عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 595,378

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2020   #21


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )



[frame="1 10"]
سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 1 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ
فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا
هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أما بعد
أخوتنا في الله
عندما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم
بدين وبتشريع كامل وبمنهج مستقيم
علّم رسوله صلى الله عليه وسلم طُرق ووسائل
تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره
حتى يسهل تنفيذ التشريعات التى أنزلها الله سبحانه وتعالى
لتنظيم سُبل حياة البشر في هذه الدنيا
فعندما كان تعظيم الله ورسوله في القلوب
عملت الجوارح بكل طاقاتها فبدورها عظّمت
شعائر الله من صلاة وزكاة وصيام وحج وسائر
الأعمال المفروضة
وأصبح اللسان حذر لا ينطق الا بما يقرب العبد الى ربه
من إجلال وتعظيم وحُب وخوف ورجاء
لله سبحانه وتعالى .....
فأصبح العبد لا يقوى على عدم تعظيم الله رب الناس
ولكن في هذا الزمان ولله المُشتكى
أصبح الدين لين في القلوب .... فلم يعد فيه
التعظيم والتقدير والأجلال لله سبحانه وتعالى
فظهر على ألسنة البعض
أمر خطير ومنكر وكبير هو:
سب الله عز وجل أو الدين
أو النبي محمد وأصحابه الكرام
وعدم تعظيم الله تعالى وتقديره حق قدره
وتعظيم وتبجيل شعائر الله سبحانه وتعالى وفهم
حدوده والسير على نهجها والاعتقاد الجازم الصحيح
بأهمية العبادات القلبية وأهمية أعمال القلوب
التى من المفترض يتم تحقيقها
والقيام بها وتربية الناس عليها
فتعظيم الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم
في القلب ، لابد وأن تظهر على الجوارح
التي تقوم بتنفيذ شعائر الله سبحانه وتعالى
وإن لم تترسخ مظاهر تعظيم الله ورسوله في القلب
تنطلق الجوارح بالاستخفاف بشعائر الله سبحانه وتعالى
والتسفيه والازدراء لدين الله تعالى وأهله
وبالذات في هذا الزمان الذي ظهر فيه
ما يخالف تعظيم الله تعالى من
الاستخفاف والاستهزاء بشعائر الله تعالى،
حتى أصبح التندر والأستخفاف بالمقدسات وسيلة
لأضحاك الناس بإلقاء ( النكت ) التي تستخف
بالمقدسات وبالدين وبالتالي
الأستخفاف بالله سبحانه وتعالى
كما يحدث في وسائل التواصل الأجتماعي
من تبادل ونشر صور للاضاحي
وهي تتحدث وتلقي ( النُكت ) عن يوم
العيد وماذا سيحدث فيه ....
كل ذلك لأضحاك الناس بالأستهزاء
بشعائر الدين....
فتعدى ذلك لأنتقاد التشريعات والسخرية منها
عندها أصبح سب الله عز وجل والسخرية من الدين
وسيلة يومية للتنفيس عن الأمراض النفسية
التي تحيط بهؤلاء الرعاع ......
وهذا الذي ظهر أخوتنا المؤمنون في هذا الزمان
فأصبح سب الدين وسب الله والاستهزاء
برسوله صلى الله عليه وسلم
والتندر على صحابته رضوان الله تعالى عليهم
أصبحت من الأمور الشائعة
المنتشرة بين المجتمعات المسلمة
وبالتحديد في معظم الدول العربية سوى في الشوارع
أو الحواري أو الأزقة ، بل حتى في المرابع الثقافية
من تجمعات لفئة تدعي أنها مثقفة
ومع ذلك نجدهم لايتورعون في الشتم والسب
للذات الألهية لأتفه الأسباب
فأصبح ذلك ثقافة سائدة لاينكرها أحد
ومنتشرة في البيوت .....
نعم حتى في البيوت وبين الأزواج
عند حدوث مشاكل ومشاجرات نجد
الزوج او الزوجة تلعن زوجها أو يلعن
زوجته بسب ربها وسب دينها ....
جهاراً نهاراً وأمام الأبناء ....
وفي الشارع نسمع التفوه بالألفاظ
القبيحة من شتم وسب الأمهات ودينهن...
فكأن الأمر لايعني أحد
ولا موجب للخوف من العقاب أو التأديب
فنسمع ونرى سب الأله وسب الدين منتشر
فهؤلاء الذين يدّعون الأسلام ، لايخافون اللوم
أو التقريع أو النقد او النصح أو حتى التأديب
من كل الناس وعلى رأسهم ولات أمورهم
فقد أخذتهم العِزة بالاثم
وأصبح تنقيصهم وتحقيرهم
للشعائر الدينية والأستهزاء بالذات العلية
وسبهم للدين ....أصبح جهاراً نهاراً
وأمام الناس ولا يبالي إن دخل في مسلك الكفّار
حيث أصبح هذا المتهتك لايهتم بما أصبح عليه حاله
ولايخاف من أحد لان الحاكم او ولي أمره لايهمه مايقول
بل الذي يهم هو عدم سبه
لولي الأمر.....لماذا ......؟
لان هذا المتهتك اللعّان الذي يملك الجرأة على الله
ورسوله وصحابة رسوله رضوان الله تعالى عليهم
لايملك الجرأة في أن يسب
ولي أمره أو أصحابه لانه يخاف
من عقابهم ومحاسبتهم له .......
نعم اخوتنا الكرام يخاف من بشر
مثله ولاخاف من خالق البشر
فالبشر مثله يخاف منهم أن يقاطعوه او يحتقروه أو يقطعوا
علاقتهم به فينزوي مذلولاَ مُحتقر
هنا هذا المتهتك أصبح يخاف ويُعظّم
البشر مثله ويخاف منهم
ولا يُعظم الله ورسوله .......!!!!!!
كل ذلك يحدث لاننا لم نُعرّف العامة
بالمقاصد الحقيقية للدين ولعبادة الله
بتعظيمه سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره
ففي هذه الخطبة بأذن الله ساحاول
على قدر استطاعتي
في أن اقف شارحاً ومبيناً خطورة هذا الأمر المنتشر
في مجتمعاتنا المسلمة وفي بيوتنا
وكأننا لانعلم أن الأمر فيه كفر وخروج عن المِلة
جهاراً نهاراً بلاء حياء ولا وجل
وهذا الأمر منتشر بكثرة بين أوساط الناس
في كل الدول العربية المسلمة فأصبح من الامور
العادية الغير مستهجنة ، فأصبحت
من ثقافة الشارع
والأسرة في البيوت ( الا مارحم ربي )
أنك تسمع من يسب الله أو يسب الدين
أو يسب رسوله أو يستهزي بحدود الله وتشريعاته
ولكن قبل أن نقف لنصح وإرشاد هؤلاء الفئة
الضالة التي أباحت لنفسها الكفر والعصيان
بنشر ثقافة السب والشتم والأستهزاء
لكل المقدسات الأسلامية والتشريعات
وعلى رأسها الكُفر البواح بسب رب الناس
والغريب إخوتنا الكرام
هؤلاء الكفرة الفجرة لايتورعون
عن سب الله أو الدين
أما أن تجد أحد منهم يسب أباه أو أمه
وجهاً لوجه ....فهذا نادر حتى وان حدث فهو نادر
أما سبّه لله وللدين فحدث ولا حرج .....
فقبل أن نقف تجاههم ونحارب سلوكهم الشائن
وجب أن ننصحهم اولاً ونرشدهم
ونبين لهم أن الدين الأسلامي ليس كلمة تُكتب
في ( الهوية الشخصية ) لبيان جنسية حاملها
بل هي صفة من آمن بالله وبرسوله
وأتبع منهج ونهج الرسالة الخالدة
من توحيد لله وتعظيم له
ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والعمل بمقتضى ذلك بتنفيذ التشريعات
والاوامر الربانية.......
فنعلمهم كيف يعظمون الله سبحانه وتعالى
ويقدروه حق قدره حتى يكونوا عباداً له
مخلصين مؤمنين به وبرسوله
لعلهم يرجعون عن غيهم في الأستهزاء
بالتشريعات والتندر بها وعليها وسب خالقها
لأنهم في حقيقة الأمر
لايرجون لله وقاراً ولا يعظمون الله
ولايعرفون أن التعدي على الله وعلى تشريعاته
وعلى رسوله وصحابة نبيه ملاذه الكفر
والخروج من المِلة ......
فكيف نُعظِم الله سبحانه وتعالى ....؟
حتى يكون إيماننا كاملاً
وتكون أعمال قلوبنا صافية
لا أدران ولا نقائص ولا ليونه تهشم
تعظيمنا لله سبحانه وتعالى
وتكون ألسنتنا تلهج بذكر الله ....لا بسبّه
وتكون قلوبنا مليئة بحب الله ورسوله .....
لا بكرهه والأستخفاف به
وتكون جوارحنا تُعظم شعائر الله وفرائضه ...
.وليس بأنتقاص
تشريعاته وفرائضه ومناهجه .....
فالايمان بالله اخوتنا الكرام
هو في حقيقته مبني على التعظيم والأجلال
له سبحانه وتعالى
ففي قوله تعالى:
( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91 ) مريم
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية انه قال:
: تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض
وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا
أي : يكاد يكون ذلك عند سماعهن هذه المقالة
من فجرة بني آدم ، إعظاما للرب وإجلالا;
لأنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده ،
وأنه لا إله إلا هو ، وأنه لا شريك له ،
ولا نظير له ولا ولد له ، ولا صاحبة له ،
ولا كفء له ، بل هو الأحد الصمد :
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد ...أ . هـ
قال الضحاك بن مزاحم في تفسير هذه الآية:
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ
أي (يتشققن ) من عظمة الله (عز وجل)
ويبين شيخ الإسلام أبن تيمية
أهمية تعظيم الله (سبحانه) وإجلاله فيقول:
(فمن اعتقد الوحدانية في
الألوهية لله (سبحانه وتعالى)،
والرسالة لعبده ورسوله،
ثم لم يُتبع هذا الاعتقاد موجبه من
الإجلال والإكرام، الذي هو حال في القلب
يظهر أثره على الجوارح،
بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء
بالقول أو بالفعل، كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه،
وكان ذلك موجباً لفساد ذلك الاعتقاد
ومزيلاً لما فيه من المنفعة والصلاح).
ومما قاله ابن القيّم عن منزلة التعظيم:
(هذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر
المعرفة يكون تعظيم الربّ (تعالى) في القلب،
وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمّاً وإجلالاً، ..أ . هـ
فمن هنا أخوتنا الأفاضل
نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قد ذمّ
من لم يُعظمّه حق عظمته
ولا عرفه حق معرفته، ولا وصفه حق صفته،
فقال (تعالى):
{مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} نوح 13
قال ابن عباس ومجاهد:
أي لا ترجون لله عظمة،
وقال سعيد بن جبير:
ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته،
وروح العبادة هو الإجلال والمحبة،
فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت.. )
وتعظيم الله وإجلاله لا يتحقق
إلا بإثبات الصفات لله (تعالى)،
كما يليق به (سبحانه)،
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل،
والذين ينكرون بعض صفاته (تعالى)،
ما قدروا الله (عز وجل)حق قدره،
ويقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي
في هذا المقام:
(إن الإنسان إذا سمع وصفاً
وصف به خالق السموات
والأرض نفسه، أو وصفه به رسوله، فليملأ صدره
من التعظيم، ويجزم بأن ذلك الوصف بالغ من
غايات الكمال والجلال والشرف والعلو
ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه
وبين صفات المخلوقين، فيكون القلب
منزهاً معظماً له (جلّ وعلا)،
غير متنجّس بأقذار التشبيه... )....أ . هـ
فكيف نتمثل ونكون عبيد لله سبحانه وتعالى
الذين عضموا الله سبحانه وتعالى وخافوه
وعملوا على عبادته وتبجيله ومحبته ورجائه
بما شرّعه الله لهم بتشريعات أنزلها
على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم...؟
اخوتنا الكرام
المُحبين لله وللرسول صلى الله عليه وسلم
ولصحابة رسوله رضوان الله تعالى عليهم
نفهم أن الأيمان بالله سبحانه وتعالى مبني على
التعظيم والأجلال له عز وجل
فلا يلتقي التعظيم لله وسبّه والأستهزاء بتشريعاته
فكل فعل ينافي الأخر ويخالفه
فإن وجد التعظيم لله تنتفي مخالفته سبحانه وتعالى
وأصبح العبد يُعظم خالقه ويسير على نهج
عبوديته لله سبحانه وتعالى التى شرّفه
الله بصفة العبودية له
وإن وجد الأستخفاف والأستهزاء
والسب لله ولرسوله ولتشريعاته
خرج هذا المتهتك من رِبقة الأسلام
وأرتد عن دين الله
ولم يعد عبدُ صالح يندرج
تحت صفة عباد الله المخلصين
بل أصبح عبدُ آبق لايستحق مقام العبودية
فيكفي قول الله سبحانه وتعالى
في بيان وحدانيته وعظمته وكذلك بيان
أن كل من في السموات والأرض
سيأتي لله خاضعاً عبداً
فقال في مُحكم تنزيله :
( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
(91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا
(92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93 ) سورة مريم
فكيف نتيقن من تعظيم الله وتبجيله
وتقديره حق قدره وتوقيره......؟
ونطبق المعنى الكامل للعبودية لله
حتى نصل لمرحلة أن نكون كما وصف الله
عباده بصفات عظيمة تدل على مكانتهم
ومقامهم الرفيع وقربهم منه سبحانه وتعالى
حين ذكر عباده بقوله:
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
(40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)..الحجر
فتعالوا اخوتنا الكرام
لنحاول فهم عبوديتنا لله سبحانه وتعالى
لُغة وإصطلاحاً ومعنى .....
حتى يتحقق تعظيم الله في قلوبنا فنخشاه
فنُقبل على تشريعاته بحُب وعلى رسوله بالتكريم
فتعريف العبودية لله سبحانه وتعالى هي:
العبودية في الغةً أخذت من التعبيد،
فعندما نقول عبدت الطريق؛ أي سهلته وذللته،
أما عبودية العباد لله تعالى فلها معنيان؛
الأول العبودية العامة
والمراد به المُسخَّر والمذلل،
وهو العبد، ويدخل في ذلك كل مخلوقات الله تعالى
في الكون من عاقل وثابت ومتحرك
ويابس ورطب
ومؤمن وكافر،
حيث إنّ الجميع هم مخلوقات الله،
المسخرة بتسخيره، والمدبرة بتدبيره،
ولكل منها حد يقف عنده
ومن أنواع العبودية
المحببة لقلوب المؤمنين وهي
العبودية الخاصة
. أما المعنى الخاص للعبودية فالمراد به
العبد الذي يعبد الله تعالى ويطيع أوامره،
وذلك خاص بالمؤمنين دون الكفار،
كون المؤمنين هم عباد الله الذين يوحدونه،
ويفردوه بربوبيته، وألوهيته، وصفاته،
وأسمائه، ولا يشركون به أحداً،
وذلك كما ورد في قوله تعالى:
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) الحجر
ولا تكون العبودية حقًا إلا حين تكون لله تعالى.
ويصل العبد إلى حقيقة هذه العبودية
من خلال استحضار ذكر الله في
كافة أحواله من قول أو فعل في شتى
مجالات الحياة، وعلى العبد أن يكثر من
الحمد والاستغفار والتوبة
اذاً هي عبودية خاصة بالمؤمنين،
وتظهر من خلال المحبة والانقياد والطاعة،
فيعظم مقام العبد ويتشرف بها،
وقد وردت في عدة آيات، في وصفهم
فقال تعالى:
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ
هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا
وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلَّا بِالْحَقِّ
وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
يَلْقَ أَثَامًا (68 )...الفرقان
ويتفاوت الناس في هذه العبودية تفاوتًا بيّنًا،
ومعيار ذلك شدة الانقياد لشرع لله وحبه
وتنفيذ أوامره، وأعظم الناس تحقيقًا لتلك العبودية
هم الرسل والأنبياء، وأعظمهم
محمد صلى الله عليه وسلم،
قال تعالى:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ
الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) ... الكهف
وكمال العبودية يكون بتمام الافتقار
إلى الله، وتمام الاستغناء عن الخلق.
أما حقيقة العبودية لله في التشريع
فتتلخص في معنيين :
الأول : طاعة الله
وتكون بتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى
والثاني : إجتناب نواهيه ،
ويكون ذلك تزامناّ بمخافته ومحبته
ورجائه:
إخوتنا الكرام
فحينما تتأصل صفة المخافة من الله
والمحبه والرجاء له
تكون قلوبنا قد إمتلئت بتعظيم الله ومحبته
ومحبة كل تشريعاته التى أنزلت على قلب المصطفي
صلى الله عليه وسلم فيزداد تعظيمنا لله
وحُبنا لرسوله
وللصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين
أرتضى الله أن يكونوا رُفقاء
وحواري نبيه صلى الله عليه وسلم
وحينما يزداد الحب يندثر السب والشتم
والأستهزاء للمُحِب ....
فكيف نُحقق مخافة الله في قلوبنا .....؟
حتى تنعكس على جوارحنا فنحضى برضى الله
وننعم برحمته ولا ننزلق لمهاوي الكُفر والرٍدّة
في سَبِّه عز وجل والاستهزاء بتشريعاته ...
فلنتوقف قليلاَ لنفهم معنى مخافة الله....
كما بيّنها الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
في سؤال عن معنى الخوف من الله.تعالى...فقال:
المؤمن يخاف الله من كل شيء لا يكون آمن،
فيقول سبحانه وتعالى:
( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ
إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف
ويقول
( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ
أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)...آل عمران
، ويقول
( دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ...) المائدة 44
ويقول عن عباده الصالحين: إ
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا
لَنَا خَاشِعِينَ (90) ..الأنبياء
ويقول سبحانه:
( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى
رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ
وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ) الإسراء 57
ويقول
( فَلاا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران175
فالواجب خوف الله مع فعل ما أوجب الله
وترك ما حرم الله، يكون خوف يحمل
على فعل الأسباب، يخاف الله خوفاً حقيقياً،
يحمله على أداء الواجب، وعلى ترك المحرم،
كما يرجوه أنه يدخله الجنة وينجيه
من النار إذا أدى حقه،
فهو يخاف الله فيعمل ما أوجب الله ويدع
ما حرم الله، وهو يرجو الله ويحسن
الظن بالله مع قيامه بحق الله
وتركه ما حرم الله، هو يرجو ويخاف لكن مع العمل،
مع أداء الواجبات وترك المحارم،
هذا هو الصادق الذي يخاف الله
ويرجوه هو الذي يخاف ويرجو مع العمل،
مع أداء الفرائض وترك المحارم
والوقوف عند حدود الله، يرجو ثوابه
ويخشى عقابه سبحانه وتعالى،
هكذا جاءت الرسل وهكذا جاء القرآن الكريم. ..أ.هـ
هذا هو أخوتنا الأفاضل
الخوف من الله
فهل شعر من يسب الله ورسوله وصحابة نبيه
بمثل الخوف والوجل في تطبيق هذا الخوف
في أداء الفرئض وترك المحارم والوقوف
عند حدود الله وعدم تجاوزها بالأستهتار
والأستهزاء فيختمها بالسب والشتم
لله سبحانه وتعالى بحجج باطلة وبأدعاء
العصبية وعدم الشعور بما يُتلفظ به
وسيتم بأذن الله تعالى بيان
أقوال العلماء الأفاضل على
من إستحل السب والشتم والأستهزاء
بالله وبتشريعاته وبدينه وبرسوله وبصحابة نبيه...
فالأمر خطير جداً ....ولا يحتمل المهادنة
ففيه الكُفر والخروج من المِلة ..... والله المستعان
نأتي أحبتنا في الله لمعني المحبة لله
كي نزرع معانيها في قلوبنا ونفهم مقتضياتها
في عقيدتنا كما أمرنا الله بها .....
ومعني محبته ومن هو المُحب الصادق
أن يحباللهبكل قلبه،محبةلا يعادلها شيء،
يكون الله أحب إليه من كل ما سواه
،محبة صادقة تقتضي, طاعته وترك معصيته
، وحب أوليائه ورسله،

وكراهة أعدائه وبغضهم فيالله
والمحبلله الصادق هو المتبع لشريعةالله،
قال الله جل وعلا:
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ، فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ.. (31) آل عمران
فالمحب الصادق، هو الذي يتبع شريعةالله

ويعظم أمرالله ونهيه، ويستقيم على دينه
إخلاصاً لله ومحبة له وتعظيماً له وطاعة لأوامره

وتركاً لنواهيه ووقوفاً عند حدوده،
هذا هوالمحب الصادق.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله في إيضاحه حول
معني المحبة والرجاء لله سبحانه وتعالى:
يجب على المؤمن دائمًا وهكذا المؤمنة
أن يسير إلى الله في أعماله وأقواله

بين الخوف والرجاء وحسن,الظن بالله
، لأنا لله جل وعلا أمر عباده بأن يحسنوا به الظن
وبأن يخافوه ويرجوه
فقال جل وعلا:
( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) الحجر
قال سبحانه:
( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ
ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر
،والمعنى حث الناس على الخوف والرجاء،
فلا يقنط ولا يأمن ولكن يرجوالله ويخافه
ويجتهد في العمل الصالح وترك ما حرم..أ,هـ
تعظيم الصحابة الكرام لله سبحانه وتعالى
وهذه أمثلة إخوتنا المؤمنون
على مقدار تعظيم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
لله سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره ....
وقد اقتفى الصحابة (رضي الله عنهم)
ومن تبعهم بإحسان هذا المسلك، فعظّموا الله حق تعظيمه، وعُمرت قلوبهم بإجلال الله (تعالى) وتوقيره:
فهذا ابن عباس (رضي الله عنهما)
يقول لبعض أصحاب المراء والجدل:
(أما علمتم أن لله عباداً أصمتهم خشية الله (تعالى)
من غير عيّ ولا بكم، وإنهم لَهُمُ العلماء
العصماء النبلاء الطلقاء، غير أنهم
إذا تذكروا عظمة الله (تعالى)
انكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم،
حتى إذا استفاقوا من ذلك، تسارعوا إلى الله
بالأعمال الزاكية، فأين أنتم منهم؟ )...أ.هـ
وهذا ماوقع لأمام دار الهجرة
مالك أبن أنس ( رحمه الله تعالى )
لما سأله أحدهم عن قوله (تعالى):
{الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} طه 5
كيف استوى؟.
فما كان موقف الإمام مالك إزاء هذا السؤال؟
يقول الرواي: (فما رأيته وجد (غضب)
من شيء كوجده من مقالته،
وعلاه الرحضاء (العرق)،
وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه،
ثم سُرّي عن مالك، فقال:
الكيف غير معلوم، والاستواء
غير مجهول، والإيمان به واجب،
والسؤال عنه بدعة، وإنى لأخاف
أن تكون ضالاًّ، ثم أُمر به فأُخرج).
هنا أخوتنا الكرام
نرى غضبة الامام مالك
غضبة مليئة بالتعظيم والأجلال لله سبحانه وتعالى
وإنكاره لمثل هذا السؤال .....
في كيفية إستواء الله تعالى ....
وأيضاً ماجرى للأمام أحمد بن حنبل
( رحمه الله تعالى ) لما مرّ مع أبنه ( عبد الله )
على قاص يقص حديث النزول فيقول:
إذا كان ليلة النصف من شعبان
ينزل الله (عزّ وجلّ) إلى سماء الدنيا
بلا زوال ولا انتقال ولا تغير حال،
يقول عبدالله: فارتعد أبي ،
واصفر لونه، ولزم يدي،
وأمسكته حتى سكن، ثم قال:
قف بنا على هذا المتخرص،
فلما حاذاه قال:
يا هذا رسول الله أغير على ربه (عزّ وجلّ)
منك، قل كما قال رسول الله)....
ومن تعظيم الله (تعالى):
تعظيم كلامه ( القرآن الكريم )
فيقول شيخ الإسلام :
اجتمعت كلمة أهل العلم على أن
ما في المصحف هو كلام الله،
فيجب احترامه وإجلاله،
لأن الإيمان مبني على إجلال الله وتعظيم كلامه
، والاستهانة بالمصحف تناقض هذا الإيمان.
لقد حكم الله تعالى بالكفر على من
استهزأ بشيء من آياته
أما مايحدث الأن في هذا الزمن
فقد أصبح التغيير والتأويل
والتحريف والأستهزاء بآيات الله
وتفضيل كُتب كلام البشر على كتاب الله
أصبح من الشائع المعروف بين طبقات
المنحرفين الذين يدّعون الثقافة والعلم
فنشروا تحريفهم وتكذيبهم وتلفيقهم
وتفسيراتهم الباطلة على العامة
فلم يعد كلام الله ذا قدسية تُجِل من قالها
بل أصبح أداة للأستهزاء والسخرية
من أوامر الله وتشريعاته وحتى ألفاظه
كما حدث ويحدث من قِبل الفنانين الذين
يشترون الفكاهة والضحك ويبيعونها
بأستعمال آيات الله مثار للسخرية
لأضحاك الناس في أحد المسرحيات....!!!!!!
في الوقت نفسه
أجمع أهل السُنة والجماعة
على كُفر من أستخف بالمصحف وأستهان به
سوى كان ذلك بالقول أو الفِعل
كما قال شيخ الإسلام رحمه الله:
إن الانقياد إجلال وإكرام،
والاستخفاف إهانة وإذلال،
وهذان ضدان، فمتى حصل في القلب
أحدهما انتفى الآخر،
فعلم أن الاستخفاف والاستهانة ...أ.هـ
وقرر الإمام النووي رحمه الله :
أن الاستخفاف بالمصحف يعتبر من
الأفعال الموجبة للكفر، والتي تصدر
عن تعمد واستهزاء صريح بالدين
إن الاستهانة بالقرآن ناقض من نواقض
الإيمان لجملة من الاعتبارات نذكر منها ما يلي:
أ- أن الاستهانة بالمصحف تناقض الإيمان
، فالإيمان مبني على إجلال الله تعالى
وتعظيم كلامه، والاستهانة استخفاف
واستهزاء، يقول الله تعالى
: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ [التوبة: 65, والاستهانة بالمصحف لا تجتمع مع
هذا الانقياد والخضوع،
فمن استهان بالمصحف، امتنع أن
يكون منقاداً لأمر الله تعالى.
وتعظيم كلام الله يأتي، بتحقيق النصيحة لكتابه
تلاوة وتدبراً وعملاً،
وقد حقق سلفنا الصالح الواجب
نحو كتاب الله (تعالى) من التعظيم والإجلال،
وهنا اخوتنا في الله
نكون قد عرفنا وتعلمنا أن
: إن تعظيم الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، أصل في تحقيق العبودية، فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال، فلا يصحُّ الإيمان، ولا يستقيم الدين، إلا إذا مُلئ القلب بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرءُ بالله علماً،
ازداد له تعظيماً وإجلالاً.
نعم إخوتنا الكرام فأين نحن في هذا الزمان
منهم في خشيتهم لله وتعظيمهم له وإستحيائهم منه
ولكن كل الذي برع فيه الكفره الفجرة ومُريديهم
من بني جلدتنا ، هو التطاول على الذات
الألهية وعلى التشريعات التي أتى بها
هادي الأمة وكاشف الغُمة صلى الله عليه وسلم
على مرأى ومسمع الكل
دون أعتراض أو غضبة لله
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون
خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً
للصراط وسِراجاً مُنيراً
والذي كان خير من عظّم الله وقدّره حق قدره
حتى حقق العبودية الكاملة لله
والذي قال :
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الفاحشِ البذيءِ"
ففتنة الشتم والسباب ليس من شيم المؤمنين
ولا من عاداتهم ولا أطباعهم، فالمؤمن

لا يلّعن ولا يسبّ ولا يشتمّ، وهذا
ما أخبر به

رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قولهِ:
والذي نهى أيضًا عن سباب المسلم،
قال عليه الصَّلاة والسَّلام:
سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ...
فلا يجوز للمسلم أنْ يسبّ أحدًا من المسلمين،
ولا يجوز له أن يعوِّد لسانه على الشتائم،

فهذا لا يتوافق مع أخلاق المسلم الطَّيِّبة
فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال،
وهو الذي علّمنا أن الأيمان لايصح
ولايستقيم الدين الا اذا مُليء القلب بتعظيم
رب الناس.....
عندها تصبح الجوارح لاعمل لها الا طاعة
مولاها والعمل على إرضاءه بتنفيذ أوامره
وإجتناب نواهيه
فلا ينطق اللسان الا حق ولا يُذكر اسم الله
الا وينقبض القلب خشية ورهبة ووجل منه عز وجل
ونأتي إخوتنا الأفاضل
للوقوف أمام من تجرأ على الذات الألهية
وعلى كلام الله بالسب والشتم والأستهزاء
جهاراً نهاراً وأمام الكل
ونقول له إعلم أن تجرأك على الله
وعلى الدين وعلى القرآن الكريم
وعلى التشريعات والأوامر الألهية
بالسب والشتم والأستهزاء
يؤدي بك الى الكُفر والخروج من المِلة
فسب الله عز وجل كُفر...
قال ابن القيم:
( وروح العبادة هو الإجلال والمحبة
فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت
فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب
المعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم ).
والسب كما عرفه ابن تيمية:
هو الكلام الذي يقصد به الإنتقاص والإستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف إعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عز وجل يعد
أقبح وأشنع أنواع المكفرات القولية
وإذا كان الإستهزاء بالله كفراً
سواء إستحله أم لم يستحله
فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية:
( إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهراً
وباطناً سواء كان الساب يعتقد
أن ذلك محرم أو كان مستحيلاً
أو كان ذاهلاً عن إعتقاده ).
وقال ابن راهويه:
( قد أجمع المسلمون أن من سب الله
أو سب رسول الله أنه.. كافر بذلك
وإن كان مقراً بما أنزل الله ).
قال تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ
وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) الأحزاب
هنا فرّق الله عز وجل في الآية بين
أذى الله ورسوله وبين أذى المؤمنين
و المؤمنات فجعل على هذ
ا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً
لأن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر
الإثم وفيه الجلد وليس فوق ذلك...
أما أذى الله ورسوله ففيه إلا الكفر والقتل.
وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة
وأعد له العذاب المهين ومعلوم

قال القاضي عياض:
( لا خلاف أن ساب الله تعالى
من المسلمين كافر حلال الدم ).
وقال أحمد في رواية عبد الله
في رجل قال لرجل:
( يا ابن كذا و كذا –أعني أنت ومن خلقك:
هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه ).
وقال ابن قدامة:
( من سب الله تعالى كفر،
سواء كان مازحاً أو جاداً ).
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟
( أستغفر الله رب العالمين )
هل من سب الدين يعتبر كافراً
أو مرتداً وما هي العقوبة المقررة عليه
في الدين الإسلامي الحنيف؟
حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين
وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض
الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب رحمه الله:
سب الدين من أعظم الكبائر
ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عز وجل
، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام،
ومن أسباب الردة عن الإسلام،
فإذا كان من سب الرب سبحانه وتعالى
أو سب الدين ينتسب إلى الإسلام
فإنه يكون بذلك مرتداً عن الإسلام
ويكون كافراً يستتاب،
فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد
بواسطة المحكمة الشرعية،
وقال بعض أهل العلم:
إنه لا يستتاب بل يقتل،
أو سب الرب عز وجل من نواقض الإسلام،
وهكذا الإستهزاء بالله أو برسوله أو بالجنة
أو بالنار أو بأوامر الله كالصلاة
والزكاة، فالإستهزاء بشيء
من هذه الأمور من نواقض الإسلام،
قال الله سبحانه وتعالى:
قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ
(65) لاَ تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم
[التوبة:66،65]
نسأل الله العافية...أ.هـ

وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين
السؤال التالي:
ما الحكم في رجل سب الدين
في حالة غضب هل عليه كفارة
وما شرط التوبة من هذا العمل
حيث أني سمعت من أهل العلم
يقولون بأن زوجتك حرمت عليك؟
فأجاب فضيلته:
الحكم فيمن سب الدين الإسلامي يكفر،
فإن سب الدين والإستهزاء به ردة عن
الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه،
وقد حكى الله عن قوم إستهزؤوا
بدين الإسلام، حكى الله عنهم
أنهم كانوا يقولون:
إنما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عز وجل
أن خوضهم هذا ولعبهم إستهزاء بالله وآياته
ورسوله وأنهم كفروا به
فقال تعالى:
وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلعَبُ قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ (65)
لاَ تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم [التوبة:66،65]
فالإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله
أو سب الله ورسوله، أو الإستهزاء
بهما، كفر مخرج من الملة. أهـ
سئل الشيخ محمد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبون الله عز وجل؟
فقال رحمه الله :
لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عز وجل
لقوله تعالى:
( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا
سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ
إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) النساء
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
كثير من الناس ـ وليس كلهم يسب الدين علنًا،
وهو في هذا يزعم أنه لا يقصد سب الدين
على الأخص،
بل سب الشخص الذي أمامه، فما الحكم؟
ج ـ سب الدين ردة عن الإسلام،
قال تعالى:
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
أما سب الشخص المسلم:
فهو حرام, وليس ردة؛ لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ
مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا
مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ
بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات
وأجاب الشيخ العثيمين في
فتاوى نور على الدرب:
نعم, سب الدين كفر, ولعن الدين كفرٌ أيضًا؛
لأن سب الشيء ولعنه يدل على
بغضه وكراهته،
وقدقال الله تعالى:
(8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) محمد
ولايكون إحباط العمل الا الكفر والردة
لقوله تعالى:
( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ
أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ
أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة
فالمهم أن هذا الذي يسب الدين
لا شك في كفره، وكونه يدعي أنه مستهزئ
, وأنه يخوض ويلعب وأنه ما قصد,
هذا لا ينفي كفره،
كما قال الله تعالى
عن المنافقين:
(64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
ثم نقول له:
إذا كنت صادقًا في أنك تمزح, أو أنت هازل لست بجاد, فارجع الآن, وتب إلى الله،
فإذا تبت قبلنا توبتك، تب إلى الله,
وقل: أستغفر الله مما جرى،
وارجع إلى ربك، وإذا تبت
- ولو من الردة - فإنك مقبول التوبة...أهـ
وأما تبديل لفظ الدين بلفظ الديك:
فقد جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية
: يجرى على ألسنة بعض الفساق
عبارة سب الدين، وذلك رِدة وكفر لها حكمها،
وأحيانا يقول الشخص:
يلعن ديك أمك ـ وحكمه أنه إذا كانت
نيته سب الدين, ولكن يتستر
بلفظ الديك حتى لا يؤاخذه أحد عليه,
فهو مرتد عند الله سبحانه؛
لأن الإنسان يحاسب عند ربه بحسب نيته،
أما بالنسبة لنا فلا نحكم عليه بالردة
؛ لأننا مأمورون بالحكم بالظاهر،
والله يتولى السرائر،
وأحذر هؤلاء من هذه العبارة
التي لو تعودوها, فقد يصرحون بسب الدين,
وهنا يكون الكفر،
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن سب الديك،
فقال: لا تسبوا الديك, فإنه
يوقظ للصلاة
وفي لفظ:
فإنه يدعو إلى الصلاة
رواه أحمد, وأبو داود, وابن ماجه بإسناد جيد.
وأما كلمة: دين أمك ـ دون السب،
فهي كلمة لا معنى لها، والله أعلم.
أما من إستهان بالمصحف
فقد أجمع العلماء على كفر من أستهان به
وخروجه من المِلة ، وقد نقل هذا الاجماع
جماعة من أهل العلم وهو كالتالي:
ذكر ابن حزم أن العلماء اتفقوا على:
أن كل ما في القرآن حق، وأن من
زاد فيه حرفاً من غير القراءات المروية
المحفوظة المنقولة نقل الكافة، أو نقص حرفاً،
أو بدل منه حرفاً مكان حرف، وقد قامت
عليه الحجة أنه من القرآن فتمادى متعمداً
لكل ذلك عالماً بأنه بخلاف ما فعل فإنه كافر
ويقول أيضاً: إن الأمة مجمعة كلها بلا خلاف
من أحدٍ منهم وهو أنَّ كلَّ من بدّل آيةً من القرآن
عامداً وهو يدري أنها في المصحف بخلاف ذلك،
أو أسقط كلمة عامداً كذلك، أو زاد فيها كلمة
عامداً فإنه كافر بإجماع الأمة كلها.
ويقول القاضي عياض:
اعلم أن من استخف بالقرآن،
أو المصحف، أو بشيءٍ منه، أو سبّهما، أو جحده،
أو حرفاً منه، أو آيةً، أو كذّب به، أو بشيءٍ منه،
أو كذّب بشيءٍ مما صرّح به فيه من حكم أو خبر
، أو أثبت ما نفاه فهو كافر عند أهل العلم بإجماعٍ،
قال تعالى:
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فُصلت



أخوتنا في الله
فهل بعد هذا الكلام كلام آخر
يعطي حُجة للكفرة الفجرة الذين
استباحوا لأنفسهم السب والشتم والأستهزاء
بالله وبدينه وبكلامه وبرسوله ....؟
وهل هناك من يتجرأ ويقول هم في حالة غضب
ولابأس عليهم وغير مسؤلين عن نطق السنتهم ..؟
نقول لمثل هؤلاء لو كانوا في حالة غضب
فلماذا لايشتمون أمهاتهم وأبائهم
وحتى أمراءهم وسلاطينهم وولاة امرهم ....؟
وأقول والله المستعان
هل تعلمون أخوتنا الأفاضل
أن هناك مُدن في المغرب العربي
منتشر فيها سب الله والرسول
جهاراً نهاراً في كل مكان سوى في ملاعب
كرة القدم او المقاهي أو الحانات أو حتى البيوت
ولا أحد يخشى سطوة الناصحين لهم
أو حتى حكامهم .....!!!!!
وأن الكثير من الناس يعلم ذلك
ويعده بأنه عادة سيئة فقط ، وأن الغضب
هو السبب ، وأنه لاموجب لتكفير
الذي يسب الله والرسول والدين
نقول لمثل هؤلاء الناس
اليس الله هو من يقول
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
(65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ
كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم ) التوبة 66
نعم يقول ذلك وانتهى الأمر ....والله المستعان
أخوتنا في الله
في الجمعة القادمة إن كان في العمر بقية
سنواصل بيان مخاطر التعدي
على الرسول صلى الله عليه وسلم
بالسب والشتم والأستهزاء
وكذلك سب الصحابة
ورأي العلماء أهل السُنة والجماعة
في هذه الظاهرة السيئة التي
أٌبتليت بها الأمة الأسلامية ومجتمعاتها
فالموضوع ليس ببسيط
بل يحتاج لوقفة جادة تتطلب إيصال
ماغاب عن أذهان العامة من أن
التعدي على الله وعلى الدين
ليس بالأمر الهين البسيط .....
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للخطبة

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=30444




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 07-12-2020 الساعة 10:22 PM

الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (01-11-2022)
قديم 07-18-2020   #22


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )



[frame="1 10"]
سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في
حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرً
ا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ
فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي
، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أما بعد
أخوتنا في الله
ونأتي إخوتنا الأفاضل
في هذه الجمعة ونستكمل
ماتبقى من موضوع عدم تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتم التطاول على الذات الألهية
بالسب والشتم والأستهزاء بآيات الله
وبالتشريعات والفرائض
حتى وصلوا بقبح لسانهم للكُفر والخروج
من رِبقة الأسلام من حصائد السنتهم
فأعتادوا التنقيص والسب والأستهزاء
على الذات العليّة وألحقوها بسبهم
وشتمهم وتقليل قيمة
رسوله صلى الله عليه وسلم
حتى وصل المجتمع الأسلامي
بهذه الثقافة الدخيلة
عليه من سب وشتم وإستهتار بكل القيم
وكل المقدسات الأسلامية
وعلى رأسها الذات الألهية ومن ثم
الرسول صلى الله عليه وسلم بالأستهزاء
به وبالتشريعات التي آتى بها
وتحت حماية القانون وحماية
المجالس النيابية
والحكومات ....
وهذه ستكون مفاجأة هذه الجمعة والتي
سأذكرها في ختام هذه الخطبة حتى نعرف
أن هذا المنهج المذموم لم
يعد كما يقولون
سلوك شخصي وحرية فردية
بل تعدى ذلك
والله المستعان ......
وكل ذلك يحدث ،كما قُلت في
الجمعة الماضية
من أن عدم تعظيم الله وتقديره حق قدره
ومعرفته حق المعرفة فيتجلي
الخوف والرهبة منه
والطمع في رضاه ومغفرته
ولكن في غياب التعظيم لله ، تعظيم تقديس
وعبادة وخوف ووجل وطمع
أصبح الدين لين في القلوب ولم تتمكن منه
الجوارح ، فأصبح القلب خالٍ من حُب
الله ورسوله وصحابة رسوله
وأصبح الأستهتار بالتشريعات المُلزمة التنفيذ
للكفرة الفجرة اللاهين ، وسيلة من وسائل
التندر والأضحاك وأصبحت موائد السمر
في كثير من بلاد الأسلام ، مليئة بكل مايُغضب
الله سبحانه وتعالى .....
ونأتي الآن لمحاولة إفهام هؤلاء اللاهين
المستهزئين بالتشريعات وبرسول الله
بأن يتعلموا كيف يعظموا ويحبوا وينصروا
ويقدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيم محبة وتشريف وليس تعظيم تقديس
ويعطوه حق قدره الذي كان عليه مع صحابته
الذين تفانوا في إظهار محبتهم له قولاً وعملاً
فتسابقوا لأظهار هذا الحُب
وهذا التشريف والتعظيم
له صلى الله عليه وسلم فأرتفع
إيمانهم حتى وصل الى عِنان السماء
فعملت جوارحهم بمقتضى ذلك ،
فكان إيمانهم وجهادهم
وحُبهم لكل مايُحبه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو واجب التنفيذ فكانوا عاملين بسُنته وهديه
فكان يكفيهم قول الله تعالى
آمراً لهم بأتباع هدي وسُنة وطريق رسوله
صلى الله عليه وسلم وإتباع سُنة
صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وقرن محبته بمحبة
رسوله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ي
ُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)..آل عمران
وفي تفسير لأبن كثير
لهذه الآية الكريمة
قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة
على كل من ادعى محبة الله ،
وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه
كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت
في الصحيح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد
ولهذا قال :
( قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله ) أي :
يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ،
وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول
، كما قال بعض الحكماء العلماء :
ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ،
وقال الحسن البصري وغيره من السلف :
زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله
بهذه الآية ، فقال :
( قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله ) .
ثم قال :
( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي :
باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم
يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته .
وفي شرح الآية الثانية
(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
قال:
ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام
: قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا
أي : خالفوا عن أمره (
فإن الله لا يحب الكافرين
) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ،
والله لا يحب من اتصف بذلك ،
وإن ادعى وزعم في نفسه
أنه يحب لله ويتقرب إليه
، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس
الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ،
بل أولو العزم منهم - في زمانه
لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته
، واتباع شريعته ،...أ.هـ



إخوتنا الأفاضل
فلندخل الآن لبيان وشرح والتعريف
في كيف نُحب ونُعظِم ونُبجل ونُقدِر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيماً يختلف عن تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتعظيم الله فيه القدسية
وتحقيق العبوديه له سبحانه وتعالى
أما تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
ففيه الحُب والنُصرة والطاعة
فنتوقف قليلاَ لنفهم كيف نُحب الرسول
حتى يُصبح أحب ألينا من أهالينا وأنفسنا
فتمتليئء قلوبنا بحبه فتنعكس بنصرته
وإجلاله وتقديره ....
تعظيم الرسول صلّى الله عليه وسلّم،
وتعظيم ما ورد عنه من السنّة النبويّة،
حيث أكّد كثيرٌ من العلماء على ذلك المعنى،
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال:
إنّ الله تعالى أمر بتعزير النبيّ وتوقيره،
كما في قوله تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)..الفتح
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله
لهذه الآية قال:
( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه )
، قال ابن عباس وغير واحد :
( تعظموه ،وتوقروه )
وتوقروه ) من التوقير وهو الاحترام
والإجلال والإعظام ، ( وتسبحوه
أي :( يسبحون الله ، ( بكرة وأصيلا
أي : ( أول النهار وآخره( ......أ.هـ
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله
وقال الأمام الشافعي (رحمه الله تعالى):
(يكره للرجل أن يقول:
قال رسول الله، ولكن يقول:
رسول الله؛ تعظيماً لرسول الله).[25]



منهج أهل السنة في تعظيم
النبي صلى الله عليه وسلم
أما منهج وطريقة تكريم
ونُصرته صلى الله عليه وسلم
المُتبعة لدى أهل السُنة والجماعة
على إعتبارهم هم الفئة أو الفرقة الناجية
فقد كان لهذة الفِرقة قدم صدق في العناية
بجميع خصائصه ، وإبراز فضائله والأشادة
بمحاسنة وإتباع نهجه وسُنته والتشريعات
التي أتى بها ، فلم يخل كتاب من كُتب
السنة كالصحاح والسنن وغيرها
لم يخل من ذكر مآثره، كما أُفردت كتب مستقلة
للحديث عنه وعن سيرته فحقٌ على من عرف قدر الله وأراد تعظيمه أن يعظم ما عظمه تعالى
قياماً بحقه من التوحيد والعبادة،
وقياماً بحق كتابه وحق
رسوله صلى الله عليه وسلم.
وغير خاف على مسلم صادق في إسلامه
تلك المنزلة الرفيعة التي حباها ربنا تعالى
لصفوة خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فإلى شيء من جوانب تلك العظمة،
وهدي السابقين والتابعين لهم بإحسان في
تعظيمه صلى الله عليه وسلم.
ذلك الحديث الذي تنشرح له
صدور المؤمنين الصادقين،
وتتطلع إليه نفوسهم، ويتمنون
أن لو اكتحلت أعينهم برؤية
حبيبهم صلى الله عليه وسلم،
وتشنفت آذانهم بسماع صوته
فسبحان الله هنا
لبيان أن هناك حق مُشترك
بين الله سبحانه وتعالى
وبين رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول أبن تيمية :
ذكر الله سبحانه وتعالى
أن هناك حقاً مشتركاً بينه وبين
رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الأيمان
أما حق الله الخاص به وحده
فهو التسبيح له
وحقاً خاصاً بنبيه صلى الله عليه وسلم
وهو التعزير والتوقير.
وحاصل ما قيل في معناهما أن:
"التعزير اسم جامع لنصره وتأييده
ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير:
اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة
من الإجلال والإكرام،
وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم بما يصونه عن
كل ما يخرجه عن حد الوقار"
(الصارم المسلول، لابن تيمية) ...أ . هـ
أما معنى لفظة التعظيم عند إطلاقها
في اللغة فإن معناها ( التبجيل )
فمثلاً يُقال لفلان عظمة عند الناس
(أي حُرمة يعظم لها ) ....
.لسان العرب لأبن منظور
ولفظ التعظيم وإن لم يرد في
النصوص الشرعية،
إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع
بلفظ يؤدي المعنى المراد من التعزير والتوقير
والرجل يعظم لما يتمتع به من الصفات العلية،
ولما يحصل من الخير بسببه،
أما المحبة فلا تحصل إلا بوصول خير من
المحبوب إلى من يحبه
لقد حبا الله تبارك وتعالى
نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
من الخصائص القوية والصفات العلية
والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم
أن يجله ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
. وقد اختار الله عز وجل لنبيه
صلى الله عليه وسلم اسم (محمد)
المشتمل على الحمد والثناء؛
فهو صلى الله عليه وسلم
محمود عند الله تعالى
ومحمود عند ملائكته،
ومحمود عند إخوانه
المرسلين عليهم الصلاة والسلام
ومحمود عند أهل الأرض كلهم،
وإن كفر به بعضهم؛ لأن صفاته محمودة
عند كل ذي عقل وإن كابر وجحد؛ فصدق
عليه وصفه نفسه حين قال:
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة،
ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض،
وأول شافع، بيدي لواء الحمد،
تحته آدم فمن دونه....
(أخرجه ابن حبان



. بواعث تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم: يدعو المسلم
إلى ذلك أمور عدة، منها:
تعظيم العظيم سبحانه وتعالى،
لأنه عظم نبيه صلى الله عليه وسلم؛
حيث أقسم بحياته في قوله:
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر
كما أثنى عليه فقال:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم
، وقال:(3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح
، فلا يُذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما
يُذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه
وأن من شرط إيمان العبد أن
يعظم النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا هو الغرض من بعثته
صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
(8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)الفتح
قال ابن القيم:
وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً
لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله
وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له،
ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له؛
فهي محبة لله من موجبات محبة الله،
وكذلك محبة أهل العلم والإيمان
ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع
لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"
(جلاء الأفهام، ص:
بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن قيام المدحة والثناء عليه والتعظيم
والتوقير له قيام الدين كله،
وسقوط ذلك سقوط الدين كله..أ.هـ
مع الصحابة في تعظيمهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
وتوقيرهم له في حياته
نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
شرف لقاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان لهم النصيب الأوفى من توقيره
وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم، ولم،
ولن يدركهم من بعدهم، ثم شاركوا الأمة
في تعظيمه بعد موته صلى الله عليه وسلم
وأجمل من وصف شأنهم
في ذلك عروة ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه
حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم
في صلح الحديبية،
فلما رجع إلى قريش قال:
أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكاً قط يُعظِّمه أصحابه
ما يُعظِّم أصحاب محمد محمداً،
والله إن تنخمَّ نخامةً
إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلك بها وجهه وجلده،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون
على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده،
وما يحدُّون النظر إليه
تعظيماً له" (رواه البخاري )
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
من فرط تعظيمهم وإجلالهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يتحدث إليهم
جاء هذا الوصف العجيب الذي رواه
أبي سعيد الخدري في قوله:
وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير"
(رواه البخاري)
وفي وصف الأجلال والرهبة والحُب
الذي يتملكه الصحابي الجليل
عمرو بن العاص رضي الله عنه
عند ملاقاته
للنبي صلى الله عليه وسلم أو التحدث إليه
فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
وما كان أحد أحب إلي
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالاً له،
ولو سئلت أن أصفه ما أطقت
لأني لم أكن أملأ عيني منه"
(أخرجه مسلم، كتاب الإيمان )
وتتجلى محبته صلى الله عليه وسلم
وتعظيم شأنه وتفضيله
حتى على أقرب الناس رحماً
مثل ماحدث لأم المؤمنين
أم حبيبة رضي الله عنها
لما زارها أبوها أبو سفيان في المدينة،
ساعياً لأنقاض صُلح الحديبية
فلما دخل عليها بيتها، ذهب ليجلس على
فراش رسول الله؛ فطوته، فقال:
يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن
هذا الفراش أو رغبت به عني؟ فقالت:
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنت مشرك نجس،
فلم أحب أن تجلس على فراشه
ولما نزل قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} [الحجرات:2]،
قال ابن الزبير: فما كان عمر يُسمِع
النبي صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الآية حتى يستفهمه"،
وكان ثابت بن قيس جهوري الصوت
يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس في بيته منكساً رأسه
يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك،
حتى بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة



نأتي أخوتنا الأفاضل
لأسباب نزول الآيات الكريمة
والتي حكمت بكفر كل من يستهزيء
بالله أو برسوله أو بكتابه أو بالصحابة
أو بالدين عامة .....
كيف وصفهم الله الكفر بعد الأيمان
وهذا حُكم الله تعالى في أمثال
هؤلاء اللاهين المستهزئين الكفرة
الذين أباحوا لأنفسهم بالتعدي على المقدسات
والتشريعات والدين عامة والله ثم الرسول
خاصة وصحابته الأبرار...
فلننظر ونتمعن في هذه الحادثة
التي بسببها أنزل الله على قلب نبيه
صلى الله عليه وسلم
آيات تُتلى الى يوم القيامة
مفادها أن المستهزيء بالله
وبرسوله وبصحابة رسوله
وبالدين ومايحمله من تشريعات
حكمه هو الكُفر والخروج من المِلة
وهذه الحادثة أوردها شيخ الأسلام أبن تيمية
في كتابه ( الصارم المسلول في شتم الرسول )
وهذه الحادثة أن نفراً من الناس
قاموا بالتندر على صحابة رسول الله
فقالوا مارأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب
بطوناً وأكذب إلسناً وأجبن عن اللقاء
فأنزل الله تعالى قوله:
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
فقال شيخ الأسلام رحمه الله:
قوله تعالى
( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )
أولاً: الأدلة الواردة من كلام الله جل في علاه
، وسنقسم الأدلة إلى صريح ومستنبط
: فمن الأدلة الصريحة:
قول الله تعالى: {
( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ
سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ
اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ
مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) التوبة
ثم قال بعد ذلك:
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
، وهذا صريح؛ لأن الله جل وعلا
أخبر أنهم كفروا بعدما آمنوا،
وأقر أنهم على إيمان، فكفروا وخرجوا
من الملة بذلك،...
ولذلك قالوا:
يا رسول الله! والله ما كنا إلا نلهو )
، يعني
: أنهم ما قصدوا الاستهزاء،
ولا قصدوا السب والأذى،
فقال شيخ الإسلام
: فهذه الآية تدل دلالة واضحة على
أن الذي يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
سواء هازلاً أو جاداً أو قاصداً
فإنه يكفر بذلك،
ولذلك هم قالوا
: ما قصدنا الاستهزاء؛
فقال الله تعالى:
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66) التوبة
] وهذا الكفر الذي وقعوا فيه هو حكمهم،
وذلك أنهم ارتدوا عن دين الله جل في علاه،
والحد في ذلك هو القتل،
وأغلظ ما وقعوا فيه من الردة
هو سب الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم
كما في الصحيحين:
من بدل دينه فاقتلوه......
ومن سب رسول الله فقد بدل دينه
لقول الله تعالى:
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم
فمن بدل دينه حكمه القتل
.وكذلك ورد في الصحيح
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث،
وذكر من الثلاث
: التارك لدينه المفارق للجماعة
) والذي يسب الرسول صلى الله عليه وسلم
قد ترك دينه بنص كلام الله جل وعلا،
قال تعالى
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُم
، وأيضاً هو مفارق للجماعة
لأنه ليس من أهل الإسلام،
فمن سب النبي صلى الله عليه وسلم،
أو استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم،
أو آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحكمه الكفر بنص الآية، وحده القتل بنص
حديث النبي صلى الله عليه وسلم...أ.هـ



فتأملوا إخوتنا الأفاضل
كيف وصم الله سبحانه وتعالى هؤلاء
بالكُفر بعد الأيمان
مع كون استهزائهم بحملة الدين
لا بالدين نفسه..
أي بالأستهزاء بحملة الدين من الصحابة
رضوان الله تعالى عليهم ...!!!!!!
فمن ظنك بمن يسب الله أو يستهزأ بدينه؟!
أو يسب رسوله صلى الله عليه وسلم شخصياً
وللنظر لحادثة عصيان بعض صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد ،
عندما أمر الرُماة
الا يغادروا مواقعهم فوق الجبل
فنزلوا من الجيل ضناً منهم أن المسلمين
إنتصروا ولا حاجة لبقاءهم فوق الجبل
وهذه غفله منهم وعصيان
فقلب الله نصرهم الى هزيمة .....
كل ذلك حدث لمجرد أنهم نزلوا
من مواقعهم فوق الجبل بدون إذن
النبي صلى الله عليه وسلم .....
سبحان الله إخوتنا الكرام
فما بالنا اليوم نرجو النصر والتمكين
وفينا من يسب الله عز وجل أو يسب دينه.
وفينا أيضاً من يتجرأ على الله
ولايستحي ولا يجد في نفسه شيء
من وقار وخوف ورهبة من الله
ولم يجد حُب ولا تعظيم ونُصرة
في قلبه لرسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم
فكل الذي وجده هو حُب ووله وعشق
لكل ماينتجه الغرب الصليبي النصراني
من ثقافات وسلوكيات تكفيرية
تُشجع سب الله وشتم رسوله والأستهزاء
بالتشريعات والفرائض ....
وتعد ذلك من قبيل الحرية الفردية
الشخصية ومن حق الأنسان
في أن يفعل ويقول مايريد
الم يفهم هذا المتلهي بالشتم والسب
والخروج عن المألوف وتحطيم
أساسات الدين والخروج منه
ألم يفهم هذا ويرضى أن يسخر
أحد بك أو يسبك ....؟
فطالما أنك لاتستسيغ ذلك
فكيف ترضاه لرب العِزة ولرسوله
ولصحابة رسوله صلى الله عليه وسلم......؟
فأين وقارك لله ...؟
ألم يقل الله تعالى
( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) ..نوح
فهل ترضى لنفسك أيها اللاهي الذي
لايسيطر على لسانه ، أنك تكون
مع الكفرة مثل فرعون
وهامان وأبي بن خلف ،
في جهنم وبئس المصير....؟
لذلك أقول لك يامن تتلهي بالذي
يُخرجك من رِبقة الأسلام
ولاتهتم بالذي يقربك من ربك ...
فلا شك أنك علمت الأن بعد هذا التوضيح
أن ماتفعله ويفعله أقرانك هو الكُفر بعينه
فالجرأة على الله وعلى
رسوله صلى الله عليه وسلم
ليست بالأمر الهين
وستفهم إن كان عقلك لازالت فيه فِطرة سليمة
أن عقاب سب الله ورسوله كُفر
فالله سبحانه وتعالى قال:
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً
وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [يونس: 44
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى ذلك
فأنه يبين لعباده أنه لايظلم الناس شيئاً
وأن الظُلم يأتي من أنفسهم على أنفسهم
والحجة مُقامة عليهم في قوله تعالى:
( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65)
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ( 66 ) التوبة


ولكن الله إخوتنا الكرام
لم يترك ولن يترك نبيه صلى الله عليه وسلم
لقمة سائغة للشامتين أو اللاهين
المعتدين عليه بالسب أو الشتم أو الأستهزاء
فحينما كان يعاني الرسول صلى الله عليه وسلم
في بداية الدعوة من سب وشتم الكفّار له
مع محاولات إغتياله وقتله والوقيعة به
هنا الله سبحانه وتعالى طمأن قلب
رسوله صلى الله عليه وسلم بأن
الذي بعثه بالحق هو من يتكفل
بحمايته من أعمال الشاتمين المستهزئين
فقال في مُحكم تنزيله :
( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الحجر
وكفاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
وحمايته ليست مقصورة على إهلاك المعتدي
بقارعة أو نازلة ،
بل صور هذه الكفاية والحماية متنوعة متعددة..
فقد يكفيه الله عز وجل بأن يسلط على
هذا المستهزئ المعتدي رجلاً من المؤمنين
يثأر لنبيه صلى الله عليه وسلم،
كما حصل في قصة
كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان
يهجو النبي صلى الله عليه وسلم،
واليهودية التي كانت تشتم
النبي صلى الله عليه وسلم
فخنقها رجل حتى ماتت ( من سُنن أبو داود)
وأم الولد التي قتلها سيدها الأعمى
لما شتمت النبي صلى الله عليه وسلم
(من سُنن أبو داود )،
وأبي جهل إذ قتله معاذ ومعوذ لأنه كان
يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد ذكر شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في كتابه القيم ( الصارم المسلول
في شتم الرسول ) بعض صور
كيف إقتص الله سبحانه وتعالى
ممن شتم وأستهزء
بالرسول صلى الله عليه وسلم
بأن سلط الله عليهم من يقتص منهم فقال:
مثل ماحدث أٌبي عفك اليهودي الذي
هجا النبي صلى الله عليه وسلم
فاقتصه سالم ابن عمير ( رضي الله عنه )
وأنس بن زُنَيم الذي هجا
النبي صلى الله عليه وسلم
فشجه غلام من خزاعه ،
وسلام ابن أبي الحقيق إذ ثأر
للنبي صلى الله عليه وسلم
منه عبد الله بن عتيك وصحبه
ولعل أغرب وأعجب وأطرف ما وقفت عليه
في هذا الباب ما ذكره شيخ الإسلام
ابن تيمية في مؤلفه المشهور
(الصارم المسلول على شاتم الرسول)
(ص: 134)
، قال رحمه الله:
وقد ذكروا أن الجن الذين آمنوا به،
كانت تقصد من سبه من الجن الكفار فتقتله،
فيقرها على ذلك، ويشكر لها ذلك!
ونقل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف
على جبل أبي قبيس بشعر فيه تعريض
بالنبي صلى الله عليه وسلم،
فما مرت ثلاثة ايام حتى هتف هاتف
على الجبل يقول:
نحن قتلنا في ثلاث مسعرا
إذ سفه الحق وسن المنكرا
قنّعتُهُ سيفًا حسامًا مبتـرا بشتمـه نبينـا المطهـرا
ومسعر ـ كما في الخبر
ـ اسم الجني الذي هجا النبي صلى الله عليه وسلم.



ومن صور كلاءة الله لنبيه ممن تعرض
له بالأذى أن يحول بين المعتدي
وبين ما أراد بخوف يقذفه في قلبه،
أو ملك يمنعه مما أراد..
وقد روي أن غورث بن الحرث قال:
لأقتلن محمدًا، فقال له أصحابه،:
كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك،
فإذا أعطانيه قتلته به. فأتاه فقال:
يا محمد أعطني سيفك أشمّه، فأعطاه إياه
فرعدت يده، فسقط السيف،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حال الله بينك وبين ما تريد
ومثل ذلك ما ذكره ابن كثير في تفسيره
من أن أبا جهل قال لقومه:
واللات والعزى لئن رأيت محمدًا يصلي
لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب،
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يصلي ليطأ رقبته
، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص
على عقبيه ويتقي بيديه! فقيل:
مالك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقًا من نار
وهولاً وأجنحة! فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا....
وعن ابن عباس رضي الله عنه
أن رجالاً من قريش اجتمعوا في الحجر
، ثم تعاقدوا باللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف
أن لو قد رأوا محمدًا لقد قمنا إليه
مقام رجل واحد فقتلناه قبل أن نفارقه،
فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:
هؤلاء الملأ من قومك لقد تعاهدوا
لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوك،
فليس منهم رجل واحد إلا قد عرف نصيبه
من دمك. فقال: يا بنية ائتيني بوضوء
، فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد،
فلما رأوه قالوا: هاهو ذا،
وخفضوا أبصارهم ،
وسقطت أذقانهم في صدورهم،
فلم يرفعوا إليه بصرًا،
ولم يقم منهم إليه رجل،
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم
حتى قام على رؤوسهم، وأخذ قبضة
من التراب ثم قال: "شاهت الوجوه
، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم
من ذلك الحصا حصاةٌ
إلا قتل يوم بدر كافرًا. (دلائل النبوة 1/65).
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).
ومن صور حماية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم،
وكفايته إياه استهزاء المستهزئين
أن يصرف الشتيمة والذم والاستهزاء
إلى غيره.. فإذا بالشاتم يريد أن يشتمه
فيشتم غيره من حيث لا يشعر!!
قال صلى الله عليه وسلم :
ألا ترون كيف يصرف الله
عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا،
ويلعنون مذممًا، وأنا محمدٌ......! (البخاري)



، قال ابن حجر :
كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم
في النبي صلى الله عليه وسلم

لا يسمونه باسمه الدال على المدح
، فيعدلون إلى ضده فيقولون:
مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا:
فعل الله بمذمم. ومذمم ليس اسمه،
ولا يعرف به، فكان الذي يقع منهم
مصروفًا إلى غيره!
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).
ومن صور الحماية الربانية أن يغير الله السنن الكونية صيانة لنبيه صلى الله عليه وسلم ورعاية له.
وشاهد ذلك قصة الشاه المسمومة،
فهذه زينب بنت الحارث جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم،
بشاة مشوية دست فيها سمًا كثيرًا،
فلما لاك النبي صلى الله عليه وسلم منها
مضغة لم يسغها، وقال:
إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم...!
ثم دعا باليهودية فاعترفت.
فانظر كيف خرم الله السنن الكونية من جهتين:
أولاهما: أنه لم يتأثر صلى الله عليه وسلم
بالسم الذي لاكه.
وثانيتهما: أن الله أنطقَ العظم
فأخبره عليه الصلاة والسلام بما فيه.
ومن صور الكفاية الربانية لنبي
الهدى صلى الله عليه وسلم
ممن آذاه أن يقذف الله في قلب هذا المؤذي
المعتدي الإسلام، فيؤوب ويتوب،
حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم
أحب إليه من
ماله وولده ووالده والناس أجمعين!!
ومن أعجب الأمثلة في ذلك قصة
أبي سفيان بن الحارث أخي
النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع
، وكان يألف
النبي صلى الله عليه وسلم أيام الصبا
وكان له تربًا، فلما بُعث
النبي صلى الله عليه وسلم
عاداه أبو سفيان عداوةً لم يعادها
أحدًا قط،
وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهجا أصحابه..
ثم شاء الله أن يكفي
رسوله صلى الله عليه وسلم
لسان أبي سفيان وهجاءه، لا بإهلاكه
وإنما بهدايته!!
قال أبو سفيان عن نفسه:
ثم إن الله ألقى في قلبي الإسلام،
فسرت وزوجي وولدي حتى نزلنا بالأبواء،
فتنكرت وخرجت حتى صرت تلقاء
وجه النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما ملأ عينيه مني أعرض عنّي بوجهه
إلى الناحية الأخرى،
فتحولت إلى ناحية وجهه الأخرى.
قالوا: فما زال أبو سفيان يتبعُهُ،
لا ينزلُ منزلاً إلا وهو على بابه
ومع ابني جعفر وهو لا يكلمه،
حتى قال أبو سفيان:
والله ليأذنن لي رسول الله أو لآخذن بيد
ابني هذا حتى نموت عطشًا أو جوعًا،
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
رق لهما فدخلا عليه
. (انظر سيرة ابن هشام ).
فسبحان من حوّل العداوة الماحقة
إلى حب وتذلل، وملازمة للباب
طلبًا للرضا!!
لا إله إلا الله..
صدق الله.. :( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).


فالأن مع العلماء ورثة الأنبياء
في تفصيلهم الحُكم الشرعي للذي
يسب الله ورسوله
حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم
فقد أجمعت الأمة على أن من سب
النبي صلى الله عليه وسلم هو كافر دمه هدر،
واختلف العلماء في قبول توبته
، فمنهم من قال تنفعه توبته ،
ويعصم دمه بالتوبة ، ومنهم من قال :
لا تقبل توبته ،ويقتل فإن كانت توبته
نصوحا عفا الله عنه في الآخرة .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد
من علماء المملكة العربية السعودية :
الجواب على هذا السؤال يكون

من خلال المسألتين الآتيتين :
المسألة الأولى : حكم من سب
النبي صلى الله عليه وسلم .
أجمع العلماء على أن من

سب النبي صلى الله عليه وسلم
من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .
وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل

العلم كالإمام إسحاق بن راهويه
وابن المنذر والقاضي عياض
والخطابي وغيرهم .
وقد دلَّ على هذا الحكم الكتاب والسنة :
أما الكتاب؛ فقول الله تعالى :

( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ
تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا
إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا
نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا
قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة / 66 .
فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله

وبآياته وبرسوله كفر ،
فالسب بطريق الأولى ،
و قد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر
، جاداً أو هازلاً .
وأما السنة؛ فروى أبو داود

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ،
فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126) :

وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث
ابن عباس وسيأتي أهـ
وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل

شتم النبي صلى الله عليه وسلم .
وروى أبو داود

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ
تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَعُ فِيهِ
، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ
، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ
، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا
وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا .
فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ :
أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي
عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ،
كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ،
وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ،
وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ،
وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ،
فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ
، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا
وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ) .
صححه الألباني في صحيح أبي داود
وروى النسائي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ :
أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ :
أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ :
لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. صحيح النسائي
فعُلِم من هذا
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل
من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه
يشمل المسلم والكافر .
المسألة الثانية :
إذا تاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم
فهل تقبل توبته أم لا ؟
اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ،

وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة
، فيغفر الله تعالى له .
واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ،

وسقوط القتل عنه .
فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ،

فيقتل ولو تاب .
واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح



أما السنة فروى أبو داود

عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ
أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ
وَابْن أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ :
وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ
عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ،
فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ .
فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ،
فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ :
أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ
رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي
عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا :
مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ،
أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ :
إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ
لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ.
صححه الألباني

وخلاصة القول :
أن سب النبي صلى الله عليه وسلم

من أعظم المحرمات ،
وهو كفر وردةٌَ عن الإسلام بإجماع العلماء ،
سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً .
وأن فاعله يقتل ولو تاب ،
مسلما كان أم كافراً .
ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ،
وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة
تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له
والنظر الصحيح يقول:
أما ساب الرسول صلى الله عليه وسلم ،
فإنه يتعلق به أمران ‏:‏
كما قال العلماء
أحدهما ‏:‏ أمر شرعي لكونه
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهذا يقبل إذا تاب‏.‏
الثاني ‏:‏
أمر شخصي ، وهذا لا تقبل التوبة
فيه لكونه حق آدمي لم يعلم عفوه عنه ،
وعلى هذا فيقتل ولكن إذا قتل ، غسلناه
وكفناه ، وصلينا عليه، ودفناه مع المسلمين‏.‏
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
وقد ألف كتاباً في ذلك اسمه ‏
"‏الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول‏"‏
وذلك لأنه استهان بحق الرسول
، صلى الله عليه وسلم،
وكذا لو قذفه صلى الله عليه وسلم
فإنه يقتل ولا يجلد‏.‏
وهناك من يقول أنه ثُبت أن من الناس
من سب الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته
وقٌبل رسول الله توبة الساب
في حياته وقد عفى عنه....
وهذا كما قال العلماء بأن هذا صحيح
لكن حدث الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم
والحق الذي له قد أسقطه،
وأما بعد موته فإنه لا يملك أحد
إسقاط حقه،صلى الله عليه وسلم ،
فيجب علينا تنفيذ
ما يقتضيه سبه، صلى الله عليه وسلم ،
من قتل سابه ،
وقبول توبة الساب فيما بينه وبين الله تعالى ‏.‏
قال ابن القيم رحمه الله‏:‏
إن عدم قتل المنافق المعلوم إنما هو في حياة
الرسول ، صلى الله عليه وسلم، فقط‏"‏ ‏.‏ أ هـ ‏.



ونختم اخوتنا الكرام
هذا الجزء والذي يختص بسب
النبي صلى الله عليه وسلم
بحكم من سبّه وشتمه
بقول الشيخ الدكتور محمد رسلان
من سب الرسول كفر ، ولا يُشترط
استحلال القلب لهذا الاستهزاء ،
من قال بذلك تورط في الإرجاء
من استهزأ بالنبي كفر ، من استهزأ بالله كفر
، من استهزأ بالقرآن كفر ، من سب الدين كفر
، من أهان المصحف كفر ،
ولا يقال مستحل هو أو غير مستحل ..
هذا كفر ظاهرا وباطنا ،
هذا مذهب الفقهاء ،
وسائر أهل السنة والجماعة من
علماء الإسلام القائلين
بأن الإيمان قول وعمل ،
ممن خالفوا المرجئة والإرجاء ، لا يقال :
أمستحل هو أم غير مستحل
هذا أمر ظاهر ، وهذا العمل الظاهر
دلالة على خلو الباطن من كل إيمان وإسلام
، وعلى هذا من يُعد به ويُعتبر
من علماء الإسلام ومشايخه ،
ومن شيوخ السنة سلفا وخلفا.
قال اسحق بن راهويه :
قد أجمع المسلمون على أن من سب الله
أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم
أو دفع شيئا مما
أنزل الله أو قتل نبيا من أنبياء الله ،
أجمعوا على أنه كافر بذلك ،
وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله.
وقال الإمام أحمد : من شتم
النبي صلى الله عليه وسلم قُتل ،
وذلك أنه إذا شتمه فقد ارتد عن الإسلام ،
ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فبين أن هذا مرتد ، وأن المسلم
لا يُتصور أن يشتم النبي ،
فهو مسلم ... هذا لا يُتَصَوّر .... أ.هـ
أخوتنا المؤمنون
اقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة
وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون
خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً
وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
والذي كان خير من عظّم الله وقدّره حق قدره
حتى حقق العبودية الكاملة لله
والذي قال :
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الفاحشِ البذيءِ"
ففتنة الشتم والسباب ليس من شيم المؤمنين
ولا من عاداتهم ولا أطباعهم، فالمؤمن
لا يلّعن ولا يسبّ ولا يشتمّ،
وهذا ما أخبر به
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قولهِ:
والذي نهى أيضًا عن سباب المسلم،
قال عليه الصَّلاة والسَّلام:
سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتالُهُ كُفْرٌ...
فلا يجوز للمسلم أنْ يسبّ أحدًا من المسلمين، ولا يجوز له أن يعوِّد لسانه على الشتائم، فهذا
لا يتوافق مع أخلاق المسلم الطَّيِّبة
فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال،
وهو الذي علّمنا أن الأيمان لايصح
ولايستقيم الدين الا اذا مُليء القلب بتعظيم
رب الناس.....
وإجلال وتقدير ونُصرة رسوله
صلى الله عليه وسلم و|أيضاً تقدير
وتوقير صحابته الكرام
رضوان الله تعالى عنهم ....


الأخوة الأكارم
نأتي الآن للجزء الذي يختص بصحابته
رضوان الله تعالى عليهم
وما مقدار محبته صلى الله عليه وسلم
لهم وشاهداً على ذلك
ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو يزكي صحابته الأبرار بقوله
وقبل ذلك وجب أن نوضح
نقطة مهمة وهي عقيدة أهل السُنة والجماعة
في مايختص بالصحابة رضوان الله تعالى عليهم
عقيدة أهل السُنة والجماعة
في الصحابة رضوان الله تعالى عنهم
وتتلخص عقيدة أهل السنة
في الصحابة بقول الطحاوي رحمه الله
في عقيدته المشهورة
: ونحب أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا نفرط في حب أحد منهم ،
ولا نتبرأ من أحد منهم ،
ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم،
ولا نذكرهم إلا بخير،
وحبهم دين وإيمان وإحسان،
وبغضهم كفر ونفاق وطغيان
. وقد اختلف العلماء فيمن سبّ
فهذه هي عقيدة المُسلم الصحيحة
والتي تتمثل في منهج أهل السُنة والجماعة
في تعاملهم مع الصحابة الكرام
وهذا الأمر في الحقيقة مبني
على شواهد وأدلة تبين واجب
حُب الصحابة وتقديرهم والترضي عليهم
وإجلالهم وتشريفهم وتوقيرهم وتقديرهم
حق قدرهم ......
عدالة الصحابة الكرام
رضوان الله تعالى عليهم
فعدالة الصحابة رضي الله عنهم
مبنية على شواهد وأدلة
هي كلام الله سبحانه وتعالى
وأحاديث رسوله صل الله عليه وسلم
ففي كلام الله يقول تعالى
عن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول الحق تبارك وتعالى
واصفاً نبيه ﷺ وصحابته الأبرار:
( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ
رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ م
ِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى
عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح
وقال تبارك وتعالى
( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
(8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ
مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)
أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ
لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ
فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ
وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)الحشر
وقال جل شأنه:
( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) الأنفال
وقال تعالى
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) الفتح
وقوله تعالى
( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ
قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) التوبة
وقوله تعالى
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ
لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
وقوله تعالى
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا
شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي
كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ
مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ
وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ
إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) البقرة


أما ماورد من أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم
وعن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ
آية الإيمان حب الأنصار،
وآية النفاق بغض الأنصار
. ( رواه البخاري في صحيحه )
قال رسول الله ﷺ
في الحديث الذي رواه
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم:
لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم
أَنْفَقَ مثل أُحُد، ذهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم،
ولا نَصِيفَه....( صحيح البخاري )
.وقال ﷺ
في الحديث الذي رواه
أبوموسى الأشعري أنه قال:
صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مع
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ،
ثُمَّ قُلْنَا: لو جَلَسْنَا حتَّى نُصَلِّيَ معهُ
العِشَاءَ قالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقالَ:
ما زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ،
صَلَّيْنَا معكَ المَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ
حتَّى نُصَلِّيَ معكَ العِشَاءَ،
قالَ أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ قالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ
إلى السَّمَاءِ، وَكانَ كَثِيرًا ممَّا يَرْفَعُ
رَأْسَهُ إلى السَّمَاءِ، فَقالَ
: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ
أَتَى السَّمَاءَ ما تُوعَدُ، وَأَنَا أَمَنَةٌ
لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي
ما يُوعَدُونَ، وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي،
فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتي ما يُوعَدُونَ. ..
.صحيح مُسلم
وعن البراء بن عازب قال:
قال رسول الله ﷺ
مَنْ أحبَّ الأنصارَ أحبَّهُ اللهُ ومَنْ أبغضَ
الأنصارَ أبغضَه اللهُ
أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة
وقد أجمع علماء الأسلام الأفاضل
على أن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
عدول وبالتالي لايجور للمسلم
أن ينتقضهم أويشتمهم أو يستهزيء بهم
بل ذكر محاسنهم والإعراض عما شجر بينهم.
وقال الإمام أحمد:
إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب
رسول الله ﷺ بسوء فاتهمه على الإسلام.
وقال إسحاق بن راهويه:
من شتم أصحاب النبي ﷺ يعاقب ويحبس.
وقال الإمام مالك:
من شتم النبي ﷺ
قتل ومن سب أصحابه أدب.
وقال القاضي أبو يعلى:
الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة
إن كان مستحلاً لذلك كفر
وإن لم يكن مستحلاً فسق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
من زعم أن الصحابة ارتدوا
بعد رسول الله إلا نفراً قليلاً لا يبلغون
بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا
عامتهم فهذا لا ريب في كفره.
وقال أبو زرعة الرازي:
إذا رأيت الرجل ينتقض أحدًا من
أصحاب النبي ﷺ
فاعلم أنه زنديق،
وذلك أن الرسول ﷺ
حق والقرآن الكريم حق،
وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا
ذلك كله الصحابة،وهؤلاء الزنادقة
يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا
الكتاب والسنة فالجرح بهم أولى. .أ.هـ


الأخوة المؤمنون
أكتفي بهذا القدر من إيضاح واجب
الأيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم
وتكريمه ونُصرته
والذود عنه ممن سمح له عقله المريض
بسبّه وشتمه سوى بشخصه الكريم
أو برمي آل بيته وإتهامها بما ليس فيها
وهذا إنقاص لمقام النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك بعدم السماح لمن يتقول ويهين
ويستهزيء بالصحابة الكرام
بعد أن زكاهم الله سبحانه وتعالى
وذكرهم بالرضى والقبول
فلا مجال للعابثين اللاهين بالتهكم عليهم
وسبهم وشتمهم والتنقيص من حقهم
اخوتنا الكرام
ندخل الآن لختام هذا الموضوع
وهو سب الله والدين
والرسول صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام وأقول
بعد أن عشنا خلال خطبتين تختص
بأمر شنيع مُبتذل لايقبله مُسلم
موحد لله ومؤمن برسوله
فقديماً كان التعظيم لله كبير
وحُب الرسول عظيم في قلوب المسلمين
فلا يوجد أستهزاء ولا تشنيع ولا شتم
ولا سب ولا تنقيص ولا تقليل من قيمة
الله سبحانه وتعالى ولا رسوله
ولاصحابة رسوله
بل كان التعظيم والأجلال والأكِبار لكل
ماهو مُقدس في ديننا الحنيف
ولم يكن في يوم من الأيام لقمة سائغة
تتلقفها أفواه المرده والشياطين
وتابعي الثقافات البالية من شذوذ في الفكر
وتفسخ في الأخلاق وضَعف في المعتقد
حتى أصبحت هذه الممارسات
من سب وشتم واهانة واستهزاء
بكل شيء ، أصبح من ثقافة المجتمع المبني
على الفساد الآتي من الغرب الصليبي
نعم أخوتنا الكرام لقد اتى الفساد من الغرب
الصليبي النصراني الذي أراد أن ينغمس
المسلم في أوحال الشذوذ الفكري والأنحطاط
الخُلقي الأخلاقي كما يعيشونه هم
فأرسلوا لنا ثقافات وخرافات تنبذ
كل المعتقدات والدين وتجعله سُبّه
وعار ونقيصه تُخجل من يحملها أو يعتنقها



اخوتنا الكرام
عندما نقول أن سب الله أو سب رسوله
أو سب الدين بمجمله وبتشريعاته
هو كُفر وخروج عن المِلة
وأنه ليس كما يُقال في أروقه الحكومات
التي بيدها الحل والعقد ،
ولا في المنتديات الثقافية والأندية
الماسونية اليهودية المنشأ
المسلمة الزبائن والرواد
من أن هذه الممارسات
هي نوع من الحرية الشخصية
وهي عبارة عن تصرفات فردية لادخل للمجتمع
بها ولا خوف منها
لانها تمس الفرد نفسه وتُخرجه من الدين
ولكن أقول هنا ان هذه السلوكيات والأخلاق
والأنحطاط الفكري العلماني
الذي يشجع هذا الكُفر
هو ليس بحرية شخصية ولا سلوك فردي
لانه لو كان ذلك كذلك لما
نعم ( هذه هي المفاجأة المؤلمة التي
تحدثت عنها الجمعة الماضية)
لما انتشر سب الرب وسب الدين وسب االرسول
وسب كل شيء بدء من التشريعات
وانتهاء بسب الوالدين
نعم عندما أنتشر وأصبح ثقافة
لم تجد الحكومات أو بالأحرى البرلمانات العربية
بُد من أن تُسن القوانين المساعدة والمنظمة
لهذه الثقافة وذلك لتقنينها وتنظيمها
ليس لسن قوانين تحذر من المساس
بالذات الألهية أو النبوية وتجعلها
في حماية القانون من أن يصل اليها العابثين
بل للأسف إستساغت
أحد البرلمانات العربية المسلمة
وهي تنقح في الدستور وتجدده
لانه من صًنع البشر لذلك يحتاج للتصحيح
فما كان منها الا أن وضعت
مواد لتنظم حياة الناس
وكأن حياة الناس لاتستقيم الا
أذا طمأنها الدستور بانهم في حماية القانون
ولن يمسسهم أحد .....ّّّ!!!!!!!
وليس في حماية التشريع الألهي
والدستور الرباني الذي لايأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.....


هل تعلمون أخوتنا الكرام
على ماذا اتحدث الآن...؟
اتحدث الان عن طامة كبرى تُثبت أن سب الله
وسب رسوله لم يعد حرية
شخصية أو سلوك فردي
بل أصبح مدعوم من قِبل أحد البرلمانات
العربية المسلمة تحمي أي أحد يتطاول
على الذات الألهية وعلى الدين وتشريعاته
فقد ورد في مشروع المادة ( 6)
من الدستور التونسي
مادة تقول وبصريح العبارة بدون خجل أو وجل
أو وضع اعتبار للأحزاب الأسلامية
المشاركة في البرلمان التونسي
تقول
( حرية سب الله والدين والرسول )
وأن من يسب الله أو الدين لايُعاقب
بأعتبارها من الحريات الشخصية....
نعم أخوتنا الكرام
هكذا أصبح ديننا ومعتقادتنا وخطوطنا الحمراء
أصبحت مجال للمناقشة والتعديل والحُكم والألغاء
حتى سب الذات الألهية ليس مهماً
والقانون يحمي الكفرة الفجرة الذين يسبون
الله والدين ، وكأن هذا البرلمان وبالتحديد هذه
الثقافة الشائعة هي المسيطرة على دين الدولة
وأخلاق من تبقى من المسلمين في تلك البلاد
ولكن وإثناء النقاش لتمرير هذا المادة ( 6 )
حدث أمر يؤكد أن الله هو
من يحمي دينه ورسوله
وبنفس أسلوب الديمقراطية النصرانية
التي تبيح مناقشة كل شيء
نعم بنفس الأسلوب حمى الله دينه
من العابثين ، حيث وقف رجل من رجال
البرلمان وخلع سترته
ووقف أمام الكل وهو يزمجر
ويقول ويعترف ولايهاب أحد
وهو يصرخ ويقول
أنا أعصاكم لله
( بمعني أنا لست من الملتزمين أو المتدينين
حتى لاتتهموني بأني تابع لتنظيم
ديني أو حزب أسلامي )
لكن أنا مُسلم وأرفض وبكل قوة هذا الأمر
وقال:
يااااااالله ....يااااااالله هذا دينك قد اُحتُقِر
والله لن تمر هذه المادة
( 6 ) مادة حرية سب الله والدين)
لتثبيتها في الدستور
وتصبح قانونية تحمي الكفرة الفجرة )
والله لن تمر الا على جثتي
فمن أراد تمريرها فليقتلني هنا الان....
وأستمر يصرخ ويزمجر ويتحدي كل الحضور
في البرلمان ولم يقف أحد معه
وكان البث التلفزيوني يسجل هذه الواقعه
وأنتشرت ، حتى أجبر البرلمان لألغاء المادة
أو قانون حرية سب الله والدين في تونس
وقد أشتهر هذا النائب
وأصبح المسلمين الحقيقيين يحبونه ويدعون
له بالهداية والجنة والرضى والقبول
على وقفته الشجاعة ضد الدوله
وغضبه لله ولرسوله وللدين .....
وبالفعل بعد فترة أنسحب من عضوية البرلمان



ولكن أخوتنا الكرام أستمرت الحرب على الأسلام
وتشريعاته فأصبح من السهل مناقشة
قضايا التشريع والدين والفرائض
والأحكام الشرعية
حتى أن رئيس البرلمان في تلك البلاد
علّق على موضوع حدث منذ فترة
وهو خروج متظاهرين ينددون بفريضة الورثة
في الأسلام ويعترضون على ماجاء فيها
من أن حق الرجل لايريدونه أن يكون
مثل حظ الأنثيين بل يريدونه أن يكون
متساوي حصة للرجل وحصة للمرأة .....!!!!!
فما كان منه الا أن قال
طالما أن الشعب يريد ذلك فهم أحرار
في أن يغيروا مايريدونه من أحكام شرعية
الله أكبر اخوتي الكرام
هذا هو ديننا الذي تُنتهك حُرمته وقدسيته
مرة بالسب والشتم والاهانة
ومرة بالأستهزاء بأحكامة
ومرة بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتهامه بأنه أرجع بالأمة لعصور الظلام
وأن التحرر والتنوير يكمن في إتباع
هذا العصر وهذه العلمنة اليهودية النصرانية
وبالفعل فقد نجحت ثقافة التكفير والتغريب
في بلادنا المسلمة
فأصبح السب علناً جهاراً نهاراً
لكل شيء....ويحاولون أن يسنوا له
قوانين تحفظ اللاعينين الشتّامين الكفرة
فالخوف أخوتنا الأفاضل من أن يعم البلاء
ويصبح سهل التعامل معه وتطويعه
ليكون متماشياً مع من يريد افساد
المجتمع .....
ولكن الله سبحانه وتعالى
سيحمي دينه ولو كره
الكافرون
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والله المُستعان .....
قال تعالى:
( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=30539




 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 07-23-2020 الساعة 08:27 AM

قديم 10-16-2021   #23


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم .... فلا تحتفل ببدعة مولده





كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله
والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
لنتكلم ونوضح ونُظهر البيان الشافي
لأمراض الابتداع واستمراء كل مايخالف
سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنّة صحابته الكرام رضوان الله عليهم
في كيفية ترجمة محبة
الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل
على بيانها والاهتمام بها وتبجيلها
ففي هذه الايام تظهر بِدعة سنوية
تنتشر كالنار في الهشيم في شتى اصقاع العالم الاسلامي وهي بِدعة ( الاحتفال بمولد النبي )
فليس لدينا سلطة لمنع هذه الخروقات
والضلالات ولكن لنا ماقاله الله سبحانه وتعالى
وماقاله النبي صلى الله عليه وسلم
ومافعله اصحابه من بعده
ليكون حُجة تدحض بها كل الاهواء والبٍدع
التى استحدثها من لايخاف الله ولا يهتم
بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم
ولا وصاياه ....
حُب وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
تعتبر أصل من اصول الدين الذي
اعطاه الله الكثير من الاهتمام والتبجيل
فالاصل من أصول السُنة والجماعة
أعطاه الله ورسوله الأهتمام والتبجيل
حتي يكون من أسباب الخيرية
والتميز لهذه الأمة
لتكون خير أُمة أُخرجت للناس
وهو صفة من صفات المؤمنين حقاً وصدقاً
وهو من أعظم مهام الرُسل والدُعاة لله ولُرُسله
ولكن في غياب التعظيم لله ،

تعظيم تقديس
وعبادة وخوف ووجل وطمع

وفي عدم إتباع سُنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
الصحيحة وإتباع منهج صحابته الأبرار
والذين هم أكثر الناس فهماً للدين وللتشريع ولسُّنة النبي صلى الله عليه وسلم
أصبح الدين لين في القلوب ولم تتمكن منه
الجوارح ، فأصبح القلب خالٍ من حُب
الله ورسوله وصحابة رسوله
وأصبح الأستهتار بالتشريعات المُلزمة التنفيذ
للكفرة الفجرة اللاهين ، وسيلة من وسائل
التندر والأضحاك وأصبحت موائد السمر
في كثير من بلاد الأسلام ،

مليئة بكل مايُغضب
الله سبحانه وتعالى

والذي أصبح حُب
النبي صلى الله عليه وسلم
يعني اللهو والرقص والغناء والمعازف
وإستحداث البِدع والتشبه بالنصارى
في موالدهم واحتفالاتهم المختلفة

فهل محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
سبب في عصياننا له واتباع البِدع
والضلالات في استحداث
لمولده صلى الله عليه وسلم
الذي لم يأمر به ولم يفعله
اصحابه ومن تبعهم على
امتداد ثلاثة قرون ويزيد .....؟
كالذي يحدث في بِدعة ( المولد النبوي )
والتي إبتدعوها الشيعة الرافضة
ومن على شاكلتهم الذين يتخذون
من محبة آل البيت وسيلة
وطريقة وحُجة لبث سموم البِدع
والأنحرافات والتى تشابه الكثير مما يفعله
النصارى في حق أنبياءهم
مثل الموالد والمناسبات الغير شرعية
والتى لم يأتي بها لاكتاب ولا سُنة ولا عمل من اعمال السلف الصالح ولا الأئمة الاربعة
ونأتي الآن لمحاولة إفهام هؤلاء اللاهين
المستهزئين بالتشريعات وبرسول الله
بأن يتعلموا كيف يعظموا ويحبوا وينصروا
ويقدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلننظر اخوتنا المؤمنين ولنقف وقفة جادة ونبين بالدليل والبرهان كيف نحبه صلى الله عليه وسلم
محبة صادقة وكيف نتبع منهجه وطريقته
وسُنته ونعمل بعمله الذي امرنا به
وجعل الخير كله فيه .....
فإن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتعظيمة تعني
تعظيم محبة وتشريف وليس تعظيم تقديس
ويعطوه حق قدره الذي كان عليه مع صحابته
الذين تفانوا في إظهار محبتهم له قولاً وعملاً
فتسابقوا لأظهار هذا الحُب

وهذا التشريف والتعظيم
له صلى الله عليه وسلم فأرتفع إيمانهم

حتى وصل الى عِنان السماء
فعملت جوارحهم بمقتضى ذلك ،

فكان إيمانهم وجهادهم
وحُبهم لكل مايُحبه

رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو واجب التنفيذ فكانوا

عاملين بسُنته
وهديه
فكان يكفيهم قول الله تعالى
آمراً لهم بأتباع هدي وسُنة وطريق رسوله
صلى الله عليه وسلم وإتباع سُنة

صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم
وقرن محبته بمحبة

رسوله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ي
ُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ

(32)..آل عمران
وفي تفسير لأبن كثير

لهذه الآية الكريمة
قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة

على كل من ادعى محبة الله ،
وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه
كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت
في الصحيح عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"
من عمل عملا ليس عليه

أمرنا فهو رد
ولهذا قال :
(
قل إن كنتم تحبون الله

فاتبعوني يحببكم الله ) أي :
يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ،
وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول
، كما قال بعض الحكماء العلماء :
ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ،
وقال الحسن البصري وغيره من السلف :
زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله
بهذه الآية ، فقال :
(
قل إن كنتم تحبون الله

فاتبعوني يحببكم الله ) .
ثم قال :
( ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي :
باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم

يحصل لكم هذا
كله ببركة اتباعكم ومحبتكم له.
وفي شرح الآية الثانية
)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ(
قال:
ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام
):
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا)

أي : خالفوا عن أمره (
فإن الله لا يحب الكافرين
) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ،
والله لا يحب من اتصف بذلك ،
وإن ادعى وزعم في نفسه

أنه يحب لله ويتقرب إليه
، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ،
ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس
الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ،
بل أولو العزم منهم - في زمانه
لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته
، واتباع شريعته ،...أ.هـ

إخوتنا الأفاضل
فلندخل الآن لبيان وشرح والتعريف
في كيف نُحب ونُعظِم ونُبجل ونُقدِر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعظيماً يختلف عن تعظيم الله
سبحانه وتعالى ، فتعظيم الله فيه القدسية
وتحقيق العبوديه له سبحانه وتعالى
أما تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم

ففيه الحُب والنُصرة والطاعة
فنتوقف قليلاَ لنفهم كيف نُحب الرسول
حتى يُصبح أحب ألينا من أهالينا وأنفسنا
فتمتليئء قلوبنا بحبه فتنعكس بنصرته
وإجلاله وتقديره ....
تعظيم الرسول صلّى الله عليه وسلّم،
وتعظيم ما ورد عنه من السنّة النبويّة،
حيث أكّد كثيرٌ من العلماء على ذلك المعنى،
ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال:
إنّ الله تعالى أمر بتعزير النبيّ وتوقيره،
كما في قوله تعالى:
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8)
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)..الفتح
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله
لهذه الآية قال:
( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه )
، قال ابن عباس وغير واحد :
( تعظموه ،وتوقروه )
وتوقروه ) من التوقير وهو الاحترام
والإجلال والإعظام ، ( وتسبحوه
أي :( يسبحون الله ، ( بكرة وأصيلا
أي : ( أول النهار وآخره( ......أ.هـ
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله

وليس التعظيم والتوقير والمحبة بأتباع وابتداع سُبل وطُرق للتقرب منه صلى الله عليه وسلم او التقرب الي الله بعمل بِدع ومستحدثات لأظهار محبته صلى الله عليه وسلم بأفعال لم يأتي بها هو صلى الله عليه وسلم ولم يأمر بها ولم يفعلها صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم ولا عملها من أتبع صحابته في القرون الثلاثة الأولى فإظهار
محبته صلى الله عليه وسلم
بأتباع سُنته وهديه ومنهجه
فمنهج اهل السُنة والجماعة وهم الفِرقة الناجية
في تعظيمه صلى الله عليه وسلم ونصرته

على إعتبارهم هم الفئة أو الفرقة الناجية
فقد كان لهذة الفِرقة قدم صدق في العناية
بجميع خصائصه ، وإبراز فضائله والأشادة
بمحاسنة وإتباع نهجه وسُنته والتشريعات
التي أتى بها ، فلم يخل كتاب من كُتب
السنة كالصحاح والسنن وغيرها
لم يخل من ذكر مآثره، كما أُفردت كتب مستقلة
للحديث عنه وعن سيرته فحقٌ على من عرف قدر الله وأراد تعظيمه أن يعظم ما عظمه تعالى
قياماً بحقه من التوحيد والعبادة،
وقياماً بحق كتابه

وحق رسوله صلى الله عليه وسلم.
وغير خاف على مسلم صادق في إسلامه
تلك المنزلة الرفيعة التي حباها ربنا تعالى
لصفوة خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

فإلى شيء من جوانب تلك العظمة،
وهدي السابقين والتابعين لهم بإحسان في
تعظيمه صلى الله عليه وسلم.

ذلك الحديث الذي تنشرح له
صدور المؤمنين الصادقين،
وتتطلع إليه
نفوسهم، ويتمنون
أن لو اكتحلت أعينهم برؤية

حبيبهم صلى الله عليه وسلم،
وتشنفت آذانهم بسماع صوته
فسبحان الله هنا
في هذا البيان أن هناك حق مُشترك
بين الله سبحانه وتعالى
وبين رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول أبن تيمية :
ذكر الله سبحانه وتعالى
أن هناك حقاً مشتركاً بينه وبين
رسوله صلى الله عليه وسلم وهو الأيمان
أما حق الله الخاص به وحده
فهو التسبيح له
وحقاً خاصاً بنبيه

صلى الله عليه وسلم
وهو التعزير والتوقير.
وحاصل ما قيل في معناهما أن:
"التعزير اسم جامع لنصره وتأييده
ومنعه من كل ما يؤذيه. والتوقير:
اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة
من الإجلال والإكرام،
وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم بما يصونه عن كل

ما يخرجه عن حد الوقار"
(الصارم المسلول، لابن تيمية) ...أ . هـ
أما معنى لفظة التعظيم عند إطلاقها
في اللغة فإن معناها ( التبجيل )
فمثلاً يُقال لفلان عظمة عند الناس
(
أي حُرمة يعظم لها ) .....
لسان العرب لأبن منظور
ولفظ التعظيم وإن لم يرد في
النصوص الشرعية،
إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع
بلفظ يؤدي المعنى المراد من التعزير

والتوقير
والرجل يعظم لما يتمتع به

من الصفات العلية،
ولما يحصل من الخير بسببه،
أما المحبة فلا تحصل إلا بوصول خير من
المحبوب إلى من يحبه
لقد حبا الله تبارك وتعالى

نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
من الخصائص القوية والصفات العلية
والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم
أن يجله ويعظمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
.
وقد اختار الله عز وجل لنبيه

صلى الله عليه وسلم اسم (محمد)
المشتمل على الحمد والثناء؛
فهو صلى الله عليه وسلم محمود

عند الله تعالى
ومحمود عند ملائكته،
ومحمود عند إخوانه
المرسلين عليهم الصلاة والسلام
ومحمود عند أهل الأرض كلهم،
وإن كفر به بعضهم؛ لأن صفاته محمودة
عند كل ذي عقل وإن كابر وجحد؛ فصدق
عليه وصفه نفسه حين قال:
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة،
ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض،
وأول شافع، بيدي لواء الحمد،
تحته آدم فمن دونه....
(أخرجه ابن حبان
. بواعث تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
: يدعو المسلم فيها الى ذلك
لتعظيم الله العظيم سبحانه وتعالى،
لأنه عظم نبيه صلى الله عليه وسلم؛
حيث أقسم سبحانه بحياته في قوله:
( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) الحجر
كما أثنى عليه فقال:
) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم )
، وقال: (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الشرح
، فلا يُذكر بشر في الدنيا ويثنى عليه كما
يُذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويثنى عليه
وأن من شرط إيمان العبد

أن يعظم النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا هو الغرض من بعثته

صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
(8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ
وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)(الفتح )
قال ابن القيم:
وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعاً
لمحبة الله وتعظيمه،

كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتعظيمه، فإنها من تمام محبة مرسله
وتعظيمه، فإن أمته يحبونه لمحبة الله له،
ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له؛
فهي محبة لله من موجبات محبة الله،
وكذلك محبة أهل العلم والإيمان
ومحبة الصحابة رضي الله عنهم وإجلالهم تابع
لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"
بل الأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
إن قيام المحبة والثناء عليه والتعظيم
والتوقير له قيام الدين كله،
وسقوط ذلك سقوط الدين كله..أ.هـ
وكذلك الصحابة في تعظيمهم
للنبي صلى الله عليه وسلم
وتوقيرهم له في حياته
حيث نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
شرف لقاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فكان لهم النصيب الأوفى من توقيره
وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم، ولم،
ولن يدركهم من بعدهم، ثم شاركوا الأمة
في تعظيمه بعد موته

صلى الله عليه وسلم (
وأجمل من وصف شأنهم
في ذلك عروة ابن مسعود

الثقفي رضي الله عنه
حين فاوض النبي صلى الله عليه وسلم

في صلح الحديبية،
فلما رجع إلى قريش قال:
أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي،
والله إن رأيت ملكاً قط يُعظِّمه أصحابه
ما يُعظِّم أصحاب محمد محمداً،
والله إن تنخمَّ نخامةً
إلا وقعت في كف رجل منهم
فدلك بها وجهه وجلده،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون
على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا
أصواتهم عنده،
وما يحدُّون النظر إليه
تعظيماً له" (رواه البخاري)
والصحابة رضوان الله تعالى عليهم
من فرط تعظيمهم وإجلالهم

للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يتحدث إليهم
جاء هذا الوصف العجيب الذي رواه
أبي سعيد الخدري في قوله:
وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير"
(رواه البخاري)
وفي وصف الأجلال والرهبة والحُب
الذي يتملكهالصحابي الجليل
عمرو بن العاص رضي الله عنه
عند ملاقاته
للنبي صلى الله عليه وسلم أو التحدث إليه
فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:
وما كان أحد أحب إلي من

رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق
أن أملأ عيني منه إجلالاً له،
ولو سئلت أن أصفه ما أطقت
لأني لم أكن أملأ عيني منه"
)أخرجه مسلم، كتاب الإيمان (
وتتجلى محبته صلى الله عليه وسلم

وتعظيم شأنه وتفضيله
حتى على أقرب الناس رحماً
مثل ماحدث لأم المؤمنين

أم حبيبة رضي الله عنها
لما زارها أبوها أبو سفيان في المدينة،
ساعياً لأنقاض صُلح الحديبية
فلما دخل عليها بيتها، ذهب ليجلس على
فراش رسول الله؛ فطوته، فقال:
يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن
هذا الفراش أو رغبت به عني؟ فقالت:
هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وأنت مشرك نجس،
فلم أحب أن تجلس على فراشه
ولما نزل قول الله تعالى:
)يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ
فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
وأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ} )الحجرات:2( ،
قال ابن الزبير: فما كان عمر

يُسمِع النبي صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الآية حتى يستفهمه"،
وكان ثابت بن قيس جهوري الصوت
يرفع صوته عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس في بيته منكساً رأسه
يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك،
حتى بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
هكذا اخوتنا الافاضل
علمنا كيف هي محبة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه
فلم تكن محبتهم له تستدعي الاحتفال بمولده
كل عام ، ولو علموا ان في احتفالهم بمولده هناك قُربة وزُلفة للوصول لمرضاة الله لفعلوها
ولكن لم يفعلوا اي شيء
من هذه البِدع
ببساطة لان
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بها
وهنا يأتي تنفيذ اوامره ونواهيه وقوله
في عدم الاتيان بما يخالف قوله وعمله
لذلك إخوتنا الأفاضل
المقصود بالتعزير؛
هو نصرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم
وتأييده، ومنع كلّ ما يؤذيه،
أمّا التوقير؛ فهو كلّ ما يحقّق السكينة والطمأنينة
والإجلال والإكرام،
إلّا أنّ تعظيم الرسول يجب أن يكون
بما يحبّه الله تعالى ويرضاه
ويأمر به ويثني على فاعله
اخوتنا المؤمنون
هكذا كان حُب الصحابة
والسلف الصالح
للنبي صلى الله عليه وسلم
وكيف تم ترجمته لأفعال
وذلك بأتباع منهجه وسُنّته
وطريقته المُثلى ،
فكان لهم ماأرادوا وحصدوا
الخير كله برضى الله عنهم
ورضى الرسول صلى الله عليه
عنهم وعن ايمانهم وتقواهم .....
واستمر حُب النبي صلى الله عليه وسلم ديدن وهدف كل المسلمين بترجمة حبه ونصرته بالطرق المشروعة
الوارده عنه صلى الله عليه وسلم
وعن صحابته والتابعين لهم
حتى القرون الثلاثة الاولى
ولكن بعد القرون الثلاثة الاولى التى قال
عنها النبي صلى الله عليه وسلم
هي افضل القرون من بعده
دخلت مرحلة الأبتداع في الدين وإفساده بأستحداث امور ما أنزل الله بها من سلطان ولم يأتي بها احد في القرون الثلاثة الاولى من مبعثه صلى الله عليه وسلم
ومن هذه البِدع والمستحدثات
( المولد النبوي )
والمولد النبوي الذي تم استحداثه له تاريخ ورجال قاموا بأبتداعه وإلصاقه في الدين والمنهج الأسلامي
وجعله قُربة يتقربون بها لله عزوجل
وكأن الرسالة لم تكتمل حتى يأتون بمثل هذه
البِدع ليكملوا ما بدأه صلى الله عليه وسلم
فكيف حدث هذا الابتداع
ومن هم رجاله .....؟
والشبهات التى يتمسك بها المُبتدعة
والذين يؤيدون بدعة المولد النبوي ،
ويلوكونها ويجعلونها حُجة ومُبرر
لأفعالهم .....
فقد اوضح احد العلماء هذه الشُبه
فقد قالوا ان المولد النبوي
هو اظهار لتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم
والتقرب الي الله بمولده
والجواب عن ذلك من افواه العلماء :
إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي ، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية ، وأشد الناس
تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم
هم الصحابة رضي الله عنهم ،
كما قال عروة بن مسعود لقريش :
( أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك
ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ،
والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه
ما يعظم أصحاب
محمد محمداً صلى الله عليه وسلم ،
والله إن تنخم نخامة إلا
وقعت في كف رجل منهم ،
فدلك بها وجهه وجلده ،
وإذا أمرهم ابتدروا أمره ،
وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه ،
وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ،
وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له البخاري
ومع هذا التعظيم فإنهم -رضي الله عنهم-
لم جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً ،
ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه .
2- والشبهه الثانية بأنهم قالوا :
الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان : والجواب عن ذلك:
الحجة بما ثبت عن
الرسول صلى الله عليه وسلم ،
والثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ا
لنهي عن البدع عموماً ، وهذا منها ،
وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة
وإن كثروا :
ففي قول الله سبحانه وتعالى مايشفي :
{ وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله } [الأنعام/116] ،
مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها ، فلا حجة بعمل من استمر
على إحيائها بعد ما تبين له الحق .
واهم العلماء والتابعين الذي انكروا
الاحتفال بهذه المناسبة
شيخ الإسلام ابن تيمية في "
اقتضاء الصراط المستقيم " ،
والإمام الشاطبي في " الاعتصام " ،
وابن الحاج في " المدخل " ،
والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف
في إنكاره كتاباً مستقلاً ،
والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي
في كتابه " صيانة الإنسان "
، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة ، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ألف فيه رسالة مستقلة ،
وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ،
وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات ، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة .
3- والشبهة الثالثة يقولون :
إن في إقامة المولد إحياءً لذكرى
النبي صلى الله عليه وسلم .
والجواب عن ذلك:
إن ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم
تتجدد مع المسلم ،
ويرتبط بها المسلم كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان والإقامة والخطب ، وكلما ردد المسلم الشهادتين بعد الوضوء وفي الصلوات ،
وكلما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم
في صلواته وعند ذكره ،
وكلما عمل المسلم عملاً صالحاً واجباً
أو مستحباً مما شرعه
الرسول صلى الله عليه وسلم
فإنه بذلك يتذكره ويصل إليه في الأجر
مثل أجر العامل ..
وهكذا المسلم دائماً يحيي ذكرى الرسول
ويرتبط به في الليل والنهار طوال عمره
بما شرعه الله ، لا في يوم المولد
فقط وبما هو بدعة
ومخالفة لسنته ،
فإن ذلك يبعد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ويتبرأ منه . والرسول صلى الله عليه وسلم
غني عن هذا الاحتفال البدعي
بما شرعه الله له من تعظيمه وتوقيره
كما في قوله تعالى :
{ ورفعنا لك ذكرك } [الشرح/4] ،
فلا يذكر الله عز وجل في أذان
ولا إقامة ولا خطبة وإلا يذكر
بعده الرسول صلى الله عليه وسلم
وكفى بذلك تعظيماً ومحبة وتجديداً
لذكراه وحثاً على اتباعه.
والله سبحانه وتعالى لم ينوه في
القرآن بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
وإنما نوه ببعثته ، فقال :
{ لقد منَّ الله على المؤمنين إذ
بعث فيهم رسولاً من أنفسهم }
(آل عمران/124) ،
وقال : { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم } (الجمعة/2 )
4- والشبه الرابعة يقولون :
الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه
ملك عادل عالم ، قصد به التقرب إلى الله !
والجواب عن ذلك:
ان الذي ابتدع مولد النبي والكثير
من الموالد البدعية ليس بعالم
ولا فقيه بل ملك ملك النااس
من رقابهم واحدث فيهم فساد عظيم
خلال حكم دولته وهم حكام
وامراء الدولة الفاطمية
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى
بالمولد النبوي هم بنو عبيد
الذين اشتهروا بالفاطميين
أما اقوال العلماء عن
الدولة الفاطمية العبيدية التي
أحدثت هذا الأمر ( المولد النبوي)؟:
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث
صاحب كتاب الروضتين في أخبار
الدولتين ص 200-202ع
ن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة
من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا
لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا
بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛
وكان والد عبيد هذا من نسل
القداح الملحد المجوسي وقيل كان
والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية
من بلاد الشام وكان حدادا .
وعبيد هذا كان اسمه ( سعيدا)
فلما دخل المغرب تسمى
ب( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي
وادعى نسبا ليس بصحيح
لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب
العلوية بل ذكر جماعة من العلماء
بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب

(المهدي) وبنى المهدية
بالمغرب ونسبت إليه
وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة
الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين
جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من
الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن
من إفساد عقائدهم وضلالتهم
والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه ، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة ( 567)،.
وفي أيامهم كثرة

الرافضة الشيعية
واستحكم أمرهم
ووضعت المكوس ( الضرائب )
وكانوا أربعة عشر مستخلفا .
.. يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي
أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك
بين العوام فصاروا يقولون بأن دولتهم
هي الدولة الفاطمية والدولة العلوية
لكي يبعدوا الشُبهه
عن أصلهم المجوسي اليهودي )
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك ليظهروهم أنهم فاطميون نسبة لفاطمة الزهراء رضي الله عنها وعلويون
نسبة لعلي رضي الله عنه
(أي أنهم علويون فاطميون )
على المنابر ويكتبونه على
جدران المساجد وغيرها
وقد قال ( الإمام المقريزي ) رحمه الله :
يقول في كتابه الخطط :
وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة
أعياد ومواسم وهي مواسم( رأس السنة)،
ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،
( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ،
( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ،
( ومولد الحسن والحسين عليهما السلام )،
( ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )،
(ومولد الخليفة الحاضر )،
( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ،
( وموسم ليلة رمضان ) ،
( وغرة رمضان )،(وسماط رمضان)،
( وليلة الختم )،( وموسم عيد الفطر )،
( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،
( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،
( وموسم فتح الخليج )،
( ويوم النوروز)،(ويوم الغطاس) ،
( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ،
( وأيام الركوبات )"أ.هـ.
وفي مايختص بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء:
(2/48)سنة (394):
( وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود
القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر).
• وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/105).
5- اما الشُبهه الخامسة في من قال:
إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة
التى تنفع ولا تضر ولكنها للتقرب لله بها
وبأجرها وحسناتها وهو وسيلة لشكر
وحمد الله على نعمة ارساله
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي لابأس بها:
ويجيب العلماء على ذلك بقولهم :
ليس في البدع شيء حسن ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد )
(أخرجه البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )،
فحكم على البدع كلها بأنها ضلالة ،
وهذا الذي يقول : ليس كل بدعة ضلالة ،
بل هناك بدعة حسنة ...!!!
قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين :
فقوله صلى الله عليه وسلم :
( كل بدعة ضلالة )
من جوامع الكلم ، لا يخرج عنه شيء ،
وهو أصل عظيم من أصول الدين ،
وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم :
( من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد )
( أخرجه البخاري )
، فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين
ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه
فهو ضلالة والدين بريء منه ،
وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال
أو الأقوال الظاهرة والباطنة " أ.هـ
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة
إلا قول عمر رضي الله عنه
في صلاة التراويح : ( نعمت البدعة هذه )
(صحيح البخاري ) .
والجواب عن ذلك أن هذه الأمور
لها أصل في الشرع فليست محدثة .
وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريد
البدعة اللغوية لا الشرعية ، فما كان له أصل في الشرع يرجع إليه ، إذا قيل :
إنه بدعة ، فهو بدعة لغة لا شرعاً ،
لأن البدعة شرعاً ما ليس له أصل
في الشرع يرجع إليه
النبي صلى الله عليه وسلم
والتروايح قد صلاها
النبي صلى الله عليه وسلم
بأصحابه ليالي وتخلف
عنهم في الأخير خشية أن تُفرض عليهم ،
واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها
أوزاعاً متفرقين في حياة
النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته ،
إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
خلق إمام واحد كما كانوا خلف
النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس هذا بدعة في الدين .
وكتابة الحديث أيضاً لها أصل في الشرع ،
وان كان ذلك كذلك ان الاحتفال بالمولد
هو نوع من الشكر والحمد لله على نبوة
الرسول الكريم وارساله لهم ....
هنا نقول لهم أيضاً :
لماذا تأخر القيام بهذا الشكر على زعمكم
فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة
والتابعين وأتباع التابعين ،
وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم
وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر ،
فهل كان من أحدث بدعة المولد
أهدى منهم وأعظم شكراُ لله عز وجل ؟
حاشا وكلا .
6-والشبهه السادسة التى
يقولونها مؤيدي الاحتفال بالمولد النبوي :
إن الاحتفال بذكرى مولده
صلى الله عليه وسلم ينبئ
عن محبته فهو مظهر من مظاهرها ،
وإظهار محبته صلى الله عليه وسلم
مشروع ولا بأس به !
والجواب والرد عليهم نقول :
لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم
واجبة على كل مسلم
أعظم من محبة النفس والولد والوالد
والناس أجمعين ولكن ليس معنى ذلك
أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا ،
بل محبته تقتضي طاعته واتباعه ،
فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته
، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته***** إن المحبّ لمن يحب مطيع
فمحبته صلى الله عليه وسلم
تقتضي إحياء سنته ،
والعض عليها بالنواجذ ،
ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال ،
ولا شك أن كل ما خالف سنته
فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة ،
ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده
وغيره من البدع ،
وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين ،
فإن الدين مبني على أصلين :
الإخلاص والمتابعة ،
قال تعالى :
{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن
فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم
ولا هم يحزنون } ( البقرة 112 )
، فإسلام الوجه لله الإخلاص لله ،
والإحسان هو التابعة للرسول وإصابة السنة
. 7- ومن شبههم ايضا يقولون
إن في إحياء ذكرى المولد وقراءة
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة حثاً
على الاقتداء والتأسي به !
وإيضاح هذه النقطة والتى يتخذها كثير
من الناس حُجة ومُبرر للاحتفال بالمولد النبوي
يكمن في إن قراءة سيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم
والتأسي به مطلوبان من المسلم
دائماً طوال السنة وطوال الحياة ،
أما تخصيص يوم معين لذلك بدون دليل على التخصيص فإنه يكون بدعة
( وكل بدعة ضلالة) [أخرجه أحمد 4/164 ،
والترمذي 2676 ] ،
والبدعة لا تثمر إلا شراً وبعداً
عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخلاصة القول اخوتنا في الله :
أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي
بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة
يجب على المسلين منعها
ومنع غيرها
من البدع ،
والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها ،
ولا يُغتر بمن يروّج هذه البدعة
ويدافع عنها ،
فإن هذا الصنف يكون
اهتمامهم بإحياء البدع أكثر
من اهتمامهم بإحياء السنن ،
بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً ،
ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده و
الاقتداء به ، وإن كان هذا
الصنف هم أكثر الناس
، وإنما يقتدي بمن سار على
نهج السنة من السلف الصالح
وأتباعهم وإن كانوا قليلاً ،
فالحق لا يُعرف بالرجال ،
وإنما يُعرف الرجال بالحق .
قال صلى الله عليه وسلم :
( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور

، فإن كل بدعة ضلالة )
( أخرجه أحمد ، والترمذي )
فبين لنا صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث الشريف
بمن نقتدي عند الاختلاف ،
كما بين أن كل ما خالف السنة
من الأقوال والأفعال فهو بدعة ،
وكل بدعة ضلالة .
والشُبهه الأخيرة التى يتحجج
بها مؤيدي ومناصري هذه البدعة

الشُّبهةُ الثامنة :
قولُهم:
إنَّ الاحْتِفالَ بالمولدِ عادةٌ
وليس عِبادةً؛
فلماذا تُنكرون علينا العاداتِ؟!!!!!!!!
واجابة العلماء على هذه المغالطة في قولهم:
وهذه مُغالَطةٌ منهم وهُروبٌ من الواقِع
والحَقيقةِ، وإلَّا فكيف يُقال لاجتِماعٍ
فيه قِراءةٌ للقرآنِ، وذِكرٌ لله
ودُعاءٌ، وتذكيرٌ بسِيرةِ
المصطفى صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم
وشمائلِه؛ يَتقرَّبون به إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَدْعُون الناسَ إليه،
ويَحثُّونهم عليه؛ ويَعدُّونه
مِن أجَلِّ أعمالِهم التي يَرجُون
بها الأجرَ والثوابَ؛ كيف يقولون
عن مِثل هذا: إنَّه عادةٌ وليس عِبادةً؟!
فما هي العبادةُ إذنْ؟!
ولو سُئل المحتفِلُ بمولدِ
النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
لماذا تَحتفِلُ؟ سيقولُ:
لأنِّي أُحبُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
فلو قِيل له:
هل الاحتِفالُ بمولِدِه صلَّى الله عليه وسلَّم
طاعةٌ أو معصيةٌ؟
قطعًا لن يقولَ:
هو معصيةٌ؛ إذْ كيف يَحتفِلُ بمعصيةٍ؟!
سيقول: إنَّها طاعةٌ وقُرْبةٌ،
فيُقال له:
هل عَلِم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
هذه الطاعةَ أم جَهِلها؟
فقطعًا لن يقولَ: جَهِلها؛
فإنْ قال: عَلِمَها، سألْناه:
هل بلَّغَها لأُمَّتِه أو كتَمَها؟
وهنا لا يُمكِن أن يقول:
كَتَمها، فإنْ قال: بلَّغَها. قُلنا له:
هاتِ الحديثَ الذي حثَّنا فيه
النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
على الاحتِفالِ بمولدِه ،
وسنكونُ نحنُ أوَّلَ المحتفِلين به؛
لأنَّنا نُحبُّه وحَريصونَ أشدَّ الحِرْصِ
على اتِّباعِ سُنَّته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم،
وهيهاتَ هيهاتَ أنْ يأتِيَ
بحديثٍ واحدٍ صحيحٍ أو ضَعِيفٍ
فيه الحثُّ على ذلك، أو حتَّى فِعلُه أو تَقريرُه!
لذلك اخوتنا الكرام
لادليل ولا حُجة ولا مُبرر لفعل هذه البِدعة
سوى إتباع الهوى واللهو وإفساد الدين
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي
لم نجد له أصلاً في سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا في سنة خلفائه الراشدين ،
إذن فهو من محدثات الأمور
ومن البدع المضلة ،


وهذا الأصل الذي تضمّنه هذا الحديث
وقد دل عليه قوله تعالى :
{ فإن تنازعتم في شيء فردوه
إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون
بالله واليوم الآخر ذلك
خير وأحسن تأويلاً } ( النساء /59 )
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم ،
والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته ،
فالكتاب والسنة هما المرجع
عند التنازل ، فأين في الكتاب والسنة
ما يدل على مشروعية
الاحتفال بالمولد النبوي ؟
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نأتي الأن ونحاول معرفة أحكام
العلماء في الاحتفال ببدعة المولد النبوي
فحكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب المالكي
حسب المذهب المالكي فهذه بدعة
ومن يتبعها فهو يفعل ذلك اتباعًا لهواه.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الشافعي
حسب المذهب الشافعي فإن الاحتفال
بالمولد النبوي هو بدعة لا أصل لها في الشريعة.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حسب المذهب الحنبلي
لم يذكر الإمام أحمد بن حنبل شيئًا عن الاحتفال بالمولد النبوي ولكن بعض الحنابلة ذكروا بأن المولد النبوي
تذكيرًا به وليس احتفالًا.
قول الإمام تاج الدين عمر بن سالم اللخمي
لقد قال الإمام تاج الدين المشهور بـ الفكهاني رحمة الله عليه من صفحة العشرين لصفحة واحد والعشرين في كتاب المورد في عمل المولد وحكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة “لا أعرف لهذا المولد
أصلاً في سنة ولا كتاب”.
ويقال من هذا الكتاب أيضاً ” ولا يتم نقل عمله عن واحد من الذين يكونوا من علماء الأمة، والذين يكون لديهم الثبات والقدوة في الدين والمتمسكين بآثار المتقدمين،
بل هو يكون بدعة “.
قول العلامة ابن الحاج
قال العلامة ابن الحاج رحمه الله عليه في المدخل من الثاني إلى الثلاثمائة والثاني عشر نقلاً من القول الفاصل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة إنكاره لانه بدعة لم تكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ولازمن الصحابة ولا التابعين
طوال الثلاثة قرون الفاضلة ......
قول الإمام السخاوي
قال هذا الإمام نقلاً من المورد الروى
في المولد النبوي لملا علي قارئ
بصفحة الثاني عشر} أصل عمل المولد لم ينقل
عن أحد من السلف الصالح في القرون
الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث
بعدها بالمقاصد الحسنة. {
قول الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز
لقد قال الشيخ الإمام عبد العزيز
بن عبد الله بن باز رحمة الله عليه على إن الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه
لا يجوز ولا حتى غيره،
وهذا لأنه يعتبر من البدع
التي تكون محدثة بالدين.
وهناك سبب آخر على هذا ويكون
بأن الرسول صلاة الله عليه وسلم
لم يقم بفعل هذا الاحتفال ولا حتى
خلفائه الراشدون من بعده
ولا حتى غيرهم من
صحابة الرسول رضوان الله عليهم جميعاً.
ولا حتى التابعين لهم فهؤلاء كلهم
أعلموا بسنة رسول الله
وأكمل حباً للنبي محمد صلاة الله عليه،
لقد ثبت عن الرسول صلاة الله عليه
أنه قال “من أحدث في أمرنا
هذا ما ليس منه فهو رد“.
وقال الرسول في حديث آخر
“عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة “.
قول الشيخ محمد بن عثيمين
لقد قال هذا الشيخ رحمة الله عليه
أن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له
يتمم لنا الإيمان، ولا شك بأن
بعثة الرسول صلاة الله عليه وسلم
خير لكل الأمم والإنسانية عامة.
وقال تعالى :
قل يأيها الناس
إني رسول الله إليكم جميعاً الذي
له ملك السنوات والأرض لا إله إلا
هو يحيي ويميت فآمنوا بالله
ورسوله فآمنوا بالله ورسوله النبي
الأمي الذي يؤمن بالله
وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الاعراف158.
يجب أن يتم تعظيمه والتأدب معه
وتوقيره واتخاذه إماماً ومتبوعاً
إذا كان كذلك إلا تجاوز
ما شرعه الله لنا من العبادات.
قول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
كما أن الذي تم وروده في السنة
والكتاب لا يخفي أمر ما شرعه الله ورسوله،
والنهي عن القيام البدع في الدين،
وقال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران31.
وقال الله تعالى :
( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) الانعام 153
ولقد قال الرسول صلى الله عليه :
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
، وفي رواية لمسلم يقول:
إن الذي يعمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد وإن الناس تصنع بدع منكرة لهذا الاحتفال.

اخوتنا الكرام
نختم هذا البيان وهذه الخطبة
بأحدى تسجيلات العالم
الشيخ الألباني في مناظرة
بينه وبين احد الشيوخ حول الاحتفال
بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
ومدى مشروعيته
فهذه المناظرة تبسط الاجابة
على كل استفهام وسؤال حول مشروعية
الاحتفال ببدعة المولد النبوي
وتبين كذلك ايضاح لكل الشبهات التى
يتحجج بها من يقول نحن نُحب النبي

ولابأس في أن نفرح لمولده ونتقرب الي الله بذلك

فيقول :
فقد سأل الشيخ الألباني محاوره
اجابة لسؤاله حول مشروعية الاحتفال بالمولد
فقال له الشيخ :
هل الاحتفال خير أم شر ...؟
محاور الشيخ :
انه خير
الشيخ الألباني :
حسناً هذا الخير هل كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم وإصحابه يجهلونه
ولايعلمون ان فيه الخير ..؟
محاور الشيخ:
لا
الشيخ الألباني :
انا أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا
بل يجب أن تبادر
وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير
إن كان خيراً أو غيره على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه ونحن لم
نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق
محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً
هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء

لذكره صلى الله عليه وسلم
وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ،

نسمعها من كثير من الناس
وقرأناها في كتبهم ؛
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
حينما دعا الناس
هل دعاهم إلى الإسلام كله
أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .

الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ،

بعد ذلك فُرضت الصلوات ،
بعد ذلك فُرض الصيام ،
بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛
ولذلك امشِ أنت على هذه السنة
الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل

أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه
رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق

رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذه لا يختلف فيها اثنان
ولا ينتطح فيها كبشان ،
وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

التي تؤيد هذا الكلام :
1. قوله صلى الله عليه وسلم :

( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله
إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً

وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى
فينبغي أن يكون
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟

أنا لا أريد منك أن توافق دون
أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ،
ولك كامل الحرية في أن تقول :
أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ

حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .


الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم

إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز

إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛

فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

. ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي
وغير العلوي في هذا الصدد
وهم لايستدلون بدليل سوى
أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد

أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون
على أن هذا المولد لم يكن في عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد الصحابة الكرام
ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون :

وماذا في المولد ؟
إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول :

لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ))
وهو في الصحيحين .
وقرنه صلى الله عليه وسلم
هو الذي عاش فيه وأصحابه ،
ثم الذين يلونهم التابعون ،
ثم الذين يلونهم أتباع التابعين .
وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير

نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟
هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لمن كان معه في زمانه
إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ،

فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ،
والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ،
فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم
العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛
فأنا أقول إن الدكتور
هنا أعلم من ابن سينا زمانه
لأنه جاء بعد قرون طويلة
وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن
هذا لا يزكيه عند الله
ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛
لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ،
ونحن نتكلم في العلم الشرعي
بارك الله فيك .
فيجب أن تنتبه لهذا ؛
فعندما أقول لك :
هل تعتقد أننا يمكن أن نكون
أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي
لا العلم التجربي كالجغرافيا
والفلك والكيمياء والفيزياء
. وافترض مثلاُ في هذا الزمان
إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لكن هو أعلم الناس بعلم من
هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟

محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك

العلم بل نتكلم في العلم الذي
نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ،
وكنا قبل قليل نتكلم
في الاحتفال بالمولد ؛
فيعود السؤال الآن وأرجو
أن أحضى بالجواب بوضوح
بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من

عقل وفهم أنه يمكننا ونحن
في آخر الزمان أن نكون
أعلم من الصحابة والتابعين
والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي
وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير
والتقرب إلى الله
من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ،

وهم أعلم منا بتفسير
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ،
هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن

ربما الآن أكثر من زمان
الرسول صلى الله عليه وسلم ؛
فمثلاً الآية القرآنية
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88)
فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لأحد في زمانه إن
الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟!
ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة –

أن نسجل عليك حيدةً ثانية .
يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء
، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم

وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن

حوله ليس له علاقة بالعمل ،
له علاقة بالفكر والفهم .
ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة
وأثبتنا لك أن الذين ينقلون
الآية للاستدلال بها على أن الأرض
تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق
بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون

رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة
علمية أو كونية أكثر من صحابي
أو تابعي الخ ؛
لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛
فاليوم مثلاً العلوم الفلكية
ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن
مالذي يستفيدونه من ذلك ؟
لاشيء . فنحن الآن لا نريد
أن نخوض في هذا اللاشيء ،
نريد أن نتكلم في كل شيء
يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن
الآن نريد أن نتكلم في
المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً

لكان سلفنا الصالح وعلى
رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعلم به منا
وأسرع إلى العمل به منا ؛
فهل في هذا شك ؟

محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان

النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل –
إذاً هذا الخير ماكان في زمن
الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه

– وهم أعلم منا – ،
أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ -

وهذا هو القول الأقرب
والأفضل بالنسبة للقائلين
بمشروعية الاحتفال بالمولد –
فلماذا لم يعملوا به ؟!
هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي

أو تابعي أو عالم منهم أو عابد
منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به

أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا
وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول

الرسول صلى الله عليه وسلم _
فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس

محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل
أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في
سبيل الله تعالى ،
ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وتلقوا العلم منه غضاً طرياً
بدون هذه الوسائط الكثيرة
التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم
، كما أشار صلى الله عليه وسلم
إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن

غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )
يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة

رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور
أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى
وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم
عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع
أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي

أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟

محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات

وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ
_ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها
ومؤمن بها ولا فرق بين عالم
وطالب علم وعامِّي في معرفة
هذه الحقيقة وهي :
أن الإسلام كَمُلَ ،
وأنه ليس كدين اليهود والنصارى
في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى :

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال :

وهي طريقة أخرى لبيان أن
الاحتفال بالمولد ليس خيراً
غير الطريقة السابقة وهي أنه لو
كان خيراً لسبقونا إليه وهم
أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن

كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول :
هل نحن جميعاً
من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له
هل نحن متفقون –
كالاتفاق السابق
أن هذا المولد ماكان في زمان
الرسول صلى الله عليه وسلم –
هل نحن متفقون الآن على أن
هذا المولد إن كان خيراً فهو
من الإسلام وإن لم يكن خيراً
فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية :

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))
لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛
فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ،

ولا تظن أني من المشائخ الذين
يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس :
اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ،
لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم
مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً .
إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير

فهو من الإسلام وإذا لم يكن
من الخير فليس من الإسلام
وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد
لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛
فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف

عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة –

لاحظ يقول بدعة واحدة وليس
بدعاً كثيرة – يراها حسنة
فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم
خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ،

ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك :

اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ

عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً .

انتهى كلامه .

متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟
في القرن الثاني من الهجرة ،
أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛

لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ،
وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وعن أقوال الأئمة الذين نزعم
نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ،
بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة

يقول بلسانٍ عربيٍ مبين :
"فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛
فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ،

ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة
بين علماء يتمسكون بالسنة
وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا في عهد الصحابة
ولا في عهد التابعين
ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ،

وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين

يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك :

ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً
ولا يَصلُح آخر هذه الأمة
إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟

بإحداث أمور في الدين والُتقرب
إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى

الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي

مشروع ضد هذا الاحتفال
غير المشروع , هذا الاحتفال
المشروع كان موجوداً في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس
غير المشروع ،
مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع

عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر

في كل أسبوع مرة واحتفالهم
غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين :

أن الأول عبادة ويتكرر
في كل أسبوع بعكس الثاني
غير المشروع فلا هو عبادة
ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا

ما أنزل الله به من سلطان ،

وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح
مسلم رحمه الله تعالى عن
أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى

النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ،

وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول :

كيف تسألني فيه والله قد أخرجني
إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين

شكراً لله تعالى على خلقه لي
فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود

يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون
أن صوم عاشوراء قبل فرض
صيام شهر رمضان كان هو
المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى
المدينة وجد اليهود يصومون
يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛
فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى
وقومه من فرعون وجنده
فصمناه شكراً لله ؛
فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم ))
فصامه وأمر بصومه فصار
فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه))
.
فصار صوم عاشوراء سنة

ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا

أن الرسول صلى الله عليه وسلم
شارك اليهود في صوم عاشوراء
شكراً لله تعالى أن نجى موسى
من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا
باب الشكر بصيام يوم الاثنين
لأنه اليوم الذي وُلد فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
واليوم الذي
أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين

يحتفلون بالمولد الذي
عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل
أعرف ان كثيراً منهم يصومون
يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛
لكن تُرى أكثر المسلمين
يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ،

لكن أكثر المسلمين يحتفلون
بالمولد النيوي في كل عام مرة !
أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه

بين المسلمين جميعاً وهو
صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور
المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة :

هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون

عن المولد لماذا لا يبينون للناس
أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع
بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من
الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!

وصدق الله تعالى
(أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر

وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة

( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه
على قارعة الطريق لكان
فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛

فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير
كاستبدالنا المولد النبوي
الذي هو كل سنة وهو لا أصل
له بالذي هو خير وهو الاحتفال
في كل يوم اثنين وهو احتفال
مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر
في ذلك وهو أنك تصومه
شكراً لله تعالى على أن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ،
وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع ))
.
والله تعالى يقول :

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ
رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛

ولذلك أقاطعك بسؤال :
هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً :

إذا كان هناك عبادة مشروعة ،
لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
ما وضع لها زمناً معيناً ،
ولا جعل لها كيفية معينة ؛
فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا
زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟
هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى :

(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ

أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ
ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا
إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه
هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً –
أشكلت عليه فقال:
إنا لسنا نعبدهم قال:
( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه
ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ،
فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

=======
(*) مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى . رقم الشريط 94/1


اخوتنا الكرام
بعد أن علمنا وعرفنا أن خير القرون
الاولى هي افضل القرون وأقربها للتقوى
وحُب النبي صلى الله عليه وسلم
ولسُنته وهديه وطريقته المُثلى
فلم يغيب عنهم أي امر فيه خير لهم
في الدنيا والاخره الا فعلوه واخذوا اوامره
من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم
الا بدعة المولد ومايحدث فيه ومايقال عنه وحوله لم يأخذوه من احد ولم يعملوه ولم يفكروا حتى فيه
لانهم ببساطة يعلمون أكثر
من هذه القرون المتأخرة
ان لا فائدة فيه ولا خير فيه
ولو فيه جزء من خير
لفعلوه ...............
فهل نتعض نحن في هذا الزمان ونلتزم
بمنهج وسُنة وطريقة
النبي صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام .....
أم نتبع شهواتنا وأفكارنا الضالة واتباع
أأمة الضلال والكُفر في اباحة ماليس من السُنة
ولا من عمل الصحابة بحجج واهية
هنا أستطيع أن اقول لكم
إن كنتم تحبون الله ورسوله فلا
تحتفلوا ببدعة مولده صلى الله عليه وسلم
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا
ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك
صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها


[/frame]

الرابط الأصلي للموضوع : http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=39111



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 01-04-2022 الساعة 04:40 AM

قديم 12-24-2021   #24


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )



كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق



كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله

( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي ازدانت طيبته ،
بأنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فهو الذي جعل المنابر مكان للدعوة لله ولدينه
ولتشريعاته التى أتى بها مُرسلاً من
الله تبارك وتعالى كنبي ورسول
ومبعوث رحمة للعالمين فلم يجعل
رسولنا صلى الله عليه وسلم المنابر مكان للدعوة لغير الله
ولا لٍاحداث الفِتن والصراعات الطائفية والقبلية
ولا للدعوة لأشخاص يُرجى منهم
المطامع الشخصية الدنيوية
ولا لسب وشتم ولاة الامر من امراء
وملوك ورؤساء بلداننا ولا الدعوة
للخروج عليهم كما تفعل فئة من الخوارج
( القواعد ) الذين يقعدون على المنابر
ووسائل الاعلام
يدعون للخروج على الحكام
وتكفيرهم وتكفير كل من يختلف معهم....
من على المنابر والوسائل الاعلامية المختلفة...
بل جاءت المنابر لتكون مكان ومصدر
للدعوة والأصلاح والنُصح والأرشاد
في السلوك العام والخاص من نهي عن مُنكر
وأمر بالمعروف ....
بالكلمة الطيبة النظيفة
ولقضاء حوائج
المسلمين من فهم عقيدتهم وبيان صلاحها
وكيفيه فهمها الفهم الصحيح
الذي لا يخالطه زيغ ولا اباطيل ولا شبهات
بدون الدخول في مطبات الفلسفة والهرطقة
والنقاشات الجدلية التى تزيد من حِدّة التفرق
بين المسلمين في مابينهم .....
فقد جاء في كتابه العزيز الذي لايأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قوله جلاّ في عُلاه :
( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا
مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) الجن 18
وفي سؤال للشيخ العلامة إبن باز ( رحمه الله )
وهذا الشيخ لمن لايعرفه
فهو أحد العلماء المعتمدين من أهل السُنة والجماعة
عن دور المنابر في الدعوة لله فقط دون غيره
فقال السائل :
شيخ عبد العزيز ! رسالة المساجد
ورسالة المنبر في الإسلام رسالة يكتب
عنها كثير من إخواننا المستمعين،
البعض منهم يقول:
لقد انحرف الناس بالمنبر
عن رسالته، وآخرون يقولون:
لقد حرمنا من أعز بقاع الأرض
وأطهرها بيوت الله
فلا نستطيع الجلوس فيها
ولا المذاكرة ولا الدراسة،
وآخرون أيضاً يقولون:
لقد استخدمت المنابر لغير
الدعوة إلى الله فهي تدعو
إلى يوم كذا وحزب كذا وهلم جرا.
يمثل هذه القضايا سماحة الشيخ أخوان
من الجزائر يسألون
عن هذه القضية سماحة الشيخ،
وأعتقد أن الموضوع يهم جميع
المسلمين فلو تكرمتم بمعالجته؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه
على وحيه؛ نبينا وإمامنا
وسيدنا محمد بن عبد الله،
وعلى آله وأصحابه
ومن سلك سبيله واهتدى
بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلا ريب أن المسجد والمنبر هما الوسيلتان
القديمتان في توجيه الناس إلى الخير،
وتعليم الناس ما ينفعهم
وتبليغ الناس رسالة ربهم
سبحانه وتعالى،
وقد بعث الله الرسل عليهم الصلاة والسلام
يبلغون الناس رسالات الله،
ويعلمونهم شريعة الله،
هكذا بعث الله الرسل من
آدم عليه الصلاة والسلام
ثم نوح ثم من بعدهم من الرسل،
كلهم بعثوا ليبلغوا رسالات الله
من طريق المساجد والمنابر،
سواء كانت المنابر في المسجد
أو في غير المسجد،
وسواء كان المنبر مبنياً
أو غير مبني، فقد يكون المنبر
ناقة أو فرساً أو غير ذلك من الدواب
التي تركب، قد يكون المنبر
محلاً مرتفعاً تبلغ منه رسالة الله.
فالمقصود أن الله جل وعلا شرع لعباده
أن يبلغوا رسالات ربه، وأن يعلموا الناس
ما بعث الله به رسله من كل طريق،
ولكن المنبر والمسجد هما أهم طريق،
فرسالة المسجد رسالة عظيمة،
يجب على جميع العلماء
ومعلمي الناس الخير أن يعنوا بها،
وأن يعيدوها إلى حالها الأولى،
وأن يفقهوا الناس في دينهم
من طريق المسجد؛ لأنه مجمع
المسلمين في الجمع وغيرها.
ولا يجوز لولاة الأمور ولا غيرهم
أن يحولوا بين الناس وبين هذه المنابر
إلا من علم بأنه يدعو إلى باطل فإنه
يمنع أينما كان، أما من دعا إلى الحق والهدى
فالواجب أن يشجع وأن يعان،
وأن تسهل له الوسائل التي يبلغ بها أمر
الله وشرعه سبحانه وتعالى.
بل التبليغ مطلوب في كل مكان،
حتى ولو كنت في الطريق تمشي مع أخيك
أو مع إخوانك، حتى ولو كنت على
مائدة تأكل منها مع إخوانك تبلغ
رسالة الله في أي مجتمع وفي أي مكان
تستطيع التبليغ عليك أن تبلغ.
والله جل وعلا يقول
( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)النحل:35
، ويقول سبحانه:
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
)المائدة:67
ويقول الرسول ï·؛:
بلغوا عني ولو آية
ويقول عليه الصلاة والسلام:
نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها
ثم أداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع.
وكان إذا خطب الناس عليه الصلاة والسلام يقول:
فليبلغ الشاهد الغائب
ولما خطب الناس في عرفات
في حجة الوداع في أعظم جمع
لما فرغ من خطبته قال:
فليبلغ الشاهد الغائب،
فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال:
وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت
ونصحت، فجعل يرفع إصبعه
إلى السماء ثم ينكبها إلى الناس ويقول:
اللهم اشهد، اللهم اشهد
هكذا يقول عليه الصلاة والسلام،
وهكذا يشجع الناس على البلاغ والبيان.
فأي طالب علم منّ الله عليه بالعلم،
وكل عالم فتح الله بصيرته ، وجب أن يستغل
ما أعطاه الله من العلم،
ويستغل كل فرصة تمكنه فيه الدعوة
حتى يبلغ أمر الله، وحتى يعلم الناس
شريعة الله، وحتى يأمرهم بالمعروف
و ينهاهم عن المنكر، وحتى يشرح لهم
ما قد يخفى عليهم مما أوجب الله عليهم
وحرم عليهم، هذا هو الواجب على جميع
أهل العلم فهم خلفاء الرسل وهم ورثة الأنبياء
فعليهم أن يبلغوا رسالات الله، وعليهم
أن يعلموا عباد الله شريعة الله،
وعليهم ينصحوا لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم
.( أنتهى كلام الشيخ بن باز... )
الاخوة الكرام
من هنا بعد ما تم بيان ما دور المنابر
في الاصلاح والارشاد والتوعيه والنُصح
نتحدث في هذه الجمعة عن موضوع
في غاية الأهمية وأهميته تكمن في أن الله
سبحانه وتعالى أوضحه لعباده المؤمنين به
من وجوب العمل بما نقول ، إن اردنا أن نكون
دُعاة لشرع الله وناصحين لأخوتنا المسلمين
ونحرص أشد الحرص في أن نكون
مستحقين المكانة والموضع الذي وضعنا فيه أنفسنا
لنكون دُعاة للخير والصلاح ....
فإن أردنا ذلك فوجب علينا ان نحرص لنكون قدوة
حسنة لكل من نعمل على نصحهم وأرشادهم
وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم
لنكون خير مثال يُحتذى به وتطبيق عملي على
مانقوله لهم من نصح وارشاد
وبذلك نكون قدوة حسنة
لكل من يتلقى النصيحة والارشاد من أفواهنا....
أما ان ننصح ونرشد ونقف على المنابر
خطباء ناصحين مُرشدين
سوى كُنّا من رواد المنابر في المساجد أو كُتّاب في
المرابع الثقافية أو المنتديات
وفي الوقت نفسه
لانعمل بما نقول وكأن الامر
لايعنينا من قريب أو بعيد ........
هنا نكون قد دخلنا لموضع شبهه وشك ونفاق
وربما تنطبق علينا ايات الله التى تقول
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وكذلك الاية الكريمة التى توضح
أن العمل لابد أن يقترن بما نقوله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
فموضوع الخطبة ليس موجهاً لشخص بعينه
ولا بحالة خاصة في هذا المنتدى بعينها ....
فالكل يعرف ويعي الحلال من الحرام
والمصداقية من الكذب والنفاق...فالكل معروف
ولا تخفى على القارئ والمُطلع خافية ....
فالكل قرأ الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة
على تحريم الصور وتعليقها ونشرها ومعى ذلك
يستمرون في الاهتمام بها وتركها تتحدث بأسمهم ..!!!
ولكن الموضوع هو تذكير لي ولكم ولكل من
أختار أن ينصح ويرشد ويصلح حال الأخرين
اذا هو تذكير وبيان عام يختص
بمن ينصح الناس ويرشدهم سوى على المنابر
في المساجد أو في أي مكان يكتب فيه
مثل المنتديات والمرابع الثقافية
لفعل الطيبات
فطالما هو نصح الناس وتكلم
فقد اصبح قدوة لهم ومثال على مصداقيته
وصدقه وحُبه لأصلاح أحوال من يحبهم
أما أنه لايبالي بما يقول ولا يطبقه على نفسه
أولاَ...ولايهتم بمن ينظر له كقدوة حسنة ...
هنا سيقع تحت طائلة الآية الكريمة:
(1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
(2) تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
(3) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
(4) أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ) الصف
وهو ذاته واقع في الخبائث
وبيان موقف الأسلام والتشريع منه
كالذي ينصح الناس على الصلاة
وهو لايصلي وينصح الناس
بعدم اتباع النصارى في اعيادهم
وهو يحتفل مثلهم باعياد الميلاد
ويوقد الشموع ويزين اشجار اعياد الميلاد
في بيته بمختلف انواع الزينات
والذي يكتب وينقل النصائح الدينية
وهو يرتكب التحريم ويتخذ من صور فُساد هليووود
وبوليووود والعربيات ملصقات
وشعاراًت له تتحدث بأسمه......
أو كالذي ظهر علينا في التلفاز وعلى المباشر
يغني لأم كلثوم
( لسه فاكر )وهو مُرتدي عمامة الأزهر
وحجته في ذلك ان الغناء مثل ماتقول التصارى
غذاء الروح ...فلا بد أن يروح الانسان عن نفسه !!!!!!
فهل أصبح في زمننا هذا نجوم الغناء
والرقص والدعارة العاريات الكاسيات
هُنّ وهم من يغذون أرواحنا بأغانيهم...؟
وهل أقتدينا بهذا المُعمم الذي يغني
وجعلناه قدوة لنا لمزيد من الأبتذال
وهجر القرآن الكريم غذاء الروح الفعلي
وأستبدلناه بالمعازف والاغاني ...؟
فأي قدوة هذا يستحق ان تقتدي به الناس ...؟

فالذي يحاول بقدر استطاعته وبما اتاه الله
من علم ومعرفه بخبايا النفوس وما تحمل
أن ينصح اخيه أو اخته من داخل المجتمع المسلم
لابد أن يكون قدوة للمنصوح الذي تلقى
النصيحة والارشاد والتوجيه حتى يتعلم
من سمع النصيحة والشرح والبيان من تحذير
ومن نُصح ومن إرشاد وتوجيه
فالمسلم البسيط ( العامي ) يحتاج الى القدوة
الحسنة ليجتهد في إصلاح نفسه وسلوكه سوى
في المعتقد أو في جميع مايختص بحياته الشخصية
وعندما يقول له المُرشد والناصح والمهتم بالاصلاح
أن القدوة الحسنة هي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الابرار
والتابعين لهم بأحسان والمُتخذين كتاب الله
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهج وطريق
ووسيلة لرضى الله عزوجل
هنا ينظر الانسان البسيط العامي الذي لم يتحصل
على نصيب من العلم والمعرفة
بامور دينة
ينظر للناصح هذا بمنظار القدوة الذي يتعلم
منه ماغاب عنه
عن طريق دروس عملية ......
تماما كما كان يحدث للصحابه الابرار
رضوان الله تعالى عليهم
فكانوا المسلمين الأوائل يستمعون

للرسول صلى الله عليه وسلم
بقلوبهم وأفئدتهم لبيانه صلى الله عليه وسلم
ويأخذون هديه ونصائحه
وارشاده لهم ، يتخذونه كواجب مُلزم التنفيذ
لانه صادر من نبي ورسول بعثه الله سبحانه وتعالى لهم
وكذلك لفهمهم النصوص القرآنية الدّالة على
اتباع ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مثال ذلك
قوله سبحانه وتعالى :
(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فكانوا رضوان الله تعالى عليهم يستمعون ويفهمون
ويقتدون به صلى الله عليه وسلم في كل افعاله واقواله
فكان صدقه صلى الله عليه وسلم

وإيمانه وعزمه وخُلقه وأخلاقه
التى اشتهر بها بين قبيلته قبل البعث ،
كانت وسيلته لأقناع ونشر الدعوة بين الناس
لان الله سبحانه وتعالى بين وأوضح ان شروط القبول
هو المصداقية والصدق في النصح والارشاد
وتطبيق مايتم قوله لهم بالعمل ليتطابق مايتعهد به
ويتكلم عنه وينصح به ويرشد عليه ،
فأوضح سبحانه وتعالى في سورة كريمة
أعدها العلماء من السور القرآنية العظيمة
وهي سورة الصف حيث قال تعالى:
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف
وفي شرح هذه الآيات
للعلامة إبن كثير ( رحمه الله ) قال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
هو إنكار على من بعد عدة ، أو يقول قولاً لايفي به ،
ولهذا إستدل بهذه الآية الكريمة من
ذهب من علماء السلف ، الى أنه يجب
الوفاء بالوعد مطلقاً ، سواء ترتب
عليه غرم الموعود أم لا ...
واحتجوا أيضا من السُنة بما
ثبت في الصحيحين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
آيات المنافق ثلاث : اذا حدث كذب
واذا وعد أخلف واذا أٌتمن خان....
وايضاً جاء في الحديث
الصحيح الاخر قوله
صلى الله عليه وسلم : أربع من
كُن فيه كان كان منافقاً خالصاً،
ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة
من نفاق .. حتى يدعها ...( صحيح البخاري ) أ.هـ

فالذي يدعوا الناس للخير ولا يعمل به
ويدعوا للتوحيد وعبادة الله وحده وعدم اتباع
البِدع والضلالات ومن جه اخرى نراه يتبرك
بالقبور ويحتفل بالموالد كالنصارى
وكأن الذي ينصح به الناس لايشمله هو....
هنا اخوتنا الكرام
قد اوقع هذا الداعية أو المُصلح أو المهتم
بالشأن الديني الدعوي التربوي فوق المنابر
أو على دكة المرابع الثقافية والمنتديات
كأنه اوقع نفسه في دائرة المنافقين
الذين يقولون ما لا يفعلون ,,,,,
عندها سيفقد مصداقيته بين من ينصحهم
وإن فقدها فا بالطبيعي لن يستمع له احد
ولن يأخذ منه احد نصيحة ولا ارشاد ولا عِلم
لانهم تبينوا أن المُصلح والمُرشد والناصح
لايعي مايقول ولم يقتنع هو بما يقوله لهم
من هنا يبدأ الشك في كل كلامه لانه لم يكن
قدوة حسنة يتعلمون منه عملياَ امور دينهم
ففي هذا الزمان والله المستعان
يكثر الناصحون والمرشدون وأنصاف العلماء
بالنصح والارشاد للاخرين
دون أن ينتبهوا لسلوكهم الخاص بهم
والذي لايطابق ما ينصحون به وما يتكلمون عنه
وكأن النصيحة او نشر العلم للاخرين فقط
وليس له هو ....
والسؤال هو لماذا يفعلون ذلك
أي يقولون مالا يفعلون ....؟
الاجابة بسيطة وهي أنه أراد من فعل ذلك
عدة نقاط اهما:
أنه يريد أن يكون مُثار انتباه الناس وتحت انظارهم
لأشهار نفسه وتعبئة نقيصة لايستطيع أن يملأ فراغها
الا بالظهور بمظهر المُصلح التقي الورع الناصح
للكل ,,,,في الوقت نفسه لايقبل نصيحة من أحد...
وثانيا ليختبر الذين تلقوا نصائحه في هل يقتنعوا
بما لم يقتنع به هو أم لا ....
والنقطة الاخيرة وهي خطيرة
في أنه يريد أن يزعزع مكانة المُصلح والناصح
والمُرشد لتسهيل وتمييع التشريعات
والأوامر التى أتى بها الشرع
حتى يجعل كل الدُعاة والمصلحين الحقيقيين
جنبا الى جنب مع المنافقين الذين يقولون مالا يفعلون
حتى تُقام الحُجة للمتنطعين الذين يحاربون الله ورسوله
فمثلاً الذي ينصح الناس ويكتب في المرابع الثقافية
ويتحدث بأستمرار عن السُنة النبوية وتطبيقها
وفي الوقت نفسه نراه مُبتعد عن ما يتحدث عنه...
أو كالتى تتغزل في السُنة وتمدحها في كل موضوع تكتبه
وهي تترك أمر جاء به القرآن الكريم وأيدته السُنة
بأحاديث صحيحة ثابته وقوية
مثل نشر الصور وتأييد نشرها...
وكأنه وضع نفسه خارج نطاق الشبهات
وهنا المتلقي للنصيحة ينظر لصاحب النصيحة
ويتعلم منه ويسترشد بما يقول عملياً
ليزداد فهم وتثبيت ماسمعه منه...
ولكن يفاجأ المسلم البسيط بأن الذي نصحه
وارشده لم يعمل بما ينصح به الاخرين....
وكأن هذا الناصح او المرشد او الداعيه
لاتهمه نفسه ولا نفوس من يستمعون له
ويقتدون به وبما يقول ....
ولا خوفاً من أن ينتقدوه في دينه ...
فيظهر للاخرين في كل مكان أنه صاحب
رأي ومشورة وناصح امين
سوى في المساجد أو المرابع الثقافية
من منتديات وغيرها .....
وحين يدقق المسلم الذي يحتاج للنصح
والتوجيه ، في سلوك هذا الداعية أو هذا الناصح
الذي يتربع على كرسي المنابر وعلى ديوانيات
المجتمع وعلى المرابع الثقافية والمنتديات الاسلامية
والاقسام الاسلامية في المنتديات الغير متخصصة
يجده لايعمل بما يقول .....
وهنا المتلقي يرفض كلام هذا الناصح او الشيخ
او العالم ، حتى وان أتى بعلم صحيح
الا ان سلوكه الشخصي غير مطابق لما جاء به
وهنا مصداقيته أصبحت غير مقبوله
اي بمعنى انه أصبح منافق يقول مالا يعمل ....

اخوتنا في الله
نعم هذا صحيح وقد حدث معي
شخصياً في احد المنتديات الاسلامية الخاصة
والتى يملكها أحد الدعاة المشهورين على الساحة
لانه هناك فرق بين المنتديات الدينية المتخصصة
وبين المنتديات البسيطة الاجتماعية
فالخاصة كل مايُكتب فيها يُحاسب عليه
صاحب المنتدى او العالم او الشيخ الذي يدعوا
من على منبره ومنتداه
لان المنتدى كله يُعتبر قدوة ومثال لكل قاريء
لان صاحب المنتدى خارج نطاق الشُبهه
وليس المنتديات العامة الاجتماعية
التى لايغلب عليها الطابع الديني المتخصص
هذه يُحاسب عليها فقط فئة معينة
وهي التى تكتب فيها
والمسؤولة عن الاقسام الاسلامية فيها
لانها تنصح وترشد كل الاعضاء والزوار
من خلال ما يتم كتابته أو نقله....
فالذي يقوم بهذا الامر
فقد وضع نفسه في موضع القدوة
الحسنة لبقية الاعضاء....
المهم اخوتنا الكرام
هذا المنتدى الخاص بأحد الدُعاة
والمصلحين المشهورين والذين
لايمشون في الطريق الا بحراسات وجيش جرار من
المريدين لفكره وسلوكه العام
والذي يعتبره البعض قدوه ومثال يُحتذى به
وهنا تكمن المشكلة وهي ( اختيارهم له كقدوة لهم )
ففي فترة من الفترات كنت
مشرف على الاقسام الادبيه في احد هذه المنتديات
ذات الصبغة الدينية المتخصصة
والتى تحمل اسم أحد الدعاة المشهورين
والذين أسميهم ( الدُعاة السوبر ستارز )
الذين يفتون ولايتقيدون بما
يدعون اليه ....
المفترض ان تكون محترمة وذات رسالة
دينية واضحه المعالم في الدعوة لله
فقط لا لغيره....
فكان أول ما أبهرني اني قرأت حديث
شريف صحيح يتكلم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
عن نشر الصور ذات الروح
من خلال ماروته السيدة عائشة رضي الله عنها
والذي ورد
في صحيح البخاري رحمه الله
قولها بعد أن اشترت
نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ،
فَلَمَّا رَآهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
قَامَ علَى البَابِ، فَلَمْ يَدْخُلْهُ،
فَعَرَفْتُ في وجْهِهِ الكَرَاهيةَ،
فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُوبُ إلى اللَّهِ
وإلَى رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،
مَاذَا أذْنَبْتُ؟
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما بَالُ هذِه النُّمْرُقَةِ؟ قُلتُ:
اشْتَرَيْتُهَا لكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وتَوَسَّدَهَا،
فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنَّ أصْحَابَ هذِه الصُّوَرِ
يَومَ القِيَامَةِ يُعَذَّبُونَ،
فيُقَالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ،
وقالَ: إنَّ البَيْتَ الَّذي فيه الصُّوَرُ
لا تَدْخُلُهُ المَلَائِكَةُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين |
المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

والحديث الاخر الذي رواه
الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه:
هو ايضاً يختص بالصور
وهو حديث صحيح راه البخاري وصححه الألباني
عن عبد الله بن مسعود أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنَّ أشدَّ النَّاسِ عذابًا عندَ اللَّهِ المصَوِّرونَ
الراوي : عبدالله بن مسعود |
المحدث: الألباني | المصدر : غاية المرام
فقلت في نفسي هذا طيب طالما
ان هناك تنبيه في اعلى الصفحة الرئيسية
من أن الصور الشخصية للاعضاء ممنوعة
منعاً باتاً لانها حرام بنصوص صحيحة
واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبالفعل لم اجد احد من الاعضاء من
يتخذ صور الفنانين والفنانات
شواذ وعاهرات النصارى والمجوس ....
صوراً شخصية لهم
ولكن الذي حز في نفسي اني رأيت
صورة بالحجم الكبير لصاحب المنتدى
والذي هو داعية مشهور
في واجهة المنتدى
( وانا هنا حجبت أسمه لاني اتحدث عن حالة وممارسة وليس الطعن فيه وفي شخصه بل اتحدث عن مكانته كداعية وفشله في أن يكون قدوة حسنة )
فهو مشهور ويعتبر من مشاهير الاذاعات
وهو من الذين عارضوه علماء السُنة والجماعة
على بعض فتاويه وسلوكه الشخصي ...
فقلت اصبر قليلا حتى اعرف منهج وفكر
هذا المنتدى ولأتعرف على من له الكلمة لكي
اقول رأيي في ما أرى من تجاوزات...
فلم أبرح قليلاً حتى تم وضعي كمراقب للأقسام الادبية
فقلت هذه فُرصة لأتحدث مع اصحاب القرار...
فأستغربت الامر وقلت كيف ينصح
ويبين الحلال من الحرام في نشر الصور وتعليقها
ومن ناحية اخرى يضع صورته الشخصية في الصفحة
الرئيسية للمنتدى الخاص به ...
هنا شعرت أن هناك امر خاطيء
فكيف بمن يقتدون به ويجعلونه امامهم
ويستمعون له ولخطبه ودروسه وجولاته المكوكية
في اوربا وبين الجاليات العربية المسلمة
وهو يجعل كلمات مثل السُنة النبوية واهمية تطبيقها
مكررة في كل احاديثه ولقاءته ومحاضراته
في الوقت نفسه لايعمل بما يقول
فكيف بهم وهم يرونه يرتكب حرام
ولايهتم للنهي والتحريم
بالتأكيد سوف يسقط من عيونهم
ولايهتمون بما يقوله حتى وان كان صحيحاً
لانهم شاهدوا بأعينهم عدم مصداقيته ونفاقه ...
فقلت في نفسي لن اسكت
وسوف اتحاور مع المراقبين
أو المشرفين او حتى من ينوب على صاحب المنتدى
لأقول له اتقى الله في نفسك
فكيف تضع احاديث صحيحة عن تحريم الصور والتصوير
في الوقت نفسه صاحب المنتدى الداعية المُبجل
يضع صورته جهارا نهارا اما م الكل

والخطورة تكمن اخوتنا الكرام
في أن الذين يقتدون به سيجدون حُجة
لفعل مايريدون ويفعلون مافعل شيخهم ...
وحينما تنصحهم وتقول لهم هذا حرام
وفيه احاديث صحيحة واردة
عن سيد الأمة صلى الله عليه وسلم
سيقولون لك نحن قدوتنا هذا العالم الجليل وسنفعل
مثل مايفعل لانه افقه منّا واعلم منّا بالحلال والحرام...!!!!
وبالفعل تحاورت مع مراقب المنتدى أو الوكيل
بهذا الامر فقال لي وبصراحة
هذه سياسة المنتدى وهو منتدى خاص بهذا
الداعية ونحن نعلم بأنه يناقض نفسه
في انه يحرم على الناس ويحلل لنفسه مايريد
ولكن لانستطيع ان نفعل شيء
فكل المنتدى لايتحدث الا عن جولات
ومحاضرات وزيارات هذا الداعية فقط
ولا يوجد مواضيع تختص بالعلماء الاخرين....
وبالتحديد علماء السُنة والجماعة
الذين يعارضون هذا الداعية ....
هنا تبادر لذهني قول الله سبحانه وتعالى
والذي ينطبق على هذا الداعية
والذي يقول :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة
وفي تفسير هذه الآية
للعلامة الامام ابن كثير رحمه الله قال:
يقول تعالى : كيف يليق بكم
يا معشر أهل الكتاب ،
وأنتم تأمرون الناس بالبر ، وهو جماع الخير
أن تنسوا أنفسكم ،
فلا تأتمروا بما تأمرون الناس به ،
وأنتم مع ذلك تتلون الكتاب ،
وتعلمون ما فيه على من قصر في أوامر الله ؟
أفلا تعقلون ما أنتم صانعون بأنفسكم
فتنتبهوا من رقدتكم ، وتتبصروا من عمايتكم
. وهذا كما قال عبد الرزاق عن معمر ،
عن قتادة في قوله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )
قال : كان بنو إسرائيل يأمرون الناس
بطاعة الله وبتقواه ، وبالبر ، ويخالفون ،
فعيرهم الله ، عز وجل . وكذلك قال السدي .
وقال ابن جريج : ( أتأمرون الناس بالبر ) أهل الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة ، ويدعون العمل بما يأمرون به الناس ، فعيرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير فليكن أشد الناس فيه مسارعة .
وقال محمد بن إسحاق ، عن محمد ،
عن عكرمة أو سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس :
( وتنسون أنفسكم ) أي
تتركون أنفسكم ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
أي : تنهون الناس عن الكفر بما عندكم
من النبوة والعهد من التوراة ، وتتركون أنفسكم ،
أي : وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي
إليكم في تصديق رسولي ، وتنقضون ميثاقي ،
وتجحدون ما تعلمون من كتابي .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس في هذه الآية ،
يقول : أتأمرون الناس بالدخول
في دين محمد صلى الله عليه وسلم
وغير ذلك مما أمرتم به من إقام الصلاة ،
وتنسون أنفسكم .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذه الآية :
هؤلاء اليهود إذا جاء الرجل يسألهم عن
الشيء ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء
أمروه بالحق ، فقال الله تعالى :
( أتأمرون الناس بالبر وتنسون
أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
والغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع
ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم ،
حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه ،
وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر
مع تركهم له ، بل على تركهم له ،
فإن الأمر بالمعروف [ معروف ]
وهو واجب على العالم ،
ولكن [ الواجب و ] الأولى بالعالم
أن يفعله مع أمرهم به ، ولا يتخلف عنهم ،
كما قال شعيب ، عليه السلام :
( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) [ هود : 88 ]
وهناك اخوتنا الافاضل
من يقول أن هذه الآيات جاءت في بني اسرائيل
فردّ عليهم الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
فقال:
س: الآية خاصة في بني إسرائيل عامَّة
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)البقرة:44
ج: الحكم عام، الله ذكر لنا ذلك حتى
نحذر صفاتهم الذميمة، مثلما قصَّ علينا
أخبار الماضين، قصَّها
علينا لنحذر الشر ونفعل الخير.( أ . هـ )
فقلت له هذا فراق بيني وبينكم
وبالفعل تركت المنتدى لاني شعرت كأنسان بسيط
ان هناك نفاق وضحك على ذقون المترددين
على هذا المنتدى وأهله والمشرفين عليه....
وليس لأني كامل أو ليس لي اخطاء
أو أني اضع نفسي في مقام الكمال والنزاهة والتقى
وأني اختلف على جميع الناس ...
بل هي غضبة لله شعرت من خلالها
أن هذا الداعية ليس من حقه
أن يقول ولايفعل مثل مايقول لانه مسؤول عن
الذين يقتدون به ...وهنا شعرت بالخطر...
لان هذا المنتدى وصاحبه يعتبره البعض
قدوة لكل من يدخل اليه فيقتدي بهذا الداعية
أما لو كان منتدى اجتماعي تواصلي بسيط
فأمر الدعوة فيه هي مجاهدة ومحاولة للأصلاح
على قدر الاستطاعة وبالطبيعي ستكون فيه
اخطاء ولكن مع الصبر والتفاني في النصح سينجح
من يدعوا لله في هذه المرابع الثقافية ....
اخوتنا الكرام
على ذكر الصور والتصوير
والذي استشهدت بهذا الامر لأبين ان
الكلام والنصح والارشاد شيء والعمل بما يتم النصح به
شيء اخر وأن القدوة في هذا المجال مفقوده
والمصداقية للناصح والمُرشد مفقوده
وفي الحقيقة مشكلة الصور والرسومات
اصبح الكل يعلم انها حرام وهناك تشديد
في تحريمها ....ولكن الكل يفعلها
ومن اراد الرجوع لما قاله صلى الله عليه وسلم
في هذا المجال فهناك اكثر من خمسة عشر
حديث صحيح يبين تحريم الصور والتصوير
ولكن ليس مجاله ولا التوسع فيه الان في هذا الموضوع
وربما سأفرد له خطبة اخرى مختصة بهذا التحريم ...
ولكن المهم هو موضوع هذه الخطبة
وهي القدوة الحسنة للداعية
والعمل بما يُنصح به ......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لنتعرف على الشروط الواجب توفرها
في الداعي او الداعية الي الله
والمقصود بالداعي او الداعية
هو الشخص الذي يجد في نفسه القدرة
على النصح والارشاد وبيان مواطن الاصلاح
والنهي عن المنكر والامر بالمعروف
بطرق لينة حكيمة طيبة فيها الرفق واللين
حتى يكون قدوة لكل من ينصحهم ويرشدهم
فيتعلمون منه وياخذون على يديه الطيبات
وهم مطمئنون على سلامة نيته ومقصد وثبات سريرته
فلا يجدون فيه نفاق ولا رياء ولا حُب للشهرة والظهور
بمظهر المُصلح الذي لايُشق له غبار
وهو في حقيقة الامر مُرتكب لما ينهى عنه .....
والصفات التى اشاد بها العلماء
والواجب توفرها في من يدعوا لله سبحانه وتعالى
هي:
1 الإخلاص:
هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى
بها الداعية ليقبلَ الله عملَه
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إنما الأعمالُ بالنياتِ) [صحيح البخاري]،
وإن ابتغى بدعوته جاهاً أو شهرةً
أو مالاً فقد ذهبتْ هباءً منثوراً.
بالإخلاص يكتب الله التوفيق
والسداد للداعية ويكافئه أيضاً بإصغاء الناس
لحديثه وقبول دعوته.
2 الصبر:
يجب أن يعلم الداعية إلى الله أنّ
استقطاب الناس ليس بالأمر السهل
فربما يجد الإعراض والنفور
والصدود وحتى الأذى والعِداء،
وهذا من ابتلاء الله تعالى للدعاة
واختبار مدى صدقهم وحبهم لله
واستعدادهم لخدمة دينهم،
فلو استجاب الناس بسرعة
لما ظهر صدق الداعية واستعداده
لخوض المصاعب من أجل ربّه.
العلم الصحيح: لا يمكن نجاح
الداعية الجاهل غيرِ المتفقّه بأمور الدين
، إذ يجب طلب العلم الشرعيّ
ليستطيعَ الداعية إيصاله للناس.
كذلك يجب أن يكون الداعية على بصيرة
بالأحكام الشرعية بحلالها وحرامها،
وعلى بصيرة بالأشخاص الذين
يدعوهم من خلال معرفة أحوالهم،
وعلى معرفة أيضاً بالدعوة ووسائلها
وأساليبها. إن لم يكن الداعية متبصّراً
بهذه الأركان الثلاثة فربما يُخفق في
دعوته. التّحلي بالأخلاق الفاضة:
من صدق، وأمانة، وعفو، وحِلم،
وكرم، وحسن معاشرة. فهذه صفات
الداعية الراقية التي تحميه من نفور الناس.
3 القدوة الحسنة:
يجب أن يكون
داعية إلى الله بأفعاله قبل أن يكون
داعية بأقواله؛ كي يتأسى الناس به ويتقبّلوا
دعوته. فكيف لداعية أن يطلب من
الناس تطبيقَ أمرٍ هو نفسه لا يطبّقه.
4 عدم الانتقام للنفس:
فلا يغضب إلا لله،
ولا ينفعل إلا إذا انتُهِكت حرمات الله.
وهذه كانت صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
5 التواضع:
صفة يجب أن يتصف بها الداعية قبل
أن يدعو الناس إلى تطبيق
دين الله تعالى، فالناس تنفر
من المتكبر ولا تستجيب له،
كذلك فإنّ الله تعالى لا يوفق الداعية
الذي في قلبه كِبر.
6 الرفق بالمدعوين:
والرحمة بهم ولين الجانب معهم.
كما يجب عليه التعايش معهم
والتقرّب منهم لمعرفة همومهم
ومشاكلهم. حمل هم الأمة: والدعاء لها بالخير.

إخوتنا الكرام
اخواتنا الطيبات
وهذه محاورة
جرت مع احد علماء السُنة والجماعة
العالم الفقيه الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى
وهو يتحدث عن النصيحة والاقتداء
بالناصح من قِبل المنصوح ....
المحاور :
ماقولكم في من ينصح الناس ولا يعمل بما ينصح به
وكذلك الآيات الكريمة
مثل قوله تعالى:
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) البقرة:44،
وقال تَعَالَى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2)
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)الصف:2، 3،
وَقالَ تَعَالَى إخبارًا عن شعيبٍ ï·؛
) وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )هود:88.
والأحاديث الشريفة الصحيحة الواردة
في هذا الشأن وفي الحديث الشريف عن
أَبي زيدٍ أُسامة بْنِ زيد
بن حَارثَةَ رضي اللَّه عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رسولَ اللَّه ï·؛ يَقُولُ
: يُؤْتَى بالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيامةِ فَيُلْقَى في النَّار
فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فيَدُورُ بِهَا
كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ في الرَّحى،
فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ:
يَا فُلانُ، مَا لَكَ؟ أَلَمْ تَكُ تَأْمُرُ
بالمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ؟!
فَيَقُولُ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُ بالمَعْرُوفِ
وَلا آتِيهِ، وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ
( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ).
اجابة الشيخ أبن باز قال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات مع الحديث الشريف
فيها التغليظ بحقِّ مَن أمر بالمعروف،
أو نهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله،
وفعله قوله، وأنَّه على خطرٍ عظيمٍ
من عقوبة الله جل وعلا،
يقول الله جل وعلا مُعاتبًا بني إسرائيل:
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ [البقرة:44
، يُعاتبهم ويحثُّ أمة محمدٍ على
مخالفتهم في هذا،
وأنَّ الآمر بالمعروف يُسارع إلى
المعروف، والناهي عن المنكر
يُسارع إلى تركه، هذا هو الواجب،
فمَن خالف هذا فقد بارز الله بالمحاربة
ولهذا يقول سبحانه لهم مُعاتبًا
: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَيعني:
كتاب الله التوراة،أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم؟!
فكون الإنسان يأمر بالمعروف ويُخالفه،
وينهى عن المنكر ويرتكبه
أين العقل؟! أين الدِّين؟
! أين المروءة؟! أين الحياء؟!
ولهذا قال: أَفَلا تَعْقِلُونَيعني:
أين ذهبت عقولكم حتى بارزتم الله
بهذا العمل الشنيع؟!
ويقول سبحانه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ م
َقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )
الصف:2، 3
يعني عظم عند الله هذا العمل، ويمقتكم عليه
ويبغضكم عليه، أن يقول الإنسان خلاف ما يفعل
ويفعل خلاف ما يقول، فيأمر الناس بالخير
، وينهاهم عن الشر، ثم يقع في الشر
ويترك الخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ويقول جل وعلا عن شعيب
عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه:
( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) هود:88
، لما أمرهم ونهاهم قال:
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ
، فالأنبياء يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر،
ولا يخالفون ذلك، بل يفعلون المعروف
ويأتونه، وينهون عن المنكر
ويتركونه، هكذا الأنبياء والصالحون.
فمَن فعل المعروف وترك المنكر فهذا
هو المتبع للأنبياء، وهو المؤمن حقًّا،
ومَن خالف قوله فعله فأتى المنكرَ
وترك المعروف فهذا محاربٌ لله جل وعلا، مخالفٌ لما أمره الله به، وهذا يُوجِب على المؤمن العناية
حتى تكون أعمالُه وأقوالُه مطابقةً للشرع،
فيعمل بطاعة الله، ويستقيم على أمر الله،
ويترك محارم الله، ويحافظ على ذلك
حتى تكون أقواله وأعماله مطابقةً للأوامر.
وهكذا قوله في حديث صفة شعيب
: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى
مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُيعني:
ليس مما يجوز لي أن أخالفكم،
فالأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام
أمروا بالمعروف وفعلوه،
ونهوا عن المنكر واجتنبوه،
وهكذا الصَّالحون،
فالواجب على مَن أمر ونهى أن يكون
من أسبق الناس إلى الخير،
ومن أبعدهم عن الشر.
وفي هذا المعنى جاءت أحاديث، منها:
حديث أسامة هذا:
أنه يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلْقَى في النار،
فتندلق أقتابُ بطنه، يعني:
تبرز وتخرج إلى النار
-نسأل الله العافية
وأقتاب بطنه يعني: أمعاؤه،
فهو يدور في النار كما يدور الحمار
في الرَّحَى، فيجتمع عليه أهلُ النار
ويقولون: ما لك يا فلان؟
ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا
عن المنكر؟! فيقول: بلى،
أنا كنتُ آمركم بالمعروف ولا آتيه،
وأنهاكم عن المنكر وآتيه! نسأل الله العافية.
فهذا جزاؤه: عُذِّب على رؤوس الأشهاد
بين أهل النار -نسأل الله العافية-
لأنه افتضح في النار كما فضح نفسه في الدنيا.
فالواجب عليك يا عبدالله أن تكون مع
الآمرين بالمعروف، ومع الناهين
عن المنكر، ومع مَن يعمل
المعروف وينهى عن المنكر،
ولا تكن مثل مَن تخلَّف
عن هذا الخلق الحميد،
بل كن مع أصحاب الخلق الحميد،
كن مع الآمرين بالمعروف،
والناهين عن المنكر، والمعاقبين
لمن تخلَّف، تأسيًا بنبينا عليه الصلاة والسلام،
وسلوكًا لمسلكه عليه الصلاة والسلام،
وحذرًا من مشابهة أعداء الله؛ فإنَّ الرسول ï·؛ كان يأمر ويفعل وينهى ويترك،
وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
وفَّق الله الجميع.

محاور الشيخ :
س: هل هذا يدخل في أنواع الدعوة إلى الله؟
الشيخ ابن باز :
ج: لا شكَّ أنّ من الدعوة إلى الله
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فعطفها في قوله جل وعلا
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)
آل عمران:104]
هذا من عطف الخاص على العام،
فالذي يدعو إلى الله، أو يأمر بالمعروف
أو ينهى عن المنكر، ثم يخالف قوله
ما يدعو إليه داخل في هذا الوعيد
-نسأل الله العافية.
محاور الشيخ :
س: أيّهما أخفّ: ترك الإنكار على النفس
والإنكار على الناس، أم الإنكار
على الناس وعدم الإنكار على النفس؟
اجابة الشيخ ابن باز:
ج: يجب على المؤمن إنكار المنكر على نفسه
وعلى غيره، إذا رأى المنكر
يُجاهد نفسه حتى يدع المنكر
ويجاهد غيره في ترك المنكر، يعني:
يكون نشيطًا في محاربة المنكر
من جهة نفسه حتى يستقيم على الحقِّ،
ومن جهة دعوة الناس إلى الخير وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يجمع بين الأمرين.
محاور الشيخ :
س: إذا علم من نفسه ..........
وأنه إذا أنكر على الناس لم يُنكر على نفسه؟
اجابة الشيخ ابن باز :
ج: يجاهد نفسه، عليه المجاهدة
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )العنكبوت:69
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ .. )محمد:31،
لا بدّ من مجاهدة النفس حتى تلتزم أمر الله.
محاور الشيخ :
س: يأمر بالمعروف ثم لا يأمر
الناس بصلاة الفجر ويترك صلاة الفجر؟
اجابة الشيخ بن باز
ج: الباب واحد، أو يأمر الناس
بالبعد عن الخمر ويشرب الخمر،
أو ينهى الناس عن التدخين ويدخن،
أو ينهى الناس عن حلق اللحى ويحلق،
الباب واحد، هذا منكر واحد، وفضيحة عليه -نسأل الله السلامة ( انتهى كلام الشيخ ومحاوره )
وفي ختام هذه الخطبة أو الموضوع
لابد أن تكون خاتمة طيبة تستحق أن تكون خاتمة
وخير مايُختم به بعض النصوص الشرعية
من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
والذي يلخص هذه الخطبة ورسالتها...
1 . قول الله تعالى :
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ
أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ( .
2 . وقوله تعالى :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) .
. وما ورد عن أسامة بن زيد
رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ
، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ ،
فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الحِمَارُ بِرَحَاهُ ،
فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ :
أَيْ فُلاَنُ مَا شَأْنُكَ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ
تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ المُنْكَرِ؟
قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ ،
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَآتِيهِ)
رواه البخاري ومسلم
4 . وحديث أنس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ
شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ.
فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟
قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ ،
يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ ،
وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)
رواه الإمام أحمد
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة
اخوتنا الكرام
حتى الأدب العربي كان يستهجن ويرفض
أن يتحلى المرء بصفات ذميمة عندما ينصح الناس
وينسى نفسه ولايعمل بما يقول....
فقد قال الشاعر أبو الأسود الدؤلي
في أبيات مشهورة حتى يومنا هذا :
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
فَابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ يُقْبَلُ إِنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْكَ وَيَنْفَعُ التَّعْلِيمُ
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي
فلنتقي الله في من يقتدي بنا
ونكون قدوة حسنة لهم .....
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه يغفر لكم إنه هو

الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم أجعلنا ممن يقول وينصح
ويعمل بما يقول ....
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط الموضوع الاصلي : http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=38486





 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 07-12-2022 الساعة 05:35 PM

الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (07-20-2022)
قديم 01-07-2022   #25


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) هل تصح إطلاق صفة أولياء الله على كل من هب ودب ..؟




كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي نجلس متربعين حوله لنتعلم
أمور ديننا ودنيانا وكيفية تنظيم معيشتنا وجعلها
لا تتنافى مع ما خلقنا الله لأجلها في هذه الدنيا
وهو العبادة فقط .....ولا شيء اخر الا العبادة
عندما قال تعالى في مُحكم تنزيلة :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
اي خلقنا سبحانه وتعالى لعبادته وتوحيده
وعدم الاشراك به أو دعوة غيره لطلب الرزق
ولتيسير امور حياتنا من عباد خلقهم الله تعالى لعبادته
وليس ليكونوا شركاء له يدعوهم الاخرين ويتمسحون
بهم لطلب الرزق وقضاء حوائجهم
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
نتحدث عن مُصطلح تم تغيير معناه وجعله
ينطبق على من ليس مؤهل له
وهو أسم لفئة أكرمها الله سبحانه وتعالى ووصفهم
بصفات المؤمنين الذين ارتضى من عباده
وهم أولياء الله ......
الذين قال فيهم تعالى ووصفهم بقوله :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
فمن هم اولياء الله الذين جلت قدرته على جعلهم
في مأمن من عذابه وجعلهم سعداء لايخالجهم الحزن
ولا الهم ولا الكدر ......؟
ولماذا قال تعالى فيهم هذا الكلام ليبقى الى اخر الزمان
قرآن يُتلى ويُتعبد به ...الى يوم القيامة ....؟
وهل هم بشر مثلنا أم هم فئة لانستطيع ان ننافسهم
على مرضاة الله ولا حُبه ولا القُرب منه .....؟
وهل صفاتهم يمكن إيجادها في هذا الزمن
أم تواجدوا في فترة زمنية محددة فقط .....؟
واخيراً
هل كل من هب ودب يستحق
أن يُطلق عليه صفة اولياء الله......؟
وهل هناك فرق بين أولياء الله الصالحين
الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم
وبين أولياء الشيطان الذين أتخذتهم
العقول الناقصة والأيمان الضعيف
والأبتداع الفجّ الذين أشركوا بالله ....؟
وهل صفات أولياء الله الصالحين
هي نفسها صفات أولياء الشيطان
الذين جُعلت مقابرهم وأضرحتهم مكان للتبرك
والزيارة وطلب الحاجة
وبمعنى أصح جُعلوا شركاء لله ......؟
كل هذه الأستفهامات سنقف عندها
ونحاول سبر أغوار معانيها لنعرف ونتعلم
ونتيقن أن ما تم ذكره في القرآن الكريم
من وصف لفئة من الناس هم بالفعل من يستحقون
هذه التسمية .....؟
وكذلك نفهم ونكتشف سوياً أن أولياء الشيطان
الذين يوالون الشيطان ويتخذون إنحرافاته وبِدعه
ووساوسه وخيالاته مصدر للتشريع والأتباع .....
اخوتنا الكرام
فلنقف عند لغتنا العربية كالمعتاد
لنسبر أغوار هذا المصطلح ولنتعرف على
المعنى الفعلي لكلمة أو صفة ( ولي )
وجمعها ( أولياء ) ....
فحينما نتكلم عنهم يعلم القارئ عن من نتكلم
فقديماً عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
بالرسالة والتشريع الرباني كان عرب الجاهلية
يعلمون ويعرفون معاني كل كلمة يتم ذكرها في القرآن
الكريم ، فلا يحتاجون لقواميس الترجمة أو التعريف
لفهم كلمة ومعرفة معانيها
أما في زمننا هذا مع ضَعف لغتنا العربية أصبح
فهم الكلمات القرآنية فيه مشقة فنلجأ لقواميس
اللغة العربية لتترجم لنا معاني الكلمات والأسماء
فكلمة أو تسمية ( ولي ) أو أولياء
جاءت في معجم اللغة العربية المعاصرة وتعني:
وَلْي
( مفرد ) : مصدر ولَى وولِيَ.
وَليّ ( مفرد )
جمعها ( وليُّون وأولياء،) مؤوليّة، جمعها (ولايا:(
وتعنيكلُّ من كُلِّف بأمرٍ أو قام به
فمثلاً وليّ أمر الطالب
دعا المديرُ
أولياءَ أمور الطلاب إلى الاجتماع" ،
أولياء الشَّأن :
( أصحاب السُّلطات، )
وليُّ الله
): المطيع له،)
وليُّ اليتيم
(الذي يلي أمرَه ويقوم بكفايته.(
أينصير وحليف
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا).
أيمُحبٌّ تابع، مطيع، من توالت طاعته
لله ولرسوله من غير تخلّل عِصْيان
{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
ولَى
يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ،
ولَى فلانًا : دنا منه وقرُب
جلست ممّا يليه- َكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [حديث]:
ممّا يقاربك
ولِيَ
يَلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ، ولِي فلانًا :
وَلاَهُ، دنا منه، قَرُب "ولي أباه في الفََضْل".
تَبعه مباشرة، أو من غير فَصْل
الرَّبيع يلي الشِّتاء- سيأتي شَرْح الكلام فيما يلي".
ولِيَ
مختار الصحاح
‏ولي‏
‏ ‏(‏الْوَلْيُ‏)‏ بسكون اللام القرب والدنو يقال‏
‏ تباعد بعد وَلْيٍ‏.‏ وكل مما ‏(‏يَلِيكَ‏)‏
أي مما يقاربك، يقال منه‏:‏ ‏(‏وَلِيَه‏)‏ يليه بالكسر فيهما شاذ‏.‏ و‏(‏أَوْلاهُ‏)‏ الشيء ‏(‏فوَلِيَهُ‏)‏‏.‏
وكذا ‏(‏وَلِيَ الْوَالِي‏)‏ البلد
و‏(‏وَلِيَ‏)‏ الرجل البيع ‏(‏وِلاَيَةً‏)‏ فيهما‏.‏
‏(‏وأَوْلاه‏)‏ معروفا‏.‏ ويقال في التعجب‏:‏
ما أولاه للمعروف وهو شاذ‏.‏
و‏(‏وَلاّهُ‏)‏ الأمير عمل كذا‏.‏
و‏(‏وَلاَّه‏)‏ بيع الشيء‏.‏
و‏(‏تَوَلَّى‏)‏ العمل تقلَّد‏.‏
وتولَّى عنه أعرض‏.‏
و‏(‏وَلَّى‏)‏ هاربا أدبر‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولكل وجهة هو موليها‏}‏ أي مستقبلها
معجم لغة الفقهاء
الولي
بفتح الواو وكسر اللام جمعها ( أولياء ،)
كل من ولي أمرا أو قام به .
ذكرا كان أو أنثى .
وقد يؤنث بالهاء فيقال :
ولية - ولي الدم :
ورثة القتيل - ولي القاصر :
أبوه أو جده لأبيه - النصير ،
ومنه : { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}
المحب والصديق ، ومنه :
{لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ)
كل هذه المعاني اخوتي الكرام تصب كلها
في معنى أن الولي هو المُحب والمُنفذ للامر الذي
يصدر له بدون نقصان أو تكاسل أو اعتراض
وبذلك الولاية هي :
ضد العداوة، وأصل الولاية هي :
المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والتقرب الى الله بها دون كلل أوملل
‏‏ والولي بمعنى القريب،
فيقال‏:‏ هذا يلي هذا، أي يقرب منه‏.‏
وهنا يأتي كلام الله سبحانه وتعالى ليؤكد
هذا المعنى
في وصف أولياء الله على أنهم
1. أنهم الذين آمنوا بالله حق الايمان
2. الذين أتقوا الله حق تقاته
3. والذين يوفون بالعهد
4. والذين أستقاموا وقالوا ربنا الله
5. وهم الذين لم يتخذوا شركاء لله
6. والذين يدعون للخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويعملون الصالحات
7. وهم الذين يتقربون الى الله بكل ما من شأنه
يقوي الصِلة بينهم وبين الله ....
كل هذه الصفات جعلت من هذه الفئة الطيبة
مُقربة من الله سبحانه وتعالى
فجزاهم الله خير جزاء بأن قال في حقهم :
1 . لاخوف عليهم في الدنيا ولا في الاخرة
فلا يشعرون به ولا يعيشونه
2. ولا يحزنون ويشعرون بالبؤس والشقاء والحزن
3. وعندما قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال فيه رب العِزّة تتنزل عليهم الملائكة وتطمئنهم
أن لا تخافوا ولا تخزنوا .....
4. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة
لاتبديل لكلمات الله
في الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الغالبون فقال:
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) المائدة
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية الكريمة قوله :
فكل من رضي بولاية الله ورسوله
والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة
ومنصور في الدنيا والآخرة
; ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية الكريمة
) ومن يتول الله ورسوله
( والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( أ. هـ
أمّا في ساعة توديع الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الآمنون، فقال تعالى
: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا
وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي
كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ31 ) فصّلت
اخوتنا الكرام
عندما يقول الله سبحانه وتعالى في آياته :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ

ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64).يونس
يستفتح الله تعالى هذه الآية بأداة
الاستفتاح والتّنبيه، وذلك لنُصغِي
إليه الأسماع والآذان، ونفتح له الفؤاد والجنان،
ليحدّثك عن وعده لأوليائه،
وأنصاره وأحبّائه، أن:
لا خوفٌ عليهم فيما هو آت،
ولا حزن على ما قد مضى
أو فات، ويبشّرهم بشارة ظاهرة،
بالسّعادة في الدّنيا والآخرة،
كما قال تعالى في قوله الحق :
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا
بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
التوبة:
أمّا يوم القيامة:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الفائزون
فقال تعالى في سورة الزخرف يؤكد أن
لاخوف ولا حزن لعباده واولياءه الذين آمنوا
بآياته وكانوا مسلمين فقال :
: ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
الزّخرف
أخوتنا المؤمنون
هنا يأتي السؤال المهم والذي بُنيت عليه هذه الخطبة
وهو من هم أولياء الله
الذين قصدهم الله في آياته الكريمة.....؟
أهم الذين تُبنى عليهم الأضرحة والقباب
ويقصدونهم الناس لطلب الحاجات دون العزيز الوهاب ....؟
أهم الذين إبتدعوا بِدع ما أنزل الله بها من سلطان...
وجعلوا الناس العوام وحتى المتعالمين يسيرون في فلك
شركهم وفأوحوا الى مريديهم بأن النافع والضار ليس
الله سبحانه وتعالى ......بل هذا الولي الذي يرقد في هذا القبر...؟
أهم الذين زرعوا في عقول العوام والمتعاليمن
أن الضر والنفع هو بالتقرب لأولياء الشيطان سُكان القبور
والقِباب الذين يقولون عنهم أنهم أولياء صالحون ...؟
أهم الذين يقولون أن زيارة قبورهم وروضاتهم
تعادل الحج والعمرة لبيت الله الحرام ....؟
أهولاء هم من يدّعون أنهم أولياء الله الصالحين
في الوقت نفسه يخالفون القرآن والسُنة مخالفة صريحة
ويدّعون أن مصدر التشريع ليس القرآن الذي أُنزل
على الرسول الله صلى الله عليه وسلم بل مصدر التشريع عند أهل الصوفية
القبوريين الذين يعكفون رُكعا سُجدا للاضرحه والقبور
مصدر تشريعهم هو الالهام والروأ التى يراها الولي الذي
يزعمون أنه ولي صالح ومن اولياء الله الصالحين ...
وليس ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام تشريعية ومنهج رباني.....؟
هذا هو الفكر العقيم اخوتنا الافاضل
الذي شاع لدى عامة المسلمين قروناً طويلة
ظنوا أن ولاية الله لعباده
إنما هي مخصصة لخاصة الناس
ولايمكن بحال من الاحوال أن يندرج تحتها إنسان اخر
فجعلوا هالة من الرعب والخوف والقدسية
تحيط بسكان القبور والقِباب والأضرحة
وزرعوا في عقولهم أن الولي في هذا الزمن
ينافس الله في تدبير الكون والضر والنفع
وأن هذا المُدّعي بالولاية يرى نفسه
أنه تجاوز العبادة ولم يعد يحتاج اليها
لانه في اعتقاده قد وصل لمقام يفوق مقام الانبياء والرُسل
ولم يفهموا أن التقوى هي أساس
بناء الصالحين
فكل من آمن واتقى وصدق بالحسنى
كان من أولياء الله الصالحين وعلى رأسهم صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والتابعين لهم بأحسان في القرون
الثلاثة الأولى وما بعدها ممن إتبع المنهج
الصحيح وهو الكتاب والسُنة
أما من إدعى أنه ولي لله ومن الصالحين
ولم تنطبق عليه شروط أولياء الله الحقيقيين
فنستطيع أن نقول وبكل ثقة في الله
أن هؤلاء هم اولياء الشيطان
لانهم لم يفهموا ولم يتدبروا كلام الله
الله الّذي فسّر لنا معنى الوليّ فقال:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ؟
أي:
إنّ الّذين حقّقوا توحيده والإيمان به
ولم يُشركوا به شيئا،
{وَكَانُوا يَتَّقُونَ}، فما من شيء أمرهم
إلاّ فعلوه، وما من شيء نهاهم عنه إلاّ اجتنبوه،
وإن زلّت بهم الأقدام وضلّت بهم الأفهام تابوا إليه واستغفروه
:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف:196].
فالصّالحون من عباد الله هم أولياؤه،
وأهله وأحبّاؤه.
ولكن اخوتنا الكرام
عندما إبتعد أكثر الناس عن فهم صفات الصالحين
اضاعوا ما وعدهم الله به من الامن :
{لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
فصاروا
أشدّ النّاس هلعا، وأكثرهم فزعا،
وأشدّهم في الحياة طمعا،
يُفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين
ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكرون.
{وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
فصار كثير منهم
مثالا للحزن والشّقاء، تحت حرّ البأساء والضرّاء.
فكانوا لاتنطبق عليهم هذه الآية الكريمة:
{يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[آل عمران: من الآية104].
ففي هذا الزمن بعد ما كثُرت الفتن
والشِرك بالله وإتخاذ القبور وسُكانها أساس
لقضاء الحوائج
ظهرت فئة تُطلق على نفسها أو على شيوخها
وصف ولقب ( ولي صالح )
ومن فئة ( أولياء الله الصالحين )
والأصح أن هؤلاء هم أولياء ولكن ليسوا أولياء الله
بل أولياء الشيطان .....
فإين هؤلاء أولياء الشيطان
من أولياء الله تعالى
الّذين تنبعِث من وجوههم أنوار الطّاعة،
وتباشير الصّلاح،.....؟
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:
أولياء الله تعالى الّذين إذا رُؤوا ذُكِر الله تعالى "[1].
أولياء الله الّذين إذا أقسموا على الله أبرّهم،
وإذا استنصروه نصرهم.
وهم أولياء الله الّذين قال فيهم
المولى تبارك وتعالى
في الحديث القدسي الّذي رواه البخاري:
(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )).
فكيف السّبيل إلى بلوغ ولاية الله عزّ وجلّ ؟
وقد قسّم أهل العلم طرق لبلوغ
مقام الولاية لله سبحانه وتعالى والتقرب منه
الباب الأول
الأيمان
هو الأيمان المُطلق بالله سبحانه وتعالى
فمن صفة اولياء الله هو إيمانهم وتقواهم
والباب الثاني
العلم الشرعي
وهو العِلم الشرعي الذي من خلاله
يتم معرفة توحيد الله وفهم التشريعات
حتى تتم العبادة والدعوة الى الله على بصيرة
حيث قال تعالى :
، ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
المجادلة
الباب الثّالث :
العبادة الخالصة لله
العبادة والإكثار منها .. العبادة التي
من أجلها خُلِق ابن آدم،
العبادة الّتي جعلها الله أجمل حلّة وأفضل وسام،
وأشرف منزل وأعظم مقام،
وكفى بها شرفا أنّها تُدخِلُك في زمرة
من ناداهم المولى تعالى قائلا:
{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68]..
كفاها شرفا أنّك تدخل بها تحت
من وصفهم بقوله:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة: من الآية186]،
حتّى يأتيَ نصر الله وانتصاره:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105].
وحتّى ينادى نداءً طال انتظاره:
{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}
أقوال علماء أهل السُنة والجماعة
في مسألة ومفهوم الأولياء
نأتي أخوتنا الكرام
لأقوال العلماء الأفاضل في مسألة
مقارنة أولياء الشيطان
بأولياء الله والتفريق بينهم
ليعلم المسلم حقيقة الأمر من أن عباد الله
المخلصين هم أولياء الله الذين لاخوف عليهم
ولا هم يحزنون
أما أولياء الشيطان الذين يدعون للشرك بالله
فمأواهم جنهم وبئس المصير
وهنا أقوال بعض أهل العلم من اهل السُنة والجماعة
في التعريف بالفروقات الشاسعة بين
الحق والباطل وبين الصادق والكاذب
وهذا شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في كتابه
( الفرقانُ بينَ أولياءِ الرَّحمَنِ وأولياءِ الشَّيْطانِ )
( الجزء الحادي عشر)
في التفريق بين أولياء الله وأولياء الشيطان
قوله :
: وإذا عرف أن الناس فيهم
‏( ‏أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )
فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما
فرق الله ورسوله بينهما
فأولياء الله هم المؤمنون المتقون
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ‏}‏‏ ‏[‏يونس ‏:‏62‏-‏ 63‏]‏‏
.‏ وفي الحديث الصحيح الذى رواه البخاري
وغيره عن أبى هريرة رضى الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏يقول الله‏:‏ من عادى لي ولياً
فقد بارزنى بالمحاربة أو
فقد آذنته الحرب وما تقرب إلي عبدي
بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي
يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به،
وبصره الذى يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشى بها، فبي يسمع، وبي يبصر،
وبي يبطش، وبى يمشى‏.‏ ولئن سألني لأعطينه،
ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت
عن شىء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس
عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته
ولا بد له منه‏" وهذا أصح حديث يروى
في الأولياء،
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من عادى
ولياً لله فقد بارز الله بالمحاربة ‏.
‏ وفي حديث آخر‏:‏
وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب‏
‏‏ أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ
الليث الحرب ثأره،
وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به
ووالوه، فأحبوا ما يحب وأبغضوا ما يبغض،
ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط،
وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى،
وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا
من يحب أن يمنع، كما في الترمذى
وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏أوثق عرى الإيمان‏:‏ الحب في الله والبغض في الله‏
وفي حديث آخر رواه أبو داود قال‏:‏ ‏‏
‏ومن أحب لله وأبغض لله
وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان
. و ‏( الولاية‏ )
ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب،
وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والأول أصح‏. ‏‏
كان ولى الله هو المرافق المتابع له
فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه
ويأمره به وينهى عنه كان المعادى
لوليه معادياً له كما قال الله تعالى‏:‏
‏{‏‏لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ‏}‏‏ ‏....‏الممتحنة‏:‏ 1‏
فمن عادى أولياء الله فقد عاداه،
ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال‏:‏ ‏‏
‏ومن عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة‏
‏‏‏.‏ وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه
، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم،
وأفضل المرسلين أولو العزم‏:‏
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى‏:‏
‏{‏‏شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا‏}‏‏ ... الشورى‏:‏ 13
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ
وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ
وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً‏}‏‏ الأحزاب‏:‏ 8-7‏
.‏ وأفضل أولى العزم محمد صلى الله عليه وسلم
خاتم النبيين
وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم
إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود
الذى يغبطه به الأولون والآخرون،
وصاحب لواء الحمد،
وصاحب الحوض المورود،
وشفيع الخلائق يوم القيامة
وصاحب الوسيلة والفضيلة،
الذى بعثه بأفضل كتبه وشرع له أفضل
شرائع دينه، وجعل أمته خير أمة
أخرجت للناس، وجمع له ولأمته
، قال الحسن البصري رحمه الله ‏:‏
ادعى قوم أنهم يحبون الله
فأنزل الله هذه الآية محنة لهم،
وقد بين الله فيها أن
من اتبع الرسول فإن الله يحبه،
ومن ادعى محبة الله ولم يتبع
الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله،
وإن كان كثير من الناس يظنون
في أنفسهم أو في غيرهم أنهم
من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله،
فاليهود والنصارى يدعون أنهم
أولياء الله وأحباؤه‏.
‏‏ قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ‏}‏‏
الآية المائدة‏:‏ 18
وقال تعالى‏:‏
‏{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى
تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏‏
البقرة ‏:‏111- 112‏ ‏. ‏‏
وكان مشركو العرب يدعون أنهم
أهل الله لسكناهم مكة، ومجاورتهم البيت،
وكانوا يستكبرون به على غيرهم،
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ ع
َلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ}‏‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 66- 67‏]‏،
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ‏}
‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ‏}
‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏30 ـ 34‏]‏
فبين سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه‏.
‏ ولا أولياء بيته، إنما أولياؤه المتقون ‏.
وثبت في الصحيحين
عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال‏:
‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول جهاراً من غير سر‏:
‏ ‏‏"‏إن آل فلان ليسوا لي بأولياء يعنى
طائفة من أقاربه إنما ولى الله وصالح المؤمنين‏
‏‏ وهذا موافق لقوله تعالى‏:‏
‏{‏‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}‏‏
الآية ‏[‏ التحريم‏:‏ 4‏]‏‏.‏
وصالح المؤمنين هو من كان صالحاً من المؤمنين، وهم المؤمنون المتقون أولياء الله‏.
‏ ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان
وعلى، وسائر أهل بيعة الرضوان
الذين بايعوا تحت الشجرة،
وكانوا ألفاً وأربعمائة،
وكلهم في الجنة كما ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏‏
‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة
‏‏ ومثل هذا الحديث الآخر‏:‏ ‏‏
‏إن أوليائي المتقون أيا كانوا وحيث كانوا
‏‏‏. ‏‏ كما أن من الكفار من يدعى
أنه ولى الله وليس ولياً لله، بل عدو له،
فكذلك من المنافقين الذين يظهرون
الإسلام يقرون في الظاهر بشهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وأنه مرسل إلى جميع الإنس، ....
( انتهى كلام أبن تيميه )
فقال الشيخ أبن باز رحمه الله
في الأجابة على سؤال يخص أولياء الشيطان
فكان كالأتي :
السؤال
من العراق في آخر رسالته:
يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي،
ورأيته بنفسي يلعب القمار،
ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين،
وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله ï·؛،
فلما أنكرت هذا العمل الشنيع
ادعى مريدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر،
أما في باطنه فهو مؤمن،
فما حكم الشرع في مثل هذا؟
الجواب للشيخ أبن باز قوله:
هذا زنديق وليس بمؤمن،
بل مثل هذا من أولياء الشيطان،
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى،
قال الله سبحانه
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)يونس
هكذا في سورة يونس،
هذه صفة أولياء الله؛ أهل الإيمان والتقوى
في الظاهر والباطن،
وقال
( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) الأنفال
وفي الحديث الصحيح
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال :
وسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
جِهارًا غيرَ سِرٍّ يقولُ:
ألا إنَّ آلَ أبِي -يَعْنِي فُلانًا- لَيْسُوا لي بأَوْلِياءَ،
إنَّما ولِيِّيَ اللَّهُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ. ( صحيح مُسلم )
فأولياء الله وأولياء رسوله ï·؛
هم المؤمنون هم أهل التقوى،
فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم
وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله،
بل هو من أولياء الشيطان،
والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
يجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مثل هذا
أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن تارك الصلاة كافر،
يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
وأما سب الله ورسوله فهذا يقتل
ومن غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛
لأن جريمته عظيمة، وقال قوم:
يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
فالحاصل أن هذا الرجل وأشباهه
ليس من أولياء الله، ولكنه من أولياء الشيطان،
والذين يناصرونه ويذبون عنه ويقولون:
إنه في الظاهر هكذا، ولكنه في الباطن مؤمن،
هؤلاء من جنسه،
هؤلاء خبثاء من أولياء الشيطان،
وهم أنصار الشر والفساد،
وهذا من شأن بعض الصوفية المخذولين،
فيجب التنبه لهذا،
وقد قال العلماء رحمة الله عليهم
فيمن يدعى له الولاية، قالوا:
لو طار في الهواء أو مشى على الماء
فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر
في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة،
فإن استقام أمره في ميزان الشريعة،
وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله،
كاف عن محارم الله ورسوله،
فهذا هو المؤمن وهو الولي،
وإن رئي منه ما يدل على فسقه
واقترافه المحارم أو تضييعه الواجبات؛
فهذا دليل على أنه من أولياء الشيطان
وليس من أولياء الله
كما نص على
هذا الشافعي رحمه وأحمد وغيره من أهل العلم.
فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان،
والواجب على من عرف ذلك
أن يرفع بأمره إلى ولاة الأمور حتى
يعامل بما يجب من استتابته وقتله إن لم يتب،
أو قتله مطلقاً إن كان يسب الله ورسوله،
فإن جمعاً من أهل العلم يرون أنه يقتل
من غير استتابة، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير. انتهى كلام الشيخ بن باز
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
بأولياء الله الصالحين الذين تم ذكرهم
في القرآن الكريم وفي السُنة المطهرة
والذين تم تعريفهم لنا من قِبل
علماء أهل السُنة والجماعة
على أنهم هم الأتقياء الأوفياء
لأوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى
فكانوا خير من اتقى
وخير من عمل واتبع منهج ونهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخير من آمن وعمل صالحاً
فإستحقوا أن يكونوا أولياء الله
فأعطاهم الله من فضله العميم
في الدنيا والاخرة
فلم يأمروا بمنكر
ولم يشركوا بالله
ولم يدّعوا العِصمة أو الكمال
ولم يطلبوا ممن يحيطون بهم
أن يقدسوهم ويتوسلوا لهم لطلب الحاجات
ولم يوصوا ببناء القباب والأضرحة
لزيارتها والتبرك على أعتابها
ولم يخالفوا ما أمر الله به من تشريعات
ولا أحكام ولم يسقطوا فرائض
فُرضت عليهم بحجة أنهم وصلوا للمبتغى
فلا حاجة للعبادة
كما يفعل أولياء الشيطان
فيكفي أن منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسملم
وكل من إتقى وعمل عملاَ صالحاً
وتقرب به الى الله حتى أتاه اليقين
وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب
وتبغض ما يبغض
وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط
وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي
ويقول أبن تيمية.
والمراد بولي الله العالم بالله
المواظب على طاعته المخلص في عبادته
. وقال ابن القيم رحمه الله:
فالولاية هي عبارة عن موافقة
الولي الحميد في محابه ومساخطه
(وقال أيضاً رحمه الله:
فولي الله هو القريب منه المختص به
وقال ابن تيمية رحمه الله:
والولاية هي الإيمان والتقوى
المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل
. وقال أيضاً رحمه الله
فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته
ومرضاته وتقرب إليه بما أمر به من طاعته
وقال السيوطي رحمه الله:
وهو العارف بالله حسب ما يمكن،
المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي
المعرض عن الانهماك في اللذات
أما أولياء الشيطان
فقد قال الله تعالى فيهم :
قال مبينًا أولياءَ الشيطان
: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ

عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ï´¾ [النحل: 98 - 100]،
وقال - تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ï´¾ [النساء: 76]
، وقال - تعالى
-: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي
وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ï´¾ [الكهف: 50
وقال - تعالى
-: ï´؟ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا
* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ï´¾
[النساء: 119 - 121]،
وقال – تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إ
ِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ï´¾
[آل عمران: 173 - 175].
فأولياء الشيطان هم
أتْباعُه العاصون لله - عزَّ وجلَّ –
المخالفون لكتابه
ولسُنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم
- المغرورون بتزيين الشيطان
ووعْده لهم؛
ï´؟ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ï´¾.
فتكفي مخازيهم وموبقاتهم وشركهم
وخزعبلاتهم وخيالتهم المريضة
وهلوساتهم الشيطانية التى تأمرهم
وتوحى لهم أن مقامهم يناهز مقام الأنبياء
بل أكثر من ذلك
حتى صنفوا الكتب والمراجع لتقنين
وبث الخوف والهلوسة والرعب في قلوب
من ضعفت قلوبهم وانحدروا لمستنقع الضعف
والاستكانة والبُعد عن الدين بتشريعاته
وأحكامه وأوصوله
فإصبحوا يلجأؤون لمثل هؤلاء أأمة الشيطان
يتبركون بهم ويستجدونهم وينذرون لهم
ويذبحون لهم الذبائح
بحجة أنهم من أهل الله وأصفيائه وأحبائه
في الوقت نفسه هم من يقولون
كُفرا وشركاً بواحاً فقد قالوا في وصاياهم
ولكن الصوفية خصصوا لولاية الله سبحانه وتعالى أعداداً معينة

في حدود الأربعين أو الثلاثمائة
أو غيرها من الأعداد التي يذكرها المتصوفة
لمن يطلقون عليهم أنهم أولياء الله
وأصبحوا يصفونهم بأوصاف لا تليق
إلا بالله سبحانه وتعالى
حيث ادعوا بأن الأولياء يعلمون الغيب
ويتصرفون في الكون تصرفاً مطلقاً
ويدعون ويستغاث بهم من دون الله
وهذه كلها معتقدات فاسدة دخيلة على الإسلام
جلبها المتصوفة من الطوائف الوثنية الضالة
التي تعبد البشر من دون الله.
ما هي الكرامات وخوارق الأشياء
عند أولياء الله الصالحين
وعند أولياء الشيطان
وما مدى صحتها .......؟
وتوضيح لبعض المصطلحات
مثل خوارق الاشياء والكرامات
وما تعنيه
وقد أوضح العلماء في قولهم :
فقد خلق الله سبحانه وتعالى
هذا الكون وسيره على سنن محكمة مطردة
لا تتعارض ولا تتخلف،
وربط المسببات بأسبابها
والنتائج بمقدماتها وأودع
في الأشياء خواصها، فالنار للإحراق،
والماء للإرواء والطعام للجائع،
ثم هذا النظام الكوني البديع المتناسق
الشمس والقمر والنجوم، وتعاقب الليل والنهار..
كل بنظام محكم، فإذا لم ترتبط الأسباب بنتائجها
وخرقت هذه العادة المألوفة
بإذن الله لمصلحة دينية
أو دعاء رجل صالح،
فهذا الخرق إذا كان لنبي فهو معجزة،
وإذا كان لأناس صالحين
فهو كرامة وهذه الكرامة إن حصلت
لولي حقاً فهي الحقيقة تدخل
في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وتحصل ببركة إتباعه.
وهذه الخوارق إما أن تكون من جهة
العلم بأن يسمع النبي ما لا يسمع غيره أو يرى ما لا يراه
غيره يقظة ومناماً أو يعلم مالا يعلم
غيره حياً وإلهاماً أو فراسة صادقة
لعبد صالح، وإما أن تكون من باب القدرة
والتأثير مثل دعوة مستجابة
أو تكثير الطعام وعدم إحراق النار،
وقد حصل للصحابة رضوان الله عليهم
كرامات من هذا النوع وكانت إما لحاجة
أو حجة في الدين،
ومثال على ذلك اخوتنا الكرام
أن هناك كرامات حدثت للصحابه
رضوان الله تعالى عليهم بدون أن يطلبوها
بالرياضات الروحية كما تفعل الزنادقة الصوفية
بل أتت تكريماً لهم من الله على حُسن ايمانهم
وتقوتهم وصلاحهم ....
إن كرامات أولياء الله
لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى
والولي لله هو المحافظ على الفرائض
والسنن والنوافل، عالماً بأمر الله
عاملاً بما يعلم فمن صفت عقيدته
وصح عمله كان ولياً لله يستحق
إكرام الله له إن شاء، فهذا إذا خرقت له
العادة لا تضر ولا يغتر بذلك ولا تصيبه رعونه،
وقد لا تحصل لمن
هو أفضل منه فليست هي بحد ذاتها
دليلاً على الأفضلية،
فالصديق رضي الله عنه
لم يحتج إليها، وحصلت لغيره من الصحابة،
كما أنه ليس كل من خرقت له العادة
يكون ولياً لله كما أنه ليس كل من حصل
له نِعَمٌ دنيوية تعد كرامة له،
ثالثاً: هناك سؤال مهم في هذا الصدد
وهو لماذا كانت هذه الحوادث من
خرق العادات قليلة في زمن الصحابة
والتابعين ثم كثرت بعدئذ ؟
هذه حوادث صحيحة
وقعت للصحابة رضوان الله عليهم،
وأكثر منها وقع في عصر ما بعد التابعين.
فأهل السنة
لا ينكرون الكرامات كما ينكرها المبتدعة،
وهم يعلمون أن الله الذي وضع الأسباب
ومسبباتها قادر على خرق هذه السنن
لعبد من عباده،
كما أكرم الله سبحانه
أم أيمن رضي الله عنها
عندما هاجرت وليس معها زاد
ولا ماء فكادت تموت من العطش
وكانت صائمة، فلما كان وقت الفطر
سمعت حساً على رأسها فإذا دلو معلق
فشربت منه،
وكان
البراء بن مالك
إذا أقسم على الله أبرَّ قسمه
، وكان
سعد بن أبي وقاص
مستجاب الدعوة،
مشى أمير الجيوش الإسلامية
في البحرين العلاء بن الحضرمي
وجنوده فوق الماء لما أعترضهم البحر
ولم يكن معهم سفن تحملهم
ولكن الصوفية جعلوا مجرد وقوعها
دليلاً على فضل صاحبها
حتى ولو وقعت من فاجر
قالوا هذه كرامة لشيخ الطريقة
أولاً: هذه الخوارق كانت تقع للصحابة
دون تكلف منهم أو تطلب لها أو رياضات
روحية يستجلبون بها هذه الخوارق،
بل تقع إكراماً من الله لهم أو دعاء
يرون فيه مصلحة دينية
إما لحجة أو لحاجة للمسلمين
كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم،
يجيب ابن تيمية:
أنها بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها
ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه فيها ما يقوي
إيمانه ويكون من هو أكمل ولاية منه
مستغنياً عن ذلك لعلو درجته
، كما أن عدم وجودها لا يضر المسلم
ولا ينقص ذلك في مرتبته والصحابة مع علو
مرتبتهم جاءتهم هذه الخوارق إكراماً لهم
أو لحاجة في الدين، وكثرتها في
المتأخرين دليل على ما قاله ابن تيمية
أو لتطلبهم إياها بالرياضة الروحية.
ثانياً
إن معجزة هذا الدين الكبرى
هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على
قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما
طلب منه صلى الله عليه وسلم
معجزات مادية رفض ذلك
لأن هذا ليس هو منهج هذا الدين
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الطلب،
قال تعالى:
( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ
نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ
أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا
نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولا( الاسراء 93(
ومن اشهر الكرامات
والخزعبلات التى يتفوه بها مريدي
أولياء الشيطان الذين فاقوا كل تصور
وضربوا بعرض الحائط التوحيد
وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث خاض فيه أيضاً الشعراني،
عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الأنصاري
المشهور بـالشعراني
وهو من علماء الصوفية وكبيرهم وناقل
ومؤيد لكذبهم وخيالاتهم التى يسمونها كرامات
إنها جرائم حشدها الشعراني
في طبقاته على أنها كرامات
لأولئك الذين زعم كذباً
أنهم أولياء أقل ما فيها الاستهانة
بجرائم اللواط والزنا والشذوذ الجنسي
- كما يسمى في عصرنا –
ومن هؤلاء السيد البدوي
الذي تتم عبادة قبره وشد الرحال إليه
فقد نشر أحد أتباع البدوي كرامات هذا
المُدعي وأظهرها على أنها من معجزاته
ليرهب بها أنصاره ومريديه
منها :
يقول محمد عثمان البرهاني في كتابهِ
«تبرئة الذمة في نصح الأمة»
وهذا الكاتب من مريدي البدوي فنقل
عن السيد البدوي قوله :
«دعا الله بثلاثِ دعواتٍ،
فأجاب الله دعوتين
وأبطل الثالثة؛
دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره،
فأجابَ الله ذلك،
( فكيف بالله عليكم اخوتنا الكرام
يدعوا ولي الشيطان هذا أن يشفع
لكل من زار قبره وروضته ويتمسح بهما )
فهل وصل به التبجح أن أعطى لنفسه حق الشفاعة
والتى يقول عنها الله سبحانه وتعالى
( لايشفع عنده الا بأذنه )
فهل هذا من الدين ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم
في رفض البدعة وعدم اتباعها ...)
ويستكمل الكاتب ويقول
ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره،
فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار
، فرد الطب، فسألوا: لمـاذا؟
فقال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها
تصير حشيشاَ أخضر،
وحقٌّ على الله ألا يعذّب بها الكافرين......
فأي كذب وزور وبهتان يقوله ولي الشيطان هذا
هاهو الان يكذب على الله سبحانه وتعالى
ويوهم اتباعه أن مقامه أكبر من مقام الانبياء والرٌسل
والملائكة مجتمعه ....!!!!!!!!
اخوتنا الكرام
بالرغم من وضوح الرؤية والحقيقة
في عدم اتباع البِدع والاهواء والانحرافات
والشركيات والجماعات التى حادت عن طريق
اهل السُنة والجماعة التى تتخذ
كتاب الله وسُنة رسوله منهج وطريق لهم
بالرغم من وجود احاديث صحيحة
وآيات واضحة تبين بطلان الانحرافات
والاختلافات واتخاذ القبور والمقبورين
والاستجداء لغير الله
بالرغم من ذلك يظهر من يعارض
هذا التوجه الرباني الصحيح
من علماء يًحسبون على الدين من الازهر
وعلى رأسهم شيخ الأزهر وهو
يزور قبر البدوي برفقة وزراء عرب
وهنا يقول أحد تُبع البدوي ومريديه
عن هذه الزيارات بقوله :
وعلي الرغم من تلك الفتاوي والأصوات
الشاذة يتوافد أحباب آل البيت
هنا إلي ضريح السيد البدوي
طلبا للمدد من شيخ العرب.
وكان آخره زيارة الدكتور شوقي علام
مفتي الجمهورية
وبرفقته وزير الأوقاف الفلسطيني الجديد،
يوسف إدعيس والدكتور
عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ
الطرق الصوفية إلي مقام
«شيخ العرب» بالمسجد الأحمدي
في مدينة طنطا، لتأدية صلاة الجمعة وزيارة الضريح .
هنا في رحاب المسجد الأحمدي
تستشعر المكانة الخاصة للسيد أحمد البدوي
في نفوس المصريين،
حيث يتوافد ملايين الزوار
علي مدار العام إلي المسجد الأحمدي
بمدينة طنطا طلبا للمدد
وطمعا في قضاء الحاجات،
وتقيم المشيخة العامة للطرق الصوفية
كل عام مولدا للسيد البدوي يحضره
)الله اكبر اخوتنا الافاضل )
اذا كان أحد علماء وصاحب دار الأفتاء
يزور ضريح البدوي ويلتمس منه
البركة والمدد والعون وقضاء الحاجة
ويعلنها جهاراً نهاراً
فكيف بالعوام الذين يتبعون هؤلاء المتعالمين
ويسيرون على مسيرهم ......؟
. أبوالحسن الشاذلي
يقول بن بطوطة عن كرامة
أبي الحسن الشاذلي:
«أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه
أبي العباس المرسي،
أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة،
ويجعل طريقه على صعيد مصر،
ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده،
إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف،
ويعود على الدرب الكبير إلى بلده،
فلما كان في بعض السنين،
وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه:
استصحب فأساً وقفة وحنوطاً،
وما يجهز به الميت فقال له الخادم:
ولم ذا يا سيدي؟ فقال له:
في حميثرا سوف ترى.
حميثرا في صعيد مصر
، في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق،
وهي كثيرة الضباع.
ويكمل بن بطوطة: «فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن،
وصلى ركعتين،
وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره

مكتوب عليه اسمه ونسبه متصلاً بالحسن بن علي رضي الله عنه
حتى بعض علماء الازهر يحتفون بكرامات
الشيخ الشاذلي في كتاب .
فى كتاب «درة الأسرار»،
للدكتور عبدالحليم محمود
، شيخ الأزهر الأسبق،
يحكى عن كرامات الشيخ الكثيرة
ويحتفى به في كتابه، مؤكداً أن:
«له من العلم الكثير»،
ومن إحدى الكرامات
التي ذكرها الشيخ في كتابه
أنالله كلّمه على جبل زغوان
أي أن الله سبحانه وتعالى

كلّم الشاذلي بدون حجاب.......!!!!!!
، وهو الجبل الذي اعتكف الشاذلي على قمته،
وتحنّث.
وهذه احدى خزعبلات واكاذيب
ولي الشيطان ابراهيم الدسوقي
الذي له ضريح وقبر وروضه يفد اليها
الزوار وعُبّاد القبور ليتمسحوا به
في مصر
حيث نُسب له كرامات خيالية
أن تمساح النيل -كان منتشرا في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت –

خطف صبيا من على شاطئ قرب منزل الدسوقي هذا
فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد
، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل:
«معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده»
، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-
، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيًا
في وجود الناس، وقال للتمساح:
«مت؛ فمات في حينها...!!!!!!!!!
وهذا ولي الشيطان المشهور ب المرسي أبو العباس
والمشهور أنه مُطلع على أسرار الكون
يحكى مريدى المرسى أبوالعباس
وريث الطريقة الشاذلية
من أبا الحسن الشاذلي أنه
كان لديه قدرة على معرفة ما يدور
فى خاطر الرجل أمامه فيخبره به،
وأنه يفكر فى كذا وكذا،
ويقول أبو العباس عن نفسه:
(والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا،

فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال:
وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان
أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه
وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي أن نعبد الله على بصيرة
أي على علم بتوحيده سبحانه وتعالى
وعدم الاشراك به وإتباع نهج ومنج
الرسولصلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار
ونبذ كل ما من شأنه فيه بِدع وابتداع
واتباع لغير من فهم الكتاب والسُنة
وما عملوا به أهل السُنة والجماعة من السلف الصالح
ولنحذر ممن يتقول على الله وعلى رسوله
بأدعاء الولاية وأنه ولي صالح
ينفع ويضر ويجلب الحبيب ويشفي المريض
ويأتي بالرزق ويُصلح الاحوال
فهؤلاء هم أولياء الشيطان
فنحذر منهم ومن قبابهم وقبورهم وروضاتهم
فإن اتبعناهم فقد أشركنا بالله
وكفرنا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الأصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=40803




 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 03-29-2022 الساعة 02:13 AM

قديم 02-19-2022   #26


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )






إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ
مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ
الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ
مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
لشمولية هذا الموضوع وهو الأصلاح
وتشعبه وأهميته والبحوث التى حوله
رأيت أن اجعله من فصلين
ففي هذه الجمعة فصل أو جزء
والجُمع القادمة فصل مكمل ,,,,
فمرحباَ بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي نجلس متربعين حوله لنتعلم
أمور ديننا ودنيانا وكيفية تنظيم معيشتنا وجعلها
لا تتنافى مع ما خلقنا الله لأجلها في هذه الدنيا
وان إسلامنا الحنيف يدعوا الى عبادة الله وحده
وعدم الأشراك به والأيمان برُسله وأنبياءه
وكتبه وعلى رأسهم الحبيب صلى الله عليه وسلم
لانه النبي والرسول الذي اتى بالتشريعات
من عنده سبحانه
فالايمان به وبما جاء به وتصديقه
واتباع هديه وسُنته هو من أساسيات
التوحيد والاعتقاد الصحيح للمسلم ....
وعلى هذا الأساس المتين
أمرنا الله بطاعته واتباعه ولا نتبع
منهج ونهج وطريق ضلال الاخرين
والتشريعات المُحكمة
هي في حقيتها تنظيم لشؤون حياة البشر
بدء من طريقة تربيه أفراد الاسرة
والتعامل الخاص في مابين الأزواج
وانتهاء بنصح وارشاد وتوجيه
ولي الأمر والاخذ بيده لمصلحة البلاد والعباد
وكذلك لتنظيم حياتنا والحرص على المحافظة عليها
من المنغصات التى بطبيعة الحال تكثر
وتتجمع في غياب الدين والمسلك الديني الصحيح
فيكثر الهجران والخلاف والخصومات والمنازعات
سوى بين الأفراد وبعضهم
بعض او بين القبائل في مابينهم
أو بين الجيران أو حتى بين الأسرة الواحده
كالاخوة والاخوات .....
وهذه المشاكل والخصومات لاتنتهي او تندثر الا
إن وجدت الارضية الصالحة لأنهائها
ومنعها والاخذ بيد من وقعوا فيها .....
ونتيجة لهذه الافات القاتلة التى تهدم المجتمعات
والبيوت والعلاقات الاجتماعية والتى تكون سبب
في حدوث مشاجرات وقتال واحيانا للدمار ....
وأعمال الشيطان ووسوساته وأوامره لأتباعه
بهلاك الناس والتفريق بينهم وشحنهم بالعداوة
والبغضاء والفتن وتأجيج المشاحنات في مابينهم
كل هذا الاعمال تترك بصمة فيها من الفساد والأفساد
والتشرذم وانقطاع اواصر المحبة بين الناس
بصفة عامة وبين أبناء العائلة الواحده ...
من هنا أفرد التشريع الأسلامي الحنيف فصلاً مهماً
يختص بهذا الأمر وايجاد حلول لعدم وقوعه
أو الحد منه للمحافظة على البينة
الأساسية للمجتمع المسلم
وهذا الامر عدّه الله سبحانه وتعالى من امور
العبادات التى يؤجر عليها المسلم إن عمل بها
ونفذها وامر بها وانحاز لها انحيازاً كاملاً
وهذا الأمر هو الأصلاح بين الناس
أو إصلاح ذات البين .....
فا لأهميته القصوى ذكره الله في
أكثر من موضع
في القرآن الكريم وأمر به
وحفّز فاعله بالاجر العظيم والمغفرة والنجاة من النار
فقد قال تعالى في أمر الأصلاح بين الناس :
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)...الانفال
هنا في هذه الأية الكريمة من سورة الأنفال
أوضح الله سبحانه وتعالى أن الأصلاح
ذات البين هي من تقوى الله وطاعته
وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .....
والعلماء فهموا هذه الآية
على انها تحتوي
على نقاط ثلاث تعني باصلاح ذات البين:
النقطة الأول
وهي إصلاح النفس ....
وهذا الأصلاح يتم فيما بينك وبين نفسك
إي إصلاحها من الخلل الذي يوجد بها
ومنعها من الاشراك بالله
واتباع المعاصي والمنكرات والشهوات
التى بدورها تكون السبب في تجمع وحصد
الذنوب والخطايا والآثام .....
فإن نجحنا في إصلاح انفسنا
سينعكس ذلك على قلوبنا فينصلح حالها ...
فتكون عبادتها لله سبحانه وتعالى كما
أراد الله لهذه القلوب أن تكون مُخلصه له وحده
كما قال تعالى :
( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ
فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ ...)
32سورة الحج
والنقطة الثانية
وهي إصلاح العلاقة بينك وبين الناس
وتعني إصلاح ذات البين بينك وبين الناس
وبينك وبين زوجتك وبينك وبين اولادك وبناتك
ومجمل عائلتك .....
فعندما يتم إصلاح العلاقة بينك وبين هؤلاء
الشرائح هنا تم إصلاح شبكة
تواصليه في المجتمع
بينك وبينهم سوى جيران او اصدقاء او زملاء
كل ذلك يحدث إذا أصلحنا ذات بيننا وبين
من يلوذون بنا .....
والنقطة الثالثة
أو المفهوم الثالث للأصلاح ذات البين
هو قيام المسلم بأصلاح ذات البين
بين المسلمين في مابينهم
أي الاصلاح بين اثنين او طرفين
أو زوجين أو بين الأخوة
أو بين جارين أو شريكين
يكون بينهم خصام وعداوة
فإن فعلنا ذلك اصبحنا نُترجم
عملياً التقوى في قلوبنا فتصبح المحرك
الدافع لجوارحنا للتعامل بين الناس بحب
وهنا يأتي قول الله تعالى
أن الأصلاح يرتبط ارتباط وثيق
بين التقوى والأصلاح بين ذات البين
فحينما تُصلح ذات بينك وبين نفسك
وبينك وبين الله
وبينك وبين أهلك وعشيرتك
واصدقاءك وزملاءك
وان اصلحت بين الناس في ما بينهم
ونزعت فتيل العداوة والبغضاء بينهم
هنا تكون قد اتقيت الله وأصبحت ممن
يرضى الله عنهم ويصلح بالهم ......
فشرط الأصلاح مهما كان نوعه
هو تقوة الله الله تعالى .....
اخوتنا الكرام
وفي هذه الخطبة بأذن الله تعالى
سيتم التركيز على الأصلاح بصفة عامة
والأدلة والشواهد القرآنية على هذا الامر
فسيكون الجزء الأول هذا
فيه سرد للأدلة القرآنية
والأحاديث النبوية الصحيحة
والجزء القادم سيكون تفصيل لهذا الموضوع...
فالشواهد والأدلة هي أساس تشريع
ديننا الحنيف من قرآن وسُنة نبوية ...
لان اي كلام أو أي درس أو خطبة أو نصيحة عامة
ولاتحتوي على قول الله تعالى
واحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم
لايُعتد بها ولا ينُظر لها ....
لانه من منهج أهل السُنة والجماعة
الاعتماد على القرآن والسُنة والمتمثلة
في الأحاديث الصحيحة ومفاهيم
الصحابة الكرام والتابعين لهم فقط ....
فأي كلام أو شروحات ليس لها اساس من
القرآن الكريم أو السُنة أو أقوال السلف الصالح
لايُنظر لها ولا يُعتد بها ....
فهذا هو مصدر التشريع الصحيح لأهل السُنة والجماعة
وليس كلام إنشاء لشيوخ وفئات تقوم
بتأويل ودس مفاهيم خارجة عن نطاق
كلام الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم.....
فيسترشدون بأقوال شيوخهم فقط
ولا يستعينون بمصدر التشريع الاساسي وهو القرآن
والسُنة المتمثلة في الأحاديث الصحيحة ...
وبهذه المعطيات أبين لكم اخوتنا الكرام
هذا السرد والبيان لقول الله تعالى
في أهمية الأصلاح ذات البين بين انفسنا
وبين الناس
فقال تعالى في عدة مواضع
يقول الله عز وجل:
( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ
أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ
فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)سورة االنساء
وهذا يعني أن لا خير في كثير من النجوى
مهما كان نوعها ، الا إن كانت هذه النجوى
تأمر بالصدقة أو تأمر بالمعروف أو تُصلح بين الناس
ففي هذه الحالة تكون نجوى مُباحة
شرعية صالحة ...
وقال تعالى:
﴿1﴾يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ
قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) 1سورة الأنفال
يسألك أصحابك -أيها النبي-
عن الغنائم يوم بدر كيف تقسمها بينهم؟
قل لهم: إنَّ أمرها إلى الله ورسوله،
فالرسول يتولى قسمتها بأمر ربه،
فاتقوا عقاب الله ولا تُقَدموا على معصيته،
واتركوا المنازعة والمخاصمة بسبب هذه الأموال،
وأصلحوا الحال بينكم،
والتزموا طاعة الله ورسوله
إن كنتم مؤمنين؛ فإن الإيمان يدعو
إلى طاعة الله ورسوله.
وقال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
سورة الحجرات الآية: 10
وفي تفسير لابن كثير لهذه الآية قوله :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وقوله : ( إنما المؤمنون إخوة ) أي :
الجميع إخوة في الدين ،
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه
" . وفي الصحيح : "
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
. وفي الصحيح أيضا :
إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك :
آمين ، ولك بمثله " . والأحاديث في هذا كثيرة ،
وفي الصحيح : "
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ،
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالحمى والسهر " .
وفي الصحيح أيضا :
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا
وشبك بين أصابعه .
وقوله : ( فأصلحوا بين أخويكم ) يعني :
الفئتين المقتتلتين ، ( واتقوا الله ) أي :
في جميع أموركم ( لعلكم ترحمون ) ،
وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه .
انتهى تفسير أبن كثير للآية الكريمة ...
وفي تفسير القرطبي لهذه الآية قوله:
  • إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا
  • بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
قوله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا
بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون .
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
قوله تعالى :
إنما المؤمنون إخوة أي في الدين
والحرمة لا في النسب ، ولهذا قيل :
أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ،
فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ،
وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب .
وفي الصحيحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا
ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا
عباد الله إخوانا .
وفي رواية :
لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا
ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخوانا ،
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
ولا يحقره ، التقوى هاهنا
ويشير إلى صدره ثلاث مرات
بحسب امرئ من الشر أن يحقر
أخاه المسلم ، كل المسلم على
المسلم حرام دمه وماله وعرضه
لفظ مسلم .
الثانية :
قوله تعالى :
فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل
مسلمين تخاصما . وقيل :
بين الأوس والخزرج ،
على ما تقدم . وقال أبو علي :
أراد بالأخوين الطائفتين ; لأن لفظ التثنية
يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى :
بل يداه مبسوطتان وقال أبو عبيدة :
أي : أصلحوا بين كل أخوين ،
فهو آت على الجميع .
وقرأ ابن سيرين ونصر بن عاصم
وأبو العالية والجحدري ويعقوب
( بين إخوتكم ) بالتاء على الجمع .
وقرأ الحسن ( إخوانكم ) الباقون :
أخويكم بالياء على التثنية .
الثالثة :
في هذه الآية والتي قبلها دليل على
أن البغي لا يزيل اسم الإيمان ;
لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين
مع كونهم باغين . قال الحارث الأعور :
سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه
وهو القدوة عن قتال أهل البغي
من أهل الجمل وصفين :
أمشركون هم ؟ قال :
لا ، من الشرك فروا . فقيل :
أمنافقون ؟ قال : لا ;
لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا .
قيل له : فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا .
انتهى قول وتفسير القرطبي لهذه الاية ......
وقال تعالى ايضاَ :
( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا
عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي
حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ {9} الحجرات
قوله تعالى:
(فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)
128 سورة النساء
لذلك إخوتنا الكرام نعلم
إن إصلاح ذات البين من أفضل القربات
إلى الله سبحانه وتعالى، فالإصلاح عمل جليل
وخلق كريم يحبه الله ورسوله،
وديننا الإسلامي يحث دائماً على ضرورة
الإصلاح بين المتخاصمين،
كما يحرص على جمع شمل الأمة،
وإزالة الخلافات بين أفراد المجتمع،
لأن المجتمع الأسلامي ليس بمجتمع اسلامي
إن لم تكن فيه المحبة والأخاء والود والتراحم
في مابينهم وهذا مما يقوي الصلات
بين المسلمين ....
تقوية الصلات بين المسلمين،
لأنهم أخوة كالجسد الواحد إذا اشتكي منه
عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،
لهذا أمرهم القرآن الكريم بالوحدة في ظلال
عقيدتهم، ونهاهم عن التنازع،
وأمرهم بالصلح بين المتنازعين
فالتنازع والتدابر والأحقاد
وعدم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
ولا الاخذ بسُنته ....هي من
أسباب تصدّع وحدة المسلمين وضَعف
قوتهم وقطع روابط الصلة بينهم وذهّاب
ريحهم ،
مصداقاً لذلك قال تعالى:
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبرُواْ
إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابرِينَ)45 سورة الأنفال ،
فالمجتمع الإسلامي مجتمع متماسك
ومتعاون، مجتمع مبنيٌ على الأخوة والمحبة،
فالمسلم لا يعرف الحقد على أخيه المسلم،
بل يحمل في قلبه كلّ وُدٍّ ومحبة
وإخاء لجميع إخوانه في الدين والعقيدة،
فهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى
في قوله:
(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ
وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)،
سورة الحشر الآية 10
لذلك، فإننا نجد إذا وقع أي خلاف بين
المسلم وأخيه المسلم،
فإن الصلة بينهم لا تنتهي،
لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك،
كما جاء في الحديث الشريف:
لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا،
وكونوا عباد الله إخواناً،
ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،
(أخرجه البخاري)،
وفي عدم وجود من يُصلح بينهم
يكون الهجران هو وسيلة ناتجة
عن المنازعات والصدامات
ولكن الهجران له قواعد شرعية
لايتعداها المسلم ففي قول
الرسول صلى الله عليه وسلم توضيح لمسألة الهجر
فقال في الحديث الصحيح :
لا يَحلُّ لمسلم أن يهجر
أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فَيُعرِض
هذا وَيُعرِض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام
، (أخرجه مسلم
)، وقوله- صلى الله عليه وسلم- أيضاً:
تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس
فَيُغفر لكلِّ عبد لا يُشرك بالله شيئاً،
إلا رجلٌ كانت بينه وبين أخيه شحناء،
فَيُقال أَنْظِروا هذين حتى يَصْطلحا،
أَنْظِروا هذين حتى يَصْطلحا، أَنْظِروا
هذين حتى يَصْطلحا»، (أخرجه مسلم
أما ما جاءت به السُنة المطهرة
في أمر الأصلاح لذات البين من خلال
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصُلح والأصلاح :
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه
عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ،
فَأُخْبرَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بذَلِكَ، فَقَالَ: «اذْهَبُوا بنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ»،
(أخرجه البخاري
ولبيان أفضلية الأصلاح ذات البين
على سائر العبادات
ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصحيح في قوله:
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة؟” قالوا: بلى.
قال: إصلاح ذات البين،
فإن فساد البين هي الحالقة،
لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين
ورواه أبو داود والترمذي،
. وقوله عليه الصلاة والسلام:
أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين”.
تعد هذه العبادة من أعظم العبادات
التي أثنى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام،
وغفل عنها كثير من الناس،
لا سيّما في هذا الشهر المبارك، لقوله
وجعل الله سبحانه وتعالى إصلاح
ذات البين من منجزات تقوى الله سبحانه،
ومن الأدلة الواضحة على صدق التقوى،
فقال جلّ وعلا وعليه فينبغي
على الصائم السعي الجاد والحقيقي
لإصلاح ذات البين؛
وقال صلى الله عليه وسلم ايضاً:
جاء في الحديث الذي رواه ابن مردوية
عن أم حبيبة قالت:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
«كلام ابن آدم كلّه عليه لا له
إلا ذكر الله عز وجل؛ أو أمر بمعروف؛
أو نهي عن منكر»
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
ادلة وشواهد الأصلاح بصفة عامة
والضوابط الشرعية للعمل به
للاصلاح بين الناس
والاصلاح اخوتنا الكرام مختلف
بأختلاف نوعه
فهناك اصلاح ذات البين بينك وبين نفسك
وإصلاح بين الاهل في داخل البيت الواحد
وهناك اصلاح بين المسلمين بصفة عامة
والآيات القرآنية الكريمة تبين ذلك بوضوح
1 . وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين
وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[الأنفال: 1]
.2. إصلاح في نطاق جماعة المؤمنين وطوائفهم:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9]
.3 وإصلاحٌ في نطاق الأسرة وبيتِ الزوجية:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا
إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]
. وقال تعالى:
{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ
إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا
بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]
4. وإصلاح بين الأفراد:
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا
وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ} [البقرة: 224]
. إصلاح يعدلُ بين اثنين، ويجمعُ بين متهاجرين
، ويقرِّبُ بين مُتظالمين، يُقادان إلى صلح
لا يحلُّ حرامًا، ولا يحرِّم حلالاً
5.. إصلاحٌ بين أصحاب الحقوق
في الوصايا والأوقاف
: قال الله تعالى:
{فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ
بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 182]
. ووعد سبحانه وتعالى من أصلح
بين الناس إيمانًا واحتسابًا أن يؤتيه أجرًا عظيمًا
فقال تعالى:
{لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ
نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلح بنفسه بين
المتخاصمين،
أمثلة على مسيرة النبي صلى الله عليه
وسلم في الأصلاح بين المؤمنين
وترغيب المسلمين في فعل ذلك ....
عن سهل بن سعد –رضي الله عنه
أن أهل قباءٍ اقتتلوا حتى تراموا
بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك،
فقال: «اذهبوا بنا نصلح بينهم» (البخاري
وعن عمرة بنت عبد الرحمن قالت:
سمعت عائشة تقول:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب،
عالية أصوتهما، وإذا أحدهما يستوضع
الآخر ويسترفقه في شيء، وهو يقول:
والله لا أفعل، فخرج عليهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«أين المتألي على الله، لا يفعل المعروف؟
فقال: أنا يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحب
(متفق عليه)
. معنى المتألي: الحالف. معنى يستوضعه:
يسأله أن يضع عنه بعض دَيْنه
. ويسترفقه: يسأله الرفق
. فعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستنكر عمله،
عدل عن رأيه، واستجاب لفعل الخير،
وقد قامت في نفسه داوفعه إرضاءً لله ولرسوله.
والشاهد: من ذلك خروجه صلى الله عليه وسلم
للإصلاح بينهما،
وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في إصلاح
ذات البين ويحث عليه:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل سلامى من الناس عليه صدقة،
كل يوم تطلع فيه الشمس،
يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل
على دابته، فيحمل عليها،
أو يرفع عليها متاعه صدقة،
والكلمة الطيبة صدقة،
وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة،
ويميط الأذى عن الطريق صدقة
متفق عليه
. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن أفضل
الصدقات الإصلاح بين الناس
: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام
والصلاة والصدقة
قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
إصلاح ذات البين،
فإن فساد ذات البين هي الحالقة
فبين صلى الله عليه وسلم أن درجة
المصلح بين الناس أفضلُ
من درجة الصائمين والمصلين والمتصدقين.
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»
وعن أنس -رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب:
ألا أدلك على تجارة؟ قال:
بلى. قال: صِلْ بين الناس إذا تفاسدوا،
وقرب بينهم إذا تباعدوا
(صحيح الترغيب:
. عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا أيوب: ألا أدلك على صدقة
يحبها الله ورسوله؟
تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا
عن أبي هريرة -رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ما عُمِلَ شيءٌ أفضل من الصلاة،
وصلاح ذات البين، وخُلُق جائز بين المسلمين»
. والإمام الأوزاعي -رحمه الله- يقول:
ما خطوةٌ أحب إلى الله عز وجل من
خطوة في إصلاح ذات البين
. ولقد بلغت العناية بالصلح بين المسلمين
إلى أنه رُخِّص فيه بالكذب مع قباحته
وشناعته وشدة تحريمه
عن أُم كلثوم -رضي الله عنها
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس،
فينمي خيرًا، أو يقول خيرًا (متفق عليه)
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ،
والله يعلمُ ما تصنعون.
وسيتم استكمال موضوع الأصلاح
بتفاصيله في الجُمعة القادمة بأذن الله
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الاصلي
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=39990




 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 03-29-2022 الساعة 02:18 AM

قديم 02-26-2022   #27


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )



المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 2 )
كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا
رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ،
ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ
وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ
إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ
وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


أحبتي وأخوتي في الله
نتواصل مع جلوسنا في منبرنا هذا
لنستكمل ما بدأناه في الخطبة الماضية
عندما تحدثنا سوياً عن الأصلاح
ذات البين ومدى اهميته للمجتمع الأسلامي
للحفاظ على نسجه الصحيح الذي
دعى الرسول صلى الله عليه وسلم اليه في كيف أن يكون
وقد تم ذكر الأدلة الشرعية الحقيقية
من آيات قرآنية واحاديث صحيحة تبين
مدى أهمية الاصلاح في حياة المسلم
وبيئته المشتملة على بيته وعشيرته وجيرانه
وكل من يلوذ به .....
واوضحنا بعض النقاط التى تبين انواع
الأصلاح حتى نستطيع ان نقف ونتعلم في كل
مرحلة من مراحل الأصلاح لنصل للهدف الذي
اراده الله ورسوله لنا في اصلاح ذات بيننا .....
وفي هذه الخطبة بأذن الله سوف نقف
عند كل نوع من انواع الأصلاح بالشرح والايضاح
أصلاح ذات البين
وقبل أن نغوص سوياً في البيان والشرح
فلنتوقف قليلا لفهم مصطلح ذات البين ....
حيث لم يتم بيان معاني إصلاح ذات البين
من الناحية اللغوية ....
في الخطبة الماضية الجزء 1 وسوف يتم
التعريف بهذه الكلمة الأن وستكون كالاتي:
ذات البين ومعانيه
وذات البين في اللغة تعني:
هي مصدر من الفعل بَانَ،
والبَيْن:
هو البُعد والفرقة،
فنقول:
أصلح ذات البَيْن،
وبينهما بَيْنٌ شاسع،
والمقصود البُعد والفرقة،
وذات البَيْن:
هو ما بين القوم من صلة قرابة
أو نسب ومودة،
أو هو العداوة والبغضاء،
وكما يُقال في العربية
غُراب البين
وهذا تشبيه لكل من ينذر بمصيبة
بمصيبة أو فرقة أو بُعد،
فهذه الكلمة دليل للشؤم وللفرقة
أما لفظ ذات البين في القرآن
فهو كما يأتي:
ورد لفظ "ذات البَيْن
في القرآن الكريم في سورة الأنفال، قال تعالى:
( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}
والمقصود بالآية
: أي أُمِروا بالطاعة،
والمشي مع الجماعة،
وترك المخالفة والمفارقة،
أما في السُنة فقد ورد في حديث
أبي الدرداء، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم
قال:
(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِدَرجةٍ أفضلَ مِنَ الصَّلاةِ
والصِّيامِ والصَّدَقَةِ ؟ قالوا: بلى ،
قال صَلاحُ ذَاتِ البَيْنِ ،
فَسادُ ذَاتِ البَيْنِ هيَ الحالِقَةُ)
والمقصود بالحديث الكريم:
أن أفضل الأعمال هي الإصلاح بين
المتخاصمين والمتنازعين،
والنهي عن التسبب بالخصام
أو المشاجرة بين شخصين أو قبيلتين
لأن ذلك فساد ذات البَيْن هو نوع من
العداوة والبغضاء والكره التي نهى
عنها الحديث الشريف
ومُجمل المعني فإن ذات البين
تعني القرابة والمقصود بها هي الفُرقة
التى تقع ما بين كل قريب مع قريبة
وتختلف وتتعدد أشكال القرابة
فمنها ما بين المرء ونفسه
ومنها مابين أثنين
ومنها مابين الجماعة واخرى
من أولى القربى
اخوتنا الافاضل
قبل ان ننطلق لشرح كل بند ونقطة ونوع
من انواع الأصلاح
نفهم اولاً الشروط الواجبة والمهمة للمُصلح
الذي يُصلح بين الناس أو بين الفرقاء
وماهي الميزات التى يمتاز بها ليكون أهل للقيام
بالصلح .....
وهذا الشروط الواجب بتوفرها هي :
شروط الصلح،
1 . أهلية المتصالحين،
بأن تصح منهما التصرفات الشرعية.
2 .ألا يشتمل الصلح على تحريم حلال،
أو تحليل حرام.
3
.ألا يكون أحد المتصالحين كاذباً في دعواه
وليس له في الأصل حق عند الطرف الاخر ....
. 4 أن يكون المصلح تقياً،
عالماً بالوقائع، عارفاً بالواجب، قاصداً العدل.
5
.أن يكون الصلح على مال متقوَّم معلوم،
أو منفعة مباحة معلومة.
6
أن يكون الصلح في حقوق
العباد لا في حق الله......
وسائل إصلاح ذات البين
التي يتم من خلالها إصلاح ماتم إفساده
وسائل إصلاح ذات البين يعدّ تماسك
المجتمع أمراً مهماً، لما فيه من استمرار
التواصل وعدم تقطّع العلاقات بين الناس،
لذا شرّع الإسلام بعض الوسائل التي يتم
من خلالها إصلاح ما أُفسد من العلاقات بين الناس
١. ومن هذه الوسائل ما يأتي
: اقتراح ما فيه مصلحة الطّرفين
تدفع الخصومة بين الطرفين
إلى أن يتمسّك كل واحد منهما بكامل حق،
ولكنّه قد يتنازل عن شيء من حقوقه
إذا وجد أنّ الحل المقدم فيه نفع للطرفين،
لذا من أفضل ما يتم إصلاح ذات البين
هو إقناع كل طرف بأنّ الحل من مصلحته،
فيلمس كل طرف أنّ مصلحته أصبحت
في الحل لا في استمرار الخصومة،
ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
جاء عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه-
عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
بأن رجل اشترى رجلٌ أرضاً من آخر
فوجد بها ذهباً فاختصموا هل هو
للبائع أم للمشتري؟
(فَتَحاكما إلى رَجُلٍ، فقالَ الَّذي تَحاكما
إلَيْهِ: ألَكُما ولَدٌ؟ قالَ أحَدُهُما:
لي غُلامٌ، وقالَ الآخَرُ: لي جارِيَةٌ، قالَ:
أنْكِحُوا الغُلامَ الجارِيَةَ وأَنْفِقُوا
علَى أنْفُسِهِما منه وتَصَدَّقا).
٢. طلب كعب بن مالك -رضيَ الله عنه-
ديناً له من ابن أبي حدرد -رضيَ الله عنه-
واختصموا في ذلك حتى ارتفعت أصواتهما،
عندها تدخل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
بينهما. ونادى على كعب بن مالك –
رضيَ الله عنه-
وقال -صلّى الله عليه وسلّم-:
(يا كَعْبُ قالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ:
ضَعْ مِن دَيْنِكَ هذا وأَوْمَأَ إلَيْهِ:
أيِ الشَّطْرَ، قالَ: لقَدْ فَعَلْتُ يا رَسولَ اللَّهِ)
. فقد أصلح النبي ذات البين
وقدّم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
لهما حلّاً تتحقّق فيه مصلحة الطرفين
فيخفّف عن المدين، ويرجع للدائن ماله.
ولأهمية الأصلاح بين الناس
أباح التشريع الأسلامي المتمثل في منهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصلاح
فقد اجاز الكذب لأصلاح ذات البين
بين الفرقاء والمتخاصمين ففي هذا
الحديث الذي صححه الامام البخاري
وشرحه الشيخ أبن باز رحمه الله
في قوله:
كذلك حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط،
تقول رضي الله عنها
أنها سمعت النبيَّ ﷺ يقول
ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ،
فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا
( صحيح البخاري )
لا يُسَمَّى كذَّابًا، بل هو مصلحٌ بين الطائفتين،
أو بين القبيلتين، أو بين القريتين،
أو بين الشخصين، قالت:
ولم أسمعه يُرَخِّص في شيءٍ
مما يقول الناس أنه كذب إلا في ثلاثٍ
، وفي رواية مسلم:
"الحرب، والإصلاح بين الناس،
وحديث الرجل امرأته، والمرأة زوجها
، لا بأس بالكذب فيها:
الكذب في الحرب حتى يخدع العدو
من دون إخلالٍ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ،
لكن يفعل شيئًا يُوهِم العدو خلاف المراد،
فيحصل للقوة المسلمة فرصة في قتال عدوهم، مثل
: أن يكون العدو متحصِّنًا، فيقول الأمير للجيش أو للسرية: نرتحل، فيرتحلون وقصدهم من هذا
أن يخرج العدو، فإذا خرج كرُّوا عليهم،
فإذا ظنَّ العدو أنهم انهزموا فتبعهم العدو
فكروا عليه، وما أشبه ذلك مما يكون
في مصلحة الحرب من دون أن يُخلّ بعهدٍ ولا ذمَّةٍ.
وكذلك فيما يتعلق بالإصلاح بين الناس:
يأتي قبيلة ويقول:
أصحابكم يحبون الخير لكم، ويدعون لكم،
ويحبون الصلح معكم، ويذهب للآخرين
ويقول لهم كذلك حتى يجمع بينهم ويُصلح بينهم،
ولو كان كاذبًا فيما قال، يعني:
إذا كان الكذب لا يضر أحدًا من الناس،
إنما كذب للإصلاح بين القبيلتين
أو القريتين أو الشخصين،
هذا من باب الإصلاح بين الناس،
والصلح خير، ولا حرج في ذلك؛
لأنه لم يضر أحدًا، وإنما سعى
في إزالة الشر والجمع بين القلوب.
أساسيات الصًلح بين الفرقاء
أو المتخاصمين والشروط الواجب
توفرها في المُصلح .....
تحديد أساسيات التصالح يُعدّ تحديد
الأتفاق على أرضية مُشتركة
من ضمن الأساسيات هي الاتفاق على النقاط الأساسيّة
التي يتفق عليها
الأطراف المتخاصمة بشكل واضح،
كأرضية مشتركة تساعد على الوصول
إلى تسوية، وتحُدّ من حدوث أيّ نزاعات
مستقبلية فيما بينهم، حيث سيفهم
كلّ شخص أنّ تقديم بعض التنازلات
يساعد على الوصول إلى حلّ
للخصام مع الآخر.
حتى تكون مدخل لبدء التفاوض والأصلاح ....
2 . توضيح أهمية الصلح يجب
أن يوضّح المُصلِح مدى أهمية تأثير
العلاقات الاجتماعيّة على الشخص،
حيث إنّ الأسرة، والأصدقاء،
وأيّ علاقات اجتماعيّة أخرى تعدّ
مهمة بشكل كبير، ولا يجب الخوض
في نزاعات وخلافات تدمّر هذه العلاقات،
أو قد تؤذي الإنسان نفسياً وصحياً
لما يترتّب عليها من قلق وتفكير
في المشاكل والخلافات.
3 . الموضوعية بعد تحديد أسس الاتّفاق
يجب توضيح مدى أهمية تحقيق
حلّ مناسب للطرفين، فمن الطبيعيّ
أن يتمسّك الأشخاص بمعتقداتهم وقيمهم
أثناء المفاوضات، لكن هذا سيؤدي إلى
عناد الأطراف أكثر، لذا على
من يقوم بالإصلاح التأكّد من
أنّ كلا الطرفين لديه وجهة نظر متوازنة،
وأن يحرص على أن لا يتحيّز إلى أيّ منهما؛
ليطمئنا بأنّ القرار سيكون في صالح كلاهما
3 . الابتعاد عن الأنانية يجب أن يبتعد
من يصلح بين الأشخاص عن التفكير
في ذاته أو بشكل عاطفيّ،
وأن يحرص على أن يصغي إلى عقله بشكل كامل
حتى لا يتحيّز لأحد، لذلك من
الضروريّ أن يتحدّث بحكمة،
ويتعامل مع الوقائع، والحقائق لتوجيه
الأطراف المتخاصمين، بالإضافة إلى
أنّ على من يصلح أن ينتبه لعدم
التناقض حتى لا يشتّت غيره أو نفسه.
4 . الاستماع للآخرين خلال حلّ أيّ
مشكلة من الضروري الاستماع إلى
أطراف الخلاف، وإتاحة الفرصة
للجميع لتوضيح وجهة نظرهم بشكل
واضح، وبالتالي سيتفهم المصلِح جميع
وجهات النظر، والأهم من ذلك أنّ
المتخاصمين سيستمعون
إلى بعضهم البعض بطريقة واضحة ومباشرة
وهذه النقطة مهمة في المًصلح
في أن يستمع للاخرين لفهم لُب المشكلة
وحبذا لو يفهم المشكلة وحيثياتها
قبل أن يجلس اليهم للمصالحة
حتى تكون له فكرة كاملة عن المشكلة
ولم يبقى الا الاستماع للاطراف مباشرة
وفهم طريقة فهمهم للمشكلة وطريقة حلها ....
5 . التعاطف مع الجميع ينبغي
على من يقوم بالإصلاح أن يتعاطف
مع كلا الطرفين للاقتراب منهم وفهم
وجهة نظرهم، وبعد ذلك يمكنه تكوين
وجهة نظرهِ الخاصة وإقناعهم بها،

وأخيراً الوصول إلى حلّ يرضي جميع الاطراف
وهذه النقطة وهي التعاطف مع الجميع
والتعامل معهم كأنهم اخوته أو جيرانه
أو اقرب الناس اليه حتى يشعروا
بالميل نحوه وتقبل ملاحظاته وحلوله
وذلك لكي يقترب من نفسياتهم وفهمها
وفهم الجوانب المظلمة فيها لينيرها بذكاءه
وفطنته وفهمه لهم .......
6 . استخدام الكلمات بحرص
فيتم استخدام عبارات مؤثّرة وواضحة
لها وقع إيجابيّ في نفس الإنسان،
ولها أثر كبير في حلّ الخصام بين الأشخاص،
والوصول لأهداف فردية أو مشتركة،
فعلى من يُصلِح بين الأفراد أن يستخدم
عبارات إيجابيّة لجعل الأطراف يشعرون
بالاطمئنان، كقول:
(نعم، أنا أتفهّم وجهة نظرك)،
أو (أفهم ما تقصده تماماً)،
بينما عليه تجنّب استخدام
كلمة لا لأحدهما، أو إظهار
عدم الاتفاق مع ما يقول
وهذه النقطة مهمة ايضاً للمصلح
أن يتعامل مع الخصوم على أنهم عقلاء
وصوتهم مسموع ويكون ذلك بترك مساحة
من الوقت لكل طرف في أن يدلوا بدلوه ويتكلم
ويفصح عن رأيه في المشكلة
ويقوم هنا المًصلح بالتشديد علي الخصوم
أن يحترموا بعض وأن يسمعوا لبعض
وأن لايقاطعوا بعض اثناء سرد البيانات
والوقائع فالكل يتكلم ويأتي بحجته
حتى تكون الرؤية واضحة امام المُصلح
فيستغل ماجاء فيها من نقاط توافق بينهم
ويستعملها لنزع فتيل الخسام والتشاحن
وايضا لايتهم احد بأنه جاهل او غبي او
لايعرف يتكلم أو ليس متعلم .....
فهذا الامر سيزيد من سوء نفسية أحد
الخصوم ويشعر انه تم اهانته وبالتالي سيرفض
أي نوع من انوا ع الاصلاح ......

7 . التصرف بذكاء حتى لو كانت
المفاوضات تسير بشكل هادئ وسَلِس،
فعلى من يصلح بين الأشخاص
أن يتوقّع أيّ نقاش حاد، أو إساءة لفظية،
أو حتى عدوان جسديّ بين المتخاصمين،
لذا من المهم القدرة على الحفاظ
على هدوء الأشخاص، والسيطرة
عليهم بشكل ذكيّ؛ لتجنّب أيّ نزاع،
أو إساءة فيما بينهما
وهذه النقطة اخوتنا الافاضل
مهمة وهي التوقع قبل الجلوس للمصالحة
أن يتوقع المُصلح ان سيكون هناك
حِدة في النقاش وربما اساءات لفظية
او حتى سب وشتم المتخاصمين في مابينهم
هنا واجب المًصلح أن يكون قادر على
تهدئه الوضع والحفاظ على هدوء الاشخاص
ويكون ذلك بعدم اتهام طرف دون الاخر
بأفساد جلسة التصالح ....
والاهم من ذلك أن يضع في اعتباره
أنه سيناله جزء السب او الشتم أو الرفظ
أو توجيه تهمه له من قِبل الاطراف
واتهامه بالانحياز لجهه دون الاخرى
هنا الواجب على المصلح أن لايغضب لنفسه
بل يتحمل بسعة صدر وبهدوء
وأن لا يتكلم عن نفسه ويظهر نفسه أن بارع
أوأن يهدد المتخاصمين بالانسحاب إن استمر
تعنتهم ورفضهم للصلح ......
لان المتخاصمين ينظرون له كأنه قاضي
يقضي بينهم
فلا بد أن يتحلى بالذكاء والفطنة والصبر والأحتمال
لان اجر المًصلح عظيم وتأتي عظمته
في صعوبة الأصلاح بين الناس والمخاطر التى
ربما تحدث اثناء جلسة المصالحة ......
8 . تقدير موقف الطرف الآخر من
الصعب أن يفهم الإنسان أحداثاً،
أو مشاعر لم يمرّ بما يشبهها سابقاً،
لكن على من يُصلِح بين الأشخاص
أن يحاول دائماً أن يتخيل نفسه مكان
الأشخاص الآخرين، وبذلك يستطيع
أن يتفاهم معهم بشكل أفضل؛ لأنّه قد
أصبح على معرفة بما قد واجهه الخصمان
وهذه الحالة وهي تقدير الموقف
وفهمه والعمل على استيعاب حيثياته
ووضع المُصلح نفسه في موضع أحد الفرقاء
وذلك لفهم الأرضية والنفسية
التى يعيشها الخصمان .....
وهذه النقطة لاتتوفر الا في المُصلح الذي يقوم
بالاصلاح أن يكون ذو مكانة علمية لفهم الفكر الانساني
والسلوك البشري وايضا ذو مكانة مرموقة بين
المتخاصمين وفي العادة يقوم بهذا الامر
أحد كبار المصلحين المعروفين بالالتزام الخلقي
والديني والصمعة الطيبة في المجتمع...
والذي يكون له تأثير على الخصوم ....
أما أن يتدخل احد المصلحين بأسلوب
يستفز المتخاصمين في أنه يميل لأحد الاطراف
دون الاخر ويبرر لأحدهم افعاله ويقوم
بالهجوم على طرف دون الاخر وكأنه يثأر لنفسه
هذه النوعية من المصلحين لاتنع أن
تتبوأ مكانة الأصلاح بين الناس ....
لانه ليس له مصداقية لغضبة وحدة الفاظه
وتهجمه وميوله وانحيازه لطرف دون الاخر
هنا المصالحة ستفشل وستتعمق هوة الفُرقة
بين المتخاصمين ....
9 . طرح الأسئلة المناسبة عند الحيرة
في أمر ما خلال النقاش مع الأطراف
المتخاصمة، يجب طرح الأسئلة
بشكل مناسب وواضح، مع الحرص
على طريقة طرح السؤال بصيغة لطيفة،
وغير متكلّفة، أو مزعجة للآخر حتى يتم
الإجابة على التساؤلات بصدرٍ رحب
فكل هذه الشروط الواجب الاعتناء
بها عند من يرى في نفسه الكفاءة
في الأصلاح بين الناس .....
الكلام الواجب استخدامه
اثناء جلسة المصالحة بين ذوي الرحم
وللوصول لنتائج جيدة اثناء الأصلاح
لابد من توفر سلاح مهم يستعمله
المُصلح
أقوال تستخدم أثناء جلسة الصلح
الإقناع هو وسيلة وصول المصلح
إلى عقول المتخاصمين وقلوبهم،
ذوي صلة الرحم
من اشقاء او شقيقات او أقارب
الرابط بينهم صلة الرحم ....
وهي الكلمة ..... فابالكلمة المناسبة
واللفظة المساعدة تنجح مساعي الأصلاح
بين المتنازعين
وفيما يلي بعض الأقوال التي
قد تساعد في ذلك:
تذكير المتخاصمين بأهمية صلة
الرحم وعلاقتها برضا الله وسخطه،
والاستعانة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
(وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: من كان يؤمن بالله واليوم فليكرم ضيفه،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليصل رحمه،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليصمت
. رواه البخاري ومسلم
تذكيرهما بارتباط مغفرة الله تعالى
بصلحهما، والاستشهاد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم
الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال:
انظروا هذين حتى يصطلحا،
انظروا هذين حتى يصطلحا،
انظروا هذين حتى يصطلحا)
. (رواه مسلم)
وهذا الحديث شرحه الشيخ
ابن عثيمين رحمه الله
في قوله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس
فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء
فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا
أنظروا هذين حتى يصطلحا
رواه مسلم
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث ذكره المؤلف النووي رحمه الله
في كتابه رياض الصالحين
في باب تحريم التباغض والتدابر
والتقاطع عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تفتح أبواب الجنة في كل يوم اثنين وخميس
فيغفر لكل مسلم إلا رجلين بينهما شحناء
فيقال أنظروا هؤلاء أنظروا هؤلاء
حتى يصطلحا
وكذلك عرض :
الأعمال على الله عز وجل يوم الاثنين
والخميس فيغفر لكل مسلم إلا رجلين
بينهما شحناء فيقال أنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا
فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان
أن يبادر بإزالة الشحناء والعداوة
والبغضاء بينهم وبين إخوانه حتى
وإن رأى في نفسه غضاضة وثقلا في طلب
إزالة الشحناء فليصبر وليحتسب
لأن العاقبة في ذلك حميدة والإنسان
إذا رأى ما في العمل من الخير والأجر والثواب
سهل عليه وكذلك إذا رأى الوعيد
على تركه سهل عليه وإذا كان الإنسان
لا يستطيع أن يذهب إلى الشخص
ويقول يجب أن نصطلح ونزيل
ما بيننا من العداوة والبغضاء فبإمكانه
أن يوسط رجلا ثقة يرضاه الطرفان ويذهب
إليه ويقول إني أجد بينك وبين فلان
كذا وكذا فلو اصطلحتما وأزلتما
ما بينكما من العداوة والبغضاء
فيكون هذا حسنا جيدا والله الموفق
( انتهى شرح الشيخ ابن عثيمين ).....



هنا اخوتنا الكرام
الأرضية ستكون سهله في التعامل مع
المتخاصمين ذوي صلة الرحم
فالمسلم يغضب ولكن إن سمع
كلام الله يتوقف
ويتدبر ويراجع نفسه .....لماذا .....؟
لان الشيطان الحريص على التفريق بين
هذا المسلم أو المسلمة وبين اخوة بعضهم بعض
هذا الشيطان ينزوي ويندحر بمجرد سماعه
لكلام الله المتمثل في الآيات القرآنية
التى تختص بصلة الرحم والتى تتحدث عن
اساليب الشيطان في التفريق بين الاخوة والاشقاء
لذلك وجب على المُصلح الذي يقوم بدور الأصلاح
أن يذكر الفرقاء المتخاصمين بكلام الله
واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الاصلام ذات البين
لا أن يسترشد المُصلح اثناء جلسةالصٌلح
بكلام واقوال شيوخ او افراد لايعرفها
أحد من المتخاصمين
لكن ذكر القرآن والاحاديث يكون وقعه على القلب
اكبر من أي حديث أو استشهاد لكلام اخر .....
. إبطال يمين من حلف منهما بقطع أخيه
وإتخاذ اليمين في قطع اواصر
الأخوة بين الأخوة وبين الاخرين .....،
و واجب المُصلح أن يدعوا المتخاصمين
لتكفير أيمانهم بفتوى شرعية استشهاداً
بقوله تعالى:
(وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ
أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا
بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).244 البقرة
وهذه النقطة كثيرا ما نسمع عنها بين
المتخاصمين في أن احدهم حلف يمين أن لا يكلم
الطرف الاخر حتى الممات ....
هنا المًصلح لايقول كلام عامي أو كلام
لايقتنع به الشخص الذي حلف بالله أن يقطع
صلته بالطرف الاخر ....
بل يقول كلام لا مجال لأنكاره أو نقده أو رفضه
وهو كلام الله سبحانه وتعالى في مايختص
بحلف اليمين ....
لان الذي يحلف يمين بأن يقاطع
اخوه أووالديه او جيرانه
أو احد من اقاربه أو أي فئة اخرى
في واقع حاله يتحجج بأنه قد سبق السيف العزل
أي بمعني لقد نطق بالله حالف بالله أن لايرجع
عن يمينه في مقاطعة الطرف المقابل
هنا يقطع المُصلح حجته ليس بكلام هنا وهناك
بل بفتوى شرعية صحيحة متمثلة في آيات
من القرآن الكريم واحاديث الصحيحة....
عندها لايجد هذا الحالف أي مبرر للأستمرار
في غيه وفي رفضه الرجوع والاصلاح .....
وهذا بيان من الشيخ ابن باز رحمه الله
في اجابته عن سؤال من حلف يمين وكفارته
فقال رحمه الله :
، فإن عليك كفارة يمين،
، وهي إطعام عشرة مساكين
أو كسوتهم،.....
لقوله تعالى:
( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ
فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ
مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ
أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ
ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ
وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) 89المائدة
أن عليك كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين
من قوت البلد لكل مسكين نصف صاع،
يعني: كيلو ونصف تقريباً,
مسكيناً ثلاثين صاعاً من التمر
أو الحنطة أو الرز أو الشعير لكل مسكين نصف صاع،
يعني: كيلو ونصف تقريباً لكل واحد
لذلك عندما يسمع هذا الذي يحلف بالله
أن يقاطع اخاه أو اخته أو احد من أهله
هذا الحديث وهذه الفتوى الشرعية في كفارة
اليمين هنا لايجد مناص من أن يرضخ للمصالحة
لان حجته بطلت وانتهت بأنتهاء كفارة اليمين .....
انتهى كلام الشيخ ابن باز ......

والاصلاح اخوتنا الكرام يختلف
بأختلاف نوعه فقط
أما هدفه فهو واحد .....
وسنتوقف على كل هدف من الأصلاح
لبيان والغوص في معناه والرسالة الواجب
العمل بها وعليها في الاصلاح ذات البين ....
1 . وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين
وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
الأنفال: 1
وهو إصلاح المسلم لنفسه في مابين
نفسه وبين الله أي بمعنى اصلاح النفس
من الشهوات والقيود التى تقيدها لمنعها
من الأنطلاق لعبادة الله سبحانه وتعالى
دون أن تكون مقيدة بسلاسل النفس
والشيطان وغلبه الشهوات ....
فإن أصلح المسلم نفسه يكون قد إتقى
الله وشعر بحلاوة الأيمان في قلبه وجوارحه
وتعاملاته مع الاخرين ....
وقد بيّن العلماء أن هناك طرق ووسائل
لأصلاح النفس والتى تساهم في تقويم النفس
وهذه الخطوات يعتبر تتبعها سهل لمن
أراد أن يُصلح ذات بينه
قبل أن يُصلح ذات البين بين الناس الأخرين ..
وهذه الطرق والوسائل هي :
أ . إصلاحُ النّفس عن طريق الخطوات
السهلة، فقد يبتدئ الإنسانُ
بإصلاح نفسه بكلمة طيبة يقولُها
لمن أساء إليه، وتكون تلك الخطوة السهلةُ
طريقاً للوصول إلى منهج إصلاح النفس
ويكون ذلك بالتقرب الى الله والعمل بتشريعاته
والدعاءُ، فالدعاء هو من أقوى
طرق إصلاح النفس الإنسانية،
ويكون هذا الدعاء أقوى في حال خلوِّه
من موانع الاستجابة، مثل الظلم،
أو كثرة الذنوب، أو الغفلة التي تطغى على القلب
. أساليب إصلاح النفس الأمارة بالسوء من
الأساليب التي يمكنُ اتباعُها لإصلاح
ب . قيامُ الإنسان في بداية اليوم
بمشارطة نفسه على ترك السيّئات، والتزام الطاعات.
مراقبةُ الإنسان نفسَه باستمرار،
وأن يقيّم إلتزامها بما اشترطه عليها،
والنظر إن كانت قد أوفت بذلك، أم لا
ج . محاسبةُ الإنسان نفسَه على أفعالها،
وأقوالها. مجاهدةُ الإنسان نفسَه على ترك السيئات،
وإلزامها باتباع طريق الهدى، والطاعة،
وأن يجبرَها على مخالفة الهوى
بطرق ووسائل شرعية لتربية النفس الإنسانية
من الوسائل الشرعية التي تُسهِم في تربية،
وإصلاح النّفس الإنسانية هي قراءةُ القرآن الكريم،
وحفظُه، وتدبر آياته، والمحافظةُ
على الأذكار، والتخلّي بالنفس عند العبادة،
ومصاحبةُ أهل الذكر والطاعة،
والبكاءُ على الذنوب،
ومحاسبةُ النفس عليها.
فكل هذه النقاط اخوتنا الكرام هي وسائل
مساعدة لأصلاح النفس وتنظيفها مما يعلق بها ...
.2. إصلاح في نطاق جماعة من
المؤمنين وطوائفهم:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9
فكيف يتم الاصلاح بين الطوائف المسلمة
في مابينها هنا وجب أن يتقيد المُصلح
بضوابط ونقاط مهمة لنجاح عملية الأصلاح
التى سيقوم بها بين الطائفتان المتنازعتان
وهذا النداء موجه للذي يسعى للصلح
بين الطوائف من المؤمنين الذين تنازعوا
وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا
-أيها المؤمنون- بينهما بدعوتهما إلى
الاحتكام إلى كتاب الله وسنة

رسوله صلى الله عليه وسلم،
والرضا بحكمهما، فإن اعتدت إحدى
الطائفتين وأبت الإجابة إلى ذلك،
فقاتلوها حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله،
فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف،
واعدلوا في حكمكم بأن لا تتجاوزوا
في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله،
إن الله يحب العادلين في أحكامهم
القاضين بين خلقه بالقسط.
وفي الآية إثبات صفة المحبة لله على الحقيقة،
كما يليق بجلاله سبحانه.
.3 وإصلاحٌ في نطاق الأسرة وبيتِ الزوجية:
قال الله تعالى:
{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا
مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا
إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35
وعلى هذا الأساس المتين الا وهو
القرآن الكريم في وجوب الأصلاح بين الأزواج
وإرجاع الوئام والحب لبعضهم بعض
لابد أن يتم مراعاة شروط هذا الأصلاح
ففي الحياة الزوجية تحدث خلافات
كثيرة واضطرابات عديدة ،
وهذا من الطبيعي لاختلاف الثقافات
والعادات والتدين والأخلاق بين الزوجين
وللتفاوت المالي والثقافي أحياناً
ولغير ذلك من أسباب الخلاف .
ولكن مع هذا الخلاف لابد أن نعلم أنه
ربما تزداد وتيرة الخلاف حتى تقسو
القلوب وتسوء الألفاظ بينهما وتصبح الحياة
لا طعم لها , ويبقى قرار البقاء فقط لأجل الأولاد .
فحينها لابد من التدخل عبر مايسمى " الصلح بين الزوجين " وربنا يقول " والصلح خير " .
وإذا كان الصلح بين المتخاصمين من
أحب الأعمال عند الله فكيف
إذا كان الصلح بين الزوجين
الذين قضيا فترةً لابأس بها مع بعض
ربما تجاوزت العشر سنوات في بعض الحالات .
ولما يترتب على الصلح من التوافق الأسري
والسلامة من الطلاق الذي يحمل
في طياته المشاكل النفسية لدى
الطرفين والأولاد وربما حصل بعده
أنواعاً من الاضطرابات والنتائج
السيئة التي يعجز القلم عن الكتابة فيها .
لذا كان الصلح لازماً بقدر مانستطيع
لعل الله ينزل السرور والمودة بينهما
ويبصر الغافل منهما بحقوق الآخر .



وهذه بعض القواعد والإشارات في
" الصلح " لعلها تضيء
الطريق وتفتح الآفاق أمام المُصلح
عندما يقوم بالأصلاح بين الزوجين
وهذه القواعد سوف تساعده على مهمته ....
1. حينما تكبر المشكلة بين الزوجين
وتصل للضرب والإهانات
وتقارب الطلاق فلايصح فقط
أن يقدم المخطئ اعتذاره
بل الواجب هو معرفة الأسباب ونزعها
من جذورها نهائياً وليس فقط اعتذارات
سهلة بدون معرفة اساسيات المشكلة
حتى يتسنى لهم الرجوع بثقة وبثبات .....
يجب معرفة السبب وذلك من خلال جمع المعلومات بالتفصيل والسماح لكل طرف من الحديث عن
الآخر بكل هدوء وكتابة تلك الملاحظات في ورقة
وهذه النقطة مهمة حتى يتم معرفة اساس المشكلة
وطرق حلها والتوفيق بين المتنازعين من الأزواج
فمعرفة المشكلة تعبتبر اساس أيجاد الحل للمشكلة ....
أما بدون معرفة اساس المشكلة فمن الصعب
ايجاد حل في جلسة المصالحة ..... .
2 . تقديرالأمور والملاحظات والمقترحات
التي يطرحها الطرفان حسب الشرع لا حسب العادات والتقاليد , لأن بعض النساء تشتكي
من أمور مخالفة للشرع عند زوجها
فهنا لابد من رضوخه للشرع
وكذلك الزوجة حينما ينتقد زوجها
عباءتها مثلا وتحدث الخلافات
بينهما فيجب عليها الانقياد للشرع
والسمع والطاعة .
3- تقديم الاعتذار من المخطئ .
في وجود طرف من أهلها ومن أهله
في وقت الصلح وأن يشهدوا
على ذلك ليكون الرجوع
بينهما فيه نوعاً من الجدية .
4- حينما يعرف أهل الزوج بالموضوع
فإن كان الخلل منه فلابد من تأديبه
بالطريقة المناسبة وأن يحترم مشاعر زوجته ،
وإن كان من جهة الزوجة فلابد من
أن يتدخل والديها بكل حزم ويؤدبونها
حتى لاتعود لهم وهي تحمل لقب
" مطلقة " وأما البرود الحاصل
الآن فهو والله سبب الرجوع للمشكلات
في كل حين
5- وجود شهود مثل :
العم والخال وكتابة ورقة لإثبات
الحقوق والطلبات بينهما وهذا يكون
عند الخلافات القوية كالطلاق والضرب
ونحوها وأما الخلافات الخفيفة فلا أنصح بهذا .
6- ضبط الأمور المالية كتابةً وبالبصمات
إن وجدت وخاصةً إذا كان المظلوم
هو المرأة وليس لديها إثباتات
على مساعدتها لزوجها إلا مجرد الحوالات البنكية .
7- من الخلل الصمت عند الصلح
والاكتفاء بالرضاء في ما بينهما بحجة عدم تكبير المشكلة
من الخلل أن تصبر الزوجة على
الظلم من زوجها من أجل الأولاد بدون
أن يعترف الزوجة بخطأه ويتعهد بأن لايعود
وهذه النقطة مهمة وهي أن لاتصمت الزوجة
بحجة عدم تكبير المشكلة والصبر على الزوج
من أجل الابناء بدون أن يعترف الزوج بظلمه
لزوجته وعدم تكرار هذا الظلم .....
أما أن تصبر هي وترضى وتسكت في الوقت
نفسه الزوج لايهتم ويتكرر منه الخطأ على زوجته
أكثر من مرة .....هنا يعتبر سكوت الزوجة من الخطأ
فلابد أن تطالب بحقها وحق اولادها والتعهد امام
المصلحين في أن زوجها يتعهد
امامهم ان لايعيد ظلمه لها.
8- أيضاً بعض الرجال يعتذر
مع أن الخطأ في الحقيقة على زوجته
ولكنه يفضل الاعتذار ونسيان المشكلة
لأجل الأولاد ، ولكن بعد أيام تعود المشكلة
كما هي لأننا لم نعالج جذورها من
جهة الزوجة والاكتفاء بالصبر
عليها لأن الطلاق يفرق الأولاد و.. .
وهذا ربما يكون السبب في ازدياد المشكلة
ويكون ظُلم الزوجة لاينفع معه السكوت
فيجب على الزوج أن يُبلغ أهل زوجته
من خلال المتدخلين أن يضمنوا له ولأولاده
عدم تكرار المشكلة من زوجته
والا فالفراق والطلاق هو الحل ....
وهذا الامر يعرفه المُصلح لانه متواجد
داخل المشكلة ......
9- عند الصلح يجب أن نعرف
أن دموع المرأة ليست دليلاً على صدقها .
وعند الصلح يجب أن نعرف
أن رفع الرجل صوته وقوة شخصيته
ليست دليلاً على أن الحق معه .
10 . حينما نقرر أن الخلل من جهة الزوجة
فقد يكون الأفضل هو ترك الزوجة عند
أهلها فترة من الزمن لكي تعرف قدر
الزوج وواجباته ولكي تعرف أن أسرتها
ليست كل شيء وأن بيت الزوجية هو مستقرها .
11- بعض الرجال قد يظن أن الزوجة
لاحق لها في نصيحته على عيوبه ،
وتجده يرفض كلامها مما يسبب زيادة
الخلاف ورفض الصلح .
من الخلل السكوت عن بدايات
المشكلة بحجة أنه لايخلو بيت من مشكلة ,
يجب أن نحلها من البدايات بكل حزم وذكاء وحكمة .
لابد من تصحيح الخطأ من
صاحب المشكلة بشكل واضح ومثاله :
- إن كانت الزوجة اخطأت على والدة
الزوج فلابد أن تأت وتعتذر لها .
- إن كان الزوج ضرب زوجته أمام أولاده
فيعتذر أمامهم ويقول : أنا أخطأت
وأمكم حبيبتي ولكن الشيطان هو السبب .
بعض الناس يقول الصبر لابد منه
وهكذا يتجاهل الصلح ولايرغب في إخبار
أهلها من باب الكتمان ، ولكننا نجهل
أن الصبر له حدود ، وأن الصبر
قد يجعل المصيبة تزداد وتتراكم على
الطرف الثاني حتى ينفجر من الهم
والقلق والحزن وربما تصل الحالة للانتحار .
هناك البعض من يقول :
لاتتدخلوا بينهما فالبيوت لها أسرار ،
ولابد من الكتمان ، وهذا صحيح من جهة
وهي حينما تكون الخلافات طفيفة وبسيطة ،
فكل بيوتنا فيها خلافات ، ولكن حينما تكون
الخلافات كبيرة وعميقة فلابد من
التدخل بقوة وحكمة ، حتى لايتصرف
أحد الزوجين تصرفاً نندم عليه
لاحقاً ثم نقول ليتنا عرفنا المشكلة
من بداياتها ووضعنا حلولاً لها .
عند إرادة الصلح لابد من وجود
الحكماء من الأسرتين ، وليس شرطاً
الوالدين ، فربما كان والد الزوجة متوفى
، وإخوتها أصغر منها ، فهنا يتدخل
عمها ونحو ذلك من أصحاب الحكمة .
وكذلك الزوج فربما كان
والده كبيراً ومريضاً فهنا يتدخل
الأخ الأكبر أو الأصغر إذا كان حكيماً .
الصدق في الصلح سبب للبركة
في الإصلاح وربنا يقول "
إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما ".
لابد من الرفق في الصلح والعدل
مع الطرفين ، وبالعدل تنجح الأمور "
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى " "
إن الله يأمر بالعدل " ولايكن حبنا للزوجة
فهذه اخوتنا الافاضل
بعض النقاط المهمة الواجب استيعابها
من قِبل المُصلح الذي يصلح بين الزوجين
حيث يكون عنده دراية بما يقدم عليه ....
وعلى أسس سليمة مهمة
للاصلاح بين الأزواج .....



أما الأصلاح بين الأزواج
في المسائل الخاصة بالمعاشرة
والتى تعتبر هي أيضاً من الأسباب
التى تؤدي إن لم يتم حلّها
الى الفراق وتشتت الأسر والأبناء
وأهمية الأصلاح بين الزوجة والزوج
في مثل هذه الحالات يعتبر من أفضل
الأعمال التى يقوم بها المُصلح
والذي من المفترض أن يكون شخص
ذو مواصفات خاصة تمكنه من الأصلاح
والتدخل في حياة الزوجين المتخاصمين
الخاصة في الفراش بينهما
فكثير اخوتنا الكرام
من يضن أن هذه المشاكل غير ذات
أهمية ولن تكون سبب في استحالة العِشرة
بين الزوجين
وفي الحقيقة لو نظرنا نظرة واضحة ثاقبة
على المشاكل المتداولة في قاعات المحاكم
ظاهرها مشاكل مادية أو سلوكية
وباطنها والمخفي منها مشاكل تختص بالمعاشرة
الزوجية في حجرات النوم وغياب الأحاسيس
والمشاعر والحُب والألفة بينهم
لانه في وجود الحُب والأنسجام في مابينهم
تذوب هذه المشاكل ويتم حلها داخلياً
بدون تدخل المصلحين.....
وعلى اعتبار أن المرأة أو الرجل
أعطاهما الله سبحانه وتعالى من الحقوق
والواجبات تجاه بعض في امور المعاشرة
فإوصى الرجل بالمحافظة على حقوق المرأة
وكذلك اوصى المرأة بالمحافظة
على حقوق الرجل الشرعية
هنا قرر التشريع الحكيم أن غياب الرضى
والتفاهم بين الازواج في هذه المسائل
يعد سبباً في الفراق والانفصال.....
فهناك من الرجال من يطالب من زوجته
اشياء حرمها الله ومنعها الدين.....
وهنا المرأة الملتزمة التى تخاف الله
ترفض طلباته فإن رجع عن ممارساته
والا من حقها ان تطلب الطلاق او الانفصال
حتى يتم حل هذه المشكلة
أو هي تكره منه أشياء تنفرها منه
وتجعلها تبتعد عنه وتهرب وتتحجج بحجج
لتمتنع من معاشرتها أو حتى النوم بجانبها...

وكذلك هناك من الرجال من يتقدم لقاعات
المحكمة لطلب الطلاق او الانفصال لأسباب
خاصة بينه وبين زوجته ومنها رفضها وابتعادها
عن مطالبه الشرعية بدون اسباب حقيقة وحجج واضحه
يهدد دينه بالضياع أي سيلجأ الى وسائل
محرمة لأستبدال زوجته بإتباع الزنى
والبحث عنه خارج نطاف البيت والاسرة ....
وهذا امر خطير يهدد كيان بيت الزوجية
وهنا الزوج يسعي للطلاق مباشرة دون
أن يسمح للمُصلحين اصلاح مابينهما
لااعتقاده أو لأعتقادها ان هذه الامور خاصة
ولايجب الاصلاح حولها او التحدث فيها
ولكن الصحيح هو أن تسمح المرأة أو الرجل
للاصلاح ولدخول المصلحين الحقيقيين في حل
هذه المشاكل وعادةً تكون حلها في قاعات المحاكم
الشرعية مع مختصين من القضاة وفي جلسات سرية
يكون بحضور الزوج والزوجة
فقط ......
ويتم التباحث حول مايحدث وكل من الطرفين
يحضر ادله سوى طبية او يكون اليمين الشرعي
هو الحل والحد الفاصل بين صدق الدعوة من عدمها ..
ولأهمية هذا الامر وخطورته بين الأزواج
نوضح بعض النقاط المهمة على المُصلح أن يتبعها
لنزع فتيل الفراق والانفصال وتشرد الاطفال ....
المشاكل الخاصة في الفراش
بين الزوجين
هنا في هذه الحالة فقط وجب
أن يحضر الطرفين فقط وفي جلسة
سرية بينهم وبين من أراد الأصلاح
والذي اتفقنا في بداية هذه الخطبة على أن يكون
المُصلح متقي الله ويتمتع بالعقل والأتزان
والحكمة والثبات والحفاظ على أسرار الزوجين
هنا يجب ان يفصح كل طرف في سبب
المشكلة .....
أما إن كان الامر في المحكمة هنا القاضي
يجتمع بالطرفين فقط وفي مكان سري
مخصص في المحكمة للجلسات السرية
ولا يحضره احد
لان الذي سيدور بين القاضي او المُصلح
وبين الزوجين هي امور شخصية تختص
بالفراش والممارسة والنكاح في مابينهم ....
وهذه النقطة مهمة جدا جدا وأهمالها قد يتسبب
في تضخم المشاكل وحتى صعوبة ايجاد حلول لها
لان الطرفين لايريدان الافصاح
عن سبب المشكلة لأنها خاصة
وهذا إن كان الامر يختص بالزوجة فمن حق
الزوج أن ينصح زوجته ويبين لها حقوقه الشرعية
إن أهملته وتركته ولم تهتم ولم تبالي برغباته البشرية
وتتحجج بحجج واهية والتمنع من امامه.....
أو تكره منه شيء وتبغض حتى النوم بجانبه .....
فإن وجد ان ما يقوله الزوج صحيح في أنها
مهملة في كل شيء ولاتبالي بما يحتاجه زوجها
هنا ينظر المُصلح أو القاضي....
لعل الزوجة لها أسباب صحية
أو اسباب تجعلها تكره زوجها
فالقاضي أو المصلح هو من يقوم بنصح الزوج
وأرشادة للسبل والطرق التى تحبب زوجته له ....
أما أن اشتكت الزوجة من زوجها من هجرانه لها
هنا وجب على القاضي أو المُصلح أن ينظر لسلوك الرجل
أي الزوج في هل هو متزن وعاقل ونظيف ولايتبع
شهواته اينما حلت أو هناك مرض معين يمنعه من أن
يقترب من زوجته ويعطيها حقوقها الشرعية
لان الزوجة هي انسان قبل
كل شيء ولها مثل ماعليها
تجاه زوجها .....
ولايصح اهمال رغباتها وكبتها واحتقارها
لانها سترتكب جُرم أشنع
ان استمر الزوج في اهمال زوجته
والمصلح دوره هنا هو التوفيق بين الاثنين
إما أن وجد ان هناك امر صحي يمنع الزوج أو الزوجة
من الاقتراب من بعضهم بعض
هنا تخير الزوجة او الزوج في أما الصبر والعلاج
أو الفراق بالنسبة للزوجة أو الزواج بالنسبة للزوج
إن وجد الخطا من الزوجة
وترفض العلاج أو النصح أو الارشاد .....
كل هذه الامور والمشاكل الخاصة يقع فيها الأزواج
وتكثر فيها حالات الطلاق في مجتمعاتنا بدون
ذكر أسباب الطلاق فالكل يستحي اأن يفصح عن
سبب المشكلة وهذا خطأ
فطالما وجد المُصلح أو القاضي الشرعي
فليس هناك مشكلة لاتوجد لها حل .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه

ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
ادلة وشواهد الأصلاح بصفة عامة
والضوابط الشرعية للعمل به
وبعد أن فهمنا معنى الأصلاح
والضوابط الشرعية في عملية الأصلاح
وأنواع الأصلاح والطرق الواجب اتباعها
في عملية الاصلاح بين الناس وبين افراد
الأسرة الواحدة
نصل الى وصايا النبي صلى الله عليه وسلم
في أمر الأصلاح ذات البين
للاصلاح بين الناس والأساسيات المهمة
للنجاح في الأصلاح بين المتخاصمين
سوى أفراد أو جماعات أوحتى بين الأزواج
وأيضاً بين ذوي صِلة الرحم .....
وكذلك وصية السلف الصالح
وعلماء الأمة وفهمهم لمجريات الأصلاح
وبيان الغامض منها .....
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي أيوب رضي الله عنه
عن الأصلاح بين الناس
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي أيوب رضي الله عنه
( ألا أدلك على تجارة قال بلى يا رسول الله
قال تسعى في الإصلاح بين الناس،
إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا)
وهذا الحديث اخوتنا الافاضل
يوضح لنا أهمية الإصلاح بين الناس
وأننا يجب أن نسعى إلى تحقيق ذلك،
لكي نفعل كل ما أمرنا به الله
وجل ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
نعم لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوم بالإصلاح بين الناس،
وكان من أكثر الأشخاص الذين يتبعون
الصلح، وهو الذي يباشر هذا الصلح
في الكثير من الأماكن، والمواطن المختلفة
بنفسه، لكي يستطيع أن يحث الأشخاص
على المصالحة، وعدم النزاع
بينهم وبين الأخرين.
كما أنه كان يذهب إلى الكثير
من المسافات البعيدة، لكي
يقوم بالإصلاح
بين الناس، وكان يفعل ذلك الأمر
لما فيه من ثواب عند الله عز وجل،
وحتى يستطيع الصحابة من بعده،
والأمة الإسلامية أن تتبعه في ذلك الأمر،
وأن تكون بداية الإصلاح بين الناس،
حيث أن المصالحة هي التي تعد
من التجارات الرابحة مع الله عز وجل.
وهذه وصية الخليفة الراشد
عمر رضي الله عنه
لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قوله في كتاب أرسله له :
«الصُّلْحَ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ،
إِلا صُلْحًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلالاً
وهنا إخوتنا الكرام
هنا بيّن الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه
أصول وحقيقة الأصلاح وهدفها
وشروط صحتها وهي الصلح الشرعي
الصحيح بين المسلمين ويستثنى من ذلك
الصلح الذي يحل الحرام أو يحرم الحلال
فهذا منهي عنه وغير صحيح ولا يُسمى صُلح
لان الله سبحانه وتعالى قال الصلح خير
فطالما هو خير فإنه يدعوا للخير وليس للشر ولا للفساد
ولترابط القلوب وجمعها وليس لتفريقها
وتوحيد لصفوف المسلمين وليس لبعثرتها وتشتيتها
فكانت اخوتنا الكرام هذه الوصية عظيمة
لبيان الدوافع الشرعية للمصلح بين الناس.....
مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم
في الأصلاح والصُلح بين المسلمين
إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم
بين أهل قباء .....
ففي قصة حدثت زمن النبي صلى الله عليه وسلم
في الإصلاح بين الناس،
فقد روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه:
"أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة،
فأخبر رسول الله ﷺ بذلك، فقال:
اذهبوا بنا نصلح بينهم"
وقد تم ذكر المصالحة التى قام بها
النبي صلى الله عليه وسلم
والتى رواها البخاري في صحيحة
"أن بني عمرو بن عوف بـقباء
كان بينهم شيء، فخرج يصلح بينهم
ﷺ في أناسٍ من أصحابه،
فحبس رسول الله ﷺ
وحانت الصلاة، فجاء
بلال إلى أبي بكر
، فقال:
يا أبا بكر إن رسول الله ﷺ
قد حبس وقد حانت الصلاة،
فهل لك أن تؤم الناس؟ قال:
نعم إن شئت، فأقام بلال الصلاة،
وتقدم أبو بكر ، فكبر بالناس،
وجاء رسول الله ﷺ
يمشي في الصفوف

حتى قام في الصف فأخذ الناس
في التصفيح....
إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم
بين على ابن ابي طالب رضي الله عنه
وزوجته فاطمة رضي الله عنها
حيث دخل النبي صلى الله عليه وسلم
على إبنته فاطمة رضي الله عنها
في القائلة (القائلة وقت شدة الحر قبل الزوال )
فلم يجد عليا رضي الله عنه فسألها
النبي صلى الله عليه وسلم :
أين ابن عمك
فقالت :
وقع بيني وبينه شيء فغاضبني
وخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لشخص معه من الصحابة :
"اذهب وانظر أين علي
فظهر الصحابي ونظر فقال :
يا رسول الله هو في المسجد فقال
له صلى الله عليه وسلم :
انظر لي اين هو في المسجد ،
فأشار للنبي صلى الله عليه وسلم للمكان
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم
ووجد علي رضي الله عنه نائما
وقد اتسخ بالتراب فقال له : "قم يا ابا تراب
واخذه واعده للمنزل واصلح بينه وبين
فاطمة رضي الله عنهما
صًلح النبي صلى الله عليه وسلم
بين كعب بن مالك رضي الله عنه
وأبن أبي حدرد رضي الله عنه
وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى:
"أن كعب بن مالك تقاضى
ابن أبي حدرد ديناً كان له عليه في
عهد رسول الله ﷺ في المسجد،
فارتفعت أصواتهما حتى سمعهما
رسول الله ﷺ وهو في بيته،
فخرج رسول الله ﷺ إليهما حتى
كشف سجف حجرته،
فنادى كعب بن مالك، فقال:
يا كعب ، فقال: لبيك يا رسول الله،
فأشار بيده أن ضع الشطر -أي:
تنازل له عن النصف- فقال كعب:
قد فعلتُ يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ
للخصم الآخر: قم فاقضهقم فاعطه
ما تبقى من حقه، فكان ﷺ يشير بالصلح،
وقد رأى هذا لا يستطيع الوفاء،
والآخر يلح في الطلب، فطلب من
أحدهما أن يتنازل عن شيء،
وطلب من الآخر أن يقضيه الباقي،
وهكذا كان ﷺ يفعل، وهذه سياسته في أصحابه
نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم
المتخاصمين بالصلح
وكان ﷺ يشير على المتخاصمين بالصلح،
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
"سمع رسول الله ﷺ صوت خصومٍ بالباب
عالية أصواتهم، وإذا أحدهم يستوضع الآخر
ويسترفقه في شيء -يقول:
دع لي من أصل المال، أو اجعل علي
الأصل فقط دون أرباح- وهو يقول:
والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله ﷺ،
فقال: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟
فقال: أنا يا رسول الله!
فله أي ذلك أحب" ، وعظه ﷺفقال:
أين الذي يحلف بالله ألا يفعل الخير؟
فاستحيا الرجل، وقال:
أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب
، أحب أن أضع له من رأس المال،
أو أضع عنه الربح وأكتفي برأس
المال فأنا راض بذلك، فكان ﷺ
يشير بذلك، كان ﷺ يعظ في أمر الصلح،
ويرغب فيه، ويذم من رفض الصلح،
كما وعظ الذي حلف بالله ألا يقبل
بعرض خصمه عليه، وكذلك جاء
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم
في حياته أن الحسن بن علي رضي الله عنه
سيصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين.
وكان من أعظم البركة والخير
على المسلمين الحسن بن علي
؛ فإن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين
من المسلمين،
كما جاء في الصحيح
أنه لما تواجه معاوية
والحسن رضي الله تعالى عنهما،
فقال عمرو:
إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل
أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خير الرجلين
: أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء،
وهؤلاء هؤلاء،
فمن لي بأمور الناس؟
من لي بنسائهم؟ من لي بضيعتهم؟
فبعث إليه رجلين من قريش، فقال:
اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه،
وقولا له، واطلبا إليه، فأتياه، فقبل
الصلح، ورجع عن القتال،
وهذا مصداق ما أخبر به ﷺ
أنه التفت إلى الحسن مرةً وإلى الناس، فقال:
إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين.
نصيحة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
في أهمية الأصلاح بين المسلمين
لقد حصل مرة بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم
أن نشأت بين بعض الصحابة
رضي الله عنهم أجمعين
مشادة كلامية، سُمِعَ منها ارتفاع الصوت،
فأخرجت أم المؤمنين أم سلمة- رضي الله عنها
يدها الطاهرة من الحجرة،
وأخذت تقول لهم:
إن نبيكم يكره التفرّق،
ثم تلت عليهم قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ
مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)،
«سورة الأنعام الآية 159»
، وتعني أن الخصام أساس الفرقة،
والفرقة أساس البلاء
وقال الإمام أحمد عن أبي الدرداء قال،
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
يُروى أنّه جرى بين الحسن بن عليّ
وأخيه الحسين -رضي الله عنهم أجمعين-
كلام حتى تهاجرا،
فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه،
أقبل إلى الحسين، وهو جالس،
فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن،
قال له الحسين: إن الذي منعني
من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ
بالفضل منّي، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به
الأصلاح عبادة جليلة
كانوا الصحابه الكرام رضي الله عنهم
يعلمون حقيقتها وقيمتها
وقد ورد في كتب السيرة والتاريخ
أن رجلاً شتم أبا ذر الغفاري-
رضي الله عنه-، فقال له أبو ذر:
«يا هذا، لا تستغرق في شتمنا ودع
للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من
عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه،
فهدأ الرجل وكف عن الشتم»
. هذا الموقف دل دلالة واضحة
على حُسْنِ خُلُقِ المسلم في تعامله
مع الآخرين، فهو لا يقابل الإساءة
بالإساءة امتثالاً لقوله سبحانه وتعالى:
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،
«سورة فصلت الآية 34»،
وأيضاَ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
«اتقِ الله حيثما كنت،
وأتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق الناس بخُلُقٍ حسن»، (أخرجه الترمذي)
، فالمسلم ملتزم بهدي القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة
. ونتيجة لهذا الموقف الكريم
من الصحابي الجليل أبي ذر- رضي الله عنه-
هدأ هذا الرجل الذي كان قبل لحظات
يسبّ ويشتم، فَكَفَّ عن شتمه،
وتحول الأمر من الحقد والبغضاء
إلى المحبة والإخاء،
وهذه حقيقة قرآنية كما قال تعالى:
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)،
«سورة فصلت الآية 34».
القطيعة ورفض الأصلاح من عمل الشيطان
وأسباب القطيعة وعدم الأصلاح
يعتبر من أعمال ووسوسات الشيطان
الذي يأمر أتباعه برفض كل وسائل الأصلاح
وهذه القصة على لسان أحد الدعاة
وقد حضرها شخصياً فنشرها للعِضة والعبرة
ومفادها
أن رجل هجر ابن عمه
ثلاث وثلاين سنه هجره في عمر الأربعين
والتقيا في عمر الثلاثة والسبعين
والمصيبة أن هذا الرجل أن اخته الوحيدة
التي ليس لها في الدنيا غيره وليس
له غيرها هي زوجة ابن عمه فهجرها
وهجر زوجها وقال الزوج لزوجته
ان سألت عن أخيك فأنت طالق فمنعها
من رؤية أخيها فكبرت وكبر أبناؤها
فكلما صلت وسجدت دعت الله شوقا
لأخيها فقام بعض المصلحين
فأصلحوا بينهم فلما علم الزوج بموافقة
ابن عمه للصلح رحب به وأقام وليمة كبير
حضرله الرجال والنساء
وكانت الأخت تنتظر بلهفة وشوق خلف الستار
تنتظر أخيها تدخل النساء عندها
لا تأبه بهن إلى أن حضر أخيها أخذت
تركض إليه وتبكي وتقبل قدميه
وتقول حسبي الله ونعم الوكيل
فيك ثلاث وثلاثون سنة لم تسأل
علي وليس لي أب ولا أم وتبكي
وتقول اتقي الله فأخذ يبكي ويغطيها
من الرجال ، فسأل الشيح واحد منهم
لماذا ثلاث وثلاثين سنة فقال :
والله اني نسيت سبب القطيعة
لكن الشيطان افسد بيننا فبقيت
اشعر انه لا يريدني وانا لا اريده .
الاصلاح بين الناس
للشيخ ابن باز رحمه الله
من: (باب الإصلاح بَيْنَ الناس)
س: هل ثبت في أجر المصلح حديث
أنه كقائم الليل، صائم النهار؟
ج: جاء في حديث
: ألا أُنَبِّئكم بخير أعمالكم؟ إصلاح ذات البين،
وقال: وفساد ذات البين هي الحالقة،
لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدِّين
، فالمقصود أن الإصلاح بين الناس فيه خيرٌ كثيرٌ.
س: بعضهم يُزَكِّي طائفةً إلى
الطائفة الثانية وهم ليسوا أهلًا، ويقول:
هذا من الكذب الذي يجوز؟
ج: إذا كان للإصلاح بينهم فلا بأس،
يقول: هم يزكونكم، ويُثنون عليكم،
ويقول للآخرين:
يثنون عليكم، حتى يجمع بينهم الصلح،
من باب الإصلاح بينهم.
س: مع أنه يقول:
عقيدتهم طيبة، وهم ليسوا كذلك؟
ج: لا، إذا كان شيئًا يُصلح بينهم يقول:
ربعكم يثنون عليكم، يقول:
ربعنا، ونُحب أن نُصلح بينهم،
ونُحب أن نصلح ما بيننا،
وإن هم إلا خير، ونحو هذا،
فليس يكذب في العقيدة،
إنما يكذب في الإصلاح بينهم.
( انتهى كلام الشيخ ابن باز رحمه الله )
اخوتنا الكرام
وهذه ابيات شعر نبطية
قالها أحد أ
أحد أبناء قبائل هذيل
دعماً للجنة مصالحة بين القبائل
فقال :
ياسلام الله على لجنه لها عدة مطالب = بس مطلبها الأساسي الصلح هوغايت مناها
الطريق بخطوه يبدا وول الغيث السحائب= اقدموا وفقكم الله اللجنه بنشاهد جناهـا
بعد فكرتوا وقررتوا بقي شد العصائـب = والله انه ماحمى الأوطان الا من بنـــاها
لايحبطكم محبط الفار خرب سد مأ رب = ولانتسمع هرج الأحمق الي لاكحل عماها
عجلو ا ترى العرب من دونكم راحت نهائب= الولد ماعرف عمه بدعوه مدري من وراها

اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك
رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعلي مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من
لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الاصلي
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=40121




 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 03-29-2022 الساعة 02:21 AM

قديم 06-10-2022   #28


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).....(. 1 )





أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......1


كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،

مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ

وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
(71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ

وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى لموضوع
قليلاً ما تم التحدث فيه أو بالأحرى الولوج لخباياه
والتعرف على النواحي الشرعية فيه
في كيفية أهتمام الدين الأسلامي الحنيف بشريحة
أساسية من أساسيات بناء المُجتمع المُسلم
المفترض أن يكون مؤمن بالله حقاً وصدقاً
ومؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
هو من يفترض إتباعه وإتباع نهجه وسُنته
وطريقته ومساره الذي أرتضاه الله لنا
في إتباع سُنته وهديه في تنشأة الأبناء
نشأة صحيحة سليمة
تكون أساس لبناء الأسرة
بناءَ صحيحاً بدء من إختيار شركاء
أساسيات المُجتمع من زوج وزوجة
وإنتهاء بتنظيم شؤون البلد
واللبنة الأولى في البناء
الا وهي الأطفال وإيجاد نقاط القوة
والمنهج القويم في تربيتهم تربية تليق
باللبنة الأساسية للمجتمع
ويكون اخوتنا الكرام في التعرف
على منهل من مناهل تربية الطفل
من خلال سُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ومعاملته صلى الله عليه وسلم للأطفال بصفة عامة
وبأطفال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم
بصفة خاصة والتعرف على طريقته في التوجيه
من خلال مجالسته لهم والأخذ بمتطلباتهم
بعين الأعتبار ونصحهم وإرشادهم
وتهيئة الظروف الملائمة لهم
ويكون ذلك بالأساسيات وهي:
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
2. والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
3. مروراً بوصاياه بالعدل في مابينهم
4. وانتهاء بزرع البذرة الأولى في تعليمهم
أصول العقيدة وإتباع هدي
النبي صلى الله عليه وسلم وسُنته.......
وسوف نقف بأذن الله تعالى
عند كل نقطة من هذه النقاط الأساسية
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
من خلال منبرنا الطيب هذا ....
وستكون هذه الخُطب مقسمه الي أجزاء
حتى نستكمل كل مايختص بالطفل وتربيته
وتنشأته تنشأة أسلامية صحية....
فالموضوع لايحتمل الأختصار ....
وهذه الخطبة لهذا المنبر
أطفالنا في صًحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم .....(.1 )
الأخوة الكرام
وحين ينظر الناظر في سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأحاديثه يجد وبسهوله أنه بقدر ما أعطي جُل
وقته للدعوة ونشر التوحيد ومجابهة التحديات
في سبيل نشر دعوته الكاملة ....
فقد أعطي الطفل نصيباً من وقته
وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ
صلى الله عليه وسلم ـ مع الأطفال أباً حنونا،
ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب،
وينصح ويربي ..
فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم هي بناء أمة موحدة
مؤمنة مُسلمة ويكون مكونها الأساسي هو
صُنع رجال ....وإنشاء جيلاً مثالياً
في عبادته وإيمانه وأخلاقه ومعاملاته
طبقاً لعقيدتنا وتشريعاتنا الأسلامية الكاملة
وكان هذا البناء يأتي من خلال
توجيهاته صلى الله عليه وسلم
القولية والفعلية .....
فظهرت أسماء كثيرة من الأطفال الذين
عاصروه صلى الله عليه وسلم
وتعلموا من هديه ومعاملته معهم
بالنصح والأرشاد والأخذ بعين الأعتبار انهم أطفال
ويحتاجون للرعاية والأهتمام والتوجيه ....
فظهرت شريحة الأطفال تلك وتحولت الى
أبطال كان لهم تأثيرهم
الواضح في المجتمع الأسلامي الأول مثل:
عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر،
ومعاذ بن جبل، ومعاذ بن عفراء،
ومعاذ بن عمرو بن الجموح،
وسمرة بن جندب،
ورافع بن خديج
والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ
.. الذين كانت لهم مشاركة فعَّالة في الدفاع عن الإسلام ،
وكانوا نماذج تُحْتذى لكل أطفال المسلمين ..
ولأبائهم في التعلم كيف نتجت أصول التربية السليمة
مثل هولاء الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم
ومن خلال هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتعلم نحن في هذا الزمن ونأخذ بسُنته القولية
والفعليه وتعاملاته مع بذرة
النشأة الأولى
الا وهو الطفل ....
وقبل أن ننظر لمعاملاته صلى الله عليه وسلم مع الأطفال
نتوقف لنتابع هديه صلى الله عليه وسلم
في تمهيد الطريق لبدء نشأة الطفل قبل أن
ينزل لهذه الدينا ويمارس رسالته التى وعد بها
الله سبحانه وتعالى في توحيده والأيمان به
عندما قال تعالى :
(171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا
فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)الاعراف

وفي شرح وتفسير العلامة أبن كثير رحمه الله
لهذه الآية الكريمة قوله :
يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم ،
شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ،
وأنه لا إله إلا هو . كما أنه تعالى فطرهم
على ذلك وجبلهم عليه ، قال تعالى
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله
التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
الروم : 30
وفي الصحيحين
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " كل مولود يولد على الفطرة –
وفي رواية : على هذه الملة –
فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويمجسانه ،
كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ،
هل تحسون فيها من جدعاء
" وفي صحيح مسلم ،
عن عياض بن حمار قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى :
إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين
فاجتالتهم ، عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم "
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله :
حدثنا يونس بن عبد الأعلى ،
حدثنا ابن وهب ، أخبرني السري بن يحيى :
أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم ،
عن الأسود بن سريع من بني سعد ، قال :
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أربع غزوات ، قال :
فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة ،
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد عليه ،
ثم قال : " ما بال أقوام يتناولون الذرية ؟
قال رجل :
يا رسول الله ، أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال
: إن خياركم أبناء المشركين !
ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ،
فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها ،
فأبواها يهودانها أو ينصرانها
. قال الحسن : والله لقد قال الله في كتابه
(وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) ( الآية )
( انتهى كلام وتفسير أبن كثير لهذه الآية ) ....
إخوتنا الكرام
في هذه الآية الكريمة أوضح الله لنا أن
الأنسان في أصله يولد على الفِطرة النظيفة السليمة
والتى مفادها التوحيد لله
سبحانه وتعالى والأعتراف بربوبيته
وألوهيته المستحقة للعبادة وعدم الأشراك به
واخذ عليهم ميثاق وعهد أن لايشركوا به
فإقروا على ذلك وقالوا
بلى شهدنا
وفي هذا الحديث شرح وبيان كيف
أن بني آدم قالوا بلى شهدنا على انفسنا
على أنك انت الله لا شريك لك والمستحق للعبادة
حيث قال الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا جرير –
يعني ابن حازم - عن كلثوم بن جابر
عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم ،
عليه السلام ، بنعمان . يعني عرفة
فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه ،
ثم كلمهم قبلا قال
: ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا
غافلين ) إلى قوله : ( المبطلون
( انتهى كلام الامام أحمد رحمه الله تعالى )
وفي هذه الشروحات اخوتنا الأعزاء
بيان أن الطفل أو الأنسان في أصله
وبفطرته يعرف ويعلم ويشهد على نفسه
أنه تم سؤاله من قِبل خالقه يوم أن اخرجهم
من ظهر ابيهم آدم واشهدهم على انفسهم
أن لامعبود الا الله ولاشريك له ....
من هنا تأتي الفطرة التى فطر الله الناس عليها
ففي أصل الخليقة ليس هناك كافر ومسلم
ملحد وموحد
بل يولدون كلهم موحدين على الفطرة
والفِطرة التى فُطِروا عليها
تقول وتعترف وتشهد أن لا اله الا الله
ولا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى ....
كل ذلك كان في عالم الذر يوم أن أشهدهم الله
وهم في ظهر أبيهم آدم عليه السلام
لأقامة الحجة عليهم وبيان أن فطرتهم هي أساس
خلقهم وما التغيير الذي سيحدث بعد ذلك
حين إتمام خلقهم ونزولهم لهذه الحياة الدنيا
الا سبب من أسباب التنشئة والتربية
التى سيخوضون غمارها في الدنيا.....
فيظهر فيهم المؤمن والكافر واليهودي والنصراني
والمسلم الموحد لله .....
وهنا يأتي دور أهاليهم في أن يهودانهم أو يمجسانهم
أو ينصرانهم .....
أي البيئة التى سيتربى فيها الطفل
والوالدين الذين سيقومون بترتبيته وصقله
ليصبح عضو فاعل في مجتمعه ....
فإن كانت البيئة متناسبة مع فطرته
والوالدين موحدين لله سبحانه وتعالى
بالطبيعي سينشأ هذا الطفل على تعلمه من والديه
فالأبوين هم أساس التربية والتوجيه
فإما ينصرانه أو يمجسانه أو يهودانه ....
أي يجعلانه كما يحبون هم ويشتهون ويتبعون
ولن يتركوه لفطرته في الاختيار
بل يكون التأثير عليه كبير .....
وهذا الذي يحدث حتى في هذا الزمن
فنرى الأبوين الصالحين طريقة تنشئة ابناءهم
تختلف عن الابوين الذين لايهتمون بالدين
ويتبعون ماتقذفه النصارى واليهود من أفكار علمانية
تدّعي حريه الرأي والفكر والتوجه والاختيار
فنرى مثلا الاب لايجعل من نفسه قدوة حسنة لأولاده
فيواضب على الصلاة والصيام والحث على الاخلاق
الفاضلة ويمارس المكروهات والمحرمات
أمام ابناءه ولا يبالي بهم
وكذلك الام التى لاتعي مسؤوليتها في تربية بناتها
لاتهتم بتشريعات ولا الاحكام الشرعية للفتاة حين
بلوغها من ارتداء الحجاب والالتزام الديني
بل تترك هذه الامور لخيارات بناتها وكأنها تقول
بلسان حالها تصرفوا كما تحبون ولستم مجبرين
على اتباع المنهج الديني الاسلامي
فنري وهذه حقيقة اخوتنا الافاضل
نري كثير من الامهات يرفضن ان ترتدي بناتهن
الحجاب أو الألتزام الديني
لأنهُن في الأصل لم يقتنعن باللباس الشرعي
وبالتالي يرفضن هولاء الأمهات أن ينصحن
بناتهن بالألتزام بما شرّعه الله ....
وهكذا الأم هنا تساهم مساهمة فاعله في طمس
الأصول الصحيحة في تربية بناتها واستبدالها
بمفاهيم نصرانية غربية دخيلة على الدين
تحت مُسمى العلمنة والتطور والحداثة وحرية الرأي
وحرية اتباع الأديان .....
فنرى الكثير من المسلمات يتجهن لأتباع مناهج النصارى
وإبتعادهم عن الدين من خلال ممارسة شعائر النصارى
جهاراً نهاراً في مناسباتهم واعيادهم ......
كل ذلك يأتي اخوتنا الافاضل من خلال تساهل الوالدين
وعدم اهتمامهم بما يجري في هذا الزمن .....
وكل الذي تريده هذه الام هو متابعة ابنتها لسلوك
امها وتبرجها وخروجها بحجة
الحرية الشخصية
اللفظة التى ازكمت رائحتها الانوف
وأصبحت كلمة تمجها اللسن النصارى وتابعيهم
ليؤثروا على عقول المسلمين والمسلمات
والمدّعين الثقافة والانفتاح الثقافي والادبي
على حساب التشريعات والدين .....
كل ذلك يحدث من خلال تأثير الأبوين على الابناء
وتغيير منهجهم وسلوكهم طبقاً لتصرفاتهم

وفي هذا الحديث النبوي الصحيح
يؤكد هذا الكلام
كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح أن دور الأبوين
في صلاح وفساد الابناء كبير وكبير جداً
فقد قال في الحديث الذي
رواه أبوهريرة رضي الله عنه قوله:
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ،
فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ،
كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ،
هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ،
ثُمَّ يقولُ أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيَةَ.
وهنا بيان أخوتنا الكرام
أن الفطرة النقية الخالية من شوائب الكفر
والمعاصي ومن سوء وذمم العادات
وقد أوضح التابعي محمد شهاب الدين الزّهري رحمه الله
والذي ولد في ابن شهاب الزهري القرشي
أبو بكر المدني المولود
في سنة خمسين أو احدى وخمسين
وقيل سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة
في اواخر خلافة الصحابي
معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه
وفي السنة التى ماتت فيها
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(المتوفى في رمضان 123 أو 124هـ)
على الفِطْرةِ النَّقيَّةِ الخاليةِ مِن شَوائبِ الكُفرِ، ومِن دَنَسِ
المعاصي، ومِن ذَمِيمِ العاداتِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكي التابعيُّ
محمَّدُ بنُ شِهابٍ الزُّهْريُّ رحمه الله
ويوضح شروحات هذا الحديث الصحيح
الذي صححه البخاري
فقال رحمه الله :
أنَّ أبا هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه كان يُحدِّثُ
أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
ما مِن مَولودٍ مِن بَني آدمَ
إلَّا يُولَدُ على الفِطرةِ الإسلاميَّةِ، وقيل:
الفِطرةُ هي النَّقاءُ الخالِصُ،
والاستِعدادُ لقَبولِ الخَيرِ والشَّرِّ،
فلو تُرِكَ المَولودُ على ما فُطِرَ عليه لاستمَرَّ
على طُهْرِه، ولم يَخْتَرْ غَيرَ الإسلامِ؛
فهو يُولَدُ مُتهَيِّئًا للإسلامِ،
ويَأتي بعْدَ ذلك دَورُ الأبَوَيْنِ والبِيئةِ
التي يَنشأُ فيها؛ فالأبَوانِ قد يُعَلِّمانِه اليَهوديَّةَ
ويَجْعَلانِه يَهوديًّا، أو يُعَلِّمانِه النَّصرانيَّةَ
ويَجْعَلانِه نَصرانيًّا، أو يُعَلِّمانِه المَجوسيَّةَ
ويَجْعَلانِه مَجوسيًّا يَعبُدُ النَّارَ مِن دونِ اللهِ،
أو لكَونِه تَبَعًا لهما في الدِّينِ يكونُ حُكْمُه حُكمَهما
في الدُّنيا، فإنْ سبَقتْ له السَّعادةُ أسلَمَ، وإلَّا مات كافرًا.
ثُمَّ يُمَثِّلُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
هذا المعنَى بوِلادةِ البَهيمةِ سَليمةً مِن العُيوبِ،
كاملةَ الأعضاءِ، لا نَقْصَ فيها،
ثُمَّ يَحصُلُ فيها النَّقصُ مِنَ الجَدْعِ وغيرِه؛
لأجْلِ تَصرُّفِ الإنسانِ، كذلك الإنسانُ يُولَدُ سَليمًا
على الفِطرَةِ، ثُمَّ يَحدُثُ فيه النَّقصُ
مِنَ التَّهَوُّدِ والتنصُّرِ وغيرِهما؛
لأجْلِ تصرُّفِ والدَيْهِ، ويُعَقِّبُ
أبو هُرَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه –راوي
هذا الحَديثِ، بقولِ اللهِ تعالَى:
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]،
أي: خلَقَهم عليها، وهي:
قَبولُ الحقِّ، وتمكُّنُهم مِن إدراكِه، أو:
مِلَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّهم لو خُلُّوا وما خُلِقُوا
عليه أدَّاهم إليه؛ لأنَّ حُسنَ هذا الدِّينِ
ثابتٌ في النُّفوسِ، وإنَّما يُعدَلُ عنه
لآفةٍ مِن الآفات البشريَّةِ؛ كالتَّقليدِ المذمومِ.
( إنتهى كلام الزُّهْريُّ رحمه الله .....)
وعلى إعتبار ان المسؤولية الأن
هي مسؤولية الوالدين من حيث التنشأة
والتوجيه والمحافظة على الفِطرة السليمة
التى فطر الله عليها الأطفال قبل أن يصلوا لمرحلة التكليف
هنا يأتي دور الوالدين
ومن هنا وصلنا للنقطة الأولى
من النقاط التى اوضحناها آنفاُ من أساسيات
بناء البيت المسلم وتهيئته للساكن الجديد
وهو الطفل وهي :
1. الحرص على حُسن اختيار
والديهم......
والأسلام سبحان الله أولى أهمية كبيرة لهذه النقطة
والتى تتمثل في أختيار الأب و الأم لهذا الطفل
الذي سيأتي ..ويبني مجتمع سليم كامل ....
وكذلك وبأنصاف أختيار الزوجة لهذا الأب
المفترض الأقتران به
فقد حدد الله سبحانه وتعالى في تشريعاته
ودينة الذي أرتضاه لعباده
والذي أنزل رسالة الأسلام على قلب نبيه
صلى الله عليه وسلم ليتم تنظيم شؤون الحياة بين الناس
جعل معايير ومقاييس مهمة لينجح بناء
وتكوين أسرة ونشاة أطفال في كنف صلاح الأب والام
وهذه من الحقائق في أن صلاح الأبناء
وتقوتهم ورشدهم وإلتزامهم يتزامن مع صلاح
الأب والأم لذلك لابد من وجود مقاييس ومعايير مهمة....
وهذه المعايير في الزوجة أو الام الصالحة
أتت في قوله تعالى :
1_ علاقة الرجل بالمرأة آية من آيات الله تعالى
يقول الله تعالى مبينا أن حقيقة الرجل
والمرأة إنما هي نفس واحدة:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء، 1)
وإذا كان كلاهما من نفس
واحدة فلا بد أن يبحث الرجل عمن يكمله
من النساء، وكذلك المرأة تفعل حتى
تجد من يكملها من الرجال، إذ لا يكتمل أيهما
إلا بوجود صاحبه، وقد اعتبر القرآن الكريم
أنّ هذا الارتباط الفطري بين الرجل والمرأة
هو من آيات الله في الخلق والإبداع،
فبهذا الرباط تستمر الحياة ويجد الإنسان
سكينته وطمأنينته في هذه الحياة،
قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
(الروم، 21)
يتبين من خلال تلك الآيات أن ارتباط
الرجل بالمرأة عن طريق الزواج
المشروع هو مما تدعو إليه الفطرة،
ليتم بناء بيت مسلم نظيف وأطفال ينشئون
في بيئة نظيفة صالحة تربتها فا بالتالي
سينصلح نتاجها وغراسها ....
ولا يمكن أن نتصور استمرارية الحياة بدونه،
فإذا كان الأمر كذلك فهل يكفي الإختيار
العشوائي للزوج أو الزوجة ؟
والجواب طبعا لا.
وقد أرشد الإسلام إلى الطريق
الأمثل في اختيار كلا الزوجين لصاحبه،
وقد راعى جميع العوامل التي من شأنها
أن تيسر ديمومة الحياة الزوجية،
وما يعكسه ذلك من استقرار
عاطفي وأمن اجتماعي
ورعاية للأولاد.
وعلى ضوء هذه التوجيهات نفهم
مراعاة المعايير عند اختيار الزوجة
كما بينها العلماء الأفاضل والمهتمين بالشأن الأسري

وتربية الأبناء
أن أختيار الزوجة أو الزوج تكون
معاييره كالأتي:
اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...
ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح
والمعني المساواة في الدين ....
اي الاثنين دينهما هو الاسلام ،
ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ...
.فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق
ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة
فلا تتزوج مسلمة من كافر
ولا عفيفة من فاجر
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ،
أُعلمت مجاهرته للمعاصي ،
مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة
أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ،
والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق
لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه
بالكفاءة في الدين ،
قوله تعالي:
( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ. ) النور 26
وأيضا قوله تعلي :
)أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ )
السجدة 18
فكيف يتم العمل بهذه والنقطة وتأكيدها....؟...
نقول هذا من واجب الاباء وأولياء الامور:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق
،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها
من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....
لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة
وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام
وكذلك سوء البيئة التى ستكون مسؤولة
عن تربية الأبناء ....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير
حضور مثل هذه العقود...
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر
علي الزوجة والاولاد ،
بتأثيره السيئ علي سلوكهم ،
وما قد ينقله لهم من امراض معدية.....
فا الدين، وهو المعيار الأهم ،
ويفهم هذا المعيار من زاويتين ؛
الزاوية الأولى:
الإسلام؛ فتُقدم المسلمة على الكتابية
رغم جواز الزواج من الكتابيات،
فالأولى هو الزواج من المسلمة
لما لذلك من دواعي استمرار الحياة الزوجية
حيث الدين الواحد والعادات المتقاربة
المكتسبة من الدين،
ويفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}
( البقرة، 221)
وقد يقول قائل إن هذه الآية في المشركات
وليس في الكتابيات، وهذا صحيح
ولكن أهل الكتاب قد دخل الشرك في عقائدهم،
وقد أباحت الآية الزواج من أهل الكتاب
على خلاف القياس، فينبغي
عدم التوسع في الزواج منهن،
انسجاما مع مجموع النصوص الداعية
إلى مراعاة عنصر الدين في اختيار
الزوجة، كما أنّ عقائد أهل الكتاب
لا تخلو من الشرك.
الزاوية الثانية:
الدين؛ ويقصد به هنا التديُّن؛
أي التقرب إلى الله بالتزام أوامره واجتناب
نواهيه. قال الله تعالى في وصف
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
( 2 )
السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار
لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العضيظة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
مما يعيق عملية المضاجعة...
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
وهو تهدل زوائد لحمية
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
وهذا العيب هو خُلقي ويتم تصحيحه بالتدخل الجراحي...
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ،
والمبنية علي المودة والرحمة والحب ،
فأذا وجدت هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ،
يظهر التنافر بينهم حتي
وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس
اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ،
تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..
لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...
ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة
هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...
وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي
وبناءالاسرة
وبالتالي هذا التنافر والتباعد وعدم وجود
الألفة والمحبة سينعكس سلباً على تربية النشأ
الجديد وهم الأولاد ....
كل هذا الحرص الشديد على حُسن الاختيار
يبين وبوضوح مدى اهمية البيت المسلم
الذي سيتربى فيه جيل جديد
لابد وأن يكون بيت نظيف يعي ويفهم
دوره في تربية الابناء وجعلهم صالحين متقين الله
كل هذه الشروط اخوتنا الافاضل
هي في الأساس ضمانة وتأكيد على
أن يكون البيت المسلم خالي من النقائص
والمفاسد من كُره وحقد وفساد ومعاصي
حتى يكون بيئة ملائمة صحية لنشاة
الطفل عماد ورجل المستقبل
ونضج وتهيئة الطفلة لتكون أُم ومُربية واعية
لها دور كبير في تكوين أسرة متكاملة......
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الأول
بيان أساسيات البيت المسلم
الذي سيتربى فيه الطفل
والجو والبيئة المناسبة لنجاح الأبوين
في تنشأة اولادهم تنشأة سليمة
معافاة من مفاهيم وقيم وثقافات النصارى
التى تطرق ابوابنا ليل نهار
فدخلت لنا من النوافذ عن طريق
وسائل الكل يعرفها سوى من المجتمع نفسه
أو من خلال أسلوب وسلوك الوالدين
المفترض أن يكونوا قدوة حسنة للأبناء ....
كل ذلك لينصلح البيت المسلم
ويكون سد منيع لكل المؤثرات التى من
شأنها تؤثر في تربية الطفل .......
فصلاح البيت يأتي من خلال
صلاح الأم أي الزوجة لان في صلاحها
تأدية دورها كاملاً في تربية النشأ الجديد
ليكون جيل صالح مفيد متقي الله في سلوكه
ولا يتأتا ذلك الا ان وجد عنصر الصلاح
للمرأة كما أشارت الآية الكريمة
في قوله تعالى :
الزوجة الصالحة:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}
(النساء، 34)
فالآية تشير إلى عنصر الصلاح عند
المرأة وما يؤديه ذلك من محافظتها
على حق زوجها وماله وعرضه الذي هو عرضها،
وأيضاً تربية النشأ الجديد
تربية إسلامية صحيحة طبقاً لأسلام الأب
والأم والجد والجدة والعادات الأسلامية الصحيحة
وهنا ما يجب الإنتباه إليه في هذه الآية:
وهو أن الله تعالى قد حفظ الزوجات
من الوقوع في الحرام، وهي فطرة الله تعالى
في النساء، فالمرأة بطبيعتها ليست كالرجل
إذ أن طبيعته الاندفاع أما المرأة فطبيعها الاحتجاز،
وهذه الطبيعة في المرأة لا تفارقها
إلا إذا فقدت عنصر الحياء
وهو علامة الإيمان الظاهرة، الآية واضحة
الدلالة في ذلك:
فإن كانت صالحة قانتة فهي حافظة لحق
زوجها بسبب حفظ الله لها من الوقوع في الحرام.
وقد أشار الحديث الشريف إلى ما يدعو
لنكاح المرأة بشكل عام فعن
أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها
وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين
تربت يداك)
وفي الحديث تأكيد على ضرورة اعتبار
عنصر الدين في اختيار الزوجة،
حيث يغفل عنه الناس عادة لانشغال
النفس بمراعاة الدواعي الأخرى.
وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من
أهم عناصر ديمومة الحياة الزوجية،
فإن اختيار المرأة للرجل الصالح أكثر أهمية؛
لما يترتب على سوء اختيار الرجل
من معاناةٍ للمرأة وهضمٍ لحقوقها.
ونفهم هذا من قوله تعالى:
{وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ
أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو
إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ
آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
(البقرة، 221) ،
في هذه الآية بيانٌ أن التفاضل يكون
في الإسلام أولا، والآية التالية تبين
أنّ التفاضل بين المسلمين يكون
بالقرب من الله والتقوى حيث قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
(الحجرات، 13)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة المسلمة
إذا أرادت الزواج، فلا بد لها من أن
تقبل بالرجل الصالح، فقال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من
ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)[3].
إن رفض الرجل مع كونه صالحا يدلُّ على
تغير الموازين والقيم التي أراد الإسلام
إرساءها في المجتمع المسلم،
وهو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)
. إن صلاح الرجل هو سياج للمرأة
في كل حالها ، فإن أحبها أكرمها،
وإن كرهها لم يظلمها، وهو في
كلا الحالتين لا تجنح نفسه
إلى حرام فيبقيها كالمعلقة،
وفي صلاح الأبوين وحُسن اختيار بعضهم لبعض
نكون قد أسسنا أساس متين
يساهم في تربية النشأ الجديد الذي
سيظهر من خلال العائلة الجديدة التى ستتكون
فإن حرصنا على صحة ومتانة الأساس
نكون قد ضمنا تربية سليمة لأطفالنا
واتجاه صحيح لحياتهم المستقبلية
لذلك نرى اسلامنا الحنيف ورسالتنا العظيمة
تهتم بشؤون الطفل حتى قبل أو يولد
ويكون بالاهتمام بطريقة اختيار الأبوين لبعضهم بعض
وكيفية بناء اسرة سعيدة يملؤها الحب والهناء
ومن هنا أخوتنا الكرام
نكون قد عرفنا وفهمنا أن اولى اللبنات التى تم
إرسائها لبناء بيت مسلم وتربية نشأ صالح
وكان ذلك بحسن اختيار الأبوين .....
ونأتي الأن لأهتمام التشريع الاسلامي
لبدايات خلق الطفل وهو في بطن أمه
والمحافظة عليه حتى ينزل لهذه الدنيا
ويكون عضو فاعل موحد لله ومؤمن برسوله
وله فعاليه ليرفع لواء المجتمع ويكون صالحاً
لدينه ولوطنه ولأهله ولمجتمعه وبيئته.....
ويكون ذلك بأذن الله تعالى
في الخطبة القادمة
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عبادَ الله،
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها

رابط الموضوع الأصلي :

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=42008




 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 07-12-2022 الساعة 08:35 AM

7 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-12-2022),  (06-10-2022),  (06-10-2022),  (06-11-2022),  (06-10-2022),  (06-13-2022),  (06-12-2022)
قديم 07-15-2022   #29


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )





أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......2

كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :

( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)

( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
نأتي في هذه الخطبة بأذن الله تعالى
في الجزء الثاني والأخير من
أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأستكمال الأساسيات التى إن توفرت
كما أراد لها التشريع ان تكون
حتى تُصبح الأرضية والأساس المتين لبناء بيت
مسلم ينعم فيه جيل جديد صغير
بكل الظروف المواتية والمناسبة لتعلمه أصول دينه
وأخلاقه وسلوكه ونشأته التى تصبح بعد ذلك
منهج وطريق ووسيلة لبناء مجتمع نظيف
سليم مُعافى من أمراض هذا العصر
من فساد وتشرذم وانحطاط خُلقي وأخلاقي
وكُنّا اخوتنا الافاضل
قد شرحنا وبيّنا النقطة الأولى وهي
حُسن اختيار الوالدين ....
فحُسن اختيارهم يُسهل عملية تربية النشأ
الجديد في أجواء تملؤها المحبة والسعادة والتفاهم
والرضى والأيمان الكامل ....
وبالطبيعي اخوتنا الكرام
أن أولى البذور التى تنتج عن ارتباط
الأب والأم والتى تمت فيها عملية اختيارهما لبعض
من خلال الضوابط الشرعية المفترض ايجادها
في عملية اختيار الزوج والزوجة.....
ومن ضمن هذه الاهداف التى يجب ان تتوفر
في الزواج هو التكاثر والتناسل
وهنا نقطة مهمة جداً
تـأتي استكمالاً لعملية اختيار الأب والام
وهي شرح لفظة الودود الولود
ألتي أتت في هذه الحديث الصحيح
فعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ
: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ
وَإِنَّهَا لا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ
: لا، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ،
ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ
: تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ
رواه النسائي وأبو داود
وصححه ابن حبان والألباني
في " صحيح الترغيب
و الأمر هنا هو
للوجوب ما لم تصرفه القرينة
للاستحباب أو الاباحة و قد تكون
القرينة هى زواج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
من سودة و أم سلمة رضى الله عنهما
.و قد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم
عدة نساء فوق سن الأربعين مثل:
أم سلمة رضي الله عنها تزوجها
وعمرها 65 سنة
.زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 60 سنة
.سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها وعمرها 56 سنة
أم حبيبة تزوجها رضي الله عنها
وعمرها 40 سنة.
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم
عن التزوج من العقيم،
في الحديث السابقة الذي رواه
معقل بن يسار رضي الله عنه
والذي قال له النبي عليه السلام ما قال
ونهاه عن الزواج من العاقر ....
وهذا النهي أخوتنا الكرام
عن الزواج بالمرأة الغير ولود أي العاقر هذه الكراهه
ليست للتحريم، ولكن على سبيل الكراهة فقط ....
والكراهه هنا تُسمى كراهة تنزيه وليس كراهة تحريم
وإنما على سبيل الكراهة فقط،
فقد ذكر العلماء أن اختيار الولود مستحب
وليس واجباً.قال ابن قدامة في "المغني"
:" ويستحب أن تكون من نساء يعرفن
بكثرة الولادة
" انتهى كلام ابن قدامه رحمه الله
.وقال المناوي في "فيض القدير
:" تزوج غير الولود مكروه تنزيهاً
" انتهى كلام المناوي ....
.وكما يجوز للمرأة أن تتزوج من الرجل العقيم،
فكذلك يجوز للرجل أن يتزوج من المرأة العقيم
.قال الحافظ أبن حجر رحمه الله في "الفتح
:" أما من لا ينسل ولا أرب له في النساء
ولا في الاستمتاع فهذا مباح في حقه ( يعني النكاح)
إذا علمت المرأة بذلك ورضيت
" انتهى
وهنا اخوتنا الكرام
احب ان اعطيكم توضيحاً طيبا للافادة
ولمعرفة المصطلحات التى تمر امامكم وفهم معانيها
لانها مهمة في التشريع
فعندما نذكر كلمة محرّم نفهم ماذا تعني
وكذلك كلمة مكروه نفهم القصد منها
وكلمة سُنة نعرف ماذا تعني
وكلمة واجبه ندرك ماهو القصد منها
وكذلك المباح والمندوب
لان هذه المصطلحات هي تفسير
للأحكام التكليفية
أي بمعنى التكليف لايخرج
عن هذه المصطلحات ....
وهنا اخوتنا الكرام
اشرحها لكم لتعم الفائدة
وتكون كاملة غير منقوصة.....
فهكذا هو العلم الشرعي
لايحتمل التجاوز او الأختصار ....
فمن المعروف
أن الأحكام التكليفية عند
جمهور العلماء ، وهي :
الواجب ،
الواجب : هو ما أمر به الشارع على وجه الإلزام .
ومثاله الصلوات الخمس ، وصوم رمضان

، والزكاة لمن كان من أهلها ،
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً .
ويسمى الواجب فرضًا وفريضة وحتمًا ولازمًا ،

ويثاب فاعله امتثالاً ويستحق العقوبة تاركه .
المحرم ،

المحرم أو الممنوع والمحظور :
هو ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك .
كالزنا والربا وشرب الخمر وعقوق

الوالدين وحلق اللحية وتبرج النساء .
والمحرم يثاب تاركه امتثالاً ويستحق العقوبة فاعله .

المسنون
هو كل فعل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
في حديث صحيح يأمر بأتخاذه واتباعه
المباح .
المباح أو الحلال والجائز هو :
ما لا يتعلق به أمر ولا نهي لذاته .
مثل تناول الطعام والشراب ،

وممارسة البيع والشراء ،
والسفر للسياحة وطلب الرزق ،
والرفث إلى الزوجات في رمضان ليلاً.
المندوب :

هو ما أمر به الشارع لا على وجه الإلزام والحتم .
مثل قيام الليل وصلاة الرواتب

وما زاد عن الفرائض الخمس ،
وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وصيام ستة من شوال ،
والتصدق على الفقراء ، والمحافظة على الأذكار والأوراد .
ويسمى المندوب مستحبًا وسنة ومسنونًا ونفلاً ،

ويثاب فاعله امتثالاً ولا يعاقب تاركه .
المكروه ،
المكروه : هو ما نهى عنه الشارع
لا على وجه الإلزام بالترك .
كالأخذ والإعطاء بالشمال ، واتباع النساء للجنائز ،

والتحدث بعد العشاء ، والصلاة
في ثوب واحد ليس على العاتق منه شيء ،
وصلاة النافلة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ،
وبعد العصر حتى تغرب الشمس .
والمكروه يثاب تاركه امتثالاً

ولا يعاقب فاعله
وكذلك المكروه كراهة تنزيه
والمكروه أو (المكروه تنزيهاً)
هو ما نهى الشرع عنه نهيا خفيفا
، ليس على وجه الإلزام بتركه .
وحكمه : أنه يثاب
من تركه طاعةً لله ورسوله ،
ولا يعاقب من فعله .
والفرق بينهما بسيط وهو كالاتي :
فكراهة التنزيه معناها
مكروه تنزيها‏: كمصطلح فقهي )
معناها الشيء الذي تم الحكم عليه بالكراهة تنزيهاً
يعني هو أقرب الى الحلال
وبالتالي لايستحق فاعله العتاب ولا اللوم
بل يأخذ أدنى وأقل ثواب.....

ونأتي في هذه الخطبة بجزءها الثاني
في التعرف على الوسائل التى استخدمها
تشريع ديننا الحنيف للمحافظة على أول البذور
للمخلوق الجديد وهو في بطن أمه ...
فقد أولي ديننا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم
الاهتمام بأولى هذه البذور الطيبة
فبيّن الله سبحانه وتعالى هذه البذرة
ووصفها وصف دقيق تكريماً لها ولبيان
قدرته سبحانه وتعالى على الخلق والأنشاء
كل ذلك ليعلم من لايؤمن ان الله هو مُنشيء الخلق
ثم يعيده مرة اخرى
فقال تعالى :
( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا
مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ
رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر 6
وفي تفسير لأبن كثير رحمه الله لهذه الآية قال:
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق
)أي : قدركم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق )
أي : يكون أحدكم أولا نطفة ،
ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ،
ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ،
وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ،
( فتبارك الله أحسن الخالقين)المؤمنون : 14 .
وقوله : في ظلمات ثلاث

يعني : ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة –
التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد
وظلمة البطن .
كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ،
وعكرمة ، وأبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ،
والسدي ، وابن زيد وغيرهم .
وقوله

: ذلكم الله ربكمأ :
هذا الذي خلق السماوات والأرض
وما بينهما وخلقكم وخلق آباءكم ،
هو الرب له الملك والتصرف
في جميع ذلك
، لا إله إلا هو
أي : الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده ،
فأنى تصرفونأي :
فكيف تعبدون معه غيره ؟
أين يذهب بعقولكم ؟ ! .
( انتهى تفسير أبن كثير )


وهنا اخوتنا الكرام يبين الله سبحانه وتعالى
أن قدرته العظيمة في الخلق لايقابلها الا الاعتراف
والأيمان بقدرة الخالق سبحانه وتعالى على الخلق
والتحسين في أحسن صورة
فلا مجال للانسان الا الاعتراف
بما أنعم الله عليه من نِعم
حتى قبل أو ينزل للارض ليقوم بواجبه تجاه ربه
من عبادة وتعمير الارض .....
وأوضح الله سبحانه وتعالى في آية اخرى
الاهتمام بتكوين هذا الجنين الذي في اصله
كان علقة ثم مضغة ثم بدء التكوين
فقال تعالى :
(11) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ
(12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
(13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا
فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا
آخَرَ غڑ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الآية قوله :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12)
قول تعالى مخبرا عن ابتداء خلق الإنسان
من سلالة من طين ، وهو آدم ، عليه السلام ،
خلقه الله من صلصال من حمأ مسنون .
وقال الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ،

عن أبي يحيى ، عن ابن عباس :
من سلالة من طين ) قال : صفوة الماء
وقال مجاهد : من سلالة ) أي : من مني آدم
قال ابن جرير :

وإنما سمي آدم طينا لأنه مخلوق منه .
وقال قتادة : استل آدم من الطين .

وهذا أظهر في المعنى ،
وأقرب إلى السياق ، فإن آدم ، عليه السلام ،
خلق من طين لازب ،
وهو الصلصال من الحمأ المسنون ،
وذلك مخلوق من التراب ، كما قال تعالى
: ومن آياته أن خلقكم من تراب
( ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ) الروم : 20 .
وقال الإمام أحمد :

حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عوف ،
حدثنا قسامة بن زهير ،
عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الله خلق آدم من قبضة قبضها
من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ،
جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض ،
وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك " .
وقد رواه أبو داود والترمذي ،

من طرق ، عن عوف الأعرابي ،
به نحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح .
( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13)
( ثم جعلناه نطفة ) :
هذا الضمير عائد على جنس الإنسان ،
كما قال في الآية الأخرى :
( وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل
نسله من سلالة من ماء مهين )
السجدة : 7 ، 8
أي : ضعيف ، كما قال :
( ألم نخلقكم من ماء مهين .
فجعلناه في قرار مكين )
، يعني : الرحم معد لذلك مهيأ له ،
( إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون )
[ المرسلات : 22 ، 23 ]
، أي : [ إلى ] مدة معلومة وأجل
معين حتى استحكم وتنقل من حال
إلى حال ، وصفة إلى صفة
والمحافظة عليهم حتى
وهم في بطون أمهاتهم.....
( انتهى شرح أبن كثير رحمه الله )


والأن اخوتنا الكرام
أصبحنا نعلم ونتيقن أن خلق الله
لهذه البذرة بكل خصائصها
هو في حقيقة الحال أنها ستكون
عامرة للأرض وساعية فيها بشتى السُبل والطرق
وكذلك لتوحد الله وعبادته والأخلاص له لله سبحانه
وكان ذلك عندما أشهدها الله على نفسها
أن لاتعبد الا أياه ولا تُشرك به .....
وحين يتم اكتمال تكوينها ومرورها
بمراحل التكوين والانشاء من علقة ومضغة وجنين وطفل
عندها تبدأ المسؤولية للاطراف التى
اختارها الله لتكون منارة ونبراس وضوء ساطع
لينير طريق هذا الوليد الصغير الذي لايتحكم حتى
في أكله ولا في طريقة معيشته
هنا يظهر الوالدين ومدى حُبهم
ورغبتهم في دعم
هذا المخلوق الصغير
ومن هذا المنطلق أخوتنا الكرام
يكون للأم الدور الكبير في المحافظة على وليدها
وهو لازال في بطنها
ويكون ذلك بالمحافظة على تغذيته ومراعاة
تواجده في أحشائها
فيجب عليها أن تتعامل مع هذه الحالة معاملة
خالصة من خلال نقاط وواجبات مهمة
ولأهتمام الأسلام وديننا الحنيف بالطفل
من خلال اهتمامه بالمرأة الحامل لهذا الجنين
شرّع لها التشريع جملة من المسائل للمحافظة
على نفسها وجنينها
من حيث عدم الاجهاد والصيام إن كان فيه ضرر
للجنين وكثرة الحركة الغير ضرورية
وكذلك الحالة النفسية للمرأة الحامل
وهنا أفضل علاج لحالة المرأة وثباتها
هو الجلوس لله سبحانه وتعالى في فرائضه
من صلاة وذكر وتواصل
فا بقربها من الله ستسكن نفسها وترتاح
لانها ستعرف أن مابها هي نعمة أنعمها الله عليها
بقدر ما أعطاها الله لها
بقدر ماحرم الله منها نساء كثيرات
هنا وجب عليها عدم التهاون على الصلاة
ولا مجال لقطعها أو التوقف عنها ....
فمن المعروف أن الجسم الذي لايتحرك بأستمرار
يحصل له تيبس وتصلب وبطء في الحركة
وكثيراً ما ينصح الأطباء في هذا الزمن
من المرأة الحامل ان تتحرك لتليين
مفاصلها ومساعدة
عمودها الفقري وحوضها ...
وقد شرحوا ذلك ولم يجدوا دليل او طريقة
لشرح نوع الحركة المطلوبة من المرأة الحامل
الا الصلاة
نعم الصلاة
ففيها كل ماتحتاجة المرأة الحامل
لصحة بدنها وقربها من الله وراحتها النفسية
والمرأة المسلمة الملتزمة بأوامر الله
تعرف ان الصلاة هي علاج لكل شيء
ولاتحتاج لرأي الأطباء أو العلمانيين
أن الصلاة هي رياضة مفيدة
في الوقت نفسه أن الصلاة هي عبادة وليست رياضة
فالصلاة عبادة يُعتبد بها للوصول لرضى الله
أما الرياضة فهي وسيلة مؤقته لحفظ البدن صحياً
ولكن هذه الايام يلتجيء من لايعرف الله
لشروحات وتفاصيل من أهل العلم عن فوائد الصلاة
ولو نظرنا ملياً لأركان الصلاة
من ركوع وسجود وقيام لوجدنا أن الله سبحانه
وتعالى أغنانا عن شروحات الاخرين


وهنا مثل في حوار كان بين المرأة حامل
ودكتورها الخاص عن مايجب
عمله للمحافظة على الجنين
سألت إمرأة حامل طبيبها:
أي أنواع من التمارين تنصحني خلال فترة الحمل؟
فأجاب عليها : عليك بالصلاة
فإندهشت وقالت: كيف؟
فأجابها والبسمة ترسم على شفتيه:
_
عندما تركعين فأنت تقومين

بتمرين ميل الجذع للأمام.
_
وعندما تسجدين فأنت تقومين

بأشهر تمرين للحامل وهو وضع الصدر – الركبة.
_
وأثناء قيامك ونزولك

فأنت تقومين بتمرين القرفصاء والقيام.
_
وأخيرآ عند جلوسك للتشهد

فإنك تقومين بتمرين الجلوس والاسترخاء.
فإزدادت المرأة حيرة فسألت مرة أخرى:
وما هي فوائد هذه التمارين؟
فأجاب:
1 . تكسب مرونة لمعظم أعضاء

وعضلات الجسم، وتسهل حركة العمود الفقري
مع الحوض مفصليًا للمحافظة
على ثبات الجسم واعتدال قوامه.
2 . تنشيط الدورة الدموية في القلب

والدماغ والشرايين والأوردة مما يساعد :
_ في توصيل الغذاء إلى الجنين بانتظام عبر الدم
_ويساعد أيضًا في نمو الجنين نموًا طبيعيًا.
_عدم التعرض لدوالي القدمين.
3. المحافظة على مرونة مفاصل الحوض

وتقوية عضلات جدار البطن مما يساعد :
_يساعد المعدة على تقلصها وأداء

عملها على أكمل وجه.
_التغلب على عسر الهضم
4 . رفع المعنويات وإكساب الثقة بالنفس،

والسيطرة على الجسم، والقدرة على التركيز.
الخلاصة اخوتنا الكرام

الصلاة هي الصلاة المأمور بتنفيذها
لانها عبادة لله سبحانه وتعالى ومن خلال تنفيذها
يُسعد الانسان سوى كان رجل
أو إمرأة كانت حاملاً
أو غير ذلك .....
ولايجب أن يتعامل بها على أنها مجرد حركات
رياضية ( تمرينات سويدية )
بل يجب التعامل معها على أنها عبادة لله
وواجب وفريضة وركن من اركان الأسلام ...
فالمسلمة بالتأكيد تعلم وتعرف أن
ذلك يصب في راحة البدن والنفس
اما المرأة الحامل فيصب تمسكها بفرائض الله
الحصول على السكينة والهدوء والراحة النفسية
والتى هي مطلوبة لوضعها كأم ستلد قريباً ......
وكذلك تغذيتها ويكفي أن الله سبحانه وتعالى
أوضح في آية أن التمر مفيد للمرأة الحامل
وهو يسهل عمليه المخاض والولادة
وجاء ذلك في قصة مريم عليها السلام
اثناء ولادتها بالنبي عيسى عليه السلام
فقال تعالى:
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ
تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)مريم
فكان التمر هو أنيس ورفيق المرأة الحامل
لما فيه من فوائد عامة شاملة سوى للمرأة الحامل
أو المرضعة أو حتى للأنسان العادي


ويكفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله عن التمر :
أنْ عَائِشَةَرضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ- صلى الله عليه وسلم
:”يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ،
يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ
أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ.قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
صحيح مسلم،
هذا الحديث الصحيح سندأ موثقاً
وإشارة بينة ودلالة ظاهرة على
العلاقة المتلازمة بين تناول التمر،
وهو ثمر النخيل
وهذه الأحتياجات الضرورية
هي كل ماتحتاجة المرأة
الحامل أو القريبة من الولادة
وهذه كله متوفر بكمية كافية في التمر ....
فعندما يوجه الله سبحانه وتعالى
أم النبي عيسي عليه السلام
للأكل من شجرة النخيل وأتخاذ التمر غذاء لها
فهذا يعني أنه مفيد وطيب ومميز .....
اخوتنا الاحباء
ونأتي الان لمرحلة اخرى من مراحل
هذا الجنين الذي أصبح متكاملاً ويقترب من النزول
فيأتي بالسعادة أو الشقاء لوالديه إن لم يحسنوا تربيته
واثناء ولادته هناك نقاط مهمة
قد أتى بها الهدي النبوي من خلال علاقة
النبي صلى الله عليه وسلم
بالمواليد الجدد وكيفية التعامل معهم
كل ذلك سيتم توضيحه
من خلال أحاديث النبي عليه السلام
الصحيحة وقد تم توضيحها في هذه النقاط
الأذان والأقامة في أذن المولود
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنته المطهرة
هو الاذان في اذن المولود
يُستَحَبُّ الأذان في أُذُنِ المولود
اليُمنى وإقامَةِ الصَّلاة
في الأُذُنِ اليُسرى،
فقد ثبت في حديث
أبو رافع رضي الله عنه
مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم
عن النبيِّ قوله:
(رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
أذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ،
حِينَ ولَدْتُه فاطِمةُبِالصَّلاةِ)
صحيح سُنن الترمذي
1. تحنيك المولود
التَّحنيك في الغةً:
التَّدليك،
وبالاصطلاح الشَّرعيِّ:
تدليك فم المولود بالتَّمر،
ويكون ذلك بمضغِ التَّمر،
ثم يؤخذ منه بالأصبع ويُدلَّكُ في فَمُ المولود،
وحكمه مستحب،
ويفعله أحدُ الوالدين،
أو من يكون من أهل العلم والصَّلاح،
وبعد التَّحنيك يدعو له كما كان يفعل
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
وقد وردت مشروعيّته في الحديث
الذي رواه أبو موسى الأشعري
رضي الله عنه
- حيث قال:
(وُلِدَ لي غُلَامٌ فأتَيْتُ به النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
فَسَمَّاهُ إبْرَاهِيمَ وَحَنَّكَهُ بتَمْرَةٍ)،رواه مسلم
فإن لم يتيسر التَّمر فيجوز استخدام الرُّطَبِ.
والتَّحنيك يكون بعد الوِّلادةِ،
حيث يكون أوَّل ما يَدخُلُ
جوف الطفل شيءٌ حلوٌ
2 . حلق رأس المولود
يُستَحَبُّ أن يُحَلَقَ شعر رأسِ المولودِ
في اليوم السَّابِع،
وهو فعل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-
لحفيديهِ الحَسَنَ والحُسَين،
وهذا مذهب المالكيَّة والشافعيَّة
والحنابلة، والتَّصَدُّقُ بوزن الشَّعرِ
ذَهَباً في مذهب المالكيَّة والشافعيَّة،
والتَّصدُّق بفضَّةٍ على مذهبِ الحنابلة،
ودليل ذلك أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال
لفاطمة أن تفعل ذلك للحسن بقوله:
(احلِقي رأسَهُ وتصدَّقي بزنةِ شعرِهِ فضَّةً)،
رواه الألباني من صحيح الترمذي وهو صحيح
ويستوي في ذلك الذَّكر والأنثى،
وأمَّا الحنابلة فلا يرون حلق شعر الأنثى،
ويرى الحنفيَّة أنَّ الحلق مباح،
وليس بسنَّةٍ ولا واجبٍ
3 . تسميةُ المولودِ
وقد قال العلماء في أمر تسمية المولود الأتي:
يرى المالكيَّة أنَّ تسمية المولود
تكونُ في اليوم السَّابع،
فَيَعِقُّ الوالد عنه ويسمّيه،
فإن لم يملك المال للعقيقة يسمّيه متى شاء،
ويرى الشافعيَّة أنَّ التَّسمية في اليوم السَّابع
على الاستحباب، ولا بأس أن يُسمّى المولود قبلهُ،
وأمَّا الحنابلة فلهم في وقت التَّسمية رأيان؛
فأما الرأي الأوَّل أن يُسمَّى المولود في اليوم السَّابع،
والرأي الثاني أن يُسمَّى يوم وِلادتهِ؛
وذلك لأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-
حينما وُلِدَ له إبراهيم سمَّاه يوم ولادته،
وفي الحديث أيضاً الذي رواه سمرة
عن النبي - صلى الله عليه وسلم-:
(كلُّ غلامٍ رَهينةٌ بعقيقتِهِ تُذبَحُ عنهُ
يومَ سابعِهِ ويُحلَقُ ويُسَمَّى).
ويُسَنُّ أن يُسمَّى المولود بأحَبِّ الأسماء
إلى الله -تعالى-؛
مثل عبد الله وعبد الرحمن،
وما شابهَهُما ممَّا يُضاف

إلى أسماء الله -تعالى-
، وأقبحُ الأسماءِ
حربٌ ومرَّةُ،
فيُكره التسمّي بها، ويسنُّ التَّسمِّي باسم
رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-،
ويُقاس عليه أسماء الأنبياء -عليهم السلام-،
وتُكره الأسماء القبيحة؛
كشيطانٍ، وكُليبٍ، وظالمٍ، وشهابٍ،
وحمارٍ،
وقد غيَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
اسم عاصية الي جميلة
وبرّة إلى زينب،
فيُسنّ تغيير الأسماء غير الحسنة،
ولا يجوز أن يُسَمَّى المولود بعبد الكعبة
أو عبد النَّبيِّ ونحوِه،
أو مَلِك الملوك أو شاهان
أي ملك الأملاك-،
ويجوز التَّسميةُ بأكثر من اسمٍ،
والاقتصار على اسمٍ واحدٍ أولى؛
لأنَّ ذلك فعل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-.
4 . العقيقة عن المولود.
اخوتنا الكرام بالنسبة للعقيقة
والخاصة بالمولود سوى كان ذكراً أو انثى
هي كالتالي كما وردت في
سُنة النبي صلى الله عليه وسلم
العقيقة في الُّلغة:
هي الخَرَزَةُ الحمراء
من الأحجار الكريمة،
وقد تكون صفراء أو بيضاء،
وتُطلق على شَعر كل مولودٍ نَبَتَ في بَطنِ أُمِّهِ،
وعلى الذَّبيحةِ التي تُذبحُ عن المولود،
وفي الاصطلاح الشَّرعيِّ:
ما يُذكَّى عن المولود؛ شكراً لله –تعالى
، بنيَّةٍ وشروطٍ معيَّنة،
وكَرِهَ الشافعيَّةُ تسميتها عقيقةً،
ويستحبّ تسميتها نسيكةً أو ذبيحةً
وقال الحنفيَّة إنَّ العقيقة تُباحُ ولا تُستَحَب،
ودليلهم أنَّ الأُضحِية نَسَخَت كُلَّ دمٍ غيرها،
وأمَّا جمهور الفقهاء من غير الحنفيَّة
فقد قالوا إنَّها تسنُّ من مالِ الوالدِ
عن المولود ولا تَجِبُ،
وذلك لما في الحديث
الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنه- فقال:
(أنَّ النبيَّ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا)
وأمَّا حِكمتها؛
فهو شكر الله –تعالى
وتطييب قلوب الأهل والأقارب
على الطَّعام، فتشيع المحبَّة،
ويُعَقُّ من الأنعام كما يُضحَّى،
ويُعقُّ عن الذَّكر أو الأنثى بشاةٍ
وهذا عند المالكيَّة، وأمَّا الشافعيَّة
والحنابلة فعندهم عن الذَّكر شاتان
وعن الأنثى شاةٌ واحدةٌ،
ومن السنَّة أن تكون العقيقة في اليوم السَّابع،
ويسنُّ عند الذَّبح أن يقول المسلم
كما ورد عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم-:
(عقّ عن الحسنِ والحسينِ
وقال قولوا:
بسم اللهِ والله أكبرُ، اللهم لك وإليكَ،
هذه عقيقَةُ فلانٍ) رواه البيهقي بأسناد حسن.
5 . خِتانُ المولودِ

الخِتان لغةً:
من الخَتْنِ، وهو قطع القلفةِ
من الذَّكر والنُّواة من الأنثى،
ويُطلق على موضع الخِتان،
ولا فرق بين المعنى اللّغوي والاصطلاحي،
ويجوز الخِتان في أيِّ يومٍ ومن السُّنَّة
أن يكون في اليوم السَّابع.
وقد ذُكر في الحديث الشريف
قول النبي صلى الله عليه وسلم
(الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتانُ،
والِاسْتِحْدادُ، ونَتْفُ الإبْطِ،
وقَصُّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمُ الأظْفارِ)
رواه البخاري في صحيحه
وحكم الخِتان على أقوال:
القول الأوَّل:
إنَّ الخِتانَ سنَّةٌ في حقِّ الرِّجال،
وليس بواجبٍ،
وهو شعيرةٌ من شعائر الإسلام،
وهو مذهب المالكيَّة والحنفيَّة،
ومندوبٌ في حقِّ المرأةِ عند المالكيَّة،
ومكرَمَةٌ لها عند الحنفيَّة،
وفي روايةٍ عند الحنفيَّة
أنَّه سنَّةٌ لها أو مستحبّ
. القول الثاني:
إنّ الخِتان واجبٌ على الرِّجال والنِّساء
عند الشافعيَّة والحنابلة
. القول الثَّالث:
إنّ الخِتان واجِبٌ على الرِّجال
ومكرمة للنِّساء،
وهو قول ابن قدامة في كتاب المغني.


وهنا أخوتنا الافاضل
يكون المولود سوى ذكراً أو انثى
قد تم تكريمه وإتباع سُنة النبي عليه السلام
في التعامل معه سوى أسمه أو عقيقته
أو ختانه أو المحافظة عليه ...
فلم ينسى التشريع الألهي المتثل في
سُنة وطريقة وهدي النبي عليه السلام
أي أمر يختص بهذا الطفل المولود حديثاً
وهذا التكريم اتى لهذا المولود
لبناء أساس متين له ليكون على فطرته التى
فطرها الله عليها إثناء اشهاده على نفسه وهو في ظهر
أبيه آدم عليه السلام ....
6 . إرضاع المولود
ونأتي للنقطة الاخرى التى اهتم بها
الاسلام وبينها النبي عليه السلام في هديه
وسُنته وهي رضاعة المولود
ولأهمية الرضاعة في الاسلام
فقد تم ذكرها كثيراً في القرآن الكريم
لبيان مدى اهمية الرضاعة سوى للأم أو الطفل
ومنها تحديد حتى فترة الرضاعة للطفل
للمحافظة على حقه في ا لرضاعة وعدم
الاستهانة بحقوقه الطبيعية
ومنها حقه في الرضاعة الطبيعية
والتى للاسف أصبح في هذا الزمن من ينادي
ويدعوا الامهات بعدم الرضاعة الطبيعية
خوفاً على صحة الام والمحافظة على رشاقتها
ولكن في الوقت نفسه نرى الكثير من دول العالم
النصراني رجع للفطرة السليمة منها رضاعة
الاطفال بالطريقة الطبيعية من صدر الام
وليس عن طريق الانواع المختلفة
من المصنوعات البديلة
لحليب الام ......
7 . حضانة المولود
وهذه النفطة مهمة جداً للمحافظة على
مكانة الطفل في البيت والأسرة
والحرص على ان يكون الحاضن لهذا المخلوق
الصغير الذي لايعرف أحد
ان تكون الحضانة لوالديه فقط
لان نعمة الحضانة هي الاساس في بناء
احاسيس ومشاعر الامومة للطفل وتعلقه بوالديه
أما أن يُترك هكذا عُرضه للبيع والشراء والاهمال
وترك امر تربيته وحضانته للاخرين
بحجة عدم الاستطاعة وعدم وجود الوقت المناسب
ولا الضروف المواتية لتربية الاطفال وحضانتهم
فيلتجؤا من فقد احساس الامومة
لمن يقوم مقامهم في تربية وحضانة اطفالهم
حتى يتسنى لهم العبث في الدنيا والجري خلف مغرياتها
سوى مادية او معنوية .....
فنجد ان الطفل الذي تربى في حضن والديه
أساسيات تربيته تختلف عن الذي تربى في حضن
خادمة هندية او فلبينية او حتى عربية المهم
في حضن غير حضن الام ......
فاولى المهام الضرورية هي حضن الام
ورعاية الاب لهذا الطفل تعتبر هي الاساس
في التربية والخطوة الاولى في التنشئة
تنشئة صحيحة سليمة .....
8.النَّفَقَةُ على المولود
والنفقة على المولود ايضاً من المهام
الموكلة بالوالدين
فلا اعتقد أن هناك من يهمل النفقة
على اطفاله الا إن كان لايعرف معنى
الابوة ولا الحرص على هذه النعمة
التى يفتقدها كثير من الناس .....
فكل لقمة حلال يطعمها الاب لطفله
يكون لها اجر وثواب عند الله في موازين هذا الاب
والعكس صحيح أن اهمل اطفاله
وجعلهم يتضورون جوعاً وهو يصرف
امواله في الملذات المحرمة
هنا الاثم والجرم كبير عند الله ....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم



الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
والذي أهتم بالطفل
وقبل ذلك اعطى الحقوق الشرعية الكاملة
للأختيار كلاً من الزوج والزوجة
لبناء بيت مسلم حقيقي يعيش أبناءه
في كنف الدين الذي ارتضاه الله لعباده
فجعل اختيار اساسيات البيت المسلم
ومكان تربية الاطفال
يكون جاهز لأستقبال جيل جديد
يحمل مفاهيم وتشريعات ديننا الحنيف
ويكون في منعة من الثقافات المستوردة البغيضة
والتى تدعوا لهدم الدين بشتى الوسائل والطرق
وكل ذلك يأتي من خلال التربية في داخل البيت المسلم
هنا كان الحرص الشديد أن يتم اختيار اعمده هذا البيت
اختيار سليم صحيح كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه .....

أخوتنا وأحبتنا في الله
نستمر في هذه الخطبة في جزءها الثاني والأخير
بعد أن وقفنا بالشرح وبأضافة الأدلة الصحيحة
في كيفية التعامل مع المولود الجديد
بالشرح والبيان لفهم ما للطفل من حقوق
شرّعها الله له لتهيئته تهيئة صالحة ليكون
عبداً وأمة صالحين يدخلون في مُسمى عباد الله
الذين إرتضى عبادتهم وتنفيذهم لتشريعاته .....
وتهيئة الضروف الملائمة له ليصل
لمرحلة التكليف بما أمره الله به وهو العبادة
ولم يتبقى شيء الا نقطة واحده وهي
كيفية تعليم أطفالنا التوحيد لله سبحانه وتعالى
وتنشأتهم على هدي النبي عليه السلام
وزرع محبته صلى الله عليه وسلم
في قلوبهم البضّة النظيفة
قبل أن تمتليء قلوبهم بمحبة الفُساق
من الفاسدين والفاسدات من غواني اوربا
ومتبرجات العرب من مغنيات وراقصات
وسنتمثل بطرق النبي عليه السلام في كيفية
التعامل مع الأطفال وأسلوب تعليمهم وحتى كيفية
المزاح معهم واللعب معهم بدون المساس
بالمقاصد الشرعية لديننا الحنيف ....
الطفل هو رجل المستقبل، أم المستقبل
ومرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان،
ومن ثم اهتم النبي صلى الله علي وسلم
بأمر الطفل وتربيته منذ اللحظات الأولى
لمجيئه للحياة، بل قبل أن يوجد،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
الرجل باختيار الزوجة الصالحة،
التي ستكون أما ومدرسة للطفل،
كما رغب المرأة في إيثار الزوج الصالح،
الذي سيكون أبا وقدوة له، لينشأ الطفل
ويتربى في بيئة صالحة، ويصبح عضوا
نافعا في بناء المجتمع والأمة ..
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في معاملته للطفل أن يُستقبل
في أوائل حياته بالفرح والبشر،
فعن سلمان بن عامر الضبي قال:
سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
يقول: ( مع الغلام عقيقة،
فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى ) ( البخاري ).
كما حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم
على تسمية الطفل واختيار
الاسم الحسن له، حيث قال
صلى الله عليه وسلم ـ
( أحب الأسماء إلى الله تعالى،
عبد الله وعبد الــرحــمـن )
( مسلم )،
وفي ذلك اهتمام بالطفل منذ ولادته،
ومكرمة له تساعده على الابتهاج
حين يُدْعى باسم حسن ..
وهكذا تبدأ وتتدرج من رسول الله صلى الله عليه وسلم
العناية بالطفل والاهتمام به،
من خلال توجيهات نبوية كريمة،
في كل مرحلة من مراحل نموه،
بدءاً بغرس المعاني الإيمانية،
وتعويده على العبادة، ومرورا
بالنواحي الخُلقية والنفسية ..
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغرس في قلب الطفل
المعاني الإيمانية، ويظهر ذلك
في قوله صلى الله عليه وسلم
لعبد الله بن عباس :
( يا غلام، احفظ الله يحفظك،
احفظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت
على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك
إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا
على أن يضروك بشيء لم يضروك
إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف )( أحمد ).
ومن صور اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل
أمره للوالدين بتعويد طفلهما
على طاعة الله، حتى ينشأ حسن
الصلة بالله عز وجل،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( مروا أولادكم بالصلاة لسبع،
واضربوهم عليها لعشر،
وفرقوا بينهم في المضاجع ) ورد
في صحيح الجامع للألباني والامام ( أحمد ).
ومن الأمور الهامة التي أكد
النبي صلى الله عليه وسلم عليها،
الاستقرار النفسي للطفل،
ومن ثم أكد على العدل والتسوية
بين الأولاد، فحذر الآباء من إثارة
الغيرة بين الأبناء، بتفضيل بعضهم
على بعض، بأي صورة من صور
التفضيل المادي أو المعنوي،
لما في ذلك من أثر سيء على الطفل ..
فحينما أراد النعمان بن بشير رضي الله عنه
أن يُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على هِبة لأحد أولاده، قال له النبي صلى الله عليه وسلم
: ( يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟،
فقال له: نعم، فقال له:
أكلهم وهبت له مثل هذا ؟، قال:
لا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم ـ:
فلا تُشهدني إذاً ،
فإني لا أشهد على جور(ظلم) )( مسلم )..
حتى القُبلة حث النبي صلى الله عليه وسلم
على العدل فيها مع الأبناء..
فعن أنس ـ رضي الله عنه أن رجلاً كان
جالساً مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم
فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره،
ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها
إلى جنبه، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( فما عدلت بينهما ) ( البيهقي ) ..
وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للآباء والمربين
القدوة الصالحة في التعامل مع الأطفال،
بأسلوب الرحمة والرفق والحب والمؤانسة ..
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال :
( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
في إحدى صلاتي العشي،
الظهر أو العصر، وهو حامل
الحسن أو الحسين ،
فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم
فوضعه ثم كبر للصلاة،
فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة
أطالها، قال: إني رفعت رأسي
فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهو ساجد فرجعت في سجودي،
فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم
الصلاة، قال الناس يا رسول الله:
إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها،
حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك،
قال: كل ذلك لم يكن،
ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري)
فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته )
ورد في صحيح النسائي
للمحدث الألباني وهو صحيح
و( الحاكم ).
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي
صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إني لأدخل في الصلاة
وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي،
فأتجوز في صلاتي(أي أسرع)
مما أعلم من وجد أمه من بكائه )( البخاري ).
وكان ـ صلى الله عليه وسلم
يلاعب ويداعب أبناء الصحابة،
ويدخل السرور عليهم..
فعن أنس ـ رضي الله عنه
قال: ( كان لي أخ يقال له أبو عمير ،
كان إذا جاءنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
يا أبا عمير ، ما فعل النغير ) ( البخاري )
، النغير: طائر صغير كالعصفور.
إن ملاعبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم

للأطفال وملاطفته لهم،
والترويح عن أنفسهم

وهو من هو صلى الله عليه وسلم
في علو منزلته وعظم
مسؤولياته، تبين لنا مدى اهتمامه
صلى الله عليه وسلم ـ بالطفل ..
ومع اهتمامه ـ صلى الله عليه وسلم
بالناحية النفسية للأطفال
ومداعبته لهم، فإنه كان لا يترك فرصة
أو موقفا، يحتاج الطفل فيه إلى تعليم أو تأديب،
إلا أرشده ووجهه برفق وحب..
فعن عمر بن أبي سلمة قال:
( كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت يدي تطيش في الصحفة،
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
يا غلام، سم الله، وكل بيمينك،
وكل مما يليك،
فما زالت طعمتي بعد )
طعمتي بعد: طريقة أكلي بعد ذلك . ( البخاري )..
ومن مظاهر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالطفل،
تأكيده على إعطائه حقه، ليشعره بقيمته
في الحياة، ويعوده على الشجاعة في أدب،
ويؤهله مستقبلا أن يعرف حقه
ويطلبه ولا يتعداه،
ومن ثم يحافظ على حقوق الآخرين ..
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
أُتِيَ بشراب فشرب منه،
وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ،
فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟
، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي
منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده)
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
( البخاري )..
ومن المعلوم اخوتنا الكرام
أن من السُنَّة تقديم الكبير في
وجوه الإكرام عامة،
وقد وردت أحاديث صحيحة في تقديم الكبير
في صلاة الجماعة، والتحدث إلى الناس،
وفي الأخذ والعطاء عند التعامل،
منها حديث ابن عباس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سقى قال:
ابدؤوا بالكبير ) رواه أبو يعلى .(
وعن جابر رضي الله عنه قال

: قَدِمَ وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وسلم
فقام غلام ليتكلم ، فقال صلى الله عليه وسلم :
مه، فأين الكبير ؟! ) رواه الحاكم (.
وعن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال :

انطلق عبد الله بن سهل
ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر
وهي يومئذ صلح فتفرقا، فأتى محيصة
إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه
قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة، فانطلق
عبد الرحمن بن سهل ومحيصة
وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذهب عبد الرحمن يتكلم،
فقال صلى الله عليه وسلم:
كَبِّر، كَبِّر،
وهو أحدثالقوم فسكت فتكلما ) رواه البخاري (.
قال ابن حجر : قوله:

كَبِّر، كّبِّر )، أي: قدم الكبير السن) .
ولا تعارض اخوتنا الافاضل

واخواتنا الفضليات
بين تقديم الكبير وبين سنة التيامن،
فحديث تقديم الشراب للأيمن وإن كان صغيراً
أو أعربياً لا يخالف الحث على تقديم الأكبر،
لأن الحق هنا غير متساوٍ
فالأيمن أولى به لجهته، فبعضهم أولى به
من بعض، فيُعْطَى كل ذي حقٍ حقه،
والغلام كان أولى بالشراب من
الأشياخ فقُدِّم له حقه .
قال النووي:

وأما تقديم الأفاضل والكبار فهو عند التساوي
في باقي الأوصاف، ولهذا يقدم الأعلم
والأقرأ على الأسَنِّ الشيب في الإمامة في الصلاة
وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة
للشيخ الألباني حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه:
أن أعط السواك الأكبر ) رواه أبو داود )
قال الشيخ الألباني: :

قال ابن بطال
: فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق
به الطعام والشراب والمشي والكلام،
وهذا ايضاح للحديث الخاص بالتيامن
وتفضيل اليمين عن الكِبر في السن
وهذا ماحدث للصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه

ونأتي لنقطة اخرى وهي الدعاء على الأبناء
وقد يغضب الأب أو الأم على طفله
وولده فيدعو عليه، وفي ذلك خطورة عليه،
فقد تُستجاب الدعوة،
ومن ثم أغلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هذا الباب على الوالدين، شفقة
ورحمة بالطفل ووالديه،
فقال صلى الله عليه وسلم :
( لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا
على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم،
لا توافقوا من الله ساعة يُسأل
فيها عطاء فيستجيب لكم ) ( مسلم )..
اخوتنا الافاضل
نفهم من هذه الخطبة الطيبة
في جزءها الثاني والأخير
أن اولادنا هم فلذات
أكبادنا وكذلك هم أمانة في اعناقنا وسيسألنا الله
تبارك وتعالى عليها إن قصّرنا في تربيتهم
والتعامل معهم على أنهم رجال المستقبل
الذين سيحملون لواء الدين بتطبيقاته وتشريعاته
وكذلك ليكونوا بُناة صرح وحضارة بلادنا الاسلامية
والمحافظة عليها من التغريب والضياع
بين ثقافات النصارى وتابيعيهم من بني جلدتنا
الذين يدّعون أنهم مسلمين في الظاهر
واما الباطن فهم يوالون اليهود والنصارى في كل شيء
حتى في تربية الأبناء وينظرون لهم على انهم
هم القدوة الصالحة والتمثل بهم هو الصحيح
في الوقت نفسه هناك مثل وقدوة أمرنا الله سبحانه وتعالى
التأسي به والتعلم منه والاقتداء به في كل شيء
بدء من التوحيد وانتهاء بتربية الابناء
والناظر ليحاة وسيرة المصطفى عليه السلام
مع كثرة أعبائه وكثرة انشغاله بأمور الدعوة
واهتمامه ببناء الدولة الأسلامية
بتشريعاتها ونظامها الرباني
في الوقت نفسه نرى حياته مليئة بالمواقف
التربوية مع الصغار
وكيفية التعامل معهم
ولاينقص الا ان يتبع الأباء والأمهات والمربين
طريقة وأسلوب تعامل الرسول عليه السلام
مع هذه الشريحة العمرية الصغيرة
الا يكفي قول الله تعالى في كتابه الكريم :
) لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21
أن نتعلم أن الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام
هي احق من إتباع مناهج العلمانيين والنصارى
والمتخذين الثقافات الغربية منهج تربوي
يتبعونه في تنشأة اولادهم وبناتهم
ويكفي ان ننظر لهولاء التُبع فنجد اطفالهم
وطريقة تربيتهم مطابقة تماماً لتربية الاطفال النصارى
وهذا ستكون له نتائجة الوخيمة في مستقبلهم
وأبتعادهم عن الدين وتشريعاته وفرائضه وأحكامة
وهنا سيحاسبهم الله
سبحانه وتعالى على تضييع هذه الامانة
وعدم ايصالها لبر الامان
وعدم اتخاذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
نبراس ونور وقدوة نهتدي به وبسُنته في تربية
اولادنا وبناتنا ومن ثم مجتماعاتنا
وهنا ستكون مسؤولية الاباء والامهات اشد واكبر
لانهم فرطوا في الامانة وتركوها تسرح وتمرح
مع ثقافات اليهود والنصارى حتى تبدلت مفاهيمهم
وأصبحت كارهه لكل
مايمت للدين والاسلام بِصلة
اخوتنا الكرام
نفعني الله وأياكم بالقرأن الكريم
وأجارنا الله وإياكم من خزيه وعذابه الاليم
إن الله وملائكته يصلون على النبي
ياايها الذين امنوا صلو ا عليه وسلموا تسليما
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابرهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم
وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد

اللهم تقبّل منّا السجود والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
وبارك اللهم في أولادنا وبناتنا ووالدينا
وأجعلنا ممن يحرصون على تربية أبناءهم
وحفظهم من التبديل والتغيير والطمس
لهويتهم ودينهم وخُلقهم وأخلاقهم ....
فهم أمانة سوف نُسأل عنهم يوم القيامة
وعن فطرتهم التى فطرها الله لعباده وهم في عالم الذر
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
اللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لوجهك الكريم
لانريد به معصية ولا سُمعة ولا شقاق ولا نفاق
ولا سيء الأخلاق ....
بل نريد به إصلاح بيوتنا من خلال إصلاح
تربية ابناءنا .......
عباد الله
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)،
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا
الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ
عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)
، فذكروا الله يذكركم،
واشكُروه على نعمه
يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها




 


قديم 07-20-2022   #30


الصورة الرمزية نجمه ليل
نجمه ليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3783
 تاريخ التسجيل :  Apr 2021
 أخر زيارة : 12-03-2023 (04:50 AM)
 المشاركات : 211,232 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
واهجر كل ما يؤذيك
ولا تلتفت اليه..
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا
او اخطأنا..
رب ساعة قاسية
يعقبها عمر جميل
بس انت قول ياارب
يااااااارب
لوني المفضل : Mediumvioletred
شكراً: 7,144
تم شكره 5,301 مرة في 3,248 مشاركة

اوسمتي

555---009898 رد: المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندبها
كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق







اهلين وسهلين اندبها

وجزاك الله كل خير على ما قدمت لنا من افادة جعله الله فى ميزان حسناتك يااارب


طبعا كل اللى كتبته مالى فيه انى اعرضه حشا لله ولا شىء بالطبع وكل تاكيد اتفق


ولكن استوقفنى مقاطع


وهى
والتى تحمل اسم أحد الدعاة المشهورين
والذين أسميهم ( الدُعاة السوبر ستارز )
الذين يفتون ولايتقيدون بما
يدعون اليه ....

بالفعل كلامك ودول بشبهم بالشيوخ الاعلاميين

وما اكثرهم للاسف

ولا لما تلاقى منهم يلقو الضوء على ساعاته او قلمه الذى يدون به اسئلة الضيف
على انه من باب الدعاية والاعلان للماركة التى يستخدمه وللشركه او المصنع بيكون له الفخر فان هذا الشيخ

عميل لديهم ويلبس من ماركتهم

اى شيخ هذا؟؟
واى داعى هذا الذى يقول قال الله والرسول والادلة

وما بيعمل بيهم فقط يلقى القاء وقضى الامر
ولا الذى يفتى لصالح جهة ما ..!!
للاسف ما اكثرهم وليس فقط بالمنتديات

لانى قرات جميع ما كتبت ..وجزاك الله خيرا


..
كما اتفقت فى هالنقطه السابقة
فناتى لنقطه اخرى

ولكن انا ما بعارضة قولت حشالله
من هذا الامر

ولكن اقول لما تناولت موضوع الصور وانه حرام
وبالفعل الملائكه ما بتدخل البيت اللى فيه صور
وكنت اسمع ان الشياطين تدخل فى الصور المتعلقة على الجدران

ووقتها جمعت كل الصور ..اختهم من عالجدران..انا ناقصة كفايه مهاوده حالى هههه

ناقصة شيطان كمان .ممم المهم
لكن فى صور ما ينفع اخبئهم فقط بالادراج

وهى تلك التى للذكرى
كالالبومات
فكيف البوم صور يجمع كل احبابي ومن رحلو

اطويه فى اى مكان وخلصنا
لالا ..
ان الله يحاسب ..نعم
فهو شديد العقاب ..نعم
وهو من قال كذا وكذا وتحدث عن الفعل والنهى والعقاب ..تمام
ولكنه غفورا رحيم ..بكل تاكييييد
عفو كريم ..تاكييييييد
يعرف ما فى بالانفس ..وما بالقلوب

فهو رب قلوب
وهذه حجتى وسببي فى ان التعامل مع الصور

فى حالتى اناااااا
ليس بحراام ..
قد اكون مخطئة ولكن لست مذنبة او عاصية لامر ربي
فاعلم انه .. لا يغضب منى

وانا عند ظن عبدى بى

شكرا لك اندبها ولتوضيحك وتعبك فى الموضوع

لك منى جزيل الشكر وفائق الاحترام والود والورد يا طيب
موفق




 
 توقيع :




شكرا (اندبها) على اهداءك ولمستك الطيبة يا غالى




كن مختلفاً ولو صرت وحيداً..
شكرا من القلب يا غرامى على اهداءك لى ..ربي يديمها هالمحبة والاخوة حبيبتى


موضوع مغلق

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 18 (إعادة تعين)
, , , , , , , , , , , , , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون