~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
تذكير الأنام بمنافع الصيام
مالك بن محمد بن أحمد أبو دية
الحمد لله عظيم المنة، وعد المتقين الجنة، وأعد لهم فيها من كل الثمرات، ورزقهم مغفرة منه وفضلًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، دلنا على جميع الخير قولًا وعملًا. أما بعد: فإن الله تعالى يخلق ما يشاء ويختار، ولا يختار إلا الأخيار، فضَّل بعض الأمم على بعض، وفضل بعض الأنبياء على بعض، وفضل بعض الزمان على بعض، وفضل بعض العبادات على بعض، ومن ذلك ما خص به رمضان من الفضائل، وما جعله في الصيام من المنافع؛ وإن من أظهر منافع الصيام عشر: أولها: تجلي الإخلاص لله عز وجل، وتمرن العبد عليه، وسلامته من الرياء والسمعة؛ ففي الحديث القدسي الصحيح: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به))؛ [رواه البخاري: ٥٩٢٧، ومسلم: ١١٥١]. فالصيام يعلِّم الإخلاص والتقوى؛ لما فيه من دوام المراقبة لله تعالى، وتحقيق الإحسان؛ فالصائم لا يأكل ولا يشرب ولو كان في خلوة؛ وهذا قوله تعالى في الحديث القدسي: ((يدع شهوته وطعامه من أجلي)). وثانيها: أن الصوم حرزٌ من الأهواء والشهوات، وحفظ للجوارح من اقتراف السيئات؛ فالصوم جُنَّةٌ يستجن بها العبد من النار ومما يقرب منها. وثالثها: أن ثواب الصوم غير معدود بعدد، وغير محدود بحد؛ فإن الصوم لا مثيل له ولا عدل؛ فهو باب للجنة، وسبب لمغفرة الذنوب؛ قال علام الغيوب: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]؛ قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: "وقد قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، والصوم نصف الصبر، فقد جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب"؛ [إحياء علوم الدين: (١/ ٢٣١)]. وقال الطبري في تفسيره: "حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]: لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان". ورابعها: أن الصيام يشفع في صاحبه يوم القيامة؛ ويقول: ((أي ربي، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه))؛ [رواه أحمد: ٦٦٢٦، وصححه الألباني في صحيح الجامع: ٣٨٨٢]. وخامسها: أن الصوم يجمع على صاحبه سعادتي الدنيا والآخرة؛ ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه))؛ [رواه البخاري: ١٩٠٤، ومسلم: ١١٥١]، فيفرح الصائم عند فطره بتمام نعمة الله عليه؛ إذ وفقه للعبادة وأعانه على إتمامها، ويفرح في الآخرة بالثواب الكبير والأجر العظيم الذي أعده الله له؛ فإنهم يُفتح لهم باب الريان، ويُفرغ لهم الجزاء إفراغًا من غير تقدير؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]؛ ذكر ابن الملقن: أن عملهم كان الصيام. وسادسها: أنه يعوِّد النفس الصبرَ، ويقوي الإرادة في التغلب على الشهوات، والرفق في تعاطي المباحات، وفيه مِرانٌ على هضم حظوظ النفس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذٍ، ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، إني امرؤ صائم)). وسابعها: أنه يشعِرُ الصائم بألم الجوع والعطش، فيرق قلبه ويلين للفقراء والمساكين، فيعطيهم عن طيب نفس؛ لعلمه بحالهم؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان. وثامنها: أن للصائم دعوة مجابة، وما أعظمه من خير ونفع! فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم))؛ [رواه أحمد: ٨٠٣٠، والترمذي: ٣٥٩٨، وابن ماجه: ١٧٥٢]. قال النووي رحمه الله: "وهكذا الرواية: ((حتى)) بالتاء المثناة فوق، فيقتضي استحباب دعاء الصائم من أول اليوم إلى آخره؛ لأنه يسمى صائمًا في كل ذلك". وتاسعها: ما في الصوم من زيادة الإيمان، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات، والحث على الخيرات. وعاشرها: صحة الأذهان، وسلامة الأبدان - وهما ثابتان بالتجربة والطب - ومحبة الرحمن؛ لأن الصوم صبر؛ ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]. تمت والحمد لله. المواضيع المتشابهه: |
04-18-2021 | #4 |
|
رد: تذكير الأنام بمنافع الصيام
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي الطرح القيم في أنتظار المزيد من عطائك والمزيد من مواضيعك الرائعة ودائما في إبداع مستمر ودي واكاليل وردي كنت هنا اميرة الحب |
|
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 10 | المشاهدات | 738 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-28-2024, 08:24 AM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|