عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 520,546

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-18-2019
اندبها غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز الوسام الاول اجمل حصري مسابقة اندبها مسابقة اندبها 
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4112 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم : 888890339
 معدل التقييم : اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) (مخاطر سوء الظن بالله 2 )













[frame="1 10"]

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ

، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أما بعد
أخوتنا في الله
بعد أن أكرمنا الله سبحانه وتعالى بفهم
مقتضيات التوحيد وهي حُسن الظن بالله
والتسليم له سبحانه وتعالى وفهم أن عطاءه
من رزق وصحة وتيسير الأمور ونظام الكون
كل ذلك في يده ......
وكذلك غفرانه للذنوب وقبوله للتوبة وتجاوزه
عن خطايا عباده هي من رحمته سبحانه وتعالى
فقط إن أحسنّا الظن به وعلمنا أنه يبتلي خلقه
بالصعاب والشدائد ليفحص أيمانهم
وكذلك بالنِعم ليختبر إيمانهم
فهل يشكرون أم يكفروه
وهل يحسنون الظن به أم يقنطون من رحمته...
نتكلم في هذه الخطبة من خلال منبرنا هذا
عن سوء الظن بالله وهي الصفة المرادفة والمقابلة
لحُسن الظن بالله سبحانه وتعالى
فبعد أن فهمنا وتعلمنا كيف نُحسن الظن بالله
نتكلم في هذه الخطبة إن شاء الله تعالى
عن سوء الظن بالله والتبعات التى تنشأ عن هذا التصرف
وهو سوء الظن به سبحانه وتعالى ، وما مدى تأثيره
على ايماننا به سبحانه وتعالى .....
وأيضاً اخوتنا الكرام
سنستزيد ونتعلم كيف نُحسن الظن بمن حولنا
أي إحسان الظن بالمؤمنين ومدى تأثيره على حياتنا
وتعاملاتنا الخاصة والعامة وكذلك سوء الظن بالناس
فعندما نعلم ونتعرف على مصطلح سوء الظن
تلقائياً سنعرف ونفهم الصفة المرادفة
لسوء الظن وهي حُسن الظن بالله وبالناس
فسوء الظن معناه
في اللغة أصلها يدل على
القبح، فيقال مثلاً :
ساء الشيء:
إذا قَـبُح.
والسُّوء: الاسم الجامع للآفات والداء،
والسُّوءُ أيضًا بمعنى الفُجور والمنكر،
ويقال: ساءه يسوءه سوءًا
وسواء: فعل به ما يكره، نقيض سرَّه.
والاسم: السوء بالضم. وسؤت الرجل سواية ومساية،
يخففان، أي ساءه ما رآه مني.
وسؤت به ظنًّا، وأسأت به الظن.
ويقال: أسأت به وإليه وعليه وله......
أمّا الظنِّ في اللغة فيعني
ظنَّ الشَّيء ظنًّا:
علمه بغير يقين،
وقد تأتي بمعنى اليقين.
و: فلانًا. و: به: اتهمه. والظِّنة:
التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة،
ومصدره الظنة، والجمع الظنن.
ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء
سوء الظن اصطلاحًا:
في تعريف سوء الظن قوله:
(هو التهمة والتخون للأهل والأقارب
والناس في غير محله).
وقال ابن القيِّم:
(سوء الظن: هو امتلاء القلب بالظنون
السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح)
(سوء الظن: هو عدم الثقة بمن هو لها أهل)

إخوتنا المؤمنون
اذا كان سوء الظن هو امتلاء القلب بالظنون
السيئة بالناس ......يعتبر من المحرمات بين المسلمين
أن يسيء الظن ببعضهم بعض فينشأ بينهم
عدم الثقة .....
فصفة سوء الظن بين الناس تعتبر
من القبائح ، ويؤثم قائلها والمتعامل بها
فما بالكم اخوتنا الكرام
بسوء الظن بالله
سبحانه وتعالى ....بالطبيعي ان هذا أخطر
وأعظم على النفس من أن يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى
عندها لامناص من ان هذا المسيء قد دخل في الكُفر
والعياذ بالله لانه ساء الظن بالله وجحد مقدرته وقدرته ....
فسوء الظن الذي يتعلق بالله سبحانه وتعالى
وبربوبيته وبالمقدسات الالهية....
تلخصها وتشرحها وتبينها هذا الأية الكريمة
في قوله تعالى :
( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) ...الفتح
فتُبيّن أنّ سوء الظنّ الواقع من
هؤلاء النّاس هو أنّهم يتّهمون
الله في خلقه وحكمه، ويظنون السّوء
بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام وصحابته.
وممّا لا شكّ فيه إخوتنا في الله
أنّ سوء الظنّ بالله تعالى
يختلف اختلافاً كُليّاً عن سوء الظنّ بالآخرين؛
لأنّ سوء الظنّ بالآخرين سينتهي
غالباً بالوقوع في الإثم أو التصرّف بشكل خاطئ
مع الطّرف الآخر،
بينما سوء الظنّ بالله تعالى
يُؤدّي إلى اهتزاز ركائزَ الإيمان
وأركان التّوحيد في قلب المؤمن،
أو على الأقل سيكون دافعاً ومُحفّزاً لذلك؛
لأنّ من يظن بأنّ الله تعالى قد يُخلِف وعده
فهذا يعني أن إخلاف الوعد ينشأ إما من الجهل
أو العجز عن الأيفاء بالوعد أو عن الكذب
فتعالى الله عن هذه الصفات ....
فمن ظن ذلك على الله ...فقد كفر بالله
وتبين هذه الآيات الكريمة
الظن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
والمؤمنون لن ينقلبوا الى أهاليهم
وهذا سوء ظن بالرسول صلى الله عليه وسل
فقال تعالى:
( بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ
إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ
وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) ..الفتح
وفي قصة المُتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندما تخلفوا عنه معتذرين الى الرسول عليه السلام
في قولهم الذي بينه الله تعالي في قوله:
(شغلتنا أموالنا وأهلونا)،
ما تخلّفتم خلاف رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
وقعدتم عن صحبته من أجل شغلكم
بأموالكم وأهليكم، بل تخلّفتم
بعده في منازلكم ظنّاً منكم أنّ رسول الله ومن معه
من أصحابه سيهلكون فلا يرجعون إليكم أبداً
باستئصال العدو إيّاهم،
وزيّن الشّيطان ذلك في قلوبكم وحسّنه،
وصحّحه عندكم حتى حَسُن عندكم التخلّف عنه،
فقعدتم عن صحبته (وظننتم ظنّ السّوء).
يقول: وظننتم أنّ الله لن ينصر مُحمداً
عليه الصّلاة والسّلام
وأصحابه المُؤمنين على أعدائهم،
وأنّ العدو سيقهرهم ويغلبهم فيُقتَلوا
فقال تعالى:
( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) ..النجم
وقال أيضاً :
( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) ...النجم
يؤكّد الله تعالى في هذه الآية أنّ الظنّ لا يُجدي شيئاً،
ولا يقوم أبداً مقام الحق.
وللأستزادة أكثر ندخل لشرح أقسام سوء الظن....
أقسام سوء الظن
يمكن تقسيم سوء الظن إلى قسمين
كلاهما من الكبائر، هما:
سوء الظن بالله تعالى:
وهو أن يظنّ الإنسان بالله ظنّاً
لا يليق بمقامه تعالى؛
كمن يظنّ في قلبه أنّ الله
لن يغفر له ولن يصفح عنه،
ويدخل ضمنه كلّ ظن يُخالف
كمال قدرة الله وسعة رحمته،
وهو أكبر ذنباً من اليأس والقنوط من رحمة الله؛
لأنّه يأس وقنوط وتَعَدٍّ على كمال الله
للظنّ به ظناً لا يليق بكرمه ورحمته.
وسوء الظن بالله سبحانه وتعالى
يكون السبب للوقوع في الشرك
ومنفذ من منافذ البِدعة والضّلال
لذلك سوء الظّن بالله من أسباب
الوقوع في الشّرك،
قال ابن القيم:
(الشّرك والتّعطيل مبنيّان على
سوء الظّن بالله تعالى...) ...أ.هـ
لأنّ الشّرك هضمٌ لحقّ الربوبيّة،
وتنقيص لعظمة الله، وسوء ظنّ به،
ولهذا قال إبراهيم إمام الحنفاء عليه السلام
لخصمائه من المشركين:
﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وقال المقريزيّ:
(اعلم أنك إذا تأمّلت جميع طوائف
الضّلال والبدع وجدتَ أصل ضلالهم راجعاً إلى شيئين:
أحدهما:.. الظنّ بالله ظنّ السّوء).
أنها صفة كل مُبطل ومُبتدع:
قال تعالى:
(22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)..فُصلت
قال ابن القيم:
(كلُّ مُبطل وكافر ومُبتدع مقهور مُستذلّ،
فهو يظنّ بربّه هذا الظنّ،
وأنّه أولى بالنّصر والظّفر والعلوّ من خصومه،
فأكثر الخلق بل كلّهم إلا من شاء الله يظنّون بالله
غير الحقّ ظنّ السّوء،
وإن غالب بني آدم يعتقد أنّه مبخوس الحقّ
ناقص الحظّ، وأنّه يستحقّ فوق
ما أعطاه الله ولسان حاله يقول:
ظلمني ربيّ ومنعني ما أستحقّه.
ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره،
ولا يتجاسر على التّصريح به،
ومن فتّش نفسه وتغلغل في
معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها
كامناً ككمون النّار في الزّناد).
استحقاق لعنة الله وغضبه
لمن أساء الظن بالله سبحانه وتعالى
وتنقص من قدرته وحكمته ...
قال ابن القيم:
(توعَّد الله سبحانه الظّانين به ظنَّ السّوء
بما لم يتوعّد به غيرهم)،
كما قال تعالى:
(عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾...الفتح
سبب للمُشكلات العائليّة:
من أسباب المشاكل العائليّة سوء الظنّ
من أحدهما، وغضبه قبل التذكّر
والتثبّت؛ فيقع النّزاع وربما حصل فراق،
ثم تبيّن الأمر خلاف الظّن).
من مداخل الشّيطان الموقعة في كبائر الذّنوب
قال تعالى (في سورة آل عمران):
( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى
طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ
يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ
هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ
لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ
لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا
هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ
الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ
وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ..آل عمران
(فُسِّر هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله
بأنه سبحانه لا ينصر رسوله،
وأنَّ أمره سيضمحل، وأنه يسلمه للقتل،
وقد فسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره،
ولا حكمة له فيه،
ففسر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر،
وإنكار أن يتم أمر رسوله، ويظهره على الدين كله.
وإنما كان هذا ظن السوء،
وظن الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل،
وظن غير الحق،
لأنه ظن غير ما يليق بأسمائه الحسنى
وصفاته العليا وذاته المبرأة من كل عيب
وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده
وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه،
وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم،
ولجنده بأنهم هم الغالبون،
فمن ظن بأنه لا ينصر رسوله،
ولا يتم أمره، ولا يؤيده ويؤيد حزبه،
ويعليهم ويظفرهم بأعدائه،
ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه،
وأنه يديل الشرك على التوحيد،
والباطل على الحق إدالة مستقرة
يضمحل معها التوحيد والحق
اضمحلالًا لا يقوم بعده أبدًا،
فقد ظن بالله ظن السوء،
ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله
وجلاله وصفاته ونعوته،
فإن حمده وعزته وحكمته وإلهيته
تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده،
وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم
لأعدائه المشركين به العادلين به،
فمن ظن به ذلك فما عرفه ولا عرف
أسماءه ولا عرف صفاته وكماله...أ.هــ

وقال سبحانه ( في سورة فًصلت ):
( وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ
وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ
أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ( 22 )
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23 ) .... فصلت
(هذا الظن كفر وجهل بالله
وسوء معتقد يؤدي إلى تكذيب الرسل
والشك في علم الإله)
قال السعدي:
("وَلَكِن ظَنَنتُمْ" بإقدامكم على المعاصي "
أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ"
فلذلك صدر منكم ما صدر،
وهذا الظن، صار سبب هلاكهم وشقائهم ولهذا قال:
"وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ"
الظن السيئ، حيث ظننتم به،
ما لا يليق بجلاله. "أَرْدَاكُمْ"
أي: أهلككم "فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ"
لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال
التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم،
فحقت عليكم كلمة العقاب والشقاء،
ووجب عليكم الخلود الدائم، في العذاب،
الذي لا يفتر عنهم ساعة)
- ثم أوضح الله الخُسران بقوله تعالى
( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ
وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
علَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا 6 ) ...سورة الفتح
قال ابن القيم:
(توعد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء
بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى:
(عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))...أ.هــ
وقال الشوكاني في قوله تعالى:
((وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)
أي: يعذبهم في الدنيا بما يصل إليهم
من الهموم والغموم بسبب ما يشاهدونه
من ظهور كلمة الإسلام، وقهر المخالفين له،
وبما يصابون به من القهر والقتل والأسر،
وفي الآخرة بعذاب جهنم..
((عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)) أي:
ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين دائر عليهم،
حائق بهم، والمعنى: أن العذاب والهلاك الذي
يتوقعونه للمؤمنين واقعان عليهم نازلان بهم...
((وغضب الله عليهم ولعنهم
وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا)
أخوتنا في الله
من هنا نفهم أن سوء الظن بالله طريق للشرك به
وكُفراً بأنعمه وقدرته في تسيير أمر مخلوقاته
وأيضاً هو تقليل من قيمته سبحانه وتعالى
وجعله لايفي بوعده في إحداث النصر
لبنيه وللمسلمين وايضاً لمنع الظُلم
وتفريج الكُرب
وهذا التشكيك والتقليل من القيمة هو
سوء ظن به سبحانه وتعالى
ويؤدي ذلك الى الكفر والعياذ بالله ....
وكل الأيات التى ذّكرت أنفاً هي توضيح
لهذه النقطة وهي الأساءة لله سبحانه وتعالى
والتشكيك في قدرته وحكمته وعفوه وغفرانه ....
فمن يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى
قد وصفهم الله بصفات النفاق من كلا الجنسين
والمشركين والمشركات والظانين بالله ظن السوء
أعد له الله عز وجل إستحقاق يستحقه
هو الغضب عليه واللعن وجهنم مثوى له
وما توعده سبحانه وتعالى لهولاء
الذين ذكرهم إلا لأنهم ظنوا السوء بالله
فدخلوا في دائرة الغضب واللعن ونار جهنم
عافانا الله وأياكم اخوتنا في الله من هذه الصفة
وهذا الفعل المشين ......
أما بالنسبة لآثار سوء الظن بالله
ومايترتب عليه كما تم ذكرها :
1- سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلال:
2- أنها صفة كل مُبطل ومبتدع :
3- سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه:
فجعلنا الله وإياكم ممن يُحسنون الظن به
فيرجون رحمته وصفحه وغفران

والنوع الثاني من سوء الظن
هو سوء الظّن بين المسلمين:
ومن هنا اخوتنا الكرام
ناتي للنوع الثاني من سوء الظن
والذي يختص بعادة وسلوك وصفة
لايفترض أن يتحلى بها المسلم تجاه
أخوته المسلمين إناثاُ وذكوراً
وهو ممّا لا يُقبل أيضاً وممّا يُعاقب
فاعله لكونه من الكبائر؛ إذ يُلصق بالمسلم
ما لا علاقة له به إنّما حكم بمجرّد تهيّؤات
وخيالات، وهو ممّا سيَحمِلُ مُسيء الظنّ
على احتقار من أساء الظنّ به، وعلى عدم
القيام بحقوقه وإطالة اللّسان عليه .
آثار سوء الظّن إنّ لسوءِ الظنّ مآلٌ
وآثارٌ سلبية؛ فقد تعزلُ الفرد عن مُجتمعه،
وتجعله خائفاً منهم مُعتقداً أنّهم قد يمسّونه
بسوء في أي وقت، فيُفضّل البقاء مُنعزلاً
بذاته نفسيّاً واجتماعيّاً، ممّا قد يُؤدّي بشخصيّته
وثقته بنفسه مع مرور الأيام.
ومن هذه الآثار:
سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن:
قال الغزالي:
(مهما رأيت إنساناً يُسيء الظنّ بالنّاس
طالباً للعيوب فاعلم أنّه خبيث الباطن،
وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه،
وإنّما رأى غيره من حيث هو،
فإنّ المُؤمن يطلب المعاذير،
والمُنافق يطلب العيوب،
والمُؤمن سليم الصدر في حقّ كافّة الخلق).
لا نفع من عباداته ما دام يظنّ السّوء بغيره:
لأنّ ظنّ السّوء يُعتبر من الذّنوب والآثام،
وعلى المسلم أن يُصلح نفسه قبل أن يظنّ
بالنّاس ظنّاً ليس في محلّه، فيؤثم نفسه،
ويظلم النّاس، وعليه أن يتجنّب إطلاق
الحكم على غيره من الافراد، وأن يتقي التسرّع،
فإن أتاهُ عن أخيه شيء سيّء فعليه ألّا يُصدّقه
وينفيه عنه، بل وعليه ألّا يُعطي الفرصة
لعينيه التّصديق ولا لعقله التّفكير في ذلك،
فما لم يَرَهُ بعينيه فهو ليس مُتثبّتاً منه،
لأجل ذلك لا يجب أن يُصدّقه.
وهذا النوع من سوء الظن
وهو الخاص بالمسلمين في مابينهم وهنا
نستشهد بقول الله سبحانه وتعالى في بيان أن سوء الظن
حتى وإن قّل ففيه الأثم
ففي سورة الحجرات قال تعالى منبهاً عباده المؤمنين
أن يجتنبوا الظن السيء إن كَثُر أو قلّ
وجعله من الصفات المذمومة التى يُحاسب صاحبها
فقال سبحانه وتعالى:
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 12 ( ...الحجرات
قال ابن كثير:
(قال تعالى ناهيًا عباده المؤمنين
عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون
للأهل والأقارب والناس في غير محله؛
لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا،
فليجتنب كثير منه احتياطًا)
وقال السعدي:
(نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين
، فــ "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"،
وذلك كالظن الخالي من الحقيقة والقرينة،
وكظن السوء، الذي يقترن به كثير من
الأقوال، والأفعال المحرمة،
فإن بقاء ظن السوء بالقلب،
لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك،
بل لا يزال به، حتى يقول ما لا ينبغي،
ويفعل ما لا ينبغي، وفي ذلك أيضًا،
إساءة الظن بالمسلم، وبغضه،
وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه)[8].
قال تعالى ( في سورة النجم):
( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ( 28 ) ...النجم
يؤكّد الله تعالى في هذه الآية أنّ الظنّ لا يُجدي
شيئاً، ولا يقوم أبداً مقام الحق.
سوء الظنّ في السنّة النبويّة
تحدّث الرّسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في كثير من الأحاديث عن هذه الآفة
منها هذا الحديث الذي رواه
ابي هريرة رضي الله عنه
عن النَّبي عليه الصّلاة والسّلام
أنّه قال:
(إيَّاكم والظَّن، فإنَّ الظَّن أكذب الحديث،
ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا،
ولا تدابروا، ولا تباغضوا،
وكونوا عباد الله إخوانًا) ..صحيح البخاري
قال النَّووي:
(المراد: النَّهي عن ظنِّ السَّوء)،
قال الخطَّابي:
(هو تحقيق الظَّن وتصديقه دون ما يهجس
في النَّفس، فإنَّ ذلك لا يُمْلَك.
ومراد الخطَّابي أنَّ المحَرَّم من الظَّن
ما يستمر صاحبه عليه، ويستقر في قلبه،
دون ما يعرض في القلب ولا يستقر،
فإنَّ هذا لا يكلَّف به).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:
(نظر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
إلى الكعبة، فقال: (ما أعظم حُرْمَتك)).
وفي رواية أبي حازم:
(لما نظر رسول الله عليه الصّلاة والسّلام
إلى الكعبة، قال: مرحبًا بك من بيت،
ما أعظمك وأعظم حُرْمَتك،
ولَلْمؤمن أعظم حُرْمَة عند الله منكِ،
إنَّ الله حرَّم منكِ واحدة، وحرَّم
من المؤمن ثلاثًا: دمه، وماله،
وأن يُظنَّ به ظنَّ السَّوء)صححه الألباني
في ( السلسلة الصحيحة )
قال الغزالي :
(فلا يُستباح ظنُّ السُّوء إلا بما يُستباح به المال،
وهو نفس مشاهدته أو بيِّنةٍ عادلةٍ.
فإذا لم يكن كذلك، وخطر لك وسواس سوء الظَّن،
فينبغي أن تدفعه عن نفسك، وتقرِّر
عليها أنَّ حاله عندك مستور كما كان،
وأنَّ ما رأيته منه يحتمل الخير والشَّر.
فإنْ قلت: فبماذا يُعرف عقد الظَّن
والشُّكوك تختلج، والنَّفس تحدِّث؟ فتقول:
أمارة عقد سوء الظَّن أن يتغيَّر القلب
معه عما كان، فينفِر عنه نُفُورًا ما،
ويستثقله، ويفتر عن مراعاته، وتفقُّده وإكرامه،
والاغتمام بسببه. فهذه أمارات عقد الظَّن وتحقيقه).[١٣]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله علية وسلم
، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ،
وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا،
وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا".
أخرجه أحمد والبُخاري
فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات
وتقطع الصلات ، قال تعالى:
﴿ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴾ [النجم: 28].
متى يكون سوء الظن محرماً
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن سوء الظن
يكون محرمًا إذا توافرت فيه ثلاث شروط:
أولها:
أن يكون من يُساء به الظن مسلمًا.
ثانيها:
أن يستقر سوء الظن في النفس
وتصير التهمة التي يتهم المسلم أخاه
بها شيئًا يترتب عليه أن يعامل المسلم
أخاه حسبما استقر في نفسه،
أي بمعنى أن يستقر في نفس المُسيء
للطرف الأخر شيء من البُغض والكُره
والجفاء والهجران والترك والأهمال
كل ذلك نتيجة ما ترتب عليه سوء الظن به
ظُلماً وعدواناً بغير حق ....
ثالثها:
أن يكون المتهم الذي يساء الظن به
ظاهر الصلاح والعدالة بمعنى أنه غير
مرتكب لكبيرة ولا مُصِرّ على صغيرة
فيما يبدو للناس، أما فيما بينه وبين
الله تعالى فلا دخل للعباد فيه.
أقوال السلف والعلماء في سوء الظن
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله،
ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم)
وعنه أيضًا: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)
- وقال ابن عباس:
(إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن
دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء)
- وقال ابن مسعود:
(الأمانة خير من الخاتم،
والخاتم خير من ظنِّ السوء) .
- وقال سلمان الفارسي:
(إني لأعد غراف قدري مخافة الظن)
- وقال ابن عطية: (كان أبو العالية يختم على
بقية طعامه؛ مخافة سوء الظن بخادمه) .
- وقال القاضي عياض: (ظن السوء بالأنبياء كفر) .
- وقال الغزالي: (سوء الظن غيبة بالقلب)
- وقال الخطابي: (الظن منشأ أكثر الكذب)
وقال إسماعيل بن أمية:
(ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن
والحسد. قال: فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها،
وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به،
وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءًا) .
- وقال الحارث المحاسبي:
(احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل)
وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول:
"من أحب أن يختم له بخير فليحسن الظن بالناس".
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
لعلنا أخوتنا الكرام نسأل ونقول
ماهي الأسباب التى تؤدي بالأنسان
الى أن يسيء الظن بمن حوله....؟
حتى يتم الأبتعاد عنها والتحرز منها
لكي لاتكون ألسبب او الدافع لسوء الظن بالأخرين
فأسباب الوقوع في سوء الظن كما بينها العلماء
هي كاالآتي:
1- الجهل بالشرع، وسوء الفهم أو القصد:
(ما يرى وما يقرأ ومرمى ذلك،
وعدم إدراك حكم الشرع الدقيق في
هذه المواقف خصوصًا إذا كانت المواقف غريبة،
تحتاج إلى فقه دقيق، ونظر بعيد،
يجعل صاحبه يبادر إلى سوء الظن،
والاتهام بالعيب، والانتقاص من القدر،
ومن الأمثلة على ذلك في عدم فهم المقصد الشرعي
أو مصلحة الدين الشرعية ....
مثال على ذلك مافعله الجهول ( ذي الخويصرة )
، لما أساء الظنَّ بالرسول صلى الله عليه وسلم
واتهمه بعدم الإخلاص، فقال:
اعدل يا محمد، فما عدلت،
هذه قسمة ما أريد بها وجه الله
لقد دفعه إلى الظن السيئ والفعل القبيح
جهله وسطحية فهمه،
وقلة فقهه لمقاصد الشريعة
ومصالح الدين الشرعية)
2- الصُحبة السيئة
وقد ورد في كتاب ( روضة العقلاء )
لأبن حبان قول أبو حاتم البستي :
(صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار،
ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول
في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب
أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار
تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ
3 ـ إيقاع الأنسان لنفسه في مواقع سوء الظن
قال عمر رضي الله عنه وأرضاه :
(من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظنَّ)
4 ـ الحقد على الأخرين
قال أبو طالب المكي :
(سوء الظنِّ ما ظننته من سوء رأيك فيه،
أو لأجل حقد في نفسك عليه،
أو لسوء نية تكون
أو خبث حال فيك،
تعرفها من نفسك؛ فتحمل حال أخيك
عليها وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظن والإثم
5 ـ الغيرة المُفرطة
قال علي رضي الله عنه :
(لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك)
الوسائل المعينة على ترك سوء الظن
فسوء الظن بالناس بغير حق يترتب عليه :
1- يورث الإنسان الأخلاق السيئة:
كالجبن والبخل والشح والحقد والحسد والتباغض
قال ابن عباس:
(الجبن والبخل والحرص غرائز
سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل)
وقال ابن القيم:
(الشحُّ فهو خلق ذميم يتولد
من سوء الظن، وضعف النفس، ويمده وعد الشيطان)
وقال المهلب:
(التباغض والتحاسد أصلهما سوء الظنِّ
، وذلك أن المباغض والمحاسد يتأول أفعال
من يبغضه ويحسده على أسوأ التأويل)
2 - من أساء الظن أساء العمل:
قال الطبري -بسنده إلى الحسن-
(تلا الحسن:
( وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ )
فصلت: 23 فقال:
إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم؛
فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل
، وأما الكافر والمنافق، فأساءا الظن فأساءا العمل)
3ـ سبب في وجود الأحقاد والعداوة:
فإن الظن السيئ يزرع الشقاق بين المسلمين،
ويقطع حبال الأخوة، ويمزق وشائج المحبة،
ويزرع العداء والبغضاء والشحناء)
قال ابن القيم:
(أما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون
السيئة بالناس، حتى يطفح على لسانه
وجوارحه فهم معه أبدًا في الهمز واللمز
والطعن والعيب والبغض، يبغضهم ويبغضونه
ويلعنهم ويلعنونه ويحذرهم ويحذرون منه ...
ويلحقه أذاهم ..
خارج منهم مع الغش والدغل والبغض)
4- يؤدي إلى تتبع عورات المسلمين:
قال الغزالي: (من ثمرات سوء الظن التجسس،
فإنَّ القلب لا يقنع بالظنِّ، ويطلب التحقيق
فيشتغل بالتجسس وهو أيضًا منهي عنه،
قال الله تعالى:
( وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات: 12
فالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي عنه
في آية واحدة، ومعنى التجسس أن لا يترك
عباد الله تحت ستر الله، فيتوصل إلى
الاطلاع وهتك الستر؛ حتى ينكشف له
ما لو كان مستورًا عنه كان أسلم لقلبه ودينه)
5- سبب للمشكلات العائلية:
ومن أسباب المشاكل العائلية سوء الظن
من أحدهما وغضبه قبل التذكر والتثبت؛
فيقع النزاع وربما حصل فراق،
ثم تبين الأمر خلاف الظن
وقال ابن القيم:
(الغيرة مذمومة منها غيرة يحمل
عليها سوء الظن، فيؤذى بها المحب محبوبه
، ويغري عليه قلبه بالغضب، وهذه الغيرة
يكرهها الله إذا كانت في غير ريبة،
ومنها غيرة تحمله على عقوبة المحبوب
بأكثر مما يستحقه)
6- إضعاف الثقة بين المؤمنين
من مداخل الشيطان الموقعة في كبائر الذنوب:
قال الغزالي:
(من عظيم حيل الشيطان..
سوء الظن بالمسلمين، قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) الحجرات: 12،
فمن يحكم بشرٍّ على غيره بالظن
بعثه الشيطان على أن يطول فيه اللسان بالغيبة،
فيهلك أو يقصر في القيام بحقوقه،
أو يتوانى في إكرامه، وينظر إليه بعين الاحتقار،
ويرى نفسه خيرًا منه، وكلُّ ذلك من المهلكات)
7- سبب في مرض القلب، وعلامة على خبث الباطن:
قال الغزالي:
(مهما رأيت إنسانًا يسيء الظن بالناس
طالبًا للعيوب، فاعلم أنه خبيث الباطن
وأنَّ ذلك خبثه يترشح منه،
وإنما رأى غيره من حيث هو،
فإن المؤمن يطلب المعاذير،
والمنافق يطلب العيوب،
والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق)
8- يسبب عدم الثقة بالآخرين:
قال الزمخشري:
(قيل لعالم: من أسوأ الناس حالًا؟ قال:
من لا يثق بأحد لسوء ظنَّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله)
هذه هي أخوتنا المؤمنون
نتائج السوء بالظن بالناس ومايترتب عليه
من مساوي الاخلاق والصفات
فوجب أن نحطاط ونحذر من سوء الظن في الناس
وان لا نجعل هذه الصفة هي المقياس
للحكم بين الناس بالظن وليس باليقين المبني على
شواهد ملموسة حقيقية
وحتى وأن كان هناك شواهد وأدلة حقيقية
فلا يجب أن يتم فضح صاحبها بين الناس
بل وجب أن نُحسن اليه ونُحسن الظن به
حتى يرتدع ويتوب وبذلك نكون قد أصلحنا من شانه
فان لم نستطيع فعل ذلك فلنسكت
ولا نتكلم بسوء ظن عليه .....
الأسباب التى تعيننا على حُسن الظن بالآخرين
أما كيفية الأستعانة بالأسباب
التى تعيننا على حًسن الظن بالآخرين
ومن هذه الأسباب:
1 ـ ذكر الله تعالى والأستعاذة من الشيطان
فقد قال تعالى في سورة الاعراف :
( إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِين 196 ).
هذا اذا كان سوؤ الظن الوارد متعلق بالله سبحانه وتعالى
فمما ورد في علاد ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ، من خلق كذا
حتى يقول : من خلق ربك ...؟ فإذا بلغه فليستعذ
بالله ولينته ......رواه مُسلم في صحيحه
2 ـ مجاهدة النفس وكفها عن الأسترسال
في ظنونها .....
3 ـ معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته
فقد قال أبن القيم في كتابه
( زاد الميعاد ) قوله:
أكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظنَّ السوء
فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم،
ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه
وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته،
فمن قنط من رحمته وأيس من روحه،
فقد ظن به ظن السوء ) ....
أما بالنسبة لسوء الظن بالناس في مابينهم
فوجب التحقق من
4 ـ الصحبة الصالحة التى تؤمر بالمعروف
وتنهاه عن المُنكر ، وترك صحبة الأشرار سييء الظن
فقد قال تعالى: في سورة آل عمران :
) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ
أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110 (
قال أبو حاتم البستي :
(الواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب
لئلا يكون مريبًا، فكما أن صحبة الأخيار
تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ)
5 ـ العلم ومعرفة الحُكم الشرعي لسوء الظن
حتى يتحرز الأنسان ويعرف مُسبقاً المخاطر
والذنوب والآثام في إساءة الظن بالآخرين ...
6 ـ عدم الأصرار على سوء الظن
فقد قال تعالى في سورة آل عمران :
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا
عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)...آل عمران
7 ـ ترك تتبع عمرات الناس وعيوبهم
وهذه من السيئات والقبائح أن يتتبع الأنسان
عيوب الأخرين وعوراتهم فإن فعل ذلك
فسيسهل عليه الطعن فيهم والأساءة الظن بهم
فقد قال تعالى في هذا الامر الخطير:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَر
ِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 125 ) ..الحجرات
8 ـ أن يحرص على أن يتأول ما ظاهرة السوء
وأن يجد له مخرجاً
أي أن يتأول أن أي سوء حتى وأن كان ظاهراً
يتأوله ويفسره على غير حقيقته فيبحث
له عن مخرج أو حجة ، وأن يلتمس لهم الأعذار
حتى لايقع في إساءة الظن بصاحبه
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لا يحل لامرئٍ مسلم سمع من أخيه كلمة
أن يظنَّ بها سوءًا، وهو يجد لها في
شيء من الخير مخرجًا.....
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا
أو حزنًا حاول التماس الأعذار،
واستحضر حال الصالحين الذين كانوا
يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير
حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذرا.
• قال ابن سيرين رحمه الله:
إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا،
فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه".
ويقول أبن عباس رضي الله عنه :
ما ينبغي عن أخ مكروه قط الا أنزلته أحدى ثلاث
منازل : إن كان فوقي عرفت له قدره
وأن كان نظيري تفضلت عليه
وأن كان دوني لم أحفل به ...
فهذه سيرتي في نفسي ، فمن رغب عنها
فأرض الله واسعة ......
9ـ إنزال النفس منزلة الغير:
قال ابن القيم رحمه الله -:
(وما رأيت أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال
من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وكان بعض أصحابه الأكابر يقول:
( وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه!
وما رأيته يدعو على أحدٍ منهم قطُّ،
وكان يدعو لهم). قال:
(وجئت يومًا مبشّرًا له بموتِ أكبر أعداءه،
وأشدّهم عداوةً وأذىً له، فنهرني،
وتنكّر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى أهل بيته
أي ذلك الخصم الذي مات
فعزّاهم، وقال: (أنا لكم مكانه،
ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه
إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه). ..
فسُّروا به ودعوا له، وعظّموا هذه الحال منه،
فرحمه الله ورضي عنه)
10 ـ حمل الكلام على أحسن المحامل:
فها هو الإمام الشافعي رحمه الله
حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده
، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي:
لو قوى ضعفي لقتلني، قال:
والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام:
أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.
فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان
حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا،
وأنت تجد لها في الخير محملاً".

وفي ختام هذه الخُطبة أقول
كما قال أحد العلماء
إن الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس
والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛
لأن سرائر الناس ودواخلهم
لا يعلمها إلا الله تعالى وحده،
قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا
مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)...الحجرات
أتقوا الله في ما أمر وأنتهوا عما نهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم ولينوا جانبكم
تفوزون برضوان ربكم
وأعلموا أن من علامات الأيمان بالله سبحانه وتعالى
حًسن الظن به
فحُسن الظن بالله هو العبادة الخالصة لله
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة
ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم
من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس،
وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر
وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع
، فلا تحمل الصدور الغِل ولا الحسد ولا الحقد...
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حالنا وحال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (10-24-2019),  (10-18-2019)
قديم 10-18-2019   #2


الصورة الرمزية كراميل نور
كراميل نور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2528
 تاريخ التسجيل :  Sep 2017
 أخر زيارة : 11-09-2023 (10:17 AM)
 المشاركات : 20,399 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 366
تم شكره 591 مرة في 239 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



برغم ذنوبنا التي لاتنتهي والتي احيانا يخالطها الكبائر من كذب وغيبة

وسوء ظن أيضا بالناس لكن يبقى الاستغفار والتوبة أملا كبيرا في التخلي عن هذه الذنوب بمشيئة الله



كثيرا منا يخشى الله وكما يحسن الظن به يشعر ايضا انه خجل من لقائه بسبب تقصيره فيبكي خوفا وحزنا على معاصيه وذنوبه

فكما هو غفور رحيم ايضا لاننسى انه شديد العقاب

ونحن بين الخوف والرجاء نتمنى لقاء الله ونحن أطهار من الذنوب والمعاصي ........وكم هو صعب جدا جهاد النفس وكم نفشل كثيرا في هذا الجهاد ونعاود الكرة في المحاولة في الاقلاع عن الذنوب

........................

الناس اصبحت صعبة على الآخر ... يتراشقون بالظن السيء

كتراشق المتخاصمون بالحجارة تعبنا والله وسئمنا الظن السيء المنتشر بين الناس والذي جعلهم في خصام وشجار دائم ومقاطعة بين الاقارب بشكل مرعب مخيف نسأل الله التوبة والسلامة
استغفرك ربي من كل ذنب انك انت الغفور الرحيم



اشكرك سيدي أندبها على هذه المحاضرة كم كنا بحاجة إليها

وجزاك الله كل خير




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ كراميل نور على المشاركة المفيدة:
 (10-24-2019)
قديم 10-19-2019   #3


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (10:16 PM)
 المشاركات : 53,416 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,309 مرة في 1,894 مشاركة

اوسمتي

افتراضي



بارك الله فيك لطرحك القيم والمفيد
جزاك الله خير الجزاء
اجعلها في موازين اعمالك





 
 توقيع :


يسلم قلبك نجمـة ليـل



رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلامة عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
أقسام سوء الظن وحُكم كلِّ قسم منها

الحكم على سوء الظن يشمل قسمين: سوء ظن الذي يؤاخذ به صاحبه، وسوء الظن الذي لا يؤاخذ به صاحبه.
القسم الأول: سوء الظن الذي يؤاخذ به صاحبه:
وضابط هذا النوع: هو كل ظن ليس عليه دليل صحيح معتبر شرعًا، استقر في النفس، وصدقه صاحبه، واستمر عليه، وتكلم به، وسعى في التحقق منه (1) .
وهو أنواع ولكل نوع حكم خاص وهو كالتالي:
1- سوء الظن المحرم: ويشمل سوء الظن بالله تعالى، وسوء الظن بالمؤمنين.
فسوء الظن بالله تعالى من أعظم الذنوب: قال ابن القيم: (أعظم الذنوب عند الله إساءة الظن به) (2) . وقال الماوردي: (سوء الظن هو عدم الثقة بمن هو لها أهل، فإن كان بالخالق كان شكًّا يؤول إلى ضلال) (3) .
أما سوء الظن بالمؤمنين: ويشمل سوء الظن بالأنبياء وهو كفر، قال النووي: (ظن السوء بالأنبياء كفر بالإجماع) (4) ، وسوء الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين، وقد عدَّ الهيثمي سوء الظنِّ بالمسلم الذي ظاهره العدالة من الكبائر (5) .
2- سوء الظن الجائز: (6) ويشمل: سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب، والمجاهرة بالمعاصي، وسوء الظن بالكافر، قال ابن عثيمين: (يحرم سوء الظن بمسلم، أما الكافر فلا يحرم سوء الظن فيه؛ لأنه أهل لذلك، وأما من عرف بالفسوق والفجور، فلا حرج أن نسيء الظن به؛ لأنه أهل لذلك، ومع هذا لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورات الناس، ويبحث عنها؛ لأنَّه قد يكون متجسسًا بهذا العمل) (7) .
3- سوء الظنِّ المستحب: وهو ما كان بين الإنسان وعدوه، قال أبو حاتم البستي في سوء الظن المستحب (كمن بينه وبينه عداوة أو شحناء في دين أو دنيا، يخاف على نفسه، مكره، فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره؛ لئلا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه) (8) .
4- سوء الظن الواجب: وهو ما احتيج لتحقيق مصلحة شرعية، كجرح الشهود ورواة الحديث (9) .

------------------------
(1) [5940] انظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/123)، و((شرح النووي على مسلم)) (16/119). .
(2) [5941] ((الداء والدواء)) (1/138)، ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (1/150). .
(3) [5942] انظر: ((أدب الدنيا والدين)) (1/186). .
(4) [5943] ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) للقاضي عياض (7/63)، ((شرح النووي على مسلم))(14/156- 157). ،
(5) [5944] انظر: ((الزواجر)) لابن حجر الهيتمي (1/130). .
(6) [5945] ((الكشاف)) للزمخشري (4/371- 372) ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (5/300)، ((الأذكار)) للنووي (1/344).
(7) [5946] ((الشرح الممتع)) (5/300). .
(8) [5947] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البُستي (1/127). .
(9) [5948] ((الأذكار)) للنووي (1/341). .


الدرر السنية – موسوعة الاخلاق – الاخلاق المذمومة – سوء الظن


بارك الله فيك أخي اندبها وفي جهدك
فقد تناولت الموضوع من جميع جوانبه
واوضحت ايضاحا سلساً يستوعبه القارئ
فجزاك الله عنا وعن كل قارئ ومستفيد
خير الجزاء لك شكري وتقديري





 
 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #5


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي



تم ختم الموضوع ونسخه وادماجه بالسلسلة
مع جزيل الشكر والتقدير لجهودك القيمة
جعلها الله بميزان حسناتك





 


رد مع اقتباس
إضافة رد

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-17-2024, 07:13 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون