.." مرافئ رمضانية/ المرفأ الثالث: قم بنا..نصنع التغيير "..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
�� صيام شهر رمضان ليست عبادة نؤديها ونمتثل فيها أمر الله - سبحانه وتعالى – فحسب بل هو خضوع وانقياد، ومسير لله رب العباد، وإصلاح للنفس، وتقويم للسلوك، وتغيير لكل طباع سقيمة، وهو سبيل صقل النفوس وإصلاح اعوجاجها، فلا يتصور صوم صائم مقيم على خداعه، أو مستمرئ لكذبه، أو متماد في فحشه وغيه، أو مستجيب لإملاءات نفسه، وإغراءات شيطانه، هذا كله مرفوض من الصائم ومن غير الصائم، وحينما يدخل شهر الصوم عليك، فإنك تستثمر الفرصة للارتقاء، والطهارة والنقاء، والاقتراب من حضرة الخلاق العظيم، لتتوجه الأعضاء وفق ما يريد، وتستجيب النفوس لمنهجه الرشيد، فتستقيم بعدها الأحوال، وتسمو بالصيام الطباع والخلال قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))
�� فالتغيير المقصود في هذا الشهر ليس في جانب واحد من جوانب النفس الإنسانية فقط، فهو مؤثر تأثيرا كبيرا في قضية المراقبة الذاتية التي تجعل العبد لا يأتي ولا يذر إلا ما يرضى الله سبحانه وتعالى عنه، وأنى يكون صيام إن ضعف الوازع أو غابت المراقبة،
�� والحال ذاته في حفظ الجسد ورعاية البدن، فهو يخلق عادات وسجايا حميدة فيما يتعلق بطعام الإنسان وشرابه، يتحكم الصائم في المأكل والمشرب كما أنك تمنح الجسد راحة يلتقط فيها أنفاسه من عام بأكمله قضيته في نيل الحظوظ الوافرة من الرغبات .. سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
سؤال: هل انت جاد في تغيير حياتك خلال شهر رمضان للأحسن؟
�� خميس بن سليمان المكدمي