ارْحموا تُرحموا
فقد أحد الأبوين أو كلاهما ليس بالأمر السهل على الإنسان . إنه يجعل بالعمر غصة
وكسر داخل النفس لا يبرأ وإن أراد النسيان . اللهم والطف بكل يتيم وأجبر كسره يا رب .
إن المسلم يعلم يقينا أن رسولنا محمد صل الله عليه وسلم . لم يأمر بشيء إلا وكان به
الخير الكثير الذي يوصل لمرضاة الله سبحانه ومن رضي الله عنه كافئه بالجنة وأي خير أعظم
من دخول الجنة .
لذلك وصى النبي صلوات الله عليه وسلامة باليتيم خيراً وهو المجرب لحال اليتيم الذي جرب
حال الانسان عندما يفقد الأب أو الأم أو كلاهما .
فقال ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعية السبابة والوسطى)
صلوات الله عليه وسلامه .
المسلم توّاق لهذا العمل الذي يدخله الجنة مع رسول الله . لكن ظروف البشر لا تأتي على
ما يريدون وبهذا حكمة من الله سبحانه وخير للعبد لا يعلمها سواه سبحانه .
اليتيم
لا أحد يستطيع وإن حرص على وصف شعور اليتيم ويصف حالته . كمن يعلم أن النار تحرق
ولكن لا يعلم شدة الألم من حرقها إذا لم يلمسها ويشعر بحرقها وألمها . وهكذا شعور اليتم .
إنه كسر وشرخ بداخل نفسه وألمه كبير وحزنه أكبر لأن الإنسان بطبعه ضعيف لا يتحمل
وخزة إبره فكيف بهذا المصاب الجلل الذي يهز كيانه ويزلزل روحه بهذا الفقد .
وما أروع ذلك الانسان الذي يمنحه ولو جزء يسير ويعوضه ولو بالقليل عن هذا بأن يعطف عليه
ويرحمه ويسمح الدمعة من عينه ويمسح على رأسه وإن لم تربطه به أي علاقة قربى
ولكن إن كان قريباً فهذا يزيد بالأجر أولا أنه جبر بخاطرة ليتمه وثانياً صلة لقرابة الدم .
نعلم أن لا شيء بالدنيا يعوض الإنسان عن والديه ولكن جرعة من حنان ويد عطف تمد
لتخفف عنه بعضاً مما يشعر داخل نفسه وروحه . عندما تكون المناسبات ويرى أن الأطفال
بمثل عمره يحتضنون الأباء والأمهات وهو يتحرق لذلك الحضن الذي يضمه وتلك الأذرع التي
تحضنه وتضمه للصدر لتتعانق نبضات القلب بحب وحنان .
لهذا وعد رسولنا صل الله عليه وسلم كافل اليتيم بالجنة لعظم أمر العطف عليه ورعايته
وكافلته في أمور حياته حتى يشتد عودة ويعتمد على نفسه . لأن هذا العمل العظيم
من تكاتف المسلمين فيما بينهم وتراحمهم فيما بينهم .
اللهم وألطف بكل يتيم وهيأ له من يقوم برعايته ويمنحه الحب والحنان .
اللهم واجبر كسرهم وقوي عزائمهم ويسر أمرهم وحنن القلوب عليهم يا رب .
مما استوقفني