~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 324
عدد  مرات الظهور : 1,692,362


عدد مرات النقر : 324
عدد  مرات الظهور : 1,692,362

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > لعلوم السنة والسيرة والتاريخ الاسلامي
لعلوم السنة والسيرة والتاريخ الاسلامي كل ما يخص الرسول وصحابته والتابعين وما يخص الاحاديث والسيرة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-23-2018   #61


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



سلمان الفارسى
رضي الله عنه

" سلمان منا أل البيت "
حديث شريف
من هو ؟
سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلا من أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادر ثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كان مجوسيا ثم نصرانيا ثم أسلم لله رب العالمين ، وقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبو الدرداء
قبل الاسلام

لقد اجتهد سلمان - رضي الله عنه - في المجوسية ، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيه ضيعة ، أرسله إليها يوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى في دينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال ( يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس ) قال والده ( أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خير منه ) قال ( كلا والله إنه خير من ديننا ) فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ، فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ، وحطم قيوده ورحل الى الشام

وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدم ويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسه ثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضره الموت أوصى سلمان قائلا ( أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل )
فلما توفي رحل سلمان الى الموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقام عنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية
فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثم أتته الوفاة فقال لسليمان ( يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )
لقاء الرسول
مر بسليمان ذات يوم ركب من جزيرة العرب ، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ، فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل من يهود بني قريظة ، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفت له ، وأقام معه حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه

فدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وحوله نفر من أصحابه ، فقال لهم ( إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به )
فقال الرسول
لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا فقال سليمان لنفسه ( هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )

ثم عاد في الغداة الى الرسول يحمل طعاما وقال ( أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية ) فقال الرسول لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه ( هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )
ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في البقيع قد تبع جنازة ، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهره فعرف الرسول ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتم النبوة كما وصفت لسليمان فأكب سليمان على الرسول صلى الله عليه وسلم يقبله ويبكي ، فدعاه الرسول وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم
عتقه
وحال الرق بين سليمان - رضي الله عنه - وبين شهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول أن يكاتب سيده حتى يعتقه ، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسول الكريم الصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ما عندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول ( إذهب يا سلمان ففقّرها ، فإذا فرغت فأتني أنا أضعها بيدي ) ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم ، وخرج معه الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده ، فما ماتت منها ودية واحدة فأدى النخيل
وأعطاه الرسول من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له ( خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان ) فقال ( وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟) قال ( خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بها عنك ) فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ، وعاد رجلا مسلما حرا ، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها
غزوة الخندق
في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة

وكان سلمان - رضي الله عنه - قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عن اقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة الى ديارهم خائبين
وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسول مع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا ( الله أكبر.. أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )

ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول ( الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم ، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها ) ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون ( هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله )
فضله
قال النبي ( ثلاثة تشتاقُ إليهم الحُور العين عليّ وعمّار وسلمان )
حسبه
سُئِل سلمان - رضي الله عنه - عن حسبه فقال ( كرمي ديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلى موازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة ، وإن خفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي )
سلمان والصحابة
لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كان تقي زاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء - رضي الله عنه - يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا فقال له أبو الدرداء ( أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟) فأجاب سلمان ( إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام ) فبلغ ذلك الرسول فقال ( لقد أشبع سلمان علما )
وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون ( سلمان منا ) ووقف المهاجرون يقولون ( بل سلمان منا ) وناداهم الرسول قائلا ( سلمان منا آل البيت )
في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينة زائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم ( هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان ) وخرج بهم لإستقباله عند مشارف المدينة
وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئل عنه بعد موته فقال ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف )
عطاؤه
لقد كان - رضي الله عنه - في كبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤه وفيرا بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت )
الامارة
لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقول ( إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )
في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعب الشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له ( احمل عني هذا ) فحمله سلمان ومضيا ، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا ( وعلى الأمير السلام ) فسأل الشامي نفسه ( أي أمير يعنون ؟!) ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون ( عنك أيها الأمير ) فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال ( لا حتى أبلغك منزلك )
سئل سلمان يوما ( ماذا يبغضك في الإمارة ؟) فأجاب ( حلاوة رضاعها ، ومرارة فطامها )
زهده وورعه
هم سلمان ببناء بيتا فسأل البناء ( كيف ستبنيه ؟) وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا ( لا تخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابت رأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك ) فقال سلمان ( نعم ، هكذا فاصنع )
زواجه
في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال ( ارجعوا آجركم الله ) ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، ثم جاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها ( هل أنت مطيعتني في شيءٍ أمرك به ) قالت ( جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع ) قال ( فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله ) فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته
فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا ( كيف وجدتَ أهلك ؟) فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال ( إنّما جعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله يقول ( المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران في الطريق )
عهده لسعد
جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ، فبكى سلمان ، فقال سعد ( ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ لقد توفي رسول الله وهو عنك راض ) فأجاب سلمان ( والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله عهد إلينا عهدا ، فقال ( ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب ) وهأنذا حولي هذه الأساود - الأشياء الكثيرة - !) فنظر سعد فلم ير إلا جفنة ومطهرة قال سعد ( يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك ) فقال ( يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )
وفاته
كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ، ائتمن زوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها ( هلمي خبيك الذي استخبأتك ) فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته ، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته ( انضحيه حولي ، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب ) فلما فعلت قال لها ( اجفئي علي الباب وانزلي ) ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ، وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 ه ) ، وقد اختلف أهل العلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين .


يتبع..




 
 توقيع :


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #62


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي





سلمى بن الاكوع
رضي الله عنه

" خير رجّالتنا - أي مُشاتنا - سلمة بن الأكوع "
حديث شريف
من هو ؟
كان سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي من رماة العرب المعدودين ، ومن أصحاب بيعة الرضوان وحين أسلم أسلم نفسه للإسلام صادقا منيبا يقول ( غزوت مع الرسول سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات )
بيعة الرضوان
حين خرج الرسول
وأصحابه عام ست من الهجرة ، قاصدين زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش ، وسرت شائعة أن عثمان بن عفان مبعوث الرسول الى قريش قد قتله المشركون بايع الصحابة الرسولعلى الموت ، يقول سلمة ( بايعت رسول الله على الموت تحت الشجرة ، ثم تنحيت ، فلما خف الناس ، قال الرسول( يا سلمة ، مالك لا تبايع ؟) قلت ( قد بايعت يا رسول الله ) قال ( وأيضا ) فبايعته ) فبايع يومها ثلاث مرات أوّل الناس ، ووسطهم ، وآخرهم
غزوة ذى قرد
أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله
بالغابة ، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح ، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله ، معه فرس له يقوده ، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر الى بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ ( واصباحاه !)

ثم خرج يشتد في أثار القوم وكان مثل السبع ، حتى لحقهم ، فجعل يردهم بالنبل ويقول إذ رمى ( خذها وأنا ابن الأكوع ، اليوم يوم الرضع ) فيقول قائلهم ( أويكعنا هو أول النهار ) وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول
في قوة وافرة من الصحابة ، وفي هذا اليوم قال الرسول( خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع )
مصرع أخيه
لم يعرف سلمة الأسى والجزع إلا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر ، في تلك المعركة انثنى سيف عامر في يده وأصابت دؤابته منه مقتلا ، فقال بعض المسلمين ( مسكين عامر حرم الشهادة ) فحزن سلمة وذهب الى الرسول
سائلا ( أصحيح يا رسول الله أن عامرا حبط عمله ؟) فأجاب الرسول ( إنه قتل مجاهدا ، وإن له لأجرين ، وإنه الآن ليسبح في أنهار الجنة )
الاصابة
رأى يزيد بن أبي عُبَيد أثرَ ضربة في ساق سلمة فقال له ( يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟) قال سلمة ( هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس ( أصيب سلمة ) فأتيت الرسول
فنفث فيها ثلاث نفثاتٍ ، فما اشتكيتُها حتى الساعة )

جوده
كان سلمة على جوده المفيض أكثر ما يكون جوداً إذا سئل بوجه الله ، ولقد عرف الناس منه ذلك ، فإذا أرادوا أن يظفروا منه بشيء قالوا ( نسألك بوجه الله ) وكان يقول ( من لم يعط بوجه الله فبم يعط ؟)
وفاته
حين قتل عثمان بن عفان أدرك سلمى بن الأكوع أن الفتنة قد بدأت ، فرفض المشاركة بها ، وغادر المدينة الى الربذة ، حيث عاش بقية حياته ، وفي يوم من العام أربع وسبعين من الهجرة سافر الى المدينة زائرا ، وقضى فيها يومان ، وفي اليوم الثالث مات ، فضمه ثراها الحبيب مع الشهداء والرفاق الصالحين

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #63


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



سهيل بن عمرو
رضي الله عنه

" والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين
مثله ، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين ، إلا أنفقت مع
المسلمين مثلها ، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا "
سهيل بن عمرو
من هو ؟
في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله ( يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم ) فأجابه الرسول العظيم ( لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وإن كنت
نبيا ) ثم أدنى عمر منه وقال ( يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!)
وتحققت النبوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيل بن عمرو الى خطيب باهر من خطباء الإسلام
صلح الحديبية
خرج الرسول
بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة ، فمنعتهم قريش من ذلك ، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية ، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين ، وكان الرسول يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق ، حتى بعث الرسول ( عثمان بن عفان ) لقريش فسرت شائعة بأنه قتل ، فبايع المسلمون الرسول على الموت في بيعة الرضوان
فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا ، فلما رآه الرسول
قال ( قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل ) فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال سهيل ( لا أعرف هذا ، ولكن اكتب باسمك اللهم ) فكتبها ثم قال الرسول ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ) فقال سهيل ( لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ) فقال الرسول ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو ) وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه

دعوة الرسول
كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله
الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة

قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ) آل عمران / 128
فاستبشر رسول الله
بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم
فتح مكة واسلامه
وفي يوم الفتح الكبير فتح مكة ، قال الرسول
لأهل مكة ( يا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟) هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال ( نظن خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ) وتألقت الإبتسامة على وجه الرسول الكريم وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك الى الإيمان
قوة ايمانه
لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود ، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله ، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال ( والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين مثله ، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين ، إلا أنفقت مع المسلمين مثلها ، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا )
وفاة الرسول
عندما توفي الرسول
هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك ( عتاب بن أسيد ) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسولوقال ( إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه ) فتراجع الناس وكفوا عما هموا به ، وتحققت نبوءة الرسول حين قال لعمر ( إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه ) وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا
باب عمر
حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم ، فيهم سُهيل بن عمرو ، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، فخرج الآذن فقال ( أين صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !) فتمعّرت وجُوه القوم ، فقال سهيل ( لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا ، فأسرعوا وأبطأنا ، فلئن حسدتموهم على باب عمر ، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !)
الرباط
أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا ، وخرج معهم الى الشام مقاتلا ، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال ( سمعت الرسول
يقول ( مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره ) وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ، ولن أرجع مكة ) وظل مرابطاً حتى وافته المنية
الشهادة
استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة ( 15 ه ) وكان له قصة في ذلك ، فقد كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة ، فأُتوا بماء وهم صَرْعى ، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه ، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا ) فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا ) فماتوا كلهم قبل أن يشربوا ، فمرّ بهم خالد بن الوليد فقال ( بنفسي أنتم )

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #64


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي





شجاع بن وهب بن ربيعة بن أسد
رضي الله عنه

" صاحب سيدنا محمد ومن السابقين الى الإسلام"
الهجرة
هاجر الى الحبشة ، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة أسلموا ، ثم هاجر الى المدينة ، وآخى الرسول بينه وبين أوس بن خَوْليّ
جهاده
شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب ، وشهد المشاهد كلّها مع الرسول وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني

وقد بعث الرسولشجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة ، وأمره أن يُغيرَ عليهم ، فصبّحهُم وهم غارّون ، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيراً
الشهادة
استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #65


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي




شيبة بن عثمان
رضي الله عنه

" اللهم اهدِ شيبة"
حديث شريف
من هو ؟
شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح وكان حاجب الكعبة المعظّمة
يوم الفتح
دفع الرسول
لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة ، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال ( خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم )
الثأر والايمان
في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً ، يقول شيبة ( اليوم أقتُل محمداً ، فأدرتُ برسول الله
لأقتله ، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي ، فلم أطقْ ذلك ، فعلمت أنه ممنوع ) فقد قذف الله بقلبه الرعب ، قال شيبة ( يا نبي الله إنّي لأرى خيلاً بُلقاً ؟!) قال ( يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر ) فضرب بيده على صدر شيبة و قال ( اللهم اهدِ شيبة ) وفعل ذلك ثلاثاً ، يقول شيبة ( فما رفع رسول الله يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلقِ الله أحبَّ إلي منه ) وثبت الإيمان في قلبه ، وقاتل بين يدي النبي


ويقول شيبة أيضا في ذلك ( لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله
عن بغلته ، وأصلتَ السيف ، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، والتفت إلى رسول اللهفنادى ( يا شيبة آدْنُ مني ) فدنوت ، فمسح صدري ثم قال ( اللهم أعذه من الشيطان ) فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي ، وأذهب الله ما كان بي ، ثم قال ( ادْنُ فقاتل )

فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء ، ولو لقيت تلك الساعة أبي ، لو كان حيّاً ، لأوقعت به السيف ، فجعلتُ ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون ، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ ، وقربت بغلة رسول الله
فاستوى عليها ، فخرج في إثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه ، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه ، فدخلتُ عليه ، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به ، فقال ( يا شيبة ! الذي أراد الله بك خيراً مما أردت بنفسك ) ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم أذكره لأحدٍ قطٌ ، فقلت ( أشهد أن لا إله إلا وأنك رسول الله ) ثم قلت ( استغفر لي يا رسول الله ) فقال ( غفر الله لك )
وفاته
توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #66


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي





صدى بن عجلان
" أبو أمامة الباهلى "
رضي الله عنه

" يا أبا أمامة ، أنت مني وأنا منك "
حديث شريف
من هو ؟
صُدَيّ بن عجلان بن وهب البَاهليّ السُّلَميّ كنيته أبو أمامة ، من قيس غيلان صحابي فاضل زاهد روى علماً كثيراً ، أرسله الرسول إلى قومه فأسلموا
قومه
بعث رسول الله
أبو أمامة إلى قومه ، فأتاهم وهم على الطعام ، فرحّبوا به وقالوا ( تعال فَكُلْ ) فقال ( إني جِئْتُ لأنهاكم عن هذا الطعام ، وأنا رسول رسول الله أتيتكم لتُؤمنوا به ) فكذّبوه وزَبَروه وهو جائع ظمآن ، فنام من الجهد الشديد ، فأتِيَ في منامه بشربة لبن ، فشَرِبَ ورويَ وعَظُمَ بطنه ، فقال القوم ( أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه ، اذهبوا إليه ، وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي ) يقول أبو أمامة ( فأتوني بالطعام والشراب فقلت ( لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله عزّ وجلّ أطعمني وسقاني ، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها ) فنظروا فآمنوا بي وبما جئتُ به من عند رسول الله )
الشهادة
أنشأ رسول الله
( أي غزواً ) فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة ) فقال ( اللهم سلّمْهُم ) وفي رواية أخرى ( ثَبِّتْهُم وغَنِّمْهم ) فغزوا وسَلِموا و غَنِموا ، ثم أنشأ رسول الله غزواً ثانياً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة ) فقال ( اللهم ثَبّتْهُم ) وفي رواية أخرى ( سَلّمهم و غَنِّمْهم ) فغزوا فسلموا وغنِموا

ثم أنشأ رسول الله
غَزْواً ثالثاً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! إنّي قد أتيتُكَ مرّتين أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة ، فقلت ( اللهم سلّمهم وغنّمهم )!! يا رسول الله فادعُ لي بالشهادة !) فقال رسول الله ( اللهم سلّمهم وغنّمهم ) فغزوا وسلموا وغنموا ، فأتاه بعد ذلك فقال ( يا رسول الله ! مُرْني بعملٍ آخُذُهُ عنك ، فينفعني الله به ؟!)0 فقال ( عليك بالصَّوْم ، فإنّه لا مثْلَ له )
أنفع الاعمال
أتى أبو أمامة إلى رسول الله
فقال ( يا رسول الله ! أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به ، فمُرْنِي بأمرٍ آخر عسى الله أن ينفعني به ) قال ( اعلمْ أنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفع الله لك بها درجة ) أو قال حطّ عنك بها خطيئة
فضله
قال أبو أمامة أخذ رسول الله
بيدي ثم قال لي ( يا أبا أمامة ، إنّ مِنَ المؤمنين مَنْ يَلينُ له قلبي )


كان -رضي الله عنه- كثير الصيام هو وامرأته وخادمه ، لقول رسول الله
( عليكَ بالصوم ، فإنه لا مِثْلَ له )

جاء رجل إلى أبي أمامة وقال ( يا أبا أمامة ! إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك ، كلّما دخلتَ وكلّما خرجت ، وكلّما قمت وكلّما جلست !!) قال أبو أمامة ( اللهم غفراً دَعُونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة ) ثم قرأ قوله تعالى
"( يا أيُّها الذين آمنوا اذكُروا اللّهَ ذِكْراً كثيراً وسبِّحوهُ بُكْرَةً وأصيلاً ، هو الذي يُصلّي عليكم وملائكتُهُ ليُخرجَكم مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ وكان بالمؤمنينَ رَحيماً ")
الوصية
قال سُلَيم بن عامر ( كنّا نجلس إلى أبي أمامة ، فيُحدّثنا كثيراً عن رسول الله
ثم يقول ( اعقِلوا ، وبَلّغوا عنّا ما تسمعون ) وقد قال سليمان بن حبيب ( أنّ أبا أمامة الباهليّ قال لهم ( إنّ هذه المجالس من بلاغ الله إيّاكم ، وإن رسول اللهقد بلّغ ما أرسل به إلينا ، فبلّغوا عنّا أحسنَ ما تسمعون )

وقد دخل سليمان بن حبيب مسجد حمص ، فإذا مكحول وابن أبي زكريا جالسان فقال ( لو قمنا إلى أبي أمامة صاحب رسول الله
فأدّينا من حقّه وسمعنا منه ) فقاموا جميعاً وأتوه وسلّموا عليه ، فردّ السلام وقال ( إنّ دخولكم عليّ رحمةٌ لكم وحجّة عليكم ، ولم أرَ رسول اللهمن شيءٍ أشدَّ خوفاً من هذه الأمة من الكذب والمعصية ، ألا وإنه أمرنا أن نبلّغكم ذلك عنه ، ألا قد فعلنا ، فأبْلِغوا عنّا ما قد بلّغناكم )
العظة
وعَظَ أبو أمامة الباهليّ فقال ( عليكم بالصبر فيما أحببتُم وكرهتم ، فنعم الخصلة الصبر ، ولقد أعجبتكم الدنيا وجرّت لكم أذيالها ، ولبست ثيابها وزينتها إنّ أصحاب نبيّكم كانوا يجلسون بفناءِ بيوتهم يقولون ( نجلس فنُسَلّمُ ويُسَلّمُ علينا )

وقال أبو أمامة ( المؤمنُ في الدنيا بينَ أربعةٍ بين مؤمن يحسده ، ومنافق يُبغضه ، وكافر يُقاتله ، وشيطان قد يُوكَلُ به ) وقال ( حبّبوا الله إلى الناس ، يُحْبِبْكُم الله )
وفاته
عُمِّر أبو أمامة طويلاً وتوفي سنة ( 81 أو 86 ه ) في خلافة عبد الملك بن مروان ، وقد كان آخر من توفى من الصحابة بالشام

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #67


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي






صفوان بن أمية

رضي الله عنه

" ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله"
صفوان
من هو ؟
صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب الجمحي القرشي ، أسلم بعد فتح مكة قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً ، وكان من كبراء قريش ، وكان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية ، ووصله لهم الإسلام من عشر بطون ، شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش
دعوة الرسول
كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله
الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو فنزلت الآية الكريمة قال الله تعالى
( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ) آل عمران / 128
فاستبشر رسول الله
بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم
فتح مكة
وفي يوم الفتح العظيم ، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه ، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول
وقال له ( يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّنه صلى الله عليك ) فقال النبي ( هو آمن ) قال ( يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك ) فأعطاه الرسول عمامته التي دخل فيها مكة
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال ( يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله
قد جئتك به ) قال له صفوان ( وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني ) قال ( أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله أفضل الناس وأبر الناس ، وأحلم الناس وخير الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفك ) قال ( إني أخاف على نفسي ) قال ( هو أحلم من ذاك وأكرم )
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله
فقال صفوان للنبي الكريم ( إن هذا يزعم أنك قد أمَّنْتَني ) قال الرسول( صدق ) قال صفوان ( فاجعلني فيها بالخيار شهرين ) فقال الرسول ( أنت بالخيار فيه أربعة أشهر ) وفيما بعد أسلم صفوان
يوم حنين
لمّا أجمع رسول الله
السير إلى هوازن ليلقاهم ، ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً ، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك ، فقال ( يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غداً ) فقال صفوان ( أغصباً يا محمد ؟) قال ( بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى نؤديها إليك ) قال ( ليس بهذا بأس ) وقد هلك بعضها فقال رسول الله( إن شئت غَرِمتُها لك ؟) قال ( لا ، أنا أرغبُ في الإسلام من ذلك )
اسلامه
لمّا فرّق رسول الله
غنائم حُنَين ، رأى صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله يَرْمُقُهُ فقال ( يا أبا وهب يُعْجِبُكَ هذا الشّعْبُ ؟) قال ( نعم ) قال ( هو لك وما فيه ) فقبض صفوان ما في الشّعْب و قال ( ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله ) وأسلم في مكانه
الهجرة
وأقام صفوان بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله
إلى المدينة ، فقيل له ( لا إسلام لمن لا هجرة له ) فقدم المدينة فنزل على العباس ، فقال ( ذاك أبرَّ قريش بقريش ، ارجع أبا وهب ، فإنه لا هجرة بعد الفتح ولمن لأباطحِ مكة ؟!) فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها
العطاء
لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء أعطى صفوان ، وذلك سنة ( 15 ه ) ، فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ ، ومن بعدهم إلى الفتح ، فأعطاه في أهل الفتح ، أقلَّ مما أخذ من كان قبله أبَى أن يقبله و قال ( يا أمير المؤمنين ، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد ، ولستُ آخذاً أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني ، أو من هو مثلي ؟) فقال عمر ( أنّما أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب ) قال ( فنعم إذن ) فأخذ وقال ( أهل ذاكَ هُمْ )
فضله
كان صفوان -رضي الله عنه- أحد المطعمين ، وكان يُقال له ( سِداد البطحاء ) وكان من أفصح قريش لساناً
وفاته
توفي صفوان بن أميّة في مكة في نفس سنة مقتل عثمان بن عفان سنة ( 35 ه )

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #68


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



صفوان بن المعطل
رضي الله عنه

" ما علمتُ عنه إلا خيراً"
حديث شريف
من هو ؟
صفوان بن المعطّل بن رُبيعة السُّلَميّ الذكوانيّ وكنيته أبو عمرو
قديم الإسلام ، شهد الخندق والمشاهد بعدها ، وهو الذي رُميت به
السيدة عائشة في حادثة الإفك
حادثة الافك
في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، لما فرغ الرسول
من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت السيدة عائشة لبعض حاجاتها وفي عنقها عقد ، فلما فرغت أنسل ، فلما رجعت الى الرحل ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده ، فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ، وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أنها فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس فتلففت بجلبابها ثم اضطجعت في مكانها ، وعرفت أن لو قد افتُقِدت لرُجع إليها ، فمر بها صفوان بن المعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأى سوادها فأقبل حتى وقف عليها ، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب ، فلما رآها قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله ) وقال ( ما خلّفك يرحمك الله ؟) فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال ( اركبي ) واستأخر عنها ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فتكلّم أهل الإفك وجهلوا وكان صفوان صاحب رسول الله ومن صالحي أصحابه ، وقد أثنى عليه الرسول في حادثة الإفك ، فقد قام الرسول الكريم فحَمَد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ( أمّا بعد فأشيروا عليّ في أناس أبَنوا -اتهموا- أهلي ، وأيْمُ الله إنْ -ما- علمتُ على أهلي من سُوءٍ قطّ ، وأبَنوا بِمَن ؟ والله إنْ علمتُ عليه سوْءاً قطّ ، ولا دخل على أهلي إلا وأنا شاهِد ) يعني صفوان بن المعطل
حسان بن ثابت
وقد أكثر حسان بن ثابت على صفوان بن المعطّل في شأن عائشة ، وقال بيت شعر يُعرّض به فيه

أمسى الجلابيبُ قد عزُّوا وقد كثُرُوا
وابنُ الفُريعة أمسَى بيضةَ البَلَدِ

ويعني بالجلابيب السفلة ، وبابن الفُريعة نفسه ، فأمُّهُ الفُريعة ، وبيضة البلد أي أنه وحيد ، تشبيه بيضة النعامة التي تتركها في الفلاة فلا تحضنها ، فغضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذرَه ليضربنّ حسان ضربة بالسيف ، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلةً فضربه ضربة كشط جلدة رأسه ، فأخذ ثابت بن قيس صفوان وجمع يديه الى عنقه بحبل وانطلق إلى دار بني حارثة ، فلقيه عبدالله بن رواحة فقال له ( ما هذا ؟!) فقال ( ما أعجبك عَدَا على حسّان بالسيف ، فوالله ما أراه إلا قد قتله ) فقال ( هل علم رسول الله
بما صنعت به ؟) فقال ( لا ) فقال ( والله لقد اجترأت ، خلِّ سبيله ، فسنغدو على رسول الله فنعلمه أمره ) فخلى سبيله

فلمّا أصبحوا غدوا على رسول الله
فذكروا له ذلك فقال ( أين ابن المعطل ؟) فقام إليه فقال ( ها أنا يا رسول الله ) فقال ( ما دَعاك إلى ما صنعت ) فقال ( يا رسول الله ، آذاني وكثّر عليّ ، ثم لم يرضَ حتى عرّض في الهجاء ، فاحتملني الغضب ، وهذا أنا ، فما كان عليّ من حقّ فخذني به ) فقال رسول الله ( ادعُ لي حسّان ) فأتيَ به فقال ( يا حسّان أتشوّهت على قومٍ أن هداهُمُ الله للإسلام ؟ أحْسِن فيما أصابك ) فقال ( هي لك يا رسول الله ) فأعطاه رسول اللهسيرين القبطية فولدت له عبدالرحمن
وفاته
استشهد في خلافة عمر بن الخطاب في معركة أرمينية عام ( 19 ه / 640 م ) ، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سُمَيْساط -على شاطيء الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم- ، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية ، فاندقّت ساقه ، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة ( 58 ه )


يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #69


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي




صهيب بن سنان
رضي الله عنه

" ربح البيع أبا يحيى ... ربح البيع أبا يحيى "
حديث شريف
من هو ؟
لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليها لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد الله بن جدعان في مكة وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه
اسلامه
يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله فيها
فقلت له ماذا تريد ؟
فأجابني ماذا تريد أنت ؟
قلت له أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول
قال وأنا أريد ذلك
فدخلنا على رسول اللهفعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان ) فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً
هجرته الى المدينة

عندما هم الرسول بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول وأبي بكر ، ولكن أعاقه الكافرون ، فسبقه الرسولوأبو بكر ، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم ( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )

فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟) فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول في قباء ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهللا ( ربح البيع أبا يحيى .. ربح البيع أبا يحيى ) فقال ( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبرك إلا جبريل )
فنزل فيه قوله تعالى
( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ) البقرة آية ( 207 )
صورة ايمانه
يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول ( لم يشهد رسول الله مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )
وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول ضاحكا ( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد ) فأجاب قائلا ( وأي بأس ؟ اني آكله بعيني الأخرى !!)
الخصال الثلاث
قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب ( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك ) قال ( وما هُنّ ؟) قال ( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام ) قال صهيب ( أمّا قولك اكتنيتَ ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله كنّاني أبا يحيى ، وأمّا قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك فيك سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول اللهيقول ( خياركم من أطعم الطعام )
فضله
قال رسول الله( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها ) وقال ( لا تُبغضوا صُهيباً ) وقال الرسول ( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )
وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد
وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه
وفاته
توفي في المدينة في شوال عام ( 38 ه )

يتبع




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
قديم 05-23-2018   #70


الصورة الرمزية أمنية
أمنية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4305
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 01-22-2024 (02:04 AM)
 المشاركات : 2,805 [ + ]
 التقييم :  104633405
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 6
تم شكره 76 مرة في 42 مشاركة

اوسمتي

افتراضي




الضحاك بن سفيان
رضي الله عنه
من هو ؟
الضّحّاك بن سفيان بن الحارث العامريّ الكِلابيّ ، صحابيّ ولاه الرسولعلى من أسلم من قومه ، وعقد له لواء يوم فتح مكة ، وكان سيّاف رسول الله يقوم على رأسه متوشّحاً بالسيف ، ويُعدّ وحده بمائة فارس
فتح مكة
لمّا سار الرسول
الى فتح مكة أمّرَهُ على بني سليم ، لأنهم كانوا تسعمائة ، فقال لهم رسول الله( هل لكم في رجل يعدلُ مائةً يوفّيكم ألفاً ) فوفّاهم بالضحاك وكان رئيسهم ، واستعمله الرسول على سرية


ولمّا رجع الرسول
من الجِعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم وكان

صاحب راية بني سُلَيم ورأسهم ، وقال لهم حين تَبِعوا الفُجاءةَ السُّلَمِي

( يا بني سُلَيم بئسَ ما فعلتم ) وبالغ في وعظهِ ، فشتموهُ وهمُّوا به ،

فارتحلَ عنهم فندموا وسألوه أن يُقيمَ فأبى ،

و قال ( ليس بيني وبينكم مُوادّة ) وقال في ذلك شعراً ،

ثم رجع مع المسلمين الى قتالهم ، فاستشهد .

يتبع..




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أمنية على المشاركة المفيدة:
 (05-29-2018)
إضافة رد
كاتب الموضوع أمنية مشاركات 110 المشاهدات 15457  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0 (إعادة تعين)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:39 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah