اتفقا شمس الأصيل وعذب القوافي للذهاب للصحراء جهة الشمال للصيد واتصلا وبلغاني بالأمر ولكني اعتذرت منهما لأنني كنت مرتبطا بعمل مهم يتحتّم عليّ أن أنجزه بنفسي ..
نبّهت عليهما بعدم التّوغل في الصحراء لان مخاطر الصحراء كثيرة .. وليحتاطا بالإكثار من الماء .. لان أكثر الناس تموت من العطش ..
فطمناني بأنهما استعدا بكل شيء .. فدعوت الله أن يحفظهما ويردهما إلينا سالمين غانمين وبالصيد الوفير صائدين !
كانت مدة رحلتهما يومين .. اتصلت عليهما عصر ذلك اليوم للاطمئنان عليهما ولكن لم يكن هناك اتصال كانت جميع جولاتهما مقفلة .. دعوت الله أن يجعل أمرهما خيرا !
أحسست بانقباض في صدري وطردت وساوس الشيطان من قلبي واستعذت بالله من الشيطان الرجيم .. داهمني القلق وحاصرني من جميع النواحي .. حيث اخذ عليّ مضجعي وسيطر على جميع حواسي وكياني ..
حاولت أن اخلد للنوم ولكن هيهات .. والشيطان لي بالمرصاد ..
اتصلت على يمك دروبي للسؤال عنهما ربما اتصلا عليه .. أو لعله يعرف أين مكانهما ؟
وأيضا اتصلت بحلم الأمل لعلي اعرف شيئا من خبرهما !
ولكن الجميع أجابا بالنفي .. وطمناني عليهما إن شاء الله أن يكون في الأمر خير ..
مرت اليومين المقررة لرحلتهما ولم يعودا .. هنا استنفرت بالزملاء أبو عبد الرحمن .. وأبو فيصل .. وأبو انس .. وأبو محمد .. وأبو صالح وأيضا بحلم الأمل .. ويمك دروبي ..
وتجمعنا في نقطة مُعينة حددتها لهم حتى نضع خطة محكمة وقسمنا المنطقة التي ذهبا إليهما كالتالي :
محيط الدائرة 90درجة شمالا كل اثنان يركبون في سيارة دفع رباعي .. أبو عبد الرحمن .. وأبو فيصل .. وأبو انس .. وأبو محمد .. يبحثون في الشمال الشرقي .. وأبو صالح وحلم الأمل وشهاب الليل ويمك دروبي في الشمال الغربي .. بعدما أن تزودنا بالماء والطعام ومستلزمات القهوة والشاي !
واتفقنا على منطقة حددناها يكون فيها الاتصال متوفر .. ولطلب الدعم والمساعدة من الجميع ويكون اجتماعنا عصرا في هذه المنطقة ..
أخذنا إحداثيات هذه المنطقة واتجهنا كلا في طريقه المُحدد له !
وإذ بهاتفي الجوال يرن وإذ بعذب القوافي يستنجد بي لأنقذه هو وشمس الأصيل .. لان سيارة عذب قد سقطت في الرمال .. ولم يكن احدٌ قريبا منهما لإنقاذهما .. لذا اتصلا بي .. وأعطاني إحداثيات المنطقة التي هم فيها .. فذهبت على وجه السرعة ..
سرنا إليهما ترفعنا هضاب .. وتحطنا مِهاد .. وما زلا سائرين حتى لمحناهما من بعيد وهما يلوحان لنا بأيديهما تارة .. وبالصوت تارة ..
كانا في حالة مزرية من التعب والعطش والجوع .. كانا أشعثا اغبرا الرأس حفاة القدمين .. فلما رأينا ما بهما هششنا .. وبششنا في وجهيهما !
تعانقنا وذرفنا الدموع وحمدنا الله على سلامتهما !
وأعطيناهما قليلا من الماء محلى بالتمر ليطفيا عطشهما .. وليرفعا السكر المنخفض عندهما ..
نكمل في الحلقة الثانية
صورة شمس الاصيل وعذب القوافي حينما وجدناهما تائهان في الصحراء !