~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 4,171,055


عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 4,171,055

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-18-2022
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1399 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي هدية الشيخ



قال عمُّه وقد تهلَّلت سِحنته النحاسيَّة على أعتابِ مطار الأمير:

• مرحبًا وألف مرحبًا.



ثم انقضَّ عليه مقبِّلاً رأسه قبل أن يرفعَه بمنكبيه القويتين إلى صدرِه، ويكمل حديثَه مع أخيه أبي إلياس عن الأحوالِ والعباد، هنا أحس أنَّه ابتعَد عن البرد والصقيع، وأنَّ جو المدينة الجاف يلفحه معانقًا وجهَه الغضَّ وأطرافَه الناعمة، سأل أباه وهم متوجِّهون إلى السيَّارة المتراصَّة أمامَ البوَّابة الرئيسيَّة للمطار:

• هل سنَجِده هنا؟



أجابه أبوه:

• نعم.



ثم صمَت فيما بقِي عمُّه حائرًا، دون أن يعلمَ ما الشيء الذي سأل عنه إلياسُ أباه، استطرد إلياسُ وهو يسأل أباه بنفسِ الحماس:

• ومتى سنزوره؟



أجاب الأبُ مبتسمًا:

• قريبًا، قريبًا.



صَعِدوا السيَّارة: الأب، والعم، وأخوات إلياس الثلاث، وأمه، وتوجَّهوا نحوَ طَيْبة الطيِّبة التي لا تبعُد عن المطار إلا بخمسةَ عشرَ كيلو مترًا، نام إلياس في أحضانِ أبيه تاركًا الجميعَ مشدودين مِن وراء زجاج السيَّارة السوداء إلى طريقِ المدينة وجوِّها الصافي وهدوئها المستكين في عوالِم القدسيَّة، سأل العمُّ أخاه عن رغبةِ إلياس الملحَّة، فأخبره بلا تَمهُّل بأنَّها رؤيةُ الشيخ صاحِب الطاقية البيضاء واللِّباس الأحمر، الذي يوزِّع الهدايا على الأطفال، والذي اعتادَ إلياس زيارتَه في بلادِ المهجر كلَّ رأس سَنة؛ لأخْذ الهِدايا والصُّور معه قرْب النهر الكبير، أرسل العمُّ ضحكةً مِن بين شفتيه القرمزيتين، وقال بصوتٍ ملؤه الشجن:

• يأخذ هدايا مِن الشيخ، وفي بلادنا آلاف شيوخ الشيوخ؟



أجاب الأب متحسرًا:

• هذه هي المأساة وجراح المهجر.



السيَّارة تبتلع آلافَ الأمتار نحوَ المدينة، وكأنَّها البراق بجناحيه، وجسمه الشديد لا مَن يمنعه أو يستوقِفه أو يكذب عنه الخبر، سنوات وهو بعيدٌ عنها غادرها رضيع وها هو يعود إليها، وقدْ جال في الكونِ سبْع سِنين، متنقلاً مع أسرته الصغيرة مِن بلادِ إلى بِلاد قبل أن يستقرَّ بهم الحال في إنجلترا؛ الحلم الدافِق والملاهي الجميلة والأصدقاء الأوفياء والدَّمعة المترقرقة على خدِّه الأسيل قبلَ صعودِه إلى الطائرة في لندن، كلها ذِكريات تعمق الجِراح في قلبِه الطري، وتَزيد في اضطرابِ خواطرِه وأسئلته المتكرِّرة لزيارة الشيخ.



استيقظ إلياسُ على جلبات التهاني والمبارَكات في فناءِ منزل جدِّه بالحارة القديمة، استيقظ وهو يفرك عينيه، ويتأمَّل الوجوهَ النيِّرة حوله ومجامير البُخور في الفناء الواسع الذي تُغطِّيه أجنحةُ الظلام الدامِس، تخيَّل نفسَه في جزيرة مِن جزر علي بابا، رسمه المفضَّل على الشاشة الصغيرة، صاح بأعلى صوته:

• أُمِّي، أمِّي، أبي.



التفت نحوَه الأعمام، والأخوال، والأقارب، وأبناؤهم، لم يستطعْ في البداية تمييزَ الوجوه، وفجأةً تبدَّى له وجهُ أبيه فوقَف وجرَى حتى ارْتمَى عليه وأعاد السؤال:

• أسَنَزوره بالفعل؟



صمت الأب، وقطَّب حاجبيه ضجرًا مِن السؤال، وأمَره بأن يقبع ويلعَب مع الأطفال في الفناء، حتى تحضرَ وجبة العَشاء، أطاعَ إلياس أمرَ أبيه، لكنَّه سرعان ما انزوى في ركنِ الفناء الأيمن تحتَ نخلةٍ سامِقة في الفضاء اللامحدود، وبدأ يذرف الدموعَ، والكل أمامَه مبتهج بقدومِه، رمقه عمُّه الذي تتبَّع خُطواته منذ استيقاظه فاستأذن جلساءَه واقترَب منه ومسَح على رأسه، وقال له:

• لا عليك، أنا سأذهَب معك عندَ الشيخ غدًا - إنْ شاءَ الله، ولكن عليك أن تستعدَّ وأنْ تُزيل الدموعَ عن وجهِك.



ما كاد يَسمع إلياسُ قولَ عمِّه حتى عانقَه وسأله:

• أقَرُب النهر؟



أجابه العم:

• نعم في ملاهي غنومة وألعاب المدينة.



استغرَب إلياسُ مِن أسماء الملاهي وابتسَم وطار مِن الفرحة التي عمَّت جميعَ جوارحه، وسرعان ما أشْرَكه وعد عمِّه في أفراح العائلة، فتَمَاها وسط حشود الأطفال.



حلَّ الصباح ولا يَفصِل إلياسَ عن زيارةِ الشيخ إلا ساعةٌ أو ساعتان، النوم يُغطِّي جفونَ الأسرة، أما هو فلا يكسوه إلى حلم رُؤية الشيخ والهدايا، بدأتِ الأرجل تدبُّ على بُقع المنزل الواسِعة، والأواني تُعدُّ للإفطار فوقَ الخوان المعدِّ في قاعةِ الأكل، خرج برفقةِ ابنِ عمِّه إبراهيم فتوضَّأ وصلَّيَا صلاةَ الصبح، وانتظمَا على المائدةِ مع باقي أفراد الأُسرة الذُّكور، رمق العمُّ إلياس مِن وراء الصحون المستوية فوقَ المائدة بينه وبين إلياس وسألَه متعجبًا؟



• هل أنت مستعدٌّ؟



ضَحِك إلياس والخجلُ يعلو وجهَه، ثم أجاب الأب نائبًا عنه في جوٍّ ملؤُه الفرح والبهجة:

• ومَن قال لك: إنني غير مستعدٍّ، هل تراجعتَ في قرارك؟



أجاب العم:

• لا، ولكن ليطمئنَّ قلبي.



وبعدَ أن أكمل الإفطار، غيَّر إلياس ملابسه المنزليةَ بزيِّ أصحاب المدينة التَّقي، وخرَج مرافقًا عمَّه وابنَ عمِّه إبراهيم إلى المدينة، آملاً زيارةَ الشيخ وما هي إلا دقائق معدودة حتى انتهى بهم المسيرُ إلى الجهة الغربية من جبل سلع، فقال العم مشيرًا إلى إلياس:

• أتدْري أين نحن؟



أجاب إلياس:

• لا.



فبدَأ العمُّ مسترسلاً في الحديثِ، وقد أمسك ببنانِ إلياس اليمنَى:

• نحن يا بني، في مهدِ البطولة والجهاد، هنا ولَّى المُشرِكون الأدْبار، وبزغ شعاع الانتصار، الخالد للعالَم ككلٍّ؛ هل ترى هذا المكان المنبطح مِن الأرض؟

• نعم.

• إنَّه مكان الخندق الذي حفَره المسلمون؛ للدِّفاعِ عن حُرمة المدينة والإسلام.



ثم استمرَّ العمُّ في تعريفِ إلياس بمواطنِ المدينة الشهيرة، متنقلاً مِن مكانٍ إلى مكان بالسيَّارة؛ فعرَّفه على مسجد قباء أوَّل مسجدٍ بُنِي فوقَ البسيطة، ثم على مقبرة البقيع مدفَن الشهداء والأبطال، وبين الفَينة والأخرى كان يَتحدَّث عن أمجادِ الإسلام، كأبي بكر مرافقِ نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هِجرته إلى المدينة، وعلى بسالةِ عمر وعثمان وعلي - رضوان الله عليهم - وعلى صحابتهم، ولم يستشعرْ أي واحد منهم مرورَ الوقت إلاَّ وهُم في المسجِد النبويِّ، حيث صلَّوا الظهر، ثم توجَّهوا راجعين إلى المنزل لتناول وجبةِ الغداء، مؤجِّلين زيارةَ الشيخ في ملاهي المدينة، بعدَما تبدَّتِ الأريحية على مُحيَّا إلياس وأصرَّ على معرفةِ شيوخ بلادِه الأفذاذ، ودَفْنِ شيخه القديم مع ذِكرياته الماضية.

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (04-18-2022)
قديم 04-18-2022   #2


الصورة الرمزية الجوري
الجوري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3758
 تاريخ التسجيل :  Mar 2021
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (02:53 AM)
 المشاركات : 150,727 [ + ]
 التقييم :  123459737
 SMS ~
لوني المفضل : Beige
شكراً: 79
تم شكره 5,586 مرة في 3,703 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: هدية الشيخ



كل الشكر لك ولجهودك
أرق التحايا مع الورد



 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2022   #3


الصورة الرمزية روح الأمل
روح الأمل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل :  Jul 2020
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم :  1400003561
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: هدية الشيخ



الشكر لك يا غالية اسعدك الله



 


رد مع اقتباس
قديم 04-18-2022   #4
[IMG]http


الصورة الرمزية وردة الغرام
وردة الغرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3621
 تاريخ التسجيل :  Aug 2020
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (12:01 PM)
 المشاركات : 232,155 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~





أي خيول سترك أعناقها في أساور هذا الندي

فهي مهرة يصعب ترويضها

قلب لا يعرف المستحيل
لوني المفضل : Beige
شكراً: 27,381
تم شكره 8,746 مرة في 6,629 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: هدية الشيخ



تسلم الايادي على الطرح الرائع والمميز والجميل حبيبتي روح

يعطيك الف عافيه حبيبتي روح



 
 توقيع :


اشكرك من كل قلبي حبيبتي نجمتنا



رد مع اقتباس
قديم 04-22-2022   #5


الصورة الرمزية مهدي
مهدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 212
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (01:19 AM)
 المشاركات : 72,884 [ + ]
 التقييم :  1368576223
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
http://l.top4top.io/p_1988lavd43.gif
لوني المفضل : Blue
شكراً: 510
تم شكره 1,973 مرة في 1,442 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: هدية الشيخ



أجــمل وأرق باقات ورودى
لطرحك الجميل ونثرك العطر
تــحــياتي لك





 
 توقيع :
يبست جذور القلب بعد اكراه وذبل في ايك السنين رجائي

فرحلت وبيدي حقيبة موجومة

وبين اناملي يراع يبكي اشلائي





رد مع اقتباس
قديم 05-06-2022   #6


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 8 ساعات (05:57 PM)
 المشاركات : 53,458 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,312 مرة في 1,897 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: هدية الشيخ



كل الشكر لك ع سـرد القصـــة
سلمت الايآآآدي
تحيتي وتقديري




 
 توقيع :


يسلم قلبك نجمـة ليـل



رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع روح الأمل مشاركات 5 المشاهدات 436  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 01-18-2024, 10:22 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 02:21 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah