.." مـرافـئ رمـضـانـيـة/ المرفأ الأول: الصوم وتجليات الإخلاص "..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
🍁 إن عبادة الصوم عبادة يجتمع فيها للعبد كثير من القربات التي يتزلف بها الراغب فيما عند الله والسائر إلى الله - سبحانه وتعالى - ومن بينها الإخلاص لله رب العالمين
🍁 فالإخلاص سر من أسرار القبول، وسبيل من سبل الوصول، ما تمثله عبد إلا وصل، ولا مقطوع إلا اتصل، ويتجلى الإخلاص في أن الصوم ينفرد العبد به إذ يمكنه أن يأكل ويشرب ويفعل مادام أنه لا أحد معه، لكن يبقى معه الخوف والخشية التي توصل الصيام إلى أرفع سبله وأسمى منازله ليقترن بالقبول، ويدرك به المراد والغاية والمأمول
🍁 قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]: "أخلصه وأصوبه", قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل, وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل, حتى يكون خالصًا صوابًا, فالخالص: ما كان لله, والصواب: ما كان على السُّنة"
🍁 كما ويتجلى الإخلاص في الصوم في الإتيان به كما أوجب الله وأمر ، دون طمع في الحظوظ الآنية والمكاسب الوقتية كطلب الشهرة والمدح والثناء، فإن كنت صائما لله ولله وحده فقط لا تلتفت إلى مدح المادحين وثناء المثنين ليكون عندها صومك هو الصيام الخالص المصفى من كل كدر والمنقى من كل درن، والمنظف من كل شائبة قال ابن القيم في"الفوائد": "لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس؛ إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت"
سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
🤔 سؤال: هل جعلت الإخلاص هدفا تسعى لتحقيقه من عبادة الصوم؟
✍🏻 خميس بن سليمان المكدمي