~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 5,357,265


عدد مرات النقر : 359
عدد  مرات الظهور : 5,357,265

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
التعليمـــات روابط مفيدة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-21-2012
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4787 يوم
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم : 119
 معدل التقييم : الغزال الشمالي will become famous soon enoughالغزال الشمالي will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي تداعي الفصول ( رواية )







تداعي الفصو لرواية للكاتبة : مريم آل سعد

الفصل الأول


الألم




كانت البحيرة المترامية حول ديزني لاند فيللج بباريس ممتدة امامها , حيث كانت تقضي اياما من عطلة الصيف مع شقيقتها وابناءها والخضرة
البهيجة تحيط بها ، والزوارق الصغيرة المبهرجة الألوان الممزوجة بصرخات الأطفال وذويهم تعزف موسيقى ساعة العصرية الحلوة
التي يلفها الغيم والبرودة الخفيفة التي تخدر الأعصاب وتملء المخيلة بالشجون .. لكنها لم تر ذلك كله ، ولم تنجح الصورة الخيالية
لإبداع الخالق في رسم الطبيعة الخلابة المبهرة كأنها فرت من قيود لوحة عملاقة لتملأ الأفق بالصوت والصورة ..
لم تفلح هذه الصورة المضيئة المبهرة في نقل روح المرح والدهشة والفرح اليها،لم تر الجمال ولم تخطف انتباهها الروعة ، ولم يسلب مشاعرها
هذاالمكان العجيب المبهر المتجلي بالتصوير والجمال .. كانت مستلبة بمشاعر الفجيعة والآم الفقد ، فاقدة الإحساس بالمتعة والبهجة ..
كانت الإحباطات داخلها تشدها الى قاع هوة عميقة ودوامة جبارة من الضياع والتية.هناك صرخات تضج داخلها ، وتقلصات مفجوعة
بالخوف وعدم الفهم وغياب التفسير للإسئلة الحائرة التي تضج بها اعماقها وتأخذها بعيدا بعيدا ، وتملأ حياتها بالحزن والكآبة ، وتحول
طعم الأشياء الى احساس بالمرارة سواء اكانت طعاما او شرابا او مجرد صمت تلفه اللوعة.
لم تكن وحدها كانت هناك شقيقتها وضحة وابناءها الأربعة الذين تتعالى اصواتهم الفرحة المجلجلة بالإنطلاق والمرح والشقاوة كفراشات
تتراقص حولهم وتعزف موسيقى سماوية من البراءة والطهارة والشفافية .. فمهما تشعبت شقاوة الأطفال فستظل تحمل بصمات العفوية
والنقاء.كانت وضحة هي الأخرى لا تلحظ هموم سارة ولا اندحارها الداخلي كانت لها انكساراتها الخاصة ، وقد خلفت بالوطن ابنها البكر
المسجى في المستشفى منذ عامين لا يدرون هل سيعود من رحلة الغيبوبة ام قد فقدوه الى الأبد،كانتا جالستين على المقعد الطويل قبالة
البحيرة المتوهجة بنور الهي تعكسة اشعة الشمس المتكسرة على امواجه ومراكبه الشراعية الصغيرة التي يحركها الأطفال بالريموت
كنترول أو الأكبر منها التي يعتليها السواح للطواف برحلة تعريفية بأنحاء هذه القرية السياحية التي خلقت للمرح والبهجة،ولكن أنى
يكون هناك فرح لقلوب استوطنتها الهموم وكفنتها المأسي وخنقتها الآلام،ما زالت سارة تغرق في افكارها وقد غيبتها تماما ذكرياتها
ومواجعها والأشباح التي تسكنها وتجردها من حقها الطبيعي بالإحساس بالبهجة والمرح حولها .
عندما وضعت في عقلها ان هذه الكراسي التي يقتعدونها والمبرمجة بحيث تنثني بقوة الى الأمام ثم الخلف او الى اليمين واليسار بدرجات متلاعب
بها ، وبزوايا قصيرة او حادة بالإضافة الى ضبط الشاشة العملاقة في قاعة النيازك الفضائية بديزني لاند باريس بأنها مجرد لعبة بحيث
يتوهم الإنسان بوجوده بمركبة فضائية هائمة في الكون السماوي الفسيح مهددا بالإصدام بالكواكب السيارة بسرعة جبارة لا يستوعبها
العقل ثم التحول عنها بأسلوب يكاد يوشك على الوقوع من عل بين الجبال الشاهقة،هذا الرعب اللذيذ الذي يشد الأعصاب ويدفع الناس
للتعلق بكراسيهم المربوطة بإحكام بأربطة الأمان ، وهذه الصرخات الجماعية عندما تنطلق المركبات الفضائية بسرعة صاروخية تكاد
تتصدم بالنيازك او تهوي بين حمم البراكين او وعورة الغابات وتشابك ادغالها ، هذه المتعه المشوبة بالخوف الذي يصل لحد الترويع ..
فقدتها تماما عندما وضعت في عقلها انهم مجرد مسمرين بالأرض ولا يعدو الموقف سوى الحركة المبرمجة للكراسي
التي يجلسون عليها مع الشاشات والموسيقى المنضبطة بها ، عندها فقدت اللعبة متعتها ولم تعد تشعر بالخوف اللذيذ المشوق
المشوب بالمرح.اصبح الموقف مجرد كراسي تتحرك بقوة وبإنحناءات مزعجة في اتجاهات متضادة ، وإناس مسمرين
امام شاشة عملاقة تظهر فيها السماء والنيازك والكواكب والجبال والوديان والبراكين ..الخ ..مجرد سينما وفيلم متحرك ولا شيء اكثر ..!!
هكذا الحياة بفواصلها الموجعة ..!! لو اخذناها بالتفصيل العقلي فهي مجرد احداث تافهة مكتوبة على جبيننا علينا ان
نعيشها ، ومراحل علينا المرور بها ، ومشاعر علينا مواجهتها ، ودموع لا بد من سفكها ومواجع لا بد من تحملها،إنه القدر ..!!
وما هو مكتوب على الجبين لا بد ان تراه العين ..!!
ولن يصيبكم إلا ما كتب اللة لكم .. ولو اجتمعت الجن والإنس على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتبه اللة عليك،
تسعى يا بني آدم سعي الوحوش غير رزقك ما تحوش ..!
الأمور مقسمة في ميزان مسطور لا يمكن للإنسان معاندتها او تغييرها..!!لو استطاع الإنسان برمجة افكاره بالقوة ذاتها التي تمت
مع لعبة الكراسي المتحركة فإنه سينظر الى احداث الحياة ببرود ودون خشية والم وقهر ..!!
ولسوف يقضي على الخوف من مواجهتها لو نجح في التحكم بانفعالاته تجاه مفاجآتها،ولكن من ناحية اخرى .. لو استطاع ان يعزل
مشاعر الألم بالخسارة والظلم والندم والغضب .. لو استطاع .. لفقدت الحياة قيمتها ورونقها وتشويقها ، لأصبحت لا شيئ بدون
متعة الإحساس والشعور بشيء ما ولو كان الحنق والقهر والغيظ ..!!لعاش مرتاحا منبسطا ولكن بدون
انفعالات ، لا حزن وأيضا لا فرح ، لا ترقب ولا دهشة ، لا خوف وايضا لا سعادة ..!!
مجرد بلادة وموت بالمشاعر ، كأن لحظة التفاعل والنشوة والتوهج لا بد من دفع ثمنها الفادح بأيام من المعاناة المسفوحة بالمشاعر
المركبة المتضادة ،من يتحكم بالحياة ..؟؟ قد يحظى الفقير المعدم في الأرياف بصحة يفتقدها ابن القصور والضياع.
ومن تملك الشعر الغزير الكثيف قد تكون معدمة لا تجد ما يسد رمقها بينما يضحك العطارون على الغواني بالمساحيق
والأعشاب التي لا تملك اضافة شعرة واحدة اليهن ..!!انها هبة اللة ..لذلك فمن المفروض الا يكون هناك جزعا عند الخسارة
او الفقد ، لا هلعا عند فقد الأعزة والأحباب ، لا انهيار عند المصيبة والمأساة ..!!
إنها تعلم بأنها ليست كما كانت .. فإن هذه الأحداث قد مزقت توافقها النسبي ، ودمرت استقرارها الروحي ، واوقعتها في الدوامة
المتخبطة المجنونة .. سلبتها وعيها بالأحداث وترابطها .
لم تعد من سكان هذا الكوكب وصخبه وفورانه .. اصبحت كثيرة النسيان ، تنفصل عن واقعها وتقع تحت تأثير السفر في عوالم
اخرى تأخذها بعيدا وتغيبها عن حاضرها ..إن المشاكل تختلف او تزداد وتيرتها بقدرة اصحابها على التحمل ، فمن يصمد تحت
وطأة مرحلة ما سرعان ما يجابه بتيار اقوى .. مثلما يحدث خلاف بين الجانبين ويضغط الجانب الأول فإذا لان الجانب الثاني معناه
إن هذه حدود مقاومته فينتهي الإشكال بالإستسلام ، وإذا عاند قليلا تستمر الضغوط حتى يستسلم ، إما إذا استمر بالرفض والمجابهة
فيزداد الهجووم بدرجات ودرجات بمستوى العناد والصمود وردود الأفعال المقدمة وذلك يختلف من شخص لآخر ..!!
ولابد إن قوتها الداخلية اوصلتها الى مرحلة متقدمة من الصراع ..!! فكلما استحملت وعاندت وكابرت
كلما ازداد الضغط وتناثرت المواجع وتفننت النفوس المتواطئة في الركل وشد اللجام ..!

الخوف ..كائن غامض يغشى الأرواح بتهويمات مفزعة ، يصدقها المرء وتسكنه بشراسة ، وتنتشر اشباحها المجسدة حوله ، تفيض
سيطرتها عليه بحيث لا مهرب منها كالعنكبوت وشبكتها وخيوطها المتعفنة ، كالحمى وحرارتها وهذيانها وتخريفها،هكذا الخوف ..
انه عدو غامض .. يباغتك في لحظة ممتطيا جواد الوهم،هل يسكن الأرواح المفجوعة فقط هل هومرض يصيب النفوس المنكسرة
الوحيدة التي فقدت الكثير من امنها ، وفقدت ثقتها في نفسها وقدراتها ..التي يخدعها انطوائها وتقع في براثن الأشباح والشياطين ..!!
هل لهذا السبب احاط الإنسان القبلي نفسه بالعصبة والعزوة ، لتشعره بالقوة عندما ينهار ولتعصب
جراحه عندما تنهال عليه السهام الغادرة بفعل الزمن والمقادير ..!!
هكذا الوحدة تلقي الروح في بئر عميقة من الظنون والتهيؤات والأوجاع ..!!
فجأة يتحول تصرف بسيط من الآخرين الى قضية ، وتنقلب كلمة يحتمها الصراع اليومي في الحياة الى ازمة لو احدا اضاء امامها
شاشة قبل عشرين عاما لترى منظرا مستقبليا ، وهي وحيدة في امريكا مقعدة على كرسيها المتحرك تقاوم الثلج والرياح الباردة
في الممرات اللزقة بين السكن الجامعي وقاعة المحاضرات لأنتابها الخوف والإحباط والتجمد ..ولما استطاعت ان تواجه ذلك ولشكت
في قدرتها على الإحتمال.ولظلت تخشى هذه اللحظات قبل حدوثها بعشرين سنة ، ولظلت تترقب كل لحظة اصابتها وجلوسها على الكرسي
وتتكهن بسبب الإصابة .. هل هو بسبب حادث ..؟؟ مرض ..؟؟ وما حجم الإصابة ..؟؟ شلل كامل ..؟؟ كسور و رضوض ..؟؟
وبكل ثانية ..وستظل تراقب نفسها بكل حركة وكل ركوب للسيارة أو الطيارة او اي نشاط تقوم به وتحت مظلة اي مكان ستتوقع حدوث
ما سبب لها ذلك ..!! ثم كيف ستتخيل إنها ستعيش في ظل ظروف كهذه كطالبة من جديد وأين في امريكا ..!!
إنها حكمة جهلنا بالأشياء لنمضي حياتنا بطمأنينة حتى حدوثها ..حتى لا نعيش الم انتظارها وهو يبلغ اضعاف معايشتها لإننا نواجه
عدو مجهول ..ويعجز عقلنا عن فهم الظروف المحيطة بنا والتي ستجعل تقبلنا للنكبة بصورة مختلفة تماما مما نتوقع ونستوعب
ولا حول ولا قوة إلا بالله ،أما الآن فبكل بساطة .. تدرك إنها اختارت بإرادتها بعد وقوع الحادث اختيار هذا المصير وكافحت لتحقيقه ..!!
ولم يهزها كونها حبيسة الكرسي في بلاد غريبة تكاد الرياح الباردة تطوح بها والأرض المنزلقة تقودها الى التصادم والعجز.
لقد اصبحت هذه الأمور في سياقها الطبيعي وتحت ظروفها المعاشة محتملة ومستوعبة وجزءا من التعامل اليومي.فهي تؤدي دورها
الذي اختارته بنفسها وتحاول فرضه وانجاحه.انه مكانها الطبيعي الذي تنطلق منه والذي لو حرمت منه فستفقد جزءا كبيرا من
طموحها ومسارها ..كيف تختلف الأولويات وتتحول المخاوف الى ابجديات ..؟؟ كيف تكون الأمور في زمانها الصحيح محتملة ،
وكيف تكون مخيفة ولا يمكن استيعابها او تخيل القدرة على حدوثها او نتائج هذا الحدوث قبل ان تكتمل وتنضج..!!
كانت اختها وضحة تجلس بجوارها ترعى اطفالها المتراكضين بحبور حولها بقلب ساهم هي الأخرى.يالله ..
لكل له مواجعه والآمه الخاصة ولكن ما اقسى ان ينقل المرء نزيفه الداخلي معه في اسفاره ويرقبه وهو يسري كالسم في عقله
وخياله واحلامه ونومه واستيقاظه ويتحول كالعلقم في حلقه ويحول طعامه وشرابه الى قطران يغلي تعافه النفس،تحاول ان تتذكر
شيئا جميلا حيث ينصح علماء النفس بحفظ الذات من الإنهيار والسودواية بأنه يجدر التفكير بمشاعر تجلب الدفء والطمأنينة
والمحبة الوى النفس لتهدئ من اوجاعها وسخطها وروعها وضياعها،ولكن حتى هذا التفكير لن يكون بلسما كافيا ..
لإنه يتضمن التناقض داخله.فبينما من المفروض أن يحمل الإحساس بالإنسان الوحيد الذي تعتقد انها قد تحبه إلا إنه في نفس الوقت
يعتبر الجهة التي ادخلتها في دوامة التعاسة والقلق وقلبت حياتها الى كتلة من الإضطراب،لا تستطيع
ان تفصل بين الإحساسين وإن كانا لشخص واحد ..!! ولكنها مضطرة لتخفف من ثقل المشاعر وبؤسها وخصوصا
عندما تتوقف دون حل ..!! دون اجابة ..!! فلا تملك ان تمنحه عذر إنه لا يدرك الحقيقة وإنه واقع تحت تأثير بطانته ..؟؟
وإن ما ينقل اليه يكون معجونا بالحسد والحقد والإكاذيب .. وبين حقيقة .. إنه كان واعيا بقراراته واتخذها بتصميم
وقوة لحماية مصالحه وإنه مخلوق من نسيج مختلف عما تود ان تسبغه عليه من مبادئ ومثل وإنها لا تود الإعتراف بهذه الحقيقة
وتتجاهلها وتتعامى عنها، انها تعلم انها متواطئة مع عواطفها ولو لفترة لفترة محدودة لتهدئتها لإنها تدرك بأن هذا التعلق بلا امل
ولا يمكن ان يعاش ..!! انها تتعلق بالخيال والأحلام لتهدئ من وطأة الواقع وتسكب عليه قليلا من الطلاوة لتخفف من جهامته
وقتامته ، وتقلل من عبء جفافه والمه،إنها تخلط ما بين تعلقها الميئوس ( بسلطان ) وبين يقينها بإستحالة العلاقة بينهما ،
لإنهما من عالمين منفصلين متضادين يقوم كل حزب منهما بمحاربة الآخر ..!! يااللة متى ستعترف بذلك بشكل صريح وعلني
يتناسب مع عواطفها المشبوبة نحوة ..؟؟ متى سيتم التوافق بين رغبتها وبين واقعها ..؟؟ متى ستتخلص من ازدواجية التفكير
التي تحميها من اليأس والقنوط والنهاية ..؟؟ انها اشبه بشخص يسقط من علو شاهق ، انها تحاول وهي تسقط ان تخفف من وطأة
السقوط بالأحلام والمنى والتوقعات لتظل تحلق وتحلق وربما تتغير الظروف والمقادير والأحاسيس اثناء
السقوط ، وتنبت وسادة ضخمة تحميها من الإنسحاق والدمار والتفتت.
هما من عالمين متضادين ومع ذلك تحبه ..!! يا هذا الحب الشيطاني الخبيث الذي يتمثل للناسك بصورة شابة جميلة مغرية ليلهيه
عن صلاته وعبادته اللذين أفنى عمره في محرابهما.إنها تعلم بأن سلطان سيظل الشخص الذي ستظل متعلقة به ولو من بعيد ..!!
لإن الإقتراب منه سيكشفه بل سيحرقه ، إنها تعلم بالتأكيد انه لن يفوز عليها ولن يسحرها إذا اقتربت منه اكثر ، لإنها ستكتشف
اكثر مما تعرفه عنه الآن ، إنها تعلم بأنها ستبطل الإسطورة وتهشم الصورة السحرية التي تشعر بها تومض حوله ، لذلك لا تخاف
على نفسها من الإنبهار به ان اقتربت منه بل من الصدمة من قسوة حقيقته.ولكنها تحتاج الى الإحتفاظ بالوهج الرائع الذي
يشيعه حولها ، وتشتاق الى الذوبان في اريج هذا الشعور حيث أن سلطان هو الإنسان الوحيد القادر على منحها إياه ..!!
ولكن الأغرب من كل ذلك إنها لم تقابل سلطان ولم تره سوى لمحة عابرة وسط اكوام من البشر ، فكيف
تدعي هذه الأحاسيس المشحونة بالتدفق والوجد ..؟؟ وكيف يخامرها هذا الشعور بما يحمل من نبض الشوق والألق ..؟؟
وكيف عاش داخلها شهورا بل سنوات وملأ حياتها وسرى بين عروقها وانفاسها وخفق بين اضلعها وملئها بالدفء والسعادة والتجدد ..؟؟
انه الشعور الذي تريد التمسك به وخزنه داخلها لإنه ليس هناك غيره من يستطيع منحها إياه او يشعرها بسريانه ورجفته ..!!
هذا الإحساس الذي يتوغل فيها ويملأها بالمشاعر المتوثبة المتناقضة هو ما تحافظ عليه وتتشبث به
ولكن كيف تفصله عن سلطان وهو سلطان نفسه ..؟؟
لا تدري متى احبته ولكنه كان شعورا كالمخدر اللذيذ الذي يتسلل الى الأعصاب بهدوء وبساطة وكقدر محتوم عليها مسايرته ،لم
تحس يوما بأنه انسان دخيل او غريب بل كان صنو روحها ونبراسها الذي تتوجه اليه ،لقد لمعت وابدعت في عملها لإنها تنفذ افكاره
ورؤاه كما استشفتها بأحاسيسها ، وكما ترجمتها بتوقعاتها لمعتقداته.كانت تفسر سياسته بأسلوب عملي
وتطبق فلسفته الإدارية بفهم روحي ، كانت تعمل لإنها تتوجه اليه بجهدها تتزود منه الثقة والقوة والدعم.
كانت هناك ذبذبات خفية تسبح في افقها تستقبلها حواسها ، وتشبع عالمها وتمنحها القوة لكي تعمل وتبدع وتتفوق.
بدأت قصتها منذ أكثر من عشرين عاما عندما تحدد طموحها منذ إن كانت طالبة في المرحلة الثانوية .

يتبع بإذن الله




المواضيع المتشابهه:



 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون


رد مع اقتباس
 
كاتب الموضوع الغزال الشمالي مشاركات 13 المشاهدات 5692  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 04-11-2024, 09:12 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 06:48 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah