وحين يكون كل ما حولك خريف تلعب الرياح به ..
فتسقط أوراقه المصفرّة من تعب الأيام ..
فهناك على الجانب الآخر يوجد الربيع بألوانه الجميلة ونسماته العليلة ..
وحين تصدم بخيانة إنسان ... فعلى الجانب الآخر يوجد الكثير من أهلك ..
وأصحابك ورفاقك يمدون لك أيديهم ويستقبلونك بابتسامتهم مهما قسوت عليهم ..
لأنهم ببساطة يحبونك ..
لا تستسلم لحزن أو يأس أو غدر أو هزيمة ..
فكلما حاصرتك الحياة بصعابها ومشاكلها ومفاجأتها تأكد ..
أن هناك جانب آخر فيه الراحة والسعادة والأمل والرفقة الطيبة ..
حياتنا لا تخلو من المصاعب ولكنها أيضاً مليئة بالجمال ..
تخيل نفسك تقف في غرفة تنظر إلى لوحة ..
لمنظر طبيعي على أحد جدرانها ..
بينما تطل نافذة الغرفة على أروع وأجمل منظر طبيعي ..
فيه الخضرة والماء والجبال والسماء الصافية ..
والشمس الدافئة بأشعتها الذهبية ..
أيهما أكثر جمالاً .. أن تقف لتشاهد تلك اللوحة الجامدة .. ؟
أم تفتح النافذة لتستمتع بجمال الطبيعة ..
التي أبدعها الخالق سبحانه وتعالى ..
وتستنشق الهواء النقي ..
وتشعر بنسمات الريح الخفيفة تداعبك ..
تشم رائحة المطر بعد أن لامس الأرض ..
فأشرقت الشمس بعدها لتزهو تحت أشعتها الألوان ..
لا تقف أمام الجدار لتشاهد لوحة صنعها إنسان ..
بل افتح النافذة وافتح ذراعيك واستقبل الحياة ..
ماذا تنتظر ..؟!
ألا تعتقد بأن على الجانب الآخر شيء يستحق الاهتمام ..؟!
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها ..
لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها .. إنها نتاج عملك لما تحب .. وتواصلك مع الآخرين بصدق ..
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك .. أن تصنع قراراتك بنفسك .. أن تعمل ما تريد لأنك تريده.. أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها ..
إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم .. أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، إن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، ألا تكون مخلصاً ، وتنهمك - عبثاً – في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، أن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، أن تحيا على هامش حياة الآخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .