا رامَ أَمْراً لم يَجِـدْ مَـنْ يَصُـدُّهُ لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْـشُ مَلاَحَـة ٍ تغيرُ على مثوى الضمائـرِ جنـدهُ ذوابـلـه قامـاتـهُ ، وسيـوفـهُ لِحَاظُ الْعَذَارَى ، والْقَلاَئِـدُ سَـرْدُهُ إذا ماج بالهيفِ الحسانِ ، تأرجـت مسالكهُ ، واشتقَّ فـي الجـو نـدُّهُ فَـأَيُّ فُـؤادٍ لا تَـذُوبُ حَصاتُـهُ غراماً ، وطرفٍ ليسَ يقذيهِ سهدهُ ؟ بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا جَهِلْتُ، فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْـدُهُ ظَلُومٌ لَهُ فـي كُـلِّ حَـيٍّ جَرِيـرَة ٌ يضجُّ لهـا غـورُ الفضـاءِ ونجـدهُ إِذَا احْتَلَّ قَلْبـاً مُطْمَئِنًّـا تَحَرَّكَـتْ وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ، واخْتَلَّ وَكْـدُهُ فإن كنـتَ ذا لـبٍّ فـلا تقربنَّـه فَغَيـرُ بعيـدٍ أَنْ يَصِيبَـكَ حَـدُّهُ وقد كنتُ أولى بالنَّصيحة ِ لو صغـا فؤادي ، ولكن خالفَ الحزمَ قصدهُ إذا لم يكنْ للمـرءِ عقـلٌ يقـودهُ فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَـى حُسَامـاً يَقُـدُّهُ لعمري لقدْ ولَّى الشبابُ ، وحلَّ بي منَ الشيبِ خطبٌ لا يطـاقُ مـردُّهُ فَأَيُّ نَعِيـمٍ فـي الزَّمـانِ أَرُومُـهُ؟ وأي ُّ خليـلٍ للوفـاءِ أعــدُّهُ ؟ وكيفَ ألومُ النَاسَ في الغدرِ بعدمـا رأيـتُ شبابـي قـدْ تغيَّرَعهـده ؟ وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَـابٌ رَمَـتْ بـهِ صروفُ اللَّيالي عندَ مـن لا يـردُّهُ فَمَنْ لِي بِخِـلٍّ صَـادِقٍ أَسْتَعِينُـهُ على أملي، أو ناصـرٍ أستمـدهُ ؟ صحبتُ بني الدنيا طويلاً فلم أجـد خَليلاً، فَهَلْ مِنْ صاحِبٍ أَسْتَجِـدُّهُ فأكثرُ من لاقيتُ لم يصـفُ قلبـهُ وأصدقُ من واليتُ لـم يغـنِ ودُّهُ أطالبُ أيامي بمـا ليـسَ عندَهـا وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَـاهُ وُجْـدُهُ فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُـرُ الْقَـوْلَ فِعْلُـهُ ولا كلُّ خلٍّ يصدقُ النَّفسَ وعـدهُ وأصعبُ ما يلقى الفتى فـي زمانـهِ صَحابَة ُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْـدُهُ وَللنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُـزْ بِهَـا لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لـم يُـورِ زَنْـدُهُ ولكن إذا لم يسعـدِ المـرءَ جـدُّهُ على سعيهِ لم يبلـغِ السـؤلَ جـدُّهُ ومـا أنـا بالمغلـوبِ دونَ مرامـهِ ولكنَّهُ قـد يخـذلُ المـرءَ جهـدهُ ومـا أبـتُ بالحرمـانِ إلاَّ لأنَّنـي «أَوَدُّ مِـنَ الأَيَّـامِ مـا لا تَـوَدُّهُ» فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَـا فَلَبَعْدَمَـا صحبتُ زماناً يغضبُ الحـرَّ عبـدهُ أبى الدَّهرُ إلاَّ أن يسـودَ وضيعـه وَيَمْلِكَ أَعْنَـاقَ الْمَطَالِـبِ وَغْـدُهُ تداعت لدركِ الثَّـأرِ فينـا ثعالـهُ ونَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيـرَة ِ أُسْـدُهُ فَحَتَّامَ نَسْرِي في دَيَاجِيـرِ مِحْنَـة ٍ يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَة ِ السَّيْفِ غِمْدُهُ إذا المرءُ لم يدفع يدَ الجور إن سطتْ عَلَيْهِ، فَلا يَأسَفْ إِذا ضَاعَ مَجْـدُهُ وَمَنْ ذَلَّ خَوْفَ الْمَوْتِ، كانَتْ حَيَاتُهُ أَضَـرَّ عَلَيْـهِ مِـنْ حِمـامٍ يَـؤُدُّهُ وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَـة ُ الْعَيْـنِ ظَالِمـاً يُسِيءُ، وَيُتْلَى في المَحَافِـلِ حَمْـدُهُ علامَ يعيشُ المرءُ في الدَّهرِ خامـلاً ؟ أيفرحُ فـي الدُّنيـا بيـومٍ يعـدُّهُ ؟ يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَـاهُ فَيَلْتَـذُّ وَقْعَـهُ كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بالْحَـكِّ جِلْـدُهُ إذا المرءُ لاقى السيلَ ثُمَّتَ لم يعـجْ إلـى وزَرٍ يحمـيـهِ أرداهُ مــدُّهُ عفاءٌ على الدُّنيا إذا المرءُ لـم يعـشْ بِها بَطَلاً يَحْمِـي الْحَقِيْقَـة َ شَـدُّهُ منَ العارِ أنْ يرضى الفتـى بمذلَّـة ٍ وفي السَّيفِ ما يكفي لأمـرٍ يعـدُّهُ وإنُّي امـرؤٌ لا أستكيـنُ لصولـة ٍ وإن شدَّ ساقي دونَ مسعاى َ قـدُّهُ أَبَتْ ليَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْـسٌ أَبِيَّـة ٌ وقلبٌ إذا سيمَ الأذى شبَّ وقـدهُ نماني إلـى العليـاءِ فـرعٌ تأثلـت أَرُومَتُهُ فِي المَجْـدِ، وافْتَـرَّ سَعْـدُهُ وحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلاَ بما كـانَ أوصـاهُ أبـوهُ وجـدُّهُ إِذَا وُلِـدَ الْمَوْلُـودُ مِنَّـا فَــدَرُّهُ دمُ الصَّيدِ ، والجردُ العناجيجُ مهـدهُ فإن عـاشَ فالبيـدُ الدَّياميـمُ دارهُ وإِنْ ماتَ فالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْـدُهُ أصدُّ عنِ المرمـى القريـبِ ترَفعَّـاً وأَطْلُبُ أَمْراً يُعْجِـزُ الطَّيْـرَ بُعْـدُهُ وَلا بُدَّ مِنْ يَـوْمٍ تَلاعَـبُ بِالْقَنَـا أُسودُ الوغى فيهِ ، وتمـرحُ جـردهُ يمـزِّقُ أستـارَ النَّواظـرِ بـرقـهُ وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِـعِ رَعْـدُهُ تُدَبِّـرُ أَحْكَـامَ الطِّعـانِ كُهُولُـهُ وتملكُ تصريـفَ الأعنَّـة ِ مُـردهُ قُلُوبُ الرِّجـالِ المُسْتَبِـدَّة ِ أَكْلُـهُ وَفَيْضُ الدِّمـاءِ الْمُسْتَهِلَّـة ِ وِرْدُهُ أحملُ صدرَ النصـلِ فيـهِ سريـرة ً تـعـدُّ لأمــرٍ لا يـحـاولُ ردُّهُ فإمَّا حياة ٌ مثلَ ما تشتهـي العـلا وإما ردى ً يشفي منَ الداءِ وفـدهُ الشاعر / محمود سامي البارودي المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | الغزال الشمالي | مشاركات | 11 | المشاهدات | 2994 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 05-24-2024, 07:02 AM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|