عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 559,062

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج العـــامـ > وهج التعليمي

وهج التعليمي ما يخص المناهج التعليمية والثقافات الاجنبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2012   #51


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



تسلم اخي شهاب
ربي ما يحرمنا طلتك



 
 توقيع :


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #52


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



تاريخ الاستعباد

حمدي شفيق

لم يكن الإسلام مسئولاً عن ابتداع الرق . هكذا تثبت حقائق التاريخ التى دوَّنَها المؤرخون من غير المسلمين .. فالتاريخ المعروف للبشرية يشير إلى أن الرق ظاهرة عريقة فى القدم ، تاريخها هو ذاته تاريخ الاستغلال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان . وقد نشأت ظاهرة الاستعباد منذ عشرات الألوف من السنين ، وتحديدًا فى فترة التحول من الصيد إلى الاعتماد على الزراعة المُنَظّمة كوسيلة لاكتساب الرزق .. يقول المؤرخ الكبير "ول ديورانت" فى موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" :
(بينما كانت الزراعة تُنْشئ المدنيِّة إنشاءً فإنها إلى جانب انتهائها إلى نظام الملكية ، انتهت كذلك إلى نظام الرق الذى لم يكن معروفًا فى الجماعات التى كانت تقيم حياتها على الصيد الخالص، لأن زوجة الصائد وأبناؤه كانوا يقومون بالأعمال الدنيئة , وكانت فيهم الكفاية لذلك، وأما الرجال فقد كانت تتعاقب فى حياتهم مرحلة تضطرب بنشاط الصيد أو القتال، يتلوها مرحلة من فتور الاسترخاء والدعة بعد الإجهاد والعناء. ولعل ما تنطبع به الشعوب البدائية من كسل قد بدأ – فيما نظن – من هذه العادة . عادة الاستجمام البطىء بعد عناء القتال والصيد ، ولو أنها لم تكن عندئذ كسلاً بمقدار ما كانت راحة واستجمامًا ؛ فلكى تحوِّل هذا النشاط المتقطع إلى عمل مطرد ، لابد لك من شيئين : العناية بالأرض عناية تتكرر كل يوم , وتنظيم العمل .
وأما تنظيم العمل فيظل مُنْحلَّ العرى لَدُنِّىَّ النشاط مادام الناس يعملون لأنفسهم، لكنهم إذا كانوا يعملون لغيرهم فإن تنظيم العمل لابد أن يعتمد فى النهاية على القوة والإرغام ؛ وذلك أن نشأة الزراعة وحدوث التفاوت بين الناس انتهيا إلى استخدام الضعفاء بواسطة الأقوياء اجتماعيًا ؛ ولم يتنبَّه الظافر فى القتال قبل ذلك إلى أن الأسير الذى ينفعه هو الأسير الحى ، وبذلك قلَّت المجازر وقلَّ أكل الناس بعضهم لحوم بعض كلما زاد نظام الرق اتساعًا. وإذن فقد تقدم الإنسان من حيث الأخلاق تقدمًا عظيمًا حين أقلع عن قتل أخيه الإنسان أو أكله ، واكتفى من أعدائه باسترقاقهم. وإنك لترى تطورًا كهذا يتم اليوم على نطاق واسع ، إذ أقلعت الأمم الظافرة عن الفتك بالعدو المغلوب ، واكتفت باسترقاقه عن طريق التعويض الذى تقتضيه إياه . ولما استقر نظام الرق على أسسه ، وبرهن على نفعه ، أخذ يزداد نطاقه بأن أضيف إلى الرقيق طوائف أخرى غير الأسرى ، فأضيف إليهم المَدِينُون الذين لا يُوفَون بالدَّيْن ،واللصوص, والمجرمون الذين يعاودون الإجرام ، هذا إلى جانب غارات تُشن عمدًا لاجتلاب الرقيق ؛ وهكذا كانت الحرب بادىء الأمر عاملاً على نشأة الرق ، ثم أصبح الرق عاملاً على شن الحروب .
ولعل نظام الرق حين امتدت به القرون قد أكسب الجنس البشرى تقاليده وعاداته من حيث العمل . فلن تجد بيننا أحدًا يُقدم على عمل شاق عسير إذا كان فى مقدوره أن يتخلص منه بغير أن يتعرض لشىء من العقاب البدنى أو الاقتصادى ، وإذن فقد بات الرق جزءًا من النظام الذى استعد به الإنسان للقيام بالصناعة ، هذا فضلاً عن أنه عمل على تقدم المدنيَّة بطريق غير مباشر ، بأن زاد من الثروة فخلق الفراغ لفئة قليلة من الناس ، ولما مضت قرون على هذا النظام ، جعل الناس ينظرون إليه على أنه نظام فطرى لاغنى عنه !!- واستوى فى هذا الرأى أكابر الفلاسفة مع أجهل الناس،وبهذا قال أرسطو قبل الأديان، ثم بارك القديس بولس هذا النظام الاجتماعى الذى لابد أن يكون قد بدا لعينيه فى عصره نظامًا قضى به الله)!! ولمن شاء مزيدا من التفاصيل أن يراجع كتاب ديورانت الهائل الذى طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب مترجما الى اللغة العربية .
وقد عرفت كل الحضارات والأمم السابقة على الإسلام ظاهرة الاستعباد للآخرين على أوسع نطاق ممكن .. فالرق كان موجودًا لدى الفراعنة .. إذ كان الملوك والكهنة وقواد الجيش المصرى القديم يتخذون أسرى الحرب عبيدًا لهم ، يستخدمونهم فيما تحتاج إليه الدولة الفرعونية من أعمال كشق الترع وبناء الجسور والمعابد والأهرامات . وعلى خلاف المعروف لدى الأمم الأخرى فى تلك الفترة - كما يلاحظ محمد عطية الأبراشى (1)- كان عبيد القصور يتمتعون بمعاملة إنسانية فى مصر ، وكان مسموحًا للحرّ أن يتزوج جارية . وكان محظورًا على السادة قتل الرقيق ، ومن قتل عبدًا فإنه يُقتل به على سبيل القصاص ..

الرق فى أشور


وكان الرق موجودًا على أوسع نطاق لدى الآشوريين .. وقد كانت قصورهم مليئة بالعبيد والجوارى للخدمة والمتعة فى آن واحد .. ومن أطرف الوثائق والعقود التى عُثر عليها وتعود إلى عهد الملك نبوخذ نصر – كما يقول ول ديورانت – تلك العقود المتصلة بالعبيدوكان مصدر هؤلاء العبيد أسرى الحروب ، والغارات التى يشنها البدو الرحل على الولايات الأجنبية، ونشاط العبيد أنفسهم فى التناسل . وكان ثمن الأرقاء يختلف من عشرين ريالاً إلى خمسة وستين للمرأة ، ومن خمسين ريالاً إلى مائة ريال للرجل . وكان هؤلاء العبيد هم الذين يؤدون معظم الأعمال العضلية فى المدن ، وتدخل فى هذه الأعمال الخدمات الشخصية .
وكانت الجوارى ملكًا خالصًا لمن يبتاعهن ، و عليهن أن يمهدن له فراشه ويطبخن له طعامه ، وكان المعروف أنه سيستولدهن عددًا كبيرًا من الأبناء . وكان العبد وكل ما ملكت يداه ملكًا لسيده : من حقه أن يبيعه أو يرهنه وفاء لدين ، ومن حقه أن يقتله إذا ظن أن موته أعود عليه بالفائدة من حياته . وإذا أبق العبد فإن القانون لا يبيح لأحد أن يحميه وكانت هناك جائزة لمن يقبض عليه . وكان من حق الدولة أن تجنده كما تجند الفلاح الحرّ للخدمة العسكرية, أو تسخّره للقيام ببعض الأعمال العامة كشق الطرق ، وحفر القنوات . وكان أكثر العبيد يقنعون من حياتهم بكثرة انجاب الأبناء ، حتى صاروا أكثر عددًا من الأحرار . فكانت طبقة الأرقام الكبيرة تتحرك كأنها نهر تحتى جيَّاش يجرى تحت قواعد الدولة البابلية).(2) انتهى .





 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #53


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



عرب الجاهلية
ولم يختلف الحال لدى العرب قبل الإسلام عن غيرهم من الأمم فى ميدان الرق. فقد كان مألوفًا أن تتخذ القبائل المنتصرة من أطفال ونساء القبائل المهزومة عبيدًا وجوارى .
وكان بعض مشاهير مكة مثل عبد الله بن جدعان من تجار الرقيق(3). وتذكر كتب التاريخ أن عددًا من مشاهير الصحابة كانوا عبيدًا قبل الإسلام ، منهم زيد بن حارثة رضى الله عنه الذى اختطف وهو صغير ، وباعه الخاطفون فى سوق عكاظ, حيث اشتراه حكيم ابن حزام ثم وهبه لعمته السيدة خديجة رضى الله عنها . وكذلك اختطف بعض قطاع الطرق سلمان الفارسى رضى الله عنه أثناء رحلته إلى الشام ، وباعوه لبعض يهود يثرب قبل هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إليها . وكان بلال بن رباح وعمار بن ياسر وذويهما عبيدًا بمكة المكرمة فى الجاهلية ، وتعرضوا لتعذيب مروع من سادتهم لإجبارهم على ترك الإسلام . وكانت "سميّة" أم عمَّار رضى الله عنها أول شهيدة فى الإسلام ، إذ قتلها أبو جهل لعنه الله بطعنة فى قُبلها لرفضها الارتداد عن دين الحق . وكانت "ثويبة" إحدى مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم مولاة لعمه أبى لهب .. وكانت حاضنته "أم أيمن" جارية لأبيه عبد الله بن عبد المطلب قبل مولده ، وانتقلت ملكيتها إليه بعد وفاة أبيه .

الرق فى فارس
وفى بلاد فارس كان الأرقاء يُتخذون للرعى والزراعة ، ويستخدمون فيما تحتاج إليه البيوت من الزينة والعمل . وإذا ارتكب الرقيق ذنبًا عوقب عقابًا معتدلاً ، فإذا ارتكبه مرة أخرى فلسيده أن يعاقبه بما يشاء ، وله أن يقتله . وكان الأكاسرة ينظرون إلى كل من هو غير فارسى على أنه عبد مملوك لهم ، ولا حق له فى أى شىء سوى الطعام والشراب كأى حيوان !! .

الرق عند الهنود القدماء
كان لدى الهنود القدماء طبقات أعلاها : طبقة الأشراف وهم البراهمة ، أما طبقة العمال، فهى الطبقة الدنيا التى تستخدم فى الأعمال ، وتعامل معاملة بشعة . وللطبقة الأولى السيادة والسيطرة ، وعلى الطبقة الثانية – وهى طبقة الأرقاء – الطاعة والخضوع . ويستمر الرقيق خادمًا طوال حياته . وكانت القوانين التى يحاكم بها جائرة ، فإذا اعتدى رقيق على بَرهَمى حكم على الرقيق بالقتل . وإذا شتمه بلفظ بذىء قُطع لسانه . وإذا احتقره عُوقب بوضع خنجر محمى بالنار فى فمه . وإذا نصح لبرهمى نصيحة تتصل بواجبه أمر الملك بوضع زيت ساخن فى أذنه وفمه . وإذا اغتصب برهمى شيئًا من الرقيق حكم عليه بدفع غرامة مالية أما إذا سرق عبد شيئًا من برهمى حكم عليه بالإحراق !!. وكانت الأعمال النجسة تترك للعبيد ليقوموا بها ، والأعمال المقبولة يقوم بها الخدم . كما كان فى الهند طائفة أخرى منبوذة تُسَخَّر أيضا للخدمة كالعبيد .

الرق عند الصينيين
كان الفقراء من الصينيين القدماء يبيعون أبناءهم وبناتهم لشدة فقرهم وحاجتهم. وكان للسيد الحق فى بيع من لديه من الأرقاء وأولادهم . وقد عرف الصينيون بالذكاء والحكمة والرقة والمروءة والإنسانية . فالرقيق فى الصين كان يعامل بشكل أفضل كثيرًا من نظرائهم فى أوروبا(5)




 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #54


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي




الرق عند الإغريق
وفى أثينا كانت هناك طبقات ثلاث : المواطنون والغرباء والعبيد . ويقدر سويداس عدد العبيد الذكور وحدهم بمائة وخمسين ألفًا , معتمدًا فى تقديره على خطبة منسوبة إلى هيريدس ألقيت فى عام 338 ق م، وإن لم تكن موثوقًا بصحتها . ويقول أثيديوس : إن تعداد سكان أتكا الذى أجراه دمتريوس فاليريوس حوالى عام 317 ق م يقدر المواطنين بواحد وعشرين ألف، والغرباء بعشرة آلاف، والأرقاء بأربعمائة ألف. ويقدر تيموس عبيد كورنثة بأربعمائة وستين ألفًا - حوالى عام 300 ق م - ويقدر أرسطو- - عبيد أيجينا بأربعمائة وسبعين ألفًا - حوالى 340 ق م- ولعل السبب فى ضخامة هذه الأعداد أنها تشمل العبيد الذين كانوا يعرضون للبيع عرضًا مؤقتًا فى أسواق الرقيق القائمة فى كورنثة ، وإيجينا وأثينا .
وهؤلاء العبيد إما أسرى حرب ، أو ضحايا غارات الاسترقاق ، أو أطفال أنقذوا وهم معرضون للهلاك فى العراء ، أو أطفال مهملون، أو مجرمون . وكانت قلة منهم فى بلاد اليونان يونانية الأصل ؛ وكان الهيلينى يرى أن الأجانب عبيد بطبعهم, لأنهم يبادرون بالخضوع للملوك ، ولهذا لم يكن يرى فى استعباد اليونان لهؤلاء الأجانب ما لا يتفق مع العقل؛ لكنه كان يغضبه أن يسترق يونانى!! . وكان تجار اليونان يشترون العبيد كما يشترون أية سلعة من السلع، ويعرضونهم للبيع ، فى طشيوز، وديلوس، وكورنثة، وإيجينا، وأثينا، وفى كل مكان يجدون فيه من يشتريهم. وكان النخاسون فى أثينا من أغنى سكانها، وكان من المألوف فى ديلوس أن يباع ألف من العبيد فى اليوم الواحد، وأن يساوم على شرائهم فى أى وقت من الأوقات، وعرض سيمون بعد معركة يوريمدون عشرين ألفًا من الأسرى فى سوق الرقيق. وكان فى أثينا سوق يقف فيه العبيد متأهبين للفحص وهم مجردون من الثياب ، وكان ثمن العبد يختلف من نصف مينا إلى عشرة مينات (من 50 دولارا أمريكيًا إلى ألف دولار) . وكانوا يشترون إما لاستخدامهم فى العمل مباشرة، أو لاستثمارهم؛ فقد كان أهل أثينا الرجال منهم والنساء يجدون من الأعمال المربحة أن يبتاعوا العبيد ثم يؤجروهم للعمل فى البيوت أو المصانع، أو المناجم. وكانت أرباحهم من هذا تصل إلى 33 فى المائة. وكان أفقر المواطنين يمتلك عبدًا أو عبدين، ويبرهن إسكنيز على فقره بالشكوى من أن أسرته لا تمتلك إلا سبعة عبيد!! وكان عددهم فى بيوت الأغنياء يصل أحيانًا إلى خمسين ، وكانت الحكومة الأثينية تستخدم عددًا منهم فى الأعمال الكتابية وفى خدمة الموظفين، وفى المناصب الصغرى، وكان منهم بعض رجال الشرطة .
أما فى الريف فكان العبيد قليلى العدد، وكانت كثرة الرقيق من النساء الخادمات فى البيوت . ولم يكن الأهلون فى شمالى بلاد اليونان وفى معظم الپلپونيز فى حاجة إلى العبيد لاستغنائهم عنهم برقيق الأرض. وكان العبيد فى كورنثا, ومجارا، وأثينا يؤدون معظم الأعمال اليدوية الشاقة، كما كانت الجوارى يقمن بمعظم الأعمال المنزلية المجهدة، ولكن العبيد كانوا فوق ذلك يقومون بجزء كبير من الأعمال الكتابية وبمعظم الأعمال التنفيذية فى الصناعة والتجارة والشئون المالية. ولم يكن هناك عبيد علماء كما فى العصر الهلنستى وفى روما. وقلما كان يسمح للعبد بأن يكون له إناء ، لأن شراء العبد كان أرخص من تربيته، وكان العبد إذا أساء الأدب ضُرب بالسوط، وإذا طلب للشهادة عُذّب، وإذا ضربه حرّ لم يكن له أن يدافع عن نفسه ، لكنه إذا تعرض للقسوة الشديدة كان له فقط أن يفر إلى أحد الهياكل)!! انتهى. (6)
وكان فلاسفة اليونان يجاهرون بتأييدهم للرق !! ويرى أفلاطون أن العبيد لايصلحون لأن يكونوا مواطنين !! وعليهم فقط لزوم الطاعة العمياء لسادتهم أحرار أثينا !!.ولا ندرى أية مدينة فاضلة تلك التى يكون ثلاثة أرباع سكانها من العبيد!! أما تلميذه أرسطو فهو يرى أن بعض الناس خُلِقُوا فقط ليكونوا عبيدًا لآخرين!!! وبعضهم خُلِقُوا ليكونوا سادة، وهم الأحرار ذوو الفكر والإرادة والسلطان. فالعبيد خلقوا ليعملوا كأنهم آلات، والأحرار خُلِقُوا ليفكروا ويلقوا الأوامر لينفذها العبيد !! ويجب فى رأى أرسطو أن يستمر هذا الاستعباد حتى يتوصل الإنسان إلى صنع آلات معدنية تحل محل الرقيق !! ومثل هذه الافكار الشاذة لهؤلاء الفلاسفة - رغم عقولهم الجبارة- تثبت حاجة البشر الى وحى السماء، وأن من اعتمد على العقل فقط فقد ضلّ.
وفى بلاد اليونان كان العبيد يعملون خدمًا فى البيوت، ولا يسمح لهم بأن يكونوا كهنة فى المعابد كما يؤكد بلوتارك المؤرخ اليونانى المعروف .
وقد اعتاد قدماء الإغريق السير فى البحار، وخطف من يجدونه من سكان السواحل. وكانت قبرص وصفاقس وسامس و غيرها من المستعمرات اليونانية أسواقًا كأثينا يباع فيها الأرقاء ويشترون. وكان العبيد يعملون لمواليهم ، ويدفعون لسادتهم مقدارًا محددًا من المال كل يوم . وكان فى كل منزل بأثينا عبد للقيام بالخدمة ، مهما كان صاحبه فقيرًا ، وكان المولى حرّ التصرف فيمن يملكهم من عبيد .
وكان الرقيق إذا أخطأ عوقب بالجلد بالسوط ،وكلف بالقيام بطحن الحبوب على الرحى ، وإذا هرب كوى على جبهته بالحديد المحمى فى النار !!





 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #55


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



الرق عند الرومان
إن تاريخ العبودية لدى الرومان هو- بحق- صفحات حالكة السواد فى سجل البشرية، ولا سبيل أمام المستشرقين سوى الاعتراف به بدلاً من الافتراء على الإسلام.
فقد كان الرومان يحصلون عادة على الأرقاء من أسرى الحروب، وأولاد العبيد، وأولاد الأحرار الذين حكم عليهم القانون بأن يكونوا عبيدًا ، كالمدينين الذين صعب عليهم الوفاء بديونهم. وكان ثلاثة أرباع سكان الامبراطورية الرومانية من الرقيق! وفى أثناء الحرب كان النخاسون الذين يتجرون فى الرقيق يلازمون الجيوش، اذ كان الأسرى يباعون بأثمان زهيدة. و كان النخّاسون من الرومان يسرقون الأطفال ويبيعونهم ، ويسرقون النساء للاتجار بأعراضهن .
وكان الرقيق فى روما يقف على حجر فى السوق، ويدلل عليه البائع، ويباع بالمزايدة. وكان الراغب فى الشراء يطلب أحيانًا رؤية العبد وهو عريان لمعرفة ما به من عيوب !!
وكان هناك فرق كبير فى الثمن بين العبد المتعلم والعبد الجاهل، وبين الجارية الحسناء والجارية الدميمة. وكانت الجارية الحسناء تباع بثمن غال، ولهذا انتشر الفساد الخلقى، وانتشرت الرذيلة فى روما. وكان الاتجار بالجوارى الجميلات من أسباب الثراء.
وكان الأرقاء قسمين : قسم ينتفع به فى المصالح العامة كحراسة المبانى، والقيام بأعمال السجّان فى السجن، والجلّاد فى المحكمة للمساعدة فى تنفيذ حكم القاضى، وحال هذا النوع أحسن من سواهم، وقسم ينتفع به فى المصالح الخاصة كالعبد الذى يتخذه مولاه لقضاء الأعمال فى البيت والحقل، والجارية التى يخصصها سيدها لتربية الأولاد .
وكان القانون ينظر إلى الرقيق كأنه لا شىء ، ليست له أسرة، ولا شخصية، ولا يملك شيئًا. والعبد وما ملكت يداه لسيده . ويتبع الرقيق أمه حين الوضع، فإذا كانت حرّة كان حرًّا ، وإذا كانت رقيقة كان رقيقًا .
وكان لمالك الرقيق الحرية المطلقة فى التصرف فى عبده كما يتصرف فى الحيوانات التى يملكها(7). فإذا أخطأ العبد عاقبه سيده بأية وسيلة شيطانية تخطر له على بال !! فكان يقيده بالسلاسل ويكلفه مثلاً بحرث الأرض وهو مكبّل بالحديد، أو يجلده بالسياط حتى الموت ، أو يعلقه من يديه فى مكان مرتفع عن الأرض وهو يربط أثقالاً برجليه حتى تتفسخ أعضاء جسمه !! أو يحكم عليه بمصارعة وحوش كاسرة – كالأسود والنمور – تم حبسها وتجويعها أيامًا طوال كى تكون أشد افتراسًا وفتكًا بالعبيد البائسين الذين قُدّر عليهم أن يلقوا حتفهم بهذا الأسلوب الذى يقشعر له بدن الشيطان !!
ولم تكن هناك أية عقوبة فى القانون الرومانى تُطبّق على السيد الذى يقتل عبده أبدًا. فالقانون كان ينص على أن العبد هو أداة ناطقة !! وكانوا يعتبرون الرقيق مجرد "أشياء" وليسوا بشرًا ذوى أرواح وأنفس !! وكان منظرًا عاديًا لديهم أن يشاهدوا جثثًا مصلوبة على جذوع الأشجار لعبيد شاء سادتهم المجرمون شنقهم، أو تعليقهم هكذا بلا طعام ولا شراب حتى الموت ، أو حرقهم أحياء ، أو إجبارهم على العمل الشاق وأرجلهم مقيدة بالسلاسل عراة تحت أشعة الشمس الحارقة !! وكانت الفقرة المحببة لدى الرومان فى الأعياد والمهرجانات هى المبارزات الحية بكل الأسلحة الفتَّاكة بين العبيد حتى يهلك الأعجل من الفريقين !! وتتعالى صيحات المجرمين الرومان إعجابًا أو تلتهب الأكف من التصفيق الحاد حين يتمكن أحد العبيد من تسديد طعنة نافذة فى جوف القلب تقضى على غريمه !!
ويقول م.ب تشارلز ورث فى كتابه "الامبراطورية الرومانية" : (كان هناك - دون شك – الحاكمون بأمرهم ، فقد أصر سيد على أن يقف العبيد حول المائدة صامتين ، وكان يعاقب من يسعل منهم أو يعطس بالجلد !! واعتادت إحدى السيدات أن "تعض" جواريها فى نوبات غضبها ، وكانت أخريات يأمرن بجلد الجارية إذا لم تُحسن تصفيف شعر سيدتها !! وألقى أحد العبيد المعذّبين بنفسه من فوق سطح المنزل, فخرّ صريعًا, هربًا من السباب وإهانات سيده المتوحش، وطعن أحد العبيد الهاربين من الجحيم نفسه حتى الموت حتى لا يعود إلى الرق مرة أخرى. ومثل هذه الحوادث كثير (8) .. انتهى .
وكان من الطبيعى أن تندلع ثورات عارمة احتجاجًا على وحشية السادة الرومان تجرى فيها دماء الطرفين أنهارًا ، لكنها للأسف كانت تنتهى بمقتل جميع العبيد الثائرين، والويل لمن يبقى حيًّا حتى ممن لم يشاركوا فى التمرد !!
ومازلنا نذكر الأعمال الفنية الرائعة التى خلدت ثورات العبيد المطحونين ، ومن أشهرها فيلم "سبارتاكوس محرر العبيد" وغيرها، وكذلك العشرات من الكتب والأبحاث العلمية والتاريخية التى دوّنت فظائع الاستعباد فى أوروبا. والعجيب أن أولئك الذين يتطاولون على الإسلام يعتريهم الخرس التام ، ولا يعلّقون ببنت شفة على تاريخ آبائهم الأسود بهذا الصدد !! .

القرون الوسطى

فى القرون الوسطى كان الأرّقاء فى فرنسا وإيطاليا والجزر البريطانية وأسبانيا القديمة – يكلفون بالأعمال الزراعية من حرث وزرع وحصد؛ لأن الأعمال اليدوية فى نظرهم كانت محتقرة لا يقوم بها الأحرار !! وكان الأرّقاء فى ألمانيا يقدمون إلى سادتهم مقادير معينة من القمح أو الماشية أو الملابس . وكان لكل عبد مأوى يقيم فيه ، ويدبر أحواله كيف يريد .
وكان الفرنج – وهم الألمان الذين يقيمون على جانبى نهر الراين الأسفل – يعاملون الأرّقاء أقسى معاملة ، فإذا تزوج حرّ رقيقة صار رقيقًا مثلها، وإذا تزوجت حرّة رقيقًا أصبحت رقيقة، وفقدت الحرية التى كانت تتمتع بها .
وفى لمبارديا كانت الحرة إذا تزوّجت رقيقًا حكم عليهما بالإعدام .
ولدى الأنجلوسكسون – وهم الأمم الجرمانية التى تناسل منها الانجليز – كان الأرقاء ينقسمون قسمين : قسم كالمتاع يجوز بيعه ، وقسم كالعقار يقوم بحرث الأرض وزرعها ، ويباح لهم جمع مال يدفعونه لسادتهم .
وكانت نظرة الأوروبيين إلى العبيد حتى القرن التاسع عشر أنهم لا روح لهم ولا نفس ، ولا إرادة . فإذا اعتدى زنجى على سيده أو على حر من الأحرار ، أو سرق أى شىء كان القتل جزاءا له .
وإذا هرب عوقب بقطع أذنه فى المرة الأولى، وكوى بالحديد المحمىِّ فى المرة الثانية ، وقتل فى الثالثة . وإذا قتل المالك رقيقه فللقاضى الحق فى أن يحكم ببراءة المالك !
ولا يجوز لغير البيض كسب العلم والمعرفة . وكان القوط يحكمون على الحرّة التى تتزوج من عبد بالحرق معه !! وفى قوانين قبائل الأسترغوط يحكمون بالقتل على الحرة التى تتزوج بعبد(9) وأولادهم جميعًا يسترقون إن حدث إنجاب قبل قتلهم .




 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #56


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



التزامات رقيق الأرض
كان وجود رقيق أمرًا سببه نشوء النظام الإقطاعى الذى تبلور فى صورته المعروفة بأوروبا فى القرن التاسع ، وبلغ ذروته إبان القرون الوسطى، وتحديدًا فى القرن الثالث عشر . وكان الرقيق يمثلون الأغلبية الساحقة من سكان أوروبا باستثناء الملوك والنبلاء ورجال الدين .
بدأ نظام الإقطاع بمنح الملوك والأمراء مساحات من الأراضى لمن يدينون لهم بالولاء ، مدى حياتهم ثم أصبح ذلك أمرًا وراثيًا ، فأمير الإقطاعية هو الحاكم المطلق فى إقطاعيته ، هو المالك لكل شىء والباقون عبيد ، ولا يملكون الانتقال من إقطاعية إلى إقطاعية .
ولم تكن مساوىء النظام الإقطاعى فى الجانب المالى فحسب ، بل كان للإقطاعى سلطات أخرى . والمدهش حقًا هو تلك القائمة الطويلة من الواجبات التى يؤديها الرقيق للمالك ، فضلا عن خضوعه المطلق لسلطته وارتباطه المحكم بإقطاعيته و منها:
1- ثلاث ضرائب نقدية فى العام .
2- جزء من محصوله وماشيته .
3- العمل سخرة كثيرًا من أيام السنة !!.
4- أجر على استعمال أدوات المالك فى طعامه وشرابه .
5- أجر للسماح بصيد السمك أو الحيوان البرى !! .
6- رسم إذا رفع قضية أمام محاكم المالك !! .
7- ينضم إلى فيلق المالك إذا نشبت حرب .
8- يفتدى سيده إذا أُسر .
9- يقدم الهدايا لابن المالك إذا رُقى لمرتبة الفرسان.
10- ضريبة على كل سلعة يبيعها فى السوق !! .
11- لا يبيع سلعة إلا بعد بيع سلعة المالك نفسه بأسبوعين !! .
12- يشترى بعض بضائع سيده وجوبًا .
13- غرامة إذا أرسل ابنه ليتعلم أو وهبه للكنيسة !! .
14- ضريبة مع إذن المالك إذا تزوج هو أو أحد أبنائه من خارج الضيعة !!.
15- حق الليلة الأولى وهى أن يقضى السيد مع عروس رقيقه الليلة الأولى!! وكان يسمح له أحيانًا أن يفتديها بأجر، وقد بقى هذا فى بافاريا إلى القرن الثامن عشر !!! .
16- المالك هو الذى يرث كل ممتلكات الرقيق إذا مات .
17- ضريبة سنوية باهظة يدفعها الرقيق للكنيسة ، وأخرى يدفعها للقائد الذى يتولى الدفاع عن المقاطعة .

الديانات السابقة
كان الرق شائعًا فى عهد أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام .. ومن المعروف تاريخيًا أن فرعون مصر أهدى السيدة "سارة" زوجة إبراهيم جارية هى "هاجر"، وهبتها بدورها لزوجها عليه السلام لعلها تلد له ابناً ، إذ كانت "سارة" عجوزًا عاقرًا. وولدت السيدة "هاجر" سيدنا إسماعيل على نبينا وعليه السلام . وإذا كان النصارى واليهود يؤمنون بإبراهيم عليه السلام مثلنا ، فلماذا يعيبون علينا السماح بملك اليمين فترة من الزمن إلى أن يتم لهم التحرر بوسائل شتى ، ولا يرون بذلك بأساً عند إبراهيم ثم أولاده وأحفاده ؟!! أم أنه الحقد و التعصب ضد الإسلام ؟!!
وكذلك عاشر " يعقوب " جاريتين ، أهدتهما إليه زوجتاه ابنتا خاله " لابان " - " ليا " و"راحيل "- بملك اليمين أيضاً ، وأنجب من الحلائل الاربع أولاده الإثنا عشر يوسف وإخوته .. ولا يجد المستشرقون هنا أيضاً أية غضاضة ، ولا فى إمتلاك داود وسليمان عليهما السلام لأعداد كبيرة من العبيد والجوارى !! تقول مصادر أهل الكتاب أن سليمان عليه السلام كانت له 300 زوجة و 700 سرية ، فهل سبعمائة جارية بالعدد القليل ؟!! و كان الرق معروفًا فى عهد يوسف عليه السلام.. إذ تعرض هو نفسه لمحنة الرق ، بعد أن ألقاه إخوته فى الجُب صغيراً، وعثرت عليه قافلة ثم باعوه بمصر حيث اشتراه كبير وزرائها فى ذلك العهد .كما كان استرقاق السارق موجودا فى شريعة ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام، واستخدم يوسف حيلة لاظهار أخيه بنيامين كسارق لاستبقائه معه. وقد بسط القرآن الكريم القصة كاملة فى سورة يوسف.(10)

الرق عند اليهود
كان اليهود دائماً وأبداً من أكبر المتاجرين بالبشر فى كل العصور . فالقوم ينطلقون من عقيدة أساسية عندهم هى أنهم شعب الله المختار، فمن الطبيعى –عندهم - أن يكون الآخرون من كل أجناس الأرض الأخرى عبيداً لهم ، يمارسون ضدهم أبشع أنواع القهر و الاستعباد و الاستغلال ، إن لم يفتكوا بهم بلا أدنى رحمة !! وهكذا حسم اليهود أمرهم مبكراً بتلفيق نصوص فى التوراة الموجودة بأيديهم الآن ، لتعطيهم صراحة الحق إما فى استرقاق الآخرين كما يحلو لهم ، وإما إبادتهم بالكامل إن أرادوا !!! حيث يزعم الإصحاح الحادى عشر من سفر الخروج فى العهد القديم أنه :"لكى تعلموا أن الربَّ يُميِّز بين المصريين وإسرائيل ، فينزل إلىّ جميع عبيدك هؤلاء ويسجدون لى .." 7-8 (!!) . وطبقاً لهذه النظرية فإن اليهود كانوا دوماً من أكبر وأشهر التجار فى أسواق النخاسة فى كل أنحاء المعمورة ، فمعبودهم الأول والأخير هو الذهب ، الذى لا يتورعون- فى سبيل الحصول عليه- عن امتصاص دماء الآخرين ، وبيعهم فى الأسواق كالبهائم سواء بسواء !! وحتى الأطفال و البهائم والأمتعة لم تنج من بطش أحفاد القردة و الخنازير الذين يطبقون نصوص البطش و الإجرام الملفقة !!
تقول التوراة المحرفة التى بأيدى اليهود اليوم فى الإصحاح العشرين من كتاب الثنية المزعوم :
(حين تقرب من مدينة لكى تحاربها استدعها إلى الصلح . فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير وتستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها ، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة وكل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب إلهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا . أما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبقى منها نسمة ما بل تحرّمها تحريمًا...) . والويل كل الويل للمدن التى لا تعبد إله إسرائيل, فإنها كما جاء فى الإصحاح الثالث عشرمن سفر التثنية: "فضرباً تضرب بحد السيف وتحرّم بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف, تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها, و تحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاً إلى الأبد لا تُبنى بعده.."!!!.
أما الإصحاح الحادى و العشرين من سفر الخروج فإنه ينص صراحة على جواز شراء العبيد : (إذا اشتريت عبداً عبرانياً فست سنين يخدم) ثم إن "أعطاه سيده امرأة وولدت له بنين و بنات فالمرأة وأولادها يكونون للسيد ، وهو يخرج وحده ، ولكن" إذا قال العبد : أحب سيدي وامرأتي وأولادي لا أخرج حرّاً ، يقدمه سيده إلى الله ، ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ، ويثقب سيده أذنه بالمثقب يخدمه إلى الأبد"، هذا إن كان عبرانياً. أما استرقاق غير العبراني فهو عن طريق الأسر والتسلط ، لأنهم يعتقدون أن جنسهم أعلى من غيرهم ، ويصطنعون لهذا الاسترقاق سنداً من توراتهم فيزعمون : إن حام بن نوح – وهو أبو كنعان – كان قد أغضب أباه ، لأن نوح سكر يوماً ثم تعرى و هو نائم فى خبائه !! فأبصره حام كذلك فلما علم نوح بهذا بعد استيقاظه غضب ، ولعن نسله الذين هم كنعان ، وقال – كما فى التوراة فى سفر التكوين إصحاح 9/25 -26 – ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته ، وقال: مبارك الرب إله سام وليكن كنعان عبداً لهم .!! وفى الإصحاح نفسه / 27 / :
"ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام ، وليكن كنعان عبداً لهم". !!
وقد اتخذت الملكة "إليزابيث" الأولى – ملكة بريطانيا قديمًا - من هذا النص الملفق سنداً لتبرر تجارتها في الرقيق التى كانت تسهم فيها بنصيب الأسد .

موقف النصرانية من الرقيق
جاء الدين المسيحى فأقرّ الرق الذى أقرّه اليهود من قبل . فليس فى الأناجيل المحرَّفة الموجودة الآن نص يحرمه أو يستنكره. والغريب أن حاقدا مثل المؤرخ "وليم موير" يعيب على نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم أنه لم يبطل الرق حالاً ، مع تغاضيه عن موقف الإنجيل من الرق ، حيث لم ينقل عن المسيح ، ولا عن الحواريين ولا عن الكنائس شيئاً فى هذه الناحية (!!!)
وزعم القديسون أن الطبيعة جعلت بعض الناس أرقاء !!
وفى المعجم الكبير للقرن التاسع عشر : "لا يعجب الإنسان من بقاء الرق واستمراره بين المسيحيين إلى اليوم ، فإن نواب الدين الرسميين يقرون صحته ويسلمون بمشروعيته" . وفيه "الخلاصة أن الدين المسيحى ارتضى الاسترقاق تماماً إلى يومنا هذا ، ويتعذر على الإنسان أن يثبت أنه سعى فى إبطاله" .
وجاء فى قاموس الكتاب المقدس للدكتور "جورج يوسف": إن المسيحية لم تعترض على العبودية لا من وجهها السياسى ولا من وجهها الاقتصادى ، ولم تحرض المؤمنين على منابذة جيلهم فى آدابهم من جهة العبودية ، حتى ولا المباحثة فيها ، ولم تقل شيئاً ضد حقوق أصحاب العبيد ، ولا حركت العبيد لطلب الإستقلال ، ولا تحدثت عن مضار العبودية ، ولا قسوتها ، ولم تأمر أبداً بإطلاق سراح العبيد حالاً!! وبالإجماع لم تغير النسبة الشرعية بين العبد والمولى بشيء ؛ بل على العكس أثبتت الرق وأيدته" (11). بل مضى المدعو "بولس" شوطاً أبعد فى تكريس الاستعباد والظلم ، إذ أمر العبيد بطاعة سادتهم كما يطيعون السيد المسيح . فقال فى رسالته إلى أهل أفسس :
"أيها العبيد ! أطيعوا سادتكم حسب الجسد ، بخوف ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح ، ولا بخدمة العين كمن يرضى الناس ، بل كعبيد المسيح عاملين بمشيئة الله من القلب خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس عاملين" . وأوصى مدعى الرسالة بطرس بمثل هذه الوصية ، وأوصى بها آباء الكنيسة ، لأن الرق كفارة عن ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوا من غضب السيد الأعظم !!!.
ولم يُنص على منع الاسترقاق ، لذلك أقرته جميع الكنائس على اختلاف أنواعها ولم ترفيه أقل حرج .
ولم ير من جاء من باباوات النصارى ولا قديسيهم حرجًا من إقرار الرق حتى قال باسيليوس فى كتابه- القواعد الأدبية - بعد أن أورد ما جاء فى رسالة بولس إلى أهل افسس : "هذا يدل على أن العبد تجب عليه طاعة مواليه تعظيمًا لله عز وجل". إن الطبيعة - هكذا قال بولس – قضت على بعض الناس بأن يكونوا أرقاء، واستشهد على نظريته – كما يرى هو- أى بولس - بالشريعة الطبيعية و الوضعية والإلهية (!!!) .
وقال القسيس المشهور بوسويت: " إن من حق المحارب المنتصر قتل المقهور فإن استعبده واسترقه فذلك منه ُمِنّة وفضل ورحمة" !!!.
وأما القدِّيس توما الأكوينى فإنه قد زكَّى "الرق" مثلما فعل أستاذه "أرسطو"-كما سبق- لأنه يزعم أنه حالة "فطرية" خُلق عليها فريق من الناس, لأن عقولهم أقل ذكاء من الأحرار، فهم مجرد "آلات ناطقة"!! ولا ندرى كيف يُسمون "توما" هذا "قديسًا" مع هذا الذى يقوله ؟!! وإذا كان هذا هو "القدِّيس" عندهم فمن يكون الشيطان؟!! وقد كان كبار الباباوات فى كل العصور فى أوربا وغيرها من كبار تجَّار الرقيق ، وكانت الكنائس نفسها تمتلك آلاف العبيد للخدمة فيها وزراعة المساحات الواسعة من الأراضى والحدائق التى تمتلكها تلك الكنائس .. وعلى سبيل المثال كان القس "لاس كاساس" أكبر تجار الرقيق فى البرتغال ، وفضحه صديقه القس "فرناندو دى إليفييرا" فى كتاب وضعه عام 1551 بعنوان "فن الحرب فى البحر" أدان فيه صاحبه لاس كاساس باعتباره أحد مبتدعى جرائم "خطف" وتهجير ثم "بيع" الرجال الأحرار المسالمين كما تُباع وتشترى الوحوش والمواشى !!.
وكانت الكنائس الأوروبية على مر العصور تتقاضى عمولات عن صفقات النخاسة ، وتقوم بمباركة "خطف واسترقاق" الناس وتعميد العبيد بإسم ربهم المزعوم يسوع !!! "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً" (الكهف : 5).




 


رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012   #57


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي





كما كان المقوقس كبير نصارى مصر يمتلك عدداً كبيراً من العبيد والجوارى.. وتذكر كُتب السيرة أنه عندما أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام ، أجاب على الرسالة بلباقة وحسن أدب ، وبعث إلى النبي جاريتين مارية وسيرين وعبداً هو عمهما ، وقد ولدت السيدة مارية القبطية لنبينا ابنه المحبب إليه إبراهيم واعتقها ولدها بمجرد الولادة . أما الأخرى فقد استقرت عند حسان بن ثابت رضي الله عنه.
ويثبت كبار المؤرخين من غير المسلمين حقائق تاريخية تشكل وصمة – بل وصمات – عار على وجه الكنائس ورجالها الذين تجاهلوا كل تعاليم التقشف والزهد في الحياة الدنيا ، ليتحولوا هم أنفسهم إلى إقطاعيين كبار يمتلكون الأراضى ومن عليها من العبيد والرقيق !!!.
يقول ول ديورانت : "أصبحت الكنيسة أكبر ملاك الأراضى وأكبر السادة الإقطاعيين فى أوروبا ، فقد كان "دير فلدا" مثلاً ، يمتلك [15000] من العبيد ، وكان دير "سانت جول " يمتلك ألفين من رقيق الأرض ، وكان الملك هو الذى يعين رؤساء الأساقفة والأديرة ، وكانوا يقسمون يمين الولاء كغيرهم من الملاك الإقطاعيين ، ويلقبون بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية ... وهكذا أصبحت الكنيسة جزءاً من النظام الإقطاعى . وقد أمعنت الكنائس الغربية فى الغى والظلم والإجرام ، فأباحت - بل شجعت وساندت بكل قوتها - خطف واسترقاق المسلمين والأوروبيين الذين لم يعتنقوا الدين المسيحى !! وكانت آلاف من الأسرى الصقالبة أو المسلمين يُوزعون عبيداً على الأديرة، وكان القانون الكنسى يقدر ثروة أراضى الكنيسة فى بعض الأحيان بعدد من فيها من العبيد لا بقدر ما تساوى من المال . فقد كان العبد سلعة من السلع كما يعده القانون الزمنى سواء بسواء، وحَرَّم على عبيد الكنائس أن يوصوا لأحد بأملاكهم ، وحَرَّم البابا جريجورى الأول على العبيد أن يكونوا قساوسة ، أو أن يتزوجوا من المسيحيات الحرائر(12).
وهكذا كانوا- وما زالوا – يفعلون ، بإسم السيد المسيح عليه السلام ،وهو منهم براء .

أهم المراجع
1- محمد عطية الأبراشى - روح الإسلام - طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب - مكتبة الأسرة ص 162 وما بعدها .

2- ول ديورانت – قصة الحضارة-الجزء الاول-طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب - ص 356 .
3- أحمد شفيق باشا - الرق فى الإسلام - ترجمه إلى العربية أحمد زكى باشا- الفصل الأول . وأيضاً دائرة معارف القرن العشرين - محمد فريد وجدى - حرف الراء مادة "رقق" .
4- محمد عطية الأبراشى – المرجع السابق ص 164 وما بعدها .
5- ول ديورانت- المرجع السابق - الجزء الثالث - حضارة اليونان ص64-67.
6- دائرة معارف القرن العشرين –حرف الراء مادة "رقق" وأيضاً أحمد شفيق باشا – الرق فى الإسلام – الفصل الأول.
7- م. ب . تشارلز – الإمبراطورية الرومانية – طبعة الهيئة المصرية للكتاب ضمن مشروع مكتبة الأسرة .
8- دائرة معارف القرن العشرين – وأحمد شفيق باشا سبقت الإشارة إليهما .
9- أنظر قصص الأنبياء لإبن كثير – و تفسير سورة يوسف فى تفاسير كل من الامام الرازى و الإمام القرطبى والشوكانى وابن جريرو الطبرى و النسفى وابن كثير.
10- الدكتور جورج يوسف – قاموس الكتاب المقدس ،وهو شهادة شاهد من أهلها فلا نحتاج إلى قول أكثر مما أثبته هناك بنفسه .
11- التفاصيل فى كتاب الزميلة عايدة العزب موسى " العبودية فى أفريقيا "- طبعة مكتبة الشروق الدولية – مصر ، وأنظر المراجع التى ذكرتها هناك .
12- ول ديورانت – المرجع السابق .





 


رد مع اقتباس
قديم 04-26-2013   #58


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي





التصحر




تعد ظاهرة التصحر من المشاكل الهامة وذات الآثار السلبية لعدد كبير من دول العالم .وخاصة تلك الواقعة تحت ضر وف مناخية أو شبة جافة أو حتى شبة رطبة وقد ظهرت أهمية هذه المشكلة مؤخرا خاصة في العقدين الأخيرين بشكل كبير وذلك للتأثير السلبي الذي خلقته على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية و البيئية .
وعلى الرغم من قدم ظاهرة التصحر ألا انه في الفترة الأخيرة تفاقمت إلى الحد التي أصبحت هذه المشكلة تهدد مساحات كبيرة جدا وأعداد هائلة من البشر بالجوع والتشرد والقحل .
تعريف التصحر :
يعرف التصحر بأنة تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبة الجافة وشبة الرطبة الناتجة عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية.
الهدف من هذا البحث هو معالجة مشكلة التصحر وإلقاء الضوء على أبعاد هذه المشكلة وأسبابها ودور التخطيط في وضع الحلول المناسبة لوقف انتشارها
وكذلك نشر الوعي البيئي بخطورة هذه المشكلة التى تضع العالم على حافة الجوع في الوقت الذي يسعى فيه لتحقيق الآمن الغذائي
حالات التصحر :
تختلف حالات التصحر ودرجة خطورته من منطقة لأخرى تبعا لاختلاف نوعية العلاقة بين البيئية الطبيعية من ناحية وبين الإنسان .
وهناك أربع درجات أو فئات لحالات التصحر حسب تصنيف الأمم المتحدة للتصحر
أ-تصحر خفيف :
وهو حدوث تلف أو تدمير طفيف جدا في الغطاء النباتي والتربة ولا يؤثر على القدرة البيولوجية للبيئة
ب-تصحر معتدل :
وهو تلف بدرجة متوسطة للغطاء النباتي وتكوين كثبان رملية صغيرة أو
أخاديد صغيرة في التربة وكذلك تملح للتربة مما يقلل الإنتاج بنسبة
10-15 %
ج- تصحر شديد جدا :

وهو انتشار الحشائش والشجيرات غير المرغوبة في المرعى على حساب الأنواع المرغوبة والمستحبة وكذلك بزيادة نشاط التعرية مما يؤثر على الغطاء النباتي وتقلل من الإنتاج بنسبة 50%.
د-تصحر شديد جدا :
وهو تكوين كثبان رملية كبيرة عارية ونشطة وتكوين العديد من الأخاديد والأودية وتملح التربة ويؤدى إلى تدهور التربة وهو الأخطر في أنواع التصحر .
العوامل التي تسهم في التصحر :
هناك العديد من العوامل المؤثرة والتي تسبب التصحر وهذه العوامل متداخلة مع بعضها البعض من هذه العوامل :
1- العوامل الطبيعية: وهى التي تحدث بدون تدخل الإنسان
2- المناخ :

مثل قلة الأمطار بصفة عامة وتكرار الجفاف والتباين في كمية الهطول السنوي للإمطار وتوزيعها وارتفاع درجة الحرارة .
3- أسباب ناتج عن النشاط الإنساني : وهذه الأسباب يمكن أن تعود ألي آلاتي :
زيادة عدد السكان وبالتالي زيادة الاستهلاك وكذلك التطور العمراني والاقتصادي مما دفع الإنسان إلى زيادة استغلال الموارد الطبيعية إلى حد الإسراف وينتج عنه الآتي :
تدهور الغطاء النباتي للمراعى :
يحدث التدهور بسب الرعي الجائز وقطع الأشجار والشجيرات المرغوبة وتدمير الغابات بهدف إنتاج الأخشاب والصناعات الخشبية الأخرى .
فالإفراط الرعوي يعنى أن يحمل المرعى عددا أو أنواع من الحيوانات لا تتفق مع طاقة المرعى و بالتالي يحدث تدمير سريع للغطاء النباتي في هذه المناطق وما يصاحبه من تعرية للتربة وضعف القدرة البيئية على التعويض النباتي ومن المعروف أن الكثرة الحيوانية في هذه المناطق محصلة طبيعية لما يسيطر عليه أصحاب المواشي من تقاليد ومفاهيم خاطئة تدعوهم بالاهتمام الكثرة العددية دون اعتبار لأي عوامل أو نتائج أخرى مما يضاعف من حجم المشكلة فيجب الآخذ في الاعتبار حساب حمولة المرعى حتى لا يحدث تصحر لهذا المرعى وكذلك انتشار الحشائش والنباتات الغير مرغوبة أو المستساغة في المرعى محل النباتات والأعشاب المستساغة .
تدهور التربة الزراعية :
تتعرض التربة الزراعية الخصبة وخاصة حول المدن إلى الزحف العمراني مما يترتب على ذلك خسارة مساحات كبيرة منها وهذا الزحف يأخذ أشكالا متعددة منها أبنية سكنية منشئات صناعية أيضا بالإضافة إلى ذلك فان عمليات المرعى غير المرشدة أدت إلى خسارة مساحات واسعة في كثير من المناطق الزراعية المروية وأيضا العامل الاجتماعي ويمكن إجمال التدهور أو التصحر حسب ضر وف المنطقة المعنية إلى الأتي :
1-تدهور بفعل الرياح
2- تدهور بفعل المياه
3ـ تدهور فيزيائي .
4 ـ تدهور كيميائي.
5ـ تدهور حيوي .

الضغط الزراعي : ويقصد به تكثيف الاستخدام الزراعي أو تحميل التربة بما يفوق قدرتها البيولوجية خاصة وان التوسع في الزراعة المطرية كثيرا ما يكون على حساب ارض المرعى .
ومن ثم يتقهقر الرعاة نحو مناطق اقل رطوبة أفقر مرعى . وتتقدم الزراعة نحو ارض المرعى وهى مناطق هشة اقل رطوبة بالنسبة لاحتياجات المرعى .
وتكون النتيجة في النهاية حدوث تدهور وخلل سريع في التوازن البيئي في كل من ارض المرعى وارض الزراعة معا وإشاعة التصحر فيهما .
العلاقة بين الإفراط الرعوي والضغط الزراعي وانتشار ظاهرة التصحر :
يلاحظ إن تدمير الغطاء النباتي يؤدي إلى زيادة مساحة السطوح العاكسة للإشعاع الشمسي مما يؤدي إلى حدوث ظاهرة الالبيدو , وبالتالي تؤثر على زيادة حرارة الأرض , وتناقص الأمطار .
لذا فان إزالة الغطاء النباتي بفعل الرعي الجائر يتسبب في تفكك التربة وبالتالي تعريتها وزيادة سرعة الرياح وانسياب الماء على سطح الأرض وتقل المياه الجوفية وتقل خصوبة التربة .
استنزاف المياه في الري :
إن الإفراط وسوء استغلال الموارد البيئية وخاصة الحيوية منها في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة هي من أهم أسباب التصحر .فكثرة الري باستمرار يؤدي إلى تملح التربة وتغدقها وبالتالي يتدهور إنتاجها وقد يصل الآمر إلى أن تصبح التربة ميته , وهو اخطر مراحل التصحر وبالتالي يصعب استصلاحها .
مكافحة التصحر :
تتم بعدة أمور من أهمها :
1 ـ تنظيم الرعي و إدارة الرعي والتخفيف من الرعي الجائر وتنمية المرعى عن طريق :
اـ المسيجات : وذلك لحماية المواقع المتدهورة والتخفيف من الرعي الجائر .
ب ـ نشر وتوزيع مياه الأمطار على أراضى المرعى بعمل العقوم الترابية الكنتورية
ج ـ زراعة أراضي المرعى : وذلك بزراعة الأراضي المتدهورة ببذور بعض النباتات الرعوية والتي تؤمن مناطق متشابهة بيئيا مع المناطق المراد زراعتها أو إنمائها .
2 ـ تنظيم عملية الرعي على جميع أراضي المرعى : وذلك بضبط حركة الحيوانات داخل المرعى زمانيا ومكانيا عن طريق :
1 ـ تقسيم أراضي المرعى إلى مناطق ذات دورات رعوية حيث يرعى في منطقة وتحمى منطقة أخرى .
2 ـ تنظيم حركة انطلاق الحيوانات إلى المرعى وذلك لتجنب الرعي المبكر الذي يقضي على النباتات قبل اكتمال نموها .
3 ـ محاولة إيقاف وتثبيت الكثبان الرملية وذلك بعدة طرق منها :
أ ـ الطرق الميكانيكية :
وذلك بإنشاء حواجز عمودية على اتجاه الرياح ومن هذه الطرق :
1 ـ الحواجز النباتية : فهناك العديد من النباتات التي لها القدرة على تثبيت الرمال .
فالتشجير هو الأفضل في عملية التثبيت , ولكن لابد من اختيار الأنواع النباتية المناسبة من حيث الطول والتفرع وقوة الجذور ومقاومة الضر وف البيئية القاسية .
2 ـ الحواجز الصلبة : وهذه باستخدام الحواجز الساترة من الجدران أو جذوع الأشجار القوية والمتشابكة مع بعضها البعض .
ب ـ الطرق الكيميائية :
مثل مشتقات النفط وتكون على شكل رذاذ يلتصق بالتربة السطحية ولكن لهذه الطريقة لها أخطار مثل تلوث التربة والمياه والتأثير على النباتات .
3 ـ صيانة الموارد المائية وحمايتها :
وذلك بحسن استغلال هذه الموارد وترشيد استخدامها واستخدام الطرق الحديثة في الري .
4 ـ تطوير القدرات البشرية : وذلك باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتدريب المختصين عليها , خاصة فيما يتعلق بمكافحة التصحر مثل نظام الاستشعار عن بعد والتصوير الجوي وتحديد تواجد المياه الجوفية في باطن الأرض .
5 ـ إيجاد جمعيات ومراكز بحوث متخصصة في مجال مكافحة التصحر وتمويل المشاريع والأبحاث ذات العلاقة .
6 ـ نشر الوعي البيئي بين المواطنين خاصة المزارعين و أصحاب المواشي والرعاة

أرجو أن يحقق هذا الموضوع بعض الفائدة في التعريف بمعني التصحر




 


رد مع اقتباس
قديم 04-26-2013   #59


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



ماهي الفلسفه؟

إن الإجابة على السؤال ما هي الفلسفة ؟ ليست إجابة سهلة، لأن طرح السؤال إشعار بالتفلسف ودخول في حبال الفلسفة. فكما يقول هيدغر Heidegger إن هدف السؤال "هو الولوج داخل الفلسفة والإقامة فيها والتصرف وفقها، أي التفلسف" ؛ فالسؤال يحتم علينا أن "نتحرك داخل الفلسفة، عوض أن ندور حولها"، لأن السؤال ما هي الفلسفة؟ من طبيعته أنه سؤال ماهوي، وسؤال إشكالي. أضف إلى ذلك أن الإجابة المباشرة على السؤال ما هي الفلسفة؟ تعترضها عدة صعوبات، بعضها يرجع إلى غير المتفلسفة، وبعضها يرجع إلى الفلاسفة أنفسهم:

فالأوائل تصدر عنهم آراء متضاربة، بعضهم يصف الفلسفة بأنها ثرثرة وكلام فارغ، وبعضهم يعتبرها تفكيرا في الغيبيات، وبعضهم يعتبرها آراء وهمية، إلى غير ذلك من النعوت القائمة على الأفكار القبلية، والمسبقة، التي لا تستند إلى علم بالموضوع..

أما الصعوبات التي يخلقها الفلاسفة فإنها صعوبات تكمن في عدم إجماعهم على تعريف محدد. فحينما يعرف الفيلسوف الفلسفة، إنما يعرف فلسفته الخاصة. وهذا ما يجعلنا أمام زخم هائل من التعاريف قد يصل عددها إلى عدد الفلاسفة أنفسهم، وذلك يرجع إلى عوامل أربعة رئيسة:

ا) غياب موضوع محدد: فالفلسفة لا تدرس موضوعا بعينه. فكل موضوع صالح لكي يجلب اهتمامات الفلاسفة مادام يتسم بطابع الإشكالية. لذا يقال إن الفلسفة تدرس كل شيء بما في ذلك نفسها.

ب) غياب منهج موحد: لكل فيلسوف منهجه الخاص، يعتقد أنه موصله إلى اليقين. وقد يتأثر الفيلسوف ببعض العلوم فيقتبس منها مناهجها (ديكارت مثلا). لكن، في غالب الأحيان الفلاسفة مناهجهم الخاصة (المنهج التوليدي عند سقراط مثلا).

ج) ارتباط الفلسفة بالعصر: إن الفيلسوف مرتبط بقضايا زمانه وعصره، هي التي تملي عليه المواضيع والإشكاليات، وسبل التفكير، وطبيعة المعارف التي سيستخدمها.. ولما كان عصر أفلاطون ليس هو عصر ديكارت، لابد أن نجد اختلافا بين الفيلسوفين سواء في تعريف الفلسفة أو تحديد أهدافها ..إلخ.

د) قناعات الفيلسوف الخاصة: يمكن أحيانا أن ينتمي الفلاسفة إلى نفس العصر (الطبيعيون مثلا) أو لعصور متقاربة، لكن هذا لا يمنع وجود الاختلاف بينهم. لأن لكل فيلسوف قناعاته الفردية تكون مسؤولة عن تميزه وتفرده، واتسام فلسفته بالجدة والأصالة.

إن الإشكالية التي تضعها الفلسفة من خلال تنوعها، تدفعنا إلى طرح السؤال التالي: ما قيمة الفلسفة؟ يجب أولا أن نعلم أن الفلسفة لا تهتم بالقضايا التي تدخل ضمن اهتمامات العلم، بل – كما يقول برتراند راسل B. Russel – "إن موضوعا ما يكف عن الانتماء إلى الفلسفة ويصبح موضوع علم قائم بذاته، بمجرد ما يكون تحقيق معرفة مضبوطة ومحددة عنه أمرا ممكنا." لكن، هل فسر العلم كل شيء ؟ هل وصلت المعرفة العلمية إلى أوجها؟

إن استقلال العلم عن الفلسفة مكنه من أن يحقق تطورا سريعا؛ لكن، ابتداء من القرن التاسع عشر ظهرت في العلم قضايا، وإشكاليات، وأزمات (كأزمة البداهة، وأزمة التجربة مثلا)، أضحى العلم إثرها في حاجة إلى الفلسفة قصد القيام بدراسة نقدية لمبادئه، ومناهجه واستباق نتائجه. وهذا ما أدى إلى ظهور نوع جديد من فلسفة العلوم يسمى "الإبستيمولوجيا".

قديما كانت المواضيع التقليدية تنحصر في دراسة الوجود (الأنطولوجيا)، ودراسة القيم (الأكسيولوجيا)، ودراسة المعرفة (الغنوسيولوجيا). وهذا لا يعني أن هذه المواضيع أصبحت متجاوزة، لأن العلم لم يقدم كل الحلول، ولأن العالم سيظل لغزا محيرا للإنسان.

قيمة الفلسفة تكمن - إذن - في كونها تستطيع أن تدرس قضايا يعجز العلم عن حلها، بل قد يحتاج إليها العلم لتفسير تحولاته وأزماته. كما أن القضايا الفلسفية قضايا أكثر عمومية كالقضايا المصيرية المرتبطة بالوجود الإنساني، كالموت والحرية ..إلخ. وتكمن قيمة الفلسفة كذلك، في كونها فكر إشكالي يرفض ويحارب الاستسلام للأفكار القبلية والاعتيادية؛ لأنها تخضع كل شيء للنقد، وتضع كل شيء موضع تساؤل. ومن ثمة يتبين أن قيمة الفلسفة لا يمكن حصرها في جانب معين، إنها تظهر بقدر ما تنجح في تحويل الموضوعات إلى قضايا إشكالية.

إذا كانت قيمة الفلسفة كذلك، فمن أين نبدأ التفلسف؟ يؤكد إدموند هوسرل E. Husserl أن التفلسف يبدأ بالرجوع إلى الذات قصد تحطيم المعارف المسلم بها والجاهزة، والتي يمكنها أن تكون عائقا إببستيمولوجيا في بلوغ الحقيقة. فعلى الفيلسوف أن ينشئ فلسفة خاصة، قائمة على حدوسه المطلقة، وعلى أسس حجاجية وبرهانية ومنهجية.

وعليه كذلك أن ينزع بفلسفته نحو الكونية. لكن عليه أن يتحلى دائما بالتواضع المعرفي، وأن يؤمن باستمرار بحاجته إلى طلب المزيد من المعرفة. من هذا المنطلق يكون الشك المنهجي – الذي أسسه ديكارت – أسوة لكل فيلسوف مبتدئ، وبهذه الطريقة وحدها تولد الفلسفة.

من خلال ما تقدم، يمكن أن نستشف، أن صعوبة تعريف الفلسفة لا تعني بالضرورة، أن الفلسفة فكر متعال عن الواقع، أو فكر يصعب إدراكه وتمثله. إنما يعني ذلك فقط أن للفلسفة بعض الخصوصيات التي تميزها عن غيرها،وهذه الخصوصيات يمكن اعتبارها في ذات الوقت آليات مشتركة بين سائر الفلاسفة. ويمكن تلخيص بعضها إجمالا في ما يلي:

النسقية: إن مفهوم النسق يفيد النظام والتأليف، ويشير إلى وجود منظومة من العناصر. ومن هذا المنطلق، نقول إن الفلسفة ليست فكرا مرتجلا، وليست شطحات فكرية لا يعرف مصدرها، وليست شذرات من الآراء من هنا وهنالك؛ وإنما هي تفكير منظم، وبنية من الأفكار والنظريات. فقد يتناول الفيلسوف موضوعات متعددة، كالوجود، والمعرفة، والقيم، لكن هذا لا يمنع من اتسام فلسفته بالنظام والتدرج، ولاحتكام إلى صرامة منطقية.

العقلانية والتأمل: إن الفلسفة فكر عقلاني تأملي باعتبارها فكرا بعيدا عن الارتجال، وخصوصا لأن العقل وحده يستطيع أن يبحث في القضايا ذات الطبيعة الفلسفية. كما أن الفلسفة تفكير عميق يبتعد عن العواطف الوجدانية حيث يقول هيدغر Heidegger: "فالعواطف، لا تنتمي إلى الفلسفة، والعواطف، كما يقال، هي شيء لا عقلي. والفلسفة، على العكس من ذلك، ليست شيئا عقليا فحسب، بل المدبر الحقيقي للعقل."

الشمولية: إن الفلسفة - على خلاف العلم – تترفع عن الجزئيات، حيث لا تهتم إلا بالقضايا الأكثر عمومية، وتتسم بالتناول الكلي للموضوعات..

التجريد: قد تكون الفلسفة وليدة واقع معين، لكنها تحتفظ لنفسها بالمقاربة التجريدية،لأنها ابتعاد عن الارتباط العضوي والمباشر بالمحسوس والجزئي، خصوصا وأنها تسعى إلى بناء معارف ذات طابع شمولي وعام.

النقد: إن الفلسفة فكر نقدي لأنها إعادة نظر متواصلة، خصوصا وأنها لا تؤمن بوجود معارف ثابتة ومطلقة. كما أنها تجاوز للاعتقادات الساذجة والبديهية. لذا تتسم بالشك القبلي في وجود معرفة نهائية.

التساؤل: إن الفلسفة فكر تساؤلي باعتبارها فكرا إشكاليا نقديا. فالتفكير الفلسفي يجعل من كل شيء موضوع تساؤل ومناقشة وسجال. لذا قال كارل ياسبرس Jaspers : "الأسئلة في الفلسفة أهم من الإجابات عليها، وكل جواب يصبح بدوره سؤالا جديدا".

إن الخاصية الأخيرة تدفعنا إلى أن نتساءل : ما هي طبيعة السؤال الفلسفي؟ وما هي خصوصياته؟

يحددها ألان جورانفيل A.Juraville في ما يلي:

(ا) إن السؤال الفلسفي سؤال قصدي، لأنه يروم بناء معرفة تتسم بالشمولية والإطلاقية.

(ب) إن السؤال الفلسفي سؤال يتضمن شكا قبليا في الجواب، على اعتبار أن ليست هناك معرفة جاهزة ونهائية.

(ج) إن السؤال الفلسفي يوجه بالخصوص إلى أولئك الذين يعتقدون امتلاك الحقيقة (سلوك سقراط مثلا)، ليظهر لهم دونية معرفتهم. فالفلسفة فكر يجند نفسه ضد الوثوقية (الدوغمائية).

(د) إن السؤال الفلسفي تساؤل، باعتباره سؤالا يتضمن في الواقع سلسلة متدرجة من الأسئلة: فكل سؤال يستدعي سؤالا آخر؛ وكل سؤال هو بداية لتساؤل جديد (كارل ياسبرس).

إن طبيعة السؤال تتحدد وترتبط بطبيعة الجواب ، وتفسر لماذا تتعدد الخطابات الفلسفية. إن السؤال الفلسفي – في العمق – ليس إلا إشعارا بحدوث الدهشة لدى المتسائل. وكما قال أرسطو : " إن الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف". فالإنسان هو أكثر الموجودات دهشة، لأن الدهشة تتطلب درجة عالية من العقل. إلا أن هناك اختلافا بين "الدهشة العلمية" و"الدهشة الفلسفية" ؛ فكما يرى شوبنهاور Schopenhauer : دهشة الفيلسوف هي دهشة أمام الأمور الاعتيادية والتي تكتسي حلة البداهة، وهي دهشة أمام الأشياء ذات الصبغة الأكثر عمومية، وجعلها موضوع التساؤل، وتحويلها إلى قضايا إشكالية. أما دهشة العالم، فهي دهشة أمام أمور جزئية نادرة ومنتقاة، وهي سعي لربطها بقضايا معروفة لديه سابقا، أو بتعبير أدق هي إرجاع المجهول إلى المعلوم.

وما دامت هناك أمور تؤلم الإنسان كالمرض والموت، والبؤس، والشقاء.. وما دام الوجود الإنساني ووجود العالم يشكلان لغزا محيرا فستستمر الدهشة الفلسفية وسيستمر التفلسف.

--------------------------------------------------

الفلـسفة والحيـاة



إن الفلسفة شأنها شأن أشكال الوعي البشري، فهي لصيقة بقضايا المجتمع وهموم العصر الذي أفرزها ؛ وقد قال ماركس Marx في هذا الصدد : "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم".

إن الفلسفة – إذن – ليست فكرا مستلبا أو متعاليا عن الواقع الاجتماعي وإنما هي خلاصة عصرها، وتاريخ الفلسفة حافل بالنماذج التي تؤكد ذلك: إن تفكير أفلاطون في "مدينة مثالية" (كتاب الجمهورية) لم يكن إلا محاولة منه لإصلاح المجتمع اليوناني الذي أفسده السفسطائيون. وما تفكير الفارابي في "مدينة فاضلة" إلا محاولة لإرجاع الدولة الإسلامية إلى أمجادها البائدة.

لكن الفلسفة تختلف عن السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا. لأنها ليست دراسة علمية موضوعية لقضايا مجتمع معين ؛ وليست مجرد تشخيص لبعض الأمراض الاجتماعية. إن الطابع العام والشمولي للفلسفة يأبى ذلك. إنها لا تدرس ما هو كائن إلا في إطار ما ينبغي أن يكون. إن طموح الفيلسوف إلى تحقيق الكونية يجعله يترفع عن أن يصبح مجرد مصلح اجتماعي، أو أن يكون على الأكثر عالما اجتماعيا فرضته ظرفية تاريخية. فما هو السبب – إذن – في اهتمام الفيلسوف بقضايا الحياة والمجتمع؟

يكمن جواب ذلك في عاملين متداخلين، أولهما أن الفلسفة بحث عن الحقيقة ؛ والأجوبة التي تقترحها، تبين أنها فحص مثابر وراء الإسهام المباشر في حل المشاكل الإنسانية مهما كانت فرص النجاح ضعيفة. وهنا يبزغ العامل الثاني، والذي يتجلى في الأهمية القصوى التي توليها الفلسفة للإنسان وتعتبره مركز اهتماماتها، حيث لا تهتم بالقضايا إلا بقدر ما ترتبط بالإنسان، لذا قال فيورباخ L. Feurbach إن كل فلسفة تؤسس خارج الإنسان وبمعزل عنه لا يمكن اعتبارها فلسفة..

انطلاقا مما تقدم نطرح السؤال التالي : هل الفلسفة إلزام أم إلتزام؟ يقول ديكارت : "لأن يحيى المرء بدون تفلسف هو حقا كمن يظل مغمضا عينيه لا يحاول أن يفتحهما: والتلذذ برؤية كل ما سيكشفه البصر لا يمكن أن يقارن بالرضى الذي ينال من معرفة الأشياء التي تنكشف لنا بالفلسفة". يتأكد إذن – من خلال هذا القول- أن الفلسفة ليست ترفا فكريا وإنما هي ضرورة. ولعل ضرورتها تتجلى في الانسياب الفكري الذي تطلبه؛ وفي رفضها كل حدود للعقل. إن الطابع الإشكالي والنقدي للفلسفة يحتمان عليها إعادة النظر في كل شيء، وفي كل قضايا الحياة، وبالتالي إخضاعها للمساءلة.

والفلسفة، كذلك، التزام لأنها اندماج وانصهار في كل ما من شأنه أن يساهم في سيرورة الحياة، وبالتالي الانطلاق بها إلى فضاء أرحب وأوسع. ومن هذا المنطلق نفهم لماذا تتجند الفلسفة ضد جميع ضروب العنف محاولة منها نشر ثقافة التسامح والانفتاح على الغير. لأن العنف يعتبر من المسارات الخسيسة التي بإمكانها أن تجهض حركية الحياة، وتقتضي على طموح الإنسان في بلوغ غايات نبيلة. فالفلسفة تحارب العنف لأنه ليس مجرد سلوك فردي ينحصر في أخذ ثأر أو إنزال عقوبة أو قصاص؛ ولكنها تحاربه لأن العنف – كما يقول إيف ميشو Y. Michaud – يوجد "عندما يحطم واحد أو عدد من الفاعلين شخصا آخر، مباشرة، أو بصفة غير مباشرة، دفعة واحدة أو بالتدريج، أو يمسهم في كيانهم الجسمي أو النفسي، في ممتلكاتهم، أو في انتماءاتهم الثقافية أو الرمزية المختلفة. ليس العنف فقط مسألة جروح أو قتل، إذ يمكن أن يكون التحطيم سيكولوجيا، بواسطة التعذيب أو النفي، أو الإيذاء في الممتلكات، أو يلحق لغة الجماعة، أو ثقافتها أو معتقداتها، أو يعني الحرمان من العمل ..إلخ".

بناء على هذا، نستطيع القول إن الفيلسوف ضد العنف لأنه، كما يعتقد إريك فايل E. Weil، سلوك لا عقلي يهدف إلى النيل من كرامة الإنسان وبالتالي النيل من إنسانيته. إن الفلسفة ضد العنف لأنه يقوم على كل الأفكار السلبية التي تحاربها كالتسلط، والظلم، والبؤس والشقاء والحرمان ..إلخ.

وعلى الفلسفة أن تتنبه للعنف لأن خطورته، اليوم، تكمن في أنه سلوك ممنهج يهدف إلى إخفاء أبعاده وخلفياته وبالتالي إخفاء أساليبه وآلياته، أو كما يقول إيف ميشو : "… إن ما يميز العنف المعاصر عن أشكال العنف التي عرفها التاريخ، هو التدخل المزدوج للتكنولوجيا والعقلنة في إنتاجه". ولعل ذلك ما يجعلنا نقول إن العنف أصبح اليوم سلوكا لا عقليا أنتجه العقل.




 


رد مع اقتباس
قديم 04-03-2014   #60


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي




[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


بحث حول: السمك للوقاية من فقدان الذاكرة





هذه دراسة حديثة تؤكد أن الأسماك بأنواعها تحوي مواد تقي من الخرف وأمراض أخرى مثل اضطرابات نظم القلب وبعض الالتهابات....









يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14]. فعالم البحار مليء بالأسرار، وقد سخر الله تعالى لنا ما يحويه هذا البحر من أسماك لتكون غذاءً ودواءً! فقد أظهرت دراسة أجريت في فنلندا ونشرت نتائجها مجلة Neurology الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، أن تناول سمك التونة وأنواع أخرى من الأسماك بانتظام يحدّ من مخاطر الخرف لدى الأشخاص المسنين.

وأجريت الدراسة على 3600 رجل وامرأة تبلغ أعمارهم 65 عاماً على الأقل، وأظهرت أن الذين يتناولون التونة أو أسماكاً أخرى غنية بالأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بندبات في أنسجة بالدماغ مسؤولة عن الخرف، وكذلك الجلطات الدماغية بنسبة 26 بالمئة مقارنة مع الأشخاص الذين لا يتناولون بانتظام هذا النوع من السمك.

وذكرت الدراسة أن تناول مثل هذا النوع من الأسماك الغنية بالزيوت مرة واحدة في الأسبوع فقط يؤدي إلى تراجع مخاطر الإصابة بجلطة دماغية أو ندبات في أنسجة الدماغ بنسبة 13 بالمئة. وفي بداية الدراسة تم إجراء فحوصات بالتصوير الإشعاعي لأدمغة المشاركين لرصد أي ندبات صغيرة لا تسبب أعراضا مرضية، لكن يمكن أن تؤدي إلى تراجع في القدرات الذهنية أو الخرف أو الإصابة بجلطات دماغية أكثر خطورة.
وبعد خمس سنوات تم إجراء نفس الفحوصات مجدداً، أجاب المشاركون في الدراسة على أسئلة في استمارات تتعلق بعاداتهم الغذائية، وما إذا كانوا يتناولون السمك في وجباتهم. وأوضح يريكي فيرتانين من جامعة كيوبيو في فنلندا أن تناول التونة أو أنواع أخرى من السمك الغني بالزيوت يترك آثاراً وقائية من فقدان الذاكرة أو الجلطات الدماغية، إلا أن هذه الآثار المفيدة لم تسجل لدى الأشخاص الذين يتناولون السمك المقلي بانتظام








تعتبر الأسماك من المخلوقات التي سخرها الله لتكون غذاء ودواء لنا، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن لتناول السمك فوائد طبية في علاج فقدان الذاكرة وبعض الأمراض الأخرى، وأمام هذه الفوائد نتذكر رحمة الله بنا أن سخَّر لنا هذا اللحم الطري وقال: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[فاطر: 12].


وأضاف فيرتانين أن الأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 الموجودة في الأسماك تلعب دوراً كبيراً في هذه الآثار الوقائية المفيدة ويتعين إجراء أبحاث إضافية لمعرفة كيفية تأثير الأسماك الغنية بالزيوت وأبعادها الأخرى. وكانت دراسات أخرى قد أظهرت في السابق أن أحماض أوميغا-3 لها خصائص أخرى مضادة للالتهابات، وأنها مرتبطة بخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وإلى جانب التونة يمكن الحصول على كميات من الأحماض الدهنية في سمك السلمون والسردين والأنشوجة والرنجة وفي أغذية أخرى مثل الجوز. كما أثبتت دراسات أخرى أهمية السمك في الوقاية من الجلطات الدماغية.

وأخيراً فإن هذه الفوائد التي أودعها الله في الأسماك تجعلنا نستشعر رحمة الله بنا، وأنه سخر لنا كل شيء لخدمتنا، وهنا يتجلى قول الحق جل وعلا: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].


[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]




 


رد مع اقتباس
إضافة رد

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-21-2024, 04:15 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون