لا تقف على مابتليت به
كي لاتكون على حافة جرف زل طينه
لا شهوة بالإنغماس
بل تيقناً بالإنهيار
أنا نهر لا يخشى البلل
وماكنت أطلب منك أن لا تبكيني
بل تعال للغرق وشاركني ترطيب الحسرة
وتفكيك قسوة العسره
تعال لأقص عليك عن مافعلت مسمومات الجفوات بمائي
صفراء غيرت العافية
ولطالما كانت مشاعري دافئه
صقيع أبردها
لربما تغطت بالشمس
والتحفت بريح أهوج من عشق الأمس
لكن هيهات أن يتجمد نهر
أو يضرس
وتحت لسانه يتجمع برد كانون
وفي قلبه حزيران تعود ألم الحر
وكان قراري
أن لا يفر لساني بشكواه
ولا رمشي دمعٌ يغسله أو ينداه
فأمامك لن أبكي
وأقسمَ جفاءك أن يفرغ نهر من ماه
وعمداً نزل لقاعه
وأصابه حيث القلب وأدماه
وبعد قرن جفاف ذكره بالحب
وأبكاه.. أبكاه